الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى فصل فيما ورد في الجنة والنار قال رحمه الله تعالى والنار والجنة حق وهما موجودتان لا فناء لهما اي ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بالجنة والنار والبحث فيه ينحصر في ثلاثة امور الاول كونهما حقا لا ريب فيهما ولا شك وان النار دار اعداء الله والجنة دار اوليائه وهذا هو المشار اليه بقولنا حق. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودا الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون يا ايها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم انما تجزون ما كنتم تعملون. يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار الايات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا فصل معقود في بيان ما ورد في الجنة والنار وكما ذكر المصنف رحمه الله تعالى الايمان بالجنة والنار وجميع التفاصيل المتعلقة بهما الواردة في الكتاب والسنة كل ذلك من الايمان باليوم الاخر لان الايمان باليوم الاخر الذي هو ركن من اركان الدين يتناول الايمان بكل ما يكون بعد الموت مما اخبرت به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه ومن هذه التفاصيل الجنة وما اعد الله سبحانه وتعالى فيها لاهلها والنار وما اعد الله سبحانه وتعالى فيها لاهلها والجنة هي دار اولياء الله وعباده اعدت للمتقين والنار دار اعداء الله سبحانه وتعالى اعدت للكافرين وقد ذكر الله عز وجل وذكر نبيه صلى الله عليه وسلم تفاصيل كثيرة تتعلق بالجنة وتفاصيل كثيرة تتعلق بالنار فمن الايمان بالجنة الايمان بكل تفاصيلها الواردة في الكتاب والسنة ومن الايمان بالنار الايمان بكل تفاصيلها الواردة في الكتاب والسنة وانما جاءت هذه التفاصيل لحث العباد على العمل بكل ما يقرب من الجنة والمباعدة عن كل ما يقرب من النار كما في الدعاء المأثور عن نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل والايمان بالجنة والنار يتناول امورا كثيرة منها الايمان بانهما حق والشأن فيهما كما اخبر الله وكما اخبر رسوله صلى الله عليه وسلم والايمان بان الجنة دار اولياء الله اعد الله لهم فيها من النعيم المقيم ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وان النار فدار اعدائه اعد الله لهم فيها من العذاب المقيم وانكان الاليم ومن الايمان بالجنة والنار الاعتقاد بانهما موجودتان الان قد خلقهما الله سبحانه وتعالى وهيأهما لاهلهما فهما موجودتان ولهذا يذكر جل وعلا عن الجنة في غير موطن يقول سبحانه اعدت للمتقين ويقول عن النار اعدت للكافرين فهي معدة وموجودة ومن الايمان بالجنة والنار الايمان بكل التفاصيل. المتعلقة بهما مما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ومن الايمان بالجنة والنار الايمان بانهما باقيتان ابديتان اهل الجنة يخلدون فيها ابد الاباد واهل النار يخلدون فيها ابد الاباد. لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها قال الشيخ رحمه الله تعالى والبحث فيها اي هذه المسألة الجنة والنار ينحصر في ثلاثة امور الاول كونهما حقا لا ريب فيهما ولا شك وان النار دار اعداء الله والجنة دار اوليائه ولهذا من الاعتقاد اللازم ان تؤمن بان الجنة حق والنار حق وتؤصل هذه العقيدة في قلبك وترسخها في فؤادك ولهذا جاء في الحديث وسيأتي عند المصنف ان نبينا عليه الصلاة والسلام كان يستفتح صلاته من الليل في هجعة الليل وسكونه وفي جوف الليل عندما يقوم التهجد يستفتح صلاته من الليل بكلمات عظيمات منها قوله عليه الصلاة والسلام والجنة حق والنار حق والجنة حق والنار حق هذا ترسيخ لهذا المعتقد وتمتين له في القلب واستذكار له في الفؤاد لتبقى هذه عقيدة راسخة في قلب المؤمن ان الجنة حق بجميع تفاصيلها الواردة في الكتاب والسنة. وان النار حق بجميع تفاصيلها الواردة في الكتاب والسنة وان الجنة دار وان الجنة دار اولياء الله وان النار دار اعدائه ثم ساق الشيخ رحمه الله تعالى ايات عديدة من كتاب الله سبحانه وتعالى فيها الجمع بين ذكر الجنة وشيء من نعيمها والنار وشيء من عذابها وهذا يأتي كثير في القرآن وذلك ان القرآن كتاب ترغيب وترهيب وبهما يستقيم امر المرء في هذه الحياة بالترغيب والترهيب الترغيب وحده بدون ترهيب له اثر غير سديد او غير نافع بل ربما يكون ضارا وكذلك الترهيب بدون ترغيب لان استقامة المرء على الطاعة انما تكون بالجمع بين الرجاء والخوف. يرجون رحمته ويخافون عذابه يرجون رحمته ويخافون عذابه ذكر النعيم والثواب والجزاء والاجر هذا يقوي الرجاء وذكر العقاب والعذاب والنكال والعقوبة هذا يقوي الخوف نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم ولهذا من الامور المهمة في هذا الباب ان المسلم في حياته اليومية يحتاج ان يكون على ذكر مستمر بالجنة والنار ليقوم في قلبه رغبة ورهبة. رجاء وخوف يرجون رحمته والجنة رحمة الله ويخافون عذابه والنار عذابه سبحانه وتعالى ولهذا فان المسلم بحاجة يومية مستمرة ان يكون على ذكر للجنة والنار ليجاهد نفسه على الاستكثار من اعمال الجنة وموجبات الدرجات العلى فيها والمجانبة لاعمال النار وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام حفت الجنة حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره وفي بعض الالفاظ الحديث حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره ومن اخترق الحجاب دخل فيما وراءه من اخترق حجب النار كان ذلك موجبا لدخولها ومن اقتحم حجب الجنة وصبر نفسه عليها كان ذلك موجبا لدخولها فالنار حفت بالشهوات حفت بالشهوات وحجبت بها فيحتاج العبد الى خوف من النار وحجز لنفسه عن الشهوات التي حفت به حفت بها هذه النار والجنة حفت بالمكاره والمراد بالمكاره ما قد يجده المرء في بعض الطاعات من مشقة او شدة او ما يقع في قلبه من كراهة مثل ما جاء في الحديث اسباغ الوضوء على المكاره فيصبر نفسه على الطاعة ويصبر نفسه عن المعصية حتى يفوز النجاة من النار والدخول للجنة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار. الاية وقال تعالى واتقوا النار التي اعدت للكافرين واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. وسارعوا الى مغفرة من ربكم بكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. قوله سبحانه وتعالى عن النار اعدت وقوله عن الجنة اعدت هذا دليل بين على ان النار ان الجنة والنار موجودتان الان لان المعد هو الموجود. المعد هو الموجود المهيأ ولهذا في صلاة النبي عليه الصلاة والسلام صلاة الكسوف رأى الجنة والنار حقيقة ورأى شيئا من نعيم الجنة ومد يده ليأخذ عنقودا من عناقيدها. فالجنة باشجارها وانهارها معدة موجودة مهيأة لاهلها وكذلك النار ولهذا ايضا من يموت ويدرج في قبره قد يكون قبره روضة من رياض الجنة وقد يكون حفرة من حفر النار والله سبحانه وتعالى قال عن ال فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. يعني في الدنيا كل صباح ومساء فالجنة والنار مخلوقتان موجودة اعدت الجنة للمتقين واعدت النار للكافرين. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى وكفى بجهنم سعيرا. ان الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب. ان الله كان عزيزا حكيما والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا لهم فيها ازواج مطهرة وندخلهم ظلا ضليلا. هذا من قوله كلما نضجت هذا من شدة العذاب الذي يلقاه الكافر في النار عياذا بالله من ذلك لان الالم اشد ما يكون على الجلد والبشرة وكلما نضجت باب شرته من صلي النار بدلوا بجلود غيرها اي تجدد جلودهم ليذوقوا العذاب ليذوقوا العذاب نعم. قال رحمه الله تعالى وقال تعالى ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن اياتنا غافلون. اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام. واخر دعواهم ان الحمد لله رب رب العالمين قول الله سبحانه وتعالى يهديهم ربهم بايمانهم فهذا فيه فائدة عظيمة للايمان وثمرة عظيمة من ثماره ان من فوائد الايمان انه موجب لهداية العبد الى ابواب الخير والبر والفلاح والسعادة في الدنيا والاخرة وكلما قوي حظ العبد من الايمان قوي نصيبه من هذه الهدايات. هدايات الايمان يهديهم ربهم بايمانهم. يهديهم ربهم بايمانهم وقول الله عز وجل في هذا السياق بما بما كانوا يكسبون. فيه ان دخول النار انما هو بسبب كسب المرء واعماله السيئة وموبقاته التي اوجبت دخوله النار كما ان الجنة دخولها بعد رحمة الله وتغمد الله للعبد برحمته بسبب عمل العبد. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. تلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في اولياء الشيطان يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا اولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا. والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنة تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. وعد الله حقا. ومن اصدق من الله قيلا وقال تعالى لابليس ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين. وان انما لموعدهم اجمعين لها سبعة ابواب لكل باب منهم جزء مقسوم. ان المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام امنين. الايات وغيرها كثيرة في القرآن الشهيرة كلما يذكر الجنة عطف عليها بذكر النار. وكلما يذكر اهل النار عطف عليهم بذكر لاهل الجنة فتارة يعد ويتوعد وتارة يرغب في الجنة ويدعو اليها ويرهب من النار ويحذر منها اه وتارة يخبر عما اعد في الجنة من النعيم المقيم لاوليائه. ويخبر عما ارصد في النار من العذاب الاليم وغير ذلك فمن رامى استقصاءه فليقرأ القرآن من فاتحته الى خاتمته بتدبر وقلب شهيد والله الموفق آآ مثل ما ذكر رحمه الله تعالى كثيرا ما يأتي في القرآن ذكر الجنة وذكر النار لا تكاد تذكر الجنة الا وتذكر النار معها ولا يكاد يذكر عذاب النار والنكال الذي فيها الا ويذكر معه نعيم الجنة وما اعد الله سبحانه وتعالى فيها لاهلها فتارة يعد وتارة يتوعد تارة يرغب وتارة يرهب وكما قدمت القرآن الكريم كتاب ترغيب وترهيب ومن يقرأ القرآن بتدبر كما نصح المصنف وبقلب شهيد ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او السمع وهو شهيد من يقرأ القرآن بتدبر يجتمع له هذان الامران الرغبة والرهبة الرجاء والخوف لانه لا يزال يمر عليه ما يقوي رجاءه ولا يزال يمر عليه ما يقوي الخوف والخير كله في اجتماع الخوف والرجاء في العبد وهما للعبد بمثابة الجناح بمثابة الجناحين للطائر لا يستتم له طيران الا بهما. كذلك السائر الى الله سبحانه وتعالى لا يستقيم سيره الى الله سبحانه وتعالى الا بالرجاء والخوف معا ولا يغلب احدهما على الاخر لانه ان غلب الرجاء وامن اذا غلب الرجاء واهمل الخوف امن من مكر الله واذا غلب الخوف واهمل الرجاء قنط من رحمة الله وكل من الامن من مكر الله والقنوط من رحمته من كبائر الذنوب ولا يسلم العبد منهما الا بالجمع بين الرجاء والخوف. ولهذا كما قلت العبد بحاجة دائمة الى ان يسمع الجنة والنار الثواب والعقاب الا الرحمة والعذاب يرجون رحمته ويخافون عذابه نعم قال رحمه الله تعالى وقال البخاري رحمه الله تعالى حدثنا صدقة ابن الفضل قال حدثنا الوليد عن الاوزاعي قال حدثني عمير نهاني ان قال حدثنا جنادة بن امية عن عبادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه والجنة حق والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل زاد في رواية من ابواب الجنة الثمانية ايها شاء ووافقه على اخراجه مسلم وغيره هذا الحديث فيه دليل على ان الايمان بالجنة والنار والتصديق بهما جزء من المعتقد لا يكون دخول للجنة الا به لا يكون دخول للجنة الا به وها انت ترى في الحديث ان نبينا عليه الصلاة والسلام علق دخول الجنة والنجاة من النار بالتصديق بالجنة والنار مع الشهادة مع الشهادة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله فقرن التصديق بالجنة والنار بالشهادة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وعلق على هذا الايمان وهذه الشهادة الدخول للجنة النجاة من النار ففي هذا الحديث من الفائدة ان الايمان بالجنة والنار والتصديق بهما جزء من المعتقد الذي لا نجاة من النار ولا دخول للجنة الا به ولهذا لما يعاقب الكفار بالنار يقال لهم هذه النار التي كنتم بها ماذا تكذبون فتكذيب بالنار هو من موجبات دخولهم النار تكذيبهم بالنار هو من موجبات دخولهم للنار. نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل يتهجد قال اللهم لك الحمد انت قيم السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والارض ومن ولك الحمد انت نور السماوات والارض ولك الحمد انت ملك السماوات والارض ولك الحمد انت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق. والساعة حق. اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت انت وانت المؤخر لا اله الا انت او لا اله غيرك زاد في رواية ولا حول ولا قوة الا بالله هذا لفظ البخاري في باب التهجد وقد روياه من طرق كثيرة بالفاظ متقاربة. وفيه ان هذا الحديث حديث عظيم جدا وهو في الصحيحين وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قام من الليل يتهجد استفتح بهذا استفتح بهذا وهو بجمله التي تزيد على العشرين اتى على المعتقد كله اتى على المعتقد كله واذا وفق المرء لحفظ هذا الحديث حفظ هذه الكلمات العظيمات والمحافظة عليها كل ليلة يجعل لنفسه حظا من صلاة الليل يستفتح بهذا الدعاء ففي هذا فائدة عظيمة له. لانه لا يزال كل ليلة يجدد الايمان قد قال النبي عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم فمثل هذه الادعية الاذكار المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام فيها تجديد للايمان ولهذا انا انصح كل مسلم نصيحة اخ محب ان يحفظ هذا الحديث ان يحفظه عن ظهر قلب وان يحرص على ان يكون له حظ من صلاة الليل يستفتح بهذا الدعاء المبارك الذي كان نبينا عليه الصلاة والسلام يستفتح به وكم له من الاثر على من يفعل ذلك تجديدا لعقيدته وتقوية لايمانه وترسيخا اه المعتقد في قلبه له اثر عظيم بالغ في هذا الباب ولي شرح مطبوع على هذا الحديث بعنوان المقالة المفيدة. شرح حديث جامع في العقيدة وهو فعلا حديث جامع جمع المعتقد كله في هذه الالفاظ الجزلة والكلمات العظيمة التي كان عليه الصلاة والسلام يستفتح بها صلاته من الليل ومن فوائد هذا الحديث ان العقيدة بحاجة الى استذكار يومي ولهذا يعد هذا الدعاء متن عقدي متين يستحب للمسلم ان يستذكره كل ليلة ان يستذكره كل ليلة ثباتا لعقيدته وتجديدا لايمانه وترسيخا المعتقد في قلبه نعم قال رحمه الله تعالى هذا لفظ البخاري في باب التهجد وقد روياه من طرق كثيرة بالفاظ متقاربة وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرن الشهادة باحقية الجنة والنار مع الشهادة بحقية الله واحقية رسله عليه السلام واحقية وعده الصادق وهما اي الجنة والنار من وعده الصادق الذي اقسم على صدقه وحقيته ووقوعه في غير ما موضع من كتابه لقوله رحمه الله قرن الشهادة باحقية الجنة والنار مع الشهادة باحقية الله واحقية رسله لانه عليه الصلاة والسلام قال في هذا الحديث انت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبي حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق. والساعة حق فقرن احقية الجنة واحقية النار باحقيته سبحانه وتعالى وحقية رسله وان ذلك كله حق اي صدق لا شك فيه ولا ريب. نعم قال رحمه الله تعالى وفي حديث عبادة رضي الله عنه هذا انه صلى الله عليه وسلم علق دخول الجنة دخول الجنة والنجاة من النار بالتصديق بهما والشهادة بذلك هذه فائدة مهمة يعني مهمة جدا في شرح الحديث حديث عبادة الذي تقدم عند المصنف قال من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبدالله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق. ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. يقول الشيخ علق دخول الجنة والنجاة من النار بالتصديق بهما والشهادة بذلك التصديق بهما والشهادة بذلك يعني يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وان عيسى عبد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وان الجنة حق يشهد ان الجنة حق وان النار حق تعلق الدخول الجنة والنجاة من النار بهذا التصديق وهذه الشهادة نعم قال رحمه الله تعالى ولهذا يقول الله عز وجل يوم القيامة لاهل النار هذه جهنم التي كنتم توعدون اصلوها يوم بما كنتم تكفرون وقال تعالى يوم يدعون الى نار جهنم دعا. هذه النار التي كنتم بها تكذبون. افسحر هذا الايات وغيرها وتقدم في بعض الفاظ حديث جبريل من رواية الاولى اعدها قال تعالى هذه جهنم التي كنتم توعدون عند اه الشيخ اه مكتوبة هذه النار التي كنتم بها تكذبون اقرأ ذلك لاؤكد ما سبق ان الشيخ رحمة الله عليه كان يكتب الايات من حفظه رحمة الله عليه. نعم قال رحمه الله تعالى وتقدم في بعض الفاظ حديث جبريل من رواية ابن عباس رضي الله عنهما عند احمد قال فحدثني ما الايمان؟ قال الايمان ان تؤمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وتؤمن بالموت وبالحياة بعد الموت. وتؤمن بالجنة والنار النار والحساب والميزان الحديث وغير ذلك من الاحاديث. نعم يشير الى ان الاحاديث الواردة في اثبات جنة والنار وانهما احق كثيرة جدا نسأل الله عز وجل الجنة وما قرب اليها من قول او عمل وان يعيذنا اجمعين من النار وما قرب اليها من قول او عمل وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات احيائي منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارثة منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا