نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى فصل التقدير الثاني من تقدير الكتابة كتابة الميثاق يوم الست بربكم قال تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون وكذلك نفصل الايات ولعلهم يرجعون وقال تبارك وتعالى وما وجدنا لاكثرهم من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى التقدير الثاني من تقدير الكتابة كتابة الميثاق يوم الست بربكم يشير الى ما ورد في قول الله سبحانه وتعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا وهذا الميثاق الذي اشار اليه رحمه الله ودلت عليه الاية الكريمة حق ثابت دلت عليه هذه الاية ودلت عليه نصوص عديدة ساق كثيرا منها رحمه الله تعالى والعلماء رحمهم الله اختلفوا في معنى الاية الى قولين منهم من قال ان الا الميثاق المشار اليه في الاية والاشهاد الشهادة الذرية على انفسهم هو الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى العباد عليها وان كل مولود يولد على الفطرة كما صح بذلكم الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه وقال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين تجتالتهم عن دينهم من اهل العلم من حمل معنى الاية والميثاق والاشهاد الذي ذكر في هذه الاية ان المراد به فطرة الله التي فطر العباد عليها وان كل مولود يولد على الفطرة ثم من بعد ذلك يكون التغيير او التبديل او الانحراف او نحو ذلك والقول الثاني في معنى الاية ان المراد بالاشهاد ما دلت عليه الاحاديث وساق المصنف رحمه الله تعالى كثيرا منها مثل حديث ابن عباس الاتي وغيره ان المراد بذلك اخراج الذرية اخراج الذرية من ظهور ابيهم ادم واشهادهم وقت ذلك الاخراج على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهد الجميع بذلك شهد الجميع بذلك واخذ عليهم العهد والميثاق بما شهدوا به الست بربكم؟ قالوا بلى اي شهدنا فشهد الجميع بذلك واذا قال قائل ان هذا الاخراج للذرية من ظهور اه من ظهر ابيهم ادم وجمعهم على صعيد واحد واشهادهم اجمعين لا احد من الذرية يذكرهم فكيف يكون عهدا ملزما وميثاقا ملزما وهم لا يذكرونه ليس احد منهم يذكره والجواب ذلك سيأتي في بعض الاحاديث التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى الا وهو ان رسل الله وكتبه التي هي حجة على العباد فيها تذكير بذلك فيها تذكير بذلك والشيء الذي آآ لا يذكره المرء ويأتي الحجة والبرهان تذكيرا له به تقوم عليه الحجة به ولا يكفي ان يقول انا لا اذكر ذلك لان الحجة قامت تذكير رسل الله وما نزل في الكتب وحي الله سبحانه وتعالى على رسله الكرام تذكيرا بذلك قال سيأتي معنا قال اني سارسل اليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي يذكرون عهدي وميثاقي وانزل عليكم كتبي فهذه الكتب وبعثة المرسلين كلها مذكرا بهذا العهد وهذا الميثاق الحاصل ان اهل العلم آآ لهم في آآ لهم في هذا العهد وهذا الميثاق قولا والذي يختاره مصنف هذا الكتاب هو الثاني ولهذا عقبه بالاحاديث المفسرة التي فيها ذكر ذلك العالم الذي يسمى عالم الذر. والذي اخذ فيه العهد والميثاق نعم قال الاية الثانية التي اورد وما وجدنا لاكثرهم من عهد هي في عموم العهد فتكون بعمومها تتناول ذلك العهد وذلك الميثاق نعم قال رحمه الله تعالى وقال الامام احمد رحمه الله حدثنا معاوية بن عمر قال حدثنا ابراهيم بن محمد ابو اسحاق الفزاري قال حدثنا الاوزاعي قال حدثني ربيعة ابن يزيد عن عبدالله ابن عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة ثم القى عليهم من نوره يومئذ فمن اصابه من نوره يومئذ اهتدى ومن اخطأه ضل. فلذلك اقول جف القلم على ما على علم عز وجل حسنه الترمذي. نعم. قال فلذلك اقول جف القلم على علم الله يعني ان ما جرى به القلم كتابة مقادير العباد و اعمالهم هو الذي يقع وهو الذي يكون من هداية او ظلال او غير ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى وقال احمد رحمه الله حدثنا هشيم وسمعته انا منه. قال حدثنا ابو الربيع عن يونس عن ابي عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله ادم حين خلقه فضرب فضرب كتفه اليمنى فاخرج ذرية بيضاء كانه مذر. وضرب كتفه اليسرى فاخرج ذرية سوداء كانه انهم الحمم فقال للذي في يمينه الى الجنة ولا ابالي وقال للذي في كفه اليسرى الى النار ولا ابالي وقال رحمه الله تعالى حدثنا الحسن بن شوار وحدثنا الليث قال حدثنا الليث يعني ابن سعد عن معاوية بن راشد بن سعد بن عبد عن معاوية بن راشد بن سعد عن عبدالرحمن بن قتادة السلمي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل خلق ادم ثم خلق الخلق من ظهره. وقال في الجنة ولا مال ان الله ان الله عز وجل خلق ادم ثم خلق الخلق من ظهره ثم اخذ ثم اخذ الخلق من ظهره وقال هؤلاء في الجنة ولا ابالي وهؤلاء في النار ولا ابالي قال فقال قائل يا رسول الله فعلى ماذا نعمل؟ قال على مواقع القدر وفي الباب عن معاذ ونظرة ونظرة عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحديث عبدالرحمن هذا رجاله رجال الصحيحين الى الصحابي. عبدالرحمن ابن قتادة السلمي. آآ هذا الحديث حديث عبد الرحمن وكذلك حديث ابي الدرداء قبله فيه ان الله سبحانه وتعالى اه اخذ الخلق من ظهر ادم وقسمهم قسمين وجعلهم فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير ويجب على كل مسلم يقرأ هذه الاحاديث وغيرها ان يستحضر كما لا عدلا له سبحانه وتعالى وكمال حكمته. وان اموره جل وعلا كلها عن حكمة وهدايته آآ لمن هداه واظلاله سبحانه وتعالى لمن اظل كل ذلك لحكمة بالغة علم ذلك من العبد ما علم وجهل ما جهل اما الله سبحانه وتعالى عدل في قضائه آآ لا يظلم ربك احدا حكيم في تدبيره و خلقه سبحانه وتعالى والا يقضي جل وعلا ما يشاء ويحكم سبحانه وتعالى ما يريد لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة رضي الله عنهم هذا القضاء المبرم المحكم الذي قد كان وقضي وقدر ان فريقا في الجنة وفريقا في السعير قال هؤلاء الى الجنة ولا ابالي وهؤلاء الى النار ولا ابالي قالوا ففيما العمل؟ قالوا ففيم العمل مثل ما جاء هنا قالوا يا رسول الله فعلى ماذا نعمل فعلى ماذا نعمل؟ قال على مواقع القدر على مواقع القدر فهذا نظير ما سبق ان تقدم معنا في احاديث مماثلة لهذا الحديث فكان جواب النبي عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ميسر لما خلق له هذه مواطن او مواقع القدر هذه هي مواقع القدر كل ميسر لما خلق له يعني لا خروج لاحد عما قدره الله سبحانه وتعالى وذكرت سابقا امرا مهما في هذا الباب ان هذه المواقع مواقع القدر وما سيكون عليه العبد امر مغيب عن العبد لا يعلمه هذه امور غيب والسر الغيب سر الله او القدر سر الله في خلقه هذه امور مغيبة ولا يعلمها العبد ولهذا المؤمن الصادق الراجي للنجاة والفوز يفوض امره الى الله ويعظم التجاء الى الله ويقوي توكله على الله ويديم الدعاء والالتجاء الى الله سبحانه وتعالى ويلح على الله بالدعاء وفي الوقت نفسه يجاهد نفسه على بذل الاسباب التي تكون بها النجاة لا يقول الذي كتب هو الذي سيكون آآ ففيما العمل او لن اعمل او نحو ذلك بل يقال الذي كتب فلا تدري عنه ولم تطلع عليه وامر هو مغيب عنك فمن اراد لنفسه النجاة فليجاهد نفسه على الطاعة والعبادة لا يلزمها بذلك الامر الزاما وفي الوقت نفسه يلح على الله. ان ان يهديه وان يثبته وان يجعل كل قضاء رضاه له خيرا وان يقدر له الخير وان يجنبه الشر وان يعيذه من الزيغ الى غير ذلك مما ورد في الدعوات الكثيرة عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه. فاذا قوله آآ في هذا اه صلوات الله وسلامه عليه لما قالوا فعلى ماذا نعمل؟ قال على مواقع القدر على مواقع القدر. وهذا ايضا فيه فائدة اخرى ان الامر المقدر العلم بانه مقدر ان يقع. مواقع القدر ان يقع اذا وقع الامر علم انه مقدر علم انه مقدر فاذا كان هذا الذي وقع طاعة وخير فاحمد الله الذي قدر لك هذا الخير وانظر فائدة الايمان بالقدر ان انك تستشعر في كل امورك نعمة الله عليك ووفظله ومنته سبحانه وتعالى فاذا كان الذي وقع طاعة وعبادة وبرا واحسانا الى اخره فاحمد الله. سبحانه وتعالى على فضلك على فضله ومنه. واذا كان الذي وقع معصية فليحذر العبد ان يحتج على معصيته بالقدر فليحذر من ان يحتج على معصيته بالقدر بل عليه ان يفعل ما امر به وهو المبادرة الى التوبة والانابة الى الله سبحانه وتعالى وسؤال الله جل وعلا العافية والالحاح عليه بالدعاء ان يهديه وان يعيذه من من الضلال. نعم قال رحمه الله تعالى وروى امام دار الهجرة مالك بن انس رحمه الله تعالى عن زيد بن انيسة عن عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد ابن الخطاب انه اخبره عن مسلم ابن يسار الجهني ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الاية اذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى خلق ادم ثم مسح ظهره بيمينه حتى استخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء اولئك للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة حتى يموت على عمل من اعمال اهل الجنة فيدخله ربه الجنة. واذا خلق عبدا واذا خلق العبد للنار استعمله بعمل اهل النار حتى يموت على عمل من اعمال اهل النار فيدخله ربه نار ثم اورد هذا الحديث حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو بمعنى ما سبق ولهذا فان هذا السؤال حاضر في هذا المقام حضورا تلقائيا ففيما العمل هذا السؤال حاضر في هذا المقام حضورا تلقائيا ففيما العمل اذا كان علم اهل الجنة من اهل آآ النار وان ان هذا قدر ان الله سبحانه وتعالى جعلهم فريقين وقسمهم على هذا النحو وقدر ذلك وقظى ففيما من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة فبين عليه الصلاة والسلام بهذا القول ما يقتضيه هذا المقام من تحقيق هذين الامرين. من تحقيق هذين الامرين. الامر الاول النفس على آآ استعمالها في الطاعة في في العبادة فيما يقرب الى الله سبحانه وتعالى. والله يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين والامر الثاني اللجوء الى الرب والاستعانة به. والاعتماد عليه والتوكل عليه لان الخلق خلق والقضاء قضاؤه والامر امره سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وقال الامام احمد رحمه الله حدثنا حسين بن محمد قال حدثنا جرير يعني ابن ابي حازم عن كلثوم ابن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اخذ الله تعالى الميثاق من ظهر ادم بن عمان يعني عرفة فاخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم ثم كلمهم قبلا الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا. ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم. افتهلكنا بما فعل المبطلون. صحح الحاكم وروى ابنه عبدالله في زوائده على مسند ابيه قال حدثنا محمد بن يعقوب الرباني قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت ابي يحدث عن الربيع ابن انس عن رفيع ابي العالية عن رفيع ابي العالية عن ابي ابن كعب رضي الله عنه في قول الله عز واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الاية. قال جمعهم فجعلهم ارواحا ثم صورهم فاستنطقهم فتكلموا. ثم اخذ عليهم العهد والميثاق واشهدهم على انفسهم الست ربكم قالوا بلى. قال فاني اشهد فاني اشهد عليكم السماوات السبع والاراضين السبع اشهد عليكم ابائكم ادم عليه السلام اباكم واشهد عليكم اباكم ادم عليه السلام تقول يوم القيامة لم نعلم بذلك اعلموا انه لا اله غيري ولا رب غيري فلا تشركوا بي شيئا اني سارسل اليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وانزل عليكم كتبي قالوا شهدنا بانك ربنا والهنا لا رب غيرك. فاعم فاقروا بذلك الحديث وقال الامام الحاكم صحيح الاسناد ولم يخرجاه. نعم يعني هنا هذا العهد الميثاق الذي جاء في هذا الحديث حديث آآ ابن عباس وجاء في هذا الحديث عن ابي وقبله ايضا بمعناه او ما يقارب معناه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه آآ ان قال القائل لا يذكر الناس هذا العهد فيقال لا عذر لهم في عدم ذكره لان الرسل ذكرت به. لان الرسل ذكرت به وكتب الله المنزلة ايضا ذكرت به فينقطع بذلك عذر الانسان. وكثير من الامور اه التي هي حقائق ثابتة لا ريب فيها. الانسان لا يذكرها لا يذكرها لكنه يعني تذكيره بها اثبتها واقر بها اقرارا تاما بلا بلا ريب فالحاصل ان فهذا العهد والميثاق جاء في آآ هذه الاحاديث وبعض اهل العلم يتكلم في اسانيدها وبعضهم يصححها يصححها و لا سيما كما ان مجموع هذه الاحاديث يؤيد اه بعضها بعضا ولها شواهد في النصوص الاخرى فيكون هذا العهد والميثاق الذي كان في ذلك العالم عالم الذر عهد قد اخذه الله سبحانه وتعالى على العباد ثم من بعد ذلك جاءت الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى العباد عليها. ثم ايضا تذكير الرسل بذلك ونزول كتب الله مقيمة الحجة على العباد. نعم قال رحمه الله تعالى وقال البخاري رحمه الله تعالى حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة شعبة عن ابي عن ابي عمران قال سمعت انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى لاهون اهل النار عذابا يوم القيامة لو ان لك ما في الارض من شيء اكنت تفتدي به؟ فيقول نعم فيقول اردت منك اهون من هذا وانت في صلب ادم الا تشرك بي فابيت الا ان تشرك بي. رواه مسلم وغيره. ورواه مسلم وغيره. نعم هذا ساقه آآ في الخاتمة لان فيه في الجملة شاهد لما سبق في قوله اه فيقول اردت منك ما منك اهون من هذا وانت في صلب ادم الا تشرك بي شيئا يعني اخذت عليك العهد بذلك نعم قال رحمه الله تعالى والاحاديث في هذا الباب كثيرة. وقد قدمنا منها جملة وافية في اول هذا الشرح. عند الكلام على الميثاق ولله الحمد والمنة. نعم قال رحمه الله تعالى فصل التقدير الثالث العمري عند تخليق النطفة في الرحم فيكتب اذ ذاك ذكورا وانوثتها والاجل والعمل والشقاوة والسعادة والرزق وجميع ما هو لاق فلا يزاد فيه ولا ينقص منه قال الله تبارك وتعالى يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة. لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء الى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا اعلم من بعد علم شيئا الايات وقال تعالى والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم ازواجا. وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب. ان ذلك على الله يسير وقال تعالى هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا. ثم لتبلغوا عندكم ثم لتكونوا شيوخا. ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا اجلا مسمى. ولعلكم وقال تبارك وتعالى ان ربك واسع المغفرة هو اعلم بكم اذ انشأكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم وغيرها من الايات. هذا نوع اخر من التقدير يقال له التقدير والمعنى التقدير المتعلق بعمر كل انسان في خاصة نفسه وما يكون امره اليه في رزقه في عمله واجله متى يكون وشقي او السعيد فهذا التقدير العمري الذي يختص بعمر كل انسان دل عليه الحديث الاتي حديث ابن مسعود وفيه انه انه يرسل اليه وهو جنين في في رحم الام الملك فيؤمر بكتب اربع كلمات بكتب رزق به واجله وعمله وشقي هو او سعيد وهذه الايات التي ذكر رحمه الله تعالى اليس فيها التصريح بهذا التقدير؟ وانما فيها ذكر الاطوار اطوار الخلق خلق الانسان من تراب ثم من نطفة ثم من علقة وهي سبعة اطوار دلت عليها النصوص يمر بها الانسان في خلق الله له وتكوينه له. واما التصريح بهذا التقدير وهذه الكتابة فهو آآ جاء في الحديث الذي ساقه حديث ابن مسعود نعم قال رحمه الله تعالى وروى البخاري ومسلم باسناديهما الى سليمان الاعمش قال سمعت زيد بن وهب عن عبدالله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما. ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك. ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات تكتب. رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. وهذا لفظ مسلم. نعم عن هذا الحديث حديث عبد الله ابن مسعود وكذلك الاحاديث التي ساق بعده فيها التصريح بهذه الكتابة العمرية التي تتعلق بعمر كل انسان فيقول عليه الصلاة والسلام يجمع خلق احدكم في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك يعني قطعة صغيرة من الدم ثم يكون مضغة مثل ذلك يعني قطعة صغيرة من اللحم بقدر ما يمضغ في الفم ثم يكون مضغة مثل ذلك هذه مئة وعشرين اربعين واربعين ثم يرسل اليه ملاك ثم يرسل اليه ملك فيؤمر بكتب اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او سعيد. هذه كلها تكتب على كل انسان في خاصته. وهو جنين في في رحم امه يكتب ذلك الملك هذا النوع من الكتابة وهذا النوع من التقدير هو تقدير داخل في التقدير العام الذي مر معنا وما كتب في اللوح المحفوظ. ولهذا وصف العلماء هذا تقدير بانه تقدير من بعد تقدير يعني داخل في التقدير الاول وليس شيئا خارجا عنه لكنه تقدير يخص كل انسان في عمره هو ماذا يكون رزقه؟ ماذا يكون عمله؟ كيف يكون شأنا من حيث الطاعة والعبادة؟ ومتى ايضا اجله متى يموت فهذا كله يكتب وعليه وهو في هذه المرحلة في رحم الام فيرسل اليه ملك ويؤمر بكتم الاربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او سعيد قول آآ النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث والذي نفسي بيده ان احدكم الى اخره ذكر في هذا الحديث سوابق وخواتيم سوابق في قوله يسبق عليه الكتاب وخواتيم بين في الحديث ان العبرة بما يختم للمرء فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها يختم له بذلك هذه السوابق والخواتيم هذه امرها مغيب عن العبد لا يدري ماذا سبق له في علم الله وما كتب وقدر ان يكون عليه والخواتيم ايضا امر مجهولة بالنسبة للعبد ما يدري ماذا يكون امره؟ وماذا يختم له به؟ ولهذا كان السلف رحمهم الله وهذا من شدة فقههم وخوفهم كان يشتد خوفه من السوابق والخواتيم والعبد اذا اشتد خوفه من السوابق والخواتيم لجأ الى الله سبحانه وتعالى فالذي بيده الامر جل في علاه لجأ اليه والح عليه ان يحسن له الختام وان يثبته على الحق وان يعيذه من الزيغ والضلال. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. نعم قال رحمه الله تعالى ولهما من حديث حماد بن يزيد عن عبيد الله بن ابي بكر بن انس عن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وكل الله تعالى بالرحم ملكا فيقول اي رب نطفة اي رب علقة اي رب مضغة فاذا اراد الله ان يقضي خلقها قال اي رب ذكر ام انثى اشقي ام سعيد فما الرزق فما الاجل فيكتب كذلك في بطن امه. نعم قال وقال مسلم رحمه الله حدثني ابو الطاهر احمد ابن عمر ابن سرح قال اخبرنا ابن وهب قال اخبرني عمرو ابن الحارث عن ابي الزبير المكي ان عامر بن وافلة حدثه انه سمع عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول الشقي من شقي في بطن امه والسعيد من وعظ بغيره فاتى رجل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة ابن اسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال وكيف يشقى رجل بغير عمل؟ فقال له الرجل اتعجب من ذلك؟ فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا مر بالنطفة اثنتان واربعون ليلة بعث الله تعالى اليها ملكا فصورها سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب ذكر ام انثى فيقظي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب اجله. فيقول ربك فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا ربي ما رزقه؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما ولا ينقص وفي رواية له من طريق اخرى فيقول يا رب اذكر ام انثى؟ فيجعله الله ذكرا او انثى. ثم يقول يا رب سوي او غير سوي فيجعله الله تعالى سويا او غير سوي. ثم يقول يا رب ما رزقه؟ وما اجله؟ وما خلقه ثم يجعله الله تعالى شقيا او سعيدا وفي رواية لاحمد فيقول يا ربي ماذا اشقي ام سعيد؟ فيقول الله تبارك وتعالى فيكتبان فيقول ماذا ذكر ام انثى؟ فيقول الله عز وجل فيكتبان فيكتب عمله اثره ومصيبته ورزقه ثم تطوى خيفة فلا يزاد على ما فيها ولا ينقص. نعم. قول آآ ابن مسعود رضي الله عنه آآ الشقي من شقي في بطن امه. هذا اخذه من الحديث الذي رواه عن النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا لما استشكل من استشكل هذا المعنى احتج عليه بحديث رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والمراد ان ما قدره الله سبحانه وتعالى وقظاه هو الذي يقع وهو الذي يكون ولا يكون الا ما قدره الله سبحانه وتعالى وقضاه لكن في هذا المقام لا بد من العمل بوصية النبي عليه الصلاة والسلام الواضحة البينة في هذا الباب وهي قوله اعملوا فكل ميسر لما خلق له اعملوا فكل ميسر لما خلق له. فمن كان من اهل السعادة يسره الله. لعمل اهل السعادة. ومن كان من اهل الشقاء يسره الله لعمل ال الشقاوة فالحاصل ان القول في هذا التقدير كالقول في التقدير العام لان الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا ففيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. نعم قال رحمه الله تعالى وله عن جابر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استقرت النطفة في الرحم اربعين يوما او اربعين ليلة بعث الله اليها ملكا يقول يا رب ما رزقه؟ فيقال له فيقول يا رب ما اجله؟ فيقال له فيقول يا ربي اذكر ام يا رب ذكر ذكر ام انثى؟ فيعلمه فيقول يا رب شقي او سعيد في علمه. تفرد به حسن نعم. وله عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فرغ الله الى كل عبد من خمس من اجله ورزقه واثره وشقي ام سعيد. نعم. والاحاديث في ذلك كثير. نعم. نعم نكتفي بهذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا