نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى باب الايمان بالقضاء والقدر والسادس الايمان بالاقدار فايقنا بها ولا تماري فكل شيء بقضاء وقدر والكل في ام الكتاب مستطاعة والسادس من اركان الايمان المشروحة في حديث جبريل وغيره هو الايمان بالقدر خيره وشره. قال الله تعالى انا كل شيء خلقناه بقدر الايات وقال تعالى وكان امر الله قدرا مقدورا. وقال تعالى وكان امر الله مفعولا وقال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه وقال تعالى وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وقال تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. وقال تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان في القضاء والقدر وان الامور كلها بمشيئة الله وقضائه وقدره وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان ما اصاب المرء لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وانه لا حول ولا قوة الا بالله وهو اصل عظيم من اصول الايمان وركن متين من اركان الدين والكفر بالقدر كفر بالله سبحانه وتعالى لان الايمان بالقدر من الايمان بالله الايمان بالقدر من الايمان بالله سبحانه وتعالى وبربوبيته وانه وحده سبحانه وتعالى المدبر لشؤون الخلائق يقضي فيهم بما يشاء ويحكم فيهم بما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه وان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فهذا اصل منع اصل عظيم من اصول الايمان ولا ينتظم توحيد المرء وايمانه بالله سبحانه وتعالى الا بالايمان بالقدر ولهذا قال الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال القدر نظام التوحيد قال القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده والمعنى ان توحيد المرء لا يمكن ان ينتظم وان يستقيم الا اذا امن بالقدر. الا اذا امن بالقدر فان كذب بالقدر دار فان تكذيبه بالقدر ينقض توحيده بالله ينقض توحيده بالله بمعنى لا يكون موحدا لا يكون موحدا وهذا يبين لنا عظم شأن الايمان بالقدر وانه من اصول فالدين العظيمة واسسه المتينة. والشيخ رحمه الله تعالى عقد هذا باب العظيم ليفصل ما يتعلق بهذا الركن من اركان الايمان اورد رحمه الله تعالى آآ جملة من ايات كتاب الله سبحانه وتعالى في اثبات القدر منها قول الله جل في علاه انا كل شيء خلقناه بقدر اي ان الامور كلها بقدر الله وتقديره وقضائه سبحانه وتعالى لا يخرج شيء منها عن ذلك وقال الله سبحانه وتعالى وكان امر الله قدرا مقدورا وكذلك في الايات التي بعدها قالوا وكان امر الله مفعولا والمعنى في الايتين اي لابد من وقوعه امر الله لابد من وقوعه فلا راد له انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فامر الله اي الكون القدر لا بد ان يقع لابد ان يقع وكان امر الله مفعولا. وكان امر الله قدرا مقدورا اي لابد ان يقع لا راد له وما يقضيه الله سبحانه وتعالى لا معقب له سبحانه وتعالى. وكذلك قول الله عز وجل ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اما بعدها من ايات كلها في اثبات ان الامور بقدر الله ما اصاب المرء لم يكن ليخطئه لم يكن ليخطئان باذن الله اي بقضائه وقدره سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم الى اخر السورة. هذه السورة العظيمة التي اعظم اي سور القرآن من اسمائها ام القرآن وذلك انها حوت اجمالا ما حواه القرآن تفصيلا ولهذا فان من هدايات هذه السورة العظيمة ودلالاتها ان دلت على هذا الاصل العظيم وهو الايمان اه القضاء والقدر في قوله عز وجل الحمد لله رب العالمين ربوبية الله سبحانه وتعالى للعالمين تدبيرا وتصريفا جميع ما يتعلق احوالهم وشؤونهم والتدبير لها كل ذلك بامره وقظائه فهو رب العالمين. والربوبية من دلائلها القدر. الربوبية من دلائلها القدر. ولهذا القدر والايمان به هو من الايمان بربوبية الله سبحانه وتعالى للعالمين. وفي قوله اياك نعبد واياك نستعين الاستعانة فيها ايمان بقدر الله الاستعانة فيها ايمان بقدر الله وان الامور بقدره فيطلب المرء منه العون في اموره كلها واحواله جميعها كذلك الدعاء اهدنا الصراط المستقيم الى تمام السورة فيه الايمان بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره كذلك قوله سبحانه وتعالى انعمت عليهم اي مننت عليهم بالايمان والهداية والطاعة فيه لان الامور كلها بقدر الله سبحانه وتعالى. فسورة الفاتحة دلت على الايمان القدر من وجوه عديدة سورة الفاتحة دلت على الايمان بالقدر من وجوه عديدة هدايات سورة الفاتحة كثيرة جدا وقد ذكر كثيرا منها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين ومن ذلكم آآ ما يتعلق بهدايات هذه السورة ودلالاتها على الايمان بالقضاء والقدر نعم قال رحمه الله تعالى وقال مسلم رحمه الله حدثنا عبد الاعلى بن حماد قال قرأت على مالك بن انس قال وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك فيما قرأ عليه عن زياد بن سعيد عن عمرو بن مسلم عن طاووس انه قال ادركتم اناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون كل شيء بقدر. قال وسمعت عبد الله ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس او الكيس والعجز هذا طاووس رحمه الله يقول ادركت ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون كل شيء بقدر والمراد ان ان هذه عقيدة راسخة عند اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وثابتة ومتقررة قال ادركت ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه يقولون كل شيء بقدر وسمعت عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه كل شيء بقدر حتى العجز والكيس حتى العجز والكيس كل شيء بقدر وكل من صيغ العموم قال حتى العجز والكيس العجز ما يكون في المرء من ثواني وكسل وتسويف وغير ذلك من معاني العجز وكذلك ما يكون في العبد من كيس وهو نباهة وفطنة وحذق وعناية جيدة بالامور قيام بمصالحه الى غير ذلك كل ذلك بقدر فالعجز بقدر ولهذا امرنا ان نستعيذ بالله سبحانه وتعالى منا اللهم انا نعوذ بك من العجز ومن الكسل نستعيذ من بالله منه اي لا نسأل الله ان يعيذنا منها ان يجنبنا اياه لان الامور كلها قدر الله وقضاءه سبحانه كيس التي انباها والفطنة الاتيان بالامور على احسن حال ومن ابوابها الصحيحة وبطرقها السليمة ايضا بقدر ولهذا العبد محتاج حاجة ماسة الى ربه ومفتقر الى مولاه سبحانه في جميع مصالحه جاء في جلبه للمصالح وفي درأه الشرور والمفاسد نعم قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وابو كريب قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن زياد بن اسماعيل عن محمد بن عياد بن جعفر المخزومي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء مشركوا قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس صقر. ان كل شيء خلقناه بقدر ورواه الترمذي وابن ماجه في هذا الحديث ان المشركين جاءوا يخاصمون ان النبي صلى الله عليه وسلم في القدر يخاصمونه في القدر ويجادلونه فيه مجادلة فيها عدم الايمان فانزل الله سبحانه وتعالى يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر ان كل شيء خلقناه بقدر. ان كل شيء خلقناه بقدر يسحبون يوم القيامة في النار على وجوههم الى ان يطرحوا على هذه الحالة كبا على وجوههم في نار جهنم ويقال لهم ذوقوا مس سقر وسقر اسم من اسماء النار. سميت بذلك قيل لبعدها وعمقها وقيل لشدة صليها وحرها ذوقوا مس صقر انا كل شيء خلقناه بقدم اي هذا الذي تكذبون به ومن دلالات هذا هذا السياق ان التكذيب بالقدر موجب لصلي سقر نار جهنم والعياذ بالله. نعم قال رحمه الله تعالى وقال البخاري رحمه الله باب وكان امر الله قدرا مقدورا. قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا مرأة طلاق اختها لتستفرغ صحفتها ولتنكح فان لها ما قدر لها نعم هذا الحديث حديث عظيم جدا في هذا الباب آآ باب الايمان بالقدر لان الايمان بالقدر آآ آآ هو في الحقيقة هدايات هدايات عظيمة المرء يسدده في هذه الحياة ويعينه على الاستقامة في الامور والاعتدال والبعد ايضا عن الظلم والعدوان والغش المكر والكيد وغير ذلك الايمان بالقدر من اعظم ما يكون عونا للمرء على الاعتدال في حياته الاعتدال في حياته وحسن الاستقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى. وانظر هذا الحديث في توضيح المعنى يقول عليه الصلاة والسلام لا تسأل المرأة طلاق اختها لتستفرغ صحفتها يعني اذا تقدم رجل لامرأة يطلب نكاحها وهو متزوج فليس لها ان تقول انا اقبل بالزواج بك او به بشرط ان يطلق زوجته الاولى بشرط ان بهذا شرط انا اقبل لا يجوز لها ان تقول ذلك لا يجوز لها ان تقول ذلك ان كان الذي تقدم اليها راه رجل كفؤ فلا ترده حتى وان كان عنده زوجة لا لا ترده. ما دام انه كفؤ ولا تشترط عليه هذا الشرط الاثم اشترط عليه هذا الشرط الاثم ان طلق زوجته انا اقبل. يقول عليه الصلاة والسلام لا تسأل المرأة طلاق اختها لتستفرغ صحفتها يعني كأنها عندها صحفة فيها طعام فتكفأها عليها تخرب عليها عيشتها وحياتها فلا يجوز لها ذلك لتستفرغ صفحتها ولتنكح تكون مكانها تفسد عليها حياتها ليس لها ذلك. قال عليه الصلاة والسلام انظر هدايات الايمان بالقدر فان لها ما قدر لها فان لها ما قدر لها فهذا يفيد ان ايمان ايمان المرء بالقدر ايمان المرء بالقدر يهديه باذن الله سبحانه وتعالى على حسن الاستقامة في اعماله. والبعد عما فيه ظلم اذى للناس يعني من يستجلب لنفسه اه شيئا من الرزق بظلم او جور او عدوان او اذى للاخرين هذا من ضعف ايمانه بالقدر ليس لك الا ما قدر الله لك فما حاجة المرء الى اه الظلم والاذى والغش والعدوان وغير ذلك ليس لك الا ما قدر الله لك ولن تموت نفس حتى تستتم رزقها الذي قدره الله كتبه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ما لك بن اسماعيل قال حدثنا اسرائيل عن عاصم عن ابي عثمان عن اسامة رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ جاءه رسول اذ جاءه رسول احدى بناته وعنده سعد وابي ابن كعب ومعاذ ان ابنها يجود بنفسه فبعث اليها لله ما اخذ ولله ما اعطى كل باجل فلتصبر ولتحتسب نعم وهذا ايضا حديث عظيم في هذا الباب باب الايمان بالقدر بعثت احدى بنات النبي عليه الصلاة والسلام برسول الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابنها يجود بنفسه يجود بنفسه يجود بها ان يخرجها. يعني يقعقع يغرغر. يجود بنفسه. فبعثت الى النبي صلى الله عليه وسلم صلوات الله وسلامه عليه فبعث اليها بهذه العقيدة تذكيرا بها وتجديدا للايمان بها لله ما اخذ ولله ما اعطى كل باجل فلتصبر ولتحتسب لله ما اخذ وله ما اعطى. فالامر امره والقضاء قضاؤه سبحانه وتعالى وهذا الابن الذي آآ يجود بنفسه هذه ساعته ولكل اجل كتاب كل باجل لا يستأخر المرء عن اجله ساعة ولا يستقدم فهذا فيه ان ايمان المرء بالقدر معونة له على الصبر في المصائب في الحديث الذي قبله ايمان المرء بالقدر معونة له على البعد عن المعائب والامور السيئة وما لا يليق وهذا الحديث في ان الايمان القدر معونة للمرء على الايمان على الصبر على المصائب مثل ما تقدم معنا في الاية الكريمة ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة ابن قيس النخعي رحمه الله تعالى هو المؤمن تصيبه اصيب في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم هذه من ثمار الايمان بالقدر ان المرء اذا اصابته المصيبة لا يأس لا يأخذه الحزن مأخذا بعيدا تسخطا وجزعا غير ذلك بل يرضى بقضاء الله سبحانه وتعالى ويسلم ويعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا حبان ابن موسى قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا يونس عن الزهري قال اخبرني عبد الله ابن محيريز الجمحي ان ابا سعيد الخدري رضي الله عنه اخبره انه بينما هو جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم جاء رجل من الانصار فقال يا رسول الله انا نصيب سبيا ونحب المال كيف ترى في العزل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او انكم تفعلون ذلك لا عليكم الا تفعلوا فانه ليست نسمة كتب الله ان تخرج الا هي كائنة آآ في هذا الحديث قالوا يا رسول الله انا نصيب سبيا اي ماء وعن نجامعهن ولكننا في الوقت نفسه نحب المال. نحب المال. نحب الاثمان ولكوننا نحب الالمان نحب الاثمان نعزل حتى لا حتى لا يكون الولد حتى لا يكون الولد دفعا للولد الذي يمنع من البيع دفعا للولد لانها تصبح ام ولد لانها تصبح ام ولد فدفعا البيع اه دفعا للولد الذي يمنع البيع يقول نعزل يعني حتى لا يكون الولد حتى لا يكون الولد. فسألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك. قالوا كيف ترى في العزل؟ كيف ترى وفي العزل والعزل هو ان يكون القذف في الخارج دفعا الولد وحتى لا يكون الولد فقالوا كيف ترى في العزل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اوى انكم تفعلون ذلك او انكم تفعلون ذلك لا عليكم الا تفعلوا. لا عليكم الا تفعلوا يعني هذا امر لا حرج فيه لكن لا يرد لا يرد هذا من قدر الله سبحانه وتعالى ان كان الله كتب ولدا ان كان الله كتب ولدا قد يكون شيئا يقع آآ رغم حرص المرء يقع رغم حرص المرء دفعه هذا الامر يقع ان كان الله سبحانه وتعالى اه كتب ذلك وقدره وقضى لا عليكم الا تفعلوا فانه ليست نسمة كتب الله ان تخرج الا هي كائنة يعني لا ارد من قضاء الله سبحانه وتعالى شيء نعم قال رحمه الله تعالى وقال رحمه الله حدثنا بشر بن محمد قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا معمر عن همام ابن منبه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يأتي ابن ادم النذر بشيء لم يكن قد قدرته ولكن يلقيه القدر وقد قدرته له استخرج به من البخيل وقال ايضا حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب قال حدثنا ابو الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتي ابن ادم النذر بشيء لم يكن قد قدر له. ولكن يلقيه النذر الى القدر قد قدر له فيستخرج الله تعالى به من البخيل فيؤتى عليه ما لم فيؤتى عليه ما لم يكن يؤتى عليه من قبل. نعم هذا الحديث حديث آآ ابي هريرة رضي الله عنه فيه ان الامور كلها بقدر الله سبحانه وتعالى وان ما قدره الله سبحانه وتعالى لا بد ان ان يقع وفيه ايضا ما سبق بيانه وهو ان الايمان بالقدر يعين المرء على الاستقامة استقامة حاله في اعماله. فبعض الناس يعني ان اصابتهم آآ مصيبة او مرض او له او لاحد قريبه اقرباءه او او نحو ذلك فانه ينذر ان شفا الله مريضي لا تصدقن بكذا وكذا فهذا النذر هذا النذر لا يغير من القضاء المكتوب شيئا تصدق على كل حال لا لا تشرط الصدقة بحصول هذا الامر تصدق على كل حال فقال عليه الصلاة والسلام انما يستخرج به من البخيل النذر انما يستخرج به من البخيل البخيل هو الذي اذا ضاقت به الامور واشتدت به الحاجات اتى بهذا القيد ان حصل لي كذا تصدقت وبعض البخلاء يحصل لهما نذر ان يفعل ان ان حصل ما يريد ثم ايظا يلازمه البخل حتى بعد ذلك. ويبحث عن عن المخرج ويقول له لا انا كنت اقصد كذا وكنت اقصد ان يكون على صفة كذا ويبحث لنفسه عن عن ما خرج قال انما يستخرج به من البخيل انما يستخرج به من آآ البخيل قدر الله كائن والمرء اذا مثلا كانت به ضائقة وفرجت بدون ان يكون قد قيد بقيد يتصدق ويحمد الله ويشكره و يبذل في سبيل الله سبحانه وتعالى قال انما يستخرج به من البخيل فاذا من فوائد هذا الحديث العظيمة انه يعين المرء على استقامته في في في اموره نعم قال رحمه الله تعالى وقال مسلم رحمه الله حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وابن نمير قالا حدثنا عبد الله ابن ادريس عن طبيعة ابن عثمان عن محمد ابن يحيى ابن حبان عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان. هذا الحديث حديث عظيم جدا في هذا الباب. باب الايمان بالقدر وفيه ان الايمان بالقدر يجمع اصلين لابد منهما لا يكونا المرء مؤمنا القدر على الوجه الصحيح الا بتحقيقهما الامر الاول بذل الاسباب وبذل السبب من تمام الايمان بالقدر ليس الايمان بالقدر تعطيل للاسباب ليس الايمان بالقدر تعطيل للاسباب فمن تمام الايمان بالقدر ان يبذل المرأة السبب ولهذا قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله فالايمان بالقدر بذل الاسباب وفي الوقت نفسه عدم اعتماد على هذه الاسباب التي تبذل وانما الاعتماد والتفويض والتوكل على الله سبحانه وتعالى رب العالمين احرص على ما ينفعك واستعن بالله. الاصل الاول بذل السبب والاصل الثاني الاستعانة بالله. الاستعانة بالله واللجوء اليه والتوكل عليه سبحانه وتعالى. فهذان اصلا ان لا يستقيم الايمان بالقدر الا بهما. وقد جمع بينهما في نصوص كثيرة. منها ما تقدم في فاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين فاعبدوا وتوكل عليه. والنصوص في هذا المعنى كثيرة قال وان اصابك شيء ان اصابك شيء يعني اه قدر وقضي شيء آآ مما تكره بذلت السبب اتيت الامور من ابوابها توكلت على الله سبحانه وتعالى واصابك شيء قدر الله لك مصابا فاحذر من عمل الشيطان ان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا وكذا لا ينفتح عليك هذا الباب لو اني ما سافرت في هذا اليوم لو اني لم اصحب فلانا لو اني لم اقبل مشورة فلان لو اني لو اني لو فتح الانسان هذا الباب فتح على نفسه باب اسى وحسرة والم بدون فائدة وانما مدخل يكون من مداخل الشيطان عليه فيظعف ايمانه ويوهي عقيدته ويوقعه في القلق هو الهم والحزن بلا فائدة وليس من ورائه قائل لا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. ضبطت هكذا وهكذا فقل قدر الله وما شاء فعل. الامور كلها بقدر الله. ما اصابك لم يكن ليخطئك ولهذا الايمان بالقدر هو سلوان المؤمن في مصابه هو سلوان المؤمن في مصابه اذا اصيب بمصيبة علم انها بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره فيرضى ويسلم لا يجزع ولا يتسخط ولا غير ذلك من الاعمال التي هي اعمال آآ جاهلية نعم قال رحمه الله تعالى وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الترمذي وغيره قول النبي صلى الله عليه وسلم له. واعلم ان ما طابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك. الحديث في الحديث الذي قبله قوله في كمامة فان لو تفتح عمل الشيطان هذا ايضا يستفاد منه فائدة ان الشيطان حاضر عند المصائب لخلخلة ايمان المرء بالقدر المصائب اشياء مؤلمة فواجع تفجع المرء وتؤلمه فالشيطان في المصائب يكون حاضرا ليخلخل ايمان المر بالقدر وليلقي في قلبه الحزن والالم الجزع التسخط والاعتراظ على اقدار الله سبحانه وتعالى فينفتح على المرء باب لا يغلقه الا استحضار ان الامور بقدر الله. قل قدر الله ما شاء فعل وانتهى الامر وان ما اصابك لم يكن لاخداك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ينتهي الامر بهذا الاصل العظيم والا ينفتح على الانسان باب اه باب اه اه سيء للغاية هو من عمل فالشيطان قال ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصيته لابن عباس الوصية العظيمة احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك قال في هذه الوصية واعلم هذه وصية للغلام وهذا يستفاد من ان الناشئة ابناء المسلمين ينبغي ان ينشأوا على الايمان بالقدر وانه من اصول التي ينبغي ان يربوا عليها من الصغر يا غلام اعلم ان ما اصابك لم يكن لاخدعك ما اصابك اي من مصاب في مالك في بدنك في صحتك في ولدك في تجارتك ايا كان لم يكن ليخطئك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك يعني ما وقعت لك من السلامة والعافية لم يكن ليصيبك لان الله ما ما قدر ان يقع ذلك عليك آآ مثلا يكون المرء في في سيارة ويعاين الموت في في في بعض الحوادث ثم يسلمون من من من ذلك الحادث ما اخطأك لم يكن ليصيبك ولهذا احضر آآ هذه العقيدة معك في آآ بل وئك وشدتك وفي عافيتك وسلامتك احضر هذه العقيدة معك في في بلوئك وشدتك ما اصابك لم يكن ليخطئك وايضا في عافيتك وسلامتك احضر هذه العقيدة احضر هذه العقيدة اه وما اخطأ لان في الحالة الاولى عندما تحضر هذه العقيدة في بلوئك وشدتك تورثك هذه العقيدة الصبر والرضا بقضاء الله واذا احضرتها في عافيتك وسلامتك اورثتك ماذا الشكر والحمد ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته آآ ضراء صبر فكان خيرا له. وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وذلك لا يكون الا للمؤمن متى يصبر ومتى يشكر الا اذا احضر القدر والايمان بالقدر وان الامور كلها بقدر الله فاذا كان الانسان في عافية وسلامة يعلم ان عافية تو وسلامة من الله وفضل وان الله هذا الذي قدر له سبحانه وتعالى فيحمد الله على على فضله وان اصيب بمصاب يعلم ان هذا الذي اصابه لم يكن ليخطأ لان امر كتبه الله وقدره عليه فيتلقاه بالصبر الرضا او ما هو اعلى من ذلك وهو الشكر فالحاصل ان الايمان بالقدر يعني اصل عظيم اه فيه هدايات للمرء في معاشه واموره وتقلباته واحواله نعم قال رحمه الله تعالى والاحاديث في القدر كثيرة جدا قد تقدم منها اشياء متفرقة. وسنذكر منها ما ما ييسره الله عز وجل في هذا الباب. نعم النصوص كثيرة منها ما تقدم في مواطن متفرقة من هذا الكتاب. وسيأتي في هذا الباب ايضا اه اه احاديث كثيرة يذكرها رحمه الله تعالى في مواطنها حسب ما اه قسم هذا الكتاب في فصول نافعة مفيدة. نسأل الله الكريم ان اه ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وانبئ ان غدا لا يوجد درس غدا الخميس لا يوجد درس ونسأل الله ان يغفر لنا ولوالدينا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد اله وصحبه. جزاكم الله خيرا