السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد نكمل ما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فيما يتعلق بايات الصفات شف الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لنا والحاضرين. اللهم علمنا ما فعلنا ووفانا بما علمتنا وزدنا ان العمل في عرف اسلام تيمية رحمه الله ركن في اثبات المكر والجيد لله تعالى على ما على ما يليق به. وقوله وهو شديد النحال وقوله ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. وقوله وقوله ومكروا مكروا ومكرنا مكر الله لا يشعر بالقول انهم يكيدون كيدهم واكيد كيدا. وقول الله كان عفوا. فقوله من يعفو وليصم ولا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم. وقول وان للعزة ولرسوله. وقلوا عنه بعزتك واغوينهم اجمعين. لا. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ذاكرا شيئا من الايات الدالة على بعض صفات الله عز وجل. من ذلك قوله تعالى وهو شديد المحن. وقوله تعالى ومكروا ذكر الله والله خير الماكرين. وقوله ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون وقوله انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. هذه الايات ساقها رحمه الله تعالى ليبين ان صفة المكر والكيد انها صفتان يوصف الله عز وجل بهما. الا ان وصفه بهما سبحانه وتعالى ليس على الاطلاق. لانها جاءت في كتاب الله المقيدة ولم تأتي مطلقة. والقاعدة في باب الصفات ان ما جاء مطلقا يثبت مطلقا وما جاء مقيدا يثبت بتقييده. ولا يوصف الله به مطلقا. فمن ذلك المكر والكيد والخداع والخداع والاستهزاء هذه صفات اطلقت على الله عز وجل مقيدة. كما قال ربنا هنا ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ذكر مكره مقابل مكرهم. لما مكروا لما ذكر الله عز وجل مكر الكفار ذكر الله عز وجل مكره ولما ذكر كيدهم ذكر الله كيده وعلى هذا نقول اهل السنة لا يصفون الله بالمكر مطلقا ولا بالكيد مطلقا ولا بالاستهزاء مطلقا وذلك ان المكر والكيد منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم. فالمكر الذي لا يكون على وجه حق هذا مذموم والله منزه عنه سبحانه وتعالى. وما كان على وجه حق فهو محمود. ولذا نقول ان من صفات الله عز وجل انه يمكر باعدائه. وانه يكيد اعداءه سبحانه وتعالى ومكر الله عز وجل بالكفار واعداء الدين لا يلزم منه ان يمكرون بالله عز وجل لان الكافر بكفره قد مكر قد مكر بنفسه قد مكر بنفسه فالله او يمكل به والمكر الذي يطلق على الله عز وجل هو صفة تليق به سبحانه وتعالى على الوجه. الذي اراده ربنا سبحانه تعالى واما بعد المكر فهو ايصال ايصال العقوبة على وجه الخفاء. ايصال العقوبة على وجه الخفاء فهو يوصل ما يريد الى من اراد على وجه الخفا سبحانه وتعالى. ولذا الكفار يمكرون ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ومكروا مكرا. ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. اذا هذه الصفات تطلق على الله عز وجل مقيدة غير مطلقة. فنقول الله ينكم لمن يستحق المكر. والله لا يمكر باولياءه ولا ينظر بعباده الصالحين. وانما يمكر ربنا سبحانه وتعالى بمن استحق المكر. والكفرة مشركون يستحقون ذلك. لان الكافر كفر بالله عز وجل وكذب رسله صلى الله عليه وسلم والمكر قد يكون مكرا مطلقا بالعبد فيمكر به فيكون من اهل النار نسأل الله العافية والسلامة وقد يمكر مكرا على قدر عمله الذي يستحقه. ولذا جاء في حديث ابن عامر رضي الله تعالى عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الله يعطي العبد وهو مطيع على معصية الله فاعلموا ان ما هو استدراج ادراج من المكر الاستدراج من المكر. لان الذي يستدرجك الى عذابك قد مكر بك. ولذا اذا كان العبد قائم على معصية الله ويرى نعم الله عليه تتوالى فليخف. قد يكون هذا المكر لله عز وجل فعلى العبد ان يتوب ويستغفر. ولذا قال ربنا سبحانه وتعالى في الكفرة فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة. وهذا من مكر الله عز وجل ان الله فتح لهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذهم ربنا بغداد. وكما جاء في الصحيحين عن موسى رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته. واملاء الله عز وجل للظالم هذا من مكره. قد يعطي الله عز وجل الظالم والفاجر القوة والصحة. وييسر له اسباب قوته وجبروته وطغيانه. ولكن هذا من مكر الله عز وجل فان الله يملي له حتى اذا اخذه لم يفلته حتى اذا اخذه لم يفلت فهذا نوع مكر من الله عز وجل. كذلك الكيد الله يكيد باعدائه ويكيد بالكفرة ويكيد باعداء الدين ايا كانوا هؤلاء. سواء كانوا منافقين او مشركين او كفار فان الله يكيد بهم ويمكر بهم سبحانه وتعالى. وقد ذكر الله عز وجل مكر الكفار ان مكرهم لتزول منه الجبال اي من عظم مكرهم ان الجبال تزول ولكن الله لهم بالمرصاد. ولو كان الدين وكل حفظه الى البشر لزال الوكر اعداء الله عز وجل ولكن ربنا سبحانه وتعالى تولى حفظه وتولى حمايته. ولذا اعداء الله عز وجل يمكرون ليل نهار ويكيدون ليل نهار ولكن ربنا سبحانه وتعالى يجعل تدبيرهم دائما في نحورهم ويجعله سببا لتدميرهم. ويعيد مكرهم عليهم. هلاكا وذلا وهونا والا لو رد حفظ حفظ الدين الى البشر والى المسلمين لوئد في مهده ولكن الله تولى حفظه وحفظ عباده الصالحين. قوله تعالى وهو شديد وهو شديد المحن. المحان اكثر اهل التفسير على انه من انتهى بالقوة يفسره بعضهم بشديد القوة بشديد القوي الذي بلغ من القوة منتهاها الذي له الغاية من القوة. وفسره بعضهم بشديد الاخذ والعقوبة. وفسره بعضهم لانه بعد الكيد والمكر والحيلة واذا قلنا انه معنى المكر والكيد والحيلة ناسب ذكره في هذا الموضع. وهذا الذي لاجله ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية وان كان ابن جرير الطبري استبعد هذا القول ان المحال من الحيلة وقال لان المحال لا لا يأتي من الحيلة ابدا الا ان يقرأ بالفتح. شديد المحال. وقال رحمه الله تعالى لا اعرف من قرأ شديد وانما يتفق القراء على قراءة شديد المحال شديد المحال الذي هو شديد القوة البالغ في ذلك منتهاها. وقتادة ابن دعابة السادوس رحمه الله تعالى. قرأ ذهب الى ان معنى شديد المحن انه شديد الحيلة. انه شديد الحيلة. وعلى هذا نقول ان الاية هنا معناها الذي له القوة وله الغاية في ذلك اي له الشدة والقوة سبحانه وتعالى وهو شديد في قوته شديد في مكره شديد في خداعه سبحانه وتعالى لمن يستحق ذلك لمن يستحق ذلك فالله لا ينكر لمن لا يستحق انما يذكر ربنا سبحانه وتعالى بمن استحق المكر ويكيد من استحق الكيد. وعلى هذا اهل السنة قاضي بالغ بعضهم فنسب لله عز وجل المكر مطلقا. وسمى الله بالمكر وهذا قول باطل. الله لا يسمى بالمال ولا يسمى بالمخادع ولا يسمى بالكاد جعل الله عن ذلك علوا كبيرا. وانما يوصف بالمكر لمن استحق ذلك ويوصف بالمخادعة لمن استحق ذلك. كما قال تعالى يخادعون الله وهو خادعهم وقوله تعالى ومكروا ومكر الله. الله عز وجل ذكر ان الكفار يمكرون. وان كان مكرهم لتزول منه الجبال. ذكر الله عز وجل الكفار وانهم يمكرون ويكيدون. فمن ذلك ما حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم عندما مكر المشركون لرسولنا صلى الله عليه وسلم عندما ارادوا قتله واتفقوا ان يأتوا برجل من كل قبيلة من القبائل ثم يشتمل على قتله ثم يتفرق دمه في القبائل. وكان هذا كيدهم وهذا مكروه. فاشتروا عند باب النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن الله مكر لنبيه صلى الله عليه وسلم فنام علي في فراشه رضي الله تعالى عنه والنبي صلى الله عليه وسلم يخرجه من بين اطبرهم دعه تراب وهم دائمون فيدر التراب على رؤوسهم. ويخرج من بين ظهرانيه وهم لا يشعرون. هذا من مكر الله عز وجل هم مكروا ومكر الله عز وجل. مكر الله عز وجل ايضا بفرعون. فرعون كاد ومكر ان يقتل يا اولاد بني اسرائيل ان يقتل ابناء بني اسرائيل. فلما عارضه قومه قال اقتل سنة ونترك سنة فترك بالسنة التي يقتل فيها فولد هارون عليه السلام. وفي السنة التي يقتل فيها ولد موسى عليه السلام ولكن الله عز وجل بمكره جعل موسى يتربى في بيت فرعون. فاوحى الله الى ام موسى ان في اليمن وكتب الله عز وقدر ان تلتقطه امرأة فرعون. وان يلقي الله عز وان يلقي الله سبحانه وتعالى محبته عليها. محبة هذا الصبي الذي في المهد القاه الله عز وجل على في قلب امرأة فرعون فتربى موسى عليه السلام في بيت فرعون. هذا حفظ الله عز وجل وهذا مكر الله سبحانه وتعالى لفرعون. فكان زوال فرعون على يد هذا الصبي الذي يتربى ويترعرع في بيت اعظم طاغية في زمانه. فاذا مكروا الله عز وجل اوصل عقوبته بالخفاء لمن يريد سبحانه وتعالى. اذا هذا معنى قوله ومكروا ومكر الله والله خير وقوله تعالى ومكروا بكرا اي بكرا عظيما كبارا. ومكرنا وهم لا يشعرون مكر الله عز وجل مكر خفي. لا يطلع عليه احيي احد. ولذا نقول لكل ظالم ولكل جبار ولكل من يحارب الله ورسوله رويدا رويدا فان الله يمكر. والله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. ولكن الله يملي ويهمل ويبذل سبحانه وتعالى يملي ويمهل ولكنه لا يهمل سبحانه وتعالى. واذا اراد ان يأخذ قرية اخذها على حين غفلة من اهلها نسأل الله العافية والسلامة. فاللهم كرم مكرا عظيما باعدائه وساقه الى والى هلاكهم. والواقع يشهد لذلك لكثير من اولئك الظلمة. والطغاة الذين يحاربون الله ورسوله. نرى مكر الله عز وجل بهم ويكيد الله عز وجل من حاربه وعاداه. وعلى هذا نقول هذه من الصفات التي يوصف الله عز وجل بها وهي صفة المكر وصفة الكيد. وصفة ايضا المخادعة. كما قال تعالى خادعون الله وهو خادعهم. وخلاصة هذه الايات ان نثبت لله عز وجل هذه الصفات على الوجه التقييد لا على وجه الاطلاق. وهي كل صفة تحتمل مدحا وذما فان الله لا يوصف بها مطلقا قاعدة وضابط يقول كل صفة كل صفة تحتمل مدحا او ذما فان الله لا يوصى به على الاطلاق وعندما يوصف بها اذا كانت على وجه المدح والكمال. وينزه الله عز وجل ان وسطاء بما هو مذموم سبحانه وتعالى. فالمكر المثمر لا يستحق المكر هذا مضمون وليس بمحمود والله منزه ان يوصى بهذا بهذا الوصف تعالى الله عز وجل عمن وصفه بهذا الوصف مطلقا بعضهم بعض اهل السنة يرى ان هذه الصفات تطلق الباب للمقابلة. فيقول الله يمكر من مكر به فيعلق مكر الله باي شيء؟ بمكر اعدائه. وهذا ليس ليس آآ هناك ما يدل عليه من كتاب لا ولا من السنة ولا عندما نقرأ الايات نرى ان الله يقول ومكروا ومكروا الله ومكروا مكر ومكرنا فالله لم يعلق مكره بمكره. وانما قال هم يذكرون الله يمكر سبحانه وتعالى. فالله اضاف لمكر نفسه ولكن مكر انه لا ينزل الا بمن يستحق كما ان المؤمن يمكر والفاجر يمكر والكافر يمكر فالكافر يمكر محاربا لدين الله. والمؤمن يمكر نصرة لدين الله عز وجل. فالله سبحانه وتعالى يمكر ولكن مكره لا ينزل ولا يحل ولا يصل الا لمن استحقه الا لمن استحقه. فالكفار يستوجبون مكر الله لماذا؟ بكفرهم وشركهم بالله سبحانه قال تعالى وقوله تعالى بعد ذلك ذكر هذه الصفات او صفة المكر والكيد والخداع والمخادعة والاستهزاء السخرية هذه الصفات كلها لا يثبتها الا اهل السنة. بل ان بعض اهل السنة ايضا لا يثبتها. والذي اهل السنة قاطبة وهو قول عامة اهل السنة انهم يثبتون هذا الصفات لله عز وجل لان الله اضافها لنفسه واضافتها لله عز وجل هي اضافة صفة الى موصوف. فنصل الله عز وجل بها على ما قيدت به والله يمكر بمن يستحق المكر. الله يمد من يستحق المكر فهو موصول لكم الا ان مكره لا ينزل ولا يصل الا بمن استحق ان يمكر به والله منزه عن كل نقص او عن كل صفة ذم تعالى الله سبحانه وتعالى عن كل ذلك. قوله بعد ما انهى للصفات ذكر ما يتعلق ببعض الصفات وهي صفة العفو وصفة المغفرة وصفة العزة وصفة القدرة. فقال تعالى ان تبدوا خيرا او تلقوه او تعفوا من سوء فان الله كان عفوا قديرا. وقوله وليعفو وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم. وقوله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. وقوله كلفا قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين. هذه الايات الله عز وجل فيها صفة العفو وصفة الصفح وصفة المغفرة وصفة العزة اما صفة العفو فالله سبحانه وتعالى يعفو عن من يشاء. صفة العفو هي صفة لله عز وجل ومعنى العفو ان يتجاوز الله عز وجل عن المسيء. ولا يؤاخذه بذنبه. هذا معنى العفو ان يتجاوز الله عن المسيء والا يؤاخذه بذنبه او يأخذه بذنبه. اي لا يؤاخذه ولا يأخذه بذنب سبحانه وتعالى وهذا من عفوه. والصفح ايضا هو ان يصفح عنه ولا يلومه. لا يعني يعفو يعني الصفح اعظم من العفو. فالصفح هو عفو وزيادة. انه لا يعاتب ولا يلام لان الله عز وجل قد صفا عنه وذلك نقول من صفات الله جل انه يصفح وانه يعفو واما صفة المغفرة فاصل المغفرة هي التغطية والستر ومعنا مغفرة الله عز وجل ان يستر الله عز وجل على العبد. فلا يفضحه بذنوبه وسيئاته المغفرة والستر. فالله يغفر لمن وقع في الذنوب فيسترها عليه سبحانه وتعالى لا يفضحه بها لا يلزم من المغفرة لا يلزم منها العفو. فقد يغفرك قد يستر الله تداعى العبد. ولا يفضحه ولكن لا قد يلومه وقد يحاسبه وقد يعاتبه على ذلك سبحانه وتعالى. لان الله عز وجل لم يعفو عن الا ما غفر له فالمغفرة هنا متعلقة باي شيء ان الله يستر عليه ولا يفضحه. ولذا اذا غفر الله وعفى فانه ذكره ولم يؤاخذه بجريرته وذنبه. هنا عفو وهنا مغفرة وهدى ايضا توبة والتوبة هو التواب سبحانه وتعالى التوبة هو ان يمحو الله الذنب ولا يسألك عنه يوم القيامة. يمحوه ولا ايحاسبك عليه سبحانه وتعالى؟ ولا شك ان اعظم ذلك ان يتوب الله عز وجل عليك اذا تاب الله عز وجل عليك فانه قد غفر وقد عفا عنك قد غفر وقد عفا. بل بالتوبة ايضا يحصل تبديل السيئات الى الحسنات الى اذا صدق العبد في توبته وذلك ان العبد اذا صدق في توبته وندم على كل ذنب عمله فان الله تبدده مقابل كل ذنب عصى الله فيه حسنة. والحسنة مقابل اي شيء مقابل الندم الذي وقع في قلبي على الذنوب التي فعلها يعني هناك من يندم وهناك من لا يندم. بعض الناس يتوب الى الله عز وجل ويقول لن اعود ويجزم بعدم العودة لكن يحن الى تلك الذنوب نقول هذا لم يندم. وتوبته هذه ليست كاملة. اما الذي يندم وكلما تذكر ذنبه ندم وتحسر فهذا الذي يبدل الله سيئاته حسنات. ولذا قال ابن رجب رحمه الله تعالى في مسألة الحسنات قاله هو العبد الذي يندم عند كل ذنب عمله. فيقابل كل ذنب ندم. فيبدل الذنب بحسنة الندم. يبدل سيئة الذنب حسن بحسنة الندم. فيبدل الله سيئاته كلها حسنات لندمه وتوبته. اذا هذا الصفات كلها تتعلق بالعفو والمغفرة والعزة والقدرة. والعفو والمغفرة هذه هاتان الصفات كان متعلقتان بمشيئة الله عز وجل. فهي صفات فعلية يغفر الله لمن يشاء ويعفو الله عز وجل عنه من يشاء سبحانه وتعالى فالله يغفر لعباده ويستر ذنوبه وخطاياه واذا ستر الله عز وجل على العبد فانه اكرم من ان يعود في شيء ستره ربنا سبحانه وتعالى. سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك في الاخرة الله عز وجل يسترها على العبد الدنيا ويسترها ايضا في الاخرة ويعفو عنه ويغفر سبحانه وتعالى. فاذا ستر الله العبد في دنياه المعاصي والذنوب فالله اكرم ان يعود في شيء ستره الدنيا. فالله يغفر ويرحم سبحانه وتعالى ويعفو ويتجاوزه. ولذا نقول من لوازم العفو المغفرة. ومن لوازم الصفح العفو والمغفرة. فالله يعفو ويغفر ويصفح سبحانه وتعالى وهذا الصفات صفة العفو والمغفرة والرحمة وكذلك الصفح هذه الصفات متعلقة بمشيئة الله عز وجل يشاء الله يسطع عن هذا ويشاء الله عز وجل الا يصفح عن هذا. فالله ان شاء غفر وان شاء لم يغفر وان شاء رحم وان شاء يرحم وهذا الجهاد متعلق بمن شاء سبحانه وتعالى ولذا نقول ان هذا الصفات صفات فعلية من الصفات ايضا صفة بعزة صفة العزة. والعزة صفة ذاتية لله عز وجل. لا تنفك عن ربنا ابدا سبحانه وتعالى فهو العزيز الذي لا يرام جناه وهو العزيز الذي له القوة والسلطان. وهو العزيز الذي لا يرى له سبحانه وتعالى. فالعزيز والقوي والعزيز الذي لا يضر ولا يستطيع احد على قربه. والعزيز الذي هو الذي يغلب كل من غلبه سبحانه وتعالى. فمن صفاته العزة. ولذا قال ابليس بعزتك لانهم اجمعين. والعجيب ان ابليس وصف الله عز وجل بالعزة التي يعطلها جميع المبتدعة كالجهمية والمعتزلة فابليس في هذا الباب اسعد منه بمعرفة الله فهو اثبت لله عز وجل عزته وقال فبعزتك انهم اجمعين. وعلى هذا نقول يجوز الحلف والقسم بصفات الله عز وجل. التي هي صفة له كصفة العزة كصفة القدرة كصفة آآ القوة بقوة الله وعزة الله وقدرة الله يجوز ان نحلف بها وان نتوسل الى الله عز وجل بها. واما الصفات التي تشترك بين مخلوق وبين صفة كصلة الرحمة الرحمة قد يطلق ويراد بها الجنة. عندما قال انت رحمتي وقد تطلق ويراد بها الصفة. فاذا قال ورحمة الله اراد بها الجنة نقول لا يجوز. واذا قال ورحمة الله اراد بها صفة نقول لا حرج في ذلك ويعود هنا الى النية. فاذا نوى بالصلة التي هي صفة الله عز وجل فلا اشكال ان تحلف بها ولا ان يسأل الله عز وجل بها ايضا فبرحمتك استغيث وبرحمة الله عز وجل ارجوه واتوسل اليه يقول هذا لا حرج ورحمة الله ما فعلت ايضا هذا الصحيح انه جائز وهو من باب الحلف بالصفة. وهنا حلف بالصفة رجل بالصفة وسؤال للصفة. اما الحلف بالصفة فهو جائز منهم من يقصر ذاك عاصفات ذاتية. واما التوسل بالصفة فهو جائز ايضا واما سؤال الصفة فهو محرم ولا يجوز. عندنا سؤال الله بالصفة الحلف بالصفة سؤال الصفة اما سؤال الصفة فهذا محرم وهو من الشرك. كمن يقول يا رحمة الله يا قدرة الله يا عزة الله نقول هذا محرم ولا يجوز لماذا؟ لانه من الشرك لان الرحمة لا بذاتها والعزة لا تقوم بذاتها عندما تقوم الا للجل. واما قول يا وجه الله فهنا نقول لا حرج لماذا؟ لان الوجه يطلق المراد به الذات يراد به الذات. فاذا اراد به الصفة نقول لا يجوز. فيكون من الشرك لكن الغالب انه يقول يا وجه الله يريد بذلك من ذلك ذات ربنا سبحانه وتعالى. ومع ذلك نقول لا ينبغي للمسلم ان يقول يا وجه الله. لانها تحتمل انه يريد الذات ويحتمل انه يريد الصلة وانما يقول به مثلا يا رحمن يا رحيم يا قوي يا عزيز ويدعو الله عز وجل باسمائه يدعو الله عز وجل باسمائه ولا يدعوه بصفاته يعني لا يدعو صفاته يدعو الله باسمائه يا رحمن يا عزيز اما الصفة فيجوز لك ان نسأل الله بها ويجوز لك ان تحلف بها. اما سؤالها فهذا من الشرك الذي لا يجوز. نسأل الله العافية والسلام اذا قول الله العزة ولرسوله وللمؤمنين هذه الصفات اثبت العزة له واثبت العزة لرسوله واثبت العزة للمؤمنين وللمخلوق من من تلك العزة ما يناسبه وانبى ربنا فله الكمال المطلق من العزة سبحانه وتعالى فعزته هي التي له وله منها الكمال المطلق سبحانه وتعالى عزة الله عز وجل هي المنتهى في عزتي التي تناسب الله وتليق بالله سبحانه وتعالى فنثبت لله صفة العزة على الوجه الذي يليق بالله سبحانه وتعالى ونثبت لله صفة العفو وصفة الصف وصفة المغفرة وكل ما اضيف الى الله عز وجل وهو صفة فان الله يوصف به من غير تحريف ومن غير لتعطيل ومن غير تمثيل ومن غير تكييف. فنقول الله يعفو والله يغفر والله يرحم والله يتجاوز وهذه صفات الله عز وجل ولله صفة العزة ولله صفة القدرة سبحانه وتعالى. اما اهل البدع فانهم يتأولون العفو والمغفرة بمعنى الارادة. منهم من يتأولها الى انها مخلوقة لله عز وجل وان الله يعفو يعفو ان يخلق عفوا عن عباد يخلق عفوا فيعفو عن عباده المقص والمذنبين. ومنهم من يرد العفو الى الى الارادة الى الارادة. اما اهل السنة فيثبتون العفو ويثبتون المغفرة ويثبتون العزة ويثبتون القدرة لله سبحانه وتعالى بل نقول يثبتون كل ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ومن غير تعطيل من غير تمثيل ومن غير تكييف. هذه الايات كلها صيغت ليبين شيئا من صفات الله عز وجل. وسيأتي معي ما يتعلق باسماء الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى متحل بهذه الصفات ومنتصب بهذه الصفات. كما انه متسم اسماء هي حسنى كذلك ومختص صفات هي حسنى سبحانه وتعالى. والباب هنا باب توقيفي لا في باب الاسماء ولا في باب فنثبت ما اثبته الله من الاسماء والصفات ولا انت ما نفاه الله عز وجل من الاسماء والصفات وكذا ما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم اثبتناه وما نفاه الرسول صلى الله عليه وسلم نفيناه. وما لم يثبت له نفي ولا اثبات. نسكت عنه ولا نثبته ولا ننفيه الا ان الا ان يكون له معنى ناقصا او صفة سلبية ناقصة فننزه الله عز وجل لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هل تعلم له سميا؟ اي انه ليس له سمي يساويه سبحانه وتعالى ولا مثل يماثله سبحانه وتعالى الله منزه عن كل نقص وعن كل عيب سبحانه وتعالى وله من الاسماء والحنى وله من الاسماء والصفات الحسنى الكمال المطلق سبحانه وتعالى. هذا ما يتعلق بهذه الايات اللي ذكرها ويقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه اي ربنا سبحانه وتعالى يخذل العباد ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا والله لا يخفى اي شيء في الارض ولا في السماء. فالله ان ان ابدينا خيرا او اخفينا يعني ابدينا الخير فاظهرناه او عملنا الخير في سرنا واخفيناه عن البشر او عفونا عن سوء فان الله يعلمه سبحانه وتعالى. وان الله وتعالى عفو فان الله كان عفو قديرا. كذلك قوله تعالى وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم. الله سبحانه وتعالى يحب ان يعفو عباده ويحب ان يصفح عمن اساء لهم. وهذه القصة في قصة مسطح رضي الله تعالى عنه عندما قذف عائشة رضي الله تعالى عنها اقسى ابو بكر الصديق ان يقطع عنه مؤنته التي كان يعطيه اياها فلما اقسم ابو بكر الصديق انزل الله قوله دعوني عفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ فقال بل احب بل احب فاعاد عطيته لمسطح فغفا فيرجى له ان الله عز وجل حقق له العفو والغفران والعفو وقد فعل ربنا سبحانه وتعالى قوله تعالى ولله العزة ولله العزة ولرسول المؤمنين هذه بشارة لاهل الايمان ان العزة لهم دائما ان العزة والقوة والغلبة دائما لاهل الايمان. وهي اما غلبة بالحجة والبيان. واما غلبة بالسيف اما الحجة والبيان فعزتهم وقوتهم وغلبتهم دائمة لا تنقطع. فاهل الايمان اعز بالحجة واعز البيان وعزتهم هذه دائمة لا تنقطع ابدا. وقوتهم وغلبتهم بالحجة والبيان لا تنقطع ابدا. اما والسنان فهم بين كر وفر يدال عليهم مرة ويدولون مرة ينتصرون مرة ويغلبون مرة وهكذا ولكن العاقبة للمتق ولكن العاقبة للمتقين. فاهل الايمان هم اعز واهل الكفر والفجور هم اذل. وابى الله عز وجل ان يذل من عصاه. فكل من عصى الله فهو ذليل. كل من عصى الله فهو ذليل. وكل من اطاع الله وكل من اطاع الله فهو العزيز. فيعز الله من يشاء بطاعته ويذل الله من يشاء بمعصيته سبحانه وتعالى فاهل الايمان هم الاعزاء واهل الكفر والنفاق هم الادلاء ولابد ان نعتز بديننا وان نظهر هذه العزة ففي انفسنا وان نتعالى بعزة الايمان والاسلام على اعداء الله سبحانه وتعالى. والا نظهر الذل والهوان لاعداء الله سبحانه وتعالى فقد اعزنا الله بالاسلام ورفعنا الله عز وجل بهذا الدين كما قال عمر نحن قوم اعزنا الله اعزنا الله مهما ابتغينا العزة من دونه اذلنا الله سبحانه وتعالى وهذا الذي اصاب الامة عندما ابتغت العزة بغير طريق العز اذلها الله سبحانه وتعالى والا لو سلكت الامة طريق عزها وطريق قوتها لملكت العالم. ولكن لما ابتغت بغير الطريق الذي رسبها او رسبه لها محمد صلى الله عليه وسلم دلت وهانت واصبحت من الاذل للامم نسأل الله العافية والسلامة. ثم قال قول ابليس قال فبعزتك لاوينهم اجمعين. ابليس لما امتنع من السجود لعنه الله واضح فطلب من الله النظرة والمهلة فامهله الله عز وجل ثم قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين. اي بهذه الصفة التي اتصفت بها له ينت عبادك اجمعين. ثم استثنى الا عبادك منهم المخلصين. وقد صدق ابليس في هذا فاتبعه كثير من اهل كثير من البشر. بل اكثر البشر هم تبع للشيطان. نسأل الله العافية والسلامة. ولقد ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين. فابليس صدق ظنه الذي ظنه انهم سيتبعونه فاتبعه خلق كثير. وان تطع الارض يضلوك عن سبيل الله. والشاهد الاية اثبات عزة الله عز وجل. وان الله متصف بالعزة. ولا شك ان من اطاع الشيطان واهواه انه هو الدليل ومن عصى الشيطان وخالفه فهو العزيز لانه اهتز بعزة الله سبحانه وتعالى والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد