الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعمل يا علي قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقوله سبحانه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. فقوله سبحانه وتوكل على الحي الذي لا يموت وقوله وهو الحكيم الخبير. وقوله يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وقوله وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها. ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. وقوله وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه. وقوله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. وقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. بارك. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد انهينا ما يتعلق بما ذكره الماتن رحمه الله تعالى في ذكر ما يتعلق بقاعدة اهل السنة باب الاثبات نفي وان ايات الكتاب جاءت بالاثبات المفصل والنفي المجمل وقد يأتي النفي مفصل والاثبات مجملا. الا ان هذا خارج عن الاصل. الاصل ان الله سبحانه وتعالى يذكر اسمائه وصفاته مفصلة وينفي عنه ما لا يليق به مجملا وقد يأتي النفي المفصل ليبين كمال الضد بين كمال الصفة التي يضد ما نفاه. فالسنة والنوم ضدها الحياة والقيومية وبين ان هذه الاية هي اعظم اية في كتاب الله عز وجل. كما جاء في صحيح مسلم عن ابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه الف ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله اي اية في كتاب الله اعظم؟ فقال اية الكرسي وذكرنا انها سميت باية الكرسي لماذا؟ لان الله عز وجل ذكر فيها كرسيه. والمراد بالكرسي ذكرنا ايضا انه موضع القدمين انه موضع القدمين والكرسي هو غياء هو مخالف ومغاير للعرش فالعرش هو سرير الملك الذي يستوي عليه سبحانه وتعالى والكرسي وموضع القدمين كرسيه وموضع القدمين واما من فسره بالعلم فهذا ليس بصحيح لا عن ابن عباس ولا عن غيره تفسير السلف والصحيح عنهم ان الكرسي هو موضع القدمين. جاء عن بعضهم انه فسر الكرسي بالعرش لكن نقول الكرسي غير العرش. وقد جاء في حديث ابي ذر وفي حديث ابن مسعود وغيرهما بين الكرسي والعرش. وان السماوات السبع والاراضين السبع في الكرسي كحلقة في فلات الكرسي في العرش الا كفضل الكرسي على السماوات والاراضين. والله فوق ذلك سبحانه وتعالى. وختم الاية بقوله وهو العلي العظيم وهو العلي العظيم. ففيها اثبات علو الله عز وجل علو الذات وعلو القهر وعلو القدر. العلو في كتاب الله يتضمن ثلاثة امور. علو الذات وهذا هو الذي عليه اهل السنة بالاجماع. وعلو القهر وعلو القدر. وعلو القهر وعلو القدر يثبته جميع من انتسب الى الاسلام. يثبته جميع من انتسب الى الاسلام. اما قوة الذات علو الذات فيخالفنا فيه الجهمية والمعتزلة والاشاعر والماتوليدية الاشياء والماتروريدية يثبتون علوا لكن لا يشيرون الى جهة. يقول هو في العلو ولكن دون ان يشار الى جهة وهذا لا شك انه قول باطل. بل نقول ان الله عز وجل بذاته فوق سماواته كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى. وكما قال ربنا اامنتم من في السماء وايات علو الله عز وجل كثيرة جدا جدا بل ابلغها بعضهم اكثر من الف دليل. اما صريحا واما كناية والله هو العظيم سبحانه وتعالى فهو اعظم من اي شيء. واكبر من اي شيء عظيم في ذاته. وعظيم في اسمائه وعظيم في صفاته وعظيم في افعاله واحكامه واقواله فله العظمة كلها وتعالى. ساق الباقي رحمه الله تعالى من ادلة اثبات اسماء الله وصفاته قوله تعالى الا هو الاول. والاخر والظاهر والباطل وهو بكل شيء عليم. هذه اربعة اسماء الاول والاخر والظاهر والباطن. وهذه الاسماء الاربعة سيقت بهذا المكان في اية واحدة سيقت في اية واحدة ولم يأتي او لم تأتي هذه الاسماء في غير هذه الاية مجموعة بهذا الوصف. وجاءت مرتبطة الاول والاخير اخر والظاهر والباطن. وهي تشمل الاحاطتان. الاحاطة والاحاطة المكانية. الاحاطة الزمانية والاحاطة المكانية ثمانية هو الاول. فليس قبله شيء. وهو الاخر فليس بعده شيء هذه احاطة زمانية. فالله له الاولية المطلقة. الاولية التي ليس قبلها شيء فكان الله ولا شيء غيره سبحانه وتعالى. ويعبر بالاولية لان الاولية بمعنى الذي لم يسبقه شيء البتة. وهو كذلك ربنا وهو كذلك ربنا سبحانه وتعالى فهو وهو الاخر بمعنى المتأخر عن كل شيء فكل شيء يفنى الا هو وتعالى ويقال هو الباقي بعد ثناء الخلق هو الباقي بعد ثناء الخلق وهو الموجود بعد من معدومات والمخلوقات. فالله سبحانه وتعالى هو الاول من جهة الازل. وهو الاخر من جهة الابد وهو الظاهر من جهة الفوقية فهو الظاهر على جميع مخلوقاته سبحانه وتعالى ظهور هنا اخص من العلو. الظهور هنا اخص من العلو لماذا؟ لان العلو يشمل انواع العلو الثلاثة اما الظهور هنا متعلق باي شيء متعلق بالذات متعلق بذات الله عز وجل الله ظاهر بذاته فوق مخلوقاته. ويقابل الظهور الباطن. الذي ليس دونه شيء. والباطل هنا بمعنى الذي لا يخفى عليه شيء. ويعلم كل شيء وليس هناك شيء يخفى عليه سبحانه وتعالى. وعلى هذا جاءت اسماء الله وصفاته في على اقسام اسماء تأتي مطلقة تأتي مطلقة دون مقيدة مثل السميع جاء ان الله كان سميعا بصيرا. هذا مطلق. اثبت السمع له واثبت فله البصر سبحانه وتعالى فهو السميع البصير. فلك ان تقول عبد السميع وعبد البصير وتقول الله هو السميع والله والبصير دون ان تقيد صفة بصفة وجاءت الصفات ايضا مقيدة. ويلاحظ هنا ان ما جاء مقيدا انك ما له ان يذكر بتقييده. ان يذكر بتقييده. مثلا ما نقول هو الباطل. ولكن نقول الظ ظاهر الباطن الظاهر الباطن لماذا؟ لاننا بجمع الاسمين هنا يظهر كمال صفات ربنا وكمال اسميه. ظاهر وباطن. وهذا من من معاني كمال ربنا سبحانه وتعالى ان له الظهور فهو فوق كل شيء وهو مع ظهوره لا يخفى عليه شيء. مع ظهوره وعلوه وفوقيته بعضهم وعلوي وفوقيته سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء من خلقه. لا يخفى عليه شيء من خلقه. ولذا نقول على هذا هل يجوز ان نسمي شخصا بعبد الباطن؟ نقول لا لماذا؟ لان الاسم كماله ان يؤتى بمقابله وهو الظاهر فلك ان تقول عبد الظاهر الباطن نقول لا حرج. لانها تتجلى فيه نعوت كمال ربنا سبحانه وتعالى اما تسميته بالباطل فقط او بعبد الباطل فقط فهذا ليس بصحيح واذا قد اختلف اهل العلم هل في هذه الاسماء مطلقة او تأتي بتقييدها. فمنهم من اجاز في الاول والاخر اطلاقها ولم يجز في والباطل الاطلاق بل لا بد ان تأتي مقيدة. والصحيح ان الظاهر والباطن لا بد من الاتيان بها مقيدة. فتقول الظاهر الباطن مثل النافع الضار. القابض وهكذا كذلك بعض الصفات التي جاءت مقيدة مثل صفة المكر والكيد والخداع لم تأتي مطلقة في كتاب الله ابدا. وانما جاءت مقيدة. مكروا وبكر الله. بكروا جاءت مكروا ثم قال الله مكر الله اي اي مكر الله بسببه شيء بسبب مكروه. يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين اذا الله يمكر بمن مكر به. فصفة الكمال في المكر ان تأتي بمقابلها وهو مكر خلق فاذا مكر الخلق الله يمكر بهم. يخادعون الله وهو خادعهم. فلم يأت خداع الله لهم الا بعد خداعهم له. فهذا ايضا من كمال صفة ربنا سبحانه وتعالى التي هي صفة المكر والخداع والكيد نقول تثبت لله عز وجل في باب المقابلة. ولا يؤتى بها مطلقة. وهذا معنى هذه الاية هو الاول فمن اسماء الله الاول. وهل يعبر بالاول بالقديم؟ نقول لا. الذي في كتاب الله الاول والاول ابلغ من القديم ابلغ من القديم لان القديم لا يلزم منه الاولية المطلقة لا يلزم منه الاولية المطلقة. تقول فلان قديم ولا يلزم ان يكون اقدى من غيره بل هو قديم لمن اتى بعده اما عندما تقول هو الاول او جاء هو الاول فمعنى ذلك انه لم يسبقه احد ويفرق في باب الاسماء وباب الاخبار يجوز ان نقول الله قديم معنى له له القدم المطلق. لكن لا نسمي ربنا سبحانه وتعالى باسم القديم وانما نسميه بما اثبت لنفسه وهو الاول الاول. واولية الله عز وجل يؤخذ بها صفة الاولية من اسمائه الاول ويؤخذ من ويؤخذ من هذا الاسم صفة الاولية. ويؤخذ من ثمرة هذه الاولين ان كل موجود حصله الاولية ان اوليته اوتيت من اولية الله سبحانه وتعالى اذا هو الاول وهو الاخر. وهنا ايظا في قوله هو الاول نقول هو هو هنا ليس باسم وانما هو كناية عن اسم الاسماء الا وهو هو هو الاول اشارة وكناية الى اسماء الله عز وجل فلا يجوز ان نقول ان ما هو اسم من اسماء الله ولا ان يتعبد باسمه هو. وانما نقول هو الله هو الملك هو القدوس من باب الكنانة الاشارة الى الله عز وجل بهذه الاشارة. اذا الاسم الاول ويؤخذ منه صفة الاولية الاسم الثاني الظاهر ويؤخذ منه صفة الظهور صفة الظهور وصفة الظهور معنى صفة العلو الا انها مقيدة بذات الله عز وجل. ولا حرج ليقال ان الله ظاهر على خلقه بذاته وظاهر لقوته وظاهر بقدرته وظاهر بعزته وظاهر باسمائه وصفاته نقول لا حرج. لكن لكن الظهور هنا متعلق والزم ما يكون به هو ذات ربنا سبحانه وتعالى. فالله وفوق كل شيء سبحانه كما قال تعالى يخافون ربهم من فوقهم يخافون ربهم من فوقهم. وهنا دليل وواضح وبين ان الله ظاهر على مخلوقاته بذاته. ظاهر على مخلوقاته بذاته والاخر ايضا من اسماء الله الاخر من اسماء الله الاخر. وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه فسر هذه الاسماء بقوله هو الاول فليس قبله شيء. وهو اخر فليس بعده شيء وهو الظاهر فليس فوقه شيء وهو الباطل فليس دونه واحسن ما يفسر به كلام الله عز وجل ان يفسر بكلام الله او بكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فان تفسير كلام الله يأتي على مناحي وعلى اربع على جهات اما ان يفسر بكلام الله مثل قوله القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. هذا تفسير بالقرآن. اما ان يأتي التفسير يفسر كلام الله باي شيء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا ايضا من التفاسير التي لا يجوز للمسلم ان يتجاوزها. ولا ان يتعداها الى غيرها. وعلى هذا نقول هل يجوز لنا ان نفسر هذه الاسماء بغير ما فسرها بها نبينا صلى الله عليه وسلم؟ نقول الا اذا كان من باب التوضيح ومن باب الشرح هو الاول فنقول الاول بمعنى الذي لم يسبقه شيء وله الاولية المطلقة وهو الذي سبق خلقه نقول هذا لا شيء فيه ولا حرج فيه لماذا؟ لانه بمعنى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم كذلك عندما نقول الاخر هو الاخر ايضا هو الاول والاخر والظاء والباطن الاخر هو الذي ليس بعده شيء وهذا بمعنى ان الله سبحانه وتعالى يفني جميع خلقه الا ما شاء الله. والله سبحانه وتعالى اخبر ان كل من عليها فان وقال تعالى كل شيء هالك الا وجهه. فما من شيء في هذا الكون الا سيفنى ويهلك الا يفنى ويهلك وذلك ما كما جاء في حديث ابي هريرة في حديث الصور العظيم وان كان باسناده ضعف ان الله عز وجل يقبض اذا قبض ارواح بس يأمر ملك الموت ان يقبض ايضا ارواح الملائكة. فيقبض روح ميكائيل وجبريل واسرافيل ثم يقول فيقول الكربيون فيأمر بقبض ارواح الملائكة الكربيون. ثم يقول من بقي فيقول بقي عبدك انا. فيقول الله اقبض روحك يا ملك الموت فيقبض روحه ولا يبقى هناك احد. وينادي ربنا لمن الملك اليوم لمن الملك اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه احد سبحانه وتعالى ثم يجيب نفسه قائلا الملك لله الواحد القهار. الملك لله. الواحد القهار. ثم يبعث الله الخلاق. فهذا معنى الفناء الذي يلحق الناس والا اهل السنة مجمعون على ان نعيم الجنة لا يفنى. وان اهل الجنة لا يفنون فالله هو الاخر الذي ليس بعده شيء. وبقاء الخلق متعلق باي شيء؟ بمشيئة الله عز وجل اذا شاء الله له ان يبقوا بقوا. واذا شاء ان يهلكهم اهلكهم ربنا سبحانه وتعالى. اذا الاخر معنى الذي ليس بعده شيء. والذي له الدواب المطلق وله الابدية المطلقة سبحانه وتعالى. فهذا من جهة احاطة الزمانية. الظاهر والباطن. الظهور بمعنى العلو وهذا بمعنى ما يعبر اهل العلم بقولهم العلي في علوه القريب في دنوه. اي هو عالم فوق عرشه وقريب ايضا من خلقي بمعنى وهو معكم اينما كنتم. فالباطل متعلق بعلم الله عز وجل متعلق بعلم الله وهو بعد قوله ليس دونه شيء ليس دونه شيء ليس دوده شيء اي كل شيء تحته فالله يعلمه سبحانه تعالى وقد قد يعني يفسر هذا ايضا بما جاء عند احمد من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن انس رضي الله تعالى عنه انه قال لو ان احدكم ادلي بحبل من السماء من الارض الى الارض السابعة لوقع على الله لوقع على الله سبحانه وتعالى ليس معنى ذلك ان الله في كل مكان بل نقول الله فوق عرشه ومعنى ذاك ان الله محيط بكل شيء. ان الله محيط بكل شيء سبحانه وتعالى. فالباطل هو الذي يعلم خفايا الامور. يعلم خفايا الامور. ويطلع على دقائق وخفاياها فهو مع علوه وارتفاعه هو ايضا عليم لكل شيء سبحانه وتعالى. اذا الاسم الظاهر واسم الباطن وله معنى الظهور من صفاته الظهور ومن صفات ومن اسماء الباطنة ومن صفات انه العالم بكل شيء والذي هو قريب من كل شيء سبحانه وتعالى. قال بعد ذلك وتوكل على الحي الذي لا يموت. ايضا من ذات الله عز وجل صفة الحياة. يأمر ربنا سبحانه وتعالى بالتوكل عليه سبحانه وتعالى التوكل عليه سبحانه وتعالى والتوكل عمل قلبي عمل قلبي وهو التفويض والاعتماد على الله عز وجل في جلب النفع او دفع الضر والتوكل على درجات التوكل الخاصة وتوكل العامة اما توكل الخاصة فهم الذين يتوكلون على الله عز وجل بان يعينهم على طاعته. ويحبب اليهم الايمان ويزينه في قلوبهم. واما توكل العامة فهم اللي يتوكلون في جلب ارزاقهم ودفع الاضرار والشرور عنهم هذا توكل قل العابة. اذا يأمر ربنا سبحانه وتعالى بقوله وعلى الله وتوكل على الحي الذي لا يموت. فهنا امر بالتوكل هو امر يؤخذ منه الوجوب فيجب على المسلم ان يتوكل على الله عز وجل ولا يجوز له يتوكل على غيره التوكل الذي هو عبادة قلبية لا يجوز صرفها لغير الله سبحانه وتعالى. ومن صرف لغير الله سبحانه وتعالى فقد قد اشرك بالله الشرك الاكبر والصحيح ايضا من اقوال اهل العلم انه لا يجوز ان نقول توكلنا على الله ثم على فلان ولا نقول توكلنا على الله وعلى فلان. وانما نقول توكلنا على الله وحده. توكلنا على الله وحده. فهي قلبية لا تصرف الا لله عز وجل. ولك ان تقول توكلت على الله ووكلت فلان. توكلت على الله ووكلت فلان والتوكل الشرعي التوكل الشرعي هو الاعتماد على الله وتفويض القلب اليه مع فعل الاسباب فلا يسمى التوكل توكلا وهو خال من الاسباب. فلا بد للمتوكل ان يفعل الاسباب التي امره الله عز وجل بها ثم اذا فعل الاسباب فوظ واعتمد على الله عز وجل في اموره كلها. فالله يأمرنا توكل والتوكل من افضل العبادات بل جعلها الله عز وجل اية ومعجزة لنبي من انبيائه من هو نبي من انبياء الله لم يذكر له في كتاب الله معجزة ولم يذكر له اية الا اية واحدة وهي اية التوكل وهو هود عليه السلام اني توكلت على الله ربي وربكم. ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها. فهود عليه السلام توكل على الله وقال لقومه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. الان وحيد وليس معه ناصر الا الله عز وجل وليس معه معيد ولا نصير. لكن قلبه امتلأ ثقة واعتمادا وتفويضا لله عز وجل فقال لقومي وهم متربصون به يقول لهم فكيدوني جميعا كلكم وجميعكم كيدوني ثم لا تنظرون لا تؤخرون امركم ولا تنتظرون بي. ثم لا تنظرون اني توكلت على الله ربي وربكم. ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها. ولذلك المتوكل على الله المتوكل على الله عز وجل من اشجع الناس. ومن اقوى الناس لانه يعلم ان ما اخطأه لم يكن ليصيبه. وما اصابه لم يكن ليخطئ. ولذلك عندما ترى في قلبك خوف او ترى في قلبك هلعا فاعلم ان فيك ضعف من جهة التوكل. لماذا؟ لانك كأن هناك شيء سيقع دون لله عز وجل وليس هناك وليس هناك شيء يقع الا بامر الله عز وجل المتوكل لا يخاف الا الله سبحانه وتعالى ولا يعني هذا ان الانسان يترك فعل الاسباب بل يفعل الاسباب ويتوكل ويعتمد على الله سبحانه وتعالى ويفوظ امره لربي سبحانه وتعالى. قال على الحي على الحي الذي لا يموت وهذا فيه اشارة وتنبيه ان جميع الالهة التي تعبد من دون الله هي اموات. لا تنفع ولا تضر. وان بقيت زمانا ماتت بعد زمن. اما ربنا سبحانه وتعالى فهو الحي الذي لا يموت تعبيد صفة الحياة وبين نفي الموت. وقد ذكرت ان مثل هذه الاية تأتي معنا الاثبات المفصل. والنفي المفصل والقاعدة ان النفي المفصل في كتاب الله لا يراد لذاته لا يراد لذاته وانما يراد لاثبات كمال فالله اثبت حياته ثم اكد هذه الحياة بقوله الذي لا يموت. والله لا يموت ولا تأخذه ولا ولا يأخذه دوم. فمن اسماء الله الحي. ومن صفاته انه ذو حياة سبحانه وتعالى هو الحي وله صفة الحياة هو الحي وله صفة الحياة وما من حي الا من عند الله عز وجل الذي هو الحي فالحي هو الذي احيا الخلائق. والحي هو الذي اجعل لهم الحياة. والحي هو الذي ابقى هؤلاء الخلق وهو المميت ايضا فكل ميت انما حصل بكونه ان الله الذي اماته سبحانه وتعالى اذا من اسماء الله الحي ومن صفاته انه ذو حياة سبحانه وتعالى وان له صفة الحياة ثم قال الذي لا يموت فربنا لا يموت وهو تأكيد ايضا الاخر الذي ليس بعده شيء الحي القيوم الذي هو قائم على كل شيء سبحانه وتعالى. فاذا علمت ان ربك حي لا يموت. وانه قيوم لا تأخذه سنة ولا وانه قوي عزيز ملأ قلبك ذلك ايمانا وتعظيما ويقينا وثقة بالله عز وجل فكل من ترى في هذا الكون انما هم يموتون. والله حي لا يموت. الله هو الذي يحييهم وهو الذي يميتهم والقلوب والعباد كلهم تحت امر الله وقدرة الله وقهر الله. انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. اذا ذكر ايضا من اسماء الله اسم الحي ومن صفاته انه له حياة تليق بجلاله سبحانه وتعالى واكد هذه الصيغ بقوله الذي لا يموت ثم ذكر اسما اخر وهو قوله وهو الحكيم الخبير. الحكيم هو ذو الحكمة. الذي يظع الامور في مواضعها مع علمه بالغايات علمه بالغايات والمآلات. فالله يضع الامور في مواضعها بعلمه بمآلات الامور. وغايات الامور وما تنتهي اليه الامور يعلمها سبحانه وتعالى قد اما البشر قد يظع شيئا فيما يناسب في وقته لكنه بعد حين لا يناسب. واضح؟ يعني يكن للحكماء من يضع الشيء في موضعه في وقت. لكن الذي وضعه يناسب سنة. السنوات القادمة لا يناسب. ربنا لا. الحكيم الذي يضع الاشياء في مواضعه في مواضعها. علمه بما سيكون ولاة الامور وعواقب الامور وغايات الامور يعلمها ربنا سبحانه وتعالى فهو الحكيم. الحكيم في خلقه الحكيم في اقواله والحكيم في افعاله والحكيم في اسمائه وصفاته سبحانه وتعالى وله الحكمة البالغة تامة له الحكمة البالغة التامة. فالله لا يفعل شيئا دون حكمة. ولا يقضي قضاء دون حكمة ولا يأمر ابرد دون حكمة. فكل شيء من اقواله وافعاله وقضائه واحكامه صدرت عن حكمة له وتعالى وهذا هو مذهب اهل السنة ان ان لله حكمة ان من صفات ان له حكمة وان من اسمائه الحكيم ومن اسمائه ايضا الحكم الذي يحكم بين الناس ويفصل بينهم ويقضي بينهم سبحانه وتعالى الله هو الحكم وهو الحكيم وهو ذو الحكمة البالغة التامة سبحانه وتعالى. اما المبتدعة فلا يثبتون صفة الحكمة. وان اثبت بعضهم الاسماك مر بنا المعتزلة اسماء يثبتون اسماء بلا بلا معاني. كيف بلا اسماء بلا معاني؟ يقولون مثل عليم هل له علم؟ يقول ليس هناك صفة اسمها العلم ولكن العلم يعود عليه شيء على ذاته فيردون الصفات الى اي شيء الى الذات بانهم يجعلون هناك صفات تقوم بالذات يقول لا. انما هي ذات واحدة فالعلم يراد به الذات الحياة يراد به الذات. النفس يراد بها الذات كل شيء يرد الى الى الى الذات. هؤلاء هم المعتزلة والجهمية. الجهمية بل اشد من الجهبية يقولون ليس له اسماء وليس له صفات واسماء وصفات مخلوقة وانما هو ذات مجردة عن الاسماء والصفات وهذا لا شك انه من اعظم الكفر بالله عز اما اهل السنة فيثبتون ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ومن غير تعطيل من غير تمثيل ومن غير تكييف بلغوا بل يقولون امنا بما جاء عن الله على مراد الله وما جاء عن رسول الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ايضا الخبير والخبير هو هو صفة من صفات علم الله عز لكنها اخص الخبير هو بمعنى العلم لكن الخبير اخص من جهة ان الخبير وهو الذي يخبر خفايا الامور. يخبر خفايا الامور. ولذلك سمي المزارع خبيرا لماذا؟ لانه الارض ويخرج ما في باطنها ويخرج ما في باطنها. فكذلك ربنا الخبير الذي يعلم خفايا الامور ولا يغيب عنه شيء في الارض ولا في السماء. فيكون العلم العلم التام الكامل يشمل الخبير محيط يشمل هذي فهو العليم لكن الله عز وجل اراد ان يؤكد شيئا من صفاته وصفة انه خبير سبحانه وتعالى الذي يخبر البواطن الامور وخفاياها واسرارها وما تخفيه النفوس وما تغيبه النفوس يعلمه رب سبحانه وتعالى بل يعلم ما تحت الارض وما تحت الاراضين وما تحت كل شيء يعلمه ربي سبحانه وتعالى وهو الخبير بكل في شيء فهو الخبير بخفايا الامور وبواطنها بخفايا الامور وبواطنها ويؤخذ من هذا صفة الخبرة لله عز وجل بل فهو خبير ذو خبرة سبحانه وتعالى الذي يخبر الامور ويعرفها ويعلمها على دقائقها وتفاصيلها واجزائها وسيأتي معنا في باب صفة العلم ما يتعلق بالعلم بالجزئيات وما يتعلق بالكليات وما يتعلق بما مضى وما يتعلق بالحال ما يتعلق بما سيأتي فربنا عز وجل خبير بكل شيء. وعليم بكل شيء. لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء فنقف على هذه الاية ونكمل ان شاء الله على ما يتعلق في صفة العلم في اللقاء القادم باذن الله عز وجل والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد