الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى فصل والمرتبة الثالثة من مراتب الايمان بالقدر الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهما يجتمعان فيما كان وما سيكون ويفترقان فيما لم يكن ولا هو كائن فما شاء الله تعالى كونه فهو كائن بقدرته لا محالة. انما امره اذ انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله تعالى اياه ليس لعدم قدرته عليه ولو شاء الله لجم على الهدى ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا ان لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولو شاء الله ما اقتتلوا ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لاملأن جهنم من والناس اجمعين. فالسبب في عدم وجود الشيء هو عدم مشيئة الله تعالى ايجاده. لا انه عجز عن تعالى الله وتقدس وتنزه عن ذلك وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك كيف انا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه المرتبة الثالثة من مراتب الايمان بالقدر وهي الايمان بمشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة وقدرته تبارك وتعالى المشيئة النافذة اي الماظية النافذة اي الماظية التي لا يردها شيء كما قال في الدعاء ماض في حكمك بمعنى ان الله سبحانه وتعالى اذا امر بالامر اي الكون القدر وقع. وفقا لما امر في الوقت الذي امر سبحانه وتعالى على الصفة التي امر فمشيئته نافذة اي لا ترد لا يردها شيء لرد لي قضائه سبحانه وتعالى. والقدرة الشاملة اي العامة التي تتناول كل شيء فالله على كل شيء قدير جل وعلا لا يعجزه شيء فمن الايمان بالقدر ان نؤمن بمشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة وقدرته جل وعلا الشاملة وقدرته جل وعلا الشاملة وان الامور بمشيئة الله فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء قال وهما اي القدرة اي المشيئة النافذة والقدرة الشاملة يجتمعان فيما كان وما سيكون في مكان وما سيكون يعني من الاشياء التي ستقع فهذان هذا تجتمع فيه القدرة تجتمع فيه المشيئة النافذة والقدرة الشاملة لان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير وما شاء ونفذ ووقع قال ويفترقان فيما لم يكن ولا هو كائن. الذي لم يكن ولا هو كائن الله قدير عليه الله سبحانه وتعالى قدير عليه لانه جل وعلا قدير على كل شيء لكنه لم يشأه لكنه لم يشأه وهو قدير عليه وهو قدير عليه سبحانه وتعالى فاذا قدرة الله شاملة اي تتناول كل شيء. ومشيئة الله نافذة لا يردها شيء. لا يردها شيء اذ لا معقبة لحكمه ولا راد لقظائه سبحانه وتعالى قال موظحا فما شاء الله كونه فهو كائن بقدرته لا محالة. كما قال الله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وما لم يشأ الا تعالى لم يكن ما لم يشأ لم يكن لعدم مشيئته اياه وليس لعدم قدرته عليه لان القدرة شاملة. لان القدرة شاملة الرب سبحانه وتعالى على كل شيء قدير وذكر امثلة على ذلك قال ولو شاء الله لجمعهم على الهدى هو قدير على ذلك لكن لكنه لم يشأ ذلك ولو شاء ذلك لجمعهم على الهدى ولو شاء الله لجعل الناس امة واحدة لو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا الى اخر الايات التي ذكرها كلها في تقرير هذا المعنى والله على كل شيء قدير لكن هذا الذي ذكر في هذه الايات اه لم يشأه الله عز وجل ولو شاءه لنفذت المشيئة اذ لا راد لمشيئته جل وعلا وهو قدير على ذلك وعلى كل شيء. وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليم قديرا نعم قال رحمه الله تعالى فصل والمرتبة الرابعة مرتبة الخلق. وهو الايمان بان الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء فهو خالق كل عامر وعمله. وكل متحرك وحركته وكل ساكن وسكونه. وما من ذرة في السماوات ولا في الارض الا والله سبحانه وتعالى خالقها. وخالق حركتها وسكونها سبحانه لا خالق غيره ولا سواه نعم اه هذه المرتبة الاخيرة والرابعة مراتب القدر هي مرتبة الخلق ايجاد مرتبة الخلق والايجاد. فمن الايمان بالقدر ان يعتقد المسلم ان الرب سبحانه وتعالى خالق كل شيء لا شريك معه في اه الخلق ومن لم يؤمن بذلك ان الله خالق كل شيء فقد جعل مع الله شريكا في الخلق ولحق بهذا المعتقد بركب المشركين الكفار برب العالمين سبحانه وتعالى. الله خالق كل لصين كل كل اه هذه المخلوقات اه كل هذه الكائنات هي خلق من خلقه سبحانه وتعالى قال تعالى الله خالق كل شيء قال تعالى والله خلقكم وما تعملون وقال تعالى الحمد لله رب العالمين قال يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم هذا هذا من الايمان بالقدر الايمان بالخلق والايجاد الايمان بالخلق والايجاد. نعم قال رحمه الله تعالى وهاتان المرتبتان قد تقدم بسط الكلام عليهما في توحيد المعرفة والاثبات بما اغنى عن اعادته ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة. اه قالت هاتان مرتبتان مرتبة المشيئة مرتبة المشيئة المرتبة الاخرى الايجاد هاتان المرتبتان تقدم الكلام عليهما في باب التوحيد توحيد المعرفة والاثبات وهذا فيه تنبيه من مصنف ان الامام بالقدر هو من الايمان بربوبية الله. ما الايمان بربوبية الله سبحانه الا وانه وحده الرب الخالق الرازق المدبر المتصرف في هذا الكون عطاء ومنعا خفضا ورفعا قبضا عزا وذلا حياة وموتا هو وحده سبحانه وتعالى الخالق الرب المدبر لهذا الكون لا لا شريك له سبحانه وتعالى. واشير ايضا الى فائدة قبل ان ننتقل الى ما بعده تتعلق بالمشيئة مشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة وان الامور كلها مشيئة الله عندما تقرأ القرآن الكريم تجد ايات كثيرة كثيرة جدا وانت تقرأ القرآن وتتأمل في اياته تجد ايات كثيرة تغرس في قلبك هذا الايمان ان الامور كلها الله حتى انني مرة كنت اتأمل في عدد المواطن التي تذكر فيها الامور مربوطة بمشيئة الله سبحانه وتعالى فزادت على الاربع مئة موظع زادت على الاربع مئة موضع في القرآن الكريم. مثل اه يعز من يشاء يذل من يشاء اه اه يخفظ اه مثل لا يغفر لمن يشاء يعذب من يشاء يرحم من يشاء آآ يهب الملك لمن يشاء آآ ايات كثيرة جدا في القرآن فيها تقرير هذا هذا المعتقد وهذا الاصل العظيم يهب لمن يشاء اناثا يهب لمن يشاء الذكور في كل الاشياء تجد الامر يهدي من يشاء يظل من يشاء. فمثل هذا تتبعته وجدت في اكثر من اربع مئة موضع في القرآن الكريم. هذا الذكر للمشيئة بهذه الكثرة. مع قراءة المرء للقرآن وتدبره لاياته آآ تتمتن في قلبه هذه العقيدة وترسخ في فؤاده وان الامور كلها بمشيئة الله وان ما شاء الله سبحانه وما لم يشأ ان لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله نعم قال رحمه الله تعالى فصل وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم مشيئة. والله تعالى خالقهم وخالق قدرتهم واقوالهم واعمالهم وهو تعالى الذي منحهم اياها واقدرهم عليها وجعلها قائمة بهم مضافة اليهم حقيقة. وبحسبها كلفوا عليها يثابون ويعاقبون ولم يكلفهم الله تعالى الا وسعهم ولم يحملهم الا طاقتهم وقد اثبت الله تعالى ذلك لهم في الكتاب والسنة ووصفهم به. ثم اخبر تعالى انهم لا يقدرون الا على ما اقدرهم الله تعالى اعليه ولا يشاؤون الا ان يشاء الله عز وجل ولا يفعلون الا بجعله اياهم فاعلين. كما جمع تعالى بين ذلك في غير ما موضع من كتابه لقوله عز وجل من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون وقال تعالى ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا. وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان كان عليما حكيما وقوله تعالى ان هو الا ذكر للعالمين لمن شاء منكم ان يستقيم. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ان وقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت عليها ما اكتسبت الاية وقال تعالى لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها. وقال تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم اي بسببه. وقال تعالى وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون. لما انهى والله تعالى تقرير هذا الاصل الذي هو الايمان بالقدر بمراتبه الاربعة العلم والكتابة والمشيئة والايجاد وبسط الادلة على ذلك بين رحمة الله عليه هنا ان العبد له قدرة وله مشيئة وهذه القدرة التي في العبد والمشيئة هي من خلق الله الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق العبد وخلق قدرته خلق العبد وخلق مشيئته. فالله عز وجل خالق العباد وخالق قدرتهم وخالق اعمالهم وخالق كل شيء سبحانه وتعالى جل في علاه. فالعبد له قدرة على اعماله وله مشيئة وله مشيئة ولهذا جاء في القرآن اثبات المشيئة العبد لمن شاء منكم ان يستقيم فالعبد له مشيئة عندما يذهب الى المسجد وموطن الطاعة يذهب الى اليها مشيئته و رغبة واختياره واذا ذهب والعياذ بالله الى مكان الفساد ايضا ذهب اليه آآ مشيئته ورغبته واختياره فالعبد له اه مشيئة والله خالق العباد وخالق قدرتهم وخالق مشيئتهم وخالق اقوالهم واعمالهم وهو تعالى الذي منحهم هذه القدرة واعطاهم اياها سبحانه وتعالى وبحسب هذه القدرة التي منحوا اياها والمشيئة التي اعطاهم الله سبحانه وتعالى كلفهم ولا يكلفه سبحانه وتعالى نفسا الا الا وسعها ولو ان احدا اكره على ما لا يريد من كفر او فسوق او غير ذلك لا يعاقبه الله. لانه لم يفعله راغبا ولم يفعله اه طائعا مريدا وانما فعله مكره وان ما فعله آآ مكره من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان فالحاصل ان النصوص اه جاء فيها تقرير ذلك وان العبد له قدرة له مشيئة وهذه القدرة تحت اه قدرة الله ومشيئة الله سبحانه وتعالى. يتحصل من هذا في هذا الباب امران بهما النجاة اذا كان العبد له قدرة وقدرته تحت مشيئة الله لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فهذا يتحصل منه امران ما دام ان العبد له مشيئة وله اختيار اذا عليه ان يجاهد نفسه على العمل الصالح وامر بذلك والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فيجاهد نفسه احرص على ما ينفعه من الصالحات ويبعد نفسه عن المواطن الشر والفساد والجانب الثاني في قوله وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين يدفعه الى تعلق بالله عز وجل والتوكل على الله وكثرة الضراعة والدعاء والالحاح على الله ان يهديه وان يثبته وان يصلحه ان يوفقه نعم قال رحمه الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي يا لهوي فهذا يقوله عليه الصلاة والسلام في صدر خطاباته او خطابته الجامعة يصدرها بهذا الحمد وهذا الثناء العظيم على الله وفيه تقرير هذين الامرين نعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا النفس لها شر وفيها اعمال سيئة فتحتاج الى مجاهدة ومعالجة ثم قالوا ومن يضلل الله من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. هذا فيه ان الهداية والضلال بيد الله فيلجأ العبد الى الله سبحانه وتعالى ان يهديه وان يهدي قلبه ويلجأ الى الله سبحانه وتعالى ان يعيذه من الضلال ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب؟ نعم قال رحمه الله تعالى وقال البخاري رحمه الله في باب وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لو ان الله هداني لكنت من المتقين. قال حدثنا ابو النعمان قال اخبرنا جرير هو ابن حازم عن ابي اسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينقل معنا التراب وهو يقول والله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا فانزلا سكينة علينا وثبت الاقدام الاقينا. والمشركون قد بغوا علينا اذا ارادوا اذا ارادوا فتنة ابينا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث مع هذا التبويب عليه في صحيح البخاري اه قول الله سبحانه وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله نهتدي هذا فيه اثبات فعل العبد اثبات فعل العبد وهو الاهتداء وقوله لولا ان هدانا الله في اثبات مشيئة الرب سبحانه وتعالى وهي هداية العبد هداية العبد فلولا هداية الله لعبده لما اهتدى العبد. لان الله عز وجل يهدي من يشاء ثم اورد رحمه الله هذا الحديث في حفر الخندق والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ايضا معه يقولون والله لولا الله ما اهتدينا والله لولا الله ما اهتدينا فالهداية منة الله سبحانه وتعالى على من شاء من عباده قال الله عز وجل ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم قال تعالى يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان وقال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا. وقال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته وما زكى منكم من احد ابدا وقال تعالى بل الله يزكي من يشاء فالحاصل ان الامور كلها بيد الله والهداية منة الله سبحانه وتعالى على من يشاء جل في علاه نعم قال رحمه الله تعالى وقال صلى الله عليه وسلم في الحمر ما انزل الله علي فيها شيئا الا هذه الاية الجامعة الفاذة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. نعم يعني هنا اثبات العمل الذي يقع من العبد بمشيئة العبد وعليه يحاسب ان كان خيرا ويعاقب ان كان شرا فمن يعمل مثقال ذرة اي من خير خيرا يرى. ومن يعمل مثقال ذرة اي من شر شرا يره. العمل فعل العبد يقال صلى وصام وتصدق وزكى وبر والديه الى اخره. هذي اعمال للعبد وتنسب اليه وتضاف اليه وهي من صفاته ويثاب عليها لانه فعلها بمشيئته طاعة لله وطمعا في رضا مولاه سبحانه وتعالى والاخر البعيد اعماله السيئة ايضا تضاف اليه من شرب خمر او زنا او فاحشة او كذب او فجور او غير ذلك. هذه اه اعماله وذاك فسوقه وفجوره يعاقبه الله سبحانه وتعالى لانه فعل ذلك راغبا راغبا لو لو جيء به مكرها وسقي خمرا مكرها وهو لا يريد ذلك لا يحاسبه الله سبحانه وتعالى لكن يذهب بنفسه ويقول لصاحب المحل اعطني كذا واعطني كذا او يذهب الى مكان الفجور ويفجر هذا يحاسبه الله لانه فعله. فعله الذي فعله باختياره ورغبته فمن يعمل مثقال ذرة اي من خير خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة اي من شر شرا يره نعم قال رحمه الله تعالى وقد تقدم وغير ذلك ما لا يحصى قد تقدم منها جملة وافية في اثبات الارادة والمشيئة والخلق فكما لم يوجد العباد انفسهم لم يوجدوا افعالهم فقدرتهم وارادتهم ومشيئتهم وافعالهم تبع لقدرة الله سبحانه وارادته ومشيئته وافعاله اذ هو تعالى خالقهم وخالق قدرتهم ومشيئتهم وارادتهم وافعالهم. وليس مشيئتهم وارادتهم وقدرتهم وافعالهم هي اعينوا مشيئة الله تعالى وارادته وقدرته وفعله. كما ليسوا هم اياه تعالى الله عن ذلك. بل افعالهم لله قائمة بهم لائقة بهم مضافة اليهم حقيقة وهي من اثار افعال الله تعالى القائمة به اللائقة المضافة اليه حقيقة. فالله فاعل حقيقة والعبد منفعل حقيقة. والله تعالى هاد حقيقة والعبد مهتد حقيقة ولهذا اظاف تعالى كلا من الفعلين الى من قام به فقال عز وجل من يهدي الله فهو المهتد. نعم. قوله وقال صلى الله عليه وسلم في الحمر ما انزل الله علي فيها الى اخره هذا يؤجل الى لقاء رد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين وان يصلحنا اجمعين وان يهدينا صراطه المستقيم ان يعيذنا من الضلال وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال والصالح الاعمال والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك. ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اللهم اهدنا وسددنا. اللهم انا نعوذ بك ان نضل او نضل او نذل او نذل او نظلم او او نجهل او يجهل علينا. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا اصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل بخير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امر امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا