الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين انتهينا الى قوله رحمه الله تعالى ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون. ولهذا قال تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما لا يليق به سبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل. وسلم على المرسلين بسلامة ما قالوا من النقص والعين مر بنا ان مصدر التلقي عند اهل السنة في باب الاسماء والصفات وكتاب كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وذكرنا السبب في ذلك فقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ان المرد في ذلك الى كتاب الله والى سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم وذلك لاربعة امور وذلك لاربعة امور. الامر الاول ان الله سبحانه وتعالى اعلم بنفسه من غيره. الله سبحانه وتعالى اعلم بنفسه واعلم بخلقه سبحانه وتعالى. واذا كان هو اعلم بنفسه فهو اعلم ما يليق به وما لا يليق به وعندما يضيف ربنا الى نفسه شيء فانما اضافه الى نفسه وهو عالم ان ذلك الشيء يليق سبحانه وتعالى الامر الثاني ان كلام الله اصدق الكلام واصدق الحديث فالله صادق في قوله وصادق في حكمه وفعله سبحانه وتعالى وهذا ايضا مما يدعون الى التسليم لامر الله عز وجل. فالله لا يقول قولا ويريد الخلافة ولا يريد ظاهرا ولا يقول ظاهرا ويريد باطنه. وانما ربنا صادق في قوله فهو افضل ضيلا واصدق حديثا سبحانه وتعالى. الامر الثالث انك كلامه اتم الكلام وابينه وافصحه. فليس هناك متكلم ابين من كلام ربنا سبحانه وتعالى. ولا افصح من كلام الله عز وجل. وهو بينوا في لفظه وبينوا في معناه. له البيان في المعنى كما لهم بيان في اللفظ ولهم فصاحة بالمعنى كما له الفصاحة في اللفظ. الامر الرابع ان الله يريد بنا اليسر ويريد بنا الهدى ويريد لنا البيان والايضاح فهو يدلنا على اسلب الطرق سبحانه وتعالى ويدلنا على ما نتعبد له به على وجه الكمال والتمام. وما في حق الله عز وجل في هذا الباب يقال ايضا في حق رسولنا صلى الله عليه وسلم. على حسب ما يليق صلى الله عليه وسلم فاعلم الخلق بالله عز وجل هو من؟ ومحمد صلى الله عليه وسلم. كما جاء في الحي عنه صلى الله عليه وسلم قال الا ان اعلمكم بالله واتقاكم لله اداب. فاعلم الخلق خلق بالله عز وجل هو محمد صلى الله عليه وسلم. وهو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. اي اعلم الخلق بالله محمد وهو الصادق. فقوله كله صدق لا كذب فيه. وهو المصدق صلى الله عليه وسلم وهو افصح العرب. واكملهم بيانا. وقد اوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم اوتي جوامع الكلم. فليس هناك متكلم افصح من رسولنا صلى الله عليه وليس هناك صاحب بيان اكمل من نبينا صلى الله عليه وسلم او ابين من نبينا صلى الله عليه وسلم الرابع انه صلى الله عليه وسلم ما ترك خيرا الا ودل الامة عليه. ودعاه اليه وبينه لهم ووضحه لهم. ومن ذلك ما يتعلق بما يليق بالله عز وجل من الاسماء الصفات هذه القاعدة اذا اخذنا بها وعلمنا ان الله سبحانه وتعالى انظر لكل شيء وانه الصادق في قوله وفعله. وانه وان كلامه افصح البيان واكمله واتمه ويريد بنا الخير علمنا ان ما تكلم الله بهما في باب الاسماء والصفات انه الحق انه بين وانه واضح وجلي وان المراد به ظاهره لا خلاف ما ظهر لنا. وان الله انزل قرآنا بلسان عربي مبين. فلا يأتي جاهل او من يقول على الله ما لا ما ليس له بعلم على الله الكذب فيحرف الكذب عن مواضعه. وينسب الى الله عز وجل ما لا يليق به. ولذا الناس بالاسمى والصفات طائفتان. طائفة اخذة بكتاب الله. وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وطائفة سائرة على ما سار عليه الفلاسفة. وهو الاعراض عن كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. والاخذ زعم بما تمليه عليهم بما تمليه عليهم عقولهم. الناقصة الضعيفة الجاهلة والا العقل الصريح فانه يوافق النقل الصحيح فانه يوافق النقل الصحيح. يقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ثم رسله صادقون. صادقون في اقوالهم. صادقون في افعالهم. فقوله صدق وفعله صدق وصدقه صلى الله عليه وسلم رسل الله صدق في الظاهر وصدق في الباطن فهو يقول ما يصدق عليه باطله ويقول ما يصدقه باطنه هكذا هم رسل الله عز وجل فهم صادقون في انفسهم وفي ذواتهم وصادقون في اعتقادهم وصادقون في اقوالهم وصادقون في افعالهم. ووصفهم وبالصدق حتى نصدقهم. ونعلم ان ما قالوا هو الحق وهو الصدق. وقال صادق هنا جاء في لفظ مصدقون. وجاء في بعض ضبط هذه في بعض النسخ مصدقون. وسواء هن مصدقون او مصدقون اي ان ما جاءوا به صدق. ما جاءوا به صدق وهو وحي الله عز وجل. فالله اوحى اليهم صدقا وعل. فالوحي الذي انزله ربنا سبحانه وتعالى على رسله وهو كلامه. وصدق لا الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. ومصدق التصديق هنا يعود الى الخلق في وجوب تصديقهم لاخبار رسل الله عز وجل. وهذا محل اجماع يجب على الخلق ان يصدقوا رسل الله عز وجل. ومن كذب رسل الله من كذب رسل الله او اتهمهم او رد اخبارهم تكذيبا لهم ولو في خبر واحد من اخبارهم كفر باجماع المسلمين فهم مصدقون اي يجب تصديقهم. ومصدق من جهة اخرى من جهة ربنا سبحانه وتعالى قد اجرى الله عز وجل على ايديهم من الايات والبراهين والحجج ما يظهر صدقهم وما حجتهم فمن ذلك الايات التي انزلها الله عز وجل عليهم. فالله مصدقهم بايات وبراهينه وحججه ومن ذلك ان الله يظهر قوله ويعلي كلمتهم ويجعل من خالفهم في مظالم وهوان. ومن اخذ بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فان الله يعزه ويمكنه ويرفعه والحق منصور دائما ابدا. الحق منصور من جهتين. اما من جهة البيان ومن جهة الحجة فهذا لا ينفك عنه النصر ابدا وهم منصورون الى قيام الساعة من جهة الحجة والبيان. اما النصر من جهة السيف فهذا يدول الحق مرة ويدان عليه مرة اخرى والحرب بين الحق والباطل رجال ولكن العاقبة دائما للمتقين. بخلاف الذين اذا هذا الذي قصده شيخ الاسلام اننا اخذنا بالكتاب والسنة لهذه الامور الاربعة. علم وصدقهم وبيانهم وفصاحتهم. والامر الرابع في قادتهم الخير بخلق الله عز وجل. بخلاف الذين يقولون على على الله ما لا يعلمون خلاف الذين يقولون عليه اي على ربنا سبحانه وتعالى ما لا يعلمون. وكل من عطل الله عز وجل عن صفاته عطر الله عز وجل من صفاته او عطله عن اسمائه فهنا الذين قالوا على الله ما لا يعلم. وافترى على الله كذبا ووضع الكلم على غير مواضعه. وهم في هذا الافتراء وفي هذا القول على بغير علم يتفاوتون. بين مستقل ومستكثر نسأل الله العافية والسلامة. ولكن كل على حسب ما اخذ من هذا الباطل يسمى انه قال على الله بغير علم سبحانه وتعالى. ولذلك اخبر الله عز وجل ان اعظم الذنوب القول على الله بغير علم. وقد استشكل بعضهم كيف يكون القول على الله بغير علم اعظم من الشرك بالله عز وجل. بل نقول ان الشرك بالله من القول على الله بغير علم. فانما بالله سبحانه وتعالى لانه قال على الله ما لا يعلم. من جعل مع الله الها وليا او وثنا او صنما او شجرة او حجرا او اي شيء عبده دون الله عز وجل فقد قال على الله ما لا يعلم هذا من القول على الله عز وجل بغير علم ان يشرك بالله سبحانه وتعالى. اذا الشرك احد افراد القول على الله بغير من القول على الله بغير علم تعطيل الله من اسمائه. وتعطيل الله عز وجل من صفاته كل هذا داخل في القول على الله بغير علم. وانما اوتي القول في القول على الله بغير علم انهم قاسوا بخلقه انما قاسوا الخالق بخلقه هذا سبب ظلال الخلق انهم قاسوا الخالق بخلقه طوروا كل شيء يضاف الى الله عز وجل ما يرونه في خلقه ما يرونه في خلقه. فقالوا الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فكل ما يذكر ربنا في كتابه من اسماءه وصفاته لا نعرفه الا في خلقه. فالضحك لا نعرف الا في هذا المخلوق الاستواء لا يلعب الا بهذا المخلوق فلما قاسوا الخالق بخلقه ظلوا في هذا الباب. وجهلك كما مر بنا سابقا ان ان الالفاظ المشتركة لا يمكن تعميمها الا في الاذهان. اما في الاعيان فلا يمكن ان تطلقه ان تطلق الفرض الا مقيدة او مضافة. عندما تقول الضحك هذا لا يمكن تصوره الا في الذهن الا في الذهن. اما عندما تريد ان تنزله في الواقع لابد ايش؟ ان تضيفه الى ضاحك. ضحك فلان لكن تقول ضاحك وضحك لا يمكن ان اتصور هذا الا اذا اضفته الى المضاف فعندما يضاف الضحك مثلا الى المخلوق فان ضحكا مناسبه الضحك فنعرفه لكن عندما يضاف الى الله عز وجل نقول نثبت الضحك ولكن كيفيته الله اعلم بها باب واحد كما يقال للضحك يقال ايضا في السمع والبصر والعلم والحياة. العلم والحياة لفظان مشتركان بين الفارق وبين المخلوق. فالحياة لفظ مشترك. المخلوق له حياة. والخالق له حياة سبحانه وتعالى. ولا الزم الاشتراك في اللفظ الاشتراك في كمال المعنى. فالله له من ذلك كماله سبحانه ومن وجوه ومن وجوه الفرق ان المخلوق حياته مقيدة بقيد يموت وينتهي. اما الله عز وجل فحي لا يموت المخلوق متعلم بما يراه وبما يسمعه وبما بما علمه من السمع والبصر وعلم الله عز وجل لا يحيط به احد احد سبحانه وتعالى. اذا هم الذين افتروا على الله فقالوا عليه ما لا يعلمون خرب رؤيا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانه. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. هنا جعل الذنوب مترتبة من الادنى الى الاعلى. فجعلها الافتراء والكذب على الله عز وجل. فمن يدعي انه الها مع الله قد قال على الله ما لا يعلمه ومن جعل مع الله شريكا فقد قال على الله ما لا يعلمه. ومن عطل الله من اسماءه وصفاته فقد قال على الله ما لا يعلم من جعل مع الله مشرعا حاكما فقد قال على الله ما لا يعلم وهكذا في كل ما ينسب الى الله كذبا وزورا فانه قد قال على الله ما لا يعلم. كمن قال ان الله له ولد او ان الله له شريك او ان الله له صاحبة فهؤلاء قد افتروا على الله الكذب وقالوا على الله ما لا يعلمون. قال مع ذاك سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. هنا ربنا سبحانه وتعالى نزه نفسه عما سبحان ربك رب العزة عما يصفون. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. العزة اولا التسبيح والتنزيه عندما نقول سبحان الله فمعنى ذلك اننا ننزه الله يباعده كل البعد عن كل سلب ونقص. فعندما ينزه ربنا نفسه سبحان ربك رب العزة فالله يباعد نفسه عما قاله اولئك المبطلون. من اضافة صفات له لا تليق به. او من تعطيل صفات سبحانه وتعالى قد وصف بها نفسه او اسماء تسمى بها ربنا سبحانه وتعالى فهذا من الافتراء عليه فربنا ينزه نفسه عما وصفه به اولئك المبطلون او قاله اولئك المفترون فقال سبحان ربك رب العزة عما يصفون. من ذلك وصف الله عز وجل بان له بنات وصف الله عز وجل بان له ولد. وصف الله عز وجل بان له شريك. هذا من جهة من سوى المخلوق قال وجعل المخلوق كالخالق من جهة ان الله له ولد او ان الله له صاحبة او ان الله له بلاء جعل الله عن قوله علوا كبير او من جهة مساواة الخالق بالمخلوق. كمن يصف الله ويجعله سمعا كسمع خلقه. وبصرا كبصر خلقه او يدا كيد خلقه يقول ايضا هذا قد وصف الله ما لا يليق به. ولا يجوز اضافته اليه. ولكن قولوا كما قال المرسلون صلوات الله عليهم فنثبت ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه المسلمون. فقال سبحانه سبحان ربك اي نزل وباعد ربك عن كل نقص رب العزة هنا تضاف الى الله عز وجل صفة وتضاف الى خلقه صفة لهم وتكون لله عز وجل. فاذا كان المراد هنا بصفة الله عز وجل فان الرب هنا بمعنى الصاحب الرب هنا بمعنى الصاحب سبحان ربك رب العزة اي صاحب العزة المتصف بها. رب العزة عما وكما ذكرت العزة تأتي معنى القوة والغلبة العزة تأتي بمعنى القهر ولا القهر تأتي معنى الممانعة هذه كلها المعاني العزة القوة والغنم والممانعة والقهر هذه معاني العزة كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى رب العزة اي صاحب العزة والله سبحانه وتعالى من صفاته ان له عزة سبحانه وتعالى ومن اسمائه اسم عزيز فهو العزيز وهو ذو العزة سبحانه وتعالى الذي لا يقهره ولا يظلمه ولا يبالعه احد من خلقه سبحانه وتعالى. رب العزة عما يصفون بجميع الاوصاف الباطلة. فالله عنها سبحانه وتعالى. وسلام على المرسلين خص المرسل السلام. لانهم الذين وصفوا لما يليق به واضافوا اليه ما يستحقه سبحانه وتعالى. واذا كان السلف المرسلين فهو ايضا مضطرد في كل من سار على نهج المرسلين وسلك سبيل الانبياء والمرسلين. فان الله ايضا يسلم لانه وصف وصف الله عز وجل وصف ربه بما يليق به. والحمد لله رب العالمين. اللهم حمد ومجد واثنى على نفسه سبحانه وتعالى مجد نفسه واثنى على نفسه وامر ان تحمده وان نمجده وان نثني عليه. والحمد كما مر بنا والثناء على المحمود بصفات الجلال والجمال الثناء المحدود بصفات الجلال والجمال او بصفات يعبر بها هذا هو الحمد والثناء على المحمود بما فيه من صفات جميلة كالجلال والجمال والعظمة وهي على الكمال كلها لله سبحانه وتعالى رب العالمين اي رب هذه العوالم باشكالها والوانها واطيافها واجناسها الله ربنا سبحانه وتعالى ورب جميع العالمين. وكل ما سوى الله فهو فهو عالم. وكلنا من ذلك العالم والعالم عوالم كثيرة منها ما نعلمه ومنها ما نجهله والله يعلم كل شيء سبحانه وتعالى قال شيخ الاسلام فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل. وسلم على المرسلين بسلامة ما قالوا من النقص والعين اي هذا توضيح معنى هذه الاية ان الله سبح نفسه عما قاله المبطلون والمفترون وسلم على المرسلين بما قالوا وصفوا به ربهم سبحانه وتعالى بالحق والهدى وحمد وامر بالحمد والثناء عليه سبحانه وتعالى. ثم قال بعد ذلك قرأت الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء سيد المرسلين نبينا محمد عليه وعلى اله الصلاة واتم التسليم اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به بين الناس والاحسان ونعود الى اهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون. فانه الصراط المستقيم صراط الذين انعم عليهم من النبيين والشهداء والصالحين. وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الاخلاص. التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول قل هو الله واحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وما وصف به نفسه في اعظم اية في كتابه حيث يقول؟ نعم قال رحمه الله تعالى وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي اثبات فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون فانه الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. هذا الفصل الذي ذكره شيخ الاسلام يقوم على قاعدة عظيمة من قواعد اهل السنة. وهذه القواعد او هذه القاعدة قد استقاها اهل السنة من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم باستقراء كلام ربنا وباستقراء كلام رسولنا صلى الله عليه وسلم وهي ما ذكر هنا وهو سبحانه قد جمع فيما وصف به نفسه بين النفي والاثبات بين النفي والاثبات. فكل اثبات متضمن لنفي. وكل نفي متضمن لاثبات والقاعدة في هذا الباب ان مقام الاثبات يؤتى به مفصلا وبقاء النفي يؤتى به مجملا هذا القاعدة. واذا خرج واذا خرج واذا خرج خرج من هذه القاعدة وذكر التي مفصلة. والاثبات مجملا فان النفي يراد به اثبات كما ازداد كمان الضد. هذا الذي جاء في كتاب الله عز وجل. اذا الاثبات يأتي مفصلة كما قال تعالى وهو السميع البصير. هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر. سبحان الله عما يشركون. فهنا ذكر الله عز وجل ما يضاف لنفس من الاسباب والصفات مفصلة. كما في قوله تعالى ليس كمثله شيء. هنا ايش؟ دفي. دفع عن ربنا سبحانه وتعالى المثلية. دفع عن ربنا سبحانه وتعالى عن نفسه المثلية. وكما قال كما قال قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. في هذه السورة ذكر ذكر الاثبات مفصلة. وذكر النفي ايضا مفصلا. ثم ذكر النفي مجملا. ذكر فاذا ذكر اذا ذكر الاثبات فصل فانه يستلزم نفي ضد هذا هذا الكمال. مثلا عندما نقول ان الله عليم. العلم ينفي عن ربنا ضده وهو الجهل. ويثبت ايضا له من باب اللزوم الحياة. والقدرة وغيرها من الصفات. اذا الاثبات يفيد نفي الضد والضد يفتي يفيد او النفي يفيد كمال الضد فعندما يقول ربنا سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة فليس المراد ان الله لا ينام كما يقوله يعني ليس المراد ان نذكر النوم فقط ان الله لا ينام فقط وانما المراد ان نثبت كمال الظل. ولذا المبتدعة من الجهمية وغيرهم يسلكون في هذا الباب مسلك غير مسلك اهل السنة. فهم يذكرون يذكرون ما يتعلق بالنفي مفصلة فتراه يقولون الله ليس بجاهل والله لا يدام والله لا يعجز والله لا لا تأخذ سنة ثم يذكرون السلوك وينفون عن ربنا سبحانه وتعالى لكن لا يثبتون كمان الضد لهذه لهذه الصفات. هم يرون الله يعلم لكن العلم ليس لهم ليس صفة له سبحانه وتعالى وانما يرون وذلك مخلوقا له سبحانه وتعالى. وهؤلاء هم غلاة الجهمية. مثلا هناك من يثبت الله عز وجل السمع لكن لا السمع لا يرى السمع صفة لله عز وجل لا يراه صفة وانما يراها ان المعنى انه خالق دعاة وهذا لا شك انه من القول على الله عز وجل بغير علم. اذا هذا المقام في باب في باب الاسماء والصفات ان ان المقام في مقام الاثبات يأتي مفصل وفي مقام النفي يأتي مجملا. ولا يصاب الى النهي المجمل الا من باب الا بقصد اثبات كمال الضد. وعندما نلاحظ ما جاء في كتاب الله عز وجل من النفي المفصل مثل قوله تعالى الله لا اله الا هو الحي الحي القيوم ثم قال لا تأخذه سنة ولا نوم. السنة والنوم يقابلهما يقابله اي ضده او يقابلهما كمال الحياة وكمال القيومية. لا تأخذوا سلسلة ولا لون فالحياة ضدها النوم النوم موتة صغرى النوم موتة صغرى فاذا نام الانسان تسمى الموتى الصغرى الله لا ينام. الله سبحانه وتعالى لا ينام ابدا. السنة تنافي كمال القيوبية نسينا شيء من الغفلة والقيوم هو الذي يقوم على كل شيء. فاذا كان ربنا يقوم على كل شيء فالله لا تأخذه سنة اي غفلة تغيب عنه او يغفل عن خلقه سبحانه وتعالى. فلما ذكر كمال الحياة وكمال القيومية اراد ربنا سبحانه وتعالى ان يثبت له بذلك الكمال المطلق. فنفى فنفى السنة التي تنافي الكمال القيومية. ونفى النوم التي تنادي كمال الحياة. فهو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم. وفي وفي قوله تعالى قل هو الله الله احد الله الصمد هذا اثبات لكمال الله عز وجل من جهة احديته في ذاته. واحديته في صفاته واحديته في اسمائه. ومعنى احاديته انه لا يشاركه احد من جهة كمال اسماء الصفات ولو وقع الاشتراك في اللفظ فان النفي متعلق الاحاديث متعلقة بكمال الصفة بكمال هذا الاسم من جهة معناها من جهة معناها فقد يسمى المخلوق رحيما لكنه ليس من الرحمة الا ما يناسبه اما ما يتعلق بربنا فله من ذلك كماله سبحانه وتعالى. اذا قوله وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون فانه الصراط المستقيم. يكرر قال الاحد الصمد لم يلد ولم يولد نفى عنه انه ولد وانه يلد وتعالى عما يقول الكافرون. وقد جاء في حديث رضي الله تعالى عنه ان المشركون قالوا محمد صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك انسب لنا ربك يا محمد. فقال فانزل الله قوله قل هو الله احد. الله الصمد. اي انه احد سبحانه وتعالى فلا شريك معه ولا ضد له ولا سبي له سبحانه وتعالى احد في ذاته واحد في اسمائه احد في صفاته صمد اي الذي تصمد له جميع الخلائق. وصمد لكماله ذي سؤدته وصمد لانه ليس باجوف سبحانه وتعالى. فالله نفع عن نفسه الجوفية فليس له جوف. لانه صمت ودافع عنه الولد. لانه صمت لانه هو الذي تصمد اليه الخلائق. ونفى عنه ايضا الصمدية لانه من كمل في سؤدده سبحانه وتعالى. ثم اكد احديته واكد صمديته سبحانه وتعالى وقول قوله لم يلد ولم يولد. لان الولد وكونه ولد دليل عليه شيء على عدم الاحدية وعلى عدم الصمدية وعلى العجز والضعف. فان فان المخلوق ينسب الى الولد وينسب ينسب له انه يلد وانه يولد وما شابه ذلك لكبائ ضعفه ونقصه. مع ان الولادة مخلوق صفة تمام ليست نقص في المخلوق الذي عندما نأتي الى رجل لا يولد له وهو عقيم هذه صفة نقص في هذا الرجل وكذلك المرأة لا تولد هي صفة نقص لها. اما ربنا سبحانه وتعالى فلا يلد ولا يولد لكمال سبحانه اما المخلوق فانه بضعفه ونقصه يحتاج من يقوم عليه يحتاج من يقوم عليه. فالوالد اذا لم يكون له ولد فانه يضعف ويتجرأ عليه الاعداء كما قال عبدالمطلب عندما نذر نذرا ان ولد الله له ان ينحر احدهما لانه لما رأى رؤية حفر زمزم واراد ان يحفره منعوا كفار قريش منعوه ولم يكن له من المنع والقوة ما يدافع عن نفسه وكان ليس له ولد فقال ان رزقني ربي بعجلا لانحرن احدهما قربة لله عز وجل. اذا الولد الوالد قد يحتاج لديه لانه ضعيف فيحتاج الى من يقويه. ثم ختم بقوله لم يكن له كفوا احد. وهذا النفي نفي الايش التي يجبل ليس له كفرا احد سبحانه وتعالى ليس له سمي ليس له رد ليس له مثيل لكماله سبحانه وتعالى فاتى باثبات مفصلة وبالتي مفصلة ثم اتى على القاعدة وهي النفي المجمل النفي والنفي المجمل يفيد الكمال يفيد الكمال. اما النفي البحر الذي لا يثبت ضده هو نقص وسلب ليس مدح عندما ليس بعالم عندما تقول فلان ليس بجاهل عندما تقول فلان ليس بجاهل هل انت مدحته؟ انما قلت لست ليس بجاهل فليس له من العلم ما يحمد به. لكن عندما تقول فلان عالم محيط بعلوم كثيرة فقد مدحته لكن عندما تقول ليس بجاهل ليس بضعيف ليس بفقيد ليس آآ بعاجز كل هذه ليست مدحا انما تنفعا وانت من النقص لكن لا لا يتضمن ذلك مدحا الا في حالة اثبات كمال الضد. فتقول ليس بجاه لكمال علمه وليس بعاجز لكمال قوته وقدرته هكذا نقول لما جاء من النفي المفصل في كتاب الله عز وجل فان يؤتى به في بيان كمال الضد لله عز وجل. قال فانه الصراط المستقيم. وهنا الصراط وكتاب الله عز وجل يسمى كتاب الله صراطا والاسلام ايضا يسمى صراطا وهدي محمد وطريقة محمد صلى الله عليه وسلم تسمى ايضا صراطا. فيشمل فانه الصراط المستقيم القرآن والسنة. القرآن الذي هو كلام الله الصراط المستقيم لان الصراط هو الذي يوصل الى المطلوب باقرب طريق. ولا يوصل الى مرضاة ربنا سبحانه وتعالى الا الا باتباع كتاب الله واتباع سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم. من اخذ بالكتاب والسنة فقد سلك الصراط المستقيم وهذا الصراط المستقيم تميز بانه واضح. وبانه مستقيم وبانه استقيم وبانه يوصل الى المطلوب. وبانه اسهل طريق واقرب طريق الى ما يقصده العبد وخامسا ان هذا الصراط قد سلكه خيرة خلق الله عز وجل. وانه منة من الله سبحانه وتعالى كما توفق الى اتباع الكتاب والسنة فهذا محض فضل من ربنا سبحانه وتعالى. ولذلك اخبر الله عز وجل من يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم. فسمى ذلك نعمة. وهي كذلك فان اعظم نعمة تتقلب فيها العبد ان يهدى الى الصراط المستقيم. فانه الصراط المستقيم صراط صراط الذين انعم الله عليهم وهؤلاء الذين انعم الله عليهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون وحسن اولى رفيقا فهذا الطريق الموصل الى الله عز وجل قد سلكه خيرة خلق الله عز وجل وهم الرسل الانبياء والصديقون والشهداء وختم بالصالحين وهم من خيرة خلق الله عز وجل. فاذا كنت على هذا الطريق فانت ممن انعم الله عز وجل عليه. ولذا يلاحظ ان اهل السنة من من الزمن الاول ومن الرعيل الاول وهو اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا في هذا الباب على طريق واحد. لا بينهم عندما تنظر في كلام اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتنظر في كلام التابعين واتباعه واتباعه واتباعه الى يومنا هذا ترى ان ان حجته الواحدة وطريقه واحد وقوله واحد. وانما خالقهم من خرج عن الكتاب السنة واعرض عن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم واخذ بكلام فلاسفة الجهلة والمخرفين والمبطلين والمعطلين. فهذا هو طريق الذين انعم الله عز وجل عليهم. وقد مر بنا التغاير بين الرسل وبين الانبياء. وان كل رسول نبي وليس كل نبي رسول. وان الفرق بين كلاهما الفرق بينهما اصح الفروق التي ذكرناها قبل ان الرسول هو من ارسل الى قوم مخالفين النبي من ارسل الى قوم موافقين. هذه من اقوى من اقوى الفروض. هناك فرق لكنه ضعيف وهو ان الرسول اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه والنبي اوحي اليه بشارة ولم يؤمر هذا ليس بصحيح بل الرسل والانبياء الصالحون والصديقون كلهم مأمورون بان يبلغوا دين الله عز وجل. حتى الرجل الصالح اذا كان اذا كان بين جهلة وهو يعرف الحق وجب عليه ان يبلغ دين الله عز وجل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو التقيت بنبي يوحى اليه وينزل الله عز وجل عليه كتاب ثم لا يؤمر بتبليغ دين الله عز وجل هذا قول ضعيف لكن ان اخذنا بقول من يرى ان الرسول التبليغ عليه واجب. والنبي التبرير ليس بواجب اي ليس بمكلف ان اغلق الارض وان يبحث عن من يدعوه الى الله فهذا له لكن النبي الذي يعيش بين الناس يجب عليه ان يدعو الذي يعيش بين الناس انه ان نبيا بعث بين مشركين لا نقول ان الدعوة ليست واجبة بل نقول عليه واجبة لاقامة لاقامة حجة حجة الله عز وجل على خلقه. اما اذا كان هناك قرى نائية او بعيدة وليس يراه ولا يعوأ ولا ولا يعني يحتاج الى كلفة في بلوغهم نقول هذا قد يقال انه ليس المكلف ان يذهب لهم او او يسافر لهم او او يتكلم المشاق حتى يصل اليه. اما اذا كان بينهم فيجب عليه ان ان يقيم دين الله وان يتلوهم الى توحيد لله عز وجل. اذا هذا ما يتعلق بهذا الباب وهو ان مقام الاثبات يأتي مفصلا في كتاب الله. وان مقام النفي تأتي مجملا وهذا هو الاصل وان كل اثبات جاء في كتاب الله فانه يراد به كمان يراد به آآ كمال به دفي الضد يراد به دفي الضد. اي صفة اثبات اي صفة اثبتها الله لنفسه فانه يراد بها ايضا لك ما اثبت لنفسه فالعلم يراد بنفي الجهل والقوة والقدرة ينافي يثبت نفي العجز والضعف عن ربنا سبحانه تعالى وكل صفة نفي جاءت في كتاب الله فانه يراد بها كمال كمال ظدها. فالله لا تأخذ كمال طيوريته ولا ولا يأخذ لونه بكمال حياته ولم يلد ولم يولد بكمال احديته وصمديته وهكذا والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد