الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم اغفر لنا وابشرنا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقوله تبارك اسمه في شهر الجلال والاكرام وقولك اعبده لان عبادته لا تعلم له سميا. وقوله ولم يكن له كفوا احد. وقوله فلا تجعلوا لله عباده وانتم فقوله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. وقوله فسبحوا لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وقوله تبارك الذي مسألة القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا. الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء تقديرا. وقوله فادخل الله من ولد وما كان معه ومن اله ذا الجذاب كل اله بما خلق ولعن بعضهم على بعض. سبحان الله عما يصفون. عالم الغيب والشهادة الذين تعالى عما يشركون وقوله فلا تضربوا لله الامثال فان الله يعلم وانتم لا تعلمون. وقوله انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وما تشركوا بالله ولا تشركوا بالله ما ما لم ينزلني سلطانه ولا تقول على الله ما لا تعلمون. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله على اله وصحبه اجمعين. اما بعد مواصلة او متابعة لما سبق ذكره مما يتعلق ببعض ايات صفات التي ذكرها شيخ الاسلام رحمه الله تعالى. مر بنا صفة العفو والمغفرة وكذلك ما يتعلق بصفة العزة واثبتنا لله عز وجل ان له صفة العفو. وان له سبحانه وتعالى صفة المغفرة والفرق بينهما وقع خلاف بين اهل العلم في ذلك فمنهم من يرى ان العفو اوسع من المغفرة وذلك ان العفو يتعلق به محو الذنوب والمغفرة يتعلق بها الستر ويا هذا ذهب الغزالي وابن المنير وذهب اخرون كابي هلال العسكر رحمه الله تعالى ان ان المغفرة اوسع من العفو فالعفو هو ان يتجاوز ربك سبحانه وتعالى عن ذنبك والمغفرة هي تجاوز مع ثواب وجزاء ان يعفو ان يعفو عن الذنب والزلة ثم يثيبك على ذلك بالحسنات اي هو عفو وزيادة. عفو وستر وهذا القول ان المغفرة اوسع هو الذي عليه الاكثر ان المغفرة اوسع واكثر من معنى من العفو وخص بعضهم المغفرة بانا لا تطلب الا من الله عز وجل فيقال عفا السلطان يعني عفوك يا سلطان ولا يقال مغفرتك يا سلطان فخص بعضهم ذلك بالله عز وجل الا تطلب المغفرة الا من الله سبحانه وتعالى. وعلى كل حال نقول ان الله له صفة العفو وله صفة المغفرة والعبد دائما يسأل ربه سبحانه وتعالى ان يعفو عنه وان يغفر له والمغفرة اوسع من العفو فان كان العفو ومحو الذنوب فالمغفرة محوا وستر مع ثواب الله عز وجل للعبد مع ثواب الله عز وجل للعبد وذكرنا مسألة هل يضاف الى الله عز وجل صفة الصفح الصحيح انه لا يثبت في ذلك شيء لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضاف الى الله صفة الصفح لكن يخبر على الله عز وجل انه يصفح وانه يعفو وانه يغفر لكن لا نثبت لله عز وجل صفة الصفح لعدم ورود الدليل بها. والقاعدة في الباب الا يثبت لله عز وجل الا ما اثبته لنفسه سبحانه وتعالى او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا فصفة الصفح او ما يسمى الصفح لا يضاف الى الله عز وجل انه صفة لكن لا بأس ان تدعو الله عز وجل بان يصفح عنك وبان يعفو عنك وبان يغفر لك لكن لا نقول ان من صفات صفة الصفح ذكر بعد ذلك ما يتعلق ببعض الايات مثل ذلك قوله تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا وقوله تعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وغيرها من الايات. هذه الايات ساقها شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ليبين ان قاعدة اهل السنة في باب الاسماء والصفات انهم يثبتون مفصلا وينفون مجملا هذا هو الاصل وهذا هو القاعدة وما جاء نفيه مفصلا في كتاب الله عز وجل فانما يراد كمال ضده اذا جاء في كتاب الله عز وجل نفي مفصل فاعلم ان الله سبحانه وتعالى يريد بهذا النفي اثبات كمال الضد فالله يقول وقل الحمد لله نحمد الله عز وجل ويحمده كل موحد ومسلم بان الله عز وجل لم يتخذ ولدا. وهذا من كماله سبحانه وتعالى فاتخاذ الولد يدل على الضعف وعلى الحاجة. ولذا لما قال كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك انزل الله عز وجل قوله قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فمن كمال الله ومما يحمد الله عز وجل عليه ان لم يتخذ ولدا ان لم يتخذ ولدا وذلك ذلك ما لغناه سبحانه وتعالى. والا لو كان له ولد لكان لكان لهذا الولد من الامر والنهي ما ما يحصل بسببه شيء كثير من الخلط ولكن لكمال الله عز وجل ولغناه لم يتخذ ولدا. فيحمد الله عز وجل على انه لم يكن له ولد ولم يكن له صاحبة ولم يكن له شريك في الملك سبحانه وتعالى ولم يكن له ولي من الذل ولم يكن له ولي من من الذل وعندما ننفي عن ربنا سبحانه وتعالى الولد فان ذلك يثبت به كمال غناه وكمال قوته وكمال عزته سبحانه وتعالى. فهنا نفى الله نفيا مفصلا وهو انه لم يتخذ ولدا وامرنا ان نحمده على هذا على هذا الامر انه لم يتخذ ولدا. ولم يكن له في الملك اذ لو كان معه شريك لكان ايضا لهذا الشريك من الامر والنهي ما يحصل به التضاد وما يحصل به التنازع ولكن لكمال قوة الله ولعزتي وغناه لم يكن له شريك في الملك. بل الملك له وحده سبحانه وتعالى. ثم قال ولم كن له ولي من الذل. ولم يكن له ولي من الذل. ويلاحظ هنا ده بكام اي نعم قوله تبارك اسم ربك تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام طيب لعلنا نرجع اذا الى الايات التي قبل هذه الايات. قوله تبارك اسم ربك الجلال والاكرام وقوله فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم؟ هل تعلم له سميا؟ وقوله ولم يكن له كفوا احد وقوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. هذه الايات رحمه الله تعالى ساقها هذه الايات ساقها شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في هذا الباب ليبين ما ذكرناه قبل ذلك من القاعدة العامة ان الله عز وجل لا يثبت له الا ما اثبته لنفسه وما ينفى عنه الا ما نفاه عن نفسي او نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم وان ربنا سبحانه وتعالى له من الاسماء اكملها واحسنها. فقال ربنا تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. فجميع اسماء الله المباركة وجميع اسماء الله الحسنى وجميع اسماء الله معظمة وذلك انه قال تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. فجميع اسماء الله مباركة. ومن هاه تكون البركة ومنها تكون البركة. والبركة من الله عز وجل والمبارك هو الله وتبارك هو الله ايضا وكذلك اسماؤه الحسنى جميعا هي مباركة سبحانه وتعالى. ثم وصف انه ذي الجلال والاكرام اي له الجلال وله الاكرام والتعظيم سبحانه وتعالى. فاسماء الله عز وجل كل حسنى وكلها معظمة وكلها ذو جلال وذو اكرام وكلها كاملة في الحسن. وقوله تعالى اعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا؟ اي ان الله عز وجل هو المعبود وحده لا شريك له ولا ند له ولا مثيل له ولا كفؤ له ولا سمي له وهذا في الوهيته وفي الويته وفي اسمائه وصفاته وفي حكمه سواء الحكم الشرعي او الحكم الكوني سواء في حكمه الشرعي او في حكم الكوني ليس له سمي. وليس له كفر وليس له مثيل سبحانه وتعالى. وهذه الاية تدل على معنى ما عليه دل عليه قوله تعالى ليس كمثله شيء وقوله تعالى لم يكن له كفوا احد وما شابه هذه الايات كلها تدل على ان الله عز وجل لا مثيل له. ولا ند له ولا نظير له سبحانه وتعالى. وهذا النفي هو نفي نفي مجمل نفي مجمل وهذا هو الاصل ان النفي في كتاب الله يأتي مجملا والاثبات يأتي في كتاب الله مفصلة والاثبات يأتي بكتاب الله مفصلة. فهدى ساق الايات التي تدل على معنى هذه القاعدة وهي قاعدة ان النفي في كتاب الله يأتي مجملا والاثبات يأتي مفصلا. وبهذا اخذ اهل السنة رحمهم الله تعالى فاثبتوا لله عز وجل ما اثبته لنفسه ونفوا عنه ما نفاه عن نفسه اجمالا. فالله لم يكن له هو الاحد والله ليس له سمي والله لا ند له ولا نظير له ولا مثيل له سبحانه وتعالى هذا هو النفي مجمل وهذا خلاف ما عليه اهل البدع فاهل البدع ينفون مفصلا ويثبتون مجملا يثبتون مجملا وينفون مفصلا ان الله ليس بجاهل وليس بضعيف وليس بفقير وليس ليس ذو أبعاض وليس ذو اجزاء ليس له يصف ينفون عن الله عز وجل صفات السلوب زعموا ولا يثبتون الا مجملا. اما اهل السنة فاتبعوا في ذلك كتاب الله عز وجل فنفوا اجمالا واثبتوا تفصيلا واثبتوا تفصيلا وهذه هي القاعدة فقوله تعالى هل تعلم له سم يا اي ليس له من يساميه وليس له من يماثله سبحانه وتعالى. وان كان هناك نوع من من المشابهة في الاسماء او في الصفات الا ان البون بينهما شاسع وعظيم فليس من الاسماء التي اشترك فيها الخالق مع المخلوق ليس فيها الاشتراك اللفظي اما من جهة المعاني فلله ما يليق به وللعبد والمخلوق ما يليق به. فالله ليس له نبي يساميه وكذلك لم يكن له كفوا احد سبحانه وتعالى فليس هناك من يكافئه وليس هناك من يساميه وليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقال ايضا فلا تجعل لله اندادا. وهنا جعلوا العبد لله ندا. سواء في سواء في الوهيته سواء في اسمائه او صفاته سواء في قضائه الكوني او في قضائه الشرعي كل ذلك من التشريك مع الله عز وجل وصاحبه مشرك خارج من دائرة الاسلام. فالله لا ند له. وامر العبد الا يجعل الله اندادا. ان لا لله اندادا وجعلوا وجعلوا ند لله عز وجل اما ان يكون من الشرك الاكبر واما ان يكون من الشرك الاصغر. ورب نهانا ان نجعله ندا مطلقا سواء في الشرك الاصغر او في الشرك الاكبر سواء ما يوصل الى الكفر بالله عز وجل او ما يوصل الشرك الاصغر فنهاك ربك ان تجعل الله ندا وكذلك قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله اي من كمال تحقيق توحيد الله عز وجل يحب احد كحب الله والا يجعل احدا في القلب منزلته كمنزلة الله عز وجل. اذا هذه الايات كلها فساقها شيخ الاسلام ليبين ان قاعدة اهل السنة في باب الاسماء والصفات انهم ينفون مجملا ويثبتون مفصلا فكل هذه الايات التي ساقها تدل على النفي على النفي المجمل هل تعلم له سميا؟ لم يكن له كفوا احد فلا تجعل لله اندادا كل هذا من باب النفي المجمل عن ربنا سبحانه وتعالى. فقوله لم يكن له كفوا احد لا في اسمائه ولا في صفاته ولا في الوهيته ولا الروميته ولا في حكمه والشرعي ولا ولا الكوني فلا كفؤ له. ولا سمي له ايضا في هذه الامور الخمسة كلها وهذا نفي مجمل هذا نفي مجمل. كذلك ليس كمثله شيء. وهو السميع البصير. هذا نفي مجمل. كذلك ومن الناس من يتق من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. فالذي يحب وليا او يحب ندا او يحب اي شيء كمحبة لله عز وجل يكون قد يكون قد انزل المخلوق منزلة ربه سبحانه وتعالى والله ليس كمثله شيء حتى فيما يقع في قلوب العباد لا يجوز ان ان يجعل العبد في قلبه محبة لمخلوق كمثل محبة الله عز وجل ولا خشوعا ولا خشية ولا انابة ولا خضوعا كل ذلك لله عز وجل يكون له منه الكمال المطلق. اما المخلوق والعبد فله من ذلك ما يناسبه محبة تناسي محبة المخلوق كمحبة كالمحبة الطبيعية للاب للاب للام او الاب او الزوجة او الولد تكون محبته محبة طبيعية. اما محبة الله فليس مثلها شيء. ولذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم الخطاب وقد اخذ بيده قال يا قال يا عمر كيف انا عندك؟ قال يا رسول الله انك احب الي من اهلي ومال ولدي قال ومن نفسك؟ قال الا من نفسي. قال لا يا عمر. فقال يا رسول الله انك احب الي من نفسي. قال الان يا عمر. فمحبة الله عز محبة رسوله لابد ان تكون اعظم من محبة كل شيء. فاذا كانت محبة الرسول لابد ان تقدم محبة النفس فالله طلاب من باب اولى ومحبة الله لا لا يجوز ان تشابه او تماثل محبة المخلوق فالله يقول فلا اجعل الله اندادا والله يقول من الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله والذين امنوا اشد حبا لله قوله بعد ذلك اذا ساق هذه الايات كلها ليبين رحمه الله ليبين رحمه الله تعالى ما يتعلق بان النفي في كتاب الله يأتي يأتي مجملا ثم ساق بعد ذاك ما يتعلق بمسألة رسالة ما جاء في كتاب الله من الاثبات مفصلة او النفي المفصل من النفي المفصل وهو قوله تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل. هذه الايات ساقها ليبين ان النفي جاء في كتاب الله نفيا مجملا كما مر في الايات السابقة وفي هذه الايات جاء النفي نفيا مفصلا والقاعدة القاعدة في باب النفي ان النفي المجمل هو مدح لله عز وجل. فعندما يقال الله ليس كمثلي شيء وليس له سمي وليس له كفؤ هذا لكمال لكبال غناه ولكماله سبحانه وتعالى. فاذا جاء النفي المفصل في كتاب الله عز وجل فانه يدل على يدل على اي شيء يدل على كمال الضد على كمال الضد. لان النفي المحض ليس مدحا النفي المحض ليس ليس مدحا. حتى يقتضي ويدل على المعنى الذي يضاده. فعندما تقول الله ليس له ولد ليس ذلك مدحا الا اذا اعتقدت انه له كمال القوة وكمال الغنى له كمال القوة له كمال الغنى سبحانه وتعالى. فالله يقول وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا. ولذا عدم اتخاذ الولد يستوجب منا لله عز وجل الحمد يستوجب منا لله عز وجل الحمد ان نحمد الله وان نشكره على انه لم يتخذ ولدا سبحانه وتعالى وذلك لكمال غناه ولكمال قوته وعزته. وهذا نفي مفصل وهو نفي الولد ثم قال ولم يكن له شريك في الملك لم يكن له شريك في الملك. وكما قلنا ان الله ليس له شريك في ملكه ولا شريك في امره ولا شريك في حكمه ولا شريك ايضا في الوهيته سبحانه وتعالى لانه الاحد الاحد الذي لم يلد ولم يولد. فنفى عن نفسه الشريك المطلق ولم يكن له ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له شريك في الملك. ثم قال ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. اي يكبر ربنا عز وجل انه لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يتخذ وليا من الذل. يلاحظ هنا ان الله عند نفي الولد نفاه مطلقا. وفي قوله لم ولدا ولم يكن له شريك في الملك انه لم يستثني ولم يقيد وانما نفى الشريك مطلقا ونفى الولد مطلقا فالله لا ولد له ولا شريك له. ولما جاء ذكر الولي قال ولم يتخذ وليا من الذل. فخص الاتخاذ هنا من الذل لان الله عز وجل له اولياء له اولياء سبحانه وتعالى فالله ولي الذين امنوا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم هناك اولياء هناك اولياء لله على الجنة. فالذي نبى هنا ان الله لم يتخذ وليا من الذل اي من ضعف او من حاجة وانما اتخذ اولياء له سبحانه وتعالى تكريما وتشريفا لاولئك الاولياء ومحبة لهم. اما الولد والشريك فالله نفاه عن نفسه نفيا مطلقا. اما الولي فاثبت انه لم يتخذ وليا من الذل فافاد ذلك ان له اولياء ان له اولياء ولكنهم ولكن هؤلاء لم يتخذهم ربنا لضعف او ذل او او او حاجة وانما اتخذهم محبة لهم وتكريما وتشريفا وتشريفا لهم. ثم قال تعالى يسبح له ما يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اي جميع ما في هذا الكون جميع ما في هذا الكون من مخلوقات علوية او سفلية كلهم يسبحون الله. والتسبيح اصله من التنزيه ابعاد التسبيح اصله من الابعاد والتنزيه. فعندما تقول سبحان الله فانت تباعد الله عز وجل عن كل سلب ونقص عن كل سلب ونقص. فكل ما في هذا الكون يسبح لله عز وجل. يسبح لله سبحانه وتعالى يسبح لله ما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. والتسبيحنا اما ان يكون تسبيحا اختياريا. واما ان يكون تسبيحا قسريا فالتسبيح الاختياري هو ما يسبح لله عز وجل ممن يطيعه ومن المخلوقات التي لم تعصي الله عز وجل كالطيور وغيرها فما من شيء لا يسبح بحمد الله عز وجل وينزه الله عن كل نص. اما الكفرة والفجرة فهم يسبحون الله قصرا يسبحون الله قصرا فوجودهم ورزقهم وما هم عليه من النعم تدل على تنزيه الله عز وجل عن كل نقص وعن كل سلب حتى اولئك الكفرة الذين يصفون الله بصفات النقص او يسبون الله او يفعلون ما يوجب غضب الله عز وجل هم حقيقة يسبحون الله من جهة من جهة خلقهم وايجادهم فان وجودهم وخلقهم وما يتقلبون فيه من نعم الله ينادي على تنزيه الله عز وجل عن كل نقص وعن كل عيب وعن كل سلب سبحانه وتعالى. فكل ما في هذا الكون يسبح لله سبحانه وتعالى يسبح لله ما في السماوات من الملائكة ومن الاجرام ومن الكواكب والنجوم وكل شيء في العالم العلوي يسبح لله عز وجل ما من جماد او متحرك الا وهو يسبح لله وما في الارض ايضا من انس وجن وبهائم وطيور ووحوش وغيرها من مخلوقات الله عز وجل. فكلها ايضا تسبح الله وتنزه الله. والشاهد من ذلك قوله يسبح لله اي ان الله منزه عن كل عيب وعن كل نقص. ثم ذكر ايضا قوله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان قال على عبده على عبدي ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا. ايضا هذه الاية ساقها ليبين ان الله نفى عن نفسه الولد. ونفى عن الشريك نفى عن نفسه الولد ونفى عن نفسه الشريكة سبحانه وتعالى فليس له ولد ولم يتخذ ولد ولم يكن له ولد ولم يكن له شريك في ملكه ولا في خلقه ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في امره ولا في قضائه بل هو الاحد الواحد الصمد سبحانه وتعالى وكل هذا من باب النفي المفصل الذي يدل على كمال ضده وهو كمال الغنى وكمال القوة وكمال العزة سبحانه وتعالى ثم قال تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون. عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. هذه الاية فيها بعض اهل العلم باية ممانعة وذلك ان في هذه الاية ابطال لكل مشرك ابطال لكل مشرك وابطال لكل من زعم ان مع الله خالق او ان مع الله الاله فالله سبحانه وتعالى ذكر في هذه الاية انه اولا ما اتخذ الله من ولد ما اتخذ الله من ولد ولم يتخذ ذلك لكمال اله ولكمال غناه ولكمال قوته ولصمديته سبحانه وتعالى. ثم بين وقال وما كان معه من اله وما كان معه من اله وذلك اذا لو كان معه اله لنتج عن اتخاذ الاله احد هذه الامور. اذا لذهب كل اله لما خلق لو كان هناك اله مع الله لكان هذا الاله الذي مع الله ذهب بما خلق. وذهب الله بخلقه وهذا ممتنع ولم يحصل هل هناك من هل هناك اله ذهب خلقه والله ذهب خلقه هذا ممتنع هذا بطريقة الصبر ثم قال اذا لا ذهب كل اله ما خلق. او لعلى بعضهم على بعض. فكان احدهم هو الاقوى والاخر هو التبع. وهذا هو الذي هذا هو الذي حصل وذلك ان الله عز وجل هو المتغلب على كل من عبد من دونه سبحانه وتعالى اذا لذهب كل اله بما ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يشركون. اذا الصبر هنا اما ان يذهب كل اله بما خلق او او ان ان ان يحصل بينهم نوع من التضاد والتخاصم فلا تستقيم امور الحياة ولا تستقيم الدنيا هذا يريد شيئا وهذا يريد شيئا فيحصل بينهم من النزاع والخلاف لا تستقيم معه اما لا تستقيم معه الامور. وهذا ايضا ممتنع. الحالة الثالثة ان يغلب احدهم الاخر فيكون الامر له وهذا هو الامر الذي الذي نعتقد ان الله عز وجل لا شريك له ولا ند له ولا سمي له ولا كفؤ له ولا مثيل له سبحانه وتعالى. فليس هناك اله مع الله ذهب بخلقه وليس هناك اله مع الله يضاد الله في امره وحكمه. وانما اله الواحد الاحد هو ربنا سبحانه وتعالى. وايضا تدل على هذه الاية الى تلازم توحيد الربوبية مع توحيد الالوهية فقال سبحانه اذا لذهب كل اله بما خلق. الخلق متعلق بالوهية وبالروبية متعلق بالروبية. فلا يسمى الها الا اذا كان الا اذا كان خالقا كما كما ان الخالق هو الذي يستحق الالوهية فكذلك الاله هو الذي له الخلق والتكبير فالاله متضمن الاله متظمن الروبية والروبية الالهية وان الروبية الروبية مستلزمة الالهية والالهية طمن الروبية. فاذا كان الها فلابد ان يكون خالق الرازقا محيي مميتا. واذا كان ربا فلا بد ان يكون فلابد ان يكون الها وهذا دليل على ان على ان توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية متلازمان يتضمن احدهما الاخر وقال سبحانه اذا لذهب كل اله بما خلق. ولعل بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون. ثم قال عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. وذلك ان الله هو الواحد الذي يعلم كل شيء. ولا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى ثم قال سبحانه فلا تضربوا لله الامثال. ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. فلا تضربوا الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. نهى ربنا عباده ان يضربوا لله الامثال. وضرب الامثال الا بمعنى ان يضربوا لله الصفات التي التي يرونها. فلا يوصف الله الا بما وصف به نفسه. اولا لا لله من الصفات الا ما اثبته لنفسه. ثانيا ان صفاته التي اثبتها لنفسه لا تقاس بخلقه ولا تبث بخلقه وعلل ذلك بقوله بقوله آآ ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. وعند البلاغيين ان ان اذا جاءت بعد النفي فانها تفيد التعليل فانها تفيد التعليل. فالعلة في عدم ضرب الامثال لله. لماذا؟ لان الله يعلم لا يليق به وانتم لا تعلمون. ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. فلا يجوز للعبد ان يضرب لله الامثال اي لا يضرب مثلا من جهة صفاته فيهبد لله صفة لم تثبت له او يشبه ويمثل صفات ربنا بصفات بصفات خلقه فلا يوصف الله الا بما فوصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لاننا لا نعلم لا نعلم ما يليق بالله وما لا يليق فلا نثبت الا ما اثبت لنفسه ولا ولا ولا او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وننفي ايضا ما نفاه الله عز وجل عن نفسه او كان او كان او كان محضا او كان سلوبا محضا او نقصا محضن فان الله منزه عنه سبحانه وتعالى ثم ذكر قوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. في هذه الايات او في هذه الاية ذكر الله عز وجل المحرمات. وذكرها على وجه التدرج فذكر اولا ان ان ربي قل انما رحمهما ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. الفواحش كلها ما ظهر ومنه بطن محرمة وماء ثم قال والاثم والبغي بغير الحق والاثم المحرم الثاني. والبغي وهو الظلم بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلم ان هذه خمس محرمات ذكرها الله عز وجل مرتبة. فذكر اول ما ان ان ان اول المحرمات الفواحش فظهر منها وبطن. بعد ذلك والاثم اي جميع جميع الاثام وجميع الذنوب هي داخلة في هذا. والظل هو اعظم من الاثام واعظم من الفواحش الظلم والبغي بغير الحق الذي هو البغي بغير الحق. الامر الرابع وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا والخامس وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. مناسبة هذه الاية لهذا الباب ان ان وصف الله عز وجل بما لم يصف به نفسه انه من القول على الله بغير علم. كذلك ان تمثيل صفات الله عز وجل بصفات خلقه ومن القول على الله بغير علم. فافاد هنا ان الافتراء على الله عز وجل هو اعظم اثام واعظم الذنوب ان يفتري العبد على ربه الكذب اما باثبات صفة لم تثبت لم تثبت لله عز وجل او ان يمثل صفات ربه سبحانه وتعالى بصفات بصفات خلقه فهذا من اعظم الافتراء وهذا من اعظم من اعظم القول الله عز وجل بغير بغير علم. وهذه الذنوب لا يعني ان جميع ما يكون قولا بغير ما اعظم من الشرك. فان الشرك الشرك من درجات او درجات منه ما هو اصغر ومنه ما هو اكبر والاصغر ايضا منه ما هو خفي ومنه ما هو ظاهر. كذلك القول على الله عز وجل بغير علم. منه ما هو كفر بالله عز وجل وخروج من ذات الاسلام. ومنهم فهو دون ومنه ما هو دون ذلك. فالذي يقول على الله بغير علم في احكامه في احكامه الدينية. ليس كمن يفترع الله عز وجل الكذب ويصف الله بما بما لم يوصف به سبحانه وتعالى او ان يمثل صفات ربه بصفات خلقه. فان الممثل كافر بالله عز وجل بل يقول ان صفات ربنا كصفات خلقه هذا كافر بالله عز وجل. والذي يقول على الله عز وجل حكما شرعيا وهو جاهل ويكون قال على الله قال عن الله ما لم يعلم هو هو مرتكب ذنبا ومرتكب كبيرة من كبائر الذنوب لافتراءه على الله عز وجل بهذا القول لكن لا نقول ان الشرك بالله عز وجل دون تحريم ما احل الله وتحريم ما حرم الله اذا لم يعتقد ان له حق التحرير والتحريم. فلو جاء شخص وحرم احل الله جهلا وهو او انه اراد ان يغش الناس ويخدعه فقال هذا حرام وهو يريد خداعهم نقول وهو لا يعتقد ان له حق التحريم والتحريم نقول ليس هو كمن اشرك بالله عز وجل. فالشرك منه ما هو اكبر من القول على الله بغير علم. ومن القول على الله بغير علم اعظم واكبر من الشرك بالله عز وجل فالافتراء على الله عز وجل بان يجعل له ولدا او يجعل له صاحبة اعظم ممن يشرك بالله عز وجل. فخلاصة هذه الايات التي قبله اراد شيخ الاسلام بهذه الايات التي ذكر في اول هذا الفصل وفي الايام التي ذكرناها قبل قليل الايات الاولى ذكرها ليبين ان النفي بكتاب الله جاء جاء مجملا وانه جاء ايضا مفصلا فالنفي جاء من كتاب الله على حالتين نفي مجمع مجمل ونفي مفصل والغالب والاكثر في كتاب الله والنفي هو النفي المجمل. اما النفي المفصل لم يكن له كفوا احد ولم يتخذ ولد ولم يكن له شريك في الملك وغيرها من الايات لا تأخذ سنة ولا نوم انما اراد الله عز وجل بهذا النفي اثبات كمال الضد لله عز وجل. وهذا الذي يقوله اهل السنة ان كل نفي في كتاب الله فانه يفيدك ما فعندما نقول الله لم يتخذ ولد افادنا ان الله له كمال الغنى وله كمال القوة. عندما نقول لم لم لا تأخذوا سنة ولا نوم فله كمال الحياة وكمال القيومية. اما قول الجهمية وغيرهم فانهم يقولون ان الله ليس بجاهل الله ليس بفقير الله ليس بضعيف الله ليس بميت وهذه هذا النفي ليس مدحا عندما تقول فلان ليس بجاه لا يعني ذلك انه انه عالم انه عالم وانما اذا قال الله عز وجل لا تأخذ فيها ذنوب فانما المراد بذلك ان له كمال الحياة وكمال القيومية. كذلك لم يتخذ ولد لانه كمل من جهة صمديته وكمل من جهة غناه وكمل ايضا من جهة قوته سبحانه وتعالى. فلابد ان نفهم ان النفي في كتاب الله ان جاء مفصل افاد كمال الضد وان جاء مجملا افادك مال قوة الله وغناه سبحانه وتعالى وانه لا مثيل له ولا ند له ولا سمي له سبحانه وتعالى. في هذا يكون قد ذكر شيخ الاسلام الايات والمنهج الذي عليه اهل السنة سائرون. وهو انه في باب الاثبات وباب النفي انما اخذوا ذلك من كتاب الله عز وجل ولم يأخذوا ذلك من ارائهم ولا من عقولهم بل جعلوا عقولهم تبعا لكتاب الله وتبعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا خلافا لما عليه جميع جميع المعطلة من جهمية ومعتزلة واشاعر ما تريدية انهم جعلوا عقولهم هي الحاكمة والنصوص لعقولهم تابعة والنصوص لعقولهم تابعة اما اهل السنة فعكسوا فجعلوا فجعلوا النقل هو هو الاصل والعقل له تابع. فان لم يقبل العقل ما دل عليه النقل سلموا تسلم لامر الله وحكمه ولم يعارضوا حكم الله ولا قول الله جل لا بعقل ولا برأي ولا بزخارف القول وانما قالوا امنا بالله كل من عندي ربنا سبحانه وتعالى وسلمه لله عز وجل. فهذا هو الفرق بين اهل السنة وبين اهل الباطل فاهل السنة الاصل عندهم كتاب الله والسنة واهل الباطل الاصل عندهم العقل والنقل له تابع. فعلى هذا نقول ان جميع الجهمية المعطلة انما بنوا اصولهم على اصل العقل على اصل العقل. فالعقل عنده هو الاساس والاصل والنقل له تابع. وهم في ذلك على منهم من ينفي جميع الصفات ومنهم من ينفي بعضه ومنهم من ينفي الصفات الخبرية والصفات التي صفات الافعال فهم متباينون في هذا التعظيم لكنهم يشتركون جميعا في انهم في انهم معطلة وان اصلهم واحد في تعطيل صفات الله عز وجل. بعد ذلك يأتي ذكر ما يتعلق بصفة الاستواء ونرجئ ذلك الى اللقاء القادم والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد