بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا وشيخنا وللسامعين. قال الشيخ سليمان سليمان بن سحمان المندي في كتابه ولا اله الا الله من بعظ الاشرار قال وبالنذر والذبح الذي انت ناسك ولا تستغث الا بربك تهتدي ولا تستعن الا به وبحوله له خاشع بل خاشعا في التعبد ولا تستعذ الا به لا بغيره وكن لائذن بالله في كل مقصد اليه منيبا تائبا متوكلا عليه وثق بالله ذي العرش دير عرش ترشد ولا تدعو الا الله لا شيء غيره فداع لغير الله غاو ومعتد وكن خاضعا لله ربك لا لمن تعظمه واركع لربك واسجد وصلي له واحذر مراة ناظر اليك وتسميع انه بالتعبد وجانب لما قد يفعل الناس عند من يرون له حقا فجاءوا بموئد يقومون تعظيما ويحنون نحوه ويومون بنحو الرأس والانف والانف باليد. وهذا سجود الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال رحمه الله تعالى في تحقيق العبودية لله عز وجل في هذه الابيات كأن رحمك اراد ان يقصر التوحيد الى ثلاث اقسام التوحيد تعلق بربوبية الله عز وجل وان الله هو الخالق الرازق المدبر وتوحيد يتعلق بالالوهيته وعبادته واخذ يذكر شيئا من امثلة العبادة يختص بها ربنا سبحانه وتعالى وتصرف لله عز وجل. فقال فحقق التوحيد فحقق لتوحيد العبادة المخلصة الذي هو توحيد الالوهية بانواعها اي بانواع العبادة. وقد مر بنا ان العبادة لها انواع كثيرة اوصلها ابن القيم الى مئة منزلة وابلغه بعضهم الى الف منزلة والصحيح ان العبادة اوسع من ذلك فيدخل فيها الاقوال ويدخل فيها الافعال ويدخل فيها اعمال القلوب واقوال القلوب كلها تأتي بمسمى العبادة. ولذا عرفها شيخ الاسلام بان العبادة اسم جامع بكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة بل الاشارة باليد دون ان يتكلم ودون ان يفعل عندما اشار بيده ليدل ليدل تائها يؤجر عليه تحت سوء الاجر عند الله والاكل يأكله محتسبا يؤجر والشرب يشربه يؤجر. اذا العبادة اوسع من ان تحصر في عدد وهي كثيرة جدا الا انه ذكر في هذه الابيات شيئا من انواع العبادة التي يتقرب بها العبد الى ربه سبحانه وتعالى فقال وافرده بالتعظيم والخوف والرجاء. هناك تعظيم لا يليق الا بالله عز وجل ولا شك ان الكمال ان العبد لا يعظم الا ربه سبحانه وتعالى ولكن ان عظم المخلوق واراد بتعظيمه تعظيم الله عز وجل كمن يعظم الوالدين برا بهما كمن يعظم العلماء تعظيما لله عز وجل لانهم يعلمون الناس ما يقربوا الى الله عز وجل فهذا يؤجر واما التعب الذي الصرف لغير الله شرك هو ان يعظم المخلوق مثل ما يعظم الخالق اما بخشوع القلب وسكونه له الا بخشيتي وخوفي خوف سر لا يخدع الى الله عز وجل فهذا التعظيم كان يعطيه بركوع او سجود فهذا من الشرك الاكبر كذلك الخوف والرجاء ايضا الخوف خوف السجن لا يصرف الا لله عز وجل. وقد مر بنا ان الخوف اقسام خوف طبيعي يجوز للعبد ان يخاف المخلوق فيه كخوف اسد او سبع يعتدي او خوف طاغوت او ظالم يقتل او يسجن فهذا الخوف طبيعي لا حرج فيه والخوف المحرم هو الذي يحملك على معصية الله عز وجل وخوف الشرك وللخوف الذي يسمى بخوف السر هو ان يخاف مخلوق لا يملك لها لا ضرا ان يغفر ان يدخله نار الاخرة او يمنعه من دخول الجنة او ينزل به بلاء لا يملكه الا الله فهذا من خوف السر الذي يكفر صاحبه كذلك الرجاء فليرجو مخلوقا فيما لا يقبل الله عز وجل او يرجوه في دفع ما لا يملكه الا الله سبحانه وتعالى قال وبالحب والرغباء اليه ووحدي قد مر ذكر هذه المسائل قالوا بالنذر والذبح الذي انت ناسك. النذر ايضا عبادة تتعلق بالقلب وتتعلق بالاقوال والافعال فالنذر لا يصرف الا لله عز وجل ولا ينعقد الا بالله سبحانه وتعالى وان صرف النذر بغير الله فهو شرك اكبر. فعقده لغير الله او عقده بغير الله يكون الشرك الاكبر ذات الاسلام وصرف النذر بغير الله على وجه على وجه العبودية شرك اكبر. فاما من جهة عقده كان يقول لفلان علي نذر. لفل علي نذر ان يتقرب اليه اولاد او لفلان بفلان افعل كذا وينظر بذاته او ينظر بجاهه وعظمة هذا من شرك الالفاظ من شرك الالفاظ. واما شرك المقاصد في النذر ان يقول نذر علي ان ان اذبح بمعنى اني اتقرب الذبح لفلان. فيصرف النذر ويلزم نفسه بشيء يتقرب به بغير لازم هذا ايضا من الشرك الاكبر فالنذر عبادة لا تصرف الا لله سبحانه وتعالى والذبح ايضا عبادة الا ان الذبح اخف اوسع من جهة النذر. فالنذر لا يكون الا لله واما الذنب فقد يذبح الانسان بضيف او يذبح اللحم ولا يقصد ذلك وجه الله فهذا فهذا يدور في داءة المباح واما الذبح الذي يكون لغير الله هو ان يذبح مستعينا بغير الله او مهلا لغير الله. اما ان يكون استعانة بغير الله كان يقول باسم المسيح وباسم الصليب عبد القادر فهذا استعانة بغيره وهذا شك الروبية واما ان يذبح مهلا لغير الله كان يذبح للولي فلان متقربا الذبيحة له فهذا من الشرك في الالوهية وهو من الشرك الاكبر ايضا الذي انت ناسك وياتي من الذبائح ما هو مباح كالذبح للحم او الذبح للضيفان من باب ان يقال له كريم هذا مباح. وليس له الا ما نوى ولا تستغث الا بربك تهتدي وطلب طلب الغوث وطلب الغوث لا يكون الا من الله عز وجل ويجوز طلب الغوث من مخلوق الشروط ان يكون المخلوق حي ليكون المخلوق حيا وحاضرا وقادرا. وليس المستغاث به من خصائص الله فان ساء ان استغاث به بميتك اشرك بالله وان استغاث في غائب لا يسمعه ولا يبلغه حاله اشرك بالله ايضا فلابد ان يكون في باب الاستغاثة بالمخلوق ان يكون حيا حاضرا قادرا ولا تستعن الا به وبحوله ايضا الاستعانة مثل الاستغاثة الا ان الفرق بينهما ان الاستغاثة فيها شدة طلب فيها شدة طلب وفيها اضطرار وفيها الحاح واما الاستعانة بها طلب العون طلب العون. فيكون الاستغاثة هي شدة الطلب الذي معه اضطرار والاستعانة هي طلب العون دون ان يكون هناك اضطرار او تكرار او تأكيد والاستعانة ايضا كمالها لا تصرف الا لله كما قال ابن عباس واذا استعنت فاستعن بالله ويجوز الاستاذ مخلوق فيما فيما ذكر في شروط الاستغاثة ان يكون حيا حاضرا قادرا فيما يقدر عليه الا به وبحوله وهذا هو الكمال اذا استعنت فاستعن بالله له خاشيا. الخشية ايضا عبادة قلبية تصرف لله عز وجل تصرف لله عز وجل والخشية تغاير الخوف ان الخشية مع علم بان المخشي ينفذ ما يقول هذا هو الخشية الخشية هي تتعلق بالقلب مع زيادة علم. مع زيادة علم. واذا قال تعالى في العلماء انما يخشى الله من عباده العلماء فالخوف ليس قطعيا انما ظني والخشية تكون خوف مع علم خوف مع علم لان بان المخشي يستطيع ان ينفذ ما توعد به اما الفوق فهو يخافه ويظن انه سيفعل ويظن يظن انه لا يفعل هذا هو الخوف. فالخشية خوف مع علم واما الخشوع فهو يتعلق بالجوارح ويتعلق بالقلب ويتعلق ايضا بالاصوات وخشعت الاصوات اي سكنت وخشعت الجوارح اي سكنت وخشع القلب اي ذل وخضع كالخشوع ايضا عبادة تصرف لله عز وجل وان خشع بمعنى سكن لوالديه احترام تعامله فلا حرج او خشي ظالما يخافه فلا حرج ويكون الحكم في الخشية كالحكم الخوف كما صلى ان يكون خشية من مخلوق فيما لا يقدر الا الله عز وجل او فيما يتعلق بالسر ولا تستعذ الا به لا بغيره. اما الاستعاذة فهي عبادة يتعلق بالقلب واللسان لفظا واعتقادا ولا يستعاذ الا بالله على الصحيح وبهذا قال الامام احمد فجاز بعض العلم ان الاستعاذة يكون حكمك حكم الاستغاثة فيجوز الاستعانة بمخلوق بشروط الاستغاثة والاستعاذة والاقرب انه لا يستعان الا الا بالله عز وجل وكن نائبا بالله في كل مقصد اي دائما وابدا كن مستعينا بالله ملتجئا اليك لائذا به فيما تخافه وترهبه اليه منيبا وهذا ايضا انابة هي الرجوع والعودة والتوبة ايضا هي من معاني الانابة والتوبة فمعنى الا ان المنيب المنيب هو الذي يعود الى حسنته السابقة فالانابة هي توبة بعقبال والتوبة توبة دون ان يزيد فيما في توبته اذا الانابة اوسع اليه منيبا تائبا متوكلا فجمع الفاتحة والعبادة القلبية الانابة والتوب والتوكل عليه وثق بالله ذي العزة ذي العرش ذي العرش ترشد ولا تدعو الا الله لا شيء غيره بداع لغير الله راو ومعتدي بل ومشرك الشرك الاكبر الذي يخرج من دائرة الاسلام اذا هو لم يذكر شيئا من الانواع العبادة وما يستحقه الله عز وجل ثم سيذكر خاضعا لله رب آآ ربك تعظمه واركع لربك واسجدي نقف على هذا والله اعلم لا العبادة لا شك ان النظر عبادة قال سبحانه وتعالى يوفون بالنذر اه لكن قول الرسول ابن عمر لا يستوي البخيل النذر يأتي ابتداء ويأتي مقابلة اما الابتداء وهو ان ينظر ابتداء دون ان يجعل لهذا الندم وقال هذا اللي هو العباد هو الذي يمدح صاحبه اما النذر لم يكون من باب المقابلة فهو الذي لا يستخرج الا من بخ. بمعنى انه لا يعطي حتى يعطى ما يفعله الناس الان ان شفيت مريضي صمت شهرا هذا البخيل تعلق ندره بما يريده فهذا الذي لا يستخرج الا من بخل وهذا الذي يكره ويمنع منه ومنهم من يحرمه لكن الصحيح ان النذر اذا كان النار سيوفي بنذره ولم يخرج بمقابل فانه عبادة يؤجر العبد عليها. ويثاب على هذا النذر فقال تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا فامتدح الله عباده المؤمنين بانهم يوفونا بالنذر والله يا اخوة ما نذرتم من نذر فان الله يعلمه فالنذر ايضا من العبادة تصرف لله عز وجل. هذا لا تعارض بينهما يذم من خرج البدر على مخرج البخيل او علي او علم من حاله لا يفي بهذا النذر او لا يوفي به فهذا الذي لا يجوز