بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا وشيخنا ورضانا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فقوله ويلقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام كل شيء هالك الا وجهه. وقوله ما منع من تسجد لما اخلص بيديه. وقالت اليهود يد الله مولودة ولعنوا بما قالوا بل يداهم كيف شاء. وقول الموصل لحكم ربك فانك باعيننا وقولك تجري وقوله والقيت عليك محبة مني ولتصنع الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين فانهى شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ما يتعلق بصفات الافعال انتقل رحمه الله تعالى ليبين شيئا من صفات لان الصفات الذاتية منها ما هو صفة خبرية لا مجال للعقل فيه اذا ومنها ما هي صفات يثبتها النقل والعقل. يثبتها النقل والعقل. وهناك صفات مردها الى النقل وسماه اهل العلم بهذا الاسم صفات خبرية لان مفتقر الى الخبر مفتقرة الى الخبر فبها تثبت هذه الصفات اما الصفات الفعلية فهي تتعلق بافعال الله عز وجل والمتعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى. وقد مر بنا شيئا من الذاتية ومر بنا ايضا شيئا من الصفات الفعلية وهنا سيذكر شيئا من الصفات الخبرية. وهي صفة الوجه وصفة اليدين وصفة الاعين صفة العينين لله عز وجل. هذه صفات خبرية اضيفت الى اضيفت الى الله عز وجل اضافة صفة الى موصوف صفة الى موصوف لان المضاف الى الله عز وجل ينقسم الى اقسام اضافة اعيان اضافة اعيان واضافة اوصاف او اعراظ اما الاعيان التي تضاف الى الله عز وجل فان اضافتها الى الله يدل على تشريفها وعلى تكريمها يقال بيت الله وناقة الله هذه اضافة اعيان اضيفت الى الله سبحانه وتعالى واظافتها الى الله عز وجل هي اظافة تشريف وتكريم فالبيت مخلوق لله عز وجل والناقة ايضا مخلوقة لله عز وجل. ولا يقال هنا ان اظافة صفة الى موصوف لان الاعيان قائمة بنفسها. وهذا هو الفرق بين الاعيان وبين الصفات. الصفة لا تقوم بنفسها بخلاف العين فانها تقوم بنفسها كالجبل او الجمل او البيت او الدار هذه اعيان تقوم بنفسها يقال هذا عبد الله اضافته الى الله اضافة تشريف لان العبد يقوم بنفسه. بيت الله البيت والكعبة تقوم بنفسها فاظافتها الى الله اظافة تشريف وتكريم. القسم الثاني اظافة اوصاف او اعراظ واظافة الاوصاف والعظيم الله عز وجل تنقسم الى قسمين قسم يقوم بالله عز وجل ويقوم بغيره وقسم لا يقوى بالله ويقوم بغيره. اما ما يضاف الى الله ما يضاف الى الله من الاوصاف والاعراض وهو يقول الله عز وجل فان اضافته الى الله يدل على ان الله متصفا بهذه الصفة من ذلك ويبقى وجه ربك اظاف الوجه الى ربنا سبحانه وتعالى. واظافه الى نفسه سبحانه وتعالى فهنا نقول الوجه صفة لله عز وجل صفة لله عز وجل لان الله اضافه لنفسه وصفة الوجه لا تقول بنفسها لا بد ان تقوم بذات فاذا اضيفت الى الله عز وجل افادنا ان لله وجه وجه جميل جليل يليق بذات ربنا سبحانه وتعالى. وعلى هذا اتفق اهل السنة على ان الله عز وجل له وجه وهذا الوجه ذو جلال واكرام سبحانه وتعالى فنثبت لله عز وجل ان له وجها جميلا جليلا سبحانه وتعالى وهذا الوجه هو الذي سيراه المؤمنون في الجنات عندما يرون الى وجه ربهم سبحانه وتعالى فاهل الجنة ينظرون الى الله عز وجل اذا دخلوا الجنة وما اعطوا نعيما اعظم من رؤية الله عز وجل. هذا اعظم دعم. اعظم نعيم ان يرى اهل الايمان سبحانه وتعالى. عندما يتجلى لهم ربهم سبحانه وتعالى. اذا اظافة الوجه الى الله عز وجل نقول اظافة صفة الى الخوف اليد السمع البصر القوة القدرة العزة كل هذه اذا نظرت الى الله عز وجل نقول هي اضافة صفة الى موصوف اما اذا اضيف الى الله عرض لايق بنفسه ويقوم لا يقوم بنفسه ويقوم المخلوق ولا يقوم بالله عز وجل فانه يكون القسم الاول وهذا له مثال في قوله تعالى وروح منه وروح الله الذي هو عيسى عليه السلام. فهنا نقول اظافة الروح الى الله عز وجل هو اضافة تشريف وتكريم مع انه عرظ لا تقم بنفسها وانما تقوم بذات ولكنها اضيفت الى الله عز وجل تشريفا وتكريما ولم نقل انها صفة لما لان الله لا تقو به الروح فاظافتها الى الله عز وجل هنا اظافة اظافة تشريف وتكريم والا روح عيسى كسائر الارواح التي خلقها الله عز وجل فجميع ارواحنا هي من الله سبحانه وتعالى فروحنا من الله واظافتها الى الله اظافة تشريف وتكريم وامتنان ان الله هو الذي خلقها واوجدها سبحانه وتعالى. اذا يقول ربنا ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. واضاف الوجه لذاته اظاف الوجه لنفسه سبحانه وتعالى فافادنا ان وجهه صفة له سبحانه وتعالى وان من صفاته ان له وجه كريم سبحانه وتعالى. وكما ذكرت دل على هذا الكتاب ودلت عليه السنة ودل عليه اجماع السلف. فالسلف مجمعون على ان الله له وجه كريم جليل سبحانه وتعالى وخالف ذلك اهل البدع وتأولوا الوجه بالثواب. وتأولوه بالذات وكلا القولين باطل. فالوجه وصفة وصفة لله عز وجل. اما ان الوجه هو الثواب فهذا ليس هو معنى الوجه من جهة اللغة ولا من جهة المعنى. ولكن ان قيل ان الذي لله عز وجل الله يبقى ولا يفنى هذا امر اخر. لكن لا نقول ان قوله تعالى ويبقى وجه ربك ان معناه يبقى ثوابه. هذا ليس بصحيح بل هنا وصف الله عز وجل وجهه بقوله ذو الجلال والاكرام ولو اريد بالوجه الذات لقال ذي الجلال والاكرام. فلما وصف الوجه لما وصفه بذو التي هي تدل على على الرفع فان المرفوع اي شيء وجه للرب الوجه مضاف وهو مرفوع وربك مضاف اليه وهو مجروم بالاضافة. فلما قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال علمنا ان الضمير في ذو يعود عليه شيء يعود على الوجه فوصف الله وجهه بانه ذو جلال ان يجل وجليل وعظيم سبحانه وتعالى وانه ايضا ذو الجلال والاكرام. فالله يكرم والله يكرم. يكرم من اطاعه واتقى ومشى واتبع رضوانه ويكرم ربنا بطاعته. الله يكرم بتعظيمه واجلاله وتوقين وعبوديته والانكسار والخشوع اليه هذا كله من اكرام الله عز وجل. والله يكرم ايضا من اطاعه. فالله وجهه ذو الجلال اي له جلال ومهابة وجمال وهو ايضا ذو الاكرام ذو الاكرام وهذه من صفات وجه الله عز وجل بل ان وجهه جليل كريم عظيم جميل سبحانه وتعالى. وقوله ويبقى ويبقى وجه بك ذو الجلال والاكرام في هذه الاية ان ان كل شيء سيفنع كما قال تعالى كل من عليها فان كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. ولذا قال الامام الشعبي رحمه الله تعالى في هذا الموطن لا يقف الا عند قوله ذو الجلال والاكرام. اي يصل الاية فلا يقول كل من عليها فان ويقف. بل يقول كل من عليها فان ويبقى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وسبب ذلك الذي يراه الشعب هذا من عظيم فقهه ان المدح هنا ان المدح هنا متعلق باي شيء؟ ليس متعلق بفناء الخلق متعلق ببقاء الله عز وجل فاذا قلت كل من عليها فان وقفت لم يتجلى معنى المدح الذي هو لله سبحانه وتعالى ولكن عندما تقول كل من عليها فان ويبقى وجه ربك مدحت الله بالبقاء واثبتت ان كل شيء يفنى دونه سبحانه وتعالى وان كان ايضا من من السنة في الوقوف على يقف على رأس الاية نقول هو حسن. لكن هنا يظاع مثل هذا السياق ان يقول ويبقى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام حتى يتجلى بعد المدح لله عز وجل. وانه المحمود الممدوح ببقائه وعدم ثنائه في قوله كل من عليها فان هذا يفيد العموم يفيد العموم ان كل شيء سيفنى الا ان السنة والاخبار دلت على ان هناك اشياء لا تفنى وقد انعقد عليها الاجماع من ذلك الجنة والنار. الجنة لا تفنى باجماع اهل السنة. وهي نعيم دائم. الله يقول خالدين فيها ابدا كذلك النار لا تفنى. وهي باقية ابد الاباد وهو باتفاق واجماع اهل السنة ايضا ايضا من الوقت لا تفنى الولدان المخلدون في الجنة والحور العين هؤلاء ايضا لا لا لا يفنيان ايضا من الامور التي لا تفنى العرش والكرسي العرش والكرسي ايضا هو لا يفنى فعلى هذا ايضا نقول تخرج هذه الست وهي ثمان واللوح والقلم. اذا ثلاث اشياء لا تفنى العرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار. والجنة والنار وعجب الذنب وعجب الذنب والولدان المخلدون والحور العين. او نقول نعيم الجنة لا يفنى. اذا قلنا الجنة فكذلك ما فيها من نعم. اذا والنار وما فيهما من نعيم وعذاب لا يفنيان والعرش والكرسي والعرش هو سرير ربنا سرير الملك سبحانه وتعالى والكرسي موضع القدمين واللوح والقلم وعجب الذنب يزيد بعضهم الارواح. الارواح لا تفنى اذا هذي ثلاث اشياء لا تفنى الارواح اذا انت قلت من الاجساد اما ان تنتقل الى نعيم او الى عذاب. اما الى جنة واما الى نار وعجب الذنب تأكل الارض كل شيء من الانسان الا عجب ذنبه. وهذا الحبة الصغيرة التي يعج بالذنب منها يتركب الانسان. يتركب الانسان وذلك انه في اخر الزمان بعد ان ينفخ في الصور. ينزل الله عز وجل كل ماء من السماء كمني الرجال. فيخلص الى القبور فيه يخلص الى تلك الحبة. سواء كانت في قبر او في بحر او او في بر او في اي مكان فان هذا الماء يصل الى كل حبة عجب ذنب. يصل لها ثم من يتركب الانسان ينمو كما تنبت ينبت كما تنبت الحدة. فيتركب منه عظامه حتى اذا اكتمل خلقه بعظامه كساه الله لحما. ثم نفخ في الصور مرة اخرى فانتشرت الارواح وعادت كل روح الى جسدها لصاحبها. اذا العجب الذنب لا يثنى. اذا هذا العموم ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. كل من عليها فان يخرج من هذا العموم ما خصه الدليل ما خصه الدليل. الدليل خص ان هناك ثلاثة اشياء لا تفنى. هناك من اشياء لا تفنى وان فصلتها زدتها الى عشر اشياء انها لا تفنى. مثل قوله تعالى تدمر كل شيء بامر ربها. فلا يفيد هذا النداء كل شيء يدمر لان الله استثنى فاصبح لا يرى الا مساكنه. فافاد ان المساكن لم تدمر. وقوله ويبقى وجه ربك الوجه هنا للبقاء هنا فهناك من من نسأل الله العافية والسلامة قال ان كل شيء يفنى ويبقى وجه الله فقط. وما عداه الا مثله. وهذا قول باطل وقائله يكفر بالله عز عز وجل بهذا القول الفاسد لان الذي يبقى هو الله عز وجل كما قال تعالى لمن الملك اليوم؟ قال الله الواحد القهار الله عندما يقبض ارواح الخلائق اجمعين يقبض ارواح الملائكة عندما يقبض روح جبريل وروح ميكائيل واسرافيل ولا يبقى الا ملك الموت يأمره الله عز وجل ان يقبض روحه فيقبض ملك الموت يقبض ملك الموت روحه فلا يبقى احد فيقول الله عز وجل عندئذ لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار. فهنا نقول تبقى ذاته المتصفة بصفة الوجه فاذا قلنا ما تبقى ذاته المتصلة الوجه جمعنا بين القولين بين اثبات اصبة الوجه وبين ابقاء ذاته سبحانه وتعالى وهناك من يرى انه يعبى بالجزء عن الكل فيراد بالوجه انها صفة الوجه واثبات الذات. اما ان نقول ان الوجه اللذات فهذا نقول ان الوجه معنى الذات ونم في سمك الجهة اثناء الوجه فهذا قول اهل الباطل واو نقول ان الذي يبقى الوجه يفنى كل شيء هذا ايضا قول باطل. وانما نقول تبقى ذاته المتصل صفة الوجه ويقال ان الله عبر بالوجه ويدخل في ذلك ايضا ذاته سبحانه وتعالى. فقوله ويبقى وجه ربك اكرام. دليل على ان الله متصف بصفة الوجه. وان ذاته باقية سبحانه وتعالى. وهذا مثل قوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه وهذا هذا امعن في العموم امعن في العموم لان شيء نكرة جاءت في سياق جاءت في سياق ان كل شيء سيهلك الا وجه ربنا سبحانه وتعالى. فشيء نكرة والنكرة تفيد. يعني اذا كنت امعن في العموم وايضا اكدت بكل التي هي احد صيغ العلوم مع ذلك نقول هذا العلم الذي اكد يدخله التخصيص والضغط الذي يدخله اي شيء التي ذكرناها قبل قلنا لا تفنى وهذا بالاجماع كاللوح والقلم العرش والكرسي كالذنب والارواح وكذلك الجنة والنار فهذه الاشياء لا تفنى بل تبقى ما شاء الله عز وجل ما شاء الله سبحانه وتعالى ان يبقيها فهي باقية لا يلحقها فداء. ففي هاتين الايتين ففي هاتين الايتين دليل على اثبات صفة الوجه لله عز وجل. وان الله متصف به على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى. فنثبت الصفة دون ان نتعرض الى كيفيتها كيف وجه الله؟ نقول علمه عند الله عز وجل. علمه عند الله. وانما وانما وجه الله عز وجل ووجه الحق حقيقي يليق بجلاله سبحانه وتعالى. ولا يعني اننا ننفي الكيفية ان ننفي ان ننفي صفته. بل نقول له وجه يليق جلاله سبحانه وتعالى ان كيفية هذا الوجه فنكل علمها الى من؟ الى الله سبحانه وتعالى. وذلك اننا لم نر ربنا حتى تعرف كيفية وجهه سبحانه وتعالى ومع ذلك الله سبحانه وتعالى لا تدركه الابصار اي لا تحيط بصفاته كما انها لا بذاته سبحانه وتعالى. فعندما يرى اهل الايمان ربهم في الجنات يرون جمالا يعني جمالا يبهرهم وجلالا يرون شيئا عظيما من جمال الله عز وجل حتى ان ينسوا كل نعيم في الجنة. اذا رأوا الله بجلد نسوا كل نعيم بما تلذذوا به من رؤية وجه الله سبحانه وتعالى ينسون كل نعيم. ولذا رؤية الله هي المزيد الذي يعطيه الله الذي يعطيه الله عز وجل اهل الجنان. للذين احسنوا الحسنى وزيادة الزيادة هي النظر الى وجه الله سبحانه وتعالى. اذا هذه الصفة الاولى او من الصفات الخبرية وهي صفة الوجه. ولذلك قال بعض الاشاعر يلزمنا ان نثبت هذه الصفة لماذا؟ يقول لان العقل لا مجال له لا مجال له في هذا الباب اضطر لبعض من ان يرد على طائفته التي تنفي صفة الوجه بقوله ان هذه الصفة ردها الى السمع والنقل فحسب. وليس هناك مجال للعقل حتى ينظر فيها. اما تأويله في المجاز ان الوجه يراد به الثواب او به الذات فهذا ليس بصحيح لان الله اضاف الوجه الى نفسه واضافته الى نفسه يفيد ان متصل بهذه الصفة سبحانه وتعالى وهذا هو باجماع اهل السنة يجمعون على اثبات الصف وقد دلت النصوص الكثيرة على ان الله عز وجل على ان الله عز وجل له وجه يليق بجلاله سبحانه وتعالى ذكر ايضا بعد ذلك قوله تعالى قال رحمه الله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه ذكر ما يتعلق بصفة بصفة اليدين لله عز وجل. ودل وذكر الادلة الدالة على ذلك. فذكر ايتين وهي قوله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه وهنا ربنا سبحانه وتعالى ثن اليدين ثن اليدين وهي يدان ثابتتان سبحانه وتعالى وصفتان وصفة اليد صفة ثابتة عند اهل السنة لله سبحانه وتعالى. وذلك ان الله اضافها الى نفسه. وكما ذكر الله عز وجل داما اليهود في قولهم وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان. بل يداه مبسوطتان اي انه عظيم العطاء سبحانه وتعالى عظيم العطاء ففي قوله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي فهذا القول يقوله الله لجل ابليس عندما امتنع من السجود وابى ان يسجد وقال انا خير منه. خلقتني من نار وخلقته من طين. وخلقته من طين. فقال الله له سبحانه وتعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه. وهذه دلالة صريحة واضحة على ان المراد باليدين هنا هي الصفة. وذلك من وجوه الوجه الاول ان الله ثناها سبحانه وتعالى والوجه الثاني انه اظافها الى نفسه والوجه الثالث انها ابطلت ما يتعلق به المحرفون فالمحرفون يقولون في هذه الصفة ان المراد بها انها مجاز عن النعمة او القدرة ولو كان هذا القول الذي قاله هؤلاء المحرفون هو الذي دلت هذه الاية لما كان لابليس ان يسكت وقال انا ايضا خلقتني بيديك. انا ايضا خلقت بيديك فلما ذكر الله عز وجل انه خلق ادم يديه عرف ابليس فضل ادم عليه. عرف ابليس فضل ادم عليه. ان الله خصه ان خلقه بيديه سبحانه وتعالى والا لو كان بعد ان خلقك بقدرته او بنعمته فكل الخلق خلقوا بقدرة الله وقوة الله فليس هناك خصيصة ادم على ابليس لان ابليس قد يكون ايضا خلقتني بيديك اذا كان معنى اليدين هو القوة او القدرة والنعمة والوجه الرابع ايضا ان النعمة ان النعمة لا تثنى لان نعم الله لا تعد ولا تحصى. كما قال تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فكيف يقول بيدي اي بنعمتين؟ الله لعبه لا يمكن حصرها. وكذلك ايضا لقوله لو قلنا ان المراد بها القدرة نقول قدرة الله عز وجل لا يمكن ان تحاط ولا يمكن ان تحصر في في قدرة واحدة او قدرتين ولذلك لما قالت اليهود يد الله مغلولة وقال غلت ايديهم ولعبوا بما قالوا قال بل يداه مبسوطتان فذكر ان المراد هنا اليد الحقيقية التي اضافها الله لنفسه. فعلى هذا نقول ان اهل السنة مجمعون على ان لله يد وان له يدان يدان كلتا يدي ان له يدان سبحانه ان له يدين سبحانه وتعالى كلتاهما يمين بالقوة واليمن والبركة. اي يدي ربي كلها يمين باليمن والبركة. خلافا لمن يرى ان له ويمينه الاخرى هي الشمال ان نقول الله جل كلتا يديه يمين كلتا يديه يمين ولا يقال ان له شمال والا يقال له شمال كما سيأتي. اذا المسألة الاولى نقول نثبت لله عز وجل صفة اليد. مثل الله عز وجل صفة اليدين. صفة اليدين. ونقول ونقول ان لله عز وجل ان لله عز وجل يدين تليقان بجلاله سبحانه وتعالى هذا اولا. الامر الثاني اليد جاء في كتاب الله مفردة وجاءت مثنات وجاءت مجموعة. اما ما جاءت مفردة فلا تعارض التثنية لا تعارض. لان المفرد اذا اضيف افاد العلوم فيدخل في ذلك المثنى ويدخل في ذلك الجمع فتحمل ما افردت على ما تملي وجاءت مثبات بيديه وهذا هو صار دلالته صريحة واضحة ان له ان له يديه سبحانه وتعالى وجاءت مجموعة ما عملت ايدينا. فقول ما عملت ايدينا تحمل اولا على التعظيم ان الله فاضاف اليه اضافة انها انها يدان ولكنها جمعت من باب التعظيم كما يقول كما يقول نحن على باب نور العظمة على ايدينا بمعنى على وجه التعظيم لله سبحانه وتعالى وايضا ان الظمير المثنى اذا اظيف فانه يجوز جمعه ويجوز تثنيته. والوجه الثالث ان ما اقل الجمع ان الجمع يطلق على الاثنين فاكثر عند بعض اهل العلم يطلق على اثنين فاكثر عند بعض اهل العلم فهذا ثلاث اوجه يجاوب بها على قال انها ايد كثيرة لان هناك علما يرى ان لله ايد كثيرة. كما قاله ابن حزم هذا باطل بل لله عز وجل له يدان له يدان سبحانه وتعالى تليقان بجلاله سبحانه وتعالى. اذا ما ما افرد حمل على المثنى وما جمع ايضا يراد به التثنية. ولذا قال تعالى بل يداه مبسوطتان مبسوطتان. فلما جاء في قوله وقال الله يد الله لانهم وصفوا الله لعنهم الله باي شيء بالبخل. وصفوا الله يد الله بالبخل يد الله مغلولة اي انها بخيلة وليس واسعة العطاء فلعنهم الله واخبر ان يداه مبسوطتان ولا شك ان الذي يعطي بيديه الاثنتين اعظم الذي يعطي بيد واحدة الله قال بل يدا مبسوطتان. الانسان يستطيع ان يعطي يده واحدة. فاذا اعطى بهذه اليد ثم اعطى بيديه الاثنتين كان ذلك في عطايا ولله المثل الاعلى فالله لما قالوا يد الله مغلولة اي ان يده لا تعطي وليس بس واسع العطاء قال الله لهم بعد لعنهم اليدان مبسوطتان ينفق كيف يشاء. واذا جاء بالصحيح يد الله سحاء. لا يغيظها نفقة. يد الله ملأى. يد الله ملأى. لا يغيب نفقة سحاء الليل والنهار اي لا ينقصها شيء. يعطي الله عز وجل الى ما شاء ربنا الى ما شاء ربنا سبحانه وتعالى ولا ينقص من عطائه شيء يعني ما منذ ان خلقه ينفق وما نقص من ملكه شيء سبحانه وتعالى. يد الله ملأى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض هل نقص منك شيء؟ لا وربي بل ملكه يزيد وعطاؤه يزيد سبحانه وتعالى وهذا الذي تقوله اليهود قال يد الله مغلولة لعنهم الله واخبر ان يداه مبسوطة وفي قوله يداه مبسوطتان دلالة صريحة له ان له يديه سبحانه وتعالى. فجاءت تثنية في هذه الاية وفي قوله لما خلقت بيدي بيدي اي بيديه سبحانه وتعالى فهنا نقول ان لله ان لله يدين تليقان بجلاله. المسألة الثالثة جاء في صحيح مسلم ان الله السماوات بيمينه. ويأخذ الاراضين بشماله. هذا الحديث صحيح مسلم من طريق عمر بن حزم من طريق من طريق حمزة ابن عبد الله ابن عمر عن ابيه وقد تفرد حمزة بهذه بهذه عمر ابن حمزة عمر ابن حمزة تفرد بهذه اللفظة ولم يشاركه فيها غيره. واكثر الاحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر وابي هريرة وغيره. يدل يقول وبيده الاخرى. ولم يقل بيده الشمال وانما قال بيده الاخرى. واذا قال وكلتا يدي ربي يمين اي في اليمن والبركة والقوة. وعلى هذا نقول ريحة انه يثبت لله عز وجل ان له ان له يدين وكلتاهما يمين كلاهما يمين في القوة واليمن والبركة ولا يوصف ان لله شمال ان لله شمال. ومن قال ان له شمال وقد ذهب بعض اهل السنة الى الى وصف اليد الاخرى بكونها شمال واخذوا ذاك حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه وطلب عليه ابن خزيمة ورمان اليه شيخ الاسلام ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى الذي عليه المحققون ودلت عليه النصوص الكثيرة وهو ما تؤيده الاحاديث الصحيحة لان رواية بشماله هي رواية شاذة غير محفوظة نحو الموجات في الصحيحين انه قال وبيده الاخرى وبيده الاخرى. وكلتا يدي ربي يمين سبحانه وتعالى. اما قول المبتدعة المبتدعة على وجه العموم لا يثبته لله عز وجل لا يثبته لله عز وجل صفة صفة اليدين وانما يتأولونها على انها بمعنى القوة والنعمة والقدرة. وهذا ليس بصحيح. وان كان قد يقال اه ان العرب تقول اه عندك لي يد بمعنى عندك لي نعمة نقول هذا صحيح لكن لا يأتي اولا نقول لا يمكن ان تأتي هذه العبارة الا الا على وجه الاطلاق لا على وجه الاضافة لك عندي يد فانت اطلقت اليد هنا لكن تقول يدك عندي هل يمكن القول هذا؟ يدك عندي؟ نقول لا يمكن لانني اذا قال يدك اذا قال يدك عندي فان المراد بذلك اليد الحقيقية. اما اذا قال لك عندي يد فتفهم العرب من هذا المراد بها النعمة. المراد ولهذا النعمة وعلى هذا نقول هذا يأتي لغة العرب مجموعة من يد النعمة لكن لم تأتي مضافة على هذا المعنى وانما اذا اضيفت لا يفهم منها الا اليد التي هي الصفة. ثانيا انه لا يمكن ان يقال لغير ذات اليد ان له يد. يعني لا يمكن ان يقال يقول احد من العرب ان لهذا الجدار له عندي يد. هل يقول هذا قائل؟ لماذا؟ يقول لان الجدار ليس له يد فانما يقال او تقول عرب لفلان عندي يد لمن هو قابل لهذه الصفة قابل لهذه الصفة اما الذي لا يقبل صفة فلا يقال ان له عندي يد. فلا يقال الجدار له عندي يد او السيارة لها عندي يد. هذا لا يقال لان لا توصف بانها بان لها يد اللي لها يد. فلما اغاث الله اليد الى نفسه دل على انه يقبل هذه الصفة. يقبل هذه الصفة. وعلى هذا نقول قول العرب ان لفلان عندي يد هم يطلقون بمعنى النعمة لكن لم تأتي مطلقة مضافة بهذا المعنى وانما اذا اضيفت فان المراد بها اليد الحقيقية. لا تقل يدك عندي. اذا قلت لك قل هذا الا قطعت يده وسقط عنده. واما انه كاذب. لان اليد اذا قال يدك فهي المراد بها اليد الجارحة التي تضاف الى الى الموصوف. ولذلك بعضهم يمنع من اضافة يصل الى الجنب بدعوى انها جوارح وانها ابعاد واجزاء ونقول هذه الدعوة كلها باطلة وانما نثبت لله ما لنفسه ونقول ما قاله الله وقال رسوله ولا نتجاوز الكتاب والسنة. فنثبت ما اثبته الله وننفي ما الله عز وجل ولذا البيهقي رحمه الله عز وجل لما جاء في كتاب الاسماء والصفات خلط الله تعالى في ابواب الصفات ولم يجري على طريقة واحدة على طريق السنة المتقدمون فقسم الصفات الى صفات ذات والى صفات العلم. يقول فما كان من صفات الذات وجاء نصب القرآن يعطي له له الابواب لاثباته وما كانوا صفات الفعل في بعضها فانه يتأول ويعقد الباب كما جاء فيه يقول مثلا باب ما جاء في الضحك باب ما جاء في من باب ما جاء في الهواء في فرق بين هذا وهذا ومع ذلك ان البيهقي يخلط في باب الاسماء والصفات لانه على معتقد الاشياء انه تعالى فهو على هذا المعتقد ولكن لما جاء الى صفة الوجه قال اثبات الوجه لله عز وجل لان الوجه مرده الى السمع ولا وليس مرده الى العقل لان اصل اهل البدع في اثبات الصفات هو اي شيء العقل. فما اثبته العقل اثبتوه وما لم يقبله العقل لم لكن لما جاءت الى صفة الوجه واليدين يلزمهم ماذا؟ ان يثبتوا لماذا؟ لان العقل لا مجال له في هذه الصفات ولكن تكابر بعضهم وجرى على اصله الفاسد فحرف ايات التي فيها اثبات اليد لله عز وجل الوجه وحملها على ان المراد بالوجه هو ثوابه او ذاته وحمل اليد على ان المراد بها النعمة او القدرة وهذا كله من المعاني الباطلة. لهذا نقول نأتي على مسألة لو اثبت اليدين لله عز وجل وانه سبحانه وتعالى له يدان تليقان بجلاله سبحانه وتعالى وكلتا يديه يمين في اليمن والبركة. نقف على مسألة العينين والله تعالى اعلم واحكم صلى الله وبارك وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين