الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والعابرين. اللهم علمنا ابائنا بعد التنازل دائما وعمل به. وقوله الرحمن على العرش استوى ثلاث مرات. في سورة الاعراف قوله ان ربكم الله الذي خلق وقال في سورة موسى عليه السلام ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايامنا ثم صغار العرش. وقال في سورة الرحم اللهم اني رفع السماوات بغير عمد ان ترونها ثم استوات العرش الرحمن على العرش استوى ثم السماء على العرش وقال في سورة الف لام ميم فسجدة. اللهم الذي خلق السماوات وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش. وقال في سورة الحبيب والذي خلق السماوات والارض بستة ايام ثم العفو وقوله يا ساتر الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وحده اجمعين. اما بعد هذه الايات التي ساقها شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ليبين صفة الاستواء الله عز وجل وهذه الصفة جاءت في كتاب الله عز وجل في سبع مواضع. كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهذا يدل على ان صفة الاستواء صفة منصوص عليها في كتاب الله. ومنصوص عليها ايضا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على ان هذه صفة توصف يوصف الله عز وجل بها. ولذا هذه الصفة هي نمى هي من الصفات التي انكرها المبتدعة. وهي من اولى البسالة قال فيها اهل البدع مذهب اهل السنة والجماعة. كما ذكر الله نكائي وغيره ان ام سلمة رضي الله تعالى عنها سئلت عن الاستواء فقالت الاستواء معلوم. الاستواء غير مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وهذا الاثر ابن سلمة في اسناده ضعف ولكن صح عن مالك وعن شيخه ربيعة انهما سئلا عن الاستواء فسراه كذلك. قال مالك الاستواء غير مجهول والكيف غير معلوم. والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. فهذه الصفة هي اولى الصفات التي وقع فيها النزاع والخلاف بين اهل السنة واهل البدع. بل هي الفيصل والفارق بين اهل السنة والبدعة. فمن اثبت صفة الاستواء لله عز وجل. اثبت جميع صفات الافعال. ومن عطل صفة الاستواء عطل ايضا جميع صفات الافعال ولذا اذا اردنا ان نعرف الرجل هل هو من اهل السنة او من غيرهم؟ فلينظر في اثبات هذه الصفة. ان اثبتها الله عز وجل فانه على معتقد اهل السنة في باب الاسماء والصفات. وان نفاها فهو على معتقد اهل الكلام. من الجهمية والمعتزلة والماتوليدية والاشاعرة. ومن دحى نحوهم والاستواء في كتاب الله عز وجل جاء مطلقا وجاء متعديا. جاء مطلقا كما قال تعالى فلما بلغ اشده واستوى هذا مطلق. وجاء متعديا بالى وعلاء ثم استوى الى السماء ثم استوى على العرش. فجاء بلال وجاء متعديا بعنى واما اذا ما جاء ذكره مطلقا في كتاب الله عز وجل فالمراد به التمام والكمال. المراد به التمال التمام والكمال كما قال تعالى فلما بلغ اشده واستوى اي بلغ تمامه وكماله. فالشيء اذا استوى بمعنى انه وبلغ تمامه وكماله واما اذا عدي فانه على حسب ما عدي به يقال استوى الخشب والماء بمعنى تساوى واما اذا جاء متعديا بعلى فانه لا يفيد الا احد هذه المعاني. العلو والارتفاع والصعود واستقرار هذا اذا عدي بعلى واما اذا عدي بالى فسيأتي معنا ان قوله تعالى ان قوله تعالى ثم استوى الى السماء ان استوى على معناها وهو العلو والارتفاع والى السماء بمعنى صعد فيكون الاستواء هنا تضمن معنى العلو والارتفاع. وتضمن معنى ومعنى القصد تضمن معنى القصد ثم استوى الى السماء اي علا وارتفع قاصدا الى السماء سبحانه وتعالى وهذا سيأتي يذكر شيخ الاسلام هنا رحمه الله تعالى ايات سبع في كتاب الله عز وجل وهي قوله تعالى على العرش استوى وهذه في سورة في سورة الاعراف. وقوله تعالى في سورة الاعراف ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ايام ثم استوى على العرش وقوله ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش في سورة هذه سورة الرعد. وفي سورة يونس ايضا يقول تعالى في سورة الرعد الله الذي رفع السماء بغير عمل ترونها ثم استوى على العرش وفي سورة طه الرحمن على العرش استوى. وفي سورة قال ثم استوى على العرش الرحمن. وفي سورة السجدة الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ومن ثم استوى على العرش وفي سورة الحديد هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش هذه الايات كلها تدل على استواء الله عز وجل على عرشه. استواء الله عز وجل على عرشه وفي استواء الله عز وجل عرشه له جعله يعني يمكن ان نطرح في هذا مسألتين. المسألة الاولى معنى الاستواء. والمسألة الثانية معنى العرش وكلا المسألتين خال فيها المبتدعة كلا المسألتين خالف فيها المبتدعة اما الاستواء فقد مر بنا ان معناه اذا عدي بعلى فهو معنى العلو والارتفاع التقرار والصعود هذا كله بمعنى استوى. ولذا ذكر الخليل رحمه الله بن احمد الفراهيدي رحمه الله تعالى. انه زار ابن الاعرابي وقال كان من اعلم الناس. فلما اتينا عند بابه قال استووا على السطح. استووا على السطح يقول فما ندري ما قال. فاذا باعرابي بجانبه يقول اي اصعدوا. وارتفعوا على السطح فاخذ ذلك يقول الخليل فعرفت معنى قوله ثم استوى على العرش. بمعنى على وارتفع على وارتفع. اذا لو معنى الاستواء العلو والارتفاع. ويأتي ايظا بمعنى الاستقرار. يأتي بمعنى الاستقرار. ويأتي ايظا بمعنى صعود هذا هو مع اصل معنى الاستواء. اما اذا جاء مطلقا فكما ذكرت قبل قليل يكون معنا التمام كمان بمعنى التمام والكمال. وفي هذه المسألة خالف اهل البدع فهم لا يفسرون الاستواء بالمعنى الذي يفسره به اهل وانما يحملون معنى الاستواء على اي شيء على الاستيلاء ولذا ذكر ابن العربي في عارضته ان الاستواء له اكثر من خمسة عشر معنى. واراد بذلك الا نثبت المعنى الصحيح ان لا يثبت المعنى الصحيح وانما يكون اللفظ من الالفاظ المشكلة. واذا كان لفظا مشكلة فانه لا يثبت لانه لا ندري ما المعنى الذي اراده الله عز وجل؟ وهذا باطل. لماذا؟ لان اهل السنة مجمعون والسلف مجمعون على ان الاستور معنا العلو والارتفاع. ولذا نقول ما ذكره ابن العربي هو قول اظن لانه اراد على مذهبيته وعلى اشعريته ان ان لا يثبت معنى الاستواء الذي يثبته اهل السنة وانما يجعل من الالفاظ المشكلة التي تمر دون التعرض لمعناها. ودون اثبات معنى الاستواء. وذكر في ذلك اربعة عشر ومعنى للاستواء هو قد كثر في هذا الباب مسألة الاستواء وذكر معان كثيرة لكن معنى الذي اراده اهل السنة واجمع عليها بالسنة هو العلو والارتفاع وسوء الاستقرار وهو الذي فسره به به اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ايضا ربنا قال ثم استوى على العرش ثم استوى على العرش. وثم تفيد انه لم يكن فكان لم يكن مستويا فاستوى سبحانه وتعالى والاستواء بمعنى علا وارتفع واستقر على عرشه. العرش ايضا يفسر اهل السنة بانه سرير الملك سرير الملك واصل العرش انما سمي عرشا لعلوه وارتفاعه. يقال العريش لانه ارتفع ويقال عرش اللحم اذا رفع اللحم الى فيه فتعرشه ويسمى العريش عريشا لعظمته وارتفاع وعلوه. فكذلك العرش يسمى عرشا لانه لانه عال ومرتفع وعرش ربنا سبحانه وتعالى هو اعلى المخلوقات واعلى المخلوقات وليس فوقه شيء من مخلوقات الله عز وجل. ثانيا هو سقف هو سقف هو سقف الجنة. سقف جنة الفردوس هو والعرش. ثالثا ان هذا العرش له قوائم. له قوائم. ورابعا هذا العرش يحمله ثمانية ثمانية من الملائكة يحملون عرش ربنا سبحانه وتعالى. فعلى هذا نقول معنى العرش عند اهل السنة انه سرير الملك الملك الذي يعلو عليه ويرتفع سبحانه وتعالى. ولا نقول كما يقول المبتدعة ان العرش بمعنى بمعنى الملك بمعنى الملك يفسرون العرش بالملك يفسرون الاستواء بمعنى استيلاء فهم انه استمعنا استولى على الملك استولى على الملك وهذا باطل هذا باطل. فالله عز وجل اخبر ان عرشه او يحمله ثمانية وملك الله عز وجل اكثر من يحيط به او ان ان يخص بان يحمله ثمان ملائكة. ثانيا الله لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث ابي سعيد خذ في الصحيحين فاكون اول من افيق فاذا موسى اخذ بقائمة من قائم العرش والعرش له اربع قوائم العرش له اربع قوائم. فافاد انه عرش حقيقي وانه عرش كريم وان له عرش عظيم فهذا يدل ايضا عليه شيء على ان المراد بالعرش هو السرير هو السرير. واما ما ذكر من يقول ان ابن عباس فسر العرش بالملك فهذا باطل عن ابن عباس رضي الله تعالى ولا يصح لا يصح عن ابن عباس بل هو كذب وافتراء على ابن عباس رضي الله تعالى عنه بل صح عن ابن عباس انه فسر بانه سرير الملك بانه سرير الملك. وهذا الذي عليه عامة اهل السنة بل هو باتفاق واجماع اهل السنة ان العرش هو سرير الملك الذي يستوي عليه ربنا سبحانه وتعالى يستوي عليه ربنا سبحانه وتعالى. فعلى هذا نقول هذه الاية دلت على استواء الله عز وجل على عرشه استواء يليق بجلاله. فقوله سبحانه وتعالى الرحمن على العرش استوى بمعنى الرحمن الذي هنا سبحانه وتعالى على العرش على العرش استوى وقد افاد ان استواءه عداه بعنى فاصبح استواء على العرش على العرش مستوى بمعنى انه استوى على العرش بمعنى انه استوى على العرش وانما قدم المعمود على العامل ليفيد الحصر انه استوى على سبحانه وتعالى وهنا يقول معنى الاستواء معنى العلو والارتفاع. العلو والارتفاع. فيكون المعنى ان الله على او ارتفع على عرشه الذي هو سرير ملكه سبحانه وتعالى. والله سبحانه وتعالى عندما ذكر بلقيس ذكر ان لها عرش عظيم ان لها عرش والعرش ايضا في هذا العرض هو انه سرير عظيم تتباهى او يتباهى به يتباهى به الملوك وكذلك كانت بلقيس تتباهى بعرشها على سائر ملوك الارض. فكذلك ربنا سبحانه وتعالى عرش عظيم لا يمكن لبشر ان يحيط بعظمته و كبره فهذا العرش هو الذي يستوي عليه ربنا سبحانه وتعالى. ثم ذكر ايضا قوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش افاد هذا ايضا ان الله عز وجل لما خلق السماوات وفرغ من خلق السماوات في ستة ايام لانه خلق الارض في اربعة ايام والسماوات في يومين وخلق ادم في اخر ساعة من يوم الجمعة بعد ذلك استوى على العرش سبحانه وتعالى. وهذا يفيد ان استواءه صفة فعلية صفة فعلية تتعلق بمشيئة الله عز وجل. لانه قال ثم استوى على العرش وثم تفيد تفيد التراخي وانه استوى بعد ان لا لم يكن مستويا سبحانه وتعالى. فهي صفة فعلية تضاف الى الله عز وجل. وهذه الصفة مردها الى السمع فقط مردها الى السمع فليس مردها لا الى العقل ولا الى غيره وانما مرد هذه الصفة في اثباتها الى السمع وقد صح السمع بذلك ان الله عز وجل اخبر انه على العرش استوى. ثم ذكر ايضا في سورة يونس قوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش اي ثم استوى على العرش اي علا وارتفع وعد الاستواء على حتى يفيد اي شيء العلو والارتفاع ويفيد الاستقرار ايضا. فهو معنى علا وارتفع. وفي قوله تعالى الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش. في هذا ايضا قوله تعالى الله الذي رفع السماوات بغير عمل بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش العظيم. اولا اختلف اهل التفسير في قوله تعالى بغير في عمد هل هذه العمد موجود او هذه العمد؟ موجودة ولكنها لا ترى او هي غير موجودة. على منهم من قال ان هذه العبود موجودة ولكن الله عز وجل خف عن الابصار رؤيتها. او خف رؤيتها على الابصار واحتجوا بانه قال من بغير عمد ترونها فجعلوا ترونها صفة للعمد انها اترى فيكون الوقف على بغير عمد ترونها. والقول الثاني قالوا انها بغير عمد البتة وليس هناك عمود تحمل عليه السماوات. وجعلوا ترونها جملة استئنافية. بمعنى ان الوقف بغير عمل ترونها يعني ترون هذه السماوات بغير عمد اي ليس لها عمد فترون خلقها العظيم وهي ليست ليست آآ على عمود اوليس لها عمود تعتمد وتقوم عليها. ولا شك ان هذا القول ابلغ في الاعجاز ابلغ في الاعجاز فيكون معنى غير عمد ثم تقف ترونها. اي ليس هناك عمد ترون ذلك واضحا بينا. وهذا اكمل اكمل في الاعجاز لان اذا كانت تقوم على عمد ولكن لا نراها يبقى ان الاعظم من ذلك انها تحمل بغير عمد انها تحمل بغير عمود فيكون المعنى ان ترونها جملة تستأنف يستأنف الله الكلام ترونها ثم استوى على العرش. وهذا هو الاقرب وهذا هو الاقام. قوله ثم استوى العرش بمعنى التي بمعنى التي قبلها ايضا. وان الله عز وجل قوله ثم استوى العرش يفيد علوه وارتفاعه وصعود واستقرار على عرش سبحانه وتعالى. وقوله تعالى الرحمن على العرش استوى. وقوله ايضا ثم استوى على العرش ثم استوى على العرش. وقال ايضا في سورة النجم الله الذي خلق السماوات والارض وما بينه في ستة ايام ثم استوى على العرش وقوله تعالى والذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. هذه الايات السبع كلها عديت بعلى كل رديت بعلى فافادت العلو والارتفاع. لكن لو عديت الى هل يتغير المعنى ويكون معنى غير معنى السؤال الذي هو العلو والارتفاع يقول لا بل ان الاستواء في اصله هو العلو والارتفاع ان الاصل في الاستواء والعلو والارتفاع. ففي قوله تعالى ثم استوى الى السماء وهي قال في هذه الاية لا يدل على انه اه ما ذكره بعض اهل التفسير ان نستوهم معنى معنى قصد. نقول قصد هنا اه الاستواء هنا يبقى على معناه الاول. الاستواء لا يبقى على معناه والعلو والارتفاع. وذلك ان العرب تضمن بعضها بعضا. وذلك من باب الاختصار. فعندما قال ربنا سبحانه وتعالى ثم استوى الى السماء كأن التظمين هنا وكأن هناك فعل محذوف كان هناك فعل محذوف دل عليه علامة اله علامة اله المتعدي الاله انها تفيد التعدي الى شيء الذي هو قصده فقال الله سبحانه وتعالى ثم استوى الى السماء فظمن فعل القصد الذي دلت عليه علامة الى وابقى الاستوى الذي معنى العلو والارتفاع فكأنما تكون بمعنى ثم علا وارتفع قاصدا الى السماء قاصدا الى السماء ولذا عندما تقرأ في تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى تراه يفسر هذه الاية بمعنى قصد بمعنى قصد الى السماء فيظن الظاهر ان ابن هنا اولا للسواء بمعنى القصد والصحيح نقول ان ابن كثير فسر قصد هنا بلازم بلازم آآ الذي هو الى والى حرف التعدي الى ففسر بالقصد. واذا ابن جريرة تعالى فسر بالعلو والاتفاع والقصد. والصحيح في ادنى ان نقول ان قوله ثم والى السماء انه معنى علا وارتفع قاصدا الى السماء. من اين اخذنا قاصدا؟ من علامة الى عندما بحرف من حرف الى الذي يفيد القصد اخذنا منه فعل القصد الذي الا يتضمنه معنى الاستواء. فالاستواء بقي على بابه وهو العلو الارتفاع وعلامة وحرف الى الذي يفيد القصد اخذنا منه فعل القصد المحذوف الذي هو في معنى التضمين. اذا العرب تظمن الافعال بعظها بعظ بمعنى الاختصار فكأنه اراد ان يعطف ان يعطف فعلا على فعل فحذف الفعل وابقى وابقى حرفه الذي يدل صلوا عليه وابقى حرف الذي يدل عليه وهو الى. على كل حال نقول المعدة الذي يعنينا في الاستواء اذا جاء مقيدا او جاء متعديا فان انه يفيد العلو والارتفاع. فعندما عديناه بعلى افاد العلو ارتفاع والصعود والاستقرار. وعلى هذا نقول لم يأتي في كتاب الله عز وجل الاستواء الاستواء على العرش الا متعديا بعلى. الا في قوله تعالى في سورة في سورة هود وكان عرشه على الماء وكان عرشه على الماء ولم يذكر استواءه والا ربنا سبحانه وتعالى قد ذكر استوائه في سبع ايات كلها عداها باي شيء؟ باعلها ولم يعدها باي حرف اخر ليفيد اي شيء ليفيد العلو والارتفاع. فاصلح ذلك نص صريح على علو الله وارتفاعه على عرش سبحانه وتعالى. واصبحت هذه دلالتها دلالتها دلالة نصية لا تحتمل التأويل لا تحتمل التأويل ولا تحتمل التحريف ولا تحتمل ان تحمل ما لا تحتمله. فلا نقول ان الاستواء على الاستيلاء لان هذا القول يقوله يقوله الجهمية ومن تبعهم على هذا القول الباطل. وحملهم على هذا القول. حملهم على ذلك القول شبهتين الشبهة الاولى زعموا ان الاستواء ان الاستواء الذي هو العلو والارتفاع من خصائص الاجسام والله منزه ان يكون جسما وهذا تعليل باطل وشبهة باطل. لماذا؟ لاننا نقول انما وقعتم في هذا لانكم شبهتم لم تشبهوا الله لم لم تقولوا بهذه الشبهة الا لانكم شبهتم الله بخلقه والا والا لو نزهتم الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين لم تثبتوا او لم تقولوا بهذه الشبهة الباطلة. والا لو اردنا ان نرد عليه في كل اه على كل مبتدع رددنا عليه من اصله كما ذكرت قديما سابقا فما من تمام مبطل الا وقد تلبس بشيء من الحق او قال بشيء من الحق فالجاهمي يثبتون اي شيء من الصفات الولاة الجهمية ماذا يثبتون؟ يثبتون ايش الصفة؟ صفة الوجود صفة الوجود لا في الوجود لا في مشترك ولا لفظ غير مشترك. لفظ مشترك بين الخالق وبين المخلوق. فيقول الخالق موجود والمخلوق موجود. فنقول لهم لفظ مشترك فيفيد اي شيء. المشاركة فيعني المماثلة فيقولون لا. هذا وجود يليق بالله وذاك الوجود يليق يليق بالمخلوق نقول لهم ايضا هذا استواء يليق بالله واستواء المخلوق يليق به. فكل من اثبت شيئا رددنا عليه ما نفع كل من اثبت شيئا رددنا عليه بما اثبت ما نفاه من بقية الصفة. وكما قال شيخ الاسلام الباب باب واحد ما يقال في الذات يقال في الصفات كما يقال في الذات يقال في الصفات. فمن اثبت صفة الواحدة لله عز وجل لزمه ان يثبت جميع الصفات التي اضيفت الى الله سبحانه وتعالى. اذا قوله او شبهتهم ان ذلك يقتضي المشابهة والتجسيم نقول هذا قول باطل. فالله ليس كمثل شيء وهو السميع البصير. الشبهة الثانية ايضا تعلقوا ببيت ببيت باطل ينسب الى الاخطل النصراني المنسب للافضل النصراني. وهو قوله استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراب. قالوا هذا البيت يدل عليه شيء على ان معنا بمعنى الاستيلاء ولا يفيد معنى العلو والارتفاع فبشر انما استوى على العراق بملكه وبقوته واستيلائه وهذا باطل بالوجوه. الوجه الاول ان هذا البيت لا يعرف في ديوان الاخطل لا يعرف في ديوان الاخطل. على اختلاف رواياته وعلى اختلاء عدده الا انه لم يثبت هذا البيت عند الاخطل. الامر الثاني ان المعتزلة والجهمية لا يثبتون خبر الاحات باب الصفات بداية الخبر الاحادي باب الصفات ولو كانت في الصحيحين لا يثبتونها. ولكن عندما وافق الامر اهواءهم اتوا ببيت ليس له اصل ولا يعرف الا من ولا يعرف حتى من طريق الاحاد وجعلوه اصلا في تأويل وتحريف الاستواء. ثالثا انها انهم خصوا الاخطر النصراني لانه ممن توفي قبل مئة وخمسين وذلك ان بعد المئة وخمسين بعد المئة والخمسين لا يحتج بشعر لان دخل فيه المولدين ودخل فيه غير العرب. فاخذوا هذا البيت من الاخطل وهو ليس موجود لا في ديوانه ولا يصح عنه وهو ايضا انه نصراني والنصارى ظلوا في اعظم في اعظم باب من باب التوحيد حيث انه انهم جعلوا ان عيسى ابن لله عز وجل وان عيسى كلمة من الله سبحانه وتعالى هي كلمته التي حلت في مريم فهم يرون ان اللاهوت والناسوت اتحدا فهم اصلا في في معتقدهم اعتقاد فاسد وباطل فكيف من كان معتقده فاس والباطل يؤخذ منه يؤخذ منه هذه الحجة فان قالوا هذا من لغة العرب نقول لم يثبت عنه انه قال انه فسر الاستواء بمعنى الاستيلاء. ورابعا لو سلمنا ان البيت صحيحا الافضل فان الاستواء يبقى على بابه ويكون المعنى ان بشر استوى على العراق اي علا وارتفع العراق بامره وقوته وليس بمعنى انه ملكها وان معنى يبقى الاستواء على بابه فيكون المعنى استوى بشع العراق بمعنى علا عليها. والعلو هنا علو اي شيء علو معنوي علو معنوي انه علا عليها فامره الذي يؤتمر به ونهي والذي انتهى عنه لقوته ولسلطانه فاصبح الاستواء على بابه وان كنا نقول ان هذا البيت باطل وليس بصحيح وليس بصحيح. وهذا ايضا يقال اذا كان الاستواء معنى الاستيلاء فهناك من نازع الله عز وجل في ملكه فاحتاج الله عز وجل ان يغالبه حتى يستولي على هذا الملك الذي نوزع فيه ففيه اثبات ان لله ند او ان لله نظير ومثيل ينازع في ملكه وهذا من ابطل الباطل ومن اعظم الكفر بالله عز وجل. فاذا قلنا ان الله استوى على العرش بعد استوى على ملكه واستولى عليه افادها المفهومه ان الملك كان قبل استيلاء الله عليه كان قال في غير ملك الله سبحانه وتعالى. واذا كان كذلك كان هناك من استولى على على الملك قبل ربنا سبحانه وتعالى. وهذا كما ذكرت انه باطل باجماع السلف. ايضا ايضا ان ان ان قوله سبحانه وتعالى الرحمن العرش استوى وتخصيص استوائه على العرش دليل على ان المراد باستواه اي شيء العلو والارتفاع. لان اذا فسرنا الاستواء بمعنى العلوم ومعنى الملك او معنى الاستيلاء فالله لا يخرج عنه شيء من ملكه اذا قلنا ان الاستواء بمعنى الاستيلاء فالله مستورد على كل شيء سبحانه وتعالى. فليس هناك فائدة في تخصيص العرش دون غيره في تخصيص العرش دون غيره. وعلى فنقول ان ان قول المعتزلة والاشاعر والجهمية وكل من قال بقولهم هذا ان الاستيلاء بان الاستواء بمعنى الاستيلاء انه قول باطل محدث لا يعرف عن سلف هذه الامة. وانما هو من قول من قول اهل الكلام الذين يحرفون الكلم عن مواضعه و يحرفون صفات ربنا سبحانه وتعالى. وعلى هذا اهل السنة يثبتون استواء الله عز وجل عرشه. يثبتون استواء الله عز وجل على عرشه. ولكن الا يكيفون هذا الاستواء وانما اذا سئلوا قالوا الكيف مجهول الكيف مجهول والاستواء معلوم او الاستواء غير مجهول اي ان العرب تعرف معنى الاستواء ومعنى العلو والارتفاع والاستقرار فالله استوى على عرش استواء يليق بجلالي سبحانه تعالى ولا يلزم من استوائه حاجته الى عرشه ولا حاجته الى كرسيه سبحانه وتعالى. فهناك عرش وهناك كرسي الكرسي هو موضع القدمين والعرش هو سرير الملك وسرير الملك سرير ربنا سبحانه وتعالى الذي يعلو عليه ويرتفع الذي يعلو عليه ويرتفع. والعرش خص بخصائص اولا انه عرش كريم. وثانيا انه عرش عظيم وثالثا انه اول المخلوقات على الصحيح من اقوال اهل العلم. وقد وقع خلاف بين اهل السنة في اول المخلوقات. هل هو العرش او القلم فذهب بعض اهل السنة الى ان نوى المخلوقات والقلم لقوله صلى الله عليه وسلم اول ما خلق الله القلم. في حديث باسناد جيد. وذهب هارون ان اول ما خلق الله عز وجل هو العرش ثم القلم وهذا هو الصحيح لحديث عمران بن حصين في الصحيحين كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء. فالصحيح ان اول المخلوقات هو العرش هو العرش ومعنى حديث اول ما خلق الله القلم اول ما خلق الله القلم اي حين خلق الله القلم قال له اكتب فالاولية هنا متعلقة باي شيء او ولية امره بالكتابة. اول ما خلق الله القلم اي حين خلقه قال له اكتب. وليس معنى ولي هنا الاولية لم يسبقها شيء وانما اولية خلقه امره الله عز وجل بالكتابة. اي حينما خلقه ربنا قال للقلم اكتب ما هو كائن الى قيام الساعة والا العرش كما قال ابن عباس كان الله ولا شيء غيره كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه وكان عرشه على الماء. اذا هذه الايات السبع التي ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية اراد بها اثبات صفة الاستواء لله عز وجل وان الله مستو على عرشه. والاستواء ايضا يدل على علو الله عز وجل يدل على علو عز وجل نصا صريحا لان العرش هو اعلى المخلوقات العرش اعلى المخلوقات. فاذا كان الله عالم مرتفع على عرشه افاد ذلك نصا ان الله عز وجل في جهة في جهة العلو في جهة العلو. ولذا عندما سئل ابو حنيفة رحمه الله الله تعالى من قال لا ادري العرش في السماء وفي الارض قال كفر بالله العظيم من قال لا ادري العرش في السماء والارض قال كفر بالله العظيم لان اهل السنة التي مجمع على ان العرش هو اعلى المخلوقات. وقد جاء في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وحديث العباس عندما ذكر السماوات وما له من مسافة ثم قال وفوق السماء السابعة بحر ما بين اسفله وعلاكة بين السما والارض ثم فوق البحر الكرسي وهو موضع القدمين ثم ذلك عرش ربنا سبحانه وتعالى ثم فوق ذلك ربنا سبحانه وتعالى ولا يخفى عليه من عباده شيء سبحانه وتعالى فحديث مسعود بحديث العباس وحديث ابي ذر رضي الله تعالى عنه كلها تدل على ان العرش واعلى المخلوقات وهذا كما ذكرت محل اجماع فمن قال لا ادري العرش في الارض في السماء نقول كفر بالله العظيم لان العرش هو على المخلوقات والعرش يؤخذ منه ايضا اثبات صفة علو عز وجل بذاته ان الله علي بذاته كما ان له العلو المعنوي والعلو القدر ولا العلو القهري سبحانه وتعالى اي علو القهر ابو علو الذات وعلو القدر سبحانه وتعالى. اما الاستواء فهو يدل على علو يدل على علو الذات. ولذا شيخ الاسلام تعالى لما انهى ايات الاستواء سيعقب بعد ذاك بايات بايات علو الله عز وجل فكأنه اراد ان يبين ان ايات الاستواء ايضا تدل على اثبات العلو لله عز وجل وان الله عز وجل في جهة العلوم وجهة العلو كما او صفة العلو هذه محل اجماع بينها اهل السنة وقد اجمعوا على ان من انكر صفة علو الله عز وجل انه كافر بالله عز وجل انه كافر بالله عز وجل من قال الله ليس كفر باجماع اهل السنة او قال الله في السفن كفر باجماع اهل السنة او قال الله في كل مكان كفر باجماع اهل السنة لانه كذب بكلام الله عز وجل وكذب بما اجمع عليه المسلمون. اذا هذا خلاصة هذا المبحث وهو استواء الله عز وجل على عرشه. وان الاستواء كما قال مالك الاستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة فنحن نؤمن ان الله مستو على العاصي بعد انه علا وارتفع واستقر على عرشه سبحانه وتعالى استواء يليق بجلاله سبحانه وتعالى ولا نكيف ولا لا نكيف ولا نمثل بل نثبت استواء على الحقيقة وانه يستوي حقيقة سبحانه وتعالى. واما كيفية ذلك فعلمه الله سبحانه وتعالى وان العرش هو اعلى المخلوقات واعظم المخلوقات هو سقف وهو سقف الجنة. بهذا ما يتعلق بمسألة الاستواء والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد