نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى فصل قالت اليهود قبحهم الله ان النار يدخلها قوم من الكفار ويخرجون منها بعد ايام ثم يخلفهم اخرون كما قص الله تعالى ذلك عنهم في سورة البقرة اذ يقول تعالى وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة ثم رد ذلك عليهم بقوله تعالى قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون وقال تعالى في ال عمران ذلك بانهم قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون. فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه؟ وفيت كل نفس ما كسبت وهم لا ايظلمون؟ بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا واصلح لنا واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى لما انهى بيان المعتقد الحق في الجنة والنار في ضوء الادلة من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه عقد هذا الفصل رحمه الله لبيان بعض العقائد الفاسدة الباطلة التي تتعلق بالجنة او النار فبعد ان بين الحق بادلته وبراهينه عقد هذا الفصل الاشارة الى بعض الاقوال الباطلة تحذيرا منها والله سبحانه وتعالى يقول وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين والغرض من استبانة سبيل المجرمين للمسلم اي ليكون على حذر منها ولهذا ترى في القرآن في مواطن عديدة ذكر لاقوال باطلة او عقائد باطلة او مذاهب باطلة مع بيان بطلانها ووجوه فسادها الغرض من ذلك كله هو ان يحذر المسلم من سبل الضلال وطرائق الباطل ذكر اول ما ذكر فيما تعلق بالعقيدة في النار عقيدة اليهود قبحهم الله الذين هم من افسد العباد واخبثهم واشدهم عنادا ضلالا واصرارا على الباطل والقبائح فذكر الله سبحانه وتعالى في موطن من القرآن في سورة البقرة سورة ال عمران قول اليهود قبحهم الله لن تمسنا النار الا اياما معدودة لال عمران معدودات يعني ايام قليلة ايام قليلة حتى انه جاء في بعض الاخبار التي تروى انها ايام تعد على رؤوس الاصابع سبعة ايام لن تمسنا النار الا اياما معدودة وهم في هذه المقولة لانها قبلها في سورة البقرة ذكر قبائح لهم كثيرة وشنائع وضلالات وكفريات ثم مع هذه القبائح يقولون لن تمسنا النار الا اياما معدودة فجمعوا بين امرين اساءة وامن جمعوا بين امرين اساءة وامن نساءه في العمل فاعمالهم سيئة وفي الوقت نفسه امن من مكر الله وعقاب الله سبحانه وتعالى يقول الحسن البصري رحمه الله المؤمن جمع بين احسان ومخافة المؤمن جمع بين احسان ومخافة يحسن في العمل وفي الوقت نفسه ماذا يقول نعم اللهم اجرنا من النار يحسن في العمل ويقول اللهم اجرنا من النار اللهم انا نعوذ بك من النار. هؤلاء يسيئون العمل اساءة شديدة جدا ويقول لن تمسنا النار لن تمسنا النار فانظر الى القبح ما اشنعه وانظر ايضا فضل الله على المؤمن المؤمن في جهاد مع نفسه في العمل والطاعة والعبادة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى وهو في الوقت نفسه خائف يرجو رحمة الله ويخاف عذابه مثل ما قال الله سبحانه وتعالى في وصف المؤمنين الكمل قال والذين يؤتون ما اتوا المعنى يقدمون ما يقدمون من اعمال صالحة وطاعات وقربات لله والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجيلة انهم الى ربهم راجعون اي خائفة فعندهم احسان يؤتون ما اتوا يقدمون ما يقدمون من الاعمال الحسنة الصالحة وقلوب وجلة عندهم مخافة فالمؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن وانظر هذه الحال السيئة الشنيعة لهؤلاء الذين من اخبث عباد الله من اخبث عباد الله مع الاساءات الكثيرة التي عندهم والله ذكر كثير منها قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودات وايضا قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى وايضا قالوا نحن ابناء الله واحباؤه الى غير ذلك الدعاوى الدعاوى امرها سهل على كل سان لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. هذه الدعاوى سهل ادعاؤها قال الله تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين هاتوا الدليل على انكم فعلا احباء الله وان الله يحبكم والبرهان واضح طاعة الله واتباع شرعه والبعد عن الضلال والباطل لا مجرد الدعاوى الدعاوى لا قيمة لها لو قال للانسان الف مرة او ملايين المرات انا احب الله ما ما تكفي الدعوة. لا بد ان يبرهن من عمله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فالحاصل ان اليهود آآ على كثرة ما عندهم من ضلال وباطل وكفر بالله وقتل للنبيين ومخازن عظيمة جدا يقولون لن تمسنا النار الا اياما معدودة قال الله سبحانه في ابطان هذه الدعوة قل التختم عند الله عهدا الله سبحانه وتعالى لا يخلف عهده ووعده فهل اتختم عند الله عهدا بموجبه؟ قلتم لن تمسنا النار الا اياما معدودة وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة. قل اتختم عند الله عهدا. فلن يخلف الله عهده بعض اهل العلم في تفسير الاية قالوا العهد هو الايمان العهد هو الايمان لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا. العهد هو الايمان. والنجاة انما تكون به النجاة والفكاك من خلاص والخلاص من عذاب الله انما يكون بالايمان وطاعة الله سبحانه وتعالى قل اتختم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون اي بل تقولون على الله ما لا تعلمون والحق في في هذا الامر هو ان من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون اي ابد الاباد احاطة الخطيئة هنا احاطة الخطيئة بصاحبها انما تكون بالكفر انما تكون بالكفر ولهذا الاية لا حجة للخوارج فيها على تكفير المرء بالمعصية لانهم يستدلون بها على تكفير المرء بالمعصية يقولون الله يقول بلى من كسب سيئة سيئة نكرة السيئة نافرة نكرة تفيد كل سيئة فيقول هذا دليل على ان العاصي كافر ومخلد في النار لكن الاية نفسها حجة عليهم لا لهم لان الله سبحانه وتعالى قال واحاطت به خطيئته واحاطت به خطيئته ولا يكون هذا الا في الكفر اما من عنده ايمان لا تكون الخطيئة احاطت به عنده ايمان عنده شيء منجي لكن الكافر احبط كفره عمله ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. فالكفر هو الذي هذا شأنه قال واحاطت بي خطيئته فاولئك اصحاب النار فهم فيها خالدون والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون نعم قال رحمه الله تعالى وقال البخاري رحمه الله حدثنا قتيبة قال حدثنا الليث عن سعيد عن سعيد بن ابي سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال لما فتحت خيبر اهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا لي من كان ها هنا من اليهود فجمعوا له فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اني سائلكم عن شيء فهل انتم صادقين عنه؟ فقالوا نعم يا ابا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابوكم؟ قالوا ابونا فلان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم بل ابوكم فلان فقالوا صدقت وبررت فقط بررت فقالوا صدقت وبررت فقال صلى الله عليه وسلم هل انتم صادقي عن شيء ان سألتكم عنه؟ فقالوا نعم يا ابا القاسم وان وان كذبناك كعرفت كذبنا كما عرفته لابينا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهل النار؟ فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسئوا فيها. والله لا نخلفكم فيها ابدا. ثم قال لهم فهل انتم صادقين عن شيء سألتكم عنه؟ قالوا نعم. فقال هل جعلتم في في هذه الشاة سما؟ فقالوا نعم فقال ما حملكم على ذلك؟ فقالوا اردنا ان كنت كذابا نستريح. وان كنت نبيا لم يضرك هذا الحديث آآ ساقه المصنف رحمه الله تعالى وايضا ائمة التفسير غير واحد منهم اورده في تفسير الاية لن تمسنا النار الا ايام معدودة ففيه المعنى الذي ذكر في الاية دعوى اليهود ان النار لا تمس لا تمسهم الا ايام معدودة ووقتا يسيرا ولهذا هنا في هذا الحديث لما قال لهم عليه الصلاة والسلام من اهل النار من اهل النار قالوا نكون فيها يسيرا نكون نكون فيها يسيرا هذا نظير قوله نظير قولهم الذي ذكره الله سبحانه وتعالى عنهم لن تمسنا النار الا اياما معدودة نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها ثم تخلفوننا فيها فقال عليه الصلاة والسلام اخسئوا فيها والله لا نخلق لا نخلفكم فيها ابدا. والله لا نخلفكم فيها ابدا وهذا لا ينفي دخول عصاة الموحدين لا ينفي دخول عصاة الموحدين لان لانهم وان دخلوا فدخولهم ليس كدخول الكفار ولهذا لا يعد هذا خلافة لا يعد هذا خلافة فدخولهم ليس كدخول الكفار لان دخول الكفار للنار نوع ودخول عصاة الموحدين نوع اخر دخول الكفار للنار دخول تخليط وتأبيد اما دخول العصاة للنار فهو دخول تمحيص وتطهير وتنقية ثم يكون من بعد ذلك خروجهم من النار ودخولهم الجنة نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابن اعرابي امام الاتحادية محيي الزندقة والالحاد في ايات الله تعالى ان اهلها يعذبون فيها ثم تنقلب طبيعتهم وتبقى طبيعة ما وتبقى طبيعة نارية يتلذذون بها لموافقتها طبعهم هذي من العقائد ايظا الباطلة التي اه قالها بعض اهل الضلال والباطل قال اه قال ابن عربي النكرة قال اه ان ان اهلها يعذبون فيها يعذبون فيها ثم تنقلب طبيعتهم وتبقى طبيعة نارية تبقى طبيعة نارية يتلذذون بها لموافقتها طبعهم ومثل هذا القول مجرد حكايته كافي في بيان فساده بطلانه وبهذا القول الفاسد اصبحت النار التي موطن العذاب والعقوبة لما كان التلذذ مكان تلذذ ووهناءة لان بزعمه ان طبيعتهم تصبح طبيعة النار فيكون بقاء فيها فيما بعد لذة والله عز وجل يقول والذين كفروا لهم نار جهنم فلا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنهم من عذابها. وهذا الضال يقول لا ليس مجرد تخفيف في العذاب بل يتحول العذاب الى ماذا بلا لذة لان طبيعتهم بزعمه تحولت الى طبيعة النار نعم قال رحمه الله تعالى وقال الجهم وشيعته ان الجنة والنار تفنيان كلاهما لانهما حادثتان. وما ثبت حدوثه استحال قاؤه بناء على اصله الفاسد في منع تسلسل الحوادث وبقائها بابقاء الله تعالى لها وقالت طائفة من المعتزلة والقدرية لم يكون الان موجودتين بل ينشئهما الله تعالى يوم القيامة وحملهم على ذلك اصلهم الفاسد الذي وضعوا به شريعة لما يفعله الله وانه ينبغي ان يفعل كذا ولا ينبغي له ان يفعل كذا قياسا لله تعالى على خلقه في افعالهم. فهم مشبهة في الافعال ودخل التجسيم فيهم فصاروا مع في فنفعلها معطلة في الصفات نعم فصاروا مع ذلك معطلة وقالوا خلق الجنة والنار قبل الجزاء عبث لانها تصير معطلة مددا متطاولا فردوا من نصوص الكتاب والسنة ما خالف هذه الشريعة الباطلة التي وضعوها للرب تعالى وحرفوا النصوص عن مواضعها وضللوا وبدعوا من خالف شريعتهم وبدعوا وضللوا وبدعوا من خالف شريعتهم قبحهم الله وقال ابو الهذيل العلاف تفنى حركات تفنى تفنى حركات اهل الجنة والنار ويصيرون جمادا لا يحسون بنعيم ولا الم وكل هذه الاقوال وكل هذه الاقوال هذه الاقوال هل ايضا من الاقوال العجيبة السخيفة لهذا الرجل من المعتزلة ابو الهديلا العلاف يقول تفنى الحركات تفنى الحركات تبقى اجسام لا حركات بها ولا احساس يقصد المعذبين في في النار يأتي عليهم وقت تفنى حركاتهم ثم يبقون فيها بلا احساس ولا حركات. نعم قال رحمه الله تعالى وكل هذه الاقوال مخالفة لصحيح المعقول وصريح المنقول ومحادة ومشاقة لله تعالى وللرسول صلى الله عليه وسلم. وتقديم للعقول. وتقديم للعقول السخيفة وزبالة الاذهان البعيدة والقلوب الشقية الطريدة وزخارف فاسد السيرة والسريرة والظاهر والباطن والعمل والعقيدة وما احسن ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته الكافية الشافية في اثناء حكايته عقيدة جهم وشيعته دمرهم الله قال وقضى بان الله كان معطلا والفعل ممتنع بلا امكان ثم استحال وصار مقدورا له من غير امر قام بالديان بل حاله سبحانه في ذاته قبل الحدوث وبعده سياني. وقضى بان النار لم تخلق ولا جنات عدن بل هما ثمان فاذا هما خلقا ليوم معادنا فهما على الاوقات فانيتان وتلطف العلاف من اتباعه فاتى بضحكة جاهل مجاني قال الفناء يكون في الحركة لا في الذات وعجبا لذا الهديان ايصير اهل الخلد في جناتهم وجحيمهم كحجارة البنيان ما حال من قد كان يغشى اهله عند انقضاء تحرك الحيوان وكذا كما حال الذي رفعت يداه هو اكلة من صحفة وخوان فتناهت الحركات قبل وصولها للفم عند تفتح الاسنان ان يبقى هكذا مفتوح الفم واللقمة مرفوعة الى فيه اراد ان يأكلها ففنت تلك اللحظة الحركات على زعم هذا الرجل فيبقى ابد الاباد ويده مرفوعة بالطعام ليأكله ثم يبقى هكذا قد فنيت الحركات نعم قال وكذا كما حال الذي امتدت يد منه الى قنو من القنوان فتناهت الحركات فتناهت الحركات قبل اخذها يبقى كذلك سائر الازمان تبا لهاتيك العقول فانها والله قد مسخت على الابدان تبا لمن اضحى يقدمها على الاثار والاخبار والقرآن. نعم تبا لمثل هذه العقول السقيمة سخيفة التي عظم اصحابها واتباعهم من شأنها وقدموها على القرآن والاثار المروية والاخبار الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهذه الابيات وهذه ابيات لابن القيم كما ذكر رحمه الله تعالى في اه في نونيته في نونيته والامام عبدالرحمن بن سعدي رحمة الله عليه اه الف رسالة قيمة سماها توظيح الكافية الشافية وطريقته فيها انه اتى على فصول النونية فصلا فصلا ونثر النظم بايظاح للمعاني ساق يسوق الفصل منثورا موضح المعاني ولهذا سماه توضيح الكافية الشافية فنقف على اه توضيحه رحمه الله هذه الابيات من كتابه توضيح الكافية الشافية في الصفحة الحادية عشرة نعم قال رحمه الله تعالى ثم ذكر المؤلف في الفصل بعده ان الجهمية ومن تبعهم ان مذهبهم في افعال الله الاختيارية المتعلقة بمشيئته وقدرته من افسد المذاهب وابعدها عن الصواب فانهم زعموا ان الله كان في الازل معطلا عن افعاله وانه يمتنع عليه الفعل غاية الامتناع. ثم بعد هذا الامتناع استحال الامر فصار قادرا على الفعل من غير ان تحدث له صفة فوجب حدوث فعله وانقلاب الممتنع ممكنا بل ان حاله قبل ذلك ومعه وبعده على حد سواء. والذي قادهم الى هذا القول الباطل نفيهم للتسلسل في افعال الله. زعم من منهم ان اثبات التسلسل ودوام فاعلية الرب يقتضي قدم المخلوقات وانه لا يمكنهم اثبات حدوثها الا بهذا الاصل الذي اصلوه وخالفوا به الكتاب والسنة واقوال سلف الامة وطردوا اصلهم هذا فقالوا كما ان التسلسل من في الماضي فهو منفي في المستقبل. فان افعال الله على قولهم تعدم في المستقبل كما كانت معدومة عندهم في الماضي فتفنى الجنة والنار واهلهما وما فيهما من النعيم والعذاب وزعم ابو الهذيل العلافي المعتزلي ان الفناء يكون في الحركات نافذات وان اهل الجنة والنار سيأتي عليهم وان اهل الجنة والنار سيأتي عليهم زمان تنقطع فيه حركاتهم ويبقون جمادات في سكون ابدا والنار واهلها كذلك وهذا مع مخالفته للكتاب والسنة والاجماع مما مما يضحك مما مما يضحك السفهاء فلذلك صور المصنف قوله هذا فانه بمجرد تصوره يكفي الانسان معرفة بسخافته وهجنته فانه على قول ابي الهزيل واتباعه من المعتزلة اذا اذا جاء ذلك الوقت الذي ينقطع فيه فعل الله ان اهل الجنة واهل النار يكونون فيها كالحجارة والصور وان من صادفه ذلك الزمان وقد امتدت يده يده الى ثمرة في الجنة يسكن وتبقى يده ممتدة على الدوام. ومن رفع لقمة الى فيه فاتى عليه ذلك الوقت بقيت يده مرفوعة فيهما مرفوعة فيها اللقمة وفمه مفتوحا مستعدا لتناولها. ومن كان في تلك اللحظة مواقعا لزوجته بقيا حجرين متصلين على الدوام وهكذا وكذا بقية الصفات. فتبا لهذه العقول والاذهان. والحمد لله على نعمة السنة والقرآن هذا يعني اردت منه ايضا فائدة ان يعرف الاخوة طلاب العلم قيمة هذا الكتاب. هذا كتاب قيم جدا وهو مع اقتصاده الا انه آآ اتى على النونية فبسطها بالبيان الموجز بالبيان الموجز طاح المختصر ومن اللطائف ان احد احد العلماء وهو الشيخ عبدالرحمن الدوسري ذكر في سيرته انه حفظ النونية في صغره والا ابيات يعني عديدة منها تركها لانها مغلقة عليه يعني ما كان متضح معناها يقول ولو وقفت على توضيح ابن سعدي لها في شبابي لحفظتها كاملة فحفظتها كاملة لانه وضح المعاني واصبحت جلية باسلوب مثل ما رأيتم في اه البيان اه رحمه الله وغفر له. نعم. فصل قال رحمه الله تعالى فصل فيما جاء في الحوض والكوثر قال وحوظ خير الخلق حق حق وبه يشرب في الاخرى جميع حزبه قال وحوض خير الخلق حق وبه يشرب في الاخرى جميع حزبه وحوض خير الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الكوثر الذي اعطاه ربه عز وجل حق لا مرية فيه وبه اي بالحوض يشرب اي يروى. ولذا عدي بالماء دون من لتظمن الشرب ها هنا معنى الري. في الاخرى اي الدال الاخرة جميع حزبه وهم امة الاجابة الذين امنوا به وصدقوه واتبعوا النور الذي انزل معه. قال الله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم. انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الابتر وروى البخاري بسنده الى ابي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال في الكوثر هو الخير الذي اعطاه الله اياه قال ابو بشر قلت لسعيد بن جبير فان الناس يزعمون انه نهر في الجنة فقال سعيد النهر في الجنة من الخير الذي اعطاه الله الله اياه وقد ورد في ذكر الحوض وتفسير الكوثر به واثباته وصفته من طرق جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم. واشتهر استفاض بل تواتر في كتب السنة من الصحاح والحسان والمسانيد والسنن نعم. هذا فصل عقده رحمه الله تعالى في الحوض والكوثر وبسط رحمه الله تعالى فيه الادلة الواردة في الحوض والكوثر وجمع كثيرا منها جمعا حسنا وانما اردت ان نقرأ هذا القدر والتعليق عليه ان يكون غدا باذن الله سبحانه وتعالى انما اردت ان نقرأ حتى نتشوق لهذا الفصل العظيم اه النافع سقانا الله عز وجل اجمعين من حوض نبينا الكريم شربة لا نظمأ بعدها ابدا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا