الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى يشفع اولا الى الرحمن في فصل القضاء بين اهل الموقف من بعد ان يطلبها الناس الى كل اولي العزم الهداة الفضلاء قال هذه الشفاعة الاولى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي اعظم الشفاعات وهي المقام المحمود الذي ذكر الله عز وجل له ووعده اياه. وامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نسأل الله اياه له صلى الله عليه وسلم بعد كل اذان وقال البخاري رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. قال اسماعيل ابن ابان قال حدثنا ابو الاحوص عن ادم بن علي قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول ان الناس يصيرون يوم القيامة جثا او جثا كل امة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة الى النبي صلى الله عليه وسلم. فذلك يوم يبعثه المقام المحمود بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا تفصيل من المصنف رحمه الله تعالى للشفاعات التي تكون يوم القيامة امان وبدأ هذا التفصيل باعظم الشفاعات وهي الشفاعة الاولى التي تكون يوم القيامة الشفاعة لاهل الموقف ليفصل الله سبحانه وتعالى بين العباد. ويقضي بين الخلق وذلك ان الناس في ذلك الموقف العظيم في عرصات يوم القيامة يقفون يوما تطول مدتهم ويعصب امره ويشتد خطبه فيفزع الناس الى انبياء الله يطلبون منهم الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى في القضاء بين العباد فيأتون الى ادم عليه السلام ويذكرون من صفاته وخصائصه ما يستحثونه به على ان يشفع فيعتذر ويحيلهم الى نوح فيعتذر ويحيلهم الى ابراهيم فيعتذر ويحيلهم الى موسى فيعتذر ويحيلهم الى عيسى فيعتذر ثم يحيلهم عيسى الى نبينا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى جميع النبيين فيقول انا لها فيشفع لي العباد هذه الشفاعة التي توصف بالعظمى. وهي في الوقت نفسه الاولى اولى الشفاعات التي تكون يوم القيامة فيشفع لهم عند الله سبحانه وتعالى الفصل بين العباد والقضاء بينهم بعد ذلك يكون ما ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم. يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى فحين اذ يفصل الله سبحانه وتعالى بين العباد في تفاصيل عظيمة جاء ذكرها في كتاب الله سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومر معنا جملة منها مما اورده المصنف رحمه الله تعالى قال يشفع اولا الى الرحمن في فصل القضاء بين اهل الموقف يشفع اولا اشارة الى ان هذه الشفاعية الشفاعة الاولى من الشفاعات العديدة التي تقع يوم القيامة الشفاعات التي تقع يوم القيامة شفاعات عديدة بعضها خاص بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيها غيره مثل هذه الشفاعة العظمى. ومثل ما سيأتي الشفاعة لاهل الجنة بدخول الجنة وهذه من خصائصه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهناك شفاعات يشارك فيها غيره من الملائكة والانبياء وعباد الله الصالحين قال من بعدي ان يطلبها الناس الى كل اولي العزم الهداة الفضلاء الناس اي في عرصات يوم القيامة يطلبونها من اولي العزم بعد طلبها من ادم اه ابو البشر فيطلبونها من اولي العزم وهم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليه يطلبونها من اولي العزم لشرفهم وعظيم مكانتهم ورفيع قدرهم ولكونهم افظل الانبياء واعظم المرسلين عليهم وعلى جميع النبيين صلوات الله وسلامه قال الشيخ رحمه الله تعالى وهي المقام المحمود اي الذي وعده الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله سبحانه عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا عسى يبقى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وسمي هذا المقام وهو الشفاعة كما جاء مفسرا في الاحاديث بالمقام المحمود لانه يحمده عليه الاولون والاخرون ويغبطوا عليه الاولون والاخرون عسى يبعثك ربك مقاما محمودا هو مقام عظيم يظهر فيه للخلائق الاولين والاخرين منهم علو شرف النبي عليه الصلاة والسلام ورفعة مكانته وعظيم منزلته عند الله سبحانه وتعالى اورد رحمه الله ما جاء في صحيح البخاري في باب قوله سبحانه وتعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا حديث ابن عمر رضي الله عنهما يقول ان الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل امة تتبع نبيها. معنى جثا اي جماعات يصيرون جثاء اي جماعات يفسره ما بعده كل امة اي كل جماعة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع لنا يا فلان اشفع لنا حتى تنتهي الشفاعة الى نبينا صلى الله عليه وسلم. جاء في بعض اه الروايات فيشفع ليقضى بين الخلق فيشفع ليقضى بين الخلق وهذا فيه ان هذا الطلب من الناس في ذلك اليوم هو طلب الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى في هل فصل بين العباد والقضاء بين العباد؟ يا فلان يعني يسمون النبي باسمه اشفع لنا اي عند الله في ان يفصل بين الخلق قال حتى تنتهي الشفاعة الى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود اي الذي وعده اي الذي وعده في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. وقوله عسى ان يبعثك فوعد من الله لان كل عسى في القرآن واجبة. فوعد من الله لنبيه بان يبعثه مقاما محمود يحمده عليه الاولون والاخرون. نعم قال رحمه الله تعالى وقال مسلم رحمه الله حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة ومحمد ابن عبد الله ابن نمير. واتفقا في سياق الحديث الا ما يزيد احدهما من الحرف بعد الحرف. قال حدثنا محمد. قال حدثنا اي ابو ابو بكر ومحمد بن عبد الله. قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا ابو حيان عن ابي زرعة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلحم فرفع اليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسا. فقال انا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بما ذاك يجمع الله يوم القيامة الاولين والاخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض الا ترون ما انتم فيه؟ الا ترون ما قد بلغكم؟ الا تنظرون من يشفع لكم الى ربكم يقول بعض الناس لبعض ائتوا ادم. فيأتون ادم فيقولون يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وامر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا الى ربك. الا ترى ما نحن فيه؟ الا ترى الى الا ترى الى الى ما نحن فيه؟ الا ترى الى ما نحن فيه؟ الا ترى ما قد الى ما قد بلغنا كذا في مسلم. نعم الا ترى الى ما نحن فيه؟ الا ترى الى ما قد بلغنا؟ فيقول ادم ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانه نهاني عن الشجرة فعصيته. نفسي نفسي. اذهبوا الى غيري. اذهبوا الى نوح فيأتون نوحا عليه السلام فيقولون يا نوح انت اول الرسل الى الارض وسماك الله عبدا شكورا. اشفع لنا الى ربك الا ترى الى لا الا ترى ما نحن فيه الا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانه قد كانت دعوة دعوت بها على قومي وانه قد كانت لي احسن الله اليك. وانه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي نفسي نفسي. اذهبوا الى ابراهيم. فيأتون ابراهيم فيقولون انت نبي الله وخليله من اهل الارض اشفع لنا الى ربك الا ترى ما نحن فيه؟ الا ترى الى ما وقد بلغنا فيقول لهم ابراهيم صلى الله عليه وسلم ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وذكر كذباته نفسي نفسي اذهبوا الى غيري اذهبوا الى موسى. فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم فيقولون يا موسى انت رسول الله فضلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس اشفع لنا الى ربك الا ترى ما نحن فيه الا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى عليه الصلاة والسلام ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله واني قتلت نفسا لم اؤمر بقتلها نفسي نفسي اذهبوا الى عيسى فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى انت رسول الله وكلمت الناس في المهد وكلمة منه القاك الى مريم وروح منه فاشفع لنا الى ربك الا ترى ما نحن فيه الا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى صلى الله عليه وسلم ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر له ذنبا. نفسي نفسي اذهبوا الى غيري. اذهبوا الى محمد صلى الله الله عليه وسلم فيأتون فيقولون يا محمد انت رسول الله وخاتم وخاتم الانبياء وغفر الله لك ما تقدم ما من ذنبك وما تأخر اشفع لنا الى ربك. الا ترى ما نحن فيه؟ الا ترى الى ما قد بلغنا؟ فانطلقوا في تحت العرش فاقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتح لاحد من قبلي لم يفتحه لم يفتحه لاحد قبلي ثم قال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفع فارفع رأسي فاقول يا رب امتي امتي. فيقال يا محمد ادخل الجنة من امتك من لا من لا حساب عليه من الباب الايمن من ابواب الجنة. وهم شركاء الناس في ما سوى ذلك من الابواب والذي نفس محمد بيده انما بين المصراعين من مصاريع الجنة لك ما بين مكة وهجر او كما بين مكة وبصرى هذا الحديث حديث عظيم في ذكر هذه الشفاعة العظمى التي تكون في عرصات يوم القيامة وهي اولى الشفاعات التي تكون يوم القيامة. وفيها ظهور كرامة النبي العظيمة عند الله ومنزلته العلية صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا لما اراد ان يذكر للناس صلوات الله وسلامه عليه هذه الشفاعة العظمى التي اكرمه الله بها بدأها صلى الله عليه وسلم بقوله انا سيد الناس يوم القيامة انا سيد الناس يوم القيامة وفي هذا الموقف العظيم يظهر للخلائق هذه السيادة وهذه مكانة هذه المنزلة العلية التي بوأها الله نبيه ومصطفاه صلوات الله وسلامه بركاته عليه. قال ابو هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اوتي يوما بلحم فرفع اليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهس قدم منها قضمة باسنانه صلوات الله وسلامه عليه ثم قال انا سيد الناس يوم القيامة. وهل تدرون بما ذاك وهل تدرون بما ذاك وهذا الاسلوب في التعليم من اساليب التشويق العظيمة فذكر لهم سيادته عليه الصلاة والسلام للناس ثم حرك في اذهانهم معرفة السبب بما ذاك وكيف تظهر هذه السيادة للناس في ذلك اليوم العظيم؟ ثم ذكر جمع الله سبحانه وتعالى للناس في ذلك اليوم في صعيد واحد صعيد واحد في تمام الاستواء في تمام الاستواء ولهذا قال في بيان استواء هذا الصعيد وانه لا ارتفاع فيه ولا انخفاض ولا اودية ولا جبال ولا اشجار ولا غير ذلك قال فينفذهم فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر. وهذا لا يكون الا في الارض المنبسطة المستوية ولا تكون الارض على هيأتها في الدنيا كروية بل تكون منبسطة بل تكون كلها منبسطة ممتدة لا جبال فيها ولا ارتفاع تبدل الارض غير الارض فتكون على هذه الصفة والجميع عليها يا يسمعهم الداعي اذا تكلم متكلم في طرف من هنا سمعه من هم في الطرف الاخر وينفذهم البصر وينفذهم البصر وتدنو الشمس ودنو الشمس يترتب عليه كرب عظيم وشدة عظيمة. لانهم يكونون بدون ظل الا من يظلهم الله سبحانه في ظله يوم لا ظل الا ظله. فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا وما لا يحتملون وخاصة ان ان المدة تطول والموقف تطول مدته في يوم مقداره خمسين الف سنة ماذا تكون خمسين الف سنة مع الثنيات القليلة التي نعيشها الان في هذه الدنيا ستين او سبعين او خمسين او ثلاثين بعضنا عشرين بعضنا اقل ومنهم من يصل المئة منهم من يتجاوزها بقليل كل هذا ماذا يساوي مع خمسين الف سنة خمسين الف سنة يوم مقداره خمسين الف سنة. ولا ظل ولا مكان ولا فراش ولا والشمس تدنو من الخلايا ولهذا يصيب الناس من الغم والكرب والشدة ما لا يطيقون وما لا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض الا ترون ما انتم فيه الا ترون ما قد بلغكم؟ الا تنظرون من يشفع لكم الى ربكم من يشفع لكم الى ربكم يلهمهم الله سبحانه وتعالى كما جاء في بعض الاحاديث طلب الشفاعة يلهمهم طلب الشفاعة من الانبياء الا تنظرون من يشفع لكم الى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض ايتوا ادم اذهبوا الى ادم فيأتون ادم فيقولون يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وامر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا الى ربك الا ترى الى ما نحن فيه؟ الا ترى الى ما قد بلغنا يطلبون منه الشفاء عند الله فيقول ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانه نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي اذهب الى غيري يذكرون فضائله وخصائصه ويلتمسون منه ان يشفع لهم عند الله في ذكر لهم شدة غضب الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم ويذكر لهم ان له ذنبا فبسبب هذا الذنب يستحي ان يطلب من الله سبحانه وتعالى هذا الامر الذي طلبه منه الناس ويحيلهم الى نوح عليه السلام. وايضا يذكرون له من خصائصه عليه الصلاة والسلام ومنها ان الله سماه عبدا شكورا ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا يذكرون شيئا من خصائصه وفضائله فا يعتذر بمثل ما اعتذر ادم عليه السلام ويقول انه آآ كانت له دعوة اين مستجابة فدعا بها على قومه فدعا بها على قومه مثل ما جاء في آآ في الاية الاخيرة من من سورة نوح لا تذر على نعم من الا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا الا فاجرا كفارة يدعو ذكر انه دعا بهذه الدعوة على قومه فاهلكهم الله سبحانه وتعالى الطوفان والغرق ثم يذهبون الى ابراهيم خليل الرحمن ويقول له انت نبي الله وخليله من اهل الارض لان الله اتخذه خليلا تشفع لنا يعتذر بقوله بذكره الكذبات وسيأتي تفصيلها في قريب عند المصنف ويقول نفسي نفسي اذهبوا الى غيري. فيذهبون الى موسى وايضا يعتذر يعتذر بما حصل منه من قتل نفس لم يؤمر بقتلها من نفس لم يؤمر بقتلها. وهذا القتل للذي يعتذر موسى عليه السلام في هذا الموقف عن الشفاعة ذاكرا هذا السبب وهو قتل نفس لم يؤمر بقتلها فحصل منه خطأ لان لم يتعمد لم يتعمد قتلى القبطي الذي اه كانت بينه وبين واحد من من اه قوم موسى خصومة ومنازعة فاراد ان يدفع القبطي فدفعه دفعة قوية بجمع يده على صدره فمات بسببها ما عنا ان يقتله حصل منه خطأ. وعلى اثر ذلك تاب الى الله من ذلك تاب الى الى الله سبحانه وتعالى من ذلك وتاب الله سبحانه وتعالى عليه ومع ذلك يعد ذلك امرا لا يتمكن بسببه من الشفاعة لا يتمكن بسبب من الشفاعة وتأمل جيدا يعني هو قتل خطأ ليس عمد والمقتول من الاعداء الالداء والخصوم وكم قتلوا هؤلاء الخصوم من بني اسرائيل واستحيوا من النساء وكم حصل منهم لكنه لم يؤمر بقتلها وكان منه هذا القتل خطأ وتاب الى نفسه ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له تاب الى الله سبحانه وتعالى وغفر الله له وقبل توبته ومع ذلك كله في ذلك الموقف يعتذر بهذا الامر. يعتذر بهذا الامر ثم يذهبون الى عيسى ويعتذر ولا يذكر ذنبا. ولكن يحيلهم الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يأتون اليه فيقولون يا محمد انت رسول الله وخاتم الانبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا الى ربك الا ترى الى ما نحن فيه؟ الا ترى الى ما قد بلغنا فانطلقوا فآتي تحت العرش فاقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء علي شيئا لم يفتحه لاحد من قبلي وجاء في بعض الروايات لا اعلمه الان يعني يعلمه الله اياه في ذلك الوقت. وهذا الحمد والثناء على الله في ذلك الموقف هو باسماء حسنى لله يتوسل الى الله سبحانه وتعالى اليه بها ولهذا العلماء عدوا هذا الحديث من جملة الاحاديث التي تدل على ان اسماء الله ليست محصورة في آآ تسعة وتسعين ان لله تسعة وتسعين اسما. هذه التسعة والتسعين هي اسماء موجودة في القرآن. من احصاها دخل الجنة لكن اسماء الله ليست محصورة في هذا العدد ولهذا في حديث الهم قال اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او استأثرت به في علم الغيب عندك واستأذرت به في علم الغيب عندك. ولهذا في ذلك اليوم العظيم يعلمه الله من حسن الثناء عليه اي باسمائه وصفاته العظيمة شيء لم يفتحه على احد قبل النبي صلى الله عليه وسلم يفتح عليه في ذلك المكان ذلك الموطن ثم يقال يا محمد ارفع رأسك هذا الاذن بالشفاعة. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه فلا يشفع احد الا باذنه فيخر ساجدا ويحمد الله ويثني على الله ويعظم الله سبحانه وتعالى فيقول اه ارفع رأسك سل تعطى اشفى تشفى. اشفع تشفع فارفع رأسي فاقول يا رب امتي امتي. فيقال يا محمد ادخل الجنة من امتك من لا حساب عليه من لا حساب عليه لان في امته آآ سبعون الف وجاء في بعض الروايات ان الله زاد زاده في عددهم مع كل الف سبعون الفا اه هؤلاء يدخلون الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب ولهم باب باب منا ابواب الجنة يدخلون معه ويشاركون الناس في الابواب الاخرى وهو كما وصف في الحديث الباب الايمن يا رب اكرمنا بالدخول معه. يا رب اه يدخلون مع هذا الباب الباب الايمن من ابواب الجنة يسميه باب يسميه بعظ العلماء باب المتوكلين يسميه بعض العلما باب المتوكلين لان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر من لا حساب عليهم من لا حساب عليهم وانه يدخلون الجنة دخولا اوليا وخاض الصحابة فيهم فخرج عليهم عليه الصلاة والسلام ثم قال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ولا يسترقون لا يتطيرون لا يكتوون هذا كله من تمام توكلهم. صفتهم العظيمة هنا التوكل. ولهذا بعض العلماء نسمي هذا الباب باب المتوكلين يعني اهل التوكل العظيم على الله سبحانه وتعالى اهل قوة التوكل وقوة التوكل من قوة الايمان على الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. يقال يا محمد ادخل الجنة من من لا حساب عليه هذا ايضا من الشفاعات الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ادخال الجنة وان الدخول الجنة دخول اهل الجنة للجنة يكون بشفاعته وهذا اظهار لمكانته وهذي الشفاعة خاصة به هذه خاصة به صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده انما بين المصراعين من مصاريع الجنة لك ما بين مكة وهجر او كما بين مكة وبصرى اي ابواب واسعة اه جدا ثم ساق احاديث اخرى رحمه الله تعالى في هذا الباب نقف الى هنا نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله لا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا