السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد انتهينا في العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اذا ما ذكره رحمه الله تعالى في من صفات الافعال حيث انه رحمه الله تعالى ذكر ما يتعلق بصفات الذات. ولما ذكر ما دل عليه كتاب والسنة من احاديث وايات الصفات او ذكر ايات الصفات انتقل رحمه الله تعالى الى ذكر شيء من ايات الصفات المتعلقة بمشيئة الله عز وجل وذلك ان ان الصفات تنقسم الى قسمين. صفات ذاتية وصفات فعلية. صفات ذاتية قائمة بالله عز وجل لا تنفك عنه ابدا. كالعلم والقدرة والحياة بارادة وما شابه هذه الصفات. وصفات فعلية تتعلق بمشيئة الله عز وجل اي ان الله سبحانه وتعالى يفعلها متى شاء ويتركها متى شاء سبحانه وتعالى وتسمى بصفات الاعراض وصفات الافعال. اما المبتدعة فيسمونها بالاضافات ولا بالصفات يضيفونها الى الله عز وجل اضافة مخلوق الى خالق. لانها صفة لله عز عز وجل وصفات الافعال يتفرد اهل السنة بين اهل البدع جميعا في اثباتها. وليس هناك مبتدع من الجهمية او المعتزلة او الاشاعرة او الماتوليدية او غيرهم يثبتون صفة من صفات الافعال فهم يثبتون شيئا من صفات الذوات كالجهمية مثلا يثبتون الوجود المطلق المعتزلة يثبتون صفات الاشاعر اللا تريديه يثبتون ثماني صفات او سبع يثبتون ثمان صفات او سبع صفات او اكثر على خلاف بينهم. ومرد في هذا الاثبات لا العقل لا الى النقل. يثبتون هذا لان العقل يثبته لا ان النقل يثبت ذلك لربنا سبحانه وتعالى فمدار الاثبات عند اهل العلم عند اهل البدع هو العقل. اما اهل السنة فمدار الاثبات عندهم على النقل على ما جاء في كتاب الله وما جاء في في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما يجعلون العقل تابعا. تابعا للنقل لا متبوعا. والمبتدع يخالفون في هذا الاصل فيجعلون العقل هو المتبوع والنقل هو التابع. بل يرون ان القواطع العاقلية مقدمة على القواطع النقلية. وان النقل متى ما خالف العقل فان النقل يرد من عشرة اوجه عند اما من جهة كونه منسوخ او من كونه يخالف العقل او كونه مجازا او غير ذلك من الاوجه التي يردها بها نصوص الكتاب والسنة فشيخ الاسلام هنا يذكر شيئا من الايات الدالة على شيء من صفات الافعال. فذكر قوله تعالى رضي الله عنه هم ورضوا عنه وقوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه. وقوله ذلك بانه ما اسخط الله وقوله فلما اسفونا انتقمنا منهم وقوله ولكن كره الله انبعاثهم بطل وقوله كبر مقتا عند الله. هذه ايات دلت على عدة صفات. الصفة الاولى الرضا والصفة الثانية صفة الغضب والصفة الثالثة صفة الصخب والصفة الرابعة صفة الكراهية او صفة الاسف وهي بمعنى شدة الغضب للاسف له معنيان لكن المعنى الذي يعنينا هنا هو شدة الغضب. وايضا صفة الكراهية وصفة المقت صفة المقت هذه الصفات تشترك انها صفات فعلية. تتعلق بمشيئة الله عز وجل فالله يرضى على اقوام ويسخط على اخرين. الله يحب اقواما ويكره اخرين الله يغضب على اقوام حين يعصونه وحين يفعلون امرا يوجب غضبه ويرضى عنهم في حال اخر اذا هذه الصفات هي صفات فعلية وهي من صفات الاعراض التي تقوم لله عز وجل وتضاف الى الله سبحانه وتعالى اضافة صفة الى موصوف فنقول ربنا يرضى وربنا يغضب وربنا يسخط. وربنا يكره. وربنا يأسف. وربنا يمقت ولكن هذه الصفات تتعلق بمن استوجب سببها. فالله يرضى عن الذين امنوا ويرضى عن المحسنين ويرضع للمتقين. ويرضى عن الصادقين هذا من جهة رظا ربنا سبحانه وتعالى. واما اه صلة الرظا فهي صفة قائمة بالله عز وجل اما متعلق الرضا فالله يرضى عن عباده الذين اضاعوه وكل من اطاع الله عز وجل فالله رضي عنه كما قال تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه. ورضا الله لا يناله العبد الا اذا فعل ما امره الله عز وجل به وامره به رسوله صلى الله عليه وسلم وهنا ذكر ربنا سبحانه وتعالى انه رضي عنهم وانهم رضوا عنه. والرضا عن ربنا سبحانه وتعالى من جهة الملعب يتعلق به امور. الامر الاول الرضا بان الله ربا لنا خالقا خالقا لنا نرضى بانه ربنا وخالقنا ونرضى بانه الهنا ومعبودنا ونرضى بقضائه وقدره. والقضاء والقدر. القضاء والقدر له متعلقان ايضا قضاء وقدر يحبه الله ويرضاه. فهذا يجب علينا ان نرظى به. مثل ايمان المؤمنين واحسان المحسنين نقول هذا اذا وقع فان الله قظاه وقدره كونا واراده ايضا شرعا فنرضى به وجوبا نرضى به وجوبا. القسم الثاني ما يتعلق بالقضاء الكوني الذي هو دون المأمورات والمستحبات وما اراده الله عز وجل شرعا وهذا ينقسم الى قسمين. مصائب ومعائب. اما المعائب فلا يجوز لنا ان نرضى بها المعائب لا يجوز لنا ان نرظى بها مثل المعايب مثل اي شيء مثل الكفر الشرك بالله عز وجل المعاصي بانواعها واشكالها هذه معائب. فلا نقول ان الله قضاها وقدرها بها قال له قل لا نرضى بهذا لا ضر بالكفر وربنا لا يرضى لعباده الكفر سبحانه وتعالى. هذا من جهة من جهة المعائب. اما من من جهة المصائب فان المسلم مأمور ان يصبر على قضاء الله وقدره ومأمور ايضا ان يرضى بقضاء الله وقدره الا ان الفرق بين الرضا والصبر هنا ان الرضا مستحب على الصحيح واما الصبر فهو واجب. فيرضى العبد على المصائب والمصائب تتعلق بكل ما يصيب العبد من فقر او مرض او بلايا من بلايا الدنيا فان هذا يرظى به العبد اذا اصيب العبد بمرض يرضى ويسلم امره الله عز وجل اما من جهة ما يتعلق بافعال الله عز وجل فنرضى بها مطلقا. هناك قضاء وهناك مقضي من جهة القضاء الذي هو فعل الله نرضى به دائما. ومن جهة المقضي الذي هو قضاء ربنا في عباده فهو ينقسم الى معائب والى مصائب والى عبادات وطاعات فما كان من وجه العبادة والطاعة فالرضا به واجب وما كان من جهة من الصائب فالرضا به مستحب وما كان من جهة المعائب فالرضا به محرم فالرضا به محرم. ولا يقول كما يقول غلاة الجبرية ان خالفت امره فقد وقت ارادته ويرضى بوجود مثل هذا الكفر كما يقول اهل الاتحاد حتى يقول بعضهم ما بين السماء والارض فكله اله. كله اله ويعبده ويقول انا الله انا ارى الله في كل شيء هذا لا شك انه من اعظم الكفر. اذا قوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه. هذه الصفة الاولى من الصفات الافعال جبر شيخ الاسلام وهي صفة الرضا. فاهل السنة يثبتون لله عز وجل. ويجعلونها متعلقة بمشيئة لله عز وجل ورضا الله متجدد. متجدد قد يسخط على عبد السنة الماضية ويرضى عنه في هذه السنة. كان بالامس كافرا محاربا لله ورسوله. واليوم اصبح مسلما ناصرا لدين الله ورسوله فبالامس عدوا لله يكرهه ويبغضه ربنا سبحانه وتعالى واليوم يرضى الله وهو ولي من اولياء الله. اقول هذا لان هناك من يرى ان ان الرضا والغضب قديم ان الرضا والغضب قديم لانه قائم بذات الله عز وجل ويردون ذلك لاي شيء الى الارادة. وهذا قول باطل كما هو قول الاشاعرة. نقول الله رضاه المتجدد وغضبه ايضا متجدد. فيغضب متى شاء كيفما شاء. ويرضى متى شاء كيفما شاء سبحانه وتعالى. وقد يجتمع في العبد الغضب والرضا. يغضب الله عليه من وجه ويرضى عليه من وجه اخر فالقاتل يغضب الله عليه واذا تاب رضي الله عنه. اذا تاب وصدق في توبته. اذا هذه الصفة الا وهي صفة الرضا. اما اهل البدع فيردون الرضا الى اي صفة؟ الى صفة الارادة. جميع الصفات هذه يردون صفة الارادة والارادة عندهم قديمة. فالله رضي عن المؤمن قبل ان يكون مؤمنا عندهم وغضب على الكافر قبل ان يكون كافرا. وهذا باطل. فاذا كان الله غاضب على الكافر قبل ان يكون ثم كان مؤمنا اصبحت هناك ايش؟ اصبح هناك تعاون هل هو مغضوب عليه او مرضي عنه؟ لكن نقول الله يغضب على الكافر حال كفره ويرضى عليه حال ايمانه فيتعلق بالمشيئة فالله اذا شاء رضي عن هذا واذا شاء غضب على هذا ورضاه بسبب وغضبه ايضا بسبب سبحانه وتعالى فالله يرضى عن اهل الايمان بايمانهم وعن اهل الحسنات باحسانهم ويغضب الله عز وجل على عباده اذا عصوه فيغضب الله على القاتل عمدا بغير حق ويغضب الله عز وجل على من اخذ ماله اخذ مال اخيه بغير حق. وغضب الله يتفاوت غضب الله ايضا يتفاوت ورضاه ايضا يتفاوت. فليس رضا ربنا على احاد المؤمنين كرضاه على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اصحابه. لكن الذي عيبه هنا اثبات صفة الرضا. كذلك اثبات صفة الغضب اثبات صفة الغضب لله عز وجل. ونقول ان الله يغضب. وغضبه كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى ولا يلزم من اثبات الغضب ان نثبت الكيفية. يقول الله يغضب وغير غضبه كيفما شاء. وغضبه متعلق لاسباب توجب غضبه اسباب توجب او تسبب غضب ربنا سبحانه وتعالى. فمن الاسباب قتل المؤمن بغير حق. ومن الاسباب اخذ بال المسلم بغير حق. ولذلك اقتطع ما لا بيمينه لقي الله عنه لقي الله عليه غضبان نسأل الله العافية والسلامة. فالغضب اذا صفة فعلية متعلقة بمشيئة الله عز وجل ايضا من الصفات هنا قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم. ذكر هنا في هذا الوعيد الشديد. ذكر اولا تضيقت المؤمن من يقتل مؤمنا اذا كان المقتول مؤمنا فانه متوعد بوعيد شديد. الامر الثاني ان يكون متعمدا. فخرج بالتعمد قتل الخطأ وقتل الشبهة والتأويل الشرط الثالث ان يكون بغير حق. يعني قتله بغير حق. اما اذا قتل المؤمن بحق فلا في هذا الوعيد ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. الخلود هنا هو المكث الطويل. لان دخول النار له حالتان ابدي سرمدي لا يخرج داخلها ابدا. ودخول موقت. والمؤقت ايضا على اقسام موقت يطول دخول صاحبه وموقت يسير يذكر ويخرج ولذا ذهب ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان قاتل النفس لا توبة له ولذا ذهب بعض اصحابه ان قاتل النفس لا تقبل توبته. وذهب جماهير اهل العلم الى ان النفس تقبل توبته ولا شك ان هذا هو الصحيح. ويحمل قول ابن عباس ومن وافقه من اصحابه على ان توبة القاتل لا يمكن ان تقع لان القتل يتعلق بثلاث حقوق حق من حق الله وحق الاولياء وحق المقتول فحق الله يقبل بالتوبة. يعفو الله عز وجل عنه. اذا صدق في توبته. وحق الاولياء يسقط اما بالقوت واما بالدية بقي عندنا حق المقتول. ولذا حق المقتول لا يمكن ان يوفيه القاتل في الدنيا. لا يمكن ان يوفيه القاتل الدنيا ولذا يوم القيامة يعطي يعطي ربنا المقتول من الحسنات ما يرضيه اذا صدق القاتل في توبته. والا فان القاتل يعرض على المقتول ويقال له خذ من حسنات شئت خذ من حسناته ما شئت اي بقدر ما يرضيك في ازهاق روحك. اما اذا كانت توبته صادقة وصدق في توبته فان الله عز وجل يتحمل عن القاتل مظلمته لذلك المقتول ويعطي المقتول من الحسنات ما يرضيه ما يرضيه. فيحمل قول ابن عباس انه ليس له توبة بمعنى انه لا يمكن ان يعطي المقتول حقه في الدنيا. فيبقى حق المقتول معلق. حتى يوفي ربنا سبحانه وتعالى مقتولة حقه. والقول الثاني ابن عباس هو قول عامة اهل العلم ان القاتل له توبة. ولذا جاء ان ابن عباس سئل عن رجل قتل نفسا فقال له الك خالة؟ قال نعم قال اذهب تضرها فافاد هذا ان كثرة الحسنات تكفر هذا الذنب واهل السنة مجمعون على ان قاتل النفس تحت المشيئة ان شاء الله عذبه وان شاء الله غفر له. ويدل على قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فكل ما دون القتل فكل ما دون الشرك فانه تحت مشيئة الله عز وجل. الله يقول قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. فالله يغفر جميع الذنوب والذنوب هنا دخلت عليها الالف واللام فافادت العلوم. فكل الذنوب يغفرها ربنا سبحانه وتعالى. حتى الشرك اذا تاب العبد الى الله قبل الله توبته فاذا كان الشرك الذي هو محبط لجميع الاعمال تقبل توبة صاحبه فمن باب اولى ما دونه من الذنوب. اذا الغضب ايضا صفة من صفات الله عز وجل نثبته لربنا سبحانه وتعالى ونعلق ذلك بمشيئته واما كيفيته فاعلها عند الله سبحانه وتعالى. لا نعلم كيف يغضب. لكن الغضب يتفاوت. ودليل التفاوت ما جاء في الصحيحين عندما يفزع الناس الى الى الرسل يأتون نوح يأتون ابراهيم موسى عيسى يقول ان الله غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولم يغضب بعده مثله وهذا في مقام يوم القيامة. اي انه يوم القيامة يغضب ربنا غضبا شديدا لم يغضب قبله مثله لم يغضب بعده مثله فافاد هذا ان غضبه ان غضبه سبحانه وتعالى يتفاوت. فالله يغضب في الدنيا وفي الاخرة غضبه اشد يغضب على الكفار. يغضب على المشركين. يغضب على الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض. فسادا ولذلك الانبياء اذا قاموا يقولون اللهم سلم سلم نفسي نفسي لانهم يرون ان الله غضب غضبا لم يغضب قبل لم يغضب قبله مثله ولم يغضب بعده مثله حتى يأتي محمد صلى الله عليه وسلم يقول انا لها انا لها. صلى الله عليه ثم ذكر ايضا من الادلة قوله تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله. فهنا ايضا اثبات صفة السخط. والسخط وشدة الكراهية. ان الله سخط عليهم فهو نوع من انواع الكراهية والكراهية السخط بمعنى بمعنى واحد لان السخط اشد السخط اشد ففيه اثبات صفة السخط وفيه اثبات صفة الكراهية في اثبات صفة الغضب وفيه اثبات صفة المقت. فيه اثبات صفة الاسف. والاسف هو شدة شدة الغضب شدة الغضب لان الاسف في كتاب الله جاء بمعنى جاء بمعنى الحزن وجاء بمعنى كما جاء في قصة يعقوب عليه السلام قال يا اسفا على يوسف اي حزن على يوسف وبلغه او بلغوا للحزن مبلغا عظيما عليه السلام. اما الاسف هنا فلا يقال له بمعنى الحزن. لان الحزن صفة نقص والله منزه عن هذه السلوك او عن هذه الصفات الناقصة. وانما يقال الاسف هنا هو شدة الغضب. واذا قال تعالى فلما اسفونا انتقمنا منهم. اي لما اغضبونا وبالغوا في اغضابنا انتقمنا منه فانتقام الله سببه انهم اغضبوا ربنا سبحانه وتعالى. فلما غضب ربنا انتقلوا منهم كذلك قوله تعالى ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم. وهذا لا شك بوصف المنافقين الذين اذا خرجوا مع اهل الايمان مقاتلين ومجاهدين كان خروجهم انما هو ارجاء للمؤمنين وتثبيتا لهم. والله سبحانه وتعالى كره انبعاثهم. اي كره خروجهم وكره وكره ان يكونوا في صفوف المؤمنين. وكراهيته سبحانه وتعالى هم من باب تزكية اهل الايمان لا يكون هؤلاء المرجحون المثبطون معهم كره الله انبعاثهم فثبطهم. والشاهد هو قوله كره الله انبعاثهم. وفي اثبات صفة الكراهية لله عز عز وجل كذلك قوله كبر مقتا كبر مقتا عند الله والوقت ايضا هو بمعنى شدة الكراهية ونوع من انواع الكره. الكراهية ايضا يأتي بعد البقت. اذا هذه الصفات صفة الوقت وصفات السخط وصفة الكراهية وصفة الغضب وصفة الرضا. كل من الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة الله عز وجل واهل البدع كما ذكرت قبل قليل يحرفون هذه الصفات ويتأولونها بمعنى او يردون الى صفة الارادة وعلتهم في ذلك قالوا ان هذه اعراض والاعراض لا تقم بنفسها لا بد ان لابد ان تقوم في غيرها. وقيامها يدل على حاجة من قامت به. هذا دليلهم العقلي يقولون ان العرب هذه صفات صفات اعراض وهي لا تقوم بنفسها وانما تكون في غيرها وقيامها في غيرها تدل عليه شيء. على حاجة من قامت به اذا كان هذا الذي قال في هذه الاعراض محتاج لها فقد يكون ايضا محتاجا في وجود اصله. هذا هو ما قعده صفوان عندما رد على على السمنية. جاء في اثبات وجود الله باي صفة باي دليل بدليل الاعراب بدليل وجود الاعراض. قال هذه اعراض والاعراض لا تقوم بنفسها ولابد لها من لابد لها ممن اقام فاذا كانت ناقة تقوم بنفسها فالذي اقام واوجده من؟ هو الله فلما اثبت لنا وجود الله بدليل الاعراض وارادوا ان يثبتوا او سألوه ان يثبت لهم ربه وان يصف له ربهم نظر الى جميع الصفات فرأى وفاة اعراظ فاذا اثبت لله نقظ اصله نقظ اصله الذي اصله فنفى جميع صفات الاعراب وتبع جهل على هذا القول المعتزلة في اصله والاشاعرة والماترودية هم مردهم في نفي الصفات الى ان اعراظ والاعراض لا تقوم بالله عز وجل لا بالله سبحانه وتعالى وهذا قول باطل لكنه زادوا بعض الصفات قالوا لان العقل لا يعارضها زاد بعض الصفات كالحياة والعلم عند المعتزلة او الارادة والسمع والبصر والقدرة عند الاشاعرة قالوا لان العقل اثبتها. فهذه الاعراض دفوها اي له جميع صفات الاعراض لانها لا تقم بنفسه. وهذا لا شك انه دليل باطل وحجة باطلة وقد اطال شيخ الاسلام في تكموليته ابطال هذه القاعدة والقاعدة عندنا هنا قد ما اثبته الله نفسه اثبتنا وما نفاه عن نفسه نفيناه. واثبات هذا الصفات اثباتها صفات لا يدل على حاجة الله عز وجل الى غيره. بل ربنا اتصف بها وهو الذي اقامها بنفسه سبحانه وتعالى فهو المتصل بهذه الصفات لانه محتاج لها او انه سبحانه وتعالى يحتاج الى غيره في اتباع صفاته او في اقامة ذاته سبحانه وتعالى بل نثبت ما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعقيد قالوا ايضا ان اثباتها الصفات في مشابهة بالمخلوق فالغضب يدل على الضعف قالوا كيف يدل على الضعف؟ قالوا لان الغضب هو ثمرات دم القلب. ثوران دم القلب هذه ايضا من شبه نقول اولا الغضب لفظ مشترك بين الخالق والمخلوق ولا يلزم الاشتراك اللفظي الاشتراك في المعنى ايضا او في كيفية هذا الامر. الامر الثاني ان دوران القلب واحمرار الوجه الوجدتين الوجبتين وغيره من الاثاث تظهر على الغاضب ليست هي الغضب وانما هي اثر للغضب اثر الغضب اننا اننا تصورتم الغضب بهذه الصورة لانكم لم الغضب الا في هذا المخلوق ولا يمكن ان نجعل هذا المفهوم مثالا على الخالق سبحانه وتعالى لان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فكما ان الوجود لفظ مشترك ولا يلزم من وجود المخلوق لا يلزم هذا اللفظ المشترك ان يكون وجود الخالق كوجود المخلوق فوجود الخالق على ما يليق به ووجود المخلوق على ما يناسبه كذلك العلم لفظ مشترك في علم المخلوق ليس كعلم الخالق. والباب في هذا واحد. ما يقال في الذات يقال في الصفات وما يقال في صفات الذات يقال في صفات الافعال والاحوال فلا فلا تغاير بينهما عندما نثبت صفة عندما نهبط سير من صفات الله عز وجل واثبتها المبتدع معنى اثبتها المبتدع معنا مثلا الجهلية اثبت الوجود هذا بوجه لفظ مشترك؟ قال نعم لكن وجود الله ليس كوجود المخلوق نقول كذلك جميع الصفات ليست كصفات المخلوقين. وكل من اثبت شيئا من الحق رددنا عليه بما اثبت الباطل الذي دفاه. وعلى هذا نقول ان صفات الافعال تثبت عز وجل بل ليس هذا فحسب بل نقول نثبت لله سبحانه وتعالى جميع ما اثبته لنفسه من غير تحريف ومن غير تعطيل ومن غير تكييف بل نؤمن بها كما جاءت ونثبت معناها الذي دلت عليه ننبت معناها الذي دل عليه ولا تتعرض لكيفياتها. وانما نقول نؤمن بها كما جاءت. وسيأتي معنا ايضا شيئا من صفات الاحوال في صفة المجيء والنزول والاتيان والاستواء وما شابه ذلك وهي ايضا من صفات الاحوال متعلقة ايضا بمشيئة الله سبحانه وتعالى نقف على هذه الصفات ذكرها شيخ الاسلام وهي متعلقة بعدة صفات ذكرها وهي ثابتة لله عز وجل لان الله اثبتها لنفسه سبحانه وتعالى واثبتها ايضا له رسوله صلى الله عليه وسلم. والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد