الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وقال صلى الله عليه وسلم في الحمر ما انزل الله علي فيها بان الا هذه الاية الجامعة الفاذة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يراه وغير ذلك ما لا يحصى. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد في هذا الحديث وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل في الحمر الاهلية فقال عليه الصلاة والسلام ما انزل الله علي فيها شيئا الا هذه الاية الجامعة الفاذة قول الله سبحانه وتعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يراه قوله عليه الصلاة والسلام في وصف هذه الاية الا الفاذة الجامعة الجامعة لانها جمعت في وجازة لفظها واتت شاملة الانواع المتعلقة المعاصي والطاعات فمن يعمل مثقال ذرة اي من خير هذا جامع لكل خير ومن يعمل مثقال ذرة اي من شر هذا جامع لكل شر وفاذة لانفرادها بهذا المعنى الجامع فهي اية جامعة فاذة اي فريدة في جمعيتها لهذا لهذه الانواع كلها مما هو متعلق الطاعات ومما هو متعلق المعاصي نعم قال رحمه الله تعالى وقد تقدم منها جملة وافية في اثبات الارادة والمشيئة والخلق. فكما لم يوجد العباد لم يوجدوا افعالهم فقدرتهم وارادتهم ومشيئتهم وافعالهم تبع لقدرة الله سبحانه ارادته ومشيئته وافعاله. اذ اذ هو تعالى خالقهم وخالق قدرتهم ومشيئتهم وارادتهم وافعالهم ليس مشيئتهم وارادتهم وقدرتهم وافعالهم هي عين مشيئة الله تعالى وارادته وقدرته وفعله. كما ليسوا هم اياه تعالى الله عن ذلك. بل افعالهم المخلوقة لله قائمة بهم لائقة بهم مضافة اليهم حقيقة وهي من اثار افعال الله تعالى القائمة به. اللائقة به المضافة اليه حقيقة. نعم الله وتعالى يقول لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذا فيه ان العبد له مشيئة بها يفعل الخير او الشر. الطاعة او المعصية الكفر او الايمان ولهذا قال لمن شاء منكم فالعبد له مشيئة واذا فعل ما يفعله من اعمال صالحة فانها تضاف اليه يقال صلى صام تصدق وزكى واذا فعل الافعال السيئة فانها تضاف اليه يقال كذب وخان وغش وفجر الى غير ذلك فيفعله التي هي من كسبه وفعله فعلها بمشيئته ولهذا يؤمر وينهى هذه المشيئة التي عنده يؤمر بالصالحات وينهى عن المعاصي وقوله وما تشاؤون الا ان يشاء الله فيه ان هذه المشيئة التي عند العبد تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى وباذنه جل في علاه هذا يفيد ان العبد بهذا الايمان الذي دلت عليه النصوص في هذا الباب العظيم المعضل الذي هو الايمان القدر لا ينجو الا بذلك. لا ينجو الا بالايمان بذلك فيجاهد نفسه على فعل الاعمال الصالحة مجاهدة عظيمة يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. يجاهد نفسه وفي الوقت نفسه يستعين بربه لان الامور بمشيئته وباذنه سبحانه وتعالى ولا يكون الا شيء شاءه وفي هذا المعنى يقول الامام الشافعي رحمه الله تعالى في ابيات هي من احسن ما قيل في في هذا الباب باب الايمان بالقدر قال ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن. نعم قال رحمه الله تعالى فالله فاعل حقيقة والعبد منفعل حقيقة قال فالله فاعل حقيقة فاعل اي سبحانه وتعالى يخلق يدبر يتصرف يحيي يميت يعز يذل يهدي يظل فاعل حقيقة وهو المدبر الامر وهو تبارك وتعالى فعال لما يريد سبحانه وتعالى فالله فاعل حقيقة والعبد من فعل حقيقة والعبد من فعل حقيقة والعبارة الدقيقة في وصف العبد ان يقال العبد فاعل ومن فعل فاعل لان الافعال التي تقع منه هي افعاله افعال العبد التي تقع منه وهي افعاله وهو الفاعل لها فان كانت خيرا اثيب عليها وان كانت شرا عوقب عليها فهو فاعل لها ومنفعل لان افعاله بمشيئة الله سبحانه وتعالى فلا يقال انه فاعل وليس منفعل ولا يقال انه منفعل وليس فاعلا بل هو فاعل باعتبار باعتبار ان اه هذه افعاله فعلها بمشيئته واختياره ولهذا لو اكره على امر لا لا يريدوا لا يعد فعلا له يعاقب عليه من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان مكره ما يعاقب وان فعل الفعل المحرم او قال القول المحرم لا يعاقب على على ذلك فهو فاعل باعتبار ان هذه افعال هو باشرها بنفسه ومنفعل باعتبار ان افعاله كلها بمشيئة الله واذنه سبحانه وتعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. نعم قال رحمه الله تعالى والله تعالى هاد حقيقة والعبد مهتد حقيقة ولهذا اظاف الله تعالى كلا من الفعلين الى من قام به. فقال عز وجل من يهد الله فهو المهتد. نعم اضاف الفعل اضاف الفعلين الفعلين في الاية هنا يتعلقان الهداية ففيها هادي ومهتد الهادي رب العالمين سبحانه وتعالى الهادي رب العالمين والمراد بالهداية هنا هداية التوفيق التي هي كونية قدرية المهتدي العبد الذي من الله سبحانه وتعالى عليه بالهداية نعم قال رحمه الله تعالى فاضافة الهداية الى الله تعالى حقيقة واضافة الاهتداء الى العبد حقيقة وكما ان الهادي تعالى ليس هو عين المهتدي فكذلك ليست الهداية هي عين الاهتداء. وكذلك يضل الله تعالى من يشاء حقيقة وذلك العبد يكون ضالا حقيقة. وهو سبحانه وتعالى خالق المؤمن وايمانه. والكافر وكفره كما قال جل وعلا هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن. والله بما تعملون بصير اي هو الخالق لكم على هذه الصفة واراد منكم ذلك كونا لا شرعا. فلابد من وجود مؤمن وكافر هو البصير بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلال. وهو شهيد على اعمال عباده. وسيجزيهم بها اتم الجزاء ولهذا قال تعالى والله بما تعملون بصير. قوله كونا لا شرعا اي اي كما قال الله عز وجل ولا يرضى هذه الكفر نعم فاضاف الله تعالى الخلق الذي هو فعله القائم به اليه حقيقة. واضاف الايمان والكفر الذي هو عملهم القائم بهم الى حقيقة والله تبارك وتعالى هو الذي جعلهم كذلك وهم فعلوه باختيارهم وقدرتهم ومشيئتهم التي منع الله اياها وخلقها فيهم وامرهم ونهاهم بحسبها والمقصود ان الله سبحانه في جميع تصرفاته في عباده فاعل حقيقة والعبد منفعل حقيقة. فمن اضاف الفعل والانفعال كليهما الى المخلوق كفر ومن اضافهما كليهما الى الله تعالى كفر ومن اضاف الفعل الى الله تعالى حقيقة والانفعال الى المخلوق حقيقة كما اظافهما الله تعالى فهو المؤمن حقيقة فالاول قول القدرية النفات واول من فالاول قول القدرية النفاة وسيأتي بعد فصفحات قوله رحمه الله تعالى والثاني آآ قول الجبرية الغلاة اضافة الفعل والانفعال كلاهما الى الله فهذان قولان باطلان في هذا الباب متظادان كل منهما على نقيظ الاخر والحق وسط بين هذين القولين الباطلين الضالين فالقدرية في القدرية النوفات نفاة القدر شهدوا في هذه المسألة كونه فاعلا محضن اي العبد كونه فاعلا محضا غير منفعل في فعله ولهذا قالوا ان الانسان هو الخالق لفعل نفسه ولا علاقة لمشيئة الله وقدرته بافعال العباد فالعبد والخالق لفعل نفسي فاثبتوا قدرة العبد ونسب الايجاد لهذه الافعال للعبد وانه هو الخالق لها ونفوا قدرة الرب سبحانه وتعالى وعلى النقيض لهؤلاء الجبرية الغلاة يقال لهم المجبرة لقول بالجبر في في هذا الباب باب القدر شهدوا كونه اي العبد منفعلا شهدوا كونه منفعلا ولم يجعلوه فاعلا حقيقة ولم يجعلوه فاعلا حقيقة ظل هؤلاء وهؤلاء والحق قوام بين ذلك وهو ما دل عليه قول الله سبحانه وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيموا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فقوله لمن شاء منكم لمن شاء منكم ان يستقيم هذا فيه اثبات المشيئة للعبد انه ليس مجبور كما هو قول الجبرية الباطل وقوله آآ وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فيه اثبات ان الامور كلها بمشيئة الله سبحانه وتعالى خلاف القدرية النفاة فاول الاية رد على الجبرية واخرها رد على القدرية. نعم قال رحمه الله تعالى واول من احدثه في هذه الامة معبد الجهني في اخر عصر الصحابة كما قدمنا عن يحيى بن يعمر في سياق حديثه في في سياق حديث جبريل السابق في سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عن الدين وانكر عليه ذلك بقية الصحابة وائمة التابعين وتبرؤوا من هذا الاعتقاد وكفروا منتحله ونفوا عنه الايمان. واوصى بعضهم بعضا بمجانبتهم والفرار من مجالسته. نعم ابن عمر رضي الله عنهما لما نقل اليه قل هؤلاء وانهم وجد من يقول بهذا القول قال اذا لقيتهم اخبرهم اني منهم براء ظنهم مني براء والذي يحلف به عبد الله ابن عمر لو انفق احدهم مثل احد ذهبا ما تقبل منه ما لم يؤمن بالقدر ما لم يؤمن بالقدر ثم ساق الحديث عن ابيه عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الرجل في قصة الملك جبريل عندما جاء على صورة رجل اعرابي فسأل النبي صلى الله عليه وسلم اسئلة منها سؤال عن الايمان فكان الجواب ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره. نعم قال رحمه الله تعالى ثم تقلد عنه ذلك المذهب الفاسد والسنة السيئة التي انتحلها هو رؤوس المعتزلة وائمتهم المضلون كواصل بن عطاء الغزال وعمرو بن عبيد ومن في معناهم وعلى طريقتهم حتى بالغ بعضهم فانكر علم الله تعالى وانكر كتابة المقادير السابقة. نعم مراتب القدر مرت معنا اربعة العلم والكتابة والمشيئة والايجاد ولاة القدرية النفاة ينفون المراتب كلها ينفون المراتب كلها وآآ غيرهم من القدرية يثبت العلم السابق لكنه ينفي المشيئة والايجاب ينفي المشيئة والايجاد. نعم قال وجعل العباد هم الخالقين لافعالهم. ولهذا كانوا هم مجوس هذه الامة فاما واصل ابن هذه الامة لانهم اثبتوا خالق مع الله وهو الانسان جعلوه خالقا لفعل نفسه نعم والله يقول والله خلقكم وما تعملون ويقول الله خالق كل شيء نعم قال رحمه الله تعالى فاما واصل بن عطاء فقال فيه ابو الفتح الازدي رجل سوء كافر وقال الذهبي كان من اجلاد معتزلة ولد سنة ثمانين بالمدينة. ومما قيل فيه ويجعل البر قمحا في تصرفه وخالف الراء حتى احتال للشعر ولم يطق مطرا في القول يجعله فعاذ فعاث بالغيث اشفاقا من المطر. وكان عنده في لسانه لثغة في حرف الراء ما يحسن ينطق حرف الراء لكن كان فصيحا في في في الكلام كان فصيحا فكان يلقي الشعر ويأتي بالخطبة ويتحاشى حرف الراء وهو يتكلم يتحاشى حرف الراء لا يقول مثلا المطر يقول الغيث وما يقول البر يقول القمح وهكذا يمشي في الكلام وهذا من فصاحته لكنه لكنها فصاحة على ظلال وعلى باطل وغواية وبدعة نعم قال رحمه الله تعالى وكان يتوقف في عدالة اهل الجمل ويقول احدى الطائفتين فسقت لا بعينها فلو شهدت عندي عائشة وطلحة على باقة بقل لم احكم بشهادتهم هلك سنة احدى وثلاثين ومئة واما عمرو بن عبيد فهو ابن ثوبان ويقال ابن كيسان التيمي مولاهم ابو عثمان البصري من ابناء فارس قال ابن كثير هو شيخ القدرية والمعتزلة. روى الحديث عن الحسن البصري وعبيد الله بن انس وابي العالية وابي قلابة. وعن وابي قلابة وعنه الحمادان وسفيان بن عيينة والاعمش وكان من اقرانه وعبد الوارث ابن سعيد وهارون ابن موسى ويحيى ويزيد ابن زريع قال الامام احمد ليس باهل ان يحدث عنه وقال علي ابن المديني ويحيى ابن معين ليس بشيء وزاد ابن معين وكان رجل سوء وكان من الدهرية الذين يقولون انما الناس مثل الزرع مثل اه الزرع نعم وقال الفلاس متروك صاحب بدعة كان يحيى القطان يحدثنا عنه ثم تركه. وكان ابن مهدي لا يحدث عنه. وقال ابو حاتم متروك وقال النسائي ليس بثقة وقال شعبة عن يونس بن عبيد كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث وقال حماد بن سلمة فقال لي حميد لا تأخذ عنه فانه كان يكذب على الحسن البصري. وكذا قال ايوب وعوف بن عون. وقال ايوب ما كنت اعد له عقل وقال مطر الوراق والله لا اصدقه في شيء. وقال ابن المبارك انما تركوا حديثه لانه كان يدعو الى قدر وقد ظعفه غير واحد من ائمة الجرح والتعديل واثنى عليه اخرون في عبادته وزهده وتقشفه. قال الحسن البصري هذا سيد شباب بالقراء ما لم يحدث قالوا فاحدث والله اشد الحدث وقال ابن حبان كان من اهل الورع والعبادة الى ان احدث ما احدث واعتزل مجلس الحسن هو وجماعة معه فسموا المعتزلات. ولهذا عبادته وتزهده اثر في في بعض الناس فقبلوا ضلالته وبدعته وهذا ايضا يحصل كثير يعني يكون عند الانسان آآ تزهد وكثرة في العبادة وهو صاحب بدعة فيؤثر ذلك في قبول ما عنده من بدعة وظلال نعم قال رحمه الله تعالى وكان يشتم الصحابة ويكذب في الحديث وهم احد الخلفاء اغتر بسبب بدعة وكان يمدحه حتى قيل ما مدح من احد من الخلفاء احدا من رعيته بالشعر الا يقول احد الخلفاء في عمرو بن عبيد قال اه كلكم يطلب صيد كل اه كلكم يمشي رويد الا عمرو بن عبيد في ابيات الله ويمدحه ويثني عليه لما كان عليه من الزهد والورع لكنه صاحب ضلالة وبدعة نعم قال رحمه الله تعالى وكان يشتم الصحابة ويكذب في الحديث وهما لا تعمدا. وقد روي عنه انه قال ان كانت تبت يدا ابي لهب في اللوح المحفوظ فما تعد منه على ابن ادم حجة وروي له حديث ابن مسعود حدثنا الصادق المصدوق ان خلق احدكم يجمع في بطن امه اربعين يوما اربعين يوما حتى قال تؤمر باربع كلمات رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد الى اخره. فقال لو سمعت الاعمش يرويه لكذبته ولو سمعته من زيد ابن وهب لما احببته. ولو سمعته من ابن مسعود لما قبلته. لعلها لما اجبته ولو سمعتم من زيد بن وهب لما اجبته احسن الله اليكم قال ولو سمعته من ابن مسعود لما قبلته ولو سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته. نعم ماذا اذا كان ثابت عنه من اقبح الكفر والعياذ بالله يعني لرددته اي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم اقبله منه لو سمعته منه لرددته علي نعم قالوا لو سمعت الله يقول هذا لقلت ما على هذا اخذت علينا الميثاق وهذا من اقبح الكفر لعنه الله ان كان قال هذا وان كان مكذوبا فعلى من كذبه عليه ما يستحقه وقد قال عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى ايها الطالب علما ائت حماد بن زيد فخذ العلم بحلم ثم قيده بقيد وذري البدعة من اثار عمرو بن عبيد وقال ابن عدي كان عمرو قال ابن عدي كان عمرو يغر الناس بتقشفه وهو مذموم ضعيف الحديث جدا معلن معلن بالبدع وقالت دار قطني ضعيف الحديث وقال الخطيب البغدادي جالس الحسن واشتهر بصحبته ثم ازاله واصل ابن عطاء عن مذهب عن مذهب اهل وقال بالقدر ودعا اليه واعتزل اصحاب الحديث رحمهم الله تعالى ثم توارثت القدرية هذا المذهب الفاسد بعد هؤلاء وتواصوا به ثم منهم من نفى علم الله تعالى كاوليهم ففيهم من فعلمه بالكليات والجزئيات ومنهم من اثبت العلم بالكليات دون الجزئيات ثم افترقوا في افعال الله كما افترقوا في علمه ففرقة قالت كل افعال العباد ليست مقدورة لله ولا مخلوقة له لا خيرها ولا شرها والاخرى قالت الخير من ان افعالهم مخلوق له تعالى ومقدور له. واما الشر فليس عندهم مخلوقا لله ولا مقدورا له. فاثبتوا نصف القدر ونفوا نصفه واثبتوا خالقين فهم في الحقيقة مجوس فنوية. بل اعظم منهم فان الثنوية اثبتوا خالقين للكون كله وهؤلاء اثبتوا خالقين لكل فرد من الافراد خالقين لكل فرد من الافراد ولكل فعل من الافعال بل جعلوا المخلوقين كلهم خالقين ولولا تناقضهم لكانوا اكثر من المجوس فان الطراد قولهم ولازمه وحاصله هو اخراج افعال العباد عن خلق الله عز وجل وملكه وانها ليست داخلة في ربوبيته عز وجل. وانه يكون في ملكه ما لا يريد. ويريد ما لا يكون. وانهم اغنياء عن الله عز وجل فلا يستعينون على طاعته ولا ترك معصيته. ولا يعوذون به من شرور انفسهم ولا سيئات اعمالهم. ولا دونه الصراط المستقيم فقول اياك نعبد واياك نستعين وقول لا حول ولا قوة الا بالله لا معنى له عندهم. وربما استنكروه كما قوله تعالى من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم هذه كلها من اللوازم التي تدل على آآ فساد عقيدة هؤلاء وضلال عقيدتهم فمن لوازم ذلك ان سؤال الله الهداية وطلب المعونة واياك نستعين وقل لا حول ولا قوة الا بالله وهي كلمة استعانة وسؤال الله التوفيق سؤاله الثبات سؤال الا يزيغ القلب عن الحق والهدى هذا كله على مذهب هؤلاء لا معنى له كله على مذهب هؤلاء لا معنى له ولا قيمة لها لان آآ الخالق لفعل نفسه الانسان ولا علاقة لمشيئة الله بذلك نعم قال رحمه الله تعالى هذا مع انكاره علم الله عز وجل وقدرته ومشيئته وارادته وغير ذلك من صفاته تبارك وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا قال رحمه الله تعالى فصل والقول الثاني وهو اضافة الفعل والانفعال كليهما الى الله عز وجل هو قول الجبرية الغلاة الجفاة الذين يقولون ان العبد مجبور على افعاله مقصور عليها كالسعفة يحركها الريح العاصف وكالهاوي من اعلى الى اسفل وان تكليف الله سبحانه وتعالى عباده من امرهم بالطاعات ونهيهم عن المعاصي كتكليف الحيوان البهيم بالطيران وتكليف في المقعد بالمشي وتكليف الاعمى بنقط الكتاب. وان تعذيبه اياهم على معصيتهم اياه هو تعذيب لهم على فعله لا على وان ذلك كتعذيب الطويل لما لم يكن قصيرا والقصير لما لم نعم يؤجل هذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا