والانبياء والمرسلين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما عليك. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال ابن ابي زملين رحمه الله تعالى استكمالا لباب بما جاء في الايمان في القدر وحدثني ابن وهب قال واخبرني هشام ابن سعد عن سليمان ابن حفص القرشي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يفتح على امتي في اخر الزمان باب من القدر ولا يسده شيء ويكفيكم ان تقرأوا هذه الم تعلم ان الله على كل شيء شيء قدير وقوله الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وحدثني ابن وهب قال وحدثني حفص ابن ميسرة عن رجاء ابن ابن سويت ان عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام سأل ربه فقال يا رب انك عدو وقضاؤك عدل فكيف تقضي بالذنب على العبد ثم تعذبه عليه؟ وحدثني ابن وهب قال اخبرني حفص ابن ميسرة عن سفيان ابن عيدنا الثوري ان عزيرا سأل ربه عن مثل ما سأله عيسى فقال انتهي عن هذا فعاد ذلك مرارا. قال له سألتني عن علمي وان عقوبتك عندي ان امحو واسمك اسمك من النبوة. وحدثني ابن وهب قال واخبرني ابن مهدي عن عمرو ابن محمد قال سمعت سالم ابن عبد ابن عمر رضي الله عنه وسأله رجل فقال له الزنا مقدر. فقال نعم قال كل شيء كتبه الله علي. قال نعم قال كتبه علي ويعذبك ويعذبني عليه. قال فاخذ سالم الحصى فحصبه حدثني ابن وهب وحدثني انس ابن عياض ان غيلان وقف على ربيعة فقال يا ربيعة انت الذي تزعم ان الله يحب ان يعصى قال ربيعة ويحك يا غيلان فانت الذي تزعم ان يعصى قصرا. احسنت. وحدد واخبرني ابن وهدي عن عمر ابن ذر قال سمعت عمر بن عبد العزيز احسن الله نعم وحدثني ابن وهب واخبرني ابن مهدي عن عمر ابن ذر قال سمعت عمر ابن عبد العزيز يقول ان الله لو اراد الا يعصى لم لم يخلق ابليس وحدثني بالوهب واخبرني زيد ابن حباب عن سفيان بن سعيد الثوري عن سليمان الاعمش عن سعيد بن جبير انه قال في قول الله عز وجل ما اصابكم من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. قال فذنبك وانا قدرت عليك. وانا قدرته سلام عليكم. ذنبك؟ قال فذنبك وانا قدرته عليك وحدثني احمد بن عوف وحدثني احمد بن عون الله عن عبدالله بن جعفر بن الورد قال حدثنا احمد بن محمد بن الارقام عن احمد بن ابي الحواري قال سمعت ابا سليمان يقول في قوله عز وجل كل كل يوم هو في شأن قال ليس في احداث ولكن في تنفيذ ما قدر ان يكون في ذلك اليوم ليس من امره شيء يحدث. وحدثني ابن وهب وحدثني وهب عن عن المعافني عن يونس ابن عبد الاعلى عن اشهب عن مالك انه قال ما من شيء ابين في الرد اهل القدر من قوله عز وجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما من يشاء في رحمته والظالمين اعد لهم عذابا اليما. وقال عز وجل ان ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء وقال ويضل الله الظالمين ويفعل ما يشاء. وقال عز وجل لتفسدن في الارض مرتين ولتعلون علوا كبيرا وقال مالك رحمه الله تعالى ومثل هذا في القرآن كثير. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. مواصلة لما ذكرناه فيما يتعلق بباب القدر فيما ذكره ابن ابي زنمين رحمه الله تعالى ذكر في ذلك بعض الاثار الدالة على ان كل شيء بقدر الله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى علم الاشياء وكتبها وشاءها وخلقها سبحانه وتعالى. وان كل شيء يكون في هذا الكون فهو بقدر الله وتقدير الله سبحانه وتعالى قال وذكر هنا فيما رواه عن احمد بن مطرف عن عبيد الله ابن يحيى عن ابيه عن مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاووس اليمان انه قال ادركت ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون كل شيء بقدر قال طاووس وسمعت عبدالله بن عبدالله بن عمر وسمعت عبدالله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء قدر حتى العجز والكيس او الكيس والعجز. وقد مر معنا هذا وبينا ان كل شيء بقدر حتى عجزوا العاجز وفطنة الفطيل وقوة القوي وضعف الضعيف كله بقدر الله عز وجل. والله هو الذي قدر على هذا ما اراد وقدر على هذا ما اراد سبحانه وتعالى. ثم ذكر هنا ما رواه عن وهب ابن علي ابن وضاح عن ابن محمد سعيد بن مريم عن نعيم بن حماد عن محمد بن شعيب قال اخبره عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن ابيه عن ما هو محمد ابن كثير عندهما اخبراه ان عمرو بن العاص قال من ذا الذي يزعم ان الله يقدر علي امرا يعذبني عليه. ذكرنا هذا الاثر وذكرنا ان الاسلام ضعيف ومنكر. وان هذا القول لا يثبت عن وفيه انه قال من هذا الذي يزعم ان الله يعذبنا على شيء قدره علي وهذا هو قول هذا هو قول القدرية ونسبة الى عمر قول باطل وكذب. الى ان اي اثر اثر حفظ القرشي سليمان بن حفص القرشي للنبي عليه الصلاة والسلام قال سيفتح على امتي في اخر الزمان. نعم قبل ذهابه. اقالة هنا واخبره هشام بن سعد عن سليمان ابن حفص القرشي ان النبي قال سيفتح على سيفتح على امتي في اخر الزمان باب من القدر ولا يسده شيء ويكفيكم ان تقرأوا هذه الاية الم تعلم ان الله على كل شيء قدير. وقوله الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض. ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير هذا الاثر اسناده ضعيف وسليمان ابن حفص هذا لم يلقى النبي صلى الله عليه وسلم فهو مرسل وهو ضعيف الاسناد لكن ما ذكر ابن حفص هنا فيه حجة قد على من ينكر قدر الله عز وجل. لان القدر متعلق بقدرة الله ومتعلق بعلم الله عز وجل فاذا علمت ان الله على كل شيء قدير رأيت بهذه الاية على الجهمية الجبرية واذا علمت ان الله عز وجل يعلم ما في السماء والارض وان ذلك في كتاب وان ذلك على الله يسير على القدري الذي يقولون ان الله لم يشاء معصية العاصي ولا طاعة للمطيع بل نقول ان الله شاء كل شيء وهو على كل شيء قدير في هاتين الايتين رد على الجبرية ورد على القدرية في الاية الاولى رد على الجبرية وفي الاية وفي الاية الثانية رد على القدرية لان كل شيء مما علمه الله عز وجل وشاءه اي ان الله علم ذلك وشاء ذلك وكتب ذلك وخلق ذلك الذي اراده وشاء. ثم ذكر من طريق حفص بن ميسرة عن رجاء بن سويد ان عيسى ابن ابي مريم ان عيسى ابن مريم عليه السلام سأل ربه فقال يا ربي انك عدل وقظاؤك عدل فكيف يقضي فكيف فكيف فكيف يقضى على العبد فكيف يقضى على العبد بالذنب ثم فكيف تقضي على العبد بالذنب؟ ثم تعذبه عليه؟ فقال يا ابن البتول الها عن هذا فانه من مكنون علمي. اولا هذا الاعتراض من عيسى ليس بصحيح اليه هذا القول. وعيسى الله عليه السلام عندما عرظ له الشيطان وقال ارمي نفسك من الجبل فان كان الله كتب عليك انك ستموت وان لم يكن ربك كتب لك الموت فانك لن ثبت قال ان الله امرني ان اطيعه ولم يأمرني ان ابتليه. فهنا حج عيسى السلام الشيطان فكيف يظن بعيسى ابنه ان يقول مثل هذا القول؟ فهذا الاثر منكر وليس بصحيح عن عيسى عليه السلام. ايضا ما جاء عن سفيان بن سعيد ان عزيرا سأل ربه بمثل ما سأل عيسى فقال انهى عن هذا فقال لا انتهي او سأل مرارا فقال سألت عن علمي وان عقوبتك عندي ان امحو اسمك من النبوة. هذا الاثر منكر ولا يصح. ولا شك ان المسلم مأمور الا يسأل عما عن مكنون علم الله عز وجل والا يسأل عن تقدير الله بقوله لماذا؟ ولما يفعل ربنا كذا فان الله يسأل ولا يسأل سبحانه وتعالى ولا يجوز للمسلم ان يعترض على قدر الله بلو ولا بلماذا ولا لما وانما يسلم امره لله عز وجل قدر الله وما شاء فعل او قدر الله وما شاء فعل. اما قول لماذا يفعل ربنا كذا؟ ولماذا يخلق الله كذا ولماذا يأمر الله بكذا فهذا سوء ادب مع الله عز وجل واعتراض لا لا يليق بالموحد المؤمن. فانما حقيقة العبودية وتتجلى حق العبودية مع العبد ان يسلم امره لربه سبحانه وتعالى ويعلم ان القدر سر الله عز وجل ان القدر سر الله عز وجل في خلقه. وذكر ابن وهب المهدي ان عمر ابن محمد او علي بن محمد قال سمعت ابن عبد الله ابن عمر يقول وسأله رجل فقال له الزنا المقدر؟ قال نعم قال كل شيء كتبه الله علي؟ قال نعم. قال كتبوا علي ويعذبوني عليه. قال فاخذ سالم الحصى فحصبه اي ان هذا السؤال سؤال معترض وسؤال ضال وسؤال مبتدع. وهذه الشبهة يرددها القدرية من المعتزلة ومن شابهها وسار على سبيلهم كيف يقدر الله علي الذنب ثم يعذبني عليه يقول الله قدره لعلمه السابق لعلمه السابق انك ستقع في هذا الذنب وعندما قدره الله عز وجل عليك خفاه عنك وتعالى فانت عندما تقع في الزنا انت لا تعلم هل ربنا قدر عليك او لا وانما يعذبك الله عز وجل على فعلك لا على فيك المعذب وهو العبد يعذب على كفره ويعذب على زناه ويعذب على سرقته لفعله فهو الذي سرق وهو الذي زنى وهو الذي اشرك وهو الذي كفر فيعذبه والله عز وجل على ذلك. اما علم الله انه يزني وتقدير الله له انه يزني ومشيئة الله له انه يزني. فان العلم فان الماشية متعلقة بعلم لله عز وجل والله علم ان هذا العبد سيفعل هذا فشاء ذلك. وعلم ان الله عز وجل ان هذا العبد سيسرق فشاء ذلك ايضا. ولذلك العلم متقدم على المشيئة. علم ربنا ثم كتب ثم شاء سبحانه وتعالى. ولو اراد الله عز وجل ما عصوه. ولكن الله عز وجل مشيئته على ما علم وعلم ان هؤلاء ليسوا اهلا لطاعته فحال فتركهم وما يريدون وشاء الله ذلك وانما يعذبهم ربهم سبحانه وتعالى على افعالهم واقوالهم. فالعبد هو الذي فعل والعبد هو الذي قال والعبد هو الذي استوجب العذاب الى الله عز وجل. والله لا يعذب العبد على علمه حتى لو ان العبد علم الله عز وجل ان هذا العبد سيموت كافرا فاننا لا يجوز لنا ان نقتله لعلم الله السابق فيه وانما نعامله حال كونه اه ان اظهر الاسلام عاملناه مسلما وان اظهر الايمان عاملناه مؤمنا بل قد يكون هذا الرجل من كتب الله كفره وانه كافر وانه عدو لله عز وجل وفي وقتنا يكون من اولياء الله. فلا نعلم ما يؤول اليه حاله فنحن نحبه ونتولاه حال كونه مؤمنا. وعند كفره واعراضه نبغضه كافرا بالله عز وجل. فربنا انما يعذب العباد على اعمالهم ولا يعذبهم على ما سبق علمه فيهم سبحانه وتعالى. قال ايضا فهذا الفعل من سالم انما هو رد لهذه البدعة من باب الانكار بالشدة واليد فاخذ حصى وحصبه بها لانه ضال واعترض وقف آآ غيلان غيلان القدر على ربيعة الرأي وهو من من الفقهاء والعلماء فقال يا ربيعة انت الذي تزعم ان الله يحب ان يعصى لان القدرية يقولون ان الله لا يشاء معصية العبد ولا يحبها ولا يرضاها ولا يريدها. ولا يشاؤها. يعني عندهم ان الاب هو الذي يخلق فعل نفسه وان الله عز وجل اراد العبد الا يعصي فعصى. وشاء الله ان لا يعصي فعصى فقال ربيعة بعلمه وقوة استحضاره ويحك يا غيلان غيلان هذا هو القدري. ويحك يا غيان. فانت الذي افأنت الذي تزعم ان الله يعصى قصرا يعني تزعم انت ان الله يعصى وهو يريد ان يعصى ويكفر به وهو وهو لا يريد ذلك ولا يشاؤه اذا كنت كذا فانت جعلت المخلوق اقوى من الخارطة يذكر ان اعرابيا وقف على حلقة عم عبيد فقال يا عمرو وهو كان من من ممن يظهر التنسك والعبادة فقال يا عمر ان ابنا لي قد سرقت فادعوا الله لي ان يردها علي. فقال حسنا فرفع يديه عمرو فقال اللهم ان عبدك هذا قد سرقت ابله وانت لا تريد ان تسرق. اللهم فردها فقال كف عني دعائك لا حاجة لي بدعائك. قال لم قال رب لا يستطيع ان يمنع سارقا فلا يستطيع يردها لا يستطيع ان يردها اذا اراد ان يردها اذا ما استطاع ان يمنع السارق فكيف سيردها وهو لا يستطيع السارق فهذا الاعرابي بفطرته عرف ان هذا القول منكر وانه كيف لا يستطيع الله عز وجل ان يمنع السارق وهو القوي العزيز سبحانه وتعالى فربيعة قال انت لا تدعو من الله يعصى قصرا ويعصى دون علمه ودون قدرته بل العباد يعصون الله بعلمه ويطيعونه باذني ولا يخرج احد عن قدرة الله ومشيئة الله واذا قال تعالى ما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وذكر ابن مهدي عن عمر ابن ذر قال سمعت ابن عبد العزيز يقول ان الله لو اراد ان لا يعصى لما خلق ابليس والله لو اراد ان لا يعصى ما عصى احدا ربه ابدا. ولله في هذه المخلوقات لنا اية. فهناك ملائكة لا يعصون الله ابدا. خلقهم الله لطاعته وهناك بهائم لا تكلف لا بمعصية ولا وانما يقتص من من الشاة الجلحاء يقتص فيما بينهم من المظالم. اذا الله خلق خلقا لا يعصونه ابدا. خلق الجبال وهي لا تعصي الله عز وجل. خلق الملائكة وهي لا تعصي الله عز وجل وانما خلق بني ادم والجن والانس خلق الانس والجن من باب الابتلاء وليبلوهم ايهم احسن عملا. ولكمال علمه وقدرته رحمته سبحانه وتعالى ان جعل العبد مشيئة وجعله اختيار وارسله الرسل وانزل عليه الكتب اعذارا وانذارا وذكر ايضا عن سعيد عن سفيان بن سعيد الثوري عن قال في قوله تعالى ما اصاب الحسن من الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. هذه الاية تدل على ان جميع ما يصيب العبد من الذنوب والعقوبات فهي بسبب نفس العبد وليس الاية ان العبد هو الذي قدرها على نفسه وشاء على نفسه وانما من نفسك اي من جهة السامية فالله لا يبتدئ العقوبة ابتداء ولا يبتدأ المصائب ابتداء سبحانه وتعالى وانما وانما يعاقب العبد ويبتلى بهذه الذى والمعاصي او بهذه المصائب بسبب ذنب وقع فيه العبد ما اصاب الحسنة فهو فضل من الله عز وجل. قد يبتدأ الفضل ربنا على عبادي دون سبب. واما العقوبة سواء كانت عيبا او مصيبة فان الله لا يبتدئها وانما تكون عقابا كما قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. اذا ما اصاب الحسنة فهي فضل من الله عز وجل ما اصاب من سيئة فمن نفسك اي سببها نفسك؟ قال فذنبك؟ قال فمن نفسك اي بذنبك فذنبك وانا قدرت عليك اي قدرت على ذلك. او وانا قدرته عليك اي انها بتقدير الله عز وجل سبحانه وتعالى ثم ذكر باسناده من حديث احمد بن الحواري قال سمعت ابا سليمان الداراني يقول في قول الله عز وجل كل كل يوم هو في شأن قال ليس في احداث هذا او لا يحتاج الى تفصيل بمعنى ليس هناك قوليس هناك قظاء او ليس هناك تقدير يحدث جديدا بمعنى ان الله يقدره الان من جهة ان الله الان يعلمه او ان الله يشاءه الان لان علم الله سابق المراد هنا ليس هناك شيء يقع يقع دون علم الله السابق ودون مشيئة الله السابقة فليس هناك شيء يحدث او يقع جديدا لم يعلم به ربنا ولم يشاؤه هنا ولم يكتبه ربنا في اللوح المحفوظ وهذا فيه رده على عقيدة الرافضة ما يسمى بالبدء عقيدة البدء عند الرافضة وهي بمعنى ان الله ابتدأ له شيئا ففعله. يعني مثلا الله وقدر شيء ثم ترك هذا الشيء الذي قدره وابتدأ مثلا ان يعذب فلان او ان يعطي فلان او يولي فلان مثلا يقول الله عز وجل قدر ان مثلا يزعمون ان مثلا ان المهدي آآ محمد بن عبد الله الحسن العسكري ان الله عز وجل قدر كان يريد ان يكون حيا ثم بدأ له ان يدخل في هذا السرداب ولا يخرج الا تشاء. قالوا هنا عقيدة البدء ومعنى هذه العقيدة ان الله كان جاهلا فبدا له علما جديدا يحتاج الى معرفته وهذا لا شك انه باطل بل نقول ان الله عز وجل علم كل شيء سيكون. علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف فيقول سبحانه وتعالى. فعلم الله سابق وهو وهو ازلي لا اولية له. فعلم الله عز وجل ازلي لا اولية له. ثم شاء ثم كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخرج بخمسين الف سنة في اللوح المحفوظ. ثم شاء ذلك ثم خلقه سبحانه وتعالى. فليس هناك شيء في هذا الكون يقع. لم يسبق علم ولم يسبق كتابة الله له ولم يسبق مشيئة الله له سبحانه وتعالى. قال هنا قال وذكر ايضا قول يوسف ابن الاعلى عن اشهب عن مالك انه قال ما من شيء ابين يعني اقوى حجة واوضح دلالة في الرد على القدر من قوله عز وجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ردوا على من هذا؟ ردوا على القدرية. لا تشاؤون الا ما يشاء الله عز وجل. فالعبد ان كان له مشيئة فمشيئته لا تنفذ ولا تكون الا اذا شاء الله ذلك سابقا ان الله كان وقوله تعالى ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء. ايضا رد على من؟ على القدرية. فهداية الخلق من الله واظلال الخلق من الله. هم يقولون ان العبد هو الذي يهدي نفسه وان العبد هو الذي يضل نفسه والله ليس له قدرة على العبد واصل بذلك اصلا سموه اصل العدل عطلوا به قدرة الله على على خلقي فهذه لا ترد عليهم وان الهداية من الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء كما قال تعالى ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء وقوله لتفسدن في الارض مرتين ولتعلنن علوا كبيرا اي ان هذا قدره ربنا وان الافساد ايضا من تقدير الله عز وجل ومثل هذا كما قال ما في القرآن كثير في كتاب الله من تأمله وتدبره والله اعلم