الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ساق الشيخ حمد رحمه الله تعالى في كتابه الفكاك او في كتاب سبيل النجاة ما ذكره عن شيخ الاسلام ابن تيمية قال قال رحمه الله تعالى فان هذه الفتنة التي ابتلي بها المسلمون مع هذا العدو المفسد خارج عن شريعة الاسلام قد جرى فيها شبه قد جرى فيها شبه قد جرى فيها شبه بما جرى المسلمين مع عدوهم على عهد رسول الله صلى الله وسلم في المغازي التي انزل الله فيها كتابه وابتلى بها نبيه والمؤمنين. مما هو اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا الى يوم القيامة فان نصوص الكتاب والسنة الذين هما دعوة محمد صلى الله عليه وسلم تتناول عموم الخلق بالعموم اللفظي والمعنوي وبالعموم المعنوي وعهود الله وعهود الله في كتابه وسنة تتناول اخر اخر هذه الامة كما نامت اولها وانما قص الله سبحانه وتعالى علينا قصص من قبلنا من الامم ليكون عبرة لنا فنشبه حالنا بحالهم ونقيس اواخر الامم باوائلها. فيكون المؤمن من المستأخرين شبه المستقدمين يريد بهذا شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ان وقوع الحوادث على المسلمين في كل زمان فانها تتشابه والمسلم دائما اذا ابتلي بمصيبة او وقعت به بلية فليتذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فلما ذكر شيخ الاسلام ما تعلق بالتتر وتسلطهم على بلاد المسلمين الحق هذا بالشبأ الحق هذا بما وقع او شبه ذلك بما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم في زمانه فالنبي صلى الله عليه وسلم في غزواته وفي حروبه لاقى من اعدائه شدة ففي احد صلى الله عليه وسلم اصابه بلاء عظيم فكسرت رباعيته وشج رأسه وفي غزوة الخندق تكالب الاعداء عليه من الخارج والداخل. ايضا اه من من مشركين من منافقين ومن يهود كلهم اجتمعوا على حرب محمد صلى الله عليه وسلم حتى بلغت القلوب الحناجر وظن المؤمنون الظنون وتمكن وتسلط المنافقون واظهر المنافقون اه سخريتهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال قائلهم محمد صلى الله عليه وسلم يبشرنا بفتح بفتح فارس واحدنا لا يستطيع ان يقضي حاجته اي سخرية من قول النبي صلى الله عليه وسلم. فيقول الشيخ ان ما اصابني من التتر يشابه هذا الحال. حيث انهم تسلط الاعداء واجتمع ومن كل مكان واتت تهتر بخيلهم ورجلهم واللبوا واجتمعوا وتكاتفوا وتكالبوا على حرب الاسلام مسلمين من الشرق الى ان بلغوا بلاد الشام. وكانت كسرتهم وهزيمتهم في بلاد الشام. لكن من قبل الشام كالعراق وخراسان ومن قبلها اصابهم من هؤلاء التتر ويلات وويلات وويلات بل اصاب ايضا اهل الشام منهم قتلا وسفكا للدماء لكن الله نصر اهل الاسلام على تلاقي التيتر لما رجعوا الى دينهم. كذلك الشيخ حمد رحمه الله تعالى يشبه ما وقع من من الدولة العثمانية والاتراك على اهل التوحيد يشبه ذلك بما وقع المسلمين التتر وان كان الفرق بينهما واضح فالتتر غير منتسب للاسلام والعثماني منتسبون الى الاسلام. فهؤلاء فاولئك كفار اصليون وهؤلاء مرتدون ووجه المشابهة انهم حاربوا دين الله عز وجل وحاربوا التوحيد ولا شك ان الذي يحارب توحيد الله ودين الله عز وجل انه كافر. وان تسمى بكونه وان تسمى وادعى انه انه مسلم فيقول شيخ الاسلام عندما ذكر هذه القصة ان في هذا ايضا ان المؤمن يقوي نفسه ويزيد ايمانه فلا شك ان التشبه التشبه وبالكرام فلاح فاذا تأسى المسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم وذكر ان ما اصابه قد اصاب رسولنا صلى الله عليه وسلم واصاب الصالحين قبله له ذلك عليه شيء على الصبر وعلى الاحتساب وانه في طريق يرضي الله سبحانه وتعالى والله يقول احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. فلا بد من البلاء ولابد من الفتنة. ثم قال كما قال الله تعالى لما قص قصة يوسف مفصلة واجمل ذكر القصص واجمل ذكر قصص الانبياء لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. وقال لما ذكر قصة فرعون فاخذه الله نكال الاخرة والاولى. ان في ذلك لعبرة لمن يخشى. اذا في ذكر وفي النظر في حال المتقدمين فيه عبرة لاهل الايمان وعبرة اه للمسلمين ان ان يعتبروا عبرة عبرة لمن شابههم من جهة الفجور والكفر. هم. وعبرة ايضا لاهل الايمان ان من صد عن سبيل واعرض عن دين الله ان الله يأخذه بالعذاب الشديد الاليم قال فامرنا ان نعتمر باحوال المستقدمين علينا من هذه الامة وممن قبله وذكر في غير موضع ان سنته في ذلك سنة مضطردة وعادة مستمرة فقال تعالى ان لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا. سنة الله في الذين خلوا من قبل اي هذه عادة الله وهذه في كل من حارب دين الله عز وجل ان الله يلعنه ويطرده ويهلكه سبحانه وتعالى ثم قال وقال تعالى ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الادبار. وهذه سنة ايضا كونية واعادة اجراها الله عز وجل ان الكفار لا يثبتون وان ثبتوا ساعة لا يدوم ثباتهم. اذا صدق المؤمنون في قتالهم فانه كما قال تعالى ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا ثم لا يجد وليا ولا نصيرا. سنة الله في سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد سنة الله تبديلا. وهذا امر واقع لا محل ان ان الكفار والمشركين اذا حاربوا اهل التوحيد لا يثبتون لاهل الحق فالله ناصر اهل الحق ومظهرا على هؤلاء. ثم قال فينبغي للعقلاء ان يعتبروا سنة الله سنة سنة الله وايامه في ودأب الامم وعادات لا سيما في مثل هذه الحادثة العظيمة التي التي طبق خبرها او طبق خبرها واستطار في جميع ديان المسلمين شررها واطلع واطلع فيها النفاق واطلع واطلع فيها النفاق ناصيته ناصية رأسه وكشر فيها الكفر عن انيابه واضراسه وكاد فيها عمود الكتاب ان يجتث ويخترب وحبل الايمان ان يقطع ويصطلم. وعقير دار المؤمن ان يحل به البوار وان يزول هذا الدين باستيلاء الفجار التتار وظن المنافق والذين في قلوبهم مرض ما وعد انما وعدنا الله ورسوله الا غرورا. والا ينقلب حزب الله ورسوله الى اهليهم ابدا وزين ذلك في قلوبهم وظنوا ظن السوء كانوا قوما بورا. ونزلت فتنة تركت الحليم فيها حيران وانزلت الرجل وانزلت الرجل الصاحي منزلة السكران وتركت الرجل اللبيب لكثرة الوساوس ليس بالنائم ولا باليقظان. وتناكرت فيها قلوب المعارف والاخوان حتى ان الرجل في نفسه شغل عنان يغيث اللهفان وميز الله في اهل البصائر والايقان من الذين في قلوبهم مرظ او نفاق او ظعف ايمان ورفع بها اقواما الى الدرجات العالية كما خفض بها اقواما الى المنازل الهاوية وكفر بها عن اخرين اعمالهم خاطئة وحدث من انواع البلوى ما جعلها مختصرة من القيامة الكبرى. وهذا من شيخ الاسلام يدل على عظيم الفتنة التي وقعت بها الامة حتى آآ كاد ان ينقطع حبل الايمان. وتصطلب آآ ويصطلب التوحيد. وان كان هذا لا يقع ابدا لان دين الله منصور والتوحيد والدين باقي الى قيام يوم الدين فلا تزال طائفة من الحق فلا تزال طائفة الموت على الحق منصورة لا يضرهم من خالف ولا من خلفهم حتى يأتي امر الله لكن لعظيم البلاء قد يبلغ بالانسان القول متى نصر الله؟ يقول ذلك اذا بلغت القلوب الحناجر فانه يظن بالله الظنون ويقول متى نصر الله يقول فان الناس تفرقوا فيها ما بين شقي وسعيد. مؤمن صادق ناصر لدين الله فسعد ومنافق اعرظ عن دين الله وخذل بايمانه فذلك الشقي كما يتفارقونك في اليوم الموعود ولم ينفع المنفعة الخالصة الا الايمان والعمل الصالح. والبر والتقوى وبليت فيها السرائر وظهرت الخبايا التي كادت تكنها الظمائر وتبين ان البهرج من الاقوال والاعمال يخون صاحبه احوج ما كان اليه. ولذلك عند الشدائد يتبين الصادق من الكاذب. ويعرف المؤمن من المنافق ولذا ترى ان في حال الفتن وفي حال الشدة على اهل الايمان تجد ان كثيرا ممن كان يدعي التمسك بالتوحيد ونصرة الدين ويذكر قصص في صبر الاولين والصالحين تجده مع هذه البلايا والفتن تجده اول المنتكسين واول المنحرفين المنبطحين. وذلك لعظيم البلوى. بل ترى منهم من يوافق الباطل. بل ما هو اعظم من ذلك من ينشر الباطل ويدعو اليه. كل ذلك خوفا من سلطان جائر او من آآ او او ايثارا لدنيا فاتنة مؤثرة فهؤلاء قد سقطوا كما قال شيخ الاسلام انه تتبين الاقوال والحقائق من البهارج. فكثير من الناس في وقت الرخاء يقول قولا لكنه عند الشدة يتغير قوله الى خلاف ما كان يدعو اليه. وظهرت الخبايا التي كانت تكنها الضمان وتبين ان بهرج البهرجة من الاقوال اعمال يخون صاحبه احوج ما كان بالماء في المآل. وذم سادته وكبراءه من من سادة وكبراءه من اطاعهم فاضلوه السبيل كما حمد ربه من صدق في ايمانه فاتخذ مع الرسول سبيلا وبان صدق وما جاءت به الاخبار النبوية من الاخبار بما يكون فيما يكون بما يكون بما يكون ووطأتها في ووطأتها وواطأتها قلوب الذين هم وغواطئتها قلوب الذين هم في هذه الامة محدثون اي ملهمون كما تواطأت عليها المبشرة المبشرات المراد بها الرؤى الصادقة الصالحة. ودائما عندما تكثر الفتن وتعظ وتعظ البلوى فان الله عز وجل يري المؤمنين من الرؤى ما يبشرهم وما يثبتهم فاذا اذا عظم البلاء باهل الايمان جاءت المبشرات وجاءت المسليات لهم تثبيتا لهم تثبيتا لهم في الرؤيا في الرؤيا الصالحة تبشر المؤمن وتسليه وتثبته على الحق وهذا يلاحظ دائما عند اشتداد المحن وكثرة الفتن. ثم قال وبين في وتبين فيها الطائفة المنصورة الظاهرة لا يضر من خالفهم ولا من خذلهم الى يوم القيامة حيث حيث تحزب الناس الى ثلاثة احزاب الناس مع هذه الفتن حزب مجتهد في نصرة الدين واخر خادر له واخر خارج عن شريعة الاسلام وانقسم الناس بين مأجور ومعذور واخر قد غره بالله الغرور وكان بهذا الامتحان تمييزا من الله وتقسيما ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين ان شاءوا يتوب عليهم ان الله كان غفورا رحيما وهذا هو حال الناس في وقت الشدد اما ناصر للحق مما ان يكون ناصر الحق واما ان يكون محاربا له واما ان يكون خاذلا له ولا شك ان الناجي من هؤلاء الناصر. اما المحارب فخذلانه واضح وحسارته بينة واما الخاذل حق فينظر في سبب خذلانه. ان كان ممن يعذر في خذلانه وكان خائفا لا يستطيع قول الحق ولا نصرته لضعفه وكان ممن يعذر فلعله يعذر بذاك واما اذا كان حبا في الدنيا وطمعا فيها وخوفا من من من زوال رئاسة او جاه فهو هالك ايضا اي هناك اربعة اقسام ثلاثة ثلاثة ومنها ينقسم الى قسمين. اي هو القسم هذا الذي يعذر والذي لا يعذر. القسم الثاني قال هنا اه ثم قال القسم الثاني احد ناصيدي الاسلام وسع بذلك بكل جهدي وهم القليل عند الاعظمون عند الله اجرا. اخاذ لاهل الاسلام تارك لمعونتهم الثالث خالد عشاء الاسلام بمظاهرة حزب الشرك ومناصحتهم وقد روى عن ابن عباس انه قال من اعان صاحب باطل ليدحظ بباطله حقا فقد برأت منه ذمة الله وذمة رسوله وهذا الحديث وان كان اسناده ضعيف فان معناه صحيح لا شك ان من اعان باطل اعان مبطلا في باطله حبس في طينة الخبال حبس في طينة الخبال وهذا وعيد شديد لهذا المعين. ثم آآ اذا آآ بهذه آآ الحادثة التي ذكرها الشيخ حمد ابن عتيق في هذا في كتابه السبيل وذكر ما وقع لاهل الاسلام من التتر وحال المسلمين في ذلك الزمان وكيف كان حال مع اعدائهم؟ اراد بذلك ان يشبه ما وقع للامة من تسلط الاتراك على اهل التوحيد بحادث التتر وان الناس تفرقوا مع الاتراك ثلاث اقسام قسم بذل جهده ونصرته لدين الله عز وجل بحسب استطاعته وقسم الناصر الاتراك وظاهرهم على اهل التوحيد فخسر دينه ودنياه وقسم آآ جبن ولم ينصر الاسلام ولم ينصر الشرك فهو فهو فهو لم ينصر الاسلام ولم يظاهر الكفار وهذا لا شك انه انه كما ذكرت في تفصيلي فهذا حال الناس. ايضا فيها من العبر والفوائد انه اه في حال الشداء والفتن يثبت المؤمنون يتسلى المؤمنون بان هذه الواقعة اما يزيدهم ايمانا. كما قال الله تعالى ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله. وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما. فهذا حال المؤمن مع الشدائد والفتن ان هذا من البلاء الذي اراده الله عز وجل فيزداد ايمانا ويعود الى ربه كما قال تعالى الذين قاله والناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. ولا يغرك كثرة الهلكى ولا كثرة من يوافق الباطل من اهل الباطل فان الحق منصور وحزبه هم الغالبون وان الباطل وان كثر وكثرت وكثر اتباعه وقويت شوكتهم فان عاقبتهم الى بوار ونهايتهم الى لا الى ذل وهوان. فعلى هذا ينبغي يعني هذه كأن هذه رسالة لكل موحد يبتلى في زمانه بمخالفة اعداء هنا ان يوطن نفسه على الصبر وعلى وان يعظم الرجاء بربه ويحسن الظن بالله ان الله ناصر له وان الله معلي كلمته وان الحق وان بلغ وان الباطل وان بلغ ما بلغ من القوة فانه لا يدوم فالحق الى قيام الساعة والباطل ساعة وينتهي. نسأل الله التوفيق والسداد. ويأتي بعد ذلك فصل وهذا اوان الشروع في المقصود. تأمل مع الكفار. نعم نقف ولهذا الكتاب الثاني وش عندكم تجده تريد انك من هذا اه؟ ممكن نكون ان شاء الله نكمل؟ ان شاء الله طيب سم وهذا اوان شروعي في المقصود فاما معاداة الكافرين الكفار والمشركين فاعلم ان الله سبحانه وتعالى اوجب ذلك واكد ايجابه وحرم وولاته وشدد فيها حتى انه ليس في كتاب الله تعالى حكما فيه من الادلة اكثر ولا ابين من هذا الحكم. بعد وجوب توحيد وتحريم ضده تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن المصلحون. قال ابن جرير رحمه الله تعالى فاهل النفاق مفسدون في الارض بمعصيتهم ان ربهم وركوبهم فيه فيها ما نهاهم عن ركوبه وتضييعهم فرائضه وشكهم في دين دينه الذي لا يقبل من احد عملا الا بالتصديق به والايقان بتحقيقه كذبهم المؤمنين بدعواهم غير ما هم عليه مقيمون من والتكذيب ومظاهراتهم اهل التكذيب بالله وكتبه ورسله على اولياء الله. ان وجدوا الى ذلك سبيلا. قال ابن كثير وهذا الذي قاله حسن فان من الفساد في الارض اتخاذ المؤمنين الكافرين اولياءه. كما قال تعالى والذين كفروا بعدهم اولياء بعض الا تفعل تكن فتنة في الارض وفساد كبير. فقط تأمل فقاطع الموالاة بين المؤمنين والكافرين. كما قال تعالى يا ايها الذين امن ولا تتخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمنين. الاية. وقوله انما نحن مصلحون. اي نريد ان نداري الفريقين بين المؤمنين والكافرين وان يصلح مع هؤلاء وهؤلاء. يقول الله الا انهم الا انهم هم المفسدون. يقول الا ان هذا الذي يجتهدون ويزعمون انه اصلاح هو عين الفساد ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فسادا انتهى وهذا الذي ذكره وادعو الله سمعناه ورأينا اهله فانه اذا قيل لهم ما الحامل لكم على مجالس اهل والفساد وقالوا نريد ان نصلح احوالنا ونستخرج آآ دنيانا منهم ويكون لنا يد عندهم. وبعدهم اذا ظن بالله ظن سوء من اذا اذا لك اهل الباطل ورأى من من له اتصال بهم توصلا اليهم اتخذوا صديقا رضي الله به صديقا اتخذ صديقا ورضي به جليسا قائلا بلسان حاله نخشى ان ان تصيبنا دائرة الا انهم هم المفسدون. ولكن لا يشعرون. وقال تعالى بشر للمنافقين بان لهم عذابا اليما. الذين يتخذون الكافرين اولياء اولياء من دون المؤمنين ويبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا. الى قوله يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمنين اتريدون ان تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا؟ قال ابن كثير ثم وصفهم بانهم يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين يعني انهم معهم في الحقيقة يوالونه يسرون اليهم بالمودة. يقولون اذا خلوا بهم ان معكم انما نحن تهزئوني بالمؤمنين في اظهارنا لهم الموافقة. قال الله تعالى منكرا عليهم فيما سلكوه من موالاة الكافرين. اي يبتغون عندهم العزة. ثم اخبر بان العزة كلها له وحده لا شريك له ولمن جعلها له كما قال تعالى في الاية الاخرى من كان يريد من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. وقال تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين الاية. والمقصود من هذا التهييج على دولب العزة من جناب الله تعالى والالتجاء الى عبوديته والانتظام في جملة عباده المؤمنين. الذين لهم نصرة في هذه الحياة الدنيا انه يوما يقوم الاشهاد قلته فاذا كانت موالاة الكافرين من افعال المنافقين فهذا كاف في تحريمها ونهي عنها وقال تعالى لا لا يتخذ المؤمنين الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء. فنهى سبحانه المؤمنين عن موالاة الكافرين ثم قال ومن يفعل ذلك اي ومن يوالي الكافرين فليس من الله بشيء اي فقد بلي من الله برئ الله منه وهذا تهديد شديد ووعيد اكيد. حفظا للاسلام والتوحيد. وقال تعالى ترى كثيرا منهم يولون الذين كفروا يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه فيما اتخذوه اولياء ولكن كثير منهم فاسقون. قال شيخ الاسلام فبين سبحانه وتعالى ان الايمان بالله والنبي مستلزم لعدم وثبوت ولادهم يوجب عدم الايمان لان عدم اللازم يقتضي عدم الملزوم. قلت رتب الله تعالى على موالاة الكافرين سخطه والخلود في العذاب. واخبر ان ولاتهم لا تحصل الا لمن ليس بمؤمن. واما اهل الايمان بالله وكتابه ورسوله فانهم لا يوالونهم بل يعادونهم كما اخبر الله عن ابراهيم والذين معه من المرسلين. كما يأتي بيانه ان شاء الله تعالى وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعدهم اولياء وبعد. ومن يتولهم منهم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين. فترى الذين ان في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة فعصوها ان يأتي بالفتح او امر من عنده فيصبح على ما اصروا في انفسهم نادمين فانها سبحانه وتعالى المؤمنين ان يوالو اليهود والنصارى وذكر ان من تولاهم فهو منهم. اي من تولى اليهود فهو يهودي ومن طول النصارى فهو نصراني وقد روى ابن ابي حاتم عن محمد ابن سيرين عبد الله ابن عتبة ليتقي احدكم ان يكون يهودي او نصرانيين وهو لا يشعر قال وظنناه يريد هذه الاية. يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء الى قوله فانه منهم. الاية وكذلك من تولت التركة فهو تركيه. ومن تولى اعاج مفوه اعجميه فلا فرق بين من تولى اهل الكتابين او غيرهم او غيرهم من الكفار ثم اخبر تعالى ان الذين في قلوبهم مر اي شك في الدين وشهبة وشبهة يسارعون في الكفر قائلا نخشى مشان تصيبنا الدائرة. اي اذا انكرت عليهم غوالات الكافرين. قالوا نخشى ان ان تكون دولة دولة له في المستقبل فيسلطوا علينا فيأخذوا اموالنا ويشردون من بلداننا. وهذا هو ظلم السوء بالله الذي قال الله فيه الظامين بالله ظنا سوء عليهم دائرة سواء وغضب الله عليهم ولعنه واعد لهم جهنم مرساة مصيرا. ولهذا قال قال تعالى اية فعسى الله ان يأتي بالفتح او امر من عنده وعصى من الله واجب والحمد لله الذي اتى بالفتح فاصبح اهل ظنون الفاسدة على ما اسروا في انفسهم نادمين. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا والذين اتخذوا دينهم هزرا ولعبا من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم والكفار اولياء. واتقوا الله ان كنتم مؤمنين. فنهى سبحانه المؤمنين عن موالاة اهل الكتابين وغيره من الكفار وبين ان موالاتهم ضد الايمان. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا ابائكم وابائكم وعندكم اولياء وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا ابائكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر عن على الايمان ومن يتولاهم منكم فان فاولئك هم الظالمون والان كان ان ابائكم او ابناؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموالكم واموال اني اقترفتموها وتجارة تخشون كسادة ومساكن ترضونه احب اليك من الله ورسوله وجهاده في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره ان والله لا يهدي القوم الفاسقين فنهى سبحانه وتعالى المؤمنة عن موالاة ابيه واخيه اللذان هما اقرب الناس اليه اذا كانا دينهما على غير ايمان ان الذي يتولى اباه او اخاه اذا كان كافرين فهو ظالم. فكيف بمن تولى الكافرين الذين هم اعداء له ولدينه افلا يكون هذا ظالما؟ بلى والله انه لمن اظلم للظالمين. ثم بين تعالى ان هذه ثمانية لا تكون عذرا في موالاة الكافرين. فليس لاحد ان يواليهم خوفا على ابيه او اخيه او من بلاده او ماله او وشحة بعشيرته او مخافة على زوجاته. فان الله قد صد على خلقه باب الاعتزال بهذه الثمانية. وذلك ان ما ان ما من احد يوالي المشركين الا وهو يعتذر بها او ببعضها وقد بان ان هذا ليس بعذر. فان قيل اذكروا قال كثير المفسرين ان هذه الاية نزلت في شأن الجهاد. فالجواب من جهتين. احدهما ان نقول اذا كانت هذه ليس عذرا في ترك الجهاد الذي هو فرض على الكفاية فكونها لا تكون عذرا في ترك عداوة المشركين ومقاة عهد ومقاطعتهم بطريق الاولى الوجه الثاني ان الاية نفسها دلت على ما ذكرنا كما دلت على الجهاد فانه قال احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فان محبة الله ورسوله توجب ايثار عداوة المشركين ومقاطعتهم على هذه الثمانية وتقديمها عليها. كما ان محبة الجهادي كما ان محل بطل جهادي توجب ايثارها عليها وبالله التوفيق. وهذه اذا سمعه المنصف يكون ظواهرا وامم من اعمى الله بصيرته بسبب اه تعصبه فكما قال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. وقال تعالى والذين امنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروه ثم قال والذين كفروا بعدهم اولياء بعد الا تفعلوه تكون في الارض آآ تكن في تكن فتنة في الارض وهو فساد كبير. فاخبر ان الكفار اذا لم يوال بعضهم بعضا بان ينحازوا عن المسلمين ويقطع المسلمون المسلمون ايديهم منهم والا وقعت الفتنة فساد كبير فتبين ان موالاة المؤمن للكافر سبب الافتتان في الدين بتركه وواجباته وارتكاب محرماته والخروج عن عن شروعه وسبب لفساد في الاجيال والابدان والاموال فان هذه من قول اهل الفساد والمجون ان موالاة المشركين صلاهم وعافية وسلامة. قال تعالى ودوا لو تكفرن كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم مبلياء حتى يهاجروا في سبيل الله. فان تولوا فخذوا فخذوهم واقبلوهم حتى وجدتموهم. حيث وجدتموهم. ولا تتخذوا منهم او وليا ولا نصيرا. فاخبر تعالى عن الكفار انهم يودون الكفر للمسلمين كما كما كفروهم. ثم نهى اهل الايمان عن موالاتهم حتى تحصل منهم الهجرة بعد الاسلام. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدو عدوكم اولياء تلقون تلقون اليه بالمودة تلقون اليهم بالمودة وهو تكفر بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء موضوع دي تسرنا اليه بالمودة وانا اعلم بما اخفيت وما اعلنتم ومن يفعله منكم فقد اضل سواء السبيل يثقفوكم يكون لكم عذاب ويبسط اليكم ايديكم والسنتهم بسوء وودوا لو تكفرون. لن تنفعكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة ليفصل بينكما الله بما تعملون بصير. قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قال لقومه ان برءاء منكم مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وقضى بيننا وبينكم العذاب والبغضاء وابدا حتى تؤمن بالله وحده. الى قوله انما ينهاكم الله عن الذين في الدين واخرجوكم من دياركم انما ينهاكم الله عن الذين في الدين واخرجوك من رجالكم وظاهروا عليكم وظاهروا على اخراجكم ان تولوه وهم يتولوا ويتولى. ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون. الى قوله يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يأس الكفار من اصحاب قبور وقد ثبت في الصحاح ان هذه السورة نزلت في الرجل من الصحابة لما كتب الى اهل مكة يخبرهم بابليس بمسير النبي صلى الله عليه وسلم اليهم عام الفتح. فانزل الله هذه الاية بخبر بخبر هذا الكتاب. وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم علي ابن ابي طالب في اثر المرأة التي ذهبت بالكتاب ووجده في عقيصة رأسها فجاء الرجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يعتذر ويحلف انه ما شك ولكنه ليس له من يحمي من وراءه من اهله بمكة. وانه اراد هذا يد عند قريش واستأذن بعد صحابتي في قطنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ولولا ان ذلك الرجل كان من اهل بدر لقلت لاجل هذا قتلا لاجل هذا الكتاب. ففي هذه السورة الصورة مع سبب نزولها من الادلة على وجوب عداوة للكفار ومقاطعتهم ادلة كثيرة. ونهى تعالى اهل الايمان عن اتخاذ عدوه وعدوهم وليه. وهذا تهييج على عداوتهم. فان عداوة للمعادي لربك باعثة وداعية الى دعوتك له ولنضرب لذلك مثنى ولله المثل الاعلى. اه فقدر نفسك مملوكا لانسان هو سيدك سببه في في حصول مصالحك ومنع مدارك وسيدك له عدو من الناس. فهل يصح عندك ويجوز في عقلك ان تتخذ عدو سيدك وليا ولم ينهك عن ذلك. فكيف اذا نهاك اشد النهي ورتب على موالاتك له ان يعذبك وان يسخط عليك وان يوصل اليك ما تكره ويمنع عنك ما تحب. فكيف اذا كان هذا العدو لسيدك عدوا لك ايضا وان واليته مع ذلك كله انك اذا لمن الظالمين الجاهلين. ثم قال تلقون تلقون اليهم بالمودة في ابطال شبهة المشبهين فانه اذا انكر عليه موالاة المشركين ومباداتهم قالوا لم يستر منا ذلك وهو مع ذلك يعينون اهل الباطل باموالهم ويذبون عنهم بالسنتهم ويكاتبونه بعورات يمين فان هذا من الكتاب الذي نزلت به هذه السورة. وقد سماه الله القاء بالمودة. وهذا ظواهر جدا. ثم قال وقد كفر بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ان تؤمن بالله ربكم فذكر ما يدعو الى عداوتهم وهو كفرهم بالحق الذي جاءنا من عند الله واخراجهم نبيا صلى الله عليه عليه وسلم واهل الاسلام لاجل الايمان بالله. ثم حذر تعالم موالاتهم بانه يعلم السر والعلانية. وهذا تهديد شديد. ثم قال ومن يفعل اذ منكم فقد ضل السبيل. اي من يتولى اعداء الله ويرقي اليهم بالمودة ويسر اليهم فقد اخطى الصراط المستقيم عن طريق الصواب ثم قال لكم اعداء الاية. فبين انه ان قدروا ان قدروا على واستطولوا عليه ساموه سوء العذاب. وبسطوا اليه ايديهم والسنتهم بضرب او القتل. وبالكلام الغليظ ولو كان يوالوهم يكاتبوهم في حال بعده عنهم فانهم لا يرضون عنه ويسلمونه من شرهم ويسلمونه من شره حتى يكون دينه دينهم. ولهذا قال ودوا لو تكفرون. كما قال ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملته ثم قال لن تنفعكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة. الاية فبين ان كون رجل له ارحام واولاد عند المشركين لا يبيح له موالاتهم كما يعتذر هذا الرجل لان له في مكة ارحاما واولادا فلم يعذره الله تعالى فانه يجب على الانسان ان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ولن يحصل الايمان حتى يكون رسوله احب الى الانسان من ولده ووالده والناس اجمعين. فقوله لن تنفع عنكم ارحامكم ولاولادكم يوم القيامة اي لن ينجوكم من عذاب الله فكيف تقدمونه على مراجع ولاجلهم من توالون اعداء الله. والله تعالى اه مطلع عليكم بصير باقوالكم واعمالكم واعمالكم ونجارتكم. ثم بين ان هذا الذي دلهم عليه من موالاة المؤمنين ونهاهم عنه من موالاة الكافرين ليس هو امر لهم آآ لهم وحدهم. بل هو الصراط المستقيم الذي عليه جميع المرسلين. فقال قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اي من المرسلين. اذ قال لقومهم ان برعاء منك ومما تعبدون من دون الله. كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة برضه ابدا حتى تؤمن بالله وحده. فقوله واذ كانت لكم اسوة حسنة كقوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم ام حنيفة فامرنا سبحانه وتعالى ان نتأسى بابراهيم الخليل ومن معه من المرسلين في قوله ان برعاء منكم الى اخره. واذا كان واجبا على المسلمين ان يقول هذا لقومه الذين هم بين اظهرهم فكونه واجبا للكفار عنه المخالفين له في جميع الامور ابين وابين. وها هنا نقطة بديعة في قوله ان برءاء منكم ما تعبدون من دون الله وهو ان الله تعالى قد قدم البراءة من المشركين العابدين غير الله على براءة من من الاوثان المعبودة من دون الله. لان الاول اهم من الثاني. فانه قد يتبرأ من الاوثان ولا يتبرأ ممن عبده عبدها. فلا يكون اتيا بالواجب عليه. واما اذا تبرأ من المشركين فان هذا يستلزم البراءة من المعبودات. وهذا كقوله تعالى لكم وما تدرون من دون اله وادعوا ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا. فقدم اعتزالهم على اعتزال معبوداتهم يقوله فلما اعتزله وما يعبدون من دون الله وقوله واذ اعتزلتموه وما يعبدون الا الله. فعليك بهذه النكتة فانها اه تفتح لك بابا الى عداوة اعداء الله. فكم من انسان لا يقوى منه شركه ولكنه لا يعادي اهله. ولا يكون مسلم بذلك اذا ترك دين الجميع المرسلين. ثم قال كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا. فقوله وبدا اي ظهر وبان وتأمل وتأمل تقديم العداوة على البغضاء لان الاول اهم من الثاني. فان الانسان قد يبغض وقد يبغض يجينا ولا يعاديهم فلا يكون اتيا بالواجب عليه حتى يحصل منه العداوة والبغضاء. ولابد ايضا من ان تكون الاعداوة والبغضاء باديتين اي ظاهرتين بينتين. واعلم انه وان كانت البغضاء متعلقة بالقلب فانها تنفعه حتى حتى تظهر اثاره اثارها وتبين وتبين علامتها ولا تكون كذلك حتى ان تقترن بالعداوة والمقاطعة. فحينئذ تكون العداوة والبغضاء ظاهرتين. واما اذا وجدت الموالاة والمواصلة اه فانها ذلك يدل على عدم البغضاء فعليك بتأمل هذا الموضع فانه آآ يجلو عنك من شبهات كثيرة ثم قال انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من ديارهم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوه ومن يتولهم فاولئك هم ظالمون. فذكر سبحانه وتعالى افعالا تدور الى مقاطعتهم. وترك موالاتهم وهي انهم يقاتلون ويمتلون في الدين. اي من اجله يعني ان الذي حملهم على قتال قتالكم ما انتم عليه من الدين لعداوتهم له. واذ يخرجون المؤمنين من دياره ويعاونون على اخراجهم فمن تولاهم مع ذلك فهو من اذلم الظالمين. وبهذه الاية اعظم دليل واودع البرهان على ان موالاتهم محرمة للايمان وذلك انه قال انما ينهاكم الله. فجمع بين اللوذة انما وفي مفيدة الحصر وبين النهي الصريح. وذكر الان خصال الثلاثة هو الضمير الحصر وهو الذي تهم. ثم ذكر الظلم المعرف باداة التعريف. ثم قال يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور. سبحانه اهل الايمان عن موالاة الذين غضب الله عليهم. فلا فلا يحصن ومن ولا يحصل من المؤمن ولا يجوز منه ان يغالي من فعل ما ما يغضب الله تعالى من الكفر. فان موالاتهم الايمان بالله تعالى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا الفضل يتعلق بالادلة الدالة على وبموالاة اولياء الله ومعاداة اعداء الله. ولا شك ان كل مسألة يطرقها العالم ويتكلم فيها طالب العلم لا بد ان يستحضر ادلتها وان يعرف دليلها من كتاب الله ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وان كان هناك اجماع فانه يسوقه ايضا. وهذه المسألة وهي مسألة موالاة موالاة المؤمنين ومعاداة الكفار ادلتها ظاهرة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد انعقد الاجماع عليها فدل عليها الكتاب والسنة والاجماع فقد ذكر الشيخ سليمان في دلائله اكثر من خمس وعشرين دليلا على البراءة من المشركين ومعاداتهم وموالاة المؤمنين حمد هنا ذكر ايضا شيئا من الادلة الدالة على هذا المعنى فقال قال وهذا اوان المشروع في المقصود او هذا او ان الشروع في المقصود اي مقصود كتاب وهو تبين الادلة الدالة على تحريم موالاة المشركين والمرتدين تبين اولا قال فاما معاداة الكفار المشركين فاعلم ان الله سبحانه وتعالى اوجب ذلك واكده واكد ايجابه وحرم موالاتهم وشدد فيه حتى انه ليس يقول ليس بكتاب الله حكما ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الادلة اكثر ولا ابين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وذلك ان الولاء والبراء من لوازم من لوازم التوحيد فلا اله نفي العبادة عما سوى الله وهي تستلزم البراءة من اعداء الله عز وجل وان الله فيه اثبات العبادة لله وهي تستلزم موالاة اولياء الله سبحانه وتعالى فادلة هذه المسألة ظاهرة في كتاب الله. فقال تعالى قال ثم ذكر هنا قوله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون فذكر قول ابن جرير رحمه الله تعالى الطبري في تفسيره ان ذلك هو قول المنافقين عندما زعموا انهم انهم مصلحون بمفسدين. قال ابن تعالى فاهل النفاق مفسدون في الارض. بمعصيتهم بمعصيتهم ربهم وركوبهم فيها ما نهاهم عن ركوبه وتضييعهم فرائضهم وتضييعهم وتضييعهم فرائضه وشكهم في دينه الذي لا يقبل من احد عمل الا بالتصديق به والايقان بحقيقته وكذبهم المؤمنين بدعواهم غير ما هم عليه مقيمون من الشك والتكذيب ومظاهرة اهل التكذيب الله وهذا هو الشاهد ان جعل من فسادهم وانهم مفسدون في الارض من صور فسادهم المكذبين لدين الله عز وجل. فالمنافقون وان زعموا انهم مصلحون فقد اخبر الله انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ومن صور فسادهم مع التكذيب بدعوة الانبياء ومع اظهار النفاق ومع اظهار الكفر ومع اظهار الاسلام وابطال الكفر وابطال الكفر هم مع ذلك ايضا يظاهرون اعداء الله عز وجل من اهل الكتاب. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارع يدعون فيهم. فهذا من الادلة الدالة على ان كل من ظاهر الكفار انه مفسد في الارض. وان عمله غير صالح وانه من المفسدين هذه المظاهرة وهذا وجه الاستدلال بهذه الاية كما ذكره ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره ان من فسادهم مظاهرة الذين برسل الله وكتبه على اولياء الله ان وجدوا يقولوا مظاهرة التكذيب بالله وكتبه ورسله على اولياء الله ان وجدوا الى ذلك سبيلا فتراهم يسارعون في وتراهم يبطلونهم يظهرون يبطلون لهم النصح والمظاهرة وان كانوا في ظاهر حالهم يظهرون لو مع اهل الايمان وقد ذكر ابن كثير ايضا عندما ذكر قول ابن جرير قال هذا قول وهذا الذي قاله حسن فان من الفساد في الارض اتخاذ المؤمنين الكافرين اولياء كما قال تعالى والذين كفروا بعضهم اولياء بعض الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير. فقطع الموالاة بين المؤمن وقطع الله الموالاة بين الكافرين وجعل ذلك وكما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الكافر اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاد. وقوله تعالى انما نحن مصلحون اي نريد ان نداري الفريقين. وهذا حال انما نحن مصلحين يقول ابن كثير بمعنى انه يداري اهل الايمان واهل التوحيد ونداري اهل الكفر والنفاق. فاذا الغلبة لاهل الايمان قال لم نكن معكم وان كان الكافر نصيب قالوا الم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فهم مع مع فهم مع من غلب ان غلب اهل الايمان كانوا معهم وان غلب اهل الكفر والفجور كانوا معهم فهم مع من غلب ويرون ان ذاك الاصلاح وهذا من اعظم الفساد ثم قال الا انهم المفسدون. يقول الا ان هذا الذي يشهدونه ويزعمون انه اصلاح هو عين الفساد. ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فسادا. يقول الشيخ وهذا اللي ذكره قد وهذا الذي ذكره آآ وهذا اللي ذكره قد والله بعنا ورأينا ورأينا اهله فانه اذا قيل لهم ما الحاملكم على مجالسة اهل الشر والفساد؟ اهل الشر والفساد قال نريد ان نصلح احوال قال انا ونستخرج دنيانا منهم وتكون لنا يد عندهم. اي هذه الدعوة هي دعوة كل مظاهر للكفار ومداهنا لهم كما قال تعالى فترى الذين في قلوبهم مرظ يسارعون فيهم ومسارعتهم فيهم اما لاجل دنيا واما لاجل دفع مضرة يخافونها. ودفع المضرة التي تكون عذرا اذا كان تحت ايديهم وسلطتهم. ولا فاذا كان في منعة وبين المسلمين فيداهنهم من اجل انه يخاف يخاف منهم فنقول هذه المداهنة لا تغني عنه شيئا ولا تنفعه ولا يعذر بها وان كان خائفا وهذا الذي ذكره فقال فترى الذين فيهم مرض يسارعوا يقول نخشى ان تصيبنا دائرة فعسى الله ان يأتي بالفتح فمع ذلك مع انهم قالوا نخشى والخشية والخشية شدة الخوف مع العلم فهم علموا ان العدو يريد ان يوقع بهم يوقع بهم العقوبة ومع ذلك ما عذرهم الله عز وجل لانهم كانوا في دار منعة وبين المسلمين ولكن ولذلك لم يعذروا بهذا اما من كان بين الكفار وخافهم وخشيهم ان لم يظهر الموافقة لهم فهذا له كما قال الا ان تتقوا منهم تقات فهؤلاء يعذرون كما سيأتي معنا ثم قال وهذا ذكره قد والله سمعناه ورأيناه من اهله فانه اذا قيل لهم ما الحاملكم على مجالسة اهل الشر والفساد؟ قالوا ليدوا الاصلاح. قال وبعضهم اذا ظن بالله ظن السوء من من ادانة اهل الباطل اي ان من الناس من هؤلاء المنافقين يظن بالله ظن السوء هذا حاصل نراه في ورؤيا في زمان من قبلنا انهم اذا رأوا قوة الباطل وسطوته وانتشاره وكثرة جنوده وقوة اسلحته ظن هؤلاء المنافقون بالله ظن السوء. وزعموا ان اهل الباطل قد قامت شوكتهم وانه لا يغالب لا يغالبون ولا يمكن لاحد ان يقاتلهم بل سمعت بعضهم يقول ان قتال الكفرة في هذا الزمان ينزل كقتال يأجوج ومأجوج فان الله قال لنبيه حرز عباد الطول فاني انزلت عبادا لا يدان لاحد بقتال فنزل اعداء الامة في هذا الزمان منزلة يأجوج ومأجوج ولا شك ان هذا القياس باطل وليس بصحيفة المؤمنون موعودون بنصر الله عز وجل واسباب النصر موجودة واسباب منع والدفع موجودة ايضا وانما يصير الى هذا القول من في قلبه مرض ومن طمع في رئاسة او حب دنيا فهو يرى الموافقة اظهار الموافقة للكفار خوفا على دنياه وطمعا في تحصيل امر يطلبه يقول هنا وبعض ظن بالله ظن السوء من ادانة اهل الباطل ونصع انتصار الباطل ورأى من ان له ورأى من له اتصال توصل اليهم اتخذه صديقا يعني يرى انها ظن بالله ورسوله فيرى صديق الكفار صديقا له ويظهر لهم النصيحة ويجالسهم فيقول من من ادانة اهل الباطل ورأى من له اتصال بهم وتوصل اليهم اتخذوا صديقا ورضي به جليسا قائم بلسان حاله نخشى ان ان تصيبنا دائرة الا انه نفسد ولكن لا يشعرون وقال الله تعالى وبشر المنافقين بان لهم عذابا اليما. الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين. ايبتغون العزة فان العزة لله جميعا. وهذا في توبيخ وفيه ذم لكل من ظاهر الكفار واتخذهم اولياء وصف المنافقين النفاق الاعتقادي والنفاق الاكبر انهم اتخذوا الكافرين اولياء. يتخذوا الكاولياء من دون المؤمنين ولا شك ان المسلم مأمور بمجانبة صفات المنافقين ومخالفتهم ولذا قال وسلم اربع من كن فيه كان منافقا خالصا. تحذيرا من التشبه بالمنافقين واخبر الله عز وجل ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار فلا شك ان كل صفة من صفات المنافقين يجب على المسلم بالاجماع مجانبتها ومخالفتها وعدم التلبس والاتصاف والاتصاف بها فمن صفات المنافقين انهم يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين. وسبب اتخاذهم للكفار اولياء ابتغاؤهم العزة عندهم يظنون ان العزة عند هؤلاء ولا شك ان هذا المنافق ما بلغ به هذا المبلغ الا لسوء ظنه بالله عز وجل ولانه ينظر الى الكفار انهم هم اسباب العز والتمكين. ولذا ترى من آآ من المسلمين في كل زمان من يوافق الكفار ويظهر لهم الموافقة بل يدخل تحت رايتهم ويندرج تحت عقيدتهم طمعا في دنيا يقول ابن حزم يقول في حكام وقته ولو قيل لاحدهم اسجد للصليب لسجد له طاعة طاعة هؤلاء الكفرة طبعا في حصول امر من امور الدنيا يقول هنا من كان ثم ذكر الدليل الذي آآ يذم به المنافق انه اتخذ الكافر اولياء وهذا احد الادلة. قال ابن كثير ثم وصفهم بانهم باولياء من دون المؤمنين يعني انهم معهم في الحقيقة يوالونهم ويسرون اليهم بالمودة يقولون اذا اذا خلوا بهم انا معكم كما نحن مستهزئون واذا رجعوا الى الى اهله من قالوا ان منكم فهم يكذبون على المؤمنين ويظهرون المنافقة او يظهرون الموافقة للكفار واذا لقوا الكفار قالوا انما نحن مستهزئون الله يستهزأ بهم فقال الله تعالى ايبتغون عندهم العزة ثم اخبر بان العزة كلها لله ولمن جعلها له كما قال تعالى من كان يريد العزة فلله العزة جميعا اليه يصعد الكلم الطيب والله تعالى يقول ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولا شك لان المسلم لا ينال عزه الا بالله ولا يبلغها الا بالله ولا تطلب العزة الا من الله سبحانه وتعالى. فهذا تهييج على طلب العزة من جناب الله تعالى وللالتجاء والالتجاء الى عبوديته الانتظام في جملة عباده المؤمنين. فهذا من اقوى الادلة الدالة على تحريم ولاة الكفار لان هذه من صفات المنافقين النفاق الاعتقادي والنفاق الاكبر. ومن الادلة ايضا قوله تعالى لا اتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين. ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء. وهذا تهديد لكل من والى الكفار على المؤمن فنهى سبحانه المؤمنين عن موالاة الكافرين. وقال من يفعل ذلك اي ومن يوالي الكافرين فليس من الله في شيء اي فقد برئ الله منه لقد برئ الله منه فقد برئ فقد برئ من الله وبرئ الله عز وجل منه وهذا تهديد شديد ووعيد اكيد حفظا للاسلام والتوحيد. ومن الادلة ايضا قوله تعالى ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان قط الله عليه وفي العذاب هم خالدون. فهذا ايضا من ادلة على تحريم موالاة الكفار. في الاية الاولى قال لا يتخذ المؤمن هذا نهي من الله عن اتخاذ المؤمن للكافر وليا. واتخاذ الكافرين اولياء. وهذا النهي النهي العام اولياء اي اهل مودة ومحبة يوادهم ويحبهم ويظاهرهم من دون المؤمنين يعني دون ان يوالي اهل الايمان وليس معنى هذا انه يجوز موالاة موالاة الكفار فهذا القيد ليس قيدا معتبرا وانما المراد انه يظاهر الكفار ويوالي الكفار ولو ولو ايضا كان يوالي المؤمنين فلابد في الموالاة الموالاة والمعاداة ان يبرأ ان ان يجرد ولاء ان يجرد ولاءه لاهل الايمان. وان يجرد براءه لاهل الكفر والنفاق. لان الولاء الولاء المطلق هناك ولاء مطلق وهناك مطلق الولاء. اما الولاء المطلق فيكون لاهل التقوى من المؤمنين. واما مطلق الولاء فهو يكون لكل من حقق التوحيد واما الكفار فليس لهم الا البراء الا البراء المطلق اي انهم يتبرأون منهم براء مطلقا ولا يودون من اي وجه من اوجه ولا يود من اي وجه من اوجه المودة. اما اما في اما في الساق الملة فيود من وجه ويبغض من وجه ويوالى من وجه ويعادى بالوجه يوالى لما معه من التوحيد والايمان ويعادى لما معه من من الفجور والفسق فهذا ايضا من الادلة الدالة على ذاك فقال الله فليس من الله بشيء اي انه بريء من الله والله بريء منه والله لا يتبرأ الا من ادائه اما اوليائه فالله يكلأهم ويحفظهم. ايضا قوله تعالى في في وصف المنافقين ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم اي لبئس ما عملت وفعلوا بهذه المودة لهؤلاء الكفار ان سخط الله واي ان الله سخط باي سبب بسبب اتخاذهم الكافرين اولياء من دون المؤمنين وفي العذاب هم خادم ثم قال ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذوهم اولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون يقول والمراد بالفسق هنا الفسق الاكبر الذي هو الخروج من ذات الاسلام وهي الموالاة التامة. فهنا توعد توعد المواليين لاعداء الله السخط السخط والعذاب السخط في الدنيا والاخرة والعذاب الابدي في نار جهنم وايضا اخبر انهم ليسوا بمؤمنين وانهم وانهم في هذا العمل فاسقون. يقول شيخ الاسلام فبين سبحانه وتعالى ان بالله وانا مستلزم لعدم ولايتهم فثبوت ولايتهم يوجب عدم الايمان. لان عدم عدم اللازم يقتضي عدم اللزوم لانه علق الايمان بعدم فمن والاهم وودهم فانه ليس بمؤمن ونفي الايمان عن هذا اما ان يكون نفيا كليا واما اما ان يكون نفي اصل الايمان واما ان يكون نفي الايمان الواجب واما يكون نفي الايمان الواجب. ايضا ذكر ايضا قال رتب الله تعالى ابواب الكافرين سخطه والخلود في العذاب واخوانا ولاية لا تحصل الا ممن ليس بمؤمن. واما اهل الايمان بالله وكتاب الرسل فانهم لا يوالون لا يوالونهم بل يعادون كما اخبر الله. من الادلة ايضا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض. ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين. فترى الذين في مرض الاية فنهى سبحانه وتعالى نهيا صريحا واضحا بينا الا نتخذ اليهود والنصارى اولياء. واذا كان اليهود والنصارى وهم اهل كتاب ودين سماوي نهينا عن اتخاذهم اولياء فاعظم من ذلك موالاة اهل الاوثان الذين يشركون بالله ويعبدون غير الله عز وجل وان الخوف هنا الذي قالوه انا نخشى ان تصيبنا دائرة انه ليس عذرا لهم لانهم في دار منعة ويستطيعون عدوهم. اما اما الخوف يكون عذرا لمن كان بين اظهرهم وليس في دار منعة يستطيع دفعهم. وان وافقهم في ظاهره خالفهم في باطنه. اما من يظهر الموافقة له لهم وهو في منع في دار منعة فانه يكون كافرا بالله عز وجل بهذه الموافقة ثم روى عن ابن ابي حاتم قال فنهى سبحانه ان ان يوالي اليهود وذكر ان من تولاهم فهو منهم اي من تولى اليهود فهو يهودي بمعنى انه كافر بالله الكفر الاكبر تولى النصارى فهو نصراني والمراد بالموالاة هنا الموالاة المطلقة الموالاة المطلقة التي فيها نصرتهم ومظاهرتهم او موافقتهم على باطل وذكر محمد ابن ابي حاتم قال قال عبدالله ابن عتبة ليتقي احدكم ان يكون يهوديا او نصرانيا وهو لا يشعر قال فظن انه يريد هذه الاية يا ايها الذين امنوا لا تتخذ اليهود والنصارى اولياء. بعضهم اولياء بعض. وكذلك يقول الشيخ حمد وكان من تولى الاتراك فهو تركي. والعبارة الاصح كانت من المشركين فهو مشرك من تولى الكفار فهو كافر لان تولي الجنس جنس الجنس الذي هو جنس الخلق كالاتراك او العجم فهذا يسمى ينسب لهم من جهة مشاكلتهم في نسبته لهم كالاتراك يقال منا من والوا الاتراك فهو تركي ومن والى العجم فهو اعجمي ليس في هذا ما يعني ليس بهذا خروج من ذات الاسلام ان يتولى الاتراك. وانما الخروج يتولى اهل الاشراك. اذا تولى اهل الاشراك والكفار فهذا الذي فيه مخالفة لاهل الدين ايضا ذكر انه قال في شبهتهم نخشى ان تصيبنا دائرة اي اذا انكرت عليهم موالاة الكافرون قال اخشى ان تكون الدولة لهم في يقبل فيتسلط علينا فيأخذ امواله ويشردون من من بلداننا. وهذا هو ظن السوء بالله عز وجل الذي قال الله فيه الضانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء غضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا. ولهذا قال الله عسى الله ان يأتي بفتح وامره من عنده فيصبح على ما اسروا في انفسهم نادمين فهذا ليس عذرا لهم هذا الخوف ليس عذرا لهم لانه كما ذكرت انه انه في دار منعة ويستطيع ان يدافع ويدفع اه ظلمهم وعدوانهم. من الادلة ايضا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء. يا ايها الذين لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا. من الذين اوتوا الكتاب من قبله والكفار اولياء واتقوا الله ان كنتم مؤمنين. فنهى الله عباده المؤمنون من تولي الذين يتخذون دين الله هزوا ولعبا وسخرية فكل مستهزئ بدين الله فهو كافر. والذي يتولى الكفرة من المستجدين له فهو ايضا فهو مثلهم نسأل الله العافية والسلامة وبين ان موالاتهم تنافي الايمان. فقال ايضا هذه من الادلة اذا لا تتخذ الذي اتخذوا دينكم هزوا ولعبوا. وهذه الاية وان كانت في الكفار الذين يتخذوا دين هز ولعبوا ويسخرون من اهل الاسلام والايمان. ايضا ينزل ينزل على هذه الاية ان تنزل هذه الاعلى من استهزأ بدين الله وسخر وسخر بكلام الله فان من يظاهر هؤلاء ويواليهم ويخالطهم مع اقراره لما هم عليه من الكفر فهو كافر بالله عز وجل يلا من الادلة ايضا قوله تعالى يا ايها الذين لا تتخذوا اباءكم واخوانكم واولياء استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون ثم قال قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم واموالكم وعشيرتكم وعشيرتكم واموال اقتربتموها وتجارة واموال اقتربتموها تجارة تخشون كسادها ومساكن ترضون احب اليكم من الله ورسوله جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين. هذه الاية نهى الله عز وجل دل المؤمنين ان يتخذوا اخص الناس بهم قرابة اولياء اذا كانوا كافرين واذا كانوا من اعداء الله عز وجل لا تتخذوا دائكم لا تتخذوا ابائكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولى منهم فاولئك هم الظالمون. وفي هذا تنبيه بالاعلى على الادنى فاذا كان الاب والاخ لا يوالى ان اظهر الكفر واستحبه فان باب اولى الا بعد الذي هو ابعد من ذلك وبهذا يقطع الله المودة والموالاة لجميع اعدائه. قربوا كانوا او بعدوا. قريبا كان من ذوي القربى او كان من البعداء. فكل يعادى ويبغض ويتبرأ منه الموحد. وان ولو كان اقرب قريب. ولا يمنع من ولا تمنع معاداته وبغضه من الاحسان اليهم كان قريبا فان فان الله امرنا ان نحسن الى حتى ولو كانوا مشركين. فيصاحبهم في الدنيا بالمعروف ويحسن اليهم. ومع احسانه اليهم ولمن له قرابة ونسب منه ما احس اليهم يبقى بغضه وعداوته لاجل دينه الذي تلبس فهو يبغضه لاجل الكفر ويحب محبة طبيعية لاجل قربه منه نسبا. فثم بين سبحانه وتعالى فنهى سبحانه وتعالى عن موالاة عن المؤمن عن موالاة ابيه اخيه اللذين هما اقرب الناس اذا كان دينهم على غير الايمان. وبين ان الذي تولى اباه واخاه اذا كان اذا كان كافرين وهو ظالم فكيف بمن تولى الكافر الذين هم اعداء له ولاباءه ولدينه افلا يكون هذا ظالما؟ بلى والله انه لمن من لمن اظلم الظالمين ثم بين سبحانه وتعالى ان هذه الثمانية لا تكون عذرا قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترضتموها وتجارة تخشون كسادة وهذه تسمى المحبوبات الثمان. فاذا كانت المحبوبات لا تمنع المحبوبات لا تجوز محبة اهلها وتقديمه على محاب الله عز وجل فمن باب اولى ما كان خارجا هذه المحبوبات الثمن فهذي المحبوبات اذا كانت احب الى احب الى العبد من الله ورسوله جهاد في سبيله فقد توعد بالعذاب الاليم فتربصوا حتى يأتي الله حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم فاسقين اي توعدهم بالعذاب واخبر انهم بتقديم بتقديم محبوباتهم الثماني على ما حابب الله انهم بهذا التقديم هم فاسقون الفتق اذا اطلق على وجه يكون الفسق يدخل فيه الكفار ويدخل فيه من هو دون ذلك فهنا فهذه الثمان ليست عذرا في ان يتولى هؤلاء الثمانية. ثم بين تعالى هذه الثمانية لا تكون عذرا في الكافرين فليس لاحد ان يواليهم خوفا على ابيه او على اخيه او بلاده او ماله او او آآ او مشحة بعشيرته او مخافة على زوجاته فان الله قد سد على الخلق باب الاعتذار بهذه الثمانية وذلك ان ما من احد ولا المشركين الا وهو اعتذر بها او ببعضها وقد بان ان هذا ليس في القيل. قد قال كالمفسرين انها نزلت في شأن الجهاد. يعني هذه الاية يقول نزلت نزل بعضهم. يقول بعضهم ان هذه النزلة في الجهاد فكيف تعممونها على الولاء والبراء؟ نقول كما كما قال الشيخ هنا فالجواب من وجهين احدهما ان كان ليست عذرا في ترك الجهاد فهي من باب اولى ليست عذرا في ترك معاداة اعداء الله عز وجل. فالجهاد دون الموالاة والبراء لان الجهاد يكون فرضا على اي شيء على الكفاية. اما معاداة اعداء الله وموالاة اولياءه فهي فرض على الاعيان ترضع الاعياد. فاذا كانت الاية في الجهاد فهي من باب اولى في في الولاء والبراء. واما الوجه الثاني ان دلت بنفسها على ما ذكرنا كما دل عليه الجهاد فقال قل ان كان اباكم فختم بقوله احب اليكم احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فلا ان من من من صور المظاهرة والموالاة للكفار ان يقدموا على محاب الله. فالله يحب ان يوالى وان تظاهر دينه واولياءه ويبغض ان يعادى ويبغض ان يعادى ويحارب دينه فمن احب اعداء الله فقد ظاهر اعداء الله على الله ومن والى اعداء الله فقد والى اعداء الله على الله وعلى دينه. فالاية صريحة وواضحة في قول احب اليكم الى الله ورسوله وجهاد يتربصوا حتى يأتي الله بامره فهذا من اوضح الادلة على التي تدل على عدم على ان موالاة اعداء الله لا تجوز وان هذه المحبوبات الثماني لا تغني عن اصحابها شيئا ولا تكن لهم عذرا عند الله عز وجل. فتبين يقول هنا وبالادلة قوله تعالى والذين امنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولاية من شيء حتى يهاجروا الى قوله والذين كفروا بعض الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير. فاخبر سبحانه الكفار اذ لم اذا لم يوالي بعضهم بعضا بان ينحاز على المسلمين ويقطع المسلمين ايديهم منهم والا وقعت الفتنة والفساد. بمعنى اذا لم يتمايز اهل الايمان من اهل الباطل واهل الايمان من اهل الكفر واهل الحق من اهل الباطل فان كسبب لاي شيء ساو لفساد كبير وسبب فتنة في الارض وفساد فلا بد ان يتميز فاهل الحق من اهل الباطل وان يتميز اهل الايمان من اهل الكفر. اما اذا دخل بعضهم في بعض واصبح لا يعاد ولا يوالون ولا يعادي بعضهم بعضا. هنا يختلط الكفر بالايمان ويتلبس اهل الايمان بالكفر ويدخل المؤمن مع الكفار في عقائدهم ودينهم ويحصل في ذلك مفسدة وفتنة عظيمة ولذلك يلاحظ ان من يضعف عنده الولاء والبراء ويميع عنده قضية الولاء والبراء تجده يخاطي الكفار ويؤاكلهم ويشاربهم ويتشبه بهم ويأكل مأكلهم ويلبس لباسهم ويشرب مشربهم ويعيش معهم بل اه قد يصحح ويحسن شيئا من باطلهم حتى ان منهم بل لا يرى هناك فرق بين المسلم والكافر وانهم كلهم كلهم يعبدون الها واحدا فعلى هذا كفر بالله ذاك الذي يقول مثل هذه الاقوال فتبين ان موالاة المؤمن للكفار ساوي الافتتان في الدين بترك واجبات وارتكاب محرمات والخروج عن شرائعه وسبب الفساد في الاديان والابداع والاموال. ثم قال تعالى ودوا لو تكفرون كما فتكونوا كما تكونون سواء فلا تتخذوا منهم اولياء حتى فيهاجر في سبيل الله. فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم. ولا تتخذوا منهم وليا ونصرا. هذه من الادلة الدالة على تحريم على مودة الكفار وان وانهم وان الكفار آآ امر الله عز وجل بان لا نتخذهم اولياء وان ولا نتخذ منهم وليا ولا نصيرا. وان الكفار امانيهم كما قال تعالى ودوا لو تكفروا كما كفروا فتكونون سواء اي تك مثلهم بالكفر والضلال نسأل الله العافية والسلامة. اوجب الله في هذه الاية الا نتخذ منهم اولياء حتى اجروا في سبيل الله اي حتى يؤمن ويكون من اهل الايمان فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا. وقال تعالى من الادلة ايضا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا ما جاءكم من الحق. يخرجون الرسول واياكم الايات. فهذه الاية من الادلة الصريحة ايضا على على على معاداة وعلى اه البراءة من اعداء الله عز وجل. فقال تعالى يا ايها لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يأس من الاخ كما يئس الكفار من اصحاب القبور وهذا ايضا من الادلة الدالة على على تحريم ولاة اعداء الله. وقد ثبت ترى في هذا قصته قصته حاطب رضي الله تعالى عنه وان هذه الاية نزلت فيه رظي الله عندما كتب لكفار قريش كتابا فيه ان محمدا قد جاءكم بجيش كالليل فاسلموا فاسلموا. وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم الا ان يغيب امره والا وان وان يكتب عليه فكتب حاطب بذلك هذا الكتاب ووقع في كبيرة من كبائر الذنوب بمكاتبته. لان لانه بمكاتبة خالف امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم ولان نوع المكاتبة هنا هو نوع مودة وولاء ومظاهرة للكفار والمشركين ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم. الا ان حاطبا رضي الله تعالى عنه افشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم قس على المسلمين بافشاء سرهم وخبرهم الى الكفار. ولا شك ان هذا موجب لقتله. في اه باتفاق العلماء ان من فعل ذلك فانه يستحق القتل اذا رأى الامام ذلك. اما مسألة هل كفر حاطب بذلك؟ النبي صلى الله عليه وسلم انما عندما قال عمر دعني اضرب عنق هذا المنافق قال ما حملك على ذاك يا حاط؟ قال يا رسول الله ما كفرت باع اسلامي ولكني اردت ان اتخذ عنده يدا فان لم اكن من انفسهم وانما اردت ان يدافعوا بذلك عن اهلي. فهذا العذر الذي اعتذر به ليس عذرا يبرر له هذا الفعل ولا ولا يسلم من الاثم بسبب هذا العذر. لان هذا العذر يدخل قوله تحت ان كان اباؤكم وابناؤكم. فهو جس على النبي صلى الله عليه وسلم ووقع في كبيرة من كبائر ذنوب لكنه رضي الله تعالى عنه لم يفعل ما يوجب خروج من دائرة الاسلام لانه لم يقصد بذلك مظاهرة الكفار لدينهم ولا نصرتهم لاجل دينهم لان مظاهرتان مظاهرة مطلقة ومظاهرة آآ ومطلق المظاهرة اي المظاهرة الكبرى والمظاهرة الصغرى فحاطب رضي الله تعالى هنا ظاهر مظاهرة صغرى والمظاهرة الصغرى لا يكفر فيها المظاهر الا اذا كان مع مظاهرته محبة ومودة لدين الكفار او او اظهار الموافقة لهم في دينهم. اما المظاهرة الكبرى فلا ينظر الى قصده ولا الى ما اراد بمجرد ان يظاهرهم مظاهرة كبرى بمعنى يدخل تحت رايتهم ويقاتلوا معهم اهل الاسلام ويظهروا المناصر لهم فانه بهذا يكون كافرا مرتدا ولو كان لاجل ولو كان لاجل الدنيا اما المظاهرة الصغرى فهي التي ينظر فيها الى قصدي وما اراد ويقال ما اردت بذلك يا حاطب ولم يكن فعله مجرد الفعل هذا يكون كفرا لانه لو كان كفرا بذاته لما استسلم لما لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما اراد فالاستفصال عن القصد هو فيما يحتمل فيما اما ما هو ظاهر في الكون فانه لا يستفصل عن مقصده فحاط رضي الله تعالى عنه لم يمنعه من الكفر شهود بدر وان منعه من الكفر هذا التأويل وهو انه من المظاهرة الصغرى وليست المظاهرة الكبرى واحاطم ينزل كما قال الشافعي وغيره ينزل منزلة الجاسوس المسلم. فالجاسوس المسلم الذي يجس على المسلمين لمصلحة دنيوية لنيل منصب او مال او ما شابه فهذا واقع في كبيرة من كبائر الذنوب وحكمه ان يقتل وحكمه يقتل واذا قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولى فسماه مؤمنا مع انه جس لهم وكتب لهم بسر النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا نقول من يزعم ان حاطب كفر ان منع من الكفر بدر فهذا قول باطل. فالكفر لا يرفع الا التوبة. لا يرفعه اي حسنة وانما يرفع الكفر هو الكفر هو التوبة الى الله عز وجل فعلى هذا بقول ان حاطب رضي الله تعالى عنه آآ تأول في هذه ظاهرهم في وقع منه نوع مظاهرة وقع بنوع مظاهرة وهو انه جس على النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يكن في جسه مظاهرة لهم في ان يناصرهم ويؤيدهم ويوافقهم وانما حذرهم وكتب لهم اسلموا فان محمدا جاءكم بجيش كالليل والله لو جاءكم وحده لنصره الله عز وجل فاسلموا. اراد دعاهم الى الاسلام ومع ذلك نقول فعل هذا محرم كبيرة ومظاهرة صغرى ولم يك بهذا لانه لانه لم يقصد بذلك محبة دينهم ولا موافقة لهم على كفرهم وضلالهم وانما لاجل حظ من حظوظ الدنيا. ثم قال ايظا ظرب لذلك مثلا ومثل يعني من باب آآ الحال لو ان هناك قد فقدم نفسك مملوكا لانسان هو سيدك والسبب في حصول مصلحتك ومنع مضارك وسيدك له عدو من الناس. فهل عندك ويجوز في عقلك ان تتخذ عدو سيدك وليا وظهيرا ولم ينهك عن ذلك يقول يقول لو قيل لو ان لك سيد وهذا السيد هو ينفعك وهو الذي يملك اسباب نصرك وتأييدك وما شابه ذلك. وهذا السيد له عدو. هذا له عدو هل تصور او او هل يصح او يجوز عقلا ان تتخذ عدو سيدك الذي تتقلب في نعمائه تتخذه صديقا ونصيرا يقول هذا لا يتصوف فكيف وقد نهاك سيدك عن موالاة اعدائه وعن آآ محبتهم وعن نصرتهم لا شك ان هذا اشد في اشد في المنع ثم ذكر المودة وقال وهذا كافي ابطال شبهة المشبه بانه اذا انكر عليهم موالاة المشركين ومودتهم قال مص من ذاك وهم مع ذاك يعينون اهل الباطل باموالهم يقول اذا كانت مودتهم محرمة فكيف بمظاهرتهم واعانتهم؟ تلقون اليهم المودة المودة هي عمل قلبي. تلقوا المودة انك تظهر لهم المحبة واننا واننا معكم فكيف بمن يظاهرهم بماله ويظاهرهم بسيفه وسنانه وسلاحه ويظهر الموافقة على باطلهم فهذا لا شك انه اشد اشد موالاة لهم. يقول فاين هذا من الكتاب؟ يقول ثم قال اه فاين ذلك فاين هذا من الكتاب الذي نزل في هذه السورة وقد سماه الله القاء بالمودة وهذا ظاهر ثم قال وقد كفروا ما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم فده كما يدعو لعداوتهم اي لماذا نعادي الكفار؟ لماذا نتبرأ منهم؟ لماذا نبغضهم؟ لانهم اولا يخرجون الرسول واياكم. ثانيا انه سبب عداوتهم لنا اننا امنا بالله عز وجل. ثالثا انهم يسبون الله ويعادون الله. فمن موج محبة الله ان نعادي من عاد الله عز وجل ثم قال ايضا ثم حذرت عن الموالاة بانه يعلم السر والعلانية ان المودة تكون في القلب وتكون ايضا بالظاهر. فمن اظهر العداوة لهم في ظاهره الله يعلم ما في باطنه ومودة الباطن هو ان يحب الكفار ان يحبهم عليه من آآ افعال واخلاق ولا شك ان المودة ايضا محرمة ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل. وبين ايضا من اسباب العداوة التي لان العداوة آآ يكون موجبها ديني ويكون موجبها وايضا دنيوي الموجب الديني محبة الله وانهم يعادوننا لاجل ديننا وان من وان ديننا يوجب علينا معاداة والبراءة من والاسباب الدنيوية انهم ان يثقفوكم يكونوا لكم اعداء ويبسط اليكم ايديهم والسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون ولهذا ما نراه الان ان الكفار يتسلطوا على اهل الاسلام ساموهم سوء العذاب. قتلا وتشريدا وتطريدا وذبحا ونحرا نسأل الله السلامة. فبين انهم انهم انقضوا على المسلم واستولوا عليه ساموه سوء العذاب وبسطوا اليه ايديهم والسبب بالضرب او القتل وبالكلام الغليظ ولو كان يواليه في حالته في حال في حال بعده فانهم لا يرضون عنه ويسلمونه ويسلمون من شرهم حتى يكون دينه دينهم لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ولن ولن تسلم من شرهم حتى تكون مثلهم حتى ولو اظهرت لهم المودة والمحبة وقدروا عليك بعد ذلك فانهم سيسوونك سوء العذاب حتى تكون على ملتهم وعلى طريقتهم واخبر الله عز وجل انه لن تنفعكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة اي ان هذه المودة والمحبة التي احببتم لاجلها قراباتكم لن تغني عنكم يوم القيامة شيئا وتودون وتودون لو انكم لم تلقوا اليهم تلك المودة قال فكيف تقدمونهم على مراد الله ولاجله ولاجلهم توالون اعداء الله والله تعالى مطلع عليكم بصير باقوالكم واعمالكم ونياتكم اه ثم ثم ذكر ايضا قوله تعالى اه قال قولك قد كانت لكم قد قالت لكم اسوة حسنة ابراهيم الذين معه. اذ قالوا لقوم نبرى منكم ما دمت من دون الله كفرنا بكم وبدا بينا وبينه في العداوة والبغضاء. اذا عقيدة الولاء والبراء ليست خاصة بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. بل هي في جميع الشرائع من لدن نوح عليه السلام. الى محمد صلى الله عليه وسلم والانبياء والرسل متفقون على اولياء الله ومعاداة اعداء الله عز وجل. فابراهيم عليه السلام ابو الانبياء كفرنا بكم وبدا بينا وبينكم العداء والبغضاء. ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. فهذا هو دين ابراهيم وهذه قواعد ملة ابراهيم عليه السلام. وفي قوله ان ابرى منكم بدون فيه نكتة قال ان الله تعالى قدم البراءة من المشركين العابدين غير الله على البراءة هناك معبود وهناك عابد فهنا قال انا برؤى منكم فبدأ بالعابد قبل المعبود. لان العابد الذي عبد غير الله هو الذي وقع في الشرك والكفر اما المعبود فقد يكون وليا من اولياء الله وقد يكون عدوا من اعداء الله عز وجل. فقدم البراء من العابد قبل المعبود لان لان وان كان وان كان البراء من الشرك والكفر ايضا لها اهميتها الا ان تقديم المعبود تقديم العبد على المعبود هو الذي يحصو يحصل فيه مخالفة النفس وحظها فان الانسان قد يتبرأ من الكفر يتبرأ من الشرك لكنه لا يستطيع يتبرأ من المشرك والكافر لمخالطته ولمشاكلته. فهنا اوجب الله عز وجل ان يبدأ بما النفس له ارغب على من نفسه من نفسه اليه تستغني. فموالاة اعداء الله يبدأ المسلم في البراءة منهم او في معاداة اعداء الله يبدأ اولا اولا بمعاداة العابد ثم بعد ذلك البراءة من عبادة المعبود الذي عبد من دون الله. يقول شيخنا وان الله تعالى قدم البراء من المشركين العابدين غير الله على البراءة من الاوتار المعبودة من دون الله. لان الاول اهم من الثاني فانه قد يتبرأ من الاوثان الا يتبرأ من ممن عبدها فلا يكون اتيا بالواجب عليه. واما ان يتبرأ من المشركين يعني اذا تبرأ من العابد لزم من ذلك ان تبرأ من المعبود اذا تبرأ من العابد وكفره وجعله مشركا فانه فان لازم ذلك انه يتبرأ من عبادة غير الله عز وجل اذا تبرأ من المعبود لا يلزم من تبري بالمعبود ان يتبرأ من عابده. البراءة من البراءة من العابد هي هي حقيقتها البراءة ايضا من المعبود الذي يعبد من دون الله وهذا كقوله تعالى واعتزلكم وما تدعون من دون الله. فبدأ باعتزال العابد قبل اعتزال المعبود. لانه اذا اعتزل العابد من باب اولى يعتزل من يعبد من دون الله فعليك بهذه النكتة فانها تفتح لك بابا الى عداوة اعداء الله. فكم من انسان لا يقع منه من الشرك ولكنه لا يعادي اهله. فلا يكون مسلما اذ اذا ترك دين جميع المرسلين بمعنى يعني تبين لهذا انك اذا اذا تبرأت من العابد لغير الله انت تتبرأ من الموت وهذا لان كثيرا من الناس وهذا في الزمان ايضا في هذه الازمنة نجد من يقول دين النصارى باطل وكفر لكنه قد لا وعلى تكفير النصارى ولا يعاديهم ولا يبغضهم يقول هم اخواننا نسبا وابناء عمومتنا نسبا ولا تجرأ ان يظهر انهم كفار ومعداء له فيستطيع ان يظهر ان كل دين غير الاسلام لا يقبل لكن لا يستطيع ان يقول هذا كافر ويعاديه ويتبرأ منه. ولذا ربنا سبحانه وتعالى اخبر عن ابراهيم انه قال فاعتزلكم بدأ باعتزال العابد قال المعبود انا براء منكم فبدأ بالبراء من العابد قبل المعبود لان البراء من العابد براءة من المعبود واعتزاز العابد اعتزال ايضا من معبود. قال فانه قد يبغض المشركين ولا يعاديهم. فلا يقول ثم جمع بين العداوة القلبي العداوة القلبية والعداوة الظاهرة فقال بدا بيني وبينه في العداوة البغضاء ابدا. قوله بدأ اي ظهر وبان وتأمل تقديم العداوة على البغضاء لان الاولى اهم من الثانية فان الانسان قد يبغض المشركين ولا يعاديهم فلا يكون اثم الواجب عليه حتى تحصل العداوة والبراء لان من لان من ابغض لا يلزم الا البغضاء لانه قد تبغض قد تبغض قريبا لك لكن لا تعاديه. لكن بمجرد مجرد عداوته انت حقيقة تبغضه. اذا عاديت شخصا فانت ولا يلزم من البغضاء العداوة. واذا قال بدا بيني وبينكم العداوة والبغضاء ابدا. العداوة في القلب قضاء في الظاهر فلا بد ان تعاديهم باطنا وان تظهر البغضاء لهم ظاهرا ولابد ان تكون باديتين ظاهرتين بينتين اذا كان هناك مصلحة لاهل الايمان وقدرة على ذلك. واعلم انه وان كانت البغضاء متعلقة بالقلب فانها لا تنفع حتى لا ينفع حتى حتى تظهر اثرها ابين وعلامات ولا تكون كذلك حتى تقترن بالعداوة والمقاطعة. اذا هناك بغض القلوب البغظاء والعداوة هما البغظاء تتعلق بالقلب والعداوة تتعلق باثر تلك البغضاء التي تكون في الجوارح من مفارقتهم ومقاتلتهم والبراءة منهم. واما اذا وجد الموالاة والمواصفة فان ذلك يدل على عدم البغضاء عليك بتأمل هذا المغفر فانه يجلو عنك شبهات كثيرة. ثم بين تعالى انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم الدين واخرجوكم من دياركم وظعوا على اخراجكم انت واللومة وما لكم الظالمون. فذكر الله سبحانه وتعالى افعالا تدعو الى مقاطعتهم وترك موالاة وهي انهم يقاتلون في الدين. اي من اي من اجله يعني الذي حمل علاقتك هو بغضهم لدينكم وثانيا انهم يخرجون المؤمن من ديارهم ويعانون على اخراجهم فمن تولهم مع ذاك فهو من اظلم الظالمين وهو اه بهذا يكون موالاة وموالاة كبرى قالوا في هذا اعظم الدليل واوضح البرهان على ان موالاتهم محرمة مناة الايمان ولكنه قال انما ينهاكم الله فجمع بين لفظة انما المفيدة للحصر وبين النهي الصريح وذكر الخصال الثلاث وضمير الحصر وهو لفظهم ثم ذكر الظلم المعروف باداة التعريف كقوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يأسوا من كما يأس الكفار من اصحاب القبور فنهى سبحانه اهل الايمان عن موالاة الذين غضب الله عليهم وهم عباد القبور وعباد وعباد الاوثان وعباد المسيح وعيسى وعباد المسيح واليهود. فلا يحسن المؤمن ولا يجوز من ان يوالي من فعل ما يغضب من فعل ما يغضب الله تعالى من الكفر ما يغضب الله تعالى من الكفر فان موالاة له تنافي الايمان بالله تعالى. ذكر هذه الادلة كلها على اه فهي على ان موالاة اعداء الله انه مما نهى عنه ربنا سبحانه وتعالى وموالاة اما ان تكون كفرا اكبر واما ان تكون كفرا اصغر وهي كبيرة من كبائر الذنوب ادنى درجات الموالاة انها كبيرة من كبائر الذنوب نسأل الله كما قال من تشبه بقوم ومنهم وكما قال تعالى لا تتخذوا عدو لا تتخذوا اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم يقول شيخ الاسلام ظاهرها الكفر الاكبر وظاهرها الكفر واقل احوال انها كبيرة من كبائر الذنوب. اسأل الله السداد والتوفيق وان ينفع بما قلنا وسمعنا ولا الجو حجة لنا لا علينا والله تعالى اعلم