السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد انتهينا الى قول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في اثبات رؤية الله عز وجل وقد ساق من الادلة على رؤية الله عز وجل ما ذكر رحمه الله تعالى من ذلك قوله تعالى وجوه يومئذ من النارة الى ربها ناظرة. وقوله تعالى على الارائك ينظرون. وقوله تعالى اذا احسنوا الحسنى وزيادة وقوله تعالى لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد. قال رحمه الله تعالى وهذا الباب في كتاب الله عز وجل كثير من تدبر القرآن طالبا للهدى طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق رؤية الله عز وجل هي اعظم نعيم يتنعم به اهل الجنان فرؤية الله الذي اتصى بنعوت الجلال والجمال على وجه الكمال يخص الله عز وجل بها اولياءه. ويكملوا بها عباده الصالحين وهذه الميزة وهذه خصيصة هي الزيادة التي جعلها الله عز وجل للمحسنين والناس في الجنان يتفاوتون في رؤية الله عز وجل. منهم وهم اعلاهم منزلة من يرى الله غدوة وعشيا. ومنهم من يراه سبحانه وتعالى اقل من ذلك. ومنهم من ليراه كل سبتة في يوم المزيد. عندما يجمع الله عز وجل اهل الجنة في سوق عظيم ثم يتجلى لهم ربنا سبحانه وتعالى واهل السنة رحمهم الله تعالى اثبتوا رؤية الله عز وجل كما اثبتها ربنا لنفسه وكما اثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم فالله سبحانه وتعالى ذكر من نعيم اهل الجنان انهم الى ربهم ينظرون وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. فاخبر الله عز وجل ان الوجوه النظرة المتنعمة الحسنة من نعيمها انها تنظر الى وجه الله عز وجل. والنضارة بمعنى ان والنعمة اي وجوه عليها نظرة. وعليها نعيم وعليها اثر الراحة واثر الاحسان من ربها سبحانه وتعالى فوصفها بانها وجوه ناضرة الى ربها ناظرة اي هذه الوجوه النظرة المنيرة المستشرقة المبشرة هي ايضا ناظرة الى وجه ربها سبحانه وتعالى وقوله تعالى على الارائك ينظرون على الارائك ينظرون. ولا شك ان الارائك يتكئون عليها في الجنات الله سبحانه وتعالى جعل ارائك لاهل الجنان بطائلها من استبرق بطائنها حرير. فكيف بظاهرها وهم على هذه الارائك ينظرون الى ما اعد الله لهم من النعيم. واعظم ذلك رؤية الله عز وجل واعظم ذلك رؤية الله عز وجل وقوله تعالى الذين احسنوا الحسنى وزيادة جاء في صحيح مسلم عن صهيب الروم رضي الله تعالى عنه ان الزيادة هي النظر الى وجه الله عز وجل ذلك عندما يكشف ربنا الحجاب عن وجهه فيفاء فيري عباده المؤمنين وجهه سبحانه وتعالى. فما اعطوا قضاء اعظم الرؤية الله عز وجل. وكذا ثبت عن بكر الصديق رضي الله تعالى عنه انه فسر قوله تعالى الذين احسنوا الحسنى وزيادة قال الزيادة هي النظر الى وجه الله عز وجل. وهذا محل اجماع بين اهل السنة والجماعة ان الله يرى وانه يرى سبحانه وتعالى وانه يرى سبحانه وتعالى. والنظر في كتاب الله عز وجل جاء على متعديا وجاء مطلق جاء متعديا بالى وجاء متعديا لفي وجاء مطلقا فما جاء مطلقا في قوله تعالى هل ينظرون الا الساعة الاصل ان ما جاء مطلقا ياتي معنى الانتظار اي هل ينتظرون الا الساعة وما جاء متعديا في اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض فان النظر هو معنى التفكر والاعتبار والنظر في مخلوقات الله عز وجل وما جاء متعديا بالاء فانه لا يفيد الا النظر الذي يكون بالعينين ولذا قال اهل العلم في قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ان هذه الاية دلالة صريحة على ان الله عز وجل يراه المؤمنون. وذلك لامور. الامر الاول انه عد النظر هدى باله والاصل ان النظر اذا عدي بلا افاد النظر الذي هو بالبصر والامر الثاني انه ذكر محل النظر. ومحل العين هو اي شيء؟ محله الوجه وجوه يومئذ الى ربها ناظرة. فذكر فذكر محل العينين وهو الوجه فافاد ان النظر هنا لا يصرف الى الانتظار ولا يصرف الى التفكر والاعتبار. وانما يراد به هنا النظر الحقيقي وهم وهو ان اهل الجنة يرون ربهم باعيانهم وابصارهم حقيقة لانه عداه بنا وذكر محل العينين الذي هو الوجه الذي هو الوجه واما في قوله تعالى على الارائك ينظرون جاءت هذه الاية مطلقة ولكن اهل السنة يحملونها ايضا على رؤية البصرية لماذا؟ قال اهل العلم لان مقام اهل الجنان ان نعيمهم ان نعيمهم ينجز ولا ينتظرونه بل ان اهل الجنة اذا تمنى احدهم الشيء ما ان يتمناه الا ويكون بين يديه الا ويكون بين يديه ولا شك ان الانتظار ينافي شيئا من كمال النعيم ينافي شيئا من كمال النعيم. فحمل قوله تعالى على الارائك ينظرون الى النظر بالعين الى ما اعد الله لهم من النعيم ولما واعظم نعيم الجنان هو النظر الى لوجه الله عز وجل ولم يحمل عليه على الانتظار لان مقام الانتظار لاهل الجنان ليس نعيما. وانما النعيم ان لهم نعيمهم ان يوفى لهم نعيمهم ناجزا عاجلا ولا ينتظرونه. فعلى هذا نقول في قوله تعالى على ارائك ينظرون هو النظر الى ما اعد الله عز وجله من النعيم واعظم ذلك النظر الى وجه الله عز وجل الى وجه الله عز وجل فاهل السنة يستدلون بهذه الايات على اثبات رؤية الله عز وجل. وقد ذكر ذلك قوام السنة الاصبهاني وشيخ الاسلام وتتابع سلفنا الصالح كما نقل ذلك كل من كتب في كتب الاعتقاد نقل الاثار الكثيرة في باب رؤية الله عز وجل عن غير واحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم وكذلك عن التابعين وقبل ذلك عن صلى الله عليه وسلم فقد جاء في ذلك احاديث كثيرة تدل على على رؤية الله عز وجل وان المؤمنون يرون سبحانه وتعالى. فالمؤمنون يرون الله عز وجل في عرصات القيامة. ويرونه ايضا في النعيم. واحتج الامام الشافي بقوله تعالى كلا انه عن ربه يومئذ لمحجوبون. قال ما حجب هؤلاء الا ليراه اولئك. فحجب الله ففيه اثبات الرؤية لاهل الايمان. اذ لو كان الله لا يرى او كان اهل الجنان لا يرون ربهم لم يكن في تنصيص في قوله تعالى كلا ان مع ربه وان لمحجوبون لم يكن فيه فائدة. لانهم لانه اذا كان هؤلاء محجوبون والمؤمن محجوبون تساويا في الحجم لكن لما حجب الله الكفار عن رؤيته اثبت انه يرى وتعالى وان رؤيته نعيم لاهل الجنان. وكل ايات اللقاء في كتاب الله عز وجل هي تدل ايضا على رؤية الله سبحانه وتعالى. واما الاحاديث بذلك كثيرة جدا. حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. وفيه فيأتيهم رب في صورته التي يعرفون وكذلك حديث ابن عبد الله في اثبات رؤية الله عز وجل كانكم ترون ربكم كما ترون القمر ليس دونه سحاب ليس دونه سحاب وفي تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم رؤية ربنا برؤية القبر فيه فيه فوائد. الفائدة الاولى اثبات حقيقة الرؤية اثبات حقيقة الرؤية وان الله يرى حقيقة كما يرى القمر حقيقة. والامر الثاني فيه ان رؤية الله تكون في جهة العلو تكون في جهة العلو فنحن نرى القمر في جهة العلو فكذلك ربنا سبحانه وتعالى فيرى في جهة العلو. والامر الثالث ان رؤية الله لا يتعلق بها مشقة. ولا حرج ولا ولا تضار بين اهل الجنان بين اهل الجنان في رؤية الله عز وجل سواء قلنا رؤيته في العرصات اي في عرصات القيامة وهذا يراه والمؤمنون او في الجنات فان اهل الايمان ايضا يرون ربهم على قدر ايمانهم وعلى قدر سبقهم وعلى وفي علو منزلتهم في الجنان. هذه المسألة مسألة الرؤية يقال فيها كثير من الطوائف. يخالف فيها من الكثير من الطوائف. بين غالي وبين جافي من الغولات الذين اثبتوا رؤية الله عز وجل في الدنيا والاخرة. وقالوا ان الله يرى في الدنيا ويرى في الاخرة. ويراه الكمل من المؤمنين. وهذا كغلاة المتصوفة الذين فيقولون ان الولي يرى ربه عيانا في الدنيا والاخرة. واهل السنة مجمعون على انه لن يرى احد ربه في هذه الدنيا ما دام حيا ما دام حيا وانما الخلاف بين اهل السنة في رؤية محمد صلى الله عليه وسلم من رأى ربه يوم اسري يوم يوم عرج به او لا. اما غير محمد صلى الله عليه وسلم فهذا محل اجماع انه لا يرى ربنا في الحياة الدنيا الطائفة الثانية الجافية الذين نفوا رؤية الله عز وجل. وهؤلاء هم الجهمية والمعتزلة. فقالوا ان الله لا يرى لا يرى واحتجوا بحجج نقلية وعقلية يحتج ببعض الادلة النقلية وبعض الحجج العقلية الباطلة اما ما احتجوا به من جهة النقل فيحتجوا بقوله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف قالوا هذا نفي ان الله عز وجل لا يمكن لبشر ان يراه. لا في الدنيا ولا في الاخرة. وان عائشة رضي الله تعالى عنها عندما سألها مسروق هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ قال لقد قلت قولا قفله شعري اما سمعت قوله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك ابصاره لطيف خبير. فقالوا ان عائشة احتجت بهذه الاية على نفي الرؤيا. وعائشة رضي الله تعالى عنها في هذا الحديث نفت رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لربه في الحياة الدنيا فقط في الحياة الدنيا. فقالوا هذا دليل على ان الله يراه احد؟ والجواب على هذا الدليل؟ اولا نقول ليست الرؤية بمعنى الادراك. فالادراك شيء والرؤيا شيء والاخر ودليل ذلك من كتاب الله عز وجل كما ذكر الله عز وجل ذلك عن موسى وقومه عندما قال اصحابه ان لمدركون. قال كلا فلما تراءى الجمعان اثبت الرؤيا. فلما تراءى اي نظر قوم موسى الى قوم فرعون فلما تتراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون. فهنا ذكر الادراك وذكر الرؤية. فاثبت الرؤيا وقال كلا اي لم يدركونني ان معي ربي. ففي هذه الاية غاير ربنا سبحانه وتعالى بين الرؤية اين الادراك؟ فاصبح معنى الادراك هو الاحاطة. معنى الادراك هو الاحاطة. والله اعلى واجل من ان يحيط به بصرك او تحيط به عين سبحانه وتعالى. وفي خلقه في خلقه ما يدل على ذلك. فانت ترى الى السماء ولا تحيط برؤية وترى الى جبل ولا تستطيع ان تحيط بجوانبه وزواياه وجميع جهاته ولله المثل الاعلى نقول الله عز وجل لا تدركه الابصار. ولا يمكن لبصر ولا لابصار ان تدرك ربنا سبحانه وتعالى وان تحيط به برؤيتها. فهنا المنفي هو الادراك الذي بعد الاحاطة. اللي راكب بعد الاحاطة. اما رؤيا التي فيها اثبات رؤية وجه الله عز وجل. فهذه الرؤية لا تنافي لا تنافي ما نفاه الله عز وجل الادراك الذي هو الاحاطة واثبت رؤيته بقوله الى ربها ناظرة. احتجوا ايضا بقوله تعالى ان تراني عندما قال موسى لرب رب ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل ولكن انظر الى الجبل فان مر مكانه فسوف تراني. فلما تجلى ربه جعله دكا. قالوا هذا دليل على ان الله لا يرى. وقالوا ان لن تفيد النفي المؤبد ان لن تفيد قالوا ان لن تفيد النفي المؤبد وهذا ليس بصحيح. فالله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه ايات نفاها بلا ولم تفد التأبيد. من ذلك قوله تعالى في قصة مريم فلن اكلم اليوم انسيا قالت لن اكلم اليوم انسيا. ولو كانت لن تفيد التأبيد لما بيوم لما قيدتها بيوم اذ اذ تقييدها بيوم يدل على انها لا تفيد التأبيد وكما قال تعالى اهل النار عن ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم عن اليهود. ومع ذلك يتمنون الموت متى اذا دخلوا فيقول نادوا يا مالك ليقضي علينا ربك. فاذا لن لا تفيد لا تفيد الكبد وهذا الذي ما ذكره ائمة وقالوا وقولها ويقول مالك ومن قال ان لن تفيد التأبيد فقوله اردد وسواه فاعبددا اي ان هذا قول مردود وباطن فلن لا تفيد لغة العرب التأبيد وايضا ان ان الذي ينفى تأبيدا لا يعلق رؤيته على شيء مقدور. الله سبحانه وتعالى لم يقل انا لا ارى او لا يمكن ان ان ان ارى وانما قال ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني لكن في قصة نوح عليه السلام لما سأل ربه ان ان يغفر لابنه قال انه من اهلي. قال يا قال يا نوح لا تسألني ما ليس لك به علم. فنهاه ان يسأله. وعندما سأل موسى وآآ حاشى ان يسأل شيئا لا يليق بالله عز وجل. عندما سأل موسى ربه ان يراه لم يقل ربنا لموسى انني او اني لا ارى او ولا احد يراني وانما قال انك قال يا موسى انك ولكن انظر الى الجبل انك لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني ولذا اخذ ما لك من هذا انه لا يمكن لفاني ان يرى الباقي لا يمكن لفاني ان يرى الباقي. فاذا كان يوم القيامة اعطى الله عز وجل الخلق ابصارا لا تكنى لتستطيع ان ترى الذي لا يفنى. اما في هذه الدنيا فابصارنا لا تستطيع ان ترى الله عز وجل. ولذا علق رؤيته ربنا سبحانه وتعالى على ثبات الجبل عند احمد من حديث حماد عن ثابت عن انس رضي الله تعالى عنه ان الله لما تجلى الى الجبل لم يتجلى من نوره الا قدر الخنصر فساح الجبل اصبح كثيبا مهيلا لتجلي جزءا من نور الله عز وجل على هذا الجبل فكيف لو كشف وجه وتعالى في حديث ابي موسى لو لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. السبحات والنور والضياء الذي يكون في وجه الله عز وجل لو كشف الله الحجاب لاحرقت سبحات وجهي اي النور العظيم الذي يعلوه سبحانه وتعالى لاحرقت ما انتهى اليه بصره من خلقه سبحانه وتعالى فعلى هذا لا يستطيع البشر ان يروا ربهم في هذه الدنيا لان ابصارهم لا تقوى ابصارهم لا تقوى فاذا كان يوم القيامة اعطاهم الله عز وجل اجسادا وابصارا لا تفنى لتستطيع ان ترى الذي لا يفنى سبحانه وتعالى هذا ايضا من حججهم وهي قول لن تراني ونقول ان لن لا تفيد التأبيد وانما هي توفي وانما تفيد النفي المؤقت النفي المؤقت فهذا الذي نهاه نفاه ربه انك لن تراني ولكن انظر جبهتك رؤيته الان ولا يلزم النفي الرؤية الان ان تكون منفية ابدا. ايضا تحتج بحجج عقلية وقالوا ان اثبات الرؤية تدل على التحييز وعلى ان الله محيز ومحاط آآ وهذا قول باطل. بل نقول ان الله عز وجل فوق مخلوقاته واثبات رؤيته لا يلزم فلا يلزم منه الاحاطة به سبحانه وتعالى. وليس فوق ربنا شيء مخلوق ليس فوق ربنا شيء مخلوق بل هنا فوق المخلوقات وعندما يرى اهل الجنان ربهم سبحانه وتعالى فانهم يرونه في جهة العلو في جهة العلو. اما اذا حجتهم بانه يفيد التحيز نقول هذا باطل وليس وليس بصحي بل نقول الله فوق مخلوقاته ان طالب التحيز انه انه باين مفارق خلقه قلنا نعم الله بحد فحد انه بين مفارق لخلقه لخلقه وليس فيه شيء من مخلوقاته. واما حده ان في اه اي منتهى صفات وذاته فهذا لا يعلمه الا الا ربنا سبحانه وتعالى ولا يمكن لعقل ولا لفهم ان يحيط بصفات الله او بذات الله سبحانه وتعالى. هالطائفة الثالثة هم الاشاعرة. المشاعرة دائما يتوسطون بين المعتزلة واهل السنة فيثبتون شيئا من الحق ويبطلون شيئا من الحق. فاثبتوا الرؤيا ولقوا ان الله يرى في جهة قال الله يرى ولكن لا لا نقول انه يرى في جهة العلو ولا يرى في جهة وانما يقول يرى ونسكت وعن ذلك وهذا لا شك انه باطل. منافيا للنقل ومنافيا للعقل. فعندما تقول ان الله يرى فلا بد ان تكون رؤية في جهة وهذا الذي اجمع عليه السنة وانه يرى في جهة العلو سبحانه وتعالى. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان هل ترون القمر فرفع الصحابة ابصارهم الى القبر ثم قال انكم سترون ربكم انكم سترون ربكم كما ترون انقضى ليلة البدر ليس دونه ليس دونه سحاب. ثم ذكر الشمس ايضا سترون كما ترون الشمس ليس دونها سحاب اي صحو وهي واضحة في رابعة النهار يرى المؤمن ربه كذلك لا يضامون لا يضامون. فقول الاشاعر اللاتونيدية ان الله يرى ولكن في غير جهة هذا قول هذا قول باطل وهو قول احدثه الاشاعرة حيث انهم قالوا الايات تدل على رؤية الله عز وجل واثبات الرؤية يدل على التحييز والتجسيم فنم في الجهة واثبات الجهة يدل على التحيز والتجسيم فننفي الجهة ونثبت الرؤية وهذا ولا شك انه من جهلهم بلغة العرب وبنصوص للكتاب المعتزلة اسعد منهم من جهة اللغة اسعد من جهة فلا يمكن ان ولذلك المعتزلة لما نظروا الى هذا من قالوا الله لا يرى لا يرى ولم يثبتوا الرؤيا لدعوى انما قال الله لا يرى لقوله تعالى لا تدركوا الابصار. اما الاشاعر فاثبتوا رؤية الله عز وجل ولكنهم قالوا ان الله يرى في غير في غير جهة وهذا مخالف لكتاب الله ومخالف الى مخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم. كتاب الله يقول الناظرة الى الى ربها ناظرة والى هنا تفيد الى ان هناك جهة ينظر فيها الى الله عز وجل والجهة التي يكون فيها ربنا هي جهة العلو. فالله منزه عن السفلي ومنزه ان يكون ممازج او مخالط لمخلوقاته سبحانه وتعالى فهذه النصوص كلها تدل على ان الله يرى سبحانه وتعالى كذلك ايضا قوله تعالى هم ما يشاؤون في ولدينا مزيد فسر كما نقل ذاك غير واحد اكان ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ان المزيد هو النظر الى وجه الله سبحانه وتعالى. اذا مسألة الرؤية مسألة اتفق عليه اهل السنة وان الله يرى حقيقة وخالف في ذلك المعتزلة والخوارج كالاباضية وغيرهم الجهمية والاشاعرة والماتولودية فكل هؤلاء لم يثبتوا رؤية الله عز وجل المعتز نفوها جملة وتفصيلا اشاعرة اثبتوا الرؤية ونفوا ونفوا جهة الرؤية واهل السنة قالوا بان الله يرى يرى في جهة العلو سبحانه وتعالى ومكان رؤيته في في عرصات القيامة عندما يتجلى ربنا لاهل الايمان ويأتيهم في صورته التي يعرفون وفي الجلال يراه اهل الجنة كل على حسب ايمانه ومنزلته. اما الكفار فانهم محجوبون وكذلك المنافقون يقول وقد وقع خلاف في الكفار هل يرون ربهم ثم يحجبون عنه؟ او يحجبون مطلقا. فمن اهل من قال انه لا حجم الا بعد الا بعد رؤية وهذا اشد في عذابهم. لكن نقول الصحيح ان الكفار لا يرون ربنا سبحانه وتعالى فان رؤية وجهي اعظم نعيم فهم حرم دون ذلك فيحرمون ايضا من رؤية وجه الله عز وجل. اما فقد جاء انهم يأتيهم رب في صورة غير الصورة التي يعرفونها ثم يأتيهم في سورة التي يعرفون فيسجد له كل موحد ومؤمن ويبقى المنافق يعود ظهره كالطبق. كلما اراد انقلب على وجهه فاجاز المنافق يرى ربه ولكن لمن كان فاقوا نفاقا اعتقاديا وكفرا بالله عز وجل فانه ايضا يحرم من رؤية الله عز وجل ولا ولا يمتع برؤية الله عز وجل. وان قلنا باثبات رؤيته لله عز وجل فانه لا يراه على على الوجه الذي يرتضي به ويفرح به وانما يراه على وجه الغضب والانتقام من الله له سبحانه وتعالى. اما اهل الجنة ويرون ربهم رؤية نعيم ورؤية تلذذ بوجهه الكريم سبحانه وتعالى. ثم قال رحمه الله تعالى لما ختم الايات الدالة على الله عز وجل وبهذا نقول قد اتينا على جميع ما يتعلق بايات الصفات التي ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ثم قال اي ليس هذا ما يدل على الصفات فقط بل هناك ايات كثيرة في كتاب الله تدل على مثل ما استدل ما استدل به في هذا الباب قال وفيها الباب في وهذا الباب اي باب اثبات صفات الله والايات الدالة على صفات الله عز وجل كثيرة اي ان هناك ايات كثيرة تدل على شيء من صفات الله عز وجل. هو ذكر فقط ما ذكره مما يتعلق بعض صفات الله عز وجل ثم قال من تدبر القرآن طالبا للهدى والمتدبر للقرآن هم على اصناف على اقسام منهم من يتدبر القرآن طالبا للايمان والهدى وزيادة التقوى والمعرفة. ومثل هذا هو الذي يوفقوا الى الصراط المستقيم كما قال تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. فالقرآن هدى للمتقين. اما الذين في قلوبهم اما اما الذين هم في قلوبهم عمى او قلوبهم مقفلة فكما قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اكلها افلا يتدبرون القرآن ولو كان عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. فالمتدبر للقرآن الذي يريد به الهدى الهداية ومعرفة الحق فان الله يوفقه ويهديه الى الصراط المستقيم. واما من يطلبه ضلالا قريبا وبحثا عن المتشابه من كلام الله عز وجل فان القرآن يزيده يزيده عمى ويزيده ضلالا بحسب المتدبر وبحسب القارئ يكون يكون حاله. فمن طلب القرى الهدى هداه الله عز وجل. ومن طلب القرآن وتدبره ليتتبع سقطات او يتتبع ما فيه من اختلاف وتنازع فان الله يزيده عميا وظلالا وانحرافا نسأل الله العافية والسلامة. فكثير من الناس يقرأ القرآن ولكن قراءته لي ان يتتبع ما فيه من الزلات او ما فيه الاختلاف والاضطراب فيرد به على اهل الاسلام كما يفعله الكفار الذين هم يتتبعون كلام الله طلبا متشابهه او طلبا لمختلفه فهؤلاء يزيدهم القرآن عما وضلالة. اما من من تدبره طالبا للهدى تبين له طريق الحق وهداه الله عز وجل الى الصراط المستقيم وفاز برضا ربه سبحانه فالقرآن هدى للمتقين والقرآن نور مبين. والقرآن ايات بينات يفتح الله بها على من شاء من سبحانه وتعالى. فهذا بها او هذا ما ختم به شيخ الاسلام ما يتعلق بايات الصفات في هذا الفصل. وسيأتي معنا باذن الله عز وجل ما يتعلق بالاحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في اثبات شيء من صفات الله عز وجل اه نقف على هذا والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين