بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه وعلى اله افضل صلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال المؤلف رحمه الله تعالى حال بل كلهم يحبون معبوداتهم ويعظمونها ويوالونها من دون الله. وكثير منهم بل اكثرهم الهتهم اعظم من حبهم لله. اعظم من حب من حبه اعظم من محبة الله. ويستبشرون بذكرهم اعظم من استبشارهم اذا ذكر الله وحده ويغضبون ويغضبون ويغضبون من تنفس معبوداتهم واجهتهم من المشايخ اعظم مما يغضبون اذا تنقص احد رب العالمين واذا انتهكت حرمة من حرماتها لهتهم ومعبودهم غضبوا غضب الليث اذا اذا الى حريق واذا انتهكت حرمات الله لم يغضبوا لها بل اذا قام المنتهك لها لاطعامهم شيئا اعرض عنه وان لم ولم تستنكر له قلوبهم وقد شاهدنا هذا نحن وغيرنا منهم جهرة شامل ان قام وان قعد وان عثر وان استوحش فذكر الها ومعبوده من دون الله فذكر الله فذكر اله خذي من دون الله والغالب على قلبه ولسانه. وهو لا ينكر ذلك ويزعم انه من باب انه باب حاجته الى حاجته الى الله وشفيعه عنده. ووسيلته اليه. وهكذا كان عباد كان الاصنام وهكذا كان عباد الاصنام سواء وهذا القدر هو الذي قام بقلوبهم وتوارثه المشركون باختلاف الهتهم واولئك كان الهتهم من من الحجر وغيرهم اتخذوها وغيرهم اتخذوها من البشر قال الله تعالى حاكيا عن اسلاف هؤلاء المشركين والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا فليقربونا الى الله جن. ما نعبدهم الا يقربون الى الله زلفى. ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يقتربون. ثم شهد شهد عليهم بالكذب والكفر واخبر انه لا يهديهم فقال ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار فهذه حال من اتخذ من دون الله وليا يزعم انه يقربهم الى الله وما اعز من تخلص من هذا بل ما اعز من لا يعادي من انكره والذي قام في قلوب هؤلاء المشركين وسلفهم ان الهتهم هم تشفع لهم عند الله. وهذا عين الشرك. وقد انكر الله عليهم ذلك في كتابه وافضله. واخبر طبعا الشفاعة كلها كلها لك. وانه لا لا يشفع عنده احد الا لمن هدي له ان تعافيه ورضي قوله وعمله وهم اهل التوحيد الذين لم يتخذوا من دون الله شفعاء فان يأذن سبحانه لمن يشاء في الشفاعة لهم حيث لم يتخذوهم شفعاء من دونه فيكون تكون اسعد الناس بشفاعته من يأذن له وهو صاحب التوحيد الذي لم يتخذ شفيعا من دون الله والشفاعة التي اثبتها الله ورسوله هي الشفاعة الصادرة عن اذنه لمن؟ وحده التي نفاها الله شفاعة الشركية في غلو المشركين المتخذين من دون الله شفعاء فيعاملون عن شفاعتهم ويفوز بها الموحدون. فتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم لابي هريرة وقد سأله من اسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله كيف جعل اعظم الاسباب التي تنال بها شفاعته تجريد التوحيد؟ عكس عكس ما عند المشركين وان الشفاعة تنال بالاتخاذهم شفعاء. وعبادتهم وموالاتهم من دون الله فقلب النبي صلى الله عليه فقال فقلب النبي صلى الله عليه وسلم ما في زعمهم كاذب وان واخبر ان سبب الشفاعة تجريد التوحيد. فحينئذ يأذن الله للشافعي ان يشفع الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. من بعد يذكر الشيخ عبد الرحمن رحمه الله تعالى. حال المشركين وان شركهم بالله عز وجل قائم على تعظيم معبوداتهم. والهتهم التي يعبدونها من دون الله عز وجل فشركهم قام في قلوبهم قبل ان يقوم في جوارحهم. فهم يعظمون معبوداتهم ويحبونها ويوالونها ويكثرون من ذكرها وسؤالها ودعائها بل يستبشرون بذكر طواغيتهم اعظم استبشارهم بذكر الله عز وجل. ويغظبون اذا انتقصت الهتهم من يعظمون من مشايخهم اعظم ما يغضبون اذا انتقص او انتقص احد رب العالمين سبحانه وتعالى واذا انتهكت حرمة الهتهم ومعبودهم غضبوا غضب الليث غضب الليث اذا حرب واذا انتهكت حرمات الله لم يغضبوا. فلا شك ان من قام في قلبي هذا الامر فقد اشرك بالله الشرك الاكبر. المخرج من دائرة الاسلام ولذا تراهم يحلفون بالله كاذبين ولا يحلفون بمعبوداتهم الا صادقين. ويرون ان الحلف بالله كاذبة انه لا ظرر فيه وان الحلف بمعبودهم ومن يؤلهونه كذبا ان به الويل والعذاب العاجل غير الاجل وهذا لا شك من ضعف عقولهم وقلة آآ دينهم ولذا قال ذكر الشيخ هذا هذا الكلام عن من يقول ان هؤلاء المشركين لن يكونوا على هذه الصفة ولا شك انهم كانوا كذلك اشد من ذلك فالشيخ في هذا المقام يرد على من يرى ان عباد زمانه ومشركي زمانه لم يقع في الشرك الاكبر ولم يفعل ما يوجب تكفيرهم واخراج من ذات الاسلام. فبين الشيخ في هذا الفصل انهم كانوا يفعلون ما هو اعظم مما فعله المشركون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. فان كان مشركي زمن النبي صلى الله عليه وسلم يعظمون الهتهم ويحبون في مقام الرخاء. ويوحدون الله في مقام فاهل زماننا ومشرك زماننا يعظمون الهتهم ويعبدونها ويرون لها النفع والضر في الرخاء وفي الشدة وقالت وترى احدهم قد اتخذ ذكر اله ومعبود من دون الله على لسانه قام. وان قعد وان عثر وان استوحش فذكر الهته وما هو من دون الله والغالب على قلب ولسانه. ولذا اذا وقع احدهم في ضائقة او وقع احدهم في مصيبة لم ينادي ربه وانما اخذ ينادي من يراه النافع الضار من دون الله. فما تسمع من اذا اشتد به الزحام يقول مدد مدد يا بدوي واخر اذا نزل في مصيبة اخذ ينادي عبد القادر او العيدروس ومنهم من اذا اصابته ريح في وفي سفينته اخذ ينادي بمعبوده من دون الله ويدعوه ويسأله ويذكر في ذلك ان رجلا ركب مع سفينة طاقت الامواج تتلاطم بهم. فاخذ يقول اصحاب السفينة مدد مدد يا عبد القادر. وهو يقول وحدوا الله واعبدوا الله عز وجل فلما اخذ يكثر قال ان لم تسكت رميناك. فلما سكت خشية ان يرموه في هذا البحر وهم يدعون غير الله فسكتت او سكنت الريح وهدأت هذه الامواج فقال لولا انت لهلكنا فجعلوا دعاء توحيد الله وثواب هلاكهم وشركهم بالله عز وجل سؤالهم بعبد القادر هو سبب نجاته وهذا لا شك ان من اعظم من اعظم الضلال نسأل الله العافية والسلامة يقول فهذا ما حكاه ربنا في قول الذين اتخذوا من دون الله اولياء يقولون عن هذا والذين اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى هذه حجة القوم انهم جعلوا الهتهم ومعبوداتهم التي يعبدونها انما عبدوها بقصد انها تقربهم الى الله عز وجل وهذه هي دعوة مشركي اهل اه مشركي قريش ومشركي كفار العرب وكذلك هي دعوة مشركي زماننا. فان كان مشركي زمان يعبد دون حجر فمشركي زمان يعبدون بشرا ويعبدون احياء امواتا واحياء من دون الله عز وجل. قال ابو الوليد اقام في قلوب الهتهم تشفع لهم عند الله وهذا هو عين الشرك بالله عز وجل. من ضمن ان احدا يشفع له دون ان يأذن الله له ودون ان يأذن الله للمشهود فقد اشرك بالله عز وجل. فالشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى. والشفاعة لا يملكها الشافع الا بعد ان يأذن الله له. وشفاعة الشافعي لا تكون الا لمن رضي الله عز وجل عنه. فعلى هذا من سأل الشفاعة من ميت وقال اشفع لي نقول اشركت بالله عز وجل لان سؤالا ودعاء الاموات هو شرك بحد ذاته. فان ساله الشفاعة سألوا ايضا امرا لا يملكه الا الله سبحانه وتعالى. فوقع بالشرك من جهتين من جهة انه سأل شيء لا يملك الا الله. ومن جهة انه سأل الاموات فدعاهم من دون الله عز وجل سواء كان المسؤول محمد صلى الله عليه وسلم او غيره ممن هو دونه صلى الله عليه وسلم قال واخبر كلها له انه لا يشفع احد عنده الا باذنه الا لمن لديه ان يشفع في ورظى ورظي قوله وعمله وهم اهل التوحيد الذي لم يثق من دون الله شفعاء. فالمشرك لا تناله الشفاعة ولا ينال الشفاعة فانه سبحانه وتعالى لا يأذن الا لا يأذن الا لمن هو من اهل التوحيد. ولا يرظى الا عن من هو من اهل التوحيد. قال انه يأذن سبحان من يشاء في الشفاعة لهم حيث لم يتخذوا شفع من دونه فيكون اسعد الله بشفاعته من يأذن له. فهو صاحب التوحيد لم يتخذ شفيعا من دون الله. والشفاعة التي اثبتها الله ورسوله الشفاعة الصادرة عن اذنه. اذا شفاعة نفى الله عز وجل الشفاعة واثبت انتهى في اثبتها في موضع ونفاها في موضع فقال ولا تنفعهم شفاعة الشافعين. فقال من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ فهناك شفاعة اثبتها ربنا وهناك شفاعة نفاها ربنا سبحانه وتعالى. اما الشفاعة التي اثبتها فاشترط لها شرطان. الشرط الاول الاذن للشافع والشرط الثاني الرضا عن المشفوع. ولا يشفع احد الا بعد ان يأذن الله له ولا يشفع الا لمن رضي الله عز وجل ان يشفع له يعني ليس يقول الله رضي ان يشفع لهذا الذي اراد الشافعي ان يشفع فيه. فلا يشفع الشافعي الا لاهل ولا يشفع الا اهل التوحيد ايضا. ولذا لك حديث ابو هريرة من اسعد الناس بشهادة رسول الله؟ قال اسعد الناس بشفاعتي والقاه الى الله خالصا من قلبه اي بمعنى من حقق توحيد الله عز وجل وعبد الله عز وجل وحده سبحانه وتعالى. اذا خلاصة هذا الفصل ان مشرك زمان الشيخ تعالى ان من وقع في الشرك الاكبر من جهة محبة الهتهم ومن جهة عظيمها المحبة التي لا تكون لله والتعظيم الذي لا يكون الا لله سبحانه وتعالى. وبين ان دعواهم انهم شفعاء انها لا تغني لهم او لا تغني لا تغني عنهم شيئا عند الله عز وجل فكذلك كان كفار قريش يقولون هؤلاء شفعاؤنا ومع كفرهم الله عز وجل وهكذا ايضا يقال في هؤلاء ان لكم هؤلاء شفعاؤنا او هؤلاء وجهاؤنا او هؤلاء وسيلتنا لا تغني عنكم من الله شيئا وبسؤالكم اياهم كفرتم اشركتم بالله الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام. الله اكبر