الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين اصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ليوم الدين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. قال الامام المعلم رحمه الله تعالى العدالة يقال حكم عدل وشاهد العدل عن الحق كما يقال هو رضا هو رضا ومأموم. اي يرضاه الناس ويأمنونه ثقتهم بانه لا بانه لا يجوع. فالعبد في رواية هو من يوثق بانه لا يكذب. لانه مسلم معروف باستقامته في الدين. ولزوم ما يقتضيه واجتناب ما ينافيه من الكذب وغيره. وقال الله عز وجل فيما حكاه عن المنافقين ورده عليهم ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن. قل اذن خير لكم يؤمن يؤمن بالله ويؤمن بالمؤمنين ورحمة الذين امنوا منكم كان هؤلاء يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم بالسنتهم باشياء يقولونها. فتبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فربما ذكر لهم ووعظهم فكانوا يجحدون ذلك ثم يقولون لمن لقاهم من المؤمنين محمد اذن. يعنون يقبلوا ما ما الناس عنا ويصدقوه. مع اننا مع اننا لم نقله فرد الله عز وجل عليهم بقوله قل اذنو خير لكم يظهر ان الخطاب هنا عام اي اذن خير لكم ايها الناس قبل ما في قوله بعد ذلك ورحمة للذين امنوا منكم. فاني كان خطابا للمؤذين فقط فوجه فان كان خطابا للمؤذين فقط توجه كون قبوله لم يبلغه افعلوا خيرا لهم ان يبلغه ان يبعثه ذلك على ان يعظه وينصحه وفي ذاك خير له الايراد من تفاعل الانتفاع به وقول يؤمن بالله تنبيه على ان من اخبارهم التي تبلغه ما يأتيه به الوحي من عند الله. وهو مؤمن بالله فكيف لا يصدق فكيف لا يصدق ما يوحي اليه وقوله ويؤمن للمؤمنين ان يصدقهم كما اتفق عليه المفسرون. فالمعنى ان الاخبار التي تبلغ عنكم فيصدقها ليست الا من احد هذه الوجهين. احد الاول الوحي الثاني اخبار المؤمنين. اما بمعنى الذي امنوه وغيره من امنوه وغيره من ان يكذبوا. واما بمعنى المؤمنين بالله ورسوله. واما المعنى الثاني مع الاشارة الى المعنى الاول. ويظهر ان هذا الاخير ارجح فالمعنى انه يصدق المؤمنين الذين امنوا بالله ورسوله وظهر للرسول وغيره بطول اختبارهم ما بال بي صحة ايمانهم. وتحريهم ما يقتضيه الايمان من الصدق وغيره. وتجنبه ينافيه فبذلك جعلوا النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ممن عرفوا حالهم. لا يخافون منهم ان يأتوا ما ينافي الايمان الراسخ من الكذب وغيرهم فكما امنوا امنوا النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من ان يكذبوا اكان من كان من الحق ان يؤمنهم من ان يكذبهم بل كان من حقه ان يصدقهم فحاصل معنى انه صلى الله عليه وسلم انما يصدق ابن اخبار ما كان صدقا واما يقينا وهو الوعي وان ظاهرا شرعا وعقلا وهو خبر وان عرف ايمانه واستقامته والتقرع في الاصول ان تعليق الحكم المشتق يؤذن بعلية ما منه الاشتقاق فكأنه قيل انما يصدقهم بايمانهم فيفهم منه انه ومن ليس من انه من ليس بمؤمن لا يحق ان يصدق قد تقدم ان المراد الايمان مع الثبات على ما يقتضيه بحيث يحسد لمن عرف صاحبه الوثوق به. والركون اليه. وعلى هذا فيخرج الكافر والفاسق قال الله عز وجل ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا. فنص على ان خمر الفاسق لا يحق ان يصدق. بل ينبغي التبين فيه. نعم وجدت بينة على صدقه ولا طرح وكان فاسق له زيادة. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين تكلم المعلم رحمه الله تعالى في فصل في العدالة. وبين وقد مر معنا شيئا من معانيها فالمشهور عند اهل الحديث ان العدالة هي ملكة تحمل صاحبها على تجنب ما يفسق به او ما يخل بمروءته. فاذا اجتنب يفسق به فانه ويسمى عدل وهذا هو الاصل في المسلم ان الاصل فيه العدالة حتى يتبين خلاف ذلك ثم قال يقال حكم العدل وشاهد العدل اي لا يخشى ان يبيع الحق العدول والميلان فسمي عدلا لعدم يلانه على الحق الى الباطل سواء في الشهادة او في الحكم او في الاخبار كما يقال هو رضا ومأمون ان يرضاه الناس ويأمنونه فالعدل هو هو الذي يرضاه الناس والعدل هو الذي يأمنه الناس ويثقون بخبره وقوله قال فالعدل في الرواية ومن يوثق بانه لا يكذب. هناك عدل في الشهادة هناك عدل في الحكم فالعدل بالشهادة هو الذي لا يشهد زورا والعدل في الحكم الذي لا يظلم ولا يجور والعدل في الرواية ومن يوثق بخبره ويعلن انه لا يكذب لانه مسلم معروف بالاستقامة في الدين ولزوم ما يقتضيه مسلم مستقيم على دين الله عز وجل وملتزم ما يقتضيه اسلامه ومجتنب ما ينافيه من الكذب وغيره. هذا هو العدالة وذكر الدليل على ذلك في قبول خبر المؤمن قوله ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن. قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين واختلف اهل التفسير في قوله ويؤمن المؤمنين يؤمن هل هو يصدقهم او يصدقهم والمعنى صحيح هو هو يصدقهم في خبره ويصدقهم في اخبارهم ودليل الخطاب في هذه الاية ويؤمن المؤمنين ان غير المؤمن لا يؤمن لهم ولا يصدقهم فاخذ من هذه الاية الا ان ان المؤمن هو الذي يقبل خبره وان من اختل ايمانه بفسق او بكفر من اختل امام فسق او بمناقضة اصل الايمان فان خبره لا يقبل. وهنا دليل الخطاب و آآ دليل وكذلك النص في قول وان جاءكم فاسق بلا باء مفهومه ان غير الفاسق يقبل خبره. وفي قوله ويؤي المؤمنين ان غير المؤمنين خبره لا يقبل فقوله يؤمن المؤمن ان يصدقهم كما اتفق عليه المفسرون فالمعدة يقولون ما عند الاخبار التي التي تبلغ عنكم ليست الا من احد هذي الوجهين يعني الاخبار التي التي تنقل للنبي صلى الله عليه وسلم عن لها لها لها معنيين. اما ان تنقل من جهة الوحي واما ان تنقل من جهة المؤمنين اما الوحي فهذا خبر صدق لا يدخله الكذب ابدا واما من المؤمنين والاصل في المول الذي عرفت عدالته واستقامته الاصل فيه انه لا يكذب قال وان قال هنا اما بمعنى الذين امنوه وغيره من ان يكذبوا يعني امنوا وغيرهم يكذبون لا يكذبون لايمانهم وهو قد امنهم واما المعنى المؤمن بالله ورسوله ومن امن بالله ورسوله فانه لا يكذب واما بالمعنى الثاني من مع الانسان المعنى الاول اي انه بالمؤمنين وبالوحي. قال ويظهر ان هذا الاخ الارجح فالمعنى يصدق المؤمنين الذين امنوا بالله ورسوله وظهر لرسول غيري بطول اختبارهم بان بان ما بال به صحة ايمانهم وتحريهم ما يقتضيه الايمان من الصدق وغيره وتجنب ما ينافيه فبذلك جعلوا النبي وغيرهم من عرف حالهم لا يخاف منهم ان يأتوا ما ينافي الايمان الراسخ من الكذب وغيره فكما امنوا النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ان يكذبوا كم الحق ان يؤمنهم من من ان يكذبهم بل كان من الحق ان يصدقهم. يقول فحاصل معنا انه صلى الله عليه وسلم انما يصدق الاخبار ما كان صدقا اما يقينا وهو وحي واما ظاهرا شرعا وعقلا وهو خبر وهو خبر من عرف ايمانه واستقامته. اما ان يكون يقينا ويصدقه يقينا فهذا وخبر خبر الوحي. واما ان يكون ظاهرا شرعا وعقلا وهو خبر المؤمنين فالمؤمن لما امنوا الرسول صلى الله عليه وسلم الا يكذبوا عليه وامنوا بالله ورسوله صدقهم النبي كما صدقوا بخبره صدقهم الرسول صلى الله عليه وسلم ايضا باخبارهم فهم صدقوه وامنوا به وصدقوا في ايمانه وظهر من ايمانه ما يدل على صدقهم كذلك اذا اخبروا بخبر فان الرسول صلى الله عليه وسلم يصدقهم لانه لا يعرف عنه الا الصدق والايمان والاستقامة فيؤخذ من هذا ان العدالة هي ان كل من ضمن خبره وعرف صدقه ولم يعرف عنه ما ينافي هذا الايمان او ينقصه او ينقضه فان خبره القبول وهذا في باب العدالة فقط وكما مر بنا ان العدالة لا تكفيه قبول خبر العدل حتى يكون معه الظب فقد يكون عدلا وصادقا لكنه غير ضابط. فيخطئ ويهم ويغلط فاذا كان ضابطا حافظا نظرنا في عدالته فان كان ممن ممن قدحت عداها بفسق او قدحت عدالته بكفر فلا يقبل خبره ولا يؤخذ به وعلى هذا يكون على هذا على ما قرره المعلم ان العدالة هي كل من امنه الناس في خبره وثقوا به ويكون ذلك بان يكون آآ مؤمنا ملتزما لما يوجبه الايمان مجتنبا لما ينافيه مجتنبا لما ينافي الايمان ايضا ومما ينافي الايمان اما كمالا او اصلا الفسق واسبابه واما يخل بالعدالة ايضا تعاطي خوارق المروءة التي يعابها الانسان ويسفه فيها رأيه وقوله ولا يؤخذ بخبره. هذه العدالة ثم سيأتي معنا تعريف الشافعي الامام للعدالة وما وما ومن هو العدل وسيتكلم عليه المعلم رحمه الله تعالى لان الشافي يرى ان العدالة هي من كان حسناته اكثر من سيئاته فان هذا يسمى عدل ولانه ليس من شرط العدالة الا يعصي الله عز وجل البتة. معنى ان العدل لا يلزم ان يكون ليس عاصيا بل قد يعصي لكنه لا يصر على معصية ولا يرتكب كبيرة والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم على محمد