نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ حافظ حكمه رحمه الله تعالى البحث الثالث في دوامهما وبقائهما بابقاء الله لهما وانهما لا تفنيان ابدا ولا يفنى من فيهما والى هذه المسألة الاشارة بقولنا لا فناء لهما. قال الله تعالى في الجنة خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم وقال تعالى لا يمسهم فيها نصبوا وما هم منها بمخرجين وقال تعالى خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك عطاء غير مجلوذ وقال تعالى ان هذا لرزقنا ما له من نفاذ. وقال تعالى ان المتقين في مقام امين الى قوله تعالى لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم وقال تعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة. وغير ذلك من الايات. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا المبحث الثالث من المباحث التي ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الايمان بالجنة والنار ينحصر فيها وهو الايمان بابدية الجنة والنار بقائهما وخلودي اهلهما فيهما ابدا الاباد فهذا من الاعتقاد الواجب والايمان اللازم المتعلق بالجنة والنار انهما باقيتان لا تفنيان وان اهلها او اهلهما مخلدون فيها ابد الاباد وساق المصنف رحمه الله تعالى ادلة عديدة على ذلك فيما يتعلق الجنة وفيما يتعلق النار نعم قال رحمه الله تعالى فاخبر فاخبر تعالى بابديتها بقوله خالدين فيها ابدا. ان هذا لرزق هنا ما له من نفاذ وابديتي اهلها بقوله لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى. وعدم انقطاعها عنهم بقوله لا مقطوعة ولا ممنوعة عطاء غير مجذوذ وبعدم خروجهم بقوله وما هم منها بمخرجين. هذه آآ خلاصة. خلاصة نافعة جدا اه لما دلت عليه الايات في هذا الباب باب ابدية النار وعدم فنائها وخلود ابدية الجنة وعدم ثنائها وخلود اهلها فيها فهذه الخلاصة آآ نافعة جدا قال فاخبر بابديتها بقوله خالدين فيها ابدا خالدين فيها ابدا وهذا جاء فئات كثيرة جدا في القرآن في اه فيما يتعلق بالجنة خالدين فيها ابدا. فاخبر الله سبحانه وتعالى بابدية الجنة ومثلها في الدلالة على الابدية قوله تعالى ان هذا لرزقنا ما له من نفاد. ومعنى ما له من نفاذ ابدي داء ابدي دائم اخبر بابدية حياة اهلها بابدية حياة اهلها اي فيها في الجنة بقوله لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى الا الموتة الاولى المراد بها اي التي حصلت لهم في الدنيا ان الموتة الاولى اي التي حصلت لهم في الدنيا فالجنة ليس فيها الا خلود ابدي لا موت فيه وسيأتي معنا قريبا ان الموتى نفسه يذبح يوم القيامة بين الجنة والنار ويقال يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت قال واخبر عن عدم انقطاعها عنهم عدم انقطاع عنهم اي نعيم الجنة ولذة الجنة انه نعيم غير منقطع وذكر من الادلة قول الله سبحانه وتعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة لا مقطوعة ولا ممنوعة فكلنا يعلم فيما تعلق بالفاكهة التي في الدنيا اي فاكهة مقطوعة ولهذا تجدها في وقت ولا تجدها في وقت اخر في وقت تكون متهيأة وفي وقت تكون منتشرة وكثيرة وفي وقت تكون مقطوعة غير ليس لها وجود كذلك فيما يتعلق بالمنع والمنع في الدنيا لفاكهتها ليكون لوجوه كثيرة احيانا تكون الفاكهة بين يدي الانسان وتشتهيها نفسه ويحب ان يأكل منها لكنه صحيا ممنوع من اكلها فلا يأكلها مع رغبته وحبه لها وغير ذلك من وجوه واسباب المنع لكن هذا لا يكون شيء منه في في الجنة ففاكهة الجنة ونعيم الجنة امر اخر لا مقطوعة ولا ممنوعة لا مقطوعة لا تنقطع بل هي في كل وقت حاضرة ليست فواكه موسمية لا مواسم معينة اوقات معينة وانما هي دائما موجودة ولا ايظا يكون هناك لاي سبب للمنع من تناولها بل هي مهيأة يأخذ منها الانسان ما اشتهته نفسه في اي وقت من الاوقات لا مقطوعة ولا ممنوعة. وكذلك قوله سبحانه وتعالى عطاء غير مجدود اي غير مقطوع نعم قال رحمه الله تعالى قال وبعدم خروجهم اي اهل الجنة بقوله وما هم منها وما هم منها بمخرجين وما هم منها بمخرجين. نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك النار قال الله تعالى ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ان يهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا وقال تعالى ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا. خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا مصيرا وقال تعالى ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا وقال تعالى ان عذابها كان غراما. انها ساءت مستقرا ومقاما فقال تعالى ولهم عذاب مقيم. وقال تعالى وما هم بخارجين من النار وقال تعالى ان المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ونادوا يا ما لك يقضي علينا ربك. قال انكم ماكثون والايات وقال تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصيب وقال تعالى قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين. ربنا اخرجنا منها افان عدنا فانا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون وقال تعالى الا ان الظالمين في عذاب مقيم وقال تعالى انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى وقال تعالى سيذكر من يخشى ويتجنبها الاشقى الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا احياء وقال تعالى لابثين فيها احقابا الى قوله فلن نزيدكم الا عذابا. وغير ذلك في القرآن كثير غير فاخبرنا تعالى في هذه الايات وامثالها ان اهل النار الذين هم اهلها خلقت لهم وخلقوا لها وانهم خالدون فيها يا ابد الابدين ودهر الداهرين لا فكاك لهم منها ولا خلاص ولات حين مناص فاخبر تعالى عن ابديتهم فيها بقوله خالدين فيها ابدا. ونفى تعالى خروجهم منها بقوله تعالى وما هم بخارجين من النار ونفى تعالى انقطاعها عنهم بقوله عز وجل ولا يخفف عنهم من عذابها. وقوله تعالى لا يفتر عنهم ونفاثنائهم فيها بقوله عز وجل ثم لا يموت فيها ولا يحيى. وقوله كلما نضجت جلودهم بدل جلودا غيرها ليذوقوا العذاب نعم يعني مثل ما ذكر رحمه الله تعالى من الادلة المتعلقة الجنة بدوامها وبقائها وانها لا تفنى ذكر مثل ذلك فيما يتعلق النار وسقى ادلة كثيرة ثم لخص مضمونة هذه الادلة تلخيصا ايضا مفيدا نظير ما ذكر قبل ذلك في الجنة قال فاخبر تعالى آآ قال نعم قال فاخبر تعالى اه عن ابديتهم فيها عن ابدية فيها بقوله خالدين فيها ابدا. خالدين فيها ابدا وهذا ورد في ثلاث مواطن في القرآن في ثلاث مواطن في القرآن كلها تقدمت عند المصنف رحمه الله تعالى وهي قول الله عز وجل ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا قول الله تعالى ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا وقول الله عز وجل ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا هذه ثلاث مواطن في القرآن نص فيها على ابدية النار وخلود اهلها فيها ابد الاباد والجنة جاء فيها ذكر هذا الوصف خالدين فيها ابدا في مواطن كثيرة جدا في مواطن كثيرة جدا وفيما يتعلق بالنار جاء هذا اللفظ في هذه الثلاثة المواطن التي ذكر المصنف رحمه الله تعالى قال ونفى خروجهم منها ونفى خروجهم منها اي من النار بقوله سبحانه وتعالى وما هم بخارجين من النار وما هم بخارجين من النار اي هم باقون فيها لا يخرجون منها ولا يخفف عنهم ايضا من عذابها. قال ونفى انقطاعها عنهم ونفى انقطاع النار اي وعذابها عنهم بقوله ولا يخفف عنهم من عذابها ولا يخفف عنهم من عذابها ومثله قول الله عز وجل لا يفتر عنهم اي العذاب وهم فيه مبلسون. عذاب النار الذي هم فيه لا لا ينقطع ولا يخفف هم في النار يجأرون ويصيحون بصراخ يلجأون الى الله سبحانه وتعالى ويطلبون من ما لك خازن جهنم مثل ما تقدم معنا في الايات ونادوا يا مالك ليقضي علينا ربك اي ليميتنا ربك فنستريح من من اه من هذا العذاب وينادون الله سبحانه وتعالى ان يخرجهم من النار انهم ان اخرجهم سيعملون الاعمال الصالحة يتركون الكفر والضلال وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر جاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير مرة يطلبون ان يقضى عليهم فيموتوا ومرة يطلبون ان يخفف عنهم من عذاب النار ومرة يطلبون ان يعادوا الى الدنيا مرة ثانية وان عملهم فيها سيكون صالحا والله سبحانه وتعالى يقول ولو عادوا ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. وهو سبحانه وتعالى علم بما كان وما سيكون وما لم يكن الا وكان كيف يكون فالعودة عودتهم للدنيا هذا امر لا يكون لكن الله سبحانه وتعالى عليم خبير ولهذا قال ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه فالحاصل ان هذه كلها مطالبات لا لكنها لا تجدي شيئا لا تجزي شيئا لا العذاب يخفف ولا ايظا يخرجون من هذا العذاب ولا يقظى عليهم فيموتوا بل يحصل امر هو اشد ما يكون عليهم بل قال بعض العلماء ان اشد اية على الكفار هي قول الله سبحانه وتعالى في سورة النبأ ماذا اذوقه فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا يطالبون بالتخفيف يطالبون بان يقضى عليهم فيموتوا يطالبون باشياء كثيرة. فيقال لهم فذوقوا فلن نزيدكم الا الا عذابا يعني ليس هناك تخفيف وليس هناك قضاء عليهم فيموت وليس هناك اخراج من النار بل بقاء وفيها ابدي وخلود دائم لا ينقطع قال ونفى ثنائهم فيها ونفى ثنائهم فيها وهذا قول لبعض اهل الباطل ان ان النار تبقى ويفنى ما اهلها فيها لا بمعنى انهم لا يخلدون ولا يبقون فيها ابدا الاباد قال ونفى ثناء فيها بقوله ثم لا يموت فيها ولا يحيى ثم لا يموت فيها ولا يحيى هذا جاء في سورة اه الاعلى وجاء في سورة طه في قوله انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى قد يكون قوله انه من انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا حياء قد يكون من قول السحرة فيما حكاه الله سبحانه وتعالى عنهم لانه جاء في سياق ما ذكره الله سبحانه وتعالى اه من كلامهم وقد يكون لا شيء ابتداء يبين فيه الله سبحانه وتعالى هذا الامر جاء مثيله ونظيره في سورة الاعلى ثم لا يموت فيها ولا يحيى. ومعنى لا يموت كيف يستريح من العذاب ولا يحيى لم يبقى حيا اه حياة نافعة لم يبق حيا حياة نافعة والعرب تقول عن من كانت مثل حاله ومثل هذه يقولون لا ميت ولا حي يقول لا ميت ولا حي يعني لا ميت فمستريح ولا ايضا اه حي حياة اه يعني يتمتع بها ويهنى بها لا يموت فيها ولا يحيى لا يموت اي فيستريح من هذا العذاب ولا يحيى اي حياة يتمتع بها ويهنأ وقال تعالى كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب. تبديل الجلود حكمته هي هذه ليذوقوا العذاب وقد قيل ان اشد ما يكون العذاب والالم على الجلد ولهذا كل ما ناضج جلد الواحد من هؤلاء من حري النار واصليها بدلد اخر يعني يجدد جلده ليذوق العذاب نعم قال رحمه الله تعالى وقال البخاري رحمه الله في قوله عز وجل وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر. قال حدثنا عمرو بن حفص بن غياث قال حدثنا ابي الاعمش قال حدثنا ابو صالح عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالموت كهيئة كبش املح في نادي مناد يا اهل الجنة فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم ينادي يا اهل النار يشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا؟ فيقولون نعم. هذا الموت وكلهم قد رآه. فيذبح ثم يقول يا اهل الجنة خلود فلا موت. ويا اهل النار خلود فلا موت. ثم قرأ وانذرهم يوم الصلاة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهؤلاء في غفلة اهل الدنيا وهم لا يؤمنون ووافقه على اخراجه مسلم من حديث ابي سعيد هذا واخرج هذا الحديث حديث ابي سعيد الخدري وصية ايضا اه نظيره من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما فيه ان الموت يوم القيامة يؤتى به على هذه الصفة التي جاءت في الحديث كهيئة كبش املح كيئة كبس املح ويجعل بين الجنة والنار يؤتى بالموت حقيقة ويجعل بين الجنة والنار فينادى اهل الجنة ينادي مناد يا اهل الجنة وينظرون شرايبون وينظرون فيقول هذا المنادي هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت يقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رأى كلهم قد رأى يعني كل واحد من هؤلاء اهل الجنة قد رأى الموت ليس فقط رعاه بل ذاق طعمه ذاق طعمه يعني اتاه الموت فكل واحد منهم قد رأى الموت ولهذا يقول هذا الموت نعم نعرفه نعرفه فيقولون نعم هذا الموت قال وكلهم قد رأى ثم ينادي يا اهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول فيقول هل تعرفون هذا؟ فيقول نعم هذا الموت وكلهم قد رأى وكلهم قد رأى قال فيذبح اي في هذا المكان يذبح اي الموت يذبح الموت اي حقيقة والاصل في مثل هذه النصوص ان تمر على ظاهرها. وان لا يخاض في تأويلها التأويلات المتكلفة التي اشتهر بها ال الاهواء والباطن ممن آآ عجزت عقولهم ان تستوعب هذه المعاني العظيمة التي هي من دلائل وشواهد قدرة الله سبحانه وتعالى وان الامر لله سبحانه وتعالى وان الله عز وجل على كل شيء قدير فيذبح الموت يذبح الموت بين الجنة النار ويقال يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت فيبقى اهل الجنة في نعيمها خالدين فيه ابدا ويبقى اهل النار نسأل الله العافية في عذابها خالدين فيها ابدا قال ثم قرأ وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون. لكنها حسرة لا تجدي وندامة لا تنفع نعم قال رحمه الله تعالى واخرجاه ايضا من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا صار اهل الجنة الى الجنة واهل النار الى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار. ثم يذبح ثم ينادي مناد يا اهل الجنة لا موت ويا اهل النار لا موت فيزداد اهل الجنة فرحا الى فرحهم ويزداد واهل النار حزنا الى حزنهم. هذا مثل ما تقدم انه يجابي الموت ويجعل بين الجنة هو النار ثم ثم يذبح وعلى اثر ذبحه يقال يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت فيزداد اهل الجنة فرحا الى فرحهم لان هذا النعيم الذي هم فيه سيبقون فيه ابد الاعباد يبقون فيه ابد الاباد لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين. باقين فيها ابد الاباد يقال لاهل النار خلود فلا موت فيزدادون حزنا الى حزنهم والما الى آآ المهم نعم قال رحمه الله تعالى وفي رواية لمسلم عن عبدالله عن عبد الله هو ابن عمر رضي الله عنهما قال ان رسول الله صلى الله عليه كلما قال يدخل الله اهل الجنة الجنة واهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول يا اهل الجنة لا ويا اهل النار لا موت كل خالد فيما هو فيه. ورواه البخاري رحمه الله دون قوله كل خالد الى اخره وله عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول لاهل الجنة خلود لا موت ولاهل النار يا اهل النار خلود لا موت وقال مسلم رحمه الله تعالى حدثنا نصر بن علي الجهظمي قال حدثنا بشر يعني ابن المفضل عن ابي مسلمة عن ابي نظرة عن ابي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس اصابتهم النار بذنوبهم او قال بخطاياهم فأماتت فأماتهم اماطة حتى اذا كانوا وفحمة اذن بالشفاعة فجيء بهم ضمائر ظبائر فبثوا على انهار الجنة ثم قيل يا اهل الجنة افيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل فقال رجل من القوم كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية ورواه الامام احمد من طرق بالفاظ متقاربة نحو هذا اللفظ وفي الباب ايات واحاديث كثيرة غير ما ذكرنا وفي هذا القدر كفاية وبالله التوفيق. هذا الحديث ساقه رحمه الله تعالى ليبين ان ما سبق لا يتناول العصاة الموحدين وانما يكون ذلك لاهل النار الذين هم اهلها اهل النار الذين هم اهلها. اما عصاة الموحدين فان دخولهم الى النار دخول مختلف عن دخول الكفار دخولهم مختلف عن دخول الكفار الكفار دخولهم دخول تعذيب وتأبيد واما دخول عصاة الموحدين للنار فهو دخول تطهير وتمحيص دخول تطهير وتمحيص اما الكفر فهو ذنب لا تمحصوا النار بل يبقى صاحبه فيها مؤبدا خالدا فبين رحمه الله بارادة هذا الحديث ان عصاة الموحدين امرهم اخر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم واما اهل النار الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيرون اذا قول لا يموت فيها ولا يحيا المراد به من الكافر المراد به الكافر والكلام الذي مر معنا الخلود والى اخره هذا كله يتعلق بالكفار اما عصاة الموحدين فهم دخولهم للنار اه دخول تطهير من الذنوب. وتنقية منها لان المعاصي التي يقع فيها الانسان اه اما ان يتطهر منها في الدنيا بالتوبة النصوح. والتوبة تجب ما قبلها او بالمصائب المكفرة او بالحسنات الماحية فاذا لم فاذا لقي الله سبحانه وتعالى غير متطهر منها طهر في نهر جهنم والعياذ بالله. طهر في النار فيدخل في النار بسبب خطاياه ويبقى فيها المدة اه التي يكون بها التطهير وذلك ان الجنة دار الطيب المحض. فاذا جاء احد يوم القيامة بطيب فيه خبث ادخل النار ليطهر من خبثه وينقى من درنه لان الجنة الشأن فيها كما في الاية الكريمة طبتم فادخلوها. فاذا كان هناك خبث ينقى من ذلك الخبث وعليه فان دخول عصاة الموحدين النار هو دخول تنقية وتطهير ولهذا انظر في هذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى فيه قال عليه الصلاة والسلام ولكن ناس اصابتهم النار بذنوبهم يعني المعاصي التي دون الكفر او قال بي خطاياهم فاماتتهم اماطة يعني هذا هذه الاماتة عند آآ عند ارادة الله سبحانه وتعالى ان يخرجهم من النار عند ارادة الله سبحانه وتعالى ان يخرجهم من النار تميتهم النار اماتة حتى اذا كانوا فحما يعني مثل قطع الفحم اذن بالشفاعة والاذن بالشفاعة فيه تكرمة للشافع وتعلية من شأنه فيشفع الانبياء وتشفع الملائكة ويشفع الصالحون من عباد الله اذن بالشفاعة فجيء بهم ظبائر ظبائر ومعنى ظمائر ظبائر اي جماعات جماعات دفعات دفعات لا يخرج العصاة كلهم دفعة واحدة في وقت واحد بل يخرجون ضبائر والسبب ما هو نعم السبب ما هو تفاوتهم في المعاصي ليسوا في المعاصي الان درجة واحدة بعضهم اكثر من بعض وبعضهم اكبر من بعض معاصيه ولهذا لا يخرج العصاة في وقت واحد دفعة واحدة وانما كما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام يخرجون من النار ظبائر ظمائر يعني دفعات دفعات وهذا يعني راجع الى التفاوت في المعاصي وانهم ليسوا فيها على درجة واحدة قال فبثوا على نهر الجنة فبثوا على نهر الجنة نهر الفردوس ثم قيل يا اهل الجنة افيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة بكسر الحاء تكون في حميل السيل نبات الحبة تكون في حميل السيل السيل اذا جاء يطفح بالماء الوادي في قاعه وبطنه بذور باقي وقت جفاف الوادي فاذا جاء السيل يطفح حمل البذور على ظهره ثم القاها على جنبتي الوادي على جنبتي الوادي فتنبت بمائه. انت عندما تمر من عند الوادي على اثر السيول تجد المكان الذي بجنب الوادي على امتداد الوادي اخظر حتى انك وهذا خاص بالشخص الذي ليس من اهل البادية يتعجب يقول هذه البذور من اين جاءت من اين جاءت هذه البذور هكذا على جنب الوادي من اين جاءت وهي جاءت من السيل السيل يحملها من بطنه ويقذفها على امتداد الوادي على جنبتي الوادي فتنبت بماء السيل فتنبت بماء السيل انظر ماذا قال رجل من الصحابة لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذه يذكر هذا الوصف الدقيق قال فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل حتى جاء في بعض الاحاديث قال الا ترونها تخرج صفراء ملتوية فاحد الحاضرين قال متعجبا كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية قد كان بالبادية لان مثل هذه المعلومات والتفاصيل الدقيقة يدركها الذي في البادية التي هو هو دائما الى جنب الوادي ويعاين ويرى بخلاف الذين في الحاضرة يجهلون او لا يعرفون هذه الاشياء فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية الحاصل ان العصاة عصاة الموحدين اه يخرجون من النار يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان اما قول الله الله سبحانه وتعالى لا يموت فيها ولا يحيى فهذا لاهل النار الذين الذين هم اهلها الذين هم الكفار نعم قال رحمه الله تعالى نعم جاءت الاحاديث الصريحة باخراج عصاة الموحدين الذين تمسهم تمسهم النار بقدر جنايتهم وانهم يخرجون منها برحمة الله تعالى ثم بشفاعة الشافعين. كما سيأتي ان شاء الله قريبا وان هؤلاء العصاة يسكنون الطبقة العليا من النار على تفاوتهم في مقدار ما تأخذ منهم. النار طبقات النار طبقات ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عن المنافقين ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار يعني الطبقة السفلى نعم وان هؤلاء العصاة يسكنون الطبقة العليا من النار على تفاوتهم في مقدار ما تأخذ منهم. وجاء فيها اثار ان هذه الطبقة تفنى بعد اذا اخرجوا منها وادخلوا الجنة وانها ليأتين عليها يوم وهي تسفح في ابوابها ليس بها احد وعلى ذلك حمل جمهور المفسرين الاستثناء في قوله تعالى الا ما شاء ربك الاية شاء ربك الاية التي تقدم في سورة اه في سورة هود لما شاء ربك آآ ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك. فمن المفسرين كما ذكر المصنف رحمه الله من حمل استثناء على هذا المعنى يعني عصاة الموحدين ومنهم من حمل الاستثناء اه على ما قبل الدخول منهم من حمل الاستثناء سواء في في الجنة او في النار على ما قبل الدخول فاما الذين شقوا ففي النار اهلهم فيها زفير شهيق وزفير اه خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد. واما الذين صعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ نعم قال رحمه الله تعالى وعلى ذلك حمل جمهور المفسرين الاستثناء في قوله تعالى الا ما شاء ربك الاية وعلى ذلك يحمل ما ورد من اثار الصحابة وما احسن ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب قال رحمه الله ولما كان الناس ثلاث طبقات طيب لا تشوبه خبث وخبيث لا طيب لا طيب فيه. واخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثا. دار الطيب ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد فانهم اذا عذبوا بقدر جزائهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض. انتهى كلامه رحمه الله. وهذا صريح من اه الامام ابن القيم رحمه الله تعالى بابدية النار وخلودها وكذلك شيخ الاسلام ابن تيمية له في كتبه في مواطن كلام صريح في ابدية النار. وخلودها وانها لا تفنى ولا يصح ما ينسب اليهما رحمهم الله من خلاف هذا القول. فهما قولهم قول اهل العلم ان النار اه ابدية واهلها مخلدون فيها ابد الاباد وانها لا تفنى نعم قال رحمه الله تعالى فصل قالت اليهود قبحهم الله ان النار يدخلها قوم من الكفار ويخرجون منها بعد ايام نكتفي بهذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا