الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى البحث الثاني اعتقاد وجودهما الان. قال الله تعالى في الجنة اعدت للمتقين اعدت للذين امنوا بالله ورسله فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعينهم جزاء بما كانوا يعملون. وقال تعالى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. وغيرها من الايات. يخبر تعالى انها معدة قد اوجدت وانها مخفية لاولياء الله تعالى مدخرة لهم. وانها في السماء وان النبي صلى الله عليه وسلم اتاها ليلة المعراج ورآها وقال تعالى في النار اعدت للكافرين. وقال واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا. وقال والظالمين اعد لهم عذابا اليما. وقال ان جهنم كانت مرصادا. للطاغين مئابا اه فهي ايضا معدة لاعداء الله تعالى مرصدة لهم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله سلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا اذن علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا مما يجب اعتقاده في الجنة والنار انهما موجودتان قد خلقهما الله عز وجل واعدهما وما فيهما لاهلهما ففي الجنة اعد جل في علاه ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وفي النار اعد من صنوف العذاب وانواع ان كان ما لا يخطر على بال فمما يجب اعتقاده في الجنة والنار انهما موجودتان. انهما موجودتان قد خلق هما الله عز وجل واعدهما لاهلهما قد دل على ذلك دلائل كثيرة جدا في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته وعلي ساق المصنف رحمه الله تعالى جملة منها فمن هذه الادلة ما جاء في ايات عديدة في ذكر الله عز وجل للجنة؟ قال اعدت للمتقين اعدت للذين امنوا بالله رسله كذلك قول الله عز وجل فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة عين من قرة اعين فهي موجودة ونعيمها موجود اخفى الله سبحانه وتعالى في هذا النعيم شيئا عظيما اعده كرامة للعباد لا تعلم النفوس ولا يعلم العباد حجم ذلك النعيم فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وفيما يتعلق بالنار ايضا جاءت ايات صريحة في انها موجودة ومعدة ومرصدة لاهلها قال الله سبحانه وتعالى اعدت للكافرين واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا. فهذا كله مما دل على ان النار موجودة وان الجنة موجودة نعم قال رحمه الله تعالى وقال البخاري رحمه الله في صحيحه باب ما جاء في صفة الجنة وانها مخلوقة وانها مخلوقة اي قد خلقها الله واوجدها اعد فيها ما اعد سبحانه وتعالى نزلا عباده متقين واولياءه المقربين ثم ذكر فيه حديث ابن عمر رضي الله عنهما حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امات احدكم فانه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي. فان كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة وان كان من اهل النار فمن اهل النار هذا من الدلائل الصريحة الواضحة على وجود الجنة والنار. ففي هذا الحديث ان العبد اذا مات عرض عليه مقعده من الجنة اي ان كان من اهلها ومقعده من النار. اي ان كان من اهلها والله سبحانه وتعالى قد قال في القرآن عن ال فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب فالشاهد ان هذا العرض في كل غداة وعشي للجنة او النار دليل على وجودهما نعم قال رحمه الله تعالى وحديث عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلعت في فرأيت اكثر اهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت اكثر اهلها النساء قولها او الشاهد من هذا الحديث للمقصود قوله اطلعت والاطلاع انما هو على الشيء الموجود اطلاع انما هو على الموجود فيقول عليه الصلاة والسلام اطلعت في الجنة فرأيت اكثر اهلها فقراء اكثر اهلها اي الجنة الفقراء والموجب لدخول هؤلاء الجنة ليس فقرهم ليس الفقر نفسه وانما الموجب لدخولهم الجنة هو الطاعة طاعة الله سبحانه وتعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا فالموجب ليس الفقر لكن فقرهم ابعدهم عن طغيان المال وفتنة المال والهاء المال للقلب وشغله لصاحبه عما خلق له كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى فالحاصل ان هؤلاء الفقراء دخولهم ليس سبب الفقر نفسه وانما سبب دخول الجنة بعد رحمة الله سبحانه وتعالى هو الطاعة والعبادة طاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته جل في علاه قال واطلعت في النار فرأيت اكثر اهلها النساء فرأيت اكثر اهلها النساء وذلك لما في كثير من النساء من القصور وغلبة الهوى والمسارعة الى اه اه الملهيات وزخرف الدنيا وفتنها فان تاسر اه النساء اكثر من غيرهن بضعف المرأة وقصورها ولهذا قال بعض اهل العلم في معنى هذا الحديث قال انما كان النساء اقل ساكني الجنة لما تغلب عليهن او لما يغلب عليهن من الهوى والميل الى عاجل زينة الدنيا والاعراض عن الاخرة لنقص عقولهن سرعة انخداعهن. قال ذلك القرطبي رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى وحديث ابي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قال بينما انا نائم رأيتني في الجنة فاذا امرأة تتوضأ الى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر؟ فقالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا. فبكى عمر وقال عليك اغار يا رسول رسول الله هذا الحديث معدود في مناقب عمر رضي الله عنه وفضائله وهو شهادة له رضي الله عنه وارضاه بالجنة. نعم قال وحديثه رضي الله عنه ايضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين امرأة ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فاقرأوا ان شئتم فلا تعلموا نفس ما اخفي لهم من قرة باعين جزاء بما كانوا يعملون. وهذا من الاحاديث الصريحة في هذا الباب ان الجنة موجودة قد اعدت لاهلها قال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى هذا حديث قدسي اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اي من انواع النعيم وصنوف ما تقروا به العين وتهنأ به النفس مما اه مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال رحمه الله تعالى ثم ساق الاحاديث في صفتها ثم قال باب صفة النار وانها باب صفة النار وانها ثم ذكر فيه حديث ابي ذر وابي سعيد رضي الله عنهما. قال النبي صلى الله عليه وسلم ابردوا بالصلاة ان شدة الحر من فيح جهنم شدة الحر من فيح جهنم. يعني ما يجد الناس في الصيف من حرارة شديدة. قال عليه الصلاة والسلام هي من فيح جهنم اذا كانت اذا كانت شدة الحر من فيح جهنم فجهنم موجودة. جهنم موجودة فهذا من الشواهد والدلائل واضح على ان النار ما موجودة مخلوقة معدة لاهلها نعم قال رحمه الله تعالى وحديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت النار الى ربها فقالت ربي اكل بعضي بعضا. فاذن لي بنفسين نفس. فاذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فاشد ما تجدون في الحر واشد ما تجدون في الزمهرير. نعم لان عذاب النار اه يتناول اه هذين النوعين تناول هذين النوعين الحرارة الشديدة والبرودة الشديدة التي هي الزمهرير وقد اذن الله سبحانه وتعالى لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف. فاشد ما تجدون في في الحر واشد ما تجدون من الزمهرير اي هذا من فيحي جهنم نعم قال وحديث ابن عباس ورافع ابن ورافع ابن خديج وعائشة وابن عمر رضي الله عنهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمى من فيح جهنم فابردوها بالماء وحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قيل يا رسول الله ان كانت لكافية قال فظلت عليها بتسع فضلت عليها بتسعة وتسعين جزءا كلهن مثل حرها وفيه من حديث انس بن مالك رضي الله عنه في المعراج ثم انطلق بي حتى انتهى الى سدرة المنتهى وغشيها الوان لا ادري ما هي ثم ادخلت الجنة فاذا فيها حبائل اللؤلؤ. واذا ترابها المسك. نعم يعني هذا اه ليلة اسري به عليه الصلاة والسلام وعرج به الى ما فوق السماء السابعة رأى عليه الصلاة والسلام الجنة قال ادخلت الجنة فدخلها ورأى عليه الصلاة والسلام ما فيها وهذه كرامة خص بها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فهي من خصائصه صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله تعالى وفيه من حديث ما لك بن صعصعة في ذلك وفيه ثم رفعت الى سدرة المنتهى فاذا نبقها مثل نقل لهجر واذا ورقها مثل اذان الفيلة. قال هذه سدرة المنتهى. واذا اربعة انهار نهران باطناء ونهران نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت ما هذان يا جبريل؟ قال اما فنهران في الجنة واما الظاهران فالنيل والفرات الحديث وفيهما من حديث صلاة الكسوف وخطبته صلى الله عليه وسلم فيها وانه عرضت عليه الجنة والنار. وانه صلى الله عليه وسلم اراد ان يتناول من الجنة عنقودا فقصرت يده عنه وانه لو اخذ لاكلوا منه ما بقيت الدنيا وانه رأى النار ورأى فيها صاحب المحجن الذي كان يسرق الحاج ورهأ فيها عمرو ابن لحي يجر قصبه في النار ورأى المرأة التي تعذب في هرة حبستها. وقال صلى الله عليه وسلم لم ار منظرا كاليوم افظع. نعم هذا الحديث اه الذي هو في اه صلاة الكسوف في صلاة الكسوف والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس تلك الصلاة وهو انما كسفت في حياتي مرة واحدة. فلما صلى بهم رأوه فعل شيئا عجيبا ما قد فعله او ما سبق ان فعله في صلواته عليه الصلاة والسلام كلها رأوه وهو يصلي تقدم الى الامام قليلا ومد يده كانه يريد ان يأخذ شيئا ثم بعد قليل رأوه رجع الى الوراء على هيئة الخائف من الشيء فكان هذا الذي رأى الصحابة رضي الله عنهم امرا عجيبا ما سبق ان فعله صلى الله عليه وسلم. فلما فرغ من صلاته سألوه عن ذلك فقال صلى الله عليه وسلم رأيت الجنة والنار رأيت الجنة والنار اي رآهما حقيقة وعندما نقرأ مثل هذه الاحاديث يجب ان نحضر الى اذهاننا فورا ان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. ان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. سبحان الله الصحابة وراءه يصلون ويرونه يتقدم ويمد يده. ولا يرون شيئا وهو رأى الجنة حقيقة ورأى النار حقيقة وربنا جل في علاه على كل شيء قدير لا يعجزه سبحانه وتعالى شيء جل وعلا فرأى النبي عليه الصلاة والسلام الجنة ومد يده ليقطف عقودا من عناقيد لديها وقال لو اخذته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا هذا العنقود الواحد هذا العنقود الواحد لو قطفه لاكل الناس منه الى يوم القيامة وانظر الى العنب الذي نطعمه ان جلس يومين فسد وهذا يبقى الى نهاية الدنيا يأكل الناس منه على جودته وعلى هذا هذا من من الشواهد ان في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما قال ليس في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء الا الاسماء اما الحقائق مختلفة الحقائق اعظم و اجل مثل ما يعني آآ جاء في الحديث هو ما لا يخطر على القلب ورأى عليه الصلاة والسلام النار ووعظ الناس وعظا بليغا بما عاينه ورآه عليه الصلاة والسلام وقد جمع في وعظه للناس بذكره لرؤية معذبين في النار وانما رأى عليه الصلاة والسلام معذبين في اكبر الموبقات واعظمها بدءا بالشرك الذي هو اعظم الذنوب قال رأيت عمرو بن لحي يجر قصبة يعني امعاءه في النار وهو اول من بدل دين ابراهيم وجاء بالاصنام الى مكة ودعا الناس الى عبادتها والله يقول ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم. كم اولئك كالذين عبدوا تلك الاصنام التي جاء بها ما اعظم عقوبته عند الله وما اعظم عقوبة كل من يدعو الى ظلال فان من يدعو الى الضلال لا يحمل وزر نفسه فقط يوم القيامة. بل يحمل وزر نفسه ووزر من الى ضلالته من دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص من اثامهم شيئا ورأى عليه الصلاة والسلام امرأة في النار تعذب في هرة حبستها في مكان حتى ماتت فلا هي اطعمتها في المكان الذي حبستها فيه ولا هي ايضا تركتها طليقة تأكل من خشاش الارظ فحبستها حتى ماتت فعذبها الله سبحانه وتعالى في في النار بهذه الهرة بهذه الهروة واذا كانت عذبت في هرة فما الشان بمن يقتلون الانفس المعصومة المؤمنة المطيعة لله سبحانه وتعالى بغير حق فما اعظم عقوبتهم عند الله سبحانه وتعالى وليس في الجرائم جريمة بعد الشرك اكبر من قتل النفس المعصومة سواء قتل المرء لغيره او قتله لنفسه او حتى قتله لنفسه فهذه جريمة هي من اكبر الجرائم واعظمها. فما عصي الله بعد الشرك باعظم من القتل سواء قتل المرء لنفسه او قتله لغيره ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصله نارا فالحاصل ان هاتين الجريمتين هما اكبر الجرائم بعد الشرك ورأى النبي عليه الصلاة والسلام الرجل الذي كان يسرق الحجاج الذي كان يسرق الحجاج وكان معه محجن والمحجن عصى في اعلاها عكف فكان اذا مر الحاج من عنده ببعيرة وعليه بعض متاعه اخذ بعصاه تناول بعكفة العصا شيئا من متاع الحاج فان انتبه له قال علق بمحجني وان لم ينتبه له اخذه فرآه النبي عليه الصلاة والسلام يعذب في النار بهذه السرقة والسرقة في نفسها على كل احوالها حرام من عظائم الذنوب فكيف اذا كانت سرقة الحاج الذين هم ضيوف الرحمن الوفد الكريم كما قال عليه الصلاة والسلام الحاج والعمار وفد الله. الحاج والعمار وفد الله دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم الجريمة هذه ثلاث جرائم رأى النبي صلى الله عليه وسلم اهلها يعذبون في النار والجريمة الرابعة من عظائم الجرائم والذنوب هي الزنا ففي موعظته لهم على اثر الكسوف ايظا حذر عليه الصلاة والسلام من الزنا وقال لا احد من الله من ان يزني عبده او تزني امته والمعنى ان او المعنى او الامر المترتب على ذلك اي عقوبة الله سبحانه وتعالى التي اعدها لهؤلاء فالحاصل ان النبي عليه الصلاة والسلام في صلاة الكسوف رأى الجنة ورأى النار وهذا دليل على وجود الجنة والنار وانهما مخلوقتان معدتان لاهلهما نعم قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم والسنن والمسند من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الجنة والنار ارسل جبرائيل الى الجنة فقال اذهب فانظر اليها والى ما اعددت لاهلها فيها ذهب فنظر اليها والى ما اعد الله لاهلها فيها فرجع فقال وعزتك لا يسمع بها احد الا دخلها. فامر بالجنة فحفت بالمكاره. فقال ارجع فانظر اليها ما اعددت لاهلها فيها قال فنظر اليها ثم رجع فقال وعزتك لقد خشيت الا يدخلها احد قال ثم ارسله الى النار قال اذهب فانظر اليها والى ما اعددت لاهلها فيها. قال فنظر اليها فاذا هي يركب بعضها بعضا ثم رجع فقال وعزتك لا يدخلها احد سمع بها. فامر بها فحفت بالشهوات ثم قال اذهب انظر الى ما اعددت لاهلها فيها فذهب فنظر اليها فرجع فقال وعزتك لقد خشيت الا ينجو منها احد الا دخلها هذا الحديث هذا الحديث صريح في ان الجنة والنار معدة قد اعدهما الله سبحانه وتعالى واعد ما فيهما آآ لاهلهما سبحانه وتعالى ولما خنق الجنة امر جبريل ان يذهب وينظر الى الجنة فرأى من النعيم العجيب العظيم لما رجع الى الله عز وجل قال وعزتك لا يسمع بها احد الا دخلها لا يسمع بها احد الا دخلها ثم حجبها الله عز وجل وحفها المكاره. فامره ان ينظر اليها قال خشيت الا يدخلها احد والنار حجبها بالشهوات حجبها بالشهوات هذا معنى عظيم جدا هذا معنى عظيم مهم حقيقة ينبغي ان نقف معه وقفة مهمة. الجنة حجبت بالمكاره لابد ان نفهم هذا المعنى الجنة حجبت بالمكاره والنار حجبت بالشهوات هذا يعني ان الانسان اذا اخترق الحجاب ماذا يحصل له نعم اذا اخترق الحجاب دخل في ما وراءه فالذي يخترق حجب الشهوات ما تفضي به الا الى النار نسأل الله العافية. ولهذا يجب ان يحذر العبد حذرا شديدا من الشهوات لان الشهوات هي في حقيقتها حجب من النار فاذا اخترقها اوصلته الى النار والجنة حجبت بالمكاره المكاره اي عموم الطاعات وما قد يجد المرء من ثقل او مشقة او تباطؤ او نحو ذلك فينبغي ان يحمل نفسه على الطاعة وانشقت على على نفسه وان لم تمل لها نفسه في بادئ الامر يحمل نفسه على طاعة في الله وهو يستحضر ان الجنة حجبت بالمكاره. ان الجنة حجبت بالمكاره ومن الخير للعبد ان يصبر نفسه على الطاعة وان يصبر نفسه عن المعصية ليفوز باللذة الباقية الخالدة الدائمة في الدار الاخرة ومن الخسارة العظيمة الفادحة ان يشغل المرء نفسه في هذه الدنيا بمتع زائفة وملذات فانية فيقع في الشبهات ويفرط في الطاعات ثم يكون الحرمان والعياذ بالله الخسران في الدار الاخرة. فالحاصل ان الجنة حجبت بالمكاره والنار حفت وحجبت الشهوات نعم قال رحمه الله تعالى وقد تقدم في احاديث عذاب القبر واحوال البرزخ ذكر الجنة والنار ورؤية كل من ورؤية كل بمنزلتي فيها ورؤية كل منزله فيها وعرض مقعده عليه وفتح باب احداهما احداهما اليه وقد تقدمت قال وقد تقدم في احاديث عذاب القبر واحوال البرزخ ذكر الجنة والنار ورؤية كل منزله فيها رؤية كل ان منزله ورؤية كل منزله فيها وعرض مقعده عليه وفتح باب احداهما اليه وان ارواح المؤمنين في عليين وارواح الفجار في سجين وغير ما ذكرنا من الايات الصريحة والاحاديث الصحيحة ما لا يحصى. والى هذه الاشارة بقولنا موجودتان. نعم قوله وغير ما ذكرنا من الايات والاحاديث آآ الصحيح ما لا يحصى يعني الشواهد على هذا الباب كثيرة جدا في آآ في آآ في القرآن الكريم وسنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولعلنا نختم هذا المجلس حديث عظيم ايضا هو شاهد لما قرره المصنف رحمه الله تعالى هنا وهو حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه سلم قال اذا قال العبد في يوم ثلاث مرات اللهم ادخلني الجنة او اللهم اني اسألك الجنة. قالت الجنة قالت الجنة اللهم ادخله الجنة واذا قال اللهم اجرني من النار ثلاث مرات قال قالت النار اللهم اجره من النار قالت النار اللهم اجره من النار اللهم انا نسألك الجنة. اللهم انا نسألك الجنة اللهم انا نسألك الجنة. اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وال اله وصحبه. جزاكم الله خيرا