الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى ابي عبد الله محمد ابن ابي الزمين باب في الايمان بان الجنة والنار لا يفنيان. قال محمد واهل السنة يؤمنون بان الجنة والنار لا يفنيان ولا يموت اهلها. وقال عز وجل وان الدار الاخرة لهي الحيوان ولو كانوا يعلمون. وقال وان الاخرة هي الدار هي دار القرار. وقال ما ينفد وما عند الله باق. وقال لا يذوقون فيها الموت. وقال ردا على اليهود وتكتيبا له في قولهم. لن تمسنا النار الا اياما معدودة بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته. والسيئة ها هنا الشرك. كذلك قال ابن عباس فاولئك اصحاب والنار هم فيها خالدون. وقال اهل الايمان والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا وقالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور. الذي احلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصيب مكتوب نصيب احسنت. لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لوب الذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا. ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وقال ماكثين في ابدا. وقال تعالى وما هم منها بمخرجين. قال محمد ولو لم يذكروا الله تبارك وتعالى الخلود الا في اية واحدة لكانت كافية لمن شرح الله صدره للاسلام ولكن ردد ذلك ليكون له الحجة البالغة وحدثني اسحاق عن احمد بن عن احمد عن ابن وضاح عن ابن ابي شيبة قال حدثنا محمد ابن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط كيف يقال يا اهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين ان يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال يا اهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين ان يخرجوا من مكانهم الذي كل ان يخرجوا يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال يا اهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين. ان يخرجوا من مكانهم ان يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه. ثم يقال يا اهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين ان يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال لهم هل تعرفون هذا؟ قالوا نعم ربنا هذا الموت فيأمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما خلود فيها تجدون لا موت فيها ابدا. تجدون نعم قال خلود فيها تجدون لا موت فيها ابدا. تجدونه صحيح وحدثني ابي عن علي عن ابي داود عن يحيى قال حدثنا عثمان خلود فيها ولا فيه ما لا تجدون ثم يقال يا اهل النار فيطلعون مستبشرين اخر حديث اخر الحديث فيذبح الى الصلاة ثم يقال للفريقين كليهما كليهما احسن خلود ايوه فيما تجدون ايه لا مكتوب فيها احسن الله فيما تجدون قال كذا في الاصل وفي الكتب وفي كتب الحديث مثل احمد سنن ابن ماجة والله اعلم فيها فيها لا تجدون فيها تجدون خلود فيها تجدون هم والظبط الاخر خلود في تجدون. هم. فيما تجدون يعني هذا خطأ فيما تجدون ثم يقال للفريقين كليهما خلود فيما تجدون لا موت فيها ابدا. لا موت في هذا اليوم. لا موت فيها ابدا. وحدثني ابي عن علي عن ابي داوود عن يحيى قال حدثنا عثمان عن نافع عن ابن عمر. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا ادخل الله اهل الجنة الجنة واهل النار النار نادى منادين يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا ويا اهل النار خلود فلا موت وكل خالد فيما ما هو فيه وعن يحيى قال حدثنا نعيم ابن يحيى عن زكريا ابن ابي زائدة عن ابي اسحاق الهمداني عن عاصم ابن ضمرة عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال اذا اتوجه اهل الجنة الى الجنة مروا بشجرة يخرج من تحت ساقها عينان. يشربون من احدهما فتجري عليهم نظرة النعيم فلا تغير ابشارهم ولا تشعث اشعارهم بعدها ثم يشربون من الاخرى فيخرج ما في بطونهم من اذى وقذى ثم تستقبلهم الملائكة خزنة الجنة فيقولون لهم سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وعن يحيى قال وحدثني سعيد عن قتادة ان عبد الله ابن عمر قال ما نزل على اهل النار اية اشد من قوله فلن نزيدكم الا عذابا. قال فهم في زيادة من العذاب ابدا. وعن يحيى وقال سفيان بلغني انه اذا خرج من النار من اخرج فلم يبقى فيها الا اهل الخلود. فعند ذلك يقول اهل النار ربنا اخرجنا منها فانا عدنا فانا ظالمون ربنا اخرجنا ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون فيقول الله اخشئوا فيها ولا تكلمون فاذا قال ذلك اطبقت عليهم فلم يخرج منها احد وقال يحيى وبلغني عن ابن مسعود قال اذا بقى في النار من يخلد فيها جعلوا فجعلوا في توابيت من نار فيها مسامير. فيها مسامير من نار. ثم جعلت التوابيت في توابيت اخرى ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت اخرى. فلا فلا يرون احدا يعذب في النار غيرهم لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال ابن زماء ابن ابي زمين رحمه الله تعالى باب في الايمان بان الجنة بان الجنة والنار باب في الايمان بان الجنة والنار لا تفنيان او لا يفنيان هذا الذي ذكر رحمه الله تعالى هو مذهب اهل السنة والجماعة والعقد عليه اتفاق اهل السنة واجماعهم ان الجنة والنار لا تفنيان وانما خالف في ذلك الجهمية وقالوا بثناء النار بل قالوا بثناء الجنة ايضا منهم من قال بثناء نعيمها وثناء عذابها ولا شك ان النصوص التي ساقها هنا كلها تدل على ان الجنة والنار لا تفنيان فساقه رحمه الله تعالى فقال قال واهل السنة يؤمنون بان الجنة والنار لا يفنيان ولا يموت اهلهما هنا مسألتان مسألة فناء النار ومسألة فناء اهل النار اما الجنة فاهل السنة مجمعون على ان النار لا تفنى وان نعيم اهلها لا يفنى واما النار فمجمعون على ان النار لا تفنى وان العذاب لا يفنى. وعامة اهل العلم وعامة السلف ايضا على ان عذاب النار لا يفنى وان اهل النار لا يفدون ولا يخرجون منها ابد الاباد فقد ذكر ان هناك من قال ان اهل النار يعذبون ما شاء الله ان يعذبوا العذاب الطويل الابدي ثم بعد ذلك ينقطع العذاب عنه ويكونون ترابا او يخرجون منها وبالاجماع ان اهل النار المخلدين فيها او المخلدون فيها لا يدخلون الجنة ابدا على قول من قال يخرجون او يموتون وعلى من قال يخلدون؟ والصحيح الذي عليه اهل السنة ومذهب عامة اهل السنة ان اهل النار خالدون في النار خالدون في عذابهم خالدون في جحيمها وفي زمهريرها وفي اوديتها. لا يخرجون منها ابد الاباد وليس هناك دليل صحيح صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ان النار تفنى او على ان عذاب اهل النار يفنى او على ان اهل النار يفدون. لان هناك نار وهناك عذاب وهناك معذب فاهل السنة مجمعون على ان النار لا تفنى وعلى ان الجنة لا تفنى ومجمعون ايضا على ان النعيم لا يفنى وعلى ان اهل الجنة لا يفنون ومجمعون ايضا على مجمعون على ان ان اهل لا يدخلون الجنة ابدا الذين هم اهله خالدون فيها. وعامة السلف على ان عذاب النار واهل النار لا يخرجون ولا يقضي عذابهم ولا تفنى اجسادهم. قال هنا والدليل على قوله تعالى وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون. وجه الدلالة التي انه بين ان الاخرة هي الحيوان وهنا معنى هي الحيوان اي هي الحياة الحقيقية وسميت حيوان وحياة حقيقية لانها لا يلحقها ثناء ولا يأتيها فلا فهي حياة ابدية سربدية لا تنقطع ولا تنتهي. وقوله تعالى ما عندكم ينفد وما عند الله باق. وجه الدلالة ان ما عند الناس في الدنيا سيفنى خيرا كان او شراء نعيما كان او عذابا واما ما عند الله وهو الجنة والنار فهي باقية وهذا وجه الدلالة ان ما عندنا يفنى وما عند الله باق اي باق لا يلحقه فداء ولا يدركه فداء نعيمهم دائم وعذاب اهل النار دائم وقوله لا يذوقون فيها موتى وهذا دليل صريح صحيح ودلالته واضحة ان اهل النار لا يموتون وانهم لا يذوقون موتى. فاذا كان لا يموتون فان عذابهم دائم ابدي سرمدي لان انقطاع العذاب هو موتهم. فلما قال تعالى لا لا يذوقون فيها الموت تبين لنا ان اهل النار الذين هم اهلها انهم خالدون في ابد الابد وما جاء عن ابن مسعود عن ابن عمر عن ابي سعيد وعن عمر بن الخطاب بن سعيد في ان النار يأتي عليها زمان تخفق ليس فيه احد فان المراد بذلك نار الموحدين لان النار تنقسم الى قسمين دار لاهل التوحيد ودار لاهل الكفر والشرك. اما نار التوحيد فهي التي فهي التي تنتهي وتفنى. اذا قلنا بفدائها او هو الذي يفنى عذاب اهلها ولا يبقى في فيها احد يعذب لها التوحيد وكلا الاثار في هذا الباب ايضا ضعيفة وقال تعالى رد على اليهود لن عندما قال لن تمسنا النار الا ايام معدودة قال بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته وبعدها بلاء اي بلى انتم خالدون فيها. لا تخرجون منها ابد الاباد. وقوله فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. والخلود هنا خلود ابدي لا ينتهي. ولا ينقضي. وقال في اهل الايمان والذين امنوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها انهار خالدين فيها والخوذ يكفي لكنه اكد هذا الخلد بقوله خالد فيها ابدا وعد الله حقا ومن اصدق لله قيلا وكذا قوله تعالى وقالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا غفور شكور الذي احلنا دار المقامة من فضله. لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب والذين كفروا لهم نار جهنم. الشاهد لا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنهم من عذابها. وهذا دليل صريح على ان عذاب النار لا لا ينتهي ولا يخفف. بل هم في عذاب في عذاب شديد ابد الاباد لا يموتون فينتهي ولا يخفف فيخفف عنهم. فلا موت ولا تخفيف. وهذا زيادة بالتكيل والتعذيب فقالت الباكثين فيها ابدا وما هم منها بمخرجين تأكيد على انهم لن يخرج من نار جهنم ابد الاباد. وهذه النصوص كثيرة وغيرها من النصوص تدل على هذه المسألة على ان النار لا تفنى وان عذاب اهلها لا يفنى وان اهل النار لا يخرج منها ابدا ابدا يقول محمد ابن ابي زمرين ولو لم يذكر الله ولو لم يذكر او لو ولو لم يذكر الله تبارك وتعالى الخلود الا في اية الواحد لكفت فكيف اذا كانت كافرا شرح الله صدر الاسلام ولكن ردد ذلك ليكون له الحجة البالغة ولذلك وجد من يقول ان النار تفنى. ووجد من يقول ان اهلها يخرجون مع كثرة الايات الدالة والنصوص الدالة على خلود اهله وعدم خروجهم وجد من يقول فكيف لو كانت اية واحدة ذكره لي حديث محمد ابن عمرو ابن علقمة عن ابي سلمة ابي هريرة وحي جيد وصحيح انه قال يؤتى بالموت فيوقف على الصراط فيقال يا اهل الجنة فيطلعون وخائفين وجلين ان يخرجوا من من المكان الذي هم فيه من النعيم. ثم يقال فيا اهل النار الذي يقال لاهل النار فيطلعون مستبشري فرحين ان يخرجوا من مكانهم فيقال لهم هل تعرفون هذا؟ كلهم يعرف هذا الذي اوتي به لان كل مؤمن وكل نفس ذائقة كل نفس ذائقة الموت نعم يا ربنا هذا الموت فيعرفونه لان جميع الثقلين قد رأوا الموت وذاقوه. فيؤمر به فيذبح ثم يقال للفريقين كليهما خلود فيما تجدون؟ وهذا النداء وهذا الذبح يكون بعد خروج الموحدين من النار اذا خرج الموحدون من النار وبقي من له الخلود الابدي اوتي بالموت على صورة كبش فنودي. يا اهل الجنة ويا اهل النار فاذا فاذا واطلعوا ونظروا وعرفوا ان هذا الموت ذبح على الصدمة قيل يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت. فلو مات احد فرح لمات اهل الجنة. ولو مات احد الحسرة لمات اهل النار. هذا حديث صحيح. قد جاء اصله في البخاري عمر رضي الله تعالى عنه وقد ذكر هنا من حديث يحيى قائد عثمان بن عفان ابن عثمان عن نافع ابن عمر يقول اذا دخل الجنة الجنة واهل النار النار نادى منادي اهل الجنة خذوا فلا موتى ان ناخذ الموت هذا حديث اسناني ضعيف لكنه في الصحيحين من حديث الله عن نافع ابن عمر يدخل الله الجنة الجنة النار ثم يقول ثم يقوم مؤذن بينه فيقول يا اهل الجنة لا موت ويا اهل النار لا موت كذا كل الخاز ما هو فيه وجاء في البخاري اذا دخل الجنة قال لا موت يا اهل الجنة ويا اهل الجنة الخلود اي لكم الخلود ولاهل النار الخلود ايضا ثم ساق من طريق شعيب يحيى قال عن زكري بن زايد عن ابي اسحاق الهبدا عباس رضي الله عنه عن ابيه ابن ابي طالب انه قال اذا توجه اهل الجنة الى الجنة بشجرة يخرج من تحت ساقها عينان يشربون من من احداهما فتجري عليهم نظرة النعيم فلا تغيروا فلا فلا تغير ابشارهم فلا تغيروا ابشارهم ولا تشعث اشعارهم ولا تشعث اشعارهم واذا مروا ومروا واذا شاؤوا العين الاخرى ثم يدخل بعدهم فيشربون من الاخرى فيخرج ما في بطونهم من اذى وقد ثم تستقبله الملائكة خزنة فيقولون سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين. هذا الاثرين كان باسناد عاصم ضبر وقد تكلم فيه الا ان معناه الا ان معناه صحيح فان فان اهل الجنة اذا دخلوا الجنة لم يتغوطوا ولم يبولوا ولم ولم يرشحوا ولم يصيبهم جوع ولا ظمأ ولا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم وهم في نعيم ابدي سرمدي نسأل الله من فضله. اما الحديث هذا ففي اسناده ضعف كما ذكرت وفيه عاصم وفيه ايضا نعيم ابن يحيى مجهول لا يعرف ثم ساق من طريق سيدة قتادة بن عبدالله بن عمرو قال ما نزل عن النار اية اشد يقدر ابن عمر او عبد الله ابن عمر ما نزل على اهل النار اية اشد من قوله تعالى فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا قال فهم في زياد العذاب ابدا. هذا حديث منقطع. فان قتادة لم يسمع. لكن معناه صحيح. فان قوله تعالى فذوقوا فلم نزيدكم الا عذابا هي من اشد الايات على اهل النار فان اهل النار حالهم بعد هذا انهم تنقطع امالهم. وتنتهي او ينتهي رجاؤهم. فذوقوا فلن يزيدكم عدمها دليل على انهم في عذاب ابدي ابدي سرمدي لا ينقطع ولا ينتهي وقال سفيان بلغني انه اذا خرج من النار من من اخرج فلم يبقى فيه الا اهل الخلود فعنده يقول الله تعالى يقول اهل النار ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون. قال اخسئوا فيها. ولا تكلمون في ولا تكلمون. اذا قرأها في قراءة ولا تكلم اخرى ولا يتكلمون فاذا قال ذلك اطبقت عليهم اي اطبقت النار عليهم فلم يخرج منهم احد ابدا. حديث موسى هذا الحديث مرسل ومن قول سفيان وليس صحيح الاسناد نعم ما هي بصحيح قال ايضا عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه اذا بقي في النار من يخلد فيها نسأل الله العافية والسلامة جعلوا في توابيت من نار فيها مسامير من نار ثم جعلت التوابيت بتوابيت الاخر. ثم جعلت تلك التوابيت توابيت اخرى. فلا يرون احد يعذب في النار غيرهم. لهم فيها زفير وهم فيها زفير فيها لا يسمعون مثل هذه الاخبار مثل هذه الاحاديث وهذا الوعيد يحمل المسلم على الفرح بفظل الله عليه والفرح بنعمة الله عز وجل عليه ان خصه بهذا الدين وان شرفه وان يجعله من اهل الاسلام. فان العبد ما دام مسلما ولو عصى الله ما عصى فان مآله للجنة وان حال الكفر والفجور من طغاة وفجرة وظلمة وان زالت لهم دنياهم وطابت لهم مآكلهم مشاربهم فانما ينتظرهم من العذاب ينسي كل نعيم وينسي كل لذة فهذا حاله خالدين فيها ابدا طعام الزقوم وشرابه بالغسطين والصديد والغساق. ومقامعهم من حديد تسير بهم الدماء واودية العذاب نسأل الله العافية والسلامة. فلذلك نقول ان اهل الكفر هم اتعس الناس اشقى الناس لا في الدنيا ولا في الاخرة فبمجرد موتهم تنقلب حياتهم نار. وتنقلب حياتهم العذاب وبخلاف المؤمن بموته تنقلب حياته رحمة ورعبة. فنسأل الله ان يثبتنا على هذا الدين وان يميتنا عليه وان يجعلنا من اهل الجنة والله اعلم