نعم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى والقول الثاني ان صحائف الاعمال هي التي توزن ويدل على ذلك ما روى الامام احمد عن عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يستخلص رجلا من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر. ثم يقول اتنكر من هذا شيئا؟ اظلمك كتبت الحافظون؟ قال لا يا رب قال افلك عذر او حسنة؟ قال فبهت الرجل فيقول لا يا رب. فيقول بلى ان لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة فيها اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول احضروه فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول انك لا تظلم. قال فتوضع والسجلات في كفة والبطاقة في كفة. قال فطاشت السجلات وثقلت البطاقة. قال ولا يثقل شيء مع بسم الله الرحمن الرحيم ورواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حسن غريب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد حديث المصنف هنا رحمه الله تعالى عن الميزان الذي ينصب يوم القيامة ميزان العدل والقسط. ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلموا نفس شيئا وهو ميزان دقيق غاية الدقة فهو بموازين الذر. كما قال الله تبارك وتعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وهو ميزان حقيقي ليس الميزان مجرد العدل بل هو ميزان حقيقي له كفتان كفة توضع فيها الحسنات وكفة توضع فيها السيئات وفي هذا الميزان الذي ينصب في ذلك اليوم العظيم اظهار لكمال عدل الله سبحانه وتعالى واقامة اقامة للحجة على العباد حيث يرى كل عامل عمله يوزن بميزان عدل لا حيف فيه ولا ظلم يؤتى حسناته فتوضع في كفة ويؤتى بالسيئات فتوضع في كفة ويرى امر نفسه ومآل حاله من خلال ما يراه في هذا الميزان ثقلا وخفة فمن ثقلت موازينه ومن خفت موازينه يرى ذلك والله سبحانه وتعالى غني عن الميزان فليس نصبه سبحانه وتعالى لهذا الميزان لحاجة اليه فالله سبحانه وتعالى غني عن ذلك والغني جل في علاه لكن هذا من كمال عدل الله سبحانه وتعالى واظهار عدله للعباد واقامة الحجة عليهم بما يرونه ويعاينونه ويشاهدونه من وزني اعمالهم ثم من بعد هذا الوزن يكون المآل اما الى الجنة واما الى النار فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فامه هاوية فمن بعد هذا الوزن يكون المآل اما الى الجنة واما الى النار وقد دلت الاحاديث التي جاء جاءت بذكر الميزان ان الاعمال نفسها توزن قد ذكر ذلك المصنف رحمه الله تعالى وذكر ايضا الشواهد على ذلك والدلائل فقد اورد في هذا السياق اه حديث النواس ابن سمعان يؤتى بالقرآن يوم القيامة واهله الذين كانوا يعملون به. وعرفنا ان المراد بالقرآن اي القراءة التي هي عمل العبد القراءة التي هي عمل العبد فاعمال العبد تكون حاضرة يوم القيامة يؤتى بها يؤتى باعماله توضع الاعمال نفسها في الميزان اعمال العبد الصالحة واقواله كذلك الصالحة نفسها توضع في الميزان واعماله السيئة وكذلك اقواله السيئة نفسها توضع في الميزان وقد قال عليه الصلاة والسلام الحمد لله ماذا نعم تملأ الميزان الحمد لله تملأ الميزان وقال كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان الى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فهذا الذكر العظيم المبارك كذلك القرآن قراءة القرآن وعموم الاعمال الصالحة قولية او فعلية لها ثقل لها ثقل في الميزان وكلما كثرت كان ذلك اثقل في موازين العبد يوم القيامة وسيئات العبد اعماله السيئة اقواله السيئة هي كذلك ايضا توزن وجاءت نصوص اخرى في الميزان لا تعارظ هذا الذي ورد في ان الاعمال نفسها توزن فيها ان صحائف الاعمال توزن في توضع في الميزان. صحائف الاعمال الصحائف التي كتبت فيها الاعمال اعمال العبد صالحها وسيئها وما ذكره رحمه الله تعالى هنا بقوله والقول الثاني ان صحائف الاعمال هي التي توزن ان صحائف الاعمال هي التي توزن وذكر شاهد شهد ذلك الحديث الصحيح حديث عبدالله بن عمرو اه ابن العاص وهو عند احمد و الترمذي وابن ماجة وغيرهم ان النبي صلى الله عليه وسلم اه قال ان الله يستخلص رجلا في بعض الروايات يدعى برجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة يستخلص ان يدعى يؤتى به يؤتى به من بين الناس الوزن وزن اعماله فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر اي من كثرة السيئات التي عند اه هذا الرجل تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر فيقال اتنكر من هذا شيئا اظلمك كتبت الحافظون؟ قال لا يا رب. قال افلك عذر او حسنة قال فبهت الرجل فيقول لا يا رب فيقول بلى ان لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم عليك فيخرج له بطاقة يقول ابن تيمية رحمه الله بطاقة بقدر الكف كف اليد بطاقة يقول ابن تيمية بقدر كف اليد فيها لا اله الا الله فيقول الرجل ما هذه البطاقة ما هذه البطاقة؟ هي التي هي بقدر كف اليد مع هذه السجلات التسعة هو التسعين كل سجل منها مد البصر قال فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة هذا فيه دليل على ماذا نعم انه ميزان حقيقي له كفتان كفة توضع فيها الحسنات وكفة توضع فيها السيئات فتوضع البطاقة في كفة فيها لا اله الا الله والسجلات التي هي كل سجل مد البصر توضع في الكفة الاخرى فيقول الرجل ما هذه البطاقة مع هذه السجلات وظاهر النظر ظاهر النظر ان بطاقة بقدر كف اليد مع سجلات كل سجل منها مد البصر عددها تسعة وتسعون سجلا ان هنا لا تصنع شيئا قال ولهذا قال الرجل نفسه ما هذه البطاقة؟ مع هذه السجلات اي انها لا تصنع شيئا مع هذا السجلات الكثيرة والحمل الثقيل منع الذنوب قال فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة فثقلت البطاقة انتبه فمن ثقلت موازينه فثقلت البطاقة وطاشت السجلات ولا يثقل مع اسم الله شيء ولا يثقل مع اسم الله شيء هذا الحديث من الاحاديث العظيمة غاية في باب الرجاء رجاء رحمة الله سبحانه وتعالى وفيه فظل كلمة التوحيد لا اله الا الله وعظم شأن هذه الكلمة وهي نجاة العبد يوم القيامة وفيه ان نفع هذه الكلمة لقائلها انما يكون بحسب حاله لانك ايضا وهذا هو الاصل في باب الاحاديث احاديث الوعد والوعيد ان تجمع ويتفقه في الامر في ضوء جمعها لا باخذ بعظها منفردا لان من اخذ بعظ نصوص الوعد منفردا النصوص الوعيد يا ينحرف به المعتقد مثل من يأخذ نصوص الوعيد ويهمل نصوص الوعد ينحرف ايضا بالمعتقد فانت اذا ضممت الى هذا الحديث ما جاء في النصوص ان اهل الكبائر يدخلون النار يوم القيامة وهم يقولون لا اله الا الله فهم يقولون لا اله الا الله يتبين لك ان هذا الرجل الذي ذكر في هذا الحديث قال لا اله الا الله قولا قام في قلبه من الصدق والاخلاص واليقين والثقة بالله سبحانه وتعالى ما جعل هذه الكلمة بهذا الثقل ليس كل من يقول هذه الكلمة يكون لها هذا الوزن وهذا الثقل بل ثمة ما هو اعظم من ذلك هناك من يقول لا اله الا الله ولا يكون لهذه الكلمة في ميزانه يوم القيامة اي وزن وهم اهل النفاق الذين اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا. قالوا لا اله الا الله محمد رسول الله لكن ما قالوها عن ايمان فهم يوم القيامة في الدرك الاسفل من النار فعاد نفع هذه الكلمة قوة وظعفا ثبوتا وانتفاء بحسب ما قام في قلب قائلها من الصدق والايمان ولهذا فان هذا الرجل قام في قلبه من الصدق الايمان واليقين والاخلاص والثقة بالله سبحانه وتعالى ما جعل هذه الكلمة تكون بهذا الثقل العظيم. قال فثقلت البطاقة وطاشت السجلات ومن المتيقن ايضا في في في ومن المتيقن ايضا في هذا الباب ان هذه السجلات ليس فيها الكفر الناقل من الملة لان الكفر الناقل من الملة محبط للعمل ومبطن له ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين فالحاصل ان هذا الحديث دليل واضح على ان الصحف صحف الاعمال توزن يوم القيامة توضع الصحائف الحسنات في كفة وصحائف السيئات في كفة. نعم قال رحمه الله تعالى والثالث ان الموزون ثواب العمل وهو اضطراد ما نقله الترمذي في معنى حديث النواس رضي الله عنه. قال رحمه الله تعالى الثالث ان قال رحمه الله تعالى الثالث ان الموزون ثواب العمل ان الموزون ثواب العمل وهو اضطراد ما نقله الترمذي في معنى حديث النواس حديث النواس مر معنا قريبا قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام يؤتى بالقرآن يوم القيامة واهله الذين كانوا يعملون به قال آآ الترمذي رحمه الله معنى هذا الحديث عند اهل العلم انه يجيء ثواب قراءته للقرآن فيقول المصنف رحمه الله تعالى وهذا اضطراد آآ حديث آآ النواس ابن سمعان وما نقله الترمذي رحمه الله تعالى من كلام لاهل العلم في وفي معنى الحديث واتيان الاعمال والحديث دل على ان الاعمال يؤتى بها ان الاعمال يؤتى بها ويراها العامل يراها العامل يوم اه القيامة وجاء وصف في بعض الاحاديث كما تقدم معنا للاعمال نفسها تأتي على اي صفة وفيما يتعلق بالوزن فيما يتعلق بالوزن فان الثواب والعقاب هو ثمرة الوزن الثواب والعقاب هو ثمرة الوزن فالذي يوزن العمل نفسه ثم ثمرة وزن العمل او وزن صحائف العمل يكون الثواب والعقاب يكون الثواب والعقاب الثواب والعقاب هو ثمرة الوزن نعم قال رحمه الله تعالى والرابع ان الموزون هو العامل نفسه ويدل لذلك ما روى احمد عن علي رضي الله عنه ان ابن مسعود رضي الله عنه صعد شجرة يجتني الكباث فجعل الناس يعجبون من دقة ساقيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده هما في الميزان اثقل من احد وروى البخاري في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة فقال اقرأوا فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ولابن ابي حاتم عنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل الاكول الشروب العظيم فيوزن بحبة فلا يزنها قال وقرأ فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. رواه ابن جرير وروى البزار عن عبد الله بن بريدة عن ابيه رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل رجل من قريش يخطب في حلة الله فلما قام على النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بريدة هذا ممن لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزنا قال رحمه الله تعالى الرابع ان الموزون هو العامل اه العامل نفسه ان ان الموزون هو العامل نفسه اه مر معنا وزن الاعمال ومر معنا وزن صحائف الاعمال وعد رحمه الله ثالثا ثواب العمل وعرفنا ان ثواب العمل ثمرة الوزن والثالث منها وزن العامل. وزن العامل آآ نفسه ان يوزن يوضع العامل نفسه في الميزان يثقل او يخف يثقل او يخف وهذا الثقل والخف والخفة لا علاقة له بحجمه هل هو كان سمينا في الدنيا او نحيف هل كان متينا او نحيلا؟ هذا لا علاقة له لا علاقة له بهذا الوزن وانما من كان صاحب طاعة وايمان وصدق واخلاص وان كان من انحل الناس جسما يثقل الله به ميزانه بما قام به من طاعات وصدق واخلاص لله سبحانه وتعالى وبالمقابل الرجل السمين الوزن الثقيل في الدنيا اذا وضع في الميزان لا يقام له وزن ولا يكون له وزن مع ثقل حجمه او كبر حجمه وجسمه في فالدنيا لا يكون له اي ثقل في الميزان ولهذا اورد المصنف حديث ابن مسعود رضي الله عنه عندما صعد الشجرة يجتني منها فجعل الناس يعجبون من دقة ساقيه يعجبون من دقة ساقيه يعني نحولة ساقيه فقال النبي عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده هما في الميزان اثقل من احد هما في الميزان اثقل من احد احد نعرفه ونراه وعندما تنظر في المعنى الظاهر لنا ساق وجبل نعم ساق نعيلة وجبل عظيم قال هي اثقل منه فاذا ليس المرد على المرد في الوزن وزن العامل يوم القيامة على اه ظخامة جسمه او نحول جسمه وانما المرد على العمل الذي قام به فقال عليه الصلاة والسلام الذي نفس نفسي بيده هما في الميزان اثقل من احد بالمقابل يؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة لا يزن عند الله جناح بعوضة وتلا عليه الصلاة والسلام فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا والكافر لا توزن اعماله لان كل اعماله الصالحة ابطلها ماذا كفره ابطلها كفره فاصبحت لا وزن لها فاسدة باطلة نعم قال رحمه الله تعالى قلت والذي يستظهر من النصوص والله اعلم ان العامل وعمله وصاحبه قد تكون استظهر وقد تكون استظهر يعني قد يكون يقصد هذا الذي يستظهره هو قد يكون يشير الى ما وقف عليه من كلام اهل العلم فيقول والذي استظهر وهو الاقرب عندي. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى قلت والذي استظهر من النصوص والله اعلم ان العامل وعمله وصحيفة عمله كل ذلك يوزن لان الاحاديث التي في بيان القرآن قد وردت الاحاديث التي في بيان الوزن. انا عندي القرآن لكن هذا تصحيف الاحاديث التي في التي في بيان الوزن قد وردت بكل ذلك احسن الله اليكم لان الاحاديث التي في بيان الوزن قد وردت بكل ذلك ولا منافاة بينها. نعم يعني الذي استظهر من النصوص وفيها كما تقدم معنا ان العمل يوزن وان الصحائف توزن وان العامل نفسه يوزن هذه لا تعارظ بينها. بعظ العلماء حمل ذلك على احوال والعرصات مواقف فبعضهم حمله على احوال يعني مرة كذا ومرة كذا او يكون لبعض الناس هكذا حمل بعض اهل العلم لكن الاظهر ما ذكره الشيخ رحمه الله تعالى ان ان هذا كله يكون بدلالة النصوص عليه توزن الاعمال وتوزن الصحائف ويوزن العامل نفسه ولله سبحانه وتعالى في ذلك حكمة نعم قال رحمه الله تعالى ويدل لذلك ما رواه احمد رحمه الله تعالى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في قصة صاحب البطاقة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضع الموازين يوم القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة ويوضع ما احصي عليه فيمايل به فيمايل به الميزان. قال فيبعث به فيبعث به الى النار. قال فاذا ادبر اذا صائح من عند الرحمن عز وجل يقول لا تعجلوا فانه قد بقي له فيؤتى ببطاقة فيها لا اله الا الله فتوضع مع الرجل في كفة حتى يميل به الميزان فهذا الحديث يدل على ان العبد يوضع هو وحسناته وصحيفتها في كفة وسيئاته مع صحيفتها في الكفة الاخرى وهذا غاية الجمع بينما تفرق ذكره في سائر احاديث الوزن ولله الحمد والمنة نعم آآ هذا غاية الجمع بينما ذكره في سائر احاديث الوزن ان الكل يوزن العامل والصحائف والاعمال نفسها والله سبحانه وتعالى له اه الحكمة البالغة في ذلك. وقوله هنا في سائر احاديث الوزن هذا يصحح لنا الكلمة التي اه قدمت لكم تصحيحها قول فيما سبق يوزن لان الاحاديث التي في بيان القرآن هي في بيان اه الوزن كما قدمت نعم قال رحمه الله تعالى وروى احمد عن عائشة رضي الله عنها ان رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس بين يديه فقال يا رسول الله ان لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني واضربهم واشتمهم فكيف انا منهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك اياهم. فان كان عقابك اياهم بقدر ذنوبهم كان لا لك ولا عليك وان كان عقابك اياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك. وان كان عقابك اياهم فوق ذنوبهم مقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهتف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما له لا اقرأوا كتاب الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا. وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين. فقال الرجل يا رسول الله ما اجد شيئا خيرا من فراق هؤلاء يعني عبيدة اني اشهدك انهم احرار كلهم ثم ختم رحمه الله بهذا الحديث العظيم حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وختموا بهذا الحديث اتمنى احسانه واجادته ونصحه رحمه الله تعالى لان هذا الحديث كما ترون فيه اثر هذه العقيدة واثر الايمان الصحيح على العمل والسلوك وان الناس فعلا بحاجة الى ان يذكروا بالميزان وان يبين لهم ان هذه الاعمال ستوزن وان كلا يأخذ حقه وان الميزان ميزان دقيق لا يظلم الله سبحانه وتعالى الناس شيئا فيه القسط والعدل فختم المصنف رحمه الله تعالى الاحاديث والمسائل المتعلقة بالميزان بهذا الحديث هو من حسن البيان والنصح والاجادة في الافادة رحمه الله تعالى قالت عائشة رضي الله عنها ان رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس بين يديه فقال يا رسول الله ان لي مملوكين اي عبيد يملكهم يكذبونني ويخونونني ويعصونني هذه فعائلهم خيانة وكذب وعصيان واضربهم واشتمهم هذا فعائلي معهم فعائلهم خيانة وكذب وعصيان وفعائلي معهم شتم وضرب فكيف انا منهم فكيف انا منهم هذه الكلمة كون المرء يثيرها في نفسه مهم جدا في حياته انظر كيف كانت نجاة هذا الرجل من المهم جدا ان يثير الكلمة هذه في نفسي كيف انا منهم؟ ان كان لك عمال خدم متعاملين ناس تعاملت معهم اساءوا اليك اسأت اليهم ظلموك ظلمتهم لا بد ان تقول كيف انا منهم لابد ان تقول كيف انا منهم ان قلتها الان خير لك من ان تقف على الامر في ذلك اليوم العظيم ان قلتها الان وعملت على الاصلاح الخطأ الذي منك وتخليص نفسك فهذا نجاة لك فهذه كلمة والله عظيمة قالها هذا الرجل حصل منهم وحصل مني فكيف انا منهم فكيف انا منهم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يحسب يعني يوم القيامة ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك اياهم هذا يحسب وهذا يحسب هذا يوزن وهذا يوزن فان كان عقابك اياهم بقدر ذنوبهم العقاب على قدر الذنب ان كان على قدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك ظلمت فعاقبت بقدر المظلمة فالامر كفافا لا لا لك ولا عليك وان كان عقابك اياهم دون ذنوبهم يعني عاقبتهم بعقوبة اقل من الظلم الذي ظلموك والاساءة التي اساءوا اليه كان فضلا لك كان فظلا لك وان كان عقابك اياهم فوق ذنوبهم العقاب الذي عاقتهم اشد واعظم من ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك الفضل الذي بقي قبلك الرجل لما سمع هذا هذا الامر وهذه الدقة في الوزن يوم القيامة اثر فيه تأثيرا عظيما جدا فجعل الرجل يبكي فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهتف اي من شدة البكا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما له لا يقرأ كتاب الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين فقال الرجل وقد اثرت فيه الموعظة ونفعه هذا الموقف العظيم والتذكير البالغ فقال الرجل يا رسول الله ما اجد شيئا خيرا من فراق هؤلاء يعني عبيدا وقصده بفراقهم عتقهم في اني اشهدك انهم احرار كلهم اعتقهم في ذلك المجلس اعتقهم كل ما ابقى لنفسي واحدا منهم وهذا من اثر العقيدة على العمل ولهذا فان الناس بحاجة الى العقيدة الناس بحاجة الى العقيدة الصحيحة ودراستها والافادة منها لان حسن المعتقد وصحته صلاح للعمل استقامة للديانة وخلاص من الذنوب باذن الله سبحانه وتعالى هذا النفع للاعتقاد حجمه في التأثير بحسب حجمه في الرسوخ في القلب انه كلما رسخ في القلب كان ذلك اعمق في التأثير ويظهر الرسوخ حضور هذا الايمان في المواقف كلها يعني كثير من الناس يمشي في حياته ويعامل الناس ولا يستحضر ان ان عمله هذا يوزن وانه يحاسب وان الحقوق تؤدى يوم القيامة لا يستحضر ذلك ويمشي يوما تلو الاخر غير مستحضر. لكن راسخ ايمان ايمانه يقف معه في كل موقف ايمانه يقف معه في كل موقف يحجزه عن الشر والردا ويعينه على الصالحات وابواب الهدى والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له نسأل الله عز وجل ان يجعل ما نقول ونسمع حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خير