بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى العقيدة الواسطية. وقوله هل ينظر وقوله وجاء نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى الايات الدالة على مجيء الله سبحانه وتعالى وعلى اتيانه وصفة المجيء والاتيان يثبتها اهل السنة. يثبتون مجيء ربنا سبحانه وتعالى واتيانه على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى ولا يتعرضون لهاتين الصفتين لا بتحريف ولا بتعطيل ولا بتكييف وانما يؤمنون بها فيقولون يجيء ربنا يوم القيامة كيف شاء ويأتي ربنا سبحانه وتعالى كيف شاء ويثبتون المجيء والاتيان. وهاتان الصفتان يخال فيها كثير ممن ينتسب الى مذهب اهل الحديث. اما الجهمية والمعتزلة والاشاعر والماتوجدية والذين يعطلون الله عز وجل من صفاته فهم فهم ينفون هاتين الصفتين. الا ان في هاتين الصفتين يزيد ممن يثبت شيئا من مذهب اهل السنة فينفي هاتين الصفتين فقد نسب الى بعض اهل الحديث ممن يثبت كثيرا من صفات الله عز وجل وينتسب مذهب اهل الحديث الى عدم اثبات هاتين الصفتين وينسبون ايضا للامام مالك رحمه الله تعالى انه تأول النزول بنزول الملائكة والرحمة وينسبون ايضا للامام احمد انه قال في قوله وجاء ربك جاء امره وهاتان الروايتان عن الامام مالك وعن الامام احمد قمر ويتان ليستا بصحيحتين فرواية مالك يرويها حبيبنا ابي حبيب وهو منكر الحديث والذي عليه الامام ما لك انه يثبت مجيء ربنا سبحانه وتعالى ويثبت اتيانه واما ما نقل عن الامام احمد في رواية حنبل بن صالح رحمه الله تعالى فقد انكرها جل اصحاب الامام احمد ولم يثبتوا هذه الرواية واستغربها جل اصحابه وقد ذكر غير واحد من اصحاب الامام احمد انه يغرب على الامام احمد. وقد انكرها شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ايضا وعلى هذا فمعتقد الامام احمد رحمه الله تعالى على اثبات مجيء الله واتيانه على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى ولا يتعرضون لهاتين الصفتين لا بنفي ولا بتكييف وانما يثبتونها كما اثبتها الله عز وجل. واما اهل البدع فيتأولون هذه الايات التساقها شيخ الاسلام بمعنى انها انها من المجاز ويقدرون محذوفا في هذه الايات تقديره امره ملائكته رحمته وهذا باطل هذا باطل اولا ان لغة العرب لا تقدر المحذوف الا مع العلم بوجوده. اما مع الجهل به فلا يقدر محذوفا والا لجعل الناس كلاما لم يقولوه بتقدير هذا المحذوف وللبس على الناس كلاما لم يقولوه بتقدير هذا المحذوف وانما يقدر المحذوف اذا علم من الكلام. اما اذا لم يعلم فلا يجوز ان يقدر محذوفا والامر الثاني الامر الثاني ان الله سبحانه وتعالى ذكر في اياته اتيان الملائكة واتيانه واتيان امره فدل هذا على اثبات اتيانه بذاته سبحانه وتعالى لانه غاير بين اتيان الملائكة واتيان امره او اتيان اياته سبحانه وتعالى وبين اتيانه بنفسه سبحانه وتعالى وبذاته كما سيأتي معنا فهنا نقول ان الله يقول هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام اولا هذه الاية دلالتها صريحة على اثبات اتيان الله عز وجل واتيان الله عز وجل في هذه الايات متعلق بيوم القيامة وذلك ان ربنا سبحانه وتعالى يأتي يوم القيامة لفصل القضاء ويسبقه قبل ذلك نزول الملائكة فالملائكة تنزل وتحيط بالخلائق من كل جهة جاء في بعض الاثار انهم يحيطون بهم على سبع صفوف ثم تشقق السماء بالغمام. والغمام والسحاب الابيض الرقيق وتشقق السماء بالغمام هذا ايذان واعلام بنزول الرب سبحانه وتعالى فاذا اتى ربنا وتجلى ربنا لاهل الموقف صعق من في الموقف جميعا الا موسى عليه السلام الا موسى عليه السلام فانه لا يصعق لانه قد صعق قبل ذلك عندما تجلى ربه للجبل. ولذا جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني اول من افيق فاذا بموسى اخذ بقائمة من قوائم العرش فلا ادري اافاق قبلي ام جوزي بصعقة الطور فاذا تجلى ربنا صعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء ربنا سبحانه وتعالى. ومن ذلك موسى عليه السلام وهذا معنى تشقق الغمام اي ان هذا السحاب الذي ينزل الذي يكون علامة وامارة لنزول ربنا سبحانه وتعالى. وهو الذي اذكره قال هل ينظرون النظر هنا يأتي بلغة العرب على عدة على عدة معاني اما يأتي معنى الانتظار واما ان يأتي بمعنى النظر يأتي معنى الانتظار او بمعنى النظر وهو على حسب ما تعدى به فاذا تعدى بالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة افاد النظر الذي هو بالعين واذا عين المنظور وهو محل النظر وهو الوجه اكاد ايضا النظر الذي هو بالعين اما اذا اطلق فانه يحتمل الانتظار واذا عدي او عدي مثلا في او الا افاد التفكر والتدبر كما سيأتي معنا فهنا قال تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام؟ اي هل ينتظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام وهذا يوم القيامة اي تنتظرون ان يأتي ربنا لفصل القضاء ويجازيكم على اعمالكم فهنا جاء النظر مطلقة هل ينتظرون او هل ينظرون بمعنى هل ينتظرون اولم ينظروا في اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض؟ النظر هو معنى التفكر والتدبر ينظر في اياته ايضا بمعنى التفكر والتدبر اما ففي هذه الاية هل ينظرون بمعنى هل ينتظرون الا ان يأتيهم الله. هنا في اتيان الله عز وجل جاء مطلقا. ان يأتيهم الله واضيف الاتيان الى من؟ الى الله مباشرة ولم يعد بحرف ولا بفعل وانما قال هل ينظرون الا ان يأتيهم الله والاتيان في كتاب الله جاء مطلقا وجاء مقيدا وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى ان جميع ما جاء في كتاب الله من اتيانه مطلقا فانه يفيد الصفة اي اثبات صفة الاتيان واثبات صفة المجيء وما جاء مقيدا اي معدى بحرف فانه لا يدخل بمعنى الصفة وانما وانما يحمل يعني لا يكون معنى صفة المجيء والاتيان الذي هو يضاف الى الله ومجيء ذاته واتيان ذاته وانما يكون اتيان عذابه او اتيانه اتيان عذابه او اتيان رحمته سبحانه وتعالى كما في سورة النحل اتى الله بنيانه من القواعد وعد لمن فافاد هنا ان الاتيان بمعنى اي شيء بمعنى العذاب فاتى الله بنيانه من القواعد فخر عليهم السقف وايضا ان هناك قرينة مع هذا المعنى الذي قرره ابن القيم وان الاتيان اذا عد اذا عد بمن او بحرف من من الحروف فانه لا يفيد معنى الصفة التي تضاف الى الله عز وجل وانما يفيد معنى اخر على حسب السياق اما رحمة واما عذابا او ما شابه ذلك من القرائن ايضا ان الاتيان هنا صرف صرفه القرين وهي عدم رؤية الله حال اتيانه. مع انها ليست من ايات ليست من ايات الصفات اصلا لكن مع ذلك نقول هناك قرينة صرفت هذا الاتيان الى العذاب ان الذي اتاه اي شيء اتاهم عذاب الله سبحانه وتعالى فلم يكن هناك مجيء ولا اتيان متعلق بذات الله عز وجل اذا هذا معنى قال قوله قوله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام؟ الظلل مياه بمعنى الغمام والسحاب الذي يستظل به دلل من الغمام من السحاب الابيض الرقيق ابيض الرقيق وهو المعنى القطع ظلل ظل بعد ظل من الغمام. الله سبحانه وتعالى يأتي في ظل الغمام اي ان هذا هذه هذا الغمام يسبق نزول ربنا سبحانه وتعالى ويسبق اتيان ربنا سبحانه وتعالى فهو علامة وامانة على اتيان الله سبحانه وتعالى قال هنا هل قال سبحانه الا ان يأتي الله في ظلل من الغمام والملائكة وفي اثبات الملائكة واتيانهم ابطال لدعوة من يقول ان الذي يأتي وملك من ملائكة الله عز وجل فالله سبحانه وتعالى ذكر اتيانه وذكر اتيان الملائكة مما افاد ان اتيان الملائكة يكون حقيقيا بذواتهم واتيان ربنا ايضا ان يكون حقيقيا بذاته وقد اجمع اهل العلم على من نفى اتيان الملائكة انه كافر من قال ان ملكة لا تأتي فقد كفر بالله عز وجل لماذا؟ لانه كذب خبر ربنا سبحانه وتعالى ولم يكفر من قال بعدم اتيان الله لانه تأوله لكن نقول لا بد ان تبين له هذه الحجة وتدفع عنه هذه الشبهة فيقال لمن عطل هذه الصفة ان الله اثبت اتيان الملائكة اثبت اتيان الملائكة واثبت اتيان قاله سبحانه وتعالى فكما لا يجوز كما لا يجوز نفي اتيان الملائكة كذلك لا يجوز ان ننفي اتيان ربنا سبحانه وتعالى فالله يأتي حقيقة والملائكة تأتي حقيقة ثم قال ايضا مستدلا على اثبات اتيان الله هذي مما يقوي او مما يدل على اثبات حقيقة هذه الصفة فهي جاءت على على اوجه متغايرة مرة وجاء ربك ومرة ذكر اتيانه واتياء ملائكته ومرة ذكر اتيانه واتياء ملائكة واتيان ملائكته واتيان امره واتيان اياته مما يدل على اثبات حقيقة هذا الاتيان فلو جاء مرة واحدة الاتيان في كتاب الله والمجيء في كتاب الله لكان لاولئك في حجتهم قوة حيث انهم قالوا يحمل هذا على ما ذكرنا. لكن ربنا سبحانه غاير بين الايات لاثبات حقيقة الاتيان والمجيء وعلى هذا اجمع اهل السنة ان الله يأتي حقيقة ويجيء حقيقة يوم القيامة قال ايضا سبحانه وتعالى هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك اذا هنا ذكر اتيان الملائكة وهذا اتيان حقيقي وذكر ايضا اتيانه سبحانه وتعالى وهذا اتيان حقيقي وذكر ايضا اتيان بعض اياته والمراد بالايات هنا امارات وعلامات الساعة وان كان اكثر التفسير على ان المراد هنا هو اتيان الشمس من مغربها وذلك ان الشمس اذا طلعت من مغربها لا ينفع نفسا ايمانها. لم تكن امنت من قبل وثلاث علامات اذا خرجن لا ينفع نفسا ايمان لم تكن امنة قبل وهي الشمس والدخان والدابة اذا خرجت الدابة والشمس والدخان لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنة قبل. اما الدجال ويأجوج ومأجوج فان الله عز وجل يقبل توبة العباد بعد خروج المسيح الدجال ويقبل توبتهم بعد خروج عيسى عليه السلام ونزوله. اما اذا نزلت اذا خرجت الدابة او طلعت الشمس من مغربها او رؤية الدخان في السماء فلا ينفع نفسا ايمان ولم تكن امنت من قبل فقوله هنا سبحانه وتعالى هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك دليل صريح على اثبات حقيقة اتيان الله عز وجل ويرد على الذين يقولون ان الاتيان هنا متعلق برحمته او متعلق بملك من الملائكة او متعلق امره وذلك ان ربنا غاير في هذه الالة في هذه الاية بين مجيء الملائكة وبين مجيئه او بين اتيان الملائكة وبين اتيانه سبحانه وتعالى وبين اتيان بعض اياته فلا حجة لاولئك المبطلين. واما ما تعلق به من المجاز لقد مر بنا ان المجاز قد ابطله المحققون من اهل العلم وقالوا ليس في القرآن مجاز بل نفى شيخ الاسلام ابن تيمية المجاز ايضا في لغة العرب المجاز الذي هو ان اللفظ يراد به معنى غير المعنى الذي سيق له لان المجاز هو استعمال لفظ في غيره استعمال النفط يعني يستعمل اللفظ في غير في غير ما وظع له. وهذا ليس في لغة العرب وليس في القرآن وقد سمى ابن القيم هذا المجاز طاغوتا في صواعقه المرسلة سماه طاغوت المجاز وكسره من اكثر من مائة وجه رحمه الله وابطل هذا هذه الدعوة الباطلة فاولا نقول هذا ليس بصحيح وننفي المجاز جملة وتفصيلا وعلى التنزل باثبات المجاز وان التقدير محذوف ملائكته اوامره نقول لا يمكن ان يقدر هنا لان المحذوف لا يعلم قبل ذلك والقاعدة في لغة العرب ان المحذوف لابد من العلم به اما بذكره في نفس السياق او يكون معلوما في الاذهان وهنا ليس معلوم الا اثبات المجيء لله عز وجل. الامر الثالث ان الله سبحانه وتعالى اثبت اتيانه واثبت مجيئه واظافه الى نفسه والقاعدة في هذا الباب ان نثبت ما اثبته الله لنفسه واما ما ينسب لبعض اهل السنة كما نسب هذا القول ابن عبدالبر والخطابي وممن ينسب الى اهل الحديث انهم تأولوا هذه الصفة كذلك لشبهة وقعت عندهم ان الاتيان والمجيء لم تتصوره عقولهم فنفوه والصحيح ان نقول ان المجيء والاتيان وهي صفات فعلية متعلقة بمشيئة الله عز وجل ان انها تثبت كما تثبت سائر الصفات فالله اثبت لنفسه صفات كثيرة سبحانه وتعالى ومن ذلك اثبت نفسي اتيانه ومجيئه ولا يدل اثبات المجيء والاتيان على نقص في حق ربنا سبحانه وتعالى بل هو صفة كمال بل هو صفة كمال الله عز وجل. فالله ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة والله يأتي لفصل القضاء ويجيء لفصل القضاء يوم القيامة. وهو مجيء عظيم تواترت النصوص على انه يأتي ربنا سبحانه وتعالى لفصل القضاء وانه يكلم عباده في عرصات الموقف فاثبت اهل السنة هذه ما دلت عليه هذه الايات وان الله يأتي ويجيء حقيقة قال ايضا رحمه الله تعالى الادلة الدالة على اثبات مجيء الله قوله تعالى كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا لما اثبت الاتيان ذكر ما يدل على اثبات صفة المجيء من اهل العلم من يرى ان الاتيان والمجيء صفتان مترادفتان لكن الصحيح ان نقول نثبت ما اثبته الله. فنثبت صفة الاتيان ونثبت صفة المجيء. ولا شك ان بينهما تغاير لتغاير من جهة الوصف فنقول الله يأتي والله يجيء وان كان لازم الاتيان والمجيء الحركة الا اننا لا نثبت صفة الحركة حيث ان الله لم يثبتها لنفسه لكن الحركة يدخل تحتها النزول ويدخل تحتها المجيء ويدخل تحتها الاتيان. لكن ادبا ان نثبت ما اثبته الله ولا نتجرأ على اثبات شيء لم يثبته ربنا سبحانه وتعالى فنقول كما قال ربنا وجاء ربك ونثبت الاتيان كما اثبته لنفسه ونثبت النزول كما اثبته رسوله صلى الله عليه وسلم له. ولا نتجاوز الكتاب ولا السنة في باب الاثبات فنثبت الاتيان ونثبت المجيء. ففي قوله وجاء ربك والملك صفا صفا. هذا دليل صريح على ان الله يجيء حقيقة وذلك وانه يأتي انه يجيء بذاته سبحانه وتعالى وذلك انه عاق بمجيئه وجاء ربك والملك صفا صفا فالملك ايضا يجيء حقيقة او تأتي الملائكة وتجيء الملائكة حقيقة بذواتها فكذلك نقول ان ربنا يجيء حقيقة بذاته ونثبت ما اثبته الله لنفسه ولا نعطل ولا نحرف ولا نكيف ومعنى لا نعطل اي لا نعطل صفة الاتيان والمجيء ومعنا لا نحرف لا نقول كما تقول الجهمية والمعتزلة واهل البدع من اهل الكلام ان ان المجيء والاتيان هنا بمعنى مجيء امره او رحمته او ملكا من الملائكة بل نثبت ذلك حقيقة وان الله يجيء حقيقة بذاته واما معنى قوله لا نكيف فالمراد ان لا نكيف كيف يأتي لا نقول يأتي على الكيفية هذه وانما نقول يجيء ويأتي على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى فلا نعلم كيفية مجيئه. ولكن نعلم انه يجيء ويأتي. هذا الذي نعلمه وننتهي الى ما علمنا اما كيفية الاتيان والمجيء فنكل علمه الى الله عز وجل. ونقول الله اعلم بذلك. الله اعلم بذلك وكذلك الملائكة تجيء ثم ذكر قوله تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام ذكر هذه الاية في ايات الصفات ليثبت مجيء ربنا سبحانه وتعالى واتيانه وقد مر بنا ان الله يأتي في ظلل من الغمام فاخذ شيخ الاسلام من هذه الاية ان تشقق السماء بالغمام ايذان باتيان الله ومجيئه فادخلا في ايات الصفات لان امارة وعلامة عليه شيء على صفة الاتيان وعلى صفة المجيء وعلى صفة المجيء فيثبت لله عز وجل في قوله ويوم تشقق السماء بالغمام بمعنى ان الله يجيء سبحانه وتعالى اذا السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ينزل ملائكة كثيرون لا يعلم عددهم الا الله يملئون ارض المحشر ويحيطون بالخلق قيل على سبع صفوف ينزل صف ثم ينزل الصف الثاني ثم ينزل الصف الثالث ثم ينزل الصف الرابع والخامس والسادس والسابع وفي كل صف ينزل يظل الخلائق ان الله عز وجل فيهم. او ان الله ينزل عقبهم فاذا تكابت الصفوف السبعة تشققت السماء بالغمام ونزل ربنا سبحانه وتعالى يأتي هنا مسألة يذكرها بعضهم وهي عند الاتيان والمجيء والنزول هل يخلو العرش او لا يخلو والذي عليه متقدم اهل السنة وهو قول عامة اهل السنة المتقدمين ان الله اذا نزل فانه ينزل وينزل معه عرشه وكل شيء يكون تحته فلا نقول كما يقول بعضهم ان الله ينزل ويكون شيئا فوقه فهذا باطل وهذا من اللوازم الذي يسعى اهل الباطل لالزام اهل السنة بها فلا نلتزم هذا اللازم الباطل بل نقول الله ينزل والله يجيء والله ياتي واذا نزل او جاء او اتى فلا يكون شيئا فوقه سبحانه وتعالى بل يكون كل شيء تحت ربنا سبحانه وتعالى يكون كل شيء تحت ربنا سبحانه وتعالى. وعلى هذا كان حماد سلمة وغير واحد من اهل السنة ان العرش لا يخلو من ربنا اذا نزل السماء الدنيا فينزل السماء الدنيا وهو مستو على عرشه سبحانه وتعالى وتنزل معه جميع المخلوقات اي العرش وما دونه يكونون تحته والله على كل شيء قدير. والله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحانه وتعالى هذا اللازم الذي يلزمنا به اهل الباطل نقول هو لازم باطل لا نلتزمه ولا نقول به بل نقول ان الله يجيء ويأتي واذا جاء واتى وكل شيء يكون تحته سبحانه وتعالى ولا يكون شيء من مخلوقات ولا يكون شيئا من مخلوقاته فوقه سبحانه وتعالى هذا ما يتعلق بهذه الايات التي ذكرناها ثم سينتقل مع ذلك ذكرنا هذه الصفات تسمى صفات الافعال او صفات الاحوال وانهى شيخ الاسلام يتعلق الصفات الذاتية ثم انتقل الصفات الفعلية ثم سيذكر الصفات الخبرية المتعلقة بالخبر دون العقل وبالسماع دون العقل نقف على هذا ونأخذ ما يتعلق بالصفات الخبرية باذن الله في اللقاء القادم والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد