الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا علمنا عليه. قال المصنف محمود على باب الصلاة خلف محمد من قول اهل السنة ان صلاة الجمعة والعيدين وعرفة مع كل امير بر او فاجر من السنة والحق والحق وان من صلى معهم ثم اعادها فقد خرج من جماعة من مضى من صالح سلف هذه الامة. وذلك ان الله تبارك وتعالى قال يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم وقد علم جل وعلا ثناؤه حين افترظ عليهم السعي اليها واجابة واجابت النداء لها انه يصليها بهم من مجرمي الولاة وفساقها من لم يجهله فلم يكن ليفترض على عباده السعي الى ما لا ينسيهم شهوده ويجب عليهم اعادته. وقضاء وقضاة وقضاتها لهم وقضاتهم وحكامهم ومن استخلفوه على الصلاة. والصلاة ورائهم جائزة. وحدثني ابي عن سعيد بن محمود عن يوسف بن يحيى العلاقي عن عن عبد الملك رحمه الله انه قال في تفسير ما جاءت به الاثار ان الصلاة جائزة وراء كل بر وفاجر انما يراد بذلك الامام الذي تؤدى تؤدى اليه الطاعة لانه لو لم تكن الصلاة وراءه جائزة او وراء من استخلف عليها وخلفائهم لما في ذلك من سفك الدماء واستباحة الحريم وتفتح الفتن فالصلاة ورائهم جائزة. الجمعة وغيرها ما صلوا الصلاة لوقتها. ومن عرف منه ببعض الاهواء المخالفة للجماعة مثل الاباضية والقدرية فلا بأس بالصلاة خلفه ايضا. قال عبد الملك رحمه الله تعالى وهو الذي عليه اهل السنة قد حدثني اسد بن موسى قال حدثني علي بن معبد عن خالد بن حيان عن مكحول عن معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلوا خلف كل امام بدر او فاجر يعمل لك قال حدثني الربيع بن زيد عن شوار بن شبيب قال حج نجدة الحروري في اصحابه فواد عدن الزبير فصلى هذا بالناس يوما وليلة وهذا بالناس يوما وليلة. فصلى ابن عمر خلفهما فاعترضه رجل فقال يا ابا عبد الرحمن اتصلي خلف نجدة الحروري؟ فقال ابن عمر اذا نادوا حي على خير العمل اجبناه. واذا نادوا على حي على قتل نفس قلنا لا ورفع بها صوته. وحدثني وهو عن الصمادحي عن ابن مهدي عن سفيان عن الاعمش يقال كانوا كبار واصحاب عبد الله يصلون الجمعة مع المختار ويحتسبون بها وحدثنا بالمهدي عن الحكم بن عطية قال سألت الحسن قلت رجل من الخوارج امنا ان اصلي خلفه؟ قال نعم قد ام الناس من هو شر منه. وحدثني وهب عن من وضاح قال سألته حالة من المسكين. هل ندع الصلاة خلف اهل البدع؟ فقال اما الجمعة خاصة فلا واما غيرها من الصلاة فنعم. قال بن وضحوا سألت يوسف بن عدي عن تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم خلف كل بر وفاجئ قال الجمعة خاصة قلت وان كان الامام صاحب بدعة؟ قال نعم وان كان صاحب بدعة فان الجمعة في مكان واحد ليس توجد في غيره الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام محمد ابن ابي زمي رحمه الله تعالى في باب الصلاة خلف الولاة اولا يذكر اهل السنة هذا الباب في باب العقائد لان الولاة في الزمن الاول كانوا يأمون الناس في صلواتهم في الجمعة والجماعات ويرون الصلاة خلفهم وذلك ان من علامة اهل البدع انهم لا يصلون خلف ائمة الجور فيتركون الجمعات ويتركون الجماعات فلا شك ان ترك الجمعة والجماعة انه من علامة اهل الزيغ وما دام ان الامام والوالي في دائرة الاسلام ولم يفعل ما يوجب خروج من دائرة الاسلام فانه يصلى خلفه الجمعة والجماعة والنبي صلى الله عليه وسلم قال يصلون لكم فان اصابوا فلكم ولهم وان اخطأوا فلكم عليهم وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة خلفهم فقال سيكون عليكم ائمة يؤخرون الصلاة عن وقتها قال ماذا؟ قال الصلاة لوقتها ثم صلوا معه تكن لكم نافلة. فان تركتم الوقت الا كانت لكم نافلة فهذا كله يدل على ان الامام الاعظم اذا تولى الامامة للجمعة والجماعة ان المصلى خلفه ولا يمنع فجوره وفساده من الصلاة فان فجوره يعود عليه ولا يعود على من صلى خلفه. فقال رحمه الله من قول اهل السنة ان صلاة الجمعة والعيدين وعرفة مع كل امير بر او فاجر. وذلك كما ذكرت ان الولاة وفي ان الولاة في الزمن الاول كانوا هم الذين يتقدمون الناس بالجمع وفي الاعياد وفي عرفة. ولو ترك لو ترك الصلاة لتركت هذه الجماعات من السنة يقول فان الصلاة خلفهم من السنة والحق وان من صلى معهم ثم عاد فقد خرج من جماعة من مضى. وذلك ان الائمة كانوا يصلون معهم ولا يعيدون الصلاة ولا شك ان من اعاد الصلاة مع صحة صلاتهم فانه على طريق غير طريق غير طريق السلف الصالح. وهي من علامة اهل الزيغ اما اذا كان هذا الامام تسلط على الناس وقهرهم بسيفي وقد وقع في ناقض نواقض الاسلام فانه لا يصلى خلفه وان خشي بترك الصلاة اذى صلى معه موافقة في الظاهر ومخالفة في الباطن بشرط ان يرى كفرا بواحا وقع منه او يكون كافرا. اما ما دام انه في دائرة الاسلام وهو مرتكب لشيء من الفسوق والفجور فانه يصلى خلفه قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا نود للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله. هذه الاية ساقها ابن ابي زملين رحمه الله تعالى يبين ان الله امر بالسعي الى صلاة الجمعة واجابة واجابة النداء لها فالله يعلم ان الجمعة سيتولاها الفاجر والصالح ولو كانت الجمعة لا تصح خلف الفاجر لبينه ربنا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم او نبيه ربنا في كتابه فلما قال ربنا يا ايها الذين امنوا نود للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله ولم يخص ويقيد الصلاة خلف ائمة الصلاح دون ائمة الجور افاد ان الصلاة خلف الجميع جائزة وانه لا فرق بين كون الامام فاجرا او صالحا في الصلاة خلفه للمأموم وان صلاة المأموم صحيحة ولا شك ان الصلاة خلف ائمة العدل الصالحين افضل من الصلاة خلف ائمة الجور الظالمين وقد علم جل ثناه حين افترظ عليهم السعي اليها واجابة النداء لها انه يصليها بهم من مجرم الولاة وفساقها من لم يحمد فلم يكن ليفترض على عباده السعيلة ما لا يجزيهم وهذا صحيح واضح من استدلاله. قال وحدك رب اسناده علي يوسف يحيى المغاربي عن عبد الملك انه قال في تفسير ما جاءت به الاثار ان الصلاة جائزة وراء كل بر وفاجر انما يراد بذاك الامام الذي تؤدى اليه للطاعة اي الامام الاعظم الامام الاعظم يصلى خلفه ولو كان فاجرا فاسقا قال لانه لم تكن لو لم تكن الصلاة وراءه جائزة او وراء من استخلفه عليها وخلفائهم لكان في ذلك من سفك الدماء واستيلاء الحريم وتهيج الفتن. يعني يقول لو تركت الصلاة خلفهم لكان هناك السفك الدماء واصبح في ذلك الحريم وتهييج الفتن فالصلاة خلفهم تدفع تلك الفتن وتقطع دابر هذه اه المصائب وذلك انه يسمع لهم ويطاع ما لم يأمر بمعصية الله عز وجل فقالت اصبروا فانكم ستلقون بعدي اثرة حتى تلقوني على الحوض فالنبي امر اصحاب الصبر على جور الائمة والولاة. وقد كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه وائمة السلف يصلون خلف الحجاج والحجاج هو من الظلم بمكان عظيم. بل ان بعض اهل بعض السلف كفر الحجاج كفر الحجاج لاقوال نسبت له فابن عمر صلى خلف الحجاج وصلى خلف بني امية ولم يعيدوا الصلاة خلفهم. وكذلك صلى ابن عمر خلف بعض الاباء بعض اه الخوارج عندما تولى على الناس في آآ في عرفة فكان يصلي يوما ابن الزبير ومرة يصلي آآ حج لجة الحروري جميعا مع ان في هذا الاسناد ضعف كما سيأتي. قال وحدثني انس بن موسى حدثني علي ابن معبد عن خادم حيان خالد بن حيان عن مكفول عن معاذ انه قال قاسم صلوا خلف كل امام بر او فاجر. يعني الولاة وهذا الحديث ضعيف. ولكن السلف على هذا المعنى يرون انه يصلى خلف ائمة الجور وائمة العدل فقد صلى ابن مسعود خلف خلف الوليد ابن عقبة وكان يشرب الخمر وكان اميرا للخوفة وصلى ايضا الصحابة خلف الحجاج وصلى ايضا السلف كسعيد وغير خلف الوليد وعبد الملك وهشام من بني امية مع ما فيه من الظلم والجور. فهذا هو طريقة فاذا الصاحب يصلون خلف ائمة الجور الجمع والجماعات ما بقوا في دائرة الاسلام اما اذا كان الامام الامام الراتب ليس هو الامام الاعظم ويصلي بالناس وهو متلبس بفجور او فسق فانه يصلى خلف غيره فان لم يوجد الا هو اماما راتبا يصلي بالناس يصلى خلفه ولا تترك صلاة الجماعة لكن لو وجد امامان احدهما صالح الاخر طالح يصلى خلف الصالح ويترك الطالح ذكر حديث الربيع بن زيد قال سوار بن شبيب قال حج نجدة الحرور في اصحابه فوادع ابن الزبير فصلى هذا بالناس يوما وذاك بالناس يوما فكان يصلي مرة مع هذا ومرة مع هذا فقال يا ابا تصلي خلف نجدة؟ قال ابن اذا نادى حي على خير العمل اجبناه قال حي على قتل النفس قلنا لا ورفع بها صوت. هذا حديث منكر ورفع اسناد ابن عمر لا يصح ان لا يصح عنه رضي الله تعالى عنه ففيه الربيع ابن ادم وهو متروك الحديث وفيه سوار ايضا الثوار هذا في منهم من تكلم فيه فالبخاري لم يذكر اجارة وذكره ابن معين وحسن حال ذكر ابن حبان في الثقات. فهذا الحديث هذا الحديث نقول ليس بصحيح فيه الربيع بن زيد وهو متروك الحديث. ومع ذلك نقول اه اذا كانت بدعته ليست مكفرة وكان الخوارج الاول لا يكفرهم السلف يعني عامة لا يكفر الخوارج كالحرورية لم يكفرهم غير اهل السلك علي رضي الله تعالى عنه وابن عمر لم يكفر الخوارج لو كانت بدعة مكفرة لما صلى خلفهم ابن عمر رضي الله تعالى عنه وذكر عن ابن مهدي عن سفيان الابشي وقال كان اكابر اصحاب النبي وسلم كان كبار اصحاب ابن مسعود يصلون الجمعة مع المختار. ويحتسبون بها. المختار بن ابي عبيد الثقفي هذا الرجل آآ من الظلمة ومن الفجرة وقد قيل انه ادعى النبوة ولذا من اهل من كفره منهم من عذره اي لم يكفره فمما ذكر عنه انه قال ان جبريل نزل عليه ولا شك ان مثل هذا انه يكفر به قائله من قال ان جبريل ينزل عليه وانه يوحى اليه هذا كافر تكون هي دعواه النبوة والنبوة والادعاء فقد كفر باتفاق اهل العلم. لكن لعل السلف صلوا خلفه بدعوى انهم لم يبلغهم ما تفوه بمن الكفر وكان قاضيه سيد التابعين في زمنه عبد الله بن مل ابو عثمان النهدي فلعله كان مما يحسن الظن به لانه كاول ما اظهر المختار انه آآ ينصر السنة وينصر ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن محاسن المختار انه تتبع قتلة قتلة عثمان رضي الله تعالى عنه كان يناصر اه ابن الزبير رضي الله تعالى عنه وكذلك انه كان يناصر البيت النبي صلى الله عليه وسلم فتتبع قتلة الحسين يعني من محاسنه انه تتبع قتلة الحسين فقتلهم جميعا ولم يبق منهم احدا هذا من مما ذكر عن المختار ومع ذلك كان له كرسيا يخرج به ويزعم انه التابوت الذي فيه السكينة وكان يزعم ان جبريل ينزل عليه يوحي اليه فادعى النبوة. وكانت تحته ايضا بنت النماذج رضي الله تعالى عنها مهرة بنت بنتي وكانت من اجمل النساء قال هنا اه يعني هو كان يصلي خلفه بعض اصحاب ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. فصلاتهم خلف تحبة انهم لم يرون كفره وانه مسلم والا من كان كافرا فانه لا يصلى خلف الاضطرار واكراها. من صلى خلفه الا ان يوافقه بالضال ويخالف الباطل واما نوافقه يعيد الصلاة بعد فراغه ايه اللي حصل لك يا هشام يوافقه يوافقه في الظاهر وخارج الباطن. تصح الجمعة كاملة يا شيخ؟ هي تصح. قال ابن مهدي عن الحكم ابن عطية قال فسألت الحسنة قلت الرجل الخواجة يوم من يصلي خلفه؟ قال نعم قد ام الناس من هو شر منه. صدق. قال اسناده جيدا ان ابن الحسن كان يرى الصلاة خلف الخوارج لان بدعتهم ليست مكفرة ثم قال وحدث وهب وهب عن ابن وضاح قال سألت هذا المسكين هل ندع خلف اهل البدع؟ فقال اما الجمعة خاصة فلا واما غيره فان من الصلاة فنعم اولا لابد ان يعرف الفرق بين من بدعته بين من بدعته مكفرة ومن بدعته مفسقة اما الذي بدعته مكفرة كغلاف الجهمية وكغولات الروافض الذين يؤلهون عليا ويدعون من دون الله ويدعون على بيت النبي صلى الله عليه وسلم فان الصلاة خلفهم لا تجوز من صلى خلفا فصلاته باطلة الا بكرها ومن اكر على الصلاة خلفه وافقهم في الظاهر وخالفهم في الباطن. واما من بدعة مفسقة فانه يصلي خلفه ويعتد بها خاص ما يتعلق بالجمعة لان تعطيل الجمعة منكر فترك الجمعة خلف هؤلاء منكر عظيم. اما اذا وجد من يصلي بالجمعة من اهل العدل والصلاح فلا يصلى خلفه من بدعة مفسقة ولا قاله قال ابن وظاح سألته عن تفسير النبي وسلم خلف كل بدن قال الجمعة خاصة قلت وان كان امام صاحب بدعة قال لا وان كان صاحب بدعة لان الجمعة توجد في غيره هذا مراده ان الجمعة لا يمكن ان تتعدد ولا يمكن ان يجدها المسلم في كل وقت لا يمكن يصلي الجمعة في اكثر من ما هي تقام مرة واحدة في مكان واحد. اما اذا كان الحال كما هو الان الجمعة تتعدد وفي كل مكان جامع او او جامعان وكان احد الجامعين امامه مبتدع ضال فانه لا يصلى خلفه ولا يجوز ان يصلى خلفه وفيه وهناك من هو اصلح حالا منه. اما اذا كان هذا الامام هو الامام الوحيد او الامام الذي يصلي بالناس الجمعة وليس هناك جمعة غيره فانه يصلى خلفه حفاظا على الجمعة. ولو كانت بدعة مفسقة كالخوارج مثلا او المرجئة وما شابه اما من كانت بدعته مكفرة وهو الذي يصلي بالناس الجمعة ويصلي معه المسلمون يوافقون في الظاهر ويخالفون في الباطل ولا يعيدون صلاتهم بعد فراغها. آآ هذا كان ابن زيد اما الان او في الازمان المتأخرة اصبح الائمة وولاة الامور لا يتولون الصلاة وانما ينيبون غيرهم من النواب يصلون بالناس. ولكن آآ الشاهد من هذا الباب ان اعظم ما يحاول المسلم هو الجمعة والجماعات والاعياد وانه لا يتركها لفسق فاسق ولا لفجور فاجر وانما يصلي فان اصاب الائمة لنا ولهم وان اخطأوا فلنا وعليهم. ولا يضرنا ضلالهم وخطأهم وفجورهم. والله تعالى اعلم