الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا قال المصنف رحمه الله تعالى باب في الايمان بالنظر الى الله عز وجل. قال محمد من قول اهل السنة ان المؤمنين ربهم في الاخرة وانه يحتجه على الكفار والمشركين فلا يرونه. وقال عز وجل للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وقال وجوههم يومئذ يومئذ ناضرة الى ربها ناضرة. وقال كلا انهم عن ربهم يومئذ لم يكتمون. سبحان من لا تدركه الابصار. وهو يدرك الابصار وهو الخبير. وحدثنا احمد بن عبد الله احمد بن وظاح عن موسى ابن معاوية ابن جراح عن اسماعيل ابن ابي خالد وابن ابي حازم ابن جرير ابن عبد الله البجلي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر فقال هل هل ترون هذا القمر؟ قلنا نعم. قال هكذا ترون ربكم يوم القيامة لا تضامون في رؤيته. قالوا اي والله حدثني حضرة ابن الحسن المروزي قال حدثنا سفيان ابن عميلة عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة قال قال يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر وليس دونه حجاب قالوا لا قال فهل تبارون في رؤية الشمس في الظهيرة وليس دونها حجاب؟ قالوا لا قال فلا تظار في رؤيتي الا كما تضارون في رؤية احدهما. وعن ابن وضاح قال وحدثني ابراهيم ابن نوح ابن نوح الموصل قال حدثنا يزيد ابن هارون عن حماد ابن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة نودوا يا اهل الجنة ان لكم موعدا قالوا وما هو؟ الم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة؟ وينجي من النار قال فيكشف الحجاب فيظهر فينظرون اليه. والله ما اعطاهم الله الله شيئا احب اليهم منه ثم تلا الاية للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وحدثني ابي عن علي عن ابي داود عن يحيى قال حدثني يونس ابن ابي اسحاق الهمداني عن ابيه عن عامر ابن سعد البجلي قال قرأ ابو بكر الصديق هذه الاية او قرأت عليه فقال هل تدرون ما الزيادة زيادة النظر الى وجه ربنا. وعن يحيى قال وحدثني المسعودي عن المنهال بن عمرو عن ابي عبيدة ابن عبد الله ابن عتبة عن ابن مسعود انه قال سارعوا الى الجمع في الدنيا فان الله عز وجل يبرز لاهل الجنة يبرز لاهل الجنة في الجنة في كل يوم جمعة في كثير من كافور. من كافور ابيض فيكونون منه في القرب طاعتهم الى الجمع في الدنيا فيحدثوا فيحدث لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه قبل. ذلك ثم لم يكونوا رأوه قبل ذلك ثم ذلك ثم يرجعون الى فيجدونه قد احدث لهم ايضا. قال يحيى وسمعت غير المسعودي يزيد فيه. وهو قوله ولدينا مزيد وعن يحيى قال محدثني سعيد حق قتادة ناضرة قال نعم الى ربها ناظرة قال تنظر الى الله قال يحيى وانما ينظر اليه واما الكافرون فيحتجب عنه وهو قوله كلا انهم عن ربهم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى ومن قول اهل السنة ان المؤمنين يرون ربهم في الاخرة وانه يحتجب على الكفار والمشركين فلا يرونه. وهذا هو ما يعتقد اهل السنة ان الله سبحانه وتعالى يرى وانه يرى وانه يرى في جهة العلو سبحانه وتعالى وادلة رؤية الله عز وجل كثيرة من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى رب ناظرة فقال تعالى كلا ان من ربهم اذ لمحجوبون. فدليل انه لما حجب هؤلاء افاد ان اولئك قد رأوا ومنها قولوا تعالى الذين احسنوا الحسنى وزيادة للذين احسنوا الحسنى وزيادة. فقوله الى ربها ناظرة نص صريح ودليل واضح على ان اهل الايمان يرون ربهم على الارائك ينظرون ينظرون الى وجه الله عز وجل فالرؤية ثابتة بالكتاب والسنة واجمع اهل السنة على اثباتها لله عز على اثباتها وان اهل السنة ربهم بل يجب بل مجمعون على ان افضل نعيم واعظم لذة ان ترى الله سبحانه وتعالى الذي كمل في جلاله وجماله وكماله سبحانه وتعالى فما اعطي اهل الجنة نعيما اعظم من رؤية الله عز وجل بل برؤيته ينسى اهل الجنة كل نعيم كان لهم قبل ذلك فسبحان من لا تدركه الابصار وهو يدرك ارسله اللطيف الخبير سبحانه وتعالى. ثم ساق هنا احاديث تدل على ذلك من عن قيس بن ابي حازم عن عن جرير بن عبدالله البجلي او البجلي قال كنا عند رسول الله وسلم فقال هل ترون القمر؟ قلنا نعم قال هكذا ترون ربكم يوم القيامة لا تضامون في رؤيته ولا تضارون في رؤيته. وجاء في ابي هريرة وفي الحديث ايضا ابي سعيد الخدري انه قال هل ترون هل قالوا يا رسول هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال هل تضارون في رؤية القمر؟ هل تضارون في رؤية الشمس؟ ليس دون سحاب؟ قال انكم كما ترون القمر ليس ليلة البدر ليس دونه سحاب. وهذه نصوص صريحة صحيحة تدل على ان اهل تدل على ان الله يرى والله يرى في عرصات القيامة لاهل الايمان ويرى في الجنات. والناس في الجنة يتفاوتون في رؤيته على قدر ايمانهم وعلى قدر درجاتهم ومنازلهم فمنهم من يرى الله غدوة وعشية ومنهم من يرى الله قدوة ومنهم من يرى الله كل سبتا منهم من يرى الله قل من ذلك فالمقصود ان العبد كلما علت درجته كلما زادت رؤيته لربه سبحانه وتعالى. ويخالف في هذا المسألة جميع المبتدعة من جهلية ومعتزلة حتى الاشاعرة لا يثبتون رؤية الله عز وجل وانهم قالوا انه يرى لكن لا يرى في جهة لا يحدون الجهة التي يرى فيها ربنا سبحانه وتعالى لكن الذي عليه اهل السنة وهم متفقون عليه ان اعظم نعيم لاهل الجنة هو رؤية الله سبحانه وتعالى وكذلك هم يرونه في عرصات القيامة. واحتج المانعون من الرؤيا من المعتزلة والجهمية بقوله تعالى لا تدركه الابصار وبقوله تعالى قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل واما الرؤيا تقتضي التحييز والتحجيم وهذا كله قول باطل. اما قوله تعالى لا تدركوا الابصار. نقول هو حق. ولا نكذب بكلام الله عز وجل فان الادراك ليس بمعنى ليس معنى الرؤية وانما الادراك والاحاطة من كل وجه والله لا تدرك الابصار رؤية احاطة بل هو يرى ولا يحاط به. يرى ولا سبحانه وتعالى فنأخذ بالاية ونقول لا تدرك الابصار من اي ان الابصار لا تمكن ولا تستطيع ولا تقوى ان تدرك ذات ربنا سبحانه وتعالى برؤيته فمعنى قوله لا تدرك الابصار اي رؤية احاطة كما قال تعالى فلما فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا فاثبت الرؤيا ونفى ونفى الادراك وانت ترى السماء ولا تدركها كاملة انت ترى السماء ولا تدركها وترى القمر ولا تدركه كاملا لان له جهة اخرى مقابل تلك اذ رأيت فانت تقول رأيت الجهة التي تقابلك. واذا كان هذا جزء من خلق الله عز وجل فكيف بالرب سبحانه وتعالى؟ واما قوله تعالى لن تراني فليس فيه النفي المؤبد وان في نفي الرؤية الان ودليل النفي المعلق هنا والمؤقت انه علق الرؤيا بثبات الجبل واستقراره وقال له لكن انظر الجبل ان لن تراكم فان استقروا كانوا فسوف فسوف فسوف تراني فلما تجلى ربه جعله دكا وخر موسى صعقا فهنا افاد ربنا سبحانه وتعالى ان الجمل لو ثبت تتمكن موسى من رؤية الله عز وجل. ولو كان سؤال موسى غير جائز او ان رؤية الله لا يمكن لقال له ربه سبحانه وتعالى ما اياك ان تسألني بما ليس لك به حق كما قال ذلك لانه عندما سأل ربه ان يغفر لابنه قال له انه عمل غير صاف لا تسألني ما ليس لك به علم فعاتبه على تؤدي ولم يعاتب موسى على سؤاله وانما قال لن تران ولكن انظر الى الجبهة استقر مكانه سوف تراني فلما تجلى ربك وخر موسى صعقا فهذا دليل على ان ان رؤية الله ممكنة وانما النفي متعلق بالدنيا لان لان البصر الذي يفنى الان لا يستطيع ان يرى الباقي الابصار الفانية لا يمكن ان ترى الباقي سبحانه وتعالى ولا تستطيع ان تطيق او تطيق رؤية الله في الدنيا ولكن كما قال مالك اذا كان يوم القيامة اعطى الله اهل الجنة ابصارا لا تفنى حتى تستطيع ان ترى الذي لا يفنى سبحانه وتعالى. فهنا لن تراني هو نفي مؤقت ما دام في هذه الدنيا وليس فيه نفي مؤبد لانهم يقولون ان النفي هنا نفيا انه نفي مؤبد ولو كان نفيا مؤبدا لكما قال تعالى ولن تمنوه ابدا فلو كان النفي بحقه اه لو كان النفي مؤبد لما اتبعه بقوله ابدا ولما تمنى اهل النار الموت ان اهل النار اذا دخل النار تمنوا الموت فلو كان وليتمنوه ابدا لافاد انهم لم يتمنوه لن يتمنوه لا في الدنيا ولا في الاخرة مع ان هنا هنا اتبع بالتأبيد ومع ذلك اذا دخل اهل النار النار قالوا يا مالك اقضي علي ربك بل يتمنون الموت ويتمنون ان يموتوا فافاد ان لن حتى ولو اكدت بالتأبيد لا تفيد التأبيد المطلق وانما تفيد التأبيد الدنيوي. فكيف وقد خلت من التأبيد؟ فافادت ان لن هنا هي مجرد النفي المؤقت اي انك لن تراني الان وما دمت حيا وكما اعلموا كما قال وسلم عندما سئل هل رأيت ربك؟ قال نور انا اراه وحديث عمر لانه لن توا ربكم حتى حتى تموت ولن يرى احد ربه حتى يموت. فرؤية الله في الدنيا لا يمكن ان تكون ولا يستطيعها العبد. حتى يموت فاذا مات في عرصات القيامة يرى ربه واذا دخل الجنة رأى ربه ايضا ثم ذكر مسألة اخرى ومسألة هل الكفار يرون الله عز وجل اما في الجنة فهذا محل اجماع الاتفاق انهم لا يرون ربهم سبحانه وتعالى. وانما الخلاف في العرفات والصحيح ايضا ان في العرصات ان الكفار وان الكفار لا ترون الله عز وجل فهو فمن اهل من قال انهم يرون بقوله تعالى كلا انهم عنهم وان لمحجوبون. قال ولا يسمى حجب الا بعد رؤية. ولكن الصحيح ان الحج يكون الحج مطلقا قد حجبته ويكون معنى ذلك انه لم يره ابدا فلا يقتضي الحج انه سبق له رؤية بل يعاقبه ربنا سبحانه تعالى فلا يمكن من رؤية الله عز وجل وهناك من يرى انهم يرونه ثم يزيد تعذيبهم ان يحرم من رؤية الله عندما يرون جلاله لكن الاصل ان رؤية الله لذة والكفار لا يتحقق لهم هذه اللذة لا في العرصات ولا في الجنات صحيح من اقوال اهل العلم ان الكفار والمنافقون ان الكفار والمنافقين لا يرون الله لا في العرصات ولا في في عرصات ولا في غيرها. واما قول انكم سترون كما ترون القمر فليس فيه تشبيه تشبيه المرء بالمرء وان في تشبيه الرؤيا بالرؤيا ان الرؤيا رؤية حقيقية بالاعيان والابصار فكما ترى القمر بعينك وبصرك كذلك سيرى اهل الايمان ربهم اعيادهم وابصارهم نسأل الله ان يرزقنا واياكم رؤيته وان وان يرزقنا لذة النظر الى وجهه الكريم ويمتع ابصارنا بالتلذذ بالنظر الى وجه الكريم الذي كمل في جلاله وجماله وكماله سبحانه وتعالى والله اعلم