الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين. قال الشيخ سليمان بن سلمان النبدي في كتابه اشعة الانوار فيما لا اله الا الله من بعض الاشخاص قال فهبوا عباد الله من نومة الردى الى الفقه في اصل الهدى والتجرد. وقد ان نهدي الى كل صاحب نضيدا من الاصل الاصيل المؤقت. فدونك ما نهدي فهل انت قابل؟ لذلك ام قد غين قلبك بالددي تروق لك الدنيا ولذات اهلها كأن لم تصل يوما الى قبر ملحد. فان رمت ان تنجو من النار سالما وتحظى بجنات وخلد مؤبد وروح وريحان وارفه حضرة وحور حسان كالياقوت خرد. فحقق لتوحيد العبادة فحقق وتوحيد لتوحيد العبادة مخلصا بانواعها لله قصدا وجذر دين. وافردوا بالتعظيم والخوف والرجاء وبالحب الرغبة اليه ووحدي. نعم. ومنة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. يقول الشيخ سليمان رحمه الله تعالى في مقدمته يقول فهبوا عباد الله من نومة الردى ومراد رحمه تعالى اولئك الذين انغمسوا في ضلال الشرك وتخبطتهم الشهوات والشبهات فهو يأمرهم بان يهبوا من نومة الردى فقد يدخل في هذا الخطاب ايضا الجهال الذين لا يفقهون شيئا من دين الله عز وجل فهم عامة عامة الناس همج الرعاء يجهلون احكام الشريعة وهؤلاء او هذا الصنف من الناس هم الذين تتلقفهم الشبهات والشهوات وتزل اقدامه وتزير قلوبهم في بحره نسأل الله العافية والسلامة فيقول فهبوا عباد الله من نومة الردى الى الفقه في اصل الهدى والتجرد فهو يأمر هنا بالتعلم والتفقه في دين الله عز وجل وليس مراد التفقه في احكام الشريعة فقط بل التفقه في اصول الدين واعظم اصله وهو توحيد الله عز وجل وخص هذا الاصل العظيم بالتفقه وطلب الهدى فيه لكثرة المخالف له حيث انه اشتهر او اشتهر في زمان ائمة الدعوة من لابس الشرك ووقع فيه وعبد غير الله عز وجل مع انه يردد صباح مساء لا اله الا الله ويدعي ويشهد ان محمدا رسول الله. وهو من ابعد الناس عن دين الله وعن توحيد الله عز وجل وهو يرى انه بذلك محسن ويسير على الهدي الصحيح وليس ذلك ببغل عنهم شيئا لانهم جهال. وليس هذا الجهل بعذر لهم تجاهلهم جهل تفريط لا جهل وعجز فلصوص الله تتلى واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم ومع ذلك اشركوا بالله صباح مساء قال وقد عنا ان وقد عن اي اردنا وقد عنا ان نهدي الى كل صاحب نظيدا من الاصل الاصيل المؤقت اي عنني واردت بهذه الابيات قال اهدي لكل صاحب صاحب له الا صحبة الدين واما الصحبة التي هي الملازمة ولا شك ان نصر الدين اوسع نظيدا اي منسقا مؤتلفا اه مسوى نظيدا من الاصل الاصيل. اي ساسوق لك كلاما مؤصلا من الاصل الاصيل المؤطر لما يتعلق بتوحيد الله عز وجل تدونك ما نهدي. فهل انت قابل؟ اي هذه الابيات ما سيأتي بعدها هي التي ساهديك اياها ولا شك انها من اعظم الهدايا لان من اعظم الهدايا ان يهديك ما يدلك على نجاتك في الدنيا والاخرة واعظم الصدقات صدقة تعلم بها العباد خيرا وتدعوهم الى طريق نجاتهم فيقول هنا فدونك ما نهدي فهل انت قابل؟ والموفق من قبل هذه الهدية وسار على نهجها وعلى طريقتها والمخذول المحروم الذي اعرض عن دين الله عز وجل كما قال تعالى واذا قيل لا اله الا الله يستكبرون والذين كفروا عما انذروا معرضون فهو كفر فهم يكفرون كفر اعراظ وكفر اباء واستكبار قال فهل انت قابل لذلك؟ ام قد غين قلبك بالددي؟ اي كان على قلبك غيب والغين هي طبقة تحول بين القلب وفهمه وبين القلب وما يعقل وما يريده وهذا الغيل الذي غاب عن القلب سببه اللهو واللعب وجاء لابي هريرة عند الحاكم وعند في السنن ايضا ان العبد اذا اذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء قيل انب نكت في قلبه نكتة سوداء فذلك هو الغيب ذلك هو الغين والرين. الذي يكون ذلك هو الرين. هناك رين وهناك غير والغين اخف من الريب. الغين اخف من الرين فالغيب طبقة من السحاب خفيفة يرى ما ورائها من السماء واما الرين فهي طبقة غليظة لا يرى ما ورائها واذا قال وسلم انه ليغال على قلبي انه لا يغال على قلبي ولا يجد يقال يراد على قلبه فالغير طبقة اخف فيقول هنا ام قد غيل على قلبك وهذا من كان معه اصل التوحيد وانما غان على قلبه طبقة خفيفة من الله و واللعب من اللهو ولم يكن غينه والايباء والاستكبار ولا شك ان الذي يصد عن حق الله و اللعب انه مظنة الرجوع ومظنة التوبة ومظنة ترك الله و اللعب اما من صدعو الحق الكبر والاستكبار والاباء والعناد فان هذا لا يرجع الى الحق الا في القليل النادر يقول هنا تروق لها الدنيا ولذات اهلها كان لم كأن لم تصل يوما الى قبر ملحد. بمعنى لا تغرك الدنيا ولا تلهيك بمزينتها ولهوها ولعبها فانها وان راقت لك فان خاتمتها ونهايتها قبر الملحد. ولا شك ان رؤية القبور وزيارة القبور مما يذكر مما يذكر بالموت ويذكر بالاخرة وكفى بالموت وكفى بالموت واعظا فان رمت ان تنجو اي اذا طلبت واردت وحرصت ان تنجو من النار سالما وتحظى بجنات وخلد مؤبد اي اذا اردت ذلك ولا شك ان اعظم الفوز ان تزحزح عن النار وتدخل الجنة من اعظم الفوز ان تزحزح عن النار وتدخل الجنة فقد فاز والحياة الدنيا الا متاع الغرور فحقق لتوحيد العبادة مخلصا. فحقق لتوحيد العبادة مخلصا بالواعها لله قصدا مجردا وهذا هو سبيل النجاة. وطريق الفكاك وسبيل دخول الجنات وسبيل السلام من النيران وهو تحقيق توحيد الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال معاذ اتدري ما حق الله العباد؟ وما حق الربا الى الله قال حق العباد حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشرك به شيئا وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا فهذا هو معنى كلامه اذا اردت ان تنال روح وريحان وارفع يقول وروح وريحان وارثه وارثها حبرت وحور حسان كالياقوت خرد فحقق لتوحيد العبادة مخلصا اي حقق العبادة بانواعها والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضى من الاقوال والافعال الظاهر الباطلة وتسمى العباد ايضا هي كل ما امر به ما امر به ما امر به الله ورسوله من غير اقتضاء عقلي ولا اضطراد عرفي ويقال العبادة هي كل ما ينبني عليه اثابة من بني عليه اثابة وجزاء من الحسنات ونحوها فالعبادة لها معالم كثيرة واصل العبادة الذل والخضوع وسمي العبد عبدا لذله وخضوع انكسار الله عز وجل وسميت العباد عبادة لان العابد يمتثل امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم بنية الاجر والثواب بنية الاجر والثواب ويكون لعبادته مخلصا والعبادة لها شروط ولها اركان فشروطها الاخلاص والمتابعة واركانها الخوف والرجاء والمحبة ولابد لهذه العبادة ان تتحقق فيها الشروط وان تقوم عليها الاركان فان عبد الله وهو لا يخاف ولا يسمى عابد وان عبده وهو لا يرجو ان عبده ولا يرجو جنته ولا يخاف ناره ولا يحب الله عز وجل فعبادته لا تنفعه وليس هذا المعنى انه يلزم في كل عبادة يفعلها ان ان يجمع هذه القواعد الثلاث وانما المعنى ان تكون هذه الاركان الثلاثة قائمة في قلبه وبقلبه وهي الحب والرجاء والخوف. واما شرط العبادة فهو الاخلاص ان يحققها مخلصا لله عز وجل. وان تكون عبادته على هدي النبي صلى الله عليه وسلم بقوله صلى الله عليه وسلم من عمل فهو رد واما الاخلاص فادلته كثيرة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك قوله الا لله الدين الخالص وقوله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وادلة الاخلاص وتحقيق العبادة لله كثيرة. ومنها قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا الا يعبدون اي الا ليوحدون. وهذا ومعنى العبادة هو تحقيق توحيد الله عز وجل وافراد الله بالعبادة فهذا هو يعني بعد ما انهى المقدمة قال فحقق فحقق لتوحيد العبادة مخلصا بانواعها اي بانواع العبادة كلها. ولا شك ان من اشرك في الاشرك مع الله غيره. في اي نوع من انواع العبادة خرج من دائرة الاسلام ولم ينفعه سابق توحيده لان التوحيد لا يسمى توحيدا الا اذا حقق الموحد فيه الاخلاص لله عز وجل في جميع اقواله وافعاله واعتقاداته وافرده بالتعظيم والخوف والرجاء وافرد بالتعظيم والخوف والرجاء وبالحب والرغباء اليه ووحدي وهذا لا شك ان افراده بالتعظيم والخوف والرجاء وبالحب والرغباء اليه ووحد هذا هو تحقيق كمال التوحيد واما اذا وقع في قلبه حب مع الله عز وجل فالمحبة تنقسم الى محبة طبيعية والى محبة محرم والى محبة شركية فالمحبة الطبيعية صلاتنا في التوحيد من اصله ولا تنافيه ايضا من كماله والمحبة المحرمة تنافي التوحيد من كماله الواجب. والمحبة الشركية تنافي التوحيد منه لاصله وكذا يقال ايضا في الرغباء والرهباء وفي الخوف والتعظيم والرجاء فلها كما يقال في الحب يقال ايضا في الخوف وفي المحبة وفي الخوف يقال في في الخوف والرجاء فالخوف منهما هو خوف شرك كي يخرج من اصل الاسلام وينافي اصل التوحيد ومنه ما هو محرم ومنه ما هو مباح كما قيل في الحب الطبيعي يقال ايضا هناك خوف طبيعي هناك قوم محرم وهناك خوف شركي. وكذلك الرجاء ايضا ينزل عليه هذه الاحكام التي نزلناها على الحب والخوف وكذا الرغباء والرهباء وما شابه ذلك سيأتي نأتي على هذا مرة اخرى في تبيين معنى الخوف والرجاء والحب والرغباء والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم نبينا محمد