الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى والمقصود ان الايمان بالقدر مرتبط بامتثال الشرع وامتثال الشرع مرتبط بالايمان بالقدر. وانفكاك احدهما من الاخر محال. فان الاقرار بالقدر مع الاحتجاج به على الشرع ومحاربته ومحاربته به مخاصمة لله تعالى في امره وشرعه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه وطعن في حكمته وعدله وانتقاد عليه في ارسال الرسل وانزال الكتب وخلق الجنة لاوليائه المصدقين بها وخلق النار لاعدائه المكذبين ونسبة لاحكم الحاكمين واعدل العادلين الحكيم في خلقه وشرعه العدل في قوله وفعله وحكمه ونسبة لاحكم الحاكمين واعدل العادلين الحكيم في خلقه وشرعه العدل في قوله وفعله وحكمه الى العبث والظلم في ذلك ككله ونسبة ونسبة لاحكم الحاكمين واعدل العادلين الحكيم في خلقه وشرعه العدل في قوله وفعله وحكمه الى العبث الظلم في ذلك كله كذا هي لكن لعلها ونسبة احكم الحاكمين لكن كذا في ونسبة احكم الحاكمين ثم ذكر صفات له الى العبث نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وكذلك الانقياد في الشرع مع نفي القدر واخراج افعال العباد عن قدرة الباري. وجعله مستقلين بها مستغنيين عنه طعن في ربوبية المعبود وملكوته ونسبته الى العجز ووصفه بما لا يستحق ووصفه بما لا يستحق الالهية ولا يتصف بها مما لا يبدئ ولا يعيد ولا يغني عنك شيئا. تعالى ربنا وتقدس تنزه جل وعلا عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان الشيخ رحمة الله عليه لما بين مسألة الايمان بالقدر بالادلة ذاكرا مراتب القدر ومراتب التقدير وفي كل ذلك فصل رحمه الله تعالى الادلة عقد هذا الفصل وهو فصل عظيم ومهم للغاية في في هذا الباب وهي اقوى وهو ان الايمان بالقدر مرتبط بالشرع لا انفكاك لاحدهما عن الاخر الامام بالقدر مرتبط بامتثال الشرع وامتثال الشرع مرتبط بالايمان بالقدر مرتبط بالايمان بالقدر ها هنا اصلان من من من اصول الديانة العظيمة الايمان بالقدر والقيام بالشرع الايمان بالقدر والقيام بالشرع او الامتثال لشرع الله سبحانه وتعالى الذي خلق الخلق لاجله قوة الايمان بالقدر مع صحته واستقامته يثمر في العبد قوة في الاستسلام للشرع قوة في الاستسلام للشرع والامتثال لاوامر اه اوامر الله واوامر رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهذه المسألة التي ذكر رحمه الله تعالى تعقد في هذا الموطن في كتب العقائد ردا على الطائفتين ظلت ظلتا في هذا الباب. ردا على طائفتين ضلتا وانحرفتا في هذا الباب الطائفة الاولى من من يقرون بالقدر مع الاحتجاج به على الشرع لقرب القدر يسلم ويحتج بالقدر على الشرع بمعنى انه يكون آآ مفرطا في طاعة معبوده وامتثال اوامر مولاه مرتكبا لما نهاه عنه ربه سبحانه وتعالى واذا قيل له في ذلك قال هذا قدر الله قال هذا قدر الله وهذا المسلك مسلك منحرف جدا تمام الانحراف هو نظير احتجاج ابليس عندما امتنع من السجود قال ربي بما اغويتني واحتجاج المشركين لو شاء الله ما اشركنا هذا مسلك باطل ان يسلم للقدر محتجا به على الشرع محتجا به على اه الشرع ومخاصما به رب العالمين سبحانه وتعالى في امره ونهيه وحاصل هذه العقيدة وهذا المسلك تعطيل الشرع تعطيل الشرع وانكار بعثة المرسلين بل عدم الحاجة اليها ويترتب عليه مفاسد كثيرة جدا اشار المصنف رحمه الله تعالى الى شيء منها يقابل هذا ويضاده على الخط النقيض له مسلك اخر وهو الانقياد للشرع مع نفي القدر الانقياد للشرع مع نفي القدر اه معتبرين ان العبد هو الخالق لفعل نفسه وهذا مسلك المعتزلة هو من سلك مسلكهم وسار على منهجهم الانقياد في الشرع مع نفي القدر واخراج افعال العباد عن قدرة الله وجعلهم مستقلين بها مستغنيين عنهم. وهذا طعن في ربوبية الله وتدبيره وخلقه وايجاده للمخلوقات وان الامور كلها بتدبيره وانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء وان الامر امره والخلق خلق وهذا كله معطل عند هذه الفرقة التي تنقاد للشرع مع نفيها للقدر قال بل الايمان بالقدر خيره وشره هو نظام التوحيد. قال الايمان بالقدر خيره وشره نظام التوحيد نظام التوحيد وهذا يؤثر هذا القول يؤثر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا ومعنى القدر نظام التوحيد اي ان التوحيد لا ينتظم ولا يستقيم الا بالايمان بالقدر ان التوحيد لا ينتظم ولا يستقيم الا بالايمان بالقدر فمن لم يؤمن بالقدر لا يكون موحدا لان التوحيد لا ينتظم الا بالايمان بالقدر ويوضح ذلك ان القدر قدرة الله فمن جاهد قدرة الله سبحانه وتعالى لا يكون موحدا لا يكون موحدا الايمان بالقدر خيره وشره هو نظام التوحيد. كما نعم كما ان الاتيان بالاسباب التي توصل الى خيره وتحجز عن شره واستعانة الله عليها هو نظام الشرع. نعم عام كما ان الاتيان بالاسباب التي توصل الى خيره يعني توصل الى خير الشر وتحجز عن شره والاستعانة بالله سبحانه وتعالى على ذلك هو نظام الشرع نظام الشرع الشرع ومجاهدة للنفس على فعل الخير ومنعها من الشر مع الاستعانة بالله سبحانه وتعالى كما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله لا تعجز وولا تعجزن فالشرع هو بذل للاسباب ومجاهدة للنفس على طاعة الرب والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين نعم ولا ينتظم امر الدين ولا يستقيم الا لمن امن بالقدر وامتثل الشرع. كما قرر النبي صلى الله عليه وسلم الايمان قدري ثم لما قيل ثم قال لما قيل له افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال لا اعملوا فكل ميسر ما خلق له قولها عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له وكذلك قوله احرص على ما ينفعك واستعن بالله هذا جمع الاصلين ومثله قوله فاعبدوا وتوكل عليه جمع الاصلين الاصل الاول امتثال الشرع وهذا في قوله اعملوا والاصل الثاني الايمان بالقدر في قوله كل ميسر لما خلق له كل ميسر لما خلق له. فالنبي عليه الصلاة والسلام جمع بين هذين الاصلين العظيمين الامتثال للشرع هذا اصل والايمان بالقدر هذا اصل ولا دين الا بالايمان بهذين الاصليين العظيمين نعم قال رحمه الله تعالى فمن نفى القدر رغم منافاته للشرع كذا حتى عندي لكن يظهر انها مصحفة كلمة يعني ظاهر السياق انها مصحفة والصواب فمن نفى القدر وزعم فمن نفى القدر وزعم منافاته للشرع فقد عطل الله عن علمه وقدرته ومعاني ربوبيته والشيخ له اه في كتابه اعلام والسنة المنشورة الذي هو آآ عبارة عن مئتين سؤال في العقيدة له كلام مقارب لهذا قال فيه فمن نفى القدر زاعما منافاته للشرع فمن نفى القدر زاعما منافاته للشرع الصواب ان العبارة فمن نفى القدر وزعم منافاة للشرع نعم قال رحمه الله تعالى فمن نفى القدر وزعم منافاته للشرع فقد عطل الله تعالى عن علمه وقدرته ومعاني ربوبيته. نعم الذي ينفي القدر ويزعم انه ينافي الشرع يعني ينافي الامر والنهي ثم يدعي من بعد ذلك ان فالعبد هو الخالق لفعل نفسه هذا فيه تعطيل للربوبية وعلم الله وتدبيره وان الامور بيده كل هذه الاصول العظيمة تكون معطلة بهذا المعتقد الباطل نعم قال وجعل العبد مستقلا بافعاله خالقا لها فاثبت خالقا اخر مع الله تعالى بل اثبت ان جميع المخلوقين خالقون نعم يعني هو بهذه العقيدة لم يثبت خالقا واحد مع الله تعالى اللهم يقولون بل اثبت خالقين لانه كل انسان عندهم يعد خالقا لفعل نفسي نعم قال رحمه الله تعالى ومن اثبت محتجا به على ومن اثبته ومن اثبته محتجا به على الشرع محاربا له به نافيا عن العبد قدرته واختياره التي منحه الله تعالى اياها. وامره ونهاه واخبره بحسب زاعما ان الله تعالى كلف عباده ما لا يطاق فقد نسب الله تعالى الى الظلم والى العبث والى ما لا يليق به ورجح حجة ابليس واثبتها واقام عذره وكان هو امامه في ذلك اذ يقول ربي بما اغويتني. وكان هو وكان هو امامه في ذلك او امامه ربطها بالضم اذ يقول ربي بما اغويتني واما المؤمنون حقا فيؤمنون بالقدر خيره وشره. وان الله تعالى خالق ذلك كله لا خالق غيره ولا رب سواه وينقادون للشرع امره ونهيه ويصدقون خبر الكتاب والرسول ويحكمونه في انفسهم سرا وجهرا وان الهداية والاظلال بيد الله يهدي من يشاء بفضله ورحمته. ويظل من يشاء بعدله وحكمته. وهو اعلم بمواقع فضله وعدله وهو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى وله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة وان الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وتركا لا على القدر. نعم يعني الشيخ رحمه الله تعالى بدءا من قوله فمن نفى القدر وزعم منافاته الى اخره عاد توضيح المسألة اه الاولى وهي ان الاصل هو الايمان القدر والايمان بالشرع والامتثال له وان الذي انحرف في ذلك هم طائفتان اشار اليهما فعاد لبيان فساد ما عليه هاتين الطائفتين ببيان اولا ما يتعلق بفساد تقول الطائفة الاولى من نفى القدر وزعم منافاته للشرع وكذلك الطائفة الثانية وهي من اثبته محتجا به على الشرع محاربا له به فاشار الى فساد قول هاتين الطائفتين ثم بين ان الحق هو ما عليه اهل الايمان حقا الذين يؤمنون القدر خيره وشره وان الامور كلها بقدر الله وان ما اصاب المرء لم يكن ليخطئ وما اخطأه لم يكن مصيبة وفي الوقت نفسه ينقادون للشرع بامتثال الاوامر واجتناب النواهي ومجاهدة النفوس على ذلك معتقدين ان الهداية هو الضلال بيد الله عز وجل يهدي من يشاء ويضل من يشاء لهذا لا يزالون في حياتهم مجاهدين لانفسهم على طاعة الله مستعينين بذلك على ذلك بالله سبحانه وتعالى سائلينه الثبات والا يزيغ قلوبهم بعد ان من عليها بالهداية لانهم على يقين ان قلوبهم بيد الله وانه سبحانه وتعالى يقلب القلوب اه كيف شاء فما شاء اقامه وما شاء ازاغه. نعم قال رحمه الله تعالى ويعزون انفسهم بالقدر عند المصائب ولا يحتجون به على المعاصي والمعائب. هذا من حسن ايمانهم بالقدر وامتثالهم للشرع انهم عند المصيبة يعزون انفسهم بالقدر يعزون انفسهم بالقدر يعني عند المصيبة يعلمون ان ما اصابهم بقدر لم يكن ليخطئهم يرظون ويسلمون ويسألون الله سبحانه وتعالى العوظ ما صاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال احد السلف هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم فيرضى ويسلم فالمؤمن اذا اصابته المصيبة سل نفسه بالقدر يقول قدر الله وما شاء فعل قدر الله وما شاء فعل ويصبر ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا ان لله من نحن من نحن؟ ما نحن الا عبيد لله يدبرنا كيف يشاء. يتصرف فينا كيف يشاء. وانا اليه راجعون. ومردنا ومرجعنا اليه سبحانه وتعالى ليجزي الذين اساءوا بمعامل واجزي الذين احسنوا بالحسنى فالمؤمن في المصائب يسلي نفسه بالقدر فان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا وكذا ولكن قل نعم قدر الله وما شاء فعل ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فالمؤمن في المصيبة يسلي نفسه بالقدر ولا يحتجون به على المعاصي والمعائب ولا يحتجون به على المعاصي والمعائب. اذا وقع في معصية اذا وقع في معصية ارتكب ذنبا لا يحتج على ذلك بالقدر لا يحتج على ذلك بقدر ولهذا فان اهل الايمان يحتجون بالقدر في المصائب دون المعائب يحتجون بقدر في المصائب دون المعائب نعم قال رحمه الله تعالى فاذا وفقوا لحسنة عرفوا الحق لاهله فقالوا الحمدلله الذي هدانا سبلنا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ولم يقولوا كما قال الفاجر اذا اذا وفقوا لحسن عرفوا الحق لاهله اي الله المتفضل عليهم بهذه الحسنة ووفقهم لهذه الطاعة ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم كره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة فيعرفون الفضل لاهله فيحمدون الله على ما هداهم اليه من طاعة ووفقهم له من عبادة نعم ولم يقولوا كما قال الفاجر انما اوتيته على علم عندي واذا اقترفوا سيئة باءوا بذنبهم واقروا به وقالوا كما قال الابوان ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكن من الخاسرين ولم يحملوا ذنبهم وظلمهم على القدر ويحتجوا به عليه. ولم يقولوا كما قال ابليس لعنه الله ربي بما اغويتني واذا اصابتهم مصيبة رضوا بقضاء الله وقدره واستسلموا لتصرف ربهم ومالكهم. تبارك وتعالى. وقالوا الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. ولم يقولوا كما كما قال الذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم. والله يحيي ويميت. والله بما تعملون بصير قال رحمه الله تعالى فصل واتفقت جميع الكتب السماوية والسنن النبوية على ان القدر السابق لا يمنع العمل ولا ايوجب الاتكال؟ بل يوجب الجد والاجتهاد والحرص على العمل الصالح الايمان بالقدر لا يوجب الاتكال ولهذا الصحابة لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لهم الايمان بالقدر وان الامور بقدر الله سبحانه وتعالى لا هو وان الامور كلها بقدر الله قالوا له عليه الصلاة والسلام الا نتكل الا نتكل قال النبي صلى الله عليه وسلم لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له فالايمان بالقدر لا يوجب الاتكال ما معنى الاتكال؟ اي ان يتكل الانسان على المقدر ويقول المقدر هو الذي سيقع ولن اعمل شيئا ولن اعمل شيئا ولو مضى الانسان على هذه العقيدة لتعطل كل ابواب الخير عنده لتعطل وكان ذلك موجبا للحرمان من كل خير يعني لو ان رجلا عنده ارض زراعية حسنة طيبة وقال لا نظع فيها بذورا ولن آآ اعمل على سقي فيها ولا حرث ولا غير ذلك. وان كان مقدر ان تكون آآ حديقة غنى بانواع آآ يكون واخر يقول مثلا لنتزوج حياتي كلها ان كان الله قدر لي ذرية تكون الذرية اما انا لن اتزوج ابدا واخر يقول لن اذهب الى العلما ولن اطلب العلم ولن اقرأ كتابا ولن اتفقه في اي مسألة ان كان الله ان اكون من ان كان الله اراد ان اكون من كبار العلماء اكون النبي صلى الله عليه وسلم قال انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتعلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى يقول الشاعر تمنيت ان تمسي فقيها مناضرا بغير عناء والجنون فنونه وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها. فالعلم كيف يكون؟ يعني لابد فيه من اه مجاهدة. هكذا سائر الامور الانسان يبذل فيها السبب وينبغي ان يعلم ان من هم على هذا المسلك لا يطردون مذهبهم هذا في كل شيء وانما يطردونه فيما لهم فيه نوع من الهوى لما لهم فيه نوع من الهوى اما الاشياء التي يرغبونها فيعملون فيها بذل الاسباب اعمالا تاما لا يعطلون السبب الا الاشياء التي لهم فيها هوى ناعم قال رحمه الله تعالى ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بسبق المقادير وجريانها وجفوف القلم بها فقيل له افلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال لا اعملوا فكل ميسر ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى ييسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. هذه الثلاث التي في الاية لابد ننتبه لها اه في في هذا الباب العظيم اعطى واتقى وصدق هذه الثلاث هي اسباب التيسير والتوفيق للخير ولهذا ينبغي على العبد ان ان يعنى بهذه الثلاث عناية عظيمة لان هي اسباب التيسير والتوفيق المعونة والتسديد وكلها جهاد للنفس كلها جهاد للنفس. فما من اعطى وحذف المتعلق ما قال مثلا اعطى المسكين قال اعطى حذف المتعلق القائد عند العلماء رحمهم الله ان حذف المتعلق يفيد العموم مثله ما جاء في الحديث من احب لله وابغض لله واعطى لله. هذا يتناول كل عطاء كل عطاء من نفسك فيه رضا الله سبحانه وتعالى وهو يعني مجاهدة النفس على الطاعة والخير واتقى فالله عز وجل بتجنب الامور التي تسخط الله وتغضبه جل في علاه وصدق بالحسنى اي امن وقر بالثواب والجزاء الجنة والنعيم وهو يجاهد نفسه على نيل الدرجات العلا من ثواب الله. الذين احسنوا الحسنى والزيادة فهذه الثلاث اعطى واتقى وصدق بالحسنى هي اسباب التيسير. قال فسنيسره لليسرى. اذا هذا التيسير يحتاج من العبد الى جهاد. وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي تلى فيه هذه الاية اعملوا اعملوا اعطى اه اتقى صدق جاهد نفسه على طاعة الله فسنيسره لليسرى نعم قال كما في الاحاديث التي قدمنا غيرها فالله سبحانه وتعالى قدر المقادير وهيأ لها اسبابا وهو الحكيم بما نصبه من الاسباب في المعاش والمعاني. وقد يسر كلا من خلقه له في الدنيا والاخرة فهو مهيأ له ميسر له. فاذا علم العبد ان مصالح اخرته مرتبطة بالاسباب الموصلة اليها. كان اشد اجتهادا في فعلها والقيام بها واعظم منه في اسباب معاشه ومصالح دنياه من كون الحرف سببا في وجود الزرع والنكاح والنكاح سببا في وجود النسل والنكاح سببا في وجود النسل وكذلك العمل الصالح سبب في دخول الجنة والعمل السيء سبب في دخول النار وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما سمع احاديث القدر ما كنت باشد اجتهادا مني الان. قال وقد اوفقها هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما سمع احاديث القدر ما كنت باشد اجتهادا مني الان اي ان اجتهاده بعد هذا هذه الدراية وهذا الفقه في هذا الحديث وبعد سؤالهم للنبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم الا نتكل على القدر؟ قال اعملوا كل اه فكل ميسر لما خلق له يقول بعد هذا صرت اجتهد فالعبادة اجتهادا ما كنت اجتهده في وقت سابق وهذا هو الحق يعني هذا هو ثمرة الامام الصحيح والاعتقاد القويم بالقدر يثمر هذا الذي عند هذا الصحابي وهذه قصة حقيقة عظيمة جدا قصة عظيمة جدا يعني يقول هذا الصحابي الذي اشار اليه المصنف قولا ما كنت باشد اجتهادا مني الان يعني اصبحت بعد هذا الحديث اجتهادي اقوى من منه فيما سبق والشيخ رحمه الله يشير الى حديث صحيح خرجه اه الامام بن حبان في صحيحه وصححه الشيخ الالباني في تعليقاته على ابن حبان عن جابر رضي الله عنه ان السراقة ابن جعشم قال يا رسول الله اخبرنا عن امرنا كانا ننظر اليه كانا ننظر اليه ابما جرت به الاقلام وثبتت به المقادير او بما يستأنف قال لا بل بما جرت به الاقلام وثبتت به المقادير قال ففيما العمل قال ففيما العمل قال اعملوا فكل ميسر اعملوا فكل ميسر. قال سراقة فلا اكون ابدا اشد اجتهادا في العمل مني الان قال افلا اكون ابدا اشد اجتهادا في العمل مني الان يعني ان هذا اثمر في نفسي مجاهدة قوية آآ قول اعملوا فكل ميسر فكل ميسر اي لما خلق له كما في الاحاديث الاخرى يثمر اصليا في الباب الاول العمل بالشرع اعملوا ومجاهدة النفس على العمل والثاني الايمان بالقدر فكل ميسر الامور بقدر بقدر الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل وفي احرص على ما ينفعك هذا بذل السبب ومجاهدة النفس وعدم الاتكال على القدر وقوله واستعن بالله هذا فيه الايمان بالقدر والسؤال الله سبحانه وتعالى المعونة والتوفيق. نعم وقال النبي وفي المسند والترمذي وابن ماجة من حديث الزهري عن ابن ابي خزامه عن ابيه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاتل نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ هل هل ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا قال هي من قدر الله يعني ان الله تبارك وتعالى قدر الخير والشر واسباب كل منهما. هذا حديث حديث عظيم في بابنا هذا هذا الرجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن بذل الاسباب سلوا عن بذل الاسباب هل يتنافى مع القدر قال ارأيت رقى نستقيها رقى نسترقيها ودى دواء نتداوى به وتقاتل نتقيها الاشياء التي آآ نخشى ان ان تضر بنا نتقيها هل ترد من قدر من قدر الله شيء؟ هل ترد من القدر القدر كائن كائن فهل مثلا اتقائنا للاشياء التي تسبب المرض او تجلب المرض تجنب الانسان لاكل يعني مثلا يعرف انه يضر بصحته ما يقول المقدر يكون وسأكل هذا والمكتوب سيكون لا تجد الانسان يتقي اشياء واذا مثلا اصابه مرض يبحث عن اه ادوية وعلاج بل النبي صلى الله عليه وسلم قال تداووا عباد الله وفي الرقية قال من استطاع ان ينفع اخاه فليفعل حتى على ذلك ورغب فيه عليه الصلاة والسلام فهذه الاشياء يقول هذا هذا الصحابي هذه الاشياء هل ترد من القدر هل ترد من القدر؟ قال هي من قدر الله اذا بذل بذل المرء الاسباب في هذه الاشياء هو من رد القدر بالقدر هو من رد القدر بالقدر ودفع القدر بالقدر فيدفع المرء قدر الله بقدر الله ولهذا في الدعاء قال وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا فانت تسأل الله عز وجل ان يقدر لك الخير وانت ايضا في نفسك تجاهد نفسك على ما على فعل الاسباب التي توصلك الى الخير وتبعدك عن الشر تبعدك عن الشر اضرب مثال يعني واظح لتوظيح المسألة. لو ان انسانا امامه هاوية فيها نار محرقة ويعرف ذلك ان امامه معاوية وفيها نار محرقة ثم مشى متجها الى الهاوية بنفسه ليسقط ويقول ان قدر الله لي ان انجو منها نجوت. ويمشي حتى يسقط في اه النار هذا هذا هو حال من يهملون الشرع متكلين على القدر متكلين على القدر. فالاصل انه اذا كانت النار في هذه الجهة اتجه في الجهة الاخرى ويقول اللهم سلم سلم فيبذل السبب ويرجو من ربه سبحانه وتعالى ان ان ينجيه وان يسلما. اذا قول النبي صلى الله عليه وسلم هي من قدر الله هي من قدر الله عندما يكون حريق في مكان ما ويعمل الناس على اطفائه حتى لا يهلكهم. هذا ما هو هذا رد القدر بالقدر مستعينين بالله سبحانه وتعالى لو كان للانسان جدار مائل يريد ان ينقض وخشي انه يسقط عليه او على اولاده فقام وبناه واصلحه اصلاحا جيدا هذا من رد القدر بالقدر من رد القدر بالقدر لما يأتي الشتاء والبرد الشديد فيأتي بالملابس الدافئة ويتدفى بها ويستعمل ما يدفئه هذا كله من رد القدر بالقدر. وهذا هو المطلوب من العبد ان ان يجاهد نفسه على بذل الاسباب في مصالحه الدينية والدنيوية على حد سواء كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام احرص على ما اوك واستعن بالله نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك غفور رحيم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا