الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لنا ولشيخنا سمعينا اللهم علمنا وانفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يعني. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب كما وجمع بين ذلك بقوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب. الاية. وقوله صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه ومن الايمان بالله وكتبه ومن الايمان بالله وكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق قم منه بدأ واليه يعود وان الله تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله تعالى حقيقة ان الكلام انما يضاف حقيقة الى من قاله مبتدئا لا الى من قاله مبلغا مؤديا وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله حروف ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف وقد دخل ايضا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال شيخ الاسلام رحمه الله وتعالى في عقيدته الواسطية قال فصل وقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب كما جمع بين ذلك في قوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان وقوله صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعون ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته قد مر بنا ما ذكره شيخ الاسلام من علوه سبحانه وتعالى واستوائه على عرشه وبين معيته وذكرنا ان مذهب اهل السنة انهم يثبتون علو الله عز وجل ويثبتون معيته على الحقيقة ايضا مع عباده وانه لا تعارض بين العلو والمعية بين العلو والمعية وليس هذا خاص في المعية والعلو بل في جميع كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فكلام الله لا يتعارض لانه حق وانما يتعارض الحق والباطل. اما اذا كان الكلام كله حق فلا تعارض بينهما ولذا لا بد ان نفهم هذه القاعدة وهي ان كلام الله لا يتعارض وكذلك كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتعارض بل لا يتعارض النقل مع العقل. لا يتعارض العقل مع النقل بشرط ان يكون النقل صحيحا وان يكون العقل صريحا فاذا كان النقل والعقل العقل صريحا وسليما من الافات والنقل صحيحا فانه لا يتعارض ابدا وكذلك النصوص لا يعارض بعضها بعضا وكلام الله عز وجل لا يعارض بعضه بعضا وانما يقع التعارض فيمن او يقع التعرض في قلبي وفي فهمي من لم يفهم كلام الله عز وجل ولم يحسن تدبر كلام ربنا سبحانه وتعالى فكما مر بنا ان الله عز وجل علي وانه مستو على عرشه وذكر الادلة الدالة على علوه سبحانه وتعالى فالمراد بالعلو هنا علو الذات انه بذاته سبحانه وتعالى فوق عرشه مستو استواء يليق بجلاله وما لك من ايات معية سواء قلنا المعية العامة او المعية الخاصة فان الله مع الذين اتقوا ومع الذين هم محسنين وهو معكم اينما كنتم بالمعيتين معية العالم معية خاصة لا تعارضوا علو الله عز وجل ثم لما انهى ما يتعلق بهذه المسألة اكدها بمسألة اخرى وهي مسألة مسألة القرب مسألة القرب وذلك انه قال وقد دخل في ذلك اي دخل في الايمان بالله عز وجل والايمان باسمائه وصفاته ان نؤمن ايضا بهاتين الصفتين وذكر صفة القرب وصفة الاجابة. صفة القرب وهي قرب الله عز وجل من خلقه ان قلنا على القربى هنا له القسمان قرب خاص وقرب عام او قلنا ان القربى قربا خاصا كما قال له شيخ الاسلام ابن القيم فيكون من معنى ان من صفاته القرب الخاص بعباده المؤمنين واجابته لعباده ايضا وقد اختلف اهل العلم في مسألة قرب الله عز وجل هل هو يقابل المعية او هو احد خصائصه او هو يخص بالمعية الخاصة فقط بان اهل العلم اختلفوا في قرب الله عز وجل هل ينقسم الى قسمين او هو قرب واحد والذي يرجحه شيخ الاسلام وقد قال به ايضا ابن القيم ان القرب في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قرب خاص وليس هناك قرب العالم وهذا الذي ذكره شيخ الاسلام في هذه العقيدة يبين يدل على هذا حيث انه ذكر المعية العامة ثم عق بعدها بالقرب بالقرب الخاص من المؤمنين بالقرب الخاص من عباده المؤمنين وهم الذين يجيبهم سبحانه وتعالى وذهب جمع من اهل العلم الى ان القربى ينقسم الى قسمين قرب العام وقرب خاص والقرب العام هو الذي يعم جميع الخلق كما قال تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. ولقد خلقنا الانسان عما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد ولا شك ان ظاهر الاية ان القربى هنا يتعلق بالله عز وجل. ودليل ذلك ان الله قال ولقد خلقنا الانسان فالخلق يعود الى الله عز وجل كله يعقب بقوله ونحن اقرب اليه من حبل الوريد لان شيخ الاسلام ابن القيم يرى ان قوله نحن اقرب الى الحلول هو المراد به الملائكة المراد به الملائكة وآآ وهذا سائغ في لغة لغة العرب ان الملك والعظيم ينزل فعل جنوده منزلة نفسه فالذين فعلوا او نحن اقرب الى حدود اي قرب ملائكته وقرب جند الله عز وجل هم اقرب من العبد من حبل الوريد. لكن ظاهر الاية يدل ان القرب هنا هو قرب الله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى اقرب الى العبد من حبل الوريد ودليل ذلك انه ابتدل بقوله ولقد خلقنا الانسان ونعل ما توسوس به نفسه. فافاد ان الذي هو اقرب لحبل الوريد هو الذي خلق. هو الذي خلق. والخلق لا يتعلق الا الا بالله عز وجل وهو معنى الباطن ايضا فان الباطن هو الذي هو الذي كما قال وسلم والباطل الذي ليس الذي لا يخفى عليه شيء الباطل الذي لا يخفى عليه شيء بمعنى انه يعلم كل شيء سبحانه وتعالى يعلم ما ظهر وما بطن والبطون العام هو انه محيط بجميع خلقه سبحانه وتعالى والبطول الخاص بمعنى انه محيط بعباده الصالحين والفرق بين بين النوعين اذا قلنا ان القربى العام والقربى الخاص ان القربى العام يقتضي الاحاطة انه محيط بعباده جميعا وقريب منهم جميعا. فهو يعلم احوالهم ويسمع اقوالهم ويرى افعالهم. فهو منهم بل قربه اعظم من قرب حبل الوريد. من حب حبل الوريد الذي هو من الانسان وهو العرق الذي يكون بين العاتق والقلب وهو عرق يغذي القلب بالدم. هذا او الذي يصل به الدم ويغذي الجسم بهذا الدم هذا العرق هو قرين الانسان قربا شديدا فالله اقرب الى العبد من هذا الحبل الذي يغذي الجسم بالدماء يغذي هنا تشبيه القرب بان الله عز وجل قريب من عباده اشد من قرب هذا الوريد من الانسان اشد من وجود وريد وليس فيتعلق بذات الوليدة وذات الله عز وجل فهذا لا لا ليس فيه مماثلة بين الله وبين هذا هذا التمثيل او هذا التشبيه وانما التشبيه باب قرب الله عز وجل وشدتي وشدة قربه سبحانه وتعالى اما القرب الخاص فهو قرب سمع واجابة واعانة وتأييد لان القرب الخاص ينقسم الى قسمين ايضا قرب اجابة وقرب اثابة قرب اجابة انه يجيب دعوة الداعي اذا دعاه وقرب اثابة انه يجيب العامل بالاجر والاثابة واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فافاد هذا ان الله عز وجل قريب ممن قريب من دعاه. والداعي الداعي والسائل له حالتان اما ان يسأل اما ان يسأل سؤال مسألة او يدعو دعاء مسألة او يدعو دعاء عبادة والسائل اما ان يجاب بما قبل قال واما ان يجاب النوال اما ان يسأل فيجاب بالمقال فيسمد وسؤال مقال بمعنى انه ينتظر قولا يجيبه تقول اين زيد؟ وتسأله في هذا السؤال فيجيبك في هذا المكان هذا ايجاب اجابة مقال يريد القاضي يريد ان يسألك فتجيبه بقولك وهناك اجابة بالنوال. بمعنى انه يسألك لتعطيه هذا السؤال يتعلق الاجابة انه يجيبه سبحانه وتعالى يجيب السائل ويجيب الداعي سبحانه وتعالى والفرق بين السائل والداعي ان السائل يسأل شيئا مخصوص ينتظر اجابته فيه والداعي ما هو اعم من السؤال؟ ولذا نقول الدعاء دعاء دعاء مسألة ودعاء عبادة فالمصلي داعي والمزكي داعي والذاكر لله عز وجل داعي ايضا وكل هؤلاء يجيبهم الله عز وجل ولذا جاء في حديث نزول الرب في الثلث الاخير من الليل لانه يقول من يدعوني فاستجيب له ومن يسألني فاعطي ففرق بين السؤال وبين الدعاء. لان السؤال يتعلق بشيء معين مخصوص دعاء اشمل من ذلك ما اشمل من ذلك ولذا الاجابة الاجابة اما ان يحقق الله جواب السائل ويعطيه ما اراد بعينه واما ان يدخر له اجرا واما ان يدفع من البلاء مثل ما دعا به. فما من داعي يدعو الا احدى ثلاث اما ان يستجيب الله له سؤاله ويعطيه ما سأل بعينه واما ان يدخر له اجرا عند الله عز وجل يوم القيامة. واما ان يرفع من البلاء مثل ما دعا به بمثل بما يقابل ذلك الدعاء اذا هذا معنى الدعاء انه قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فاصبحوا عندنا صفتان صفة القرب وصفة الاجابة. فالله قريب من عباده سواء قلنا ان القربى ينقسم الى قسمين قرب العام او قرب خاص او قلنا ان القرب قرب واحد هو قرب القرب الخاص والاقرب كما ذكرت ان ظاهر الايات يدل انه سبحانه وتعالى قريب من جميع عباده من جميع خلقه مؤمنهم وفاجرهم مسلمهم وكافرهم ربنا قريب منهم جميعا فاذا كان القرب من جميع عباده فيختلف القرب. قرب الله من اوليائه ليس كقربه من اعدائه فقربه من اوليائه قرب اجابة وقرب اثابة فهو يجيبهم اذا سألوه ويثيبهم اذا عبدوه سبحانه وتعالى. واما قربه من الفجرة والكفرة فقرب احاطة وعلم وقرب احاطة وعلم وسمع وبصر اه قوة وانتقام سبحانه وتعالى ثم استدل على ذلك بقوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فاذا استشعر المسلم ان الله قريب سبحانه وتعالى وانه يسمع دعاء داء الداعي وانه يجيبه حتما فلا بد ان تقع الاجابة الاجابة واقعة حتما. وما من سائل يسأل وداع يدعو لا اجيب واستجيبت دعوته واستجيبت دعوته. وهذا من فضل الله عز وجل ولذا قال في الحديث القدسي قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابي موسى الاشعري عندما رفع الصحابة اصواتهم رفع الصحابة اصواتهم بالدعاء ويذكرون الله فقاسم انكم لا تدعون اصما ولا غائبا. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته من عنق راحلته. فالله اقرب الى العباد من عنق اقرب الى الراكب من عنق راحلته اليه. بل ربنا اقرب ايضا من العبد من الوريد الذي يجري في جسده. فالله له القرب من جميع خلقه سبحانه وتعالى فذكر في هذه الاية وفي هذا الحديث ذكر صفتين صفة القرب واصفة الاجابة صفة القرب وصفة الاجابة. اما ما يتعلق بالاية فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان هذا يتعلق اجابة السائلين. اجابة السائلين. واما بالحديث فيتعلق باثابة العابدين فهو اما ليجيب السائل واما ان يثيب العابد فهو الذي يجيبه سبحانه وتعالى وحديث موسى ليش رواه البخاري ومسلم من حديث ابي عثمان النهدي عن موسى عائشة رضي الله تعالى عنه ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم عندما علوا نشزا ويكبرون ويسبحون ويرفعون اصواتهم فقال اربعوا على انفسكم الارض اربعوا على انفسكم فان الذي تدعونه ليس باصب ولا غائب بل هو اقرب الى احدكم من عنق راحلته وهذا يدل على قرب الله عز وجل ومع هذا قال الشيخ وما ذكر في الكتاب والسنة اي من الادلة التي ذكرها شيخ الاسلام كقوله فاني قريب اجيب دعوة الداعي وقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد وقوله صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما شابه من احاديث تدل على صفة القرب وان الله قريب من عباده كذلك نضع من ذكر معيته سبحانه وتعالى وهو معكم اينما كنتم. وان الله عز وجل مع عباده سبحانه وتعالى لا ينافي ما ذكر قبل ذلك من علوه وفوقيته ولا تعارض بين العلو وبين القرب ولا تعارض بين العلو وبين معيته سبحانه وتعالى ثم بين منهج اهل السنة وهو قوله فانه ليس كمثله شيء وهذا من خصائص اهل السنة دون غيرهم فان اهل السنة يثبتون لانهم لان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البسيط وانما زلت اقدام اهل البدع والضلال لانهم مثلوا ثم عطلوا مثلوا ثم عطلوا فلم تستوعب عقولهم ولن تدرك عقولهم ان الله عز وجل فوق عرشه وهو مع خلقه فلما اه مثلوا الله عز وجل بخلقه نفوا علو الله عز وجل بذاته وقالوا هو معنا بكل مكان وهؤلاء الغلاة المتجهمة. اما ولاة المعطلة فقالوا ليس هو داخل العالم وليس وخارجه وكل هذا ليفروا من تمثيل الله عز وجل بالموجودات فوقعوا فيما هو شر من ذلك فشبهوه بالممتنعات ومنهم يعني اهل الضلال شبهوا الله بالممتنعات او شبه الله بالمعدومات ولا شك ان من يشبه الله بالممتلعات اخبث واكف واشد كفرا ممن شبه الله بالمعدومات والمشبه بالمعلومات اعظم واغلظ كفرا ممن شبه الله ومثله بالموجودات. واهل السنة يأخذون تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فيقول الله عز وجل علي في علوه وهو قريب في دنوه سبحانه وتعالى. ولا تعارض بين كونه في العلو وبين كونه قريب من عباده وهو معهم اينما كانوا. لان الله ليس كمثله شيء. وانما يتصور التعارض من شبه الخالق بالمخلوق انت لا تتصور ان يكون مخلوقا في العلو وهو قريب منك فهو قريب منك لان المخلوق يجهل بيده لا يستطيع ان يكون في هذا المكان وفي ذلك المكان وهذا من باب ان المفروض يعجز اما رب فليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى قدير على كل شيء سبحانه وتعالى. وقد ذكر شيخ الاسلام ان في خلق الله عز وجل من هو مع المخلوق وهو مخلوق وهو في العلو وقد شبه ذكر مثالا له وهو القبر وهو وهو مثال الموضوع في السماء وهو مع ذلك يسير مع الراكب في ليله. فيقول الراكب صرت والقمر معي. ولم ولا ولا توجب اللغة في المعية والمخالطة وان كانت توجب المصاحبة اما المخالطة والممازجة فلا توجبها اللغة. قد تقتضي قد تقتضي اللغة البخار والممازجة لكن في لله عز وجل لا تكون لا تكون لان الله عز وجل ليس حالا في شيء من مخلوقاته وليس فيه ايضا شيء من مخلوقات سبحانه وتعالى فوجب على المسلم ان يثبت لله ما اثبته لنفسه وان ينفي عن ربه ما نفاه الله عن نفسه وحيث ان ربنا اثبت علوه وفوقيته واثبت معيته وقربه ودنوه فيجب علينا ان نثبت ما اثبته الله عز وجل ان نعتقد مع اثبات لما اثبته الله واثبته الرسول صلى الله عليه وسلم انه لا تعارظ بين العلو والدنو وبين الفوقية والقرص سبحانه وتعالى وان وايضا لا يلزمنا ايضا انه لا يلزم من لا يلزم من قربه ومعيته الممازجة والمخالطة وحلوله في مخلوقاته وحلوله في مخلوقاته بل هو فوق عرش بذاته وهو معنا حقيقة بذاته وهو معنا حقيقة بذاته ولا يلزم من اثبات المعية والقرب الممازجة والمخالطة. واو ان يكون حالا في شيء من مخلوقات سبحانه وتعالى. ولذا جاء بالحديث اذا قام العبد يصلي فان الله ينصب وجهه قبل وجه المصلي. وبالاجماع انه لا يلزم ان ينصب وجه اخوه بالمصلي ان يكون حالا في مخلوقاته او تكون السماء فوقه او تكون السموات والعرش والكرسي فوقه بل هو فوق ذلك كله لانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصيري لا يسكرك لشيء وهو السميع البصير. ولذا اراد شخصا بهذه الاية ان يبين ان سبب ضلال المعطلة التمثيل انهم مثلوا الله عز وجل وشبهوه بمخلوقاته مثلوا ثم عطلوا فكل معطل لم يعطل الا بعد الا بعد تمثيله اما اهل السنة فلم يمثلوا ولم يعطلوا. فقال نثبت بلا تمثيل ونثبت ايضا نثبت بداية تمثيل ولا تعطيل ونقول ان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. قال وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثل لشيء في جميع نعوته وهو وهو علي في دنوه قريب في علوه وقوله ليس كمثله شيء الكاف لا صلة زائدة زيدت لزيادة المعدة لان الزيادة في المباني زيادة في المعاني. وقد ذكرنا سابقا ان الكاف هنا قال فيها اهل العلم منهم من قال انها تقوم مقام تكرار الجمل الناصلة تقوم مقام تكرار الجمل فيكون المعنى ينسى مثله شيء ليس مثله شيء ليس مثله شيء من باب التأكيد نفي المثلية. وقيل ان الكافر بمعنى انها اسم وليست حرف يكون معناها مثل كاف بمعنى مثل فيكون المعنى ليس مثل مثله شيء وهو السميع البصير مثل قوله تعالى ثم فهي كالحجارة قالوا كاهن المعنى مثل الحجارة او اشد قسوة هو الاقرب المعنى الاول القلق الاقرب والمعنى الاول ان الله ليس كمثله شيء بمعنى ليس مثله شيء ليس مثله شيء ليس مثله لو شي وزيدت الكاف هنا وهي حرف من باب زيادة المعنى ومن باب ان تقوم مقام تكرار الجمل كما قال تعالى في قول لا اقسم يوم القيامة هنا ايضا صلة يراد بها تأكيد الجملة وتكراره فيقول لاقسم يوم القيامة اقسم يوم القيامة اقسم بيوم القيامة. فقال ليس كمثلي شيء وقد مر بنا ان كم ان ان التمثيل والقياس قياس الخالق المخلوق او القياس عموما يقتل القسم الى اقسامه؟ قياس شمول وقياس قيل وقياس الاولى. وان قياس الشمول والتمثيل في حق الله منتفي ولا يجوز اثباته بل من قاس الله بخلق قياس الشمول او قياس التمثيل فهو كافر بالله عز وجل. واختلف اهل السنة في قياس الاولى هل يثبت لله عز وجل؟ او لا يثبت او لا يثبت له الصحيح ان كل صفة كمال المخلوق ليس فيها نقص بوجه الوجوه فان الله احق واولى بها سبحانه وتعالى وهذا قد لا يوجد له مثال يتصور حتى ينزل على الله لكن نقول ان صفات الله سبحانه واسمائه توقيفية فان وجد صفة كمال لا نقص فيها بوجه الوجوه في حق المخلوق بوجب الوجوه فان الله عز وجل احق واولى بها سبحانه وتعالى. قال وهو علي في دنوه قريب في قريب في علوه. وهذا هو الذي اراده شيخ الاسلام في ذكر ايات المعية وايات العلو وايات القرب وايات القرب فان الله عز وجل له العلو المطلق علو الذات وعلو القهر وعلو القدر. اما علو القهر وعلو القدر فهذا لا يخالف فيه احد ممن ينتسب الى الاسلام وانما الخلاف مع اهل الباطل واهل الضلال في علو الله عز وجل وفوقيته بذاته هذا الذي يخالف فيه اهل البدع والضلال ولا شك ان من لم يثبت علو الله عز وجل فقد نقل الدارمي وغيره كفره بالاجماع لان الذي لا يثبت والله بذاته لا يثبت علو الله عز وجل فانه يصف الله بالسفور وانه حاله في مخلوقات وهذا كان بالاجماع. وقد ذكر الله عز وجل الادلة الكثيرة الصريحة وغير الصريحة على علوه وفوقيته. فمثل ايات الاستواء وهي سبع ايات في كتاب الله. مثل ايات العلو اامنتم من في السماء مثل اليه يصعد الكلم الطيب مثل آآ تعرج الملائكة والروح اليه. كل هذا تدل على علو الله عز وجل بل الايات التي تجد فيها ان الله عز وجل آآ يأتي ويجيء وجاء ربك الملك صفا صفا. آآ هل ينظر ليأتون في ظلمه قال والملائكة وما شابه ذلك تدل ايضا على علو الله عز وجل وايات النزول لحنا انزلنا القرآن والانزال ليكن لمن اعلى الى اسفل وكل ايات النزلة اثبت الله عز وجل انه ينزل شيئا كانزل الحديد او انزل القرآن او انزل ما شابه ذلك فكله يدل على انه نزل من اعلى الى اسفل مما يدل على علو الله سبحانه وتعالى. وما ذكر الايات والادلة الدالة على معيته وعلى قربه لا تعارض ولا ودافي ما ذكر من فوقيته وعلوه. فاهل السنة يثبتون العلو ويثبتون المعية ويثبتون الفوقية ويثبتون القربى من الله ويثبتون قرب الله عز وجل. وقرب الله عز من عباده قرب خاص قرب خاص ليس اه قرب مسافة ومساحة ليس قرب مسافة ومساحة ليس معنى ان الله يقرب من كل من قرب منه بمعنى اه فاذا قرب العبد من الله عز وجل مسافة فان الله اه لا يقرنه كذلك مسافة وانما قربه قرب خاص لان الله اليس كمثله شيء وهو السميع البصير؟ فالذي فوق الجبل هو من جهة من جهة قرب من السماء اقرب ممن هو في اسفل الجبل في اسفل الجبل. واما ربنا سبحانه وتعالى فقد يكون اقرب الى من هو في اسفل الجبل ممن هو في اعلاه. فالله سبحانه وتعالى كان اقرب الى يونس وهو في بطن الحوت ممن كان في اعلى السفينة او البحر لان القرب هنا قرب خاص لان الله عز وجل خص يونس بقربه منه سبحانه وتعالى فيكون الله ليس كمثله شيء وهو السميع البسيط. وعلى كل حال نقول كل من قري الله عز وجل فان الله يقرب منه كما جاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري عن ابي هريرة. ومن تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا ومن اتاني يمشي اتيته هرولة فكل من صدق في قربه من الله جل وقرأوا فان الله يقرب منه وقرب الله من العبد يكون معنى الاجابة ومعنى الاثابة والاحاطة والتأييد فالله اذا قرب الاوليائه فانه يجيبهم وهو ايضا يثيبهم ويكون القرب ايضا دليل على احاطته وعلى نصرته وعلى تأييده فان الله من كان معه فلا يخاف ولا يشقى. فهذا هو القرب الخاص الذي يكون من اولياء الله عز وجل اما قربه من سائر خلقه ان قلنا بالقرب العام فيكون معناه هو قرب الاحاطة وان الله محيط بهم سبحانه وتعالى احوال احوالهم ويسمع اقوالهم ويرى افعالهم سبحانه وتعالى. فهذا الفصل الذي ختم به شيخ الاسلام في باب العلو والمعية والقرب اراد به انه لا تعارض بين كلام الله عز وجل وان كلام الله لا يتعارض البتة لا في العيوب ولا في غيرها من المسائل. فكما مر بنا باثبات ايات الصفات لله عز وجل واحاديث الصفات فان هذه الايات لا تتعارض لا تتعارض فكلها يدل معنى الحق والحق لا يتعارض وانما لا يتعارض الباطل المخالف للحق فاراد بهذا الفصل انه يثبت حقيقة المعية ويثبت حقيقة القرب وانه لا يحرف معنى القرب والمعية كما يقول المعطل فالمعطلة يتهمون اهل السنة انهم يحرفون المعية والقرب ويقول انهم تقولون معنى المعية معناه العلم معناه العلم وقد اجبنا على هذا سابقا فان المعية من معانيها العلم والاحاطة. واذا كان المعنى يشمل بعض افراده كان اثبات ذلك كان اثبات ذلك المعنى ليس فيه تحريف ولا تعطيل. وانما الذي نفاه اهل السنة في المعية معية الممازجة والمخالطة. كذلك ايضا يقال في القرب ان الله قريب حقيقة قريب حقيقة الصحابة عندما قال احدهم يا رسول الله في هل ربنا قريب فنناجيه؟ او او بعيد فنناديه فانزل الله قوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع وهذا دليل على ان الصحابة ايضا لا يفوضون وانما كانوا يسألون واذا قال ابو رزين او يضحك ربنا يا رسول الله؟ قال نعم فبه ان الصحابة فهموا فهموا ان الله عز وجل قريب حقيقة وانه وانه ينادى ويناجى سبحانه وتعالى. فقال ابا عيد فنناديه ام قريب فنناديه فانزل الله قوله اذا سألك فاني قريب بمعنى انه قريب من الداعي بالاجابة وقريب من العابد بالاثابة وهو ايضا معهم وقربه قربا خاصا باوليائه يحوطهم وينصرهم ويؤيدهم ويحفظهم يجيب دعاء ويسوى يثيبهم على اعمالهم واقوال التي يتقربون بها لله عز وجل اه فهذا الذي اراده رحمه تعالى ان اهل السنة لا يحرفون ولا ولا يعطلون بل يثبتون النصوص على ما دلت عليه وان اهل العلم اهل السنة ايضا يعلمون المراد من المعالي وانهم لا لا لا يمرون الفاظا لا يعقلون بل يمرون مع الاقرار بالمعاني التي دلت عليها. ففهموا من معيته ان محيط بهم وانه يسمعهم ويراهم ويعلم وفهموا ايضا من قربه انه يجيبهم ويثيبهم سبحانه وتعالى وهو مع هذا كله فوق عرش مستو استواء يليق بجلاله بعدما انهى هذا الفصل وهو معية الله وعلو الله وقربه سبحانه وتعالى انتقل الى مسألة الايمان بالله وكتبه وقالوا من الايمان بالله وكتبه الايمان بان القرآن كلام الله عز وجل وقد مر بنا اثبات صفة الكلام لله عز وجل حيث تكلم هنا ايضا عن اثبات اثبات العامي سورة الكلام واثبات خاص فيما يتعلق بعض كلامه وهو القرآن وانه منه آآ نزل واليه يعود وانه غير مخلوق. وسيأتي معنا ان شاء الله زيادة ايضاح في باب الايمان بان القرآن كلام الله نقف على هذا الفصل الفصل الذي يتعلق بالايمان بان القرآن كلام الله عز وجل ونرجئه ان شاء الله في اللقاء القادم والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد شخصية اعمال ما يقال الاجازة او هناك اجابة عامة ان الله استجاب للمشركين وجابت المسألة اجابة المشركين اجابة المشركين قد يجيب الله عز وجل العبد لان السائل اه الاجابة تتعلق اما بالسائل واما تتعلق بنوع السؤال واما تتعلق المسؤول اما المسؤول وهو ربنا سبحانه وتعالى فهو يجيب السائل بحسب حاله فدعوة المضطر لها حال يجاب لاجلها ودعوة وايضا السؤال الذي يسأل به ربنا سبحانه وتعالى قد يكون مما آآ يجيبه الله عز وجل لانه يتعلق ببقاء الانسان فالكاف عندما يسأل الماء والطعام والذي يقوم عليه رزقه وحياته فان الله يجيبه. لان الله عز وجل خلق الخلق ولم يتركهم تهدى سبحانه وتعالى فهو ينزل عليه الماء وينبت لهم الكلأ من باب ان تبقى اجسادهم وارواحهم ليعمروا هذه الحياة فهذه اجابة خاصة كذلك قد يكون في قلب الكافر من الذل والخضوع والانكسار والدعاء والاضطرار ما ما يجيبه الله لاجله. كذلك قد يجاب الكافر اذا كان مظلوما فان الله عز وجل قال للمظلوم لانصرنك ولو دعوة المظلوم لانصرنك ولو بعد حين. فاذا كان الكافر مظلوما وظلمه حتى لو ظلم مسلم فان الله يجيب دعوة الكافر وينتصر لهذا الكافر بمظلمته فقط في مظلمته فقط في بعض الاحاديث قال آآ دعوة المظلوم تستجاب ولو من فاجر ولو من فاجر. فالفاجر اذا دعا بمظلمة استجاب الله له فاذا كان السائل المضطر يجاب اذا كان مظلوما يجاب اذا كان فيه دعاء في دعاء وسؤاله ما فيه بقاؤه من جهة بقاء الجنس ولو كان كافر ان الله يجيبهم سبحانه وتعالى. اما في ليلة اخرى كأني يعني من جهة المعنى الاخر لان الاجابة كلها لها معنيان معنى اجابة اه اجابة اه اما ان قرب اجابة او اجابة لسؤاله واثابة لعبادته. اما الاثابة فهذه خاصة باهل الايمان. اما الاجابة قد يجيب الله الفاجر وقد يجيب الله المؤمن. اما المؤمن فلابد ان يقع له الاجابة. الكف لابد ان الكافر قد يعطى سؤله. ولكن الادخار خاص باهل لمن؟ يعني ادخار الاجابة للعبد يوم القيامة هذا خاص باهل الايمان. ولذلك جاء في حديث خذي عند احمد وغيره قال ما من داء ما من مسلم ما من عبد مسلم يسأل الله خيرا الا اعطاه الله احدى تلاتة اما ان يستجيب الله سؤاله ان يحقق له عين ما سأل ويجيبه في عين ما سأل واما ان تدخر له اجرا اي يكون له اجر يوم القيامة خاص بالمؤمن واما ان يرفع البلاء مثل ما نزل مثل آآ مثل ما دعا به. وهذا ايضا من للعبد المسلم. اما الكافر وقد يدعو ويسأل الله عز وجل في مظلمته فيجيبه الله لكن لو دعا في طلب يعني ما لا تقوم به حياته اذ ادعى ان ينصر على اهل الايمان ان الله لا يستجيب له او دعا ان يهلك الله المؤمنين لا يستجيب الله له لا في الدنيا ولا في الاخرة ولا يستجابون ابدا او لا يجابون ابدا لا اجابة لا لا لا اجابة لا يعني سؤال سؤال من قالوا لا سؤال نوال لا يجاب بهذا ولا بهذا. هذا من جهة الكافر اه على مالك الله يا شيخنا هل لنا ان نقسم ان اجابة نوعان او قسمان؟ اجابة عامة واجابة خاصة؟ ما في اشكال نقول اجابة الاجابة تتعلق بها الاجابة عموما هي خاصة باهل الايمان هذا الاصل وانما يجاب الكافي حالتين او في حالته في حالة المظلمة بحالة الاضطرار يقول في قلبه اضطرار وانكسار لاجل فيسأل الله باضطرار يجيبه الله كأن يكون مريض فيسأل الله يا رب يا رب يا رب وهو مضطر لهذا الجواب قد يذيب الله لان الله هو الذي يجيب دعوة المضطرين. او يكون في نوع نوع السؤال فقد تختلف الحال باختلاف السائل وباختلاف نوع السؤال وتحصل الاجابة. اما المؤمن فان الله يجيبه حتما يجيبه حتما. اما باعطائه سؤله واما ادخار اجره. واما ان يرفع من البلاء مثل ما دعا به الكابل يحصل له هذا والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد