الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى لا نوء لا عدوى ولا طير ولا عما قظى الله تعالى حولا لا غول لا غول لا هامة لا ولا سفر كما بذا اخبر سيد البشر هذان البيتان من تتمة بحث القدر فان نفي هذه الخصال الست وما في معناها ايمان بالقدر وتوكل على خالق وتوكل على خالق الخير والشر الذي بيده النفع والضر واعتقاد صحة شيء منها شرك مناف للتوحيد او لكماله مناقض للتوكل على الله عز وجل عياذا بالله منه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى لما انهى الكلام على الايمان بالقدر وبيان هذا الاصل العظيم من اصول الايمان نبه هذين بهذين البيتين وما يأتي عليهما من شرح وبيان نبه على امور تتنافى مع الايمان بالقدر وهذا من حسن صنيع المصنف رحمه الله تعالى مبينا ان صاحب الايمان والمعتقد الصحيح ينبغي عليه مع رعايته لايمانه ان ان يحذر من القوادح فيه سواء كانت هذه القوادح نواقض او نواقص لان ما يقدح في اصول الايمان اما اما نواقض اي تنقض الاصل من اه تنقض المعتقد من اصله او نواقص اي تنقص من كماله الواجب وتؤثر فيه وصاحب المعتقد الصحيح يحرص على صيانة ايمانه وعقيدته من ذلك كله وهذه الاشياء التي ذكر رحمه الله في هذين البيتين وقد جاء في وقد جاء التحذير منها في احاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام كلها تتنافى مع الايمان بالقدر لانها تعلقات باطلة تعلقات جاهلية ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان والمؤمن بالله واقداره صحيح المعتقد في ذلك لا يلتفت الى هذه الاشياء بل هو متوكل على الله ملتجئ اليه سبحانه وتعالى معتصم به مؤمن ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وان الامور كلها بيد الله جل في علاه عطاء ومنعا خفضا ورفعا قبضا وبسطا عزا وذلا حياة وموتا غنا وفقرا صحة ومرضا الامر لله. والعبيد عبيده والخلق خلق وهذا الايمان بربوبية الله وقدرته على كل شيء ونفوذ مشيئته جل في علاه يقوي صلة المؤمن بالله توكلا عليه واستعانة به ودعاء له والتجاء اليه وتفويضا للامور كلها عليه سبحانه وتعالى وعدم التفات الى ما ينافي ذلك او يقدح فيه نعم قال رحمه الله تعالى الكلام على النوء فاما النوء فهو من قوله رحمه الله الكلام على النو هذا شروع من رحمه الله في اه تفصيل القول في هذه الاشياء الستة التي جاءت في البيتين واولها ذكرا في البيتين النوع نعم قال رحمه الله تعالى فاما النوء فهو من الاعتقاد في النجوم الذي سبق بسط القول في بيان بطلانه فانهم يعتقدون ان لمطالع الكواكب ومغاربها وسيرها وانتقالها واقترانها وافتراقها تأثيرا في هبوب الرياح وسكونها وفي مجيء المطر وتأخره وفي رخص الاسعار وغلائها وغير ذلك فاذا وقع شيء من الحوادث نسبوه الى النجوم فقالوا هذا بنوء عطارد او المشتري او المريخ او كذا او كذا نعم اه الكلام على النو الكلام على النو اي يراد به الاستسقاء بالانواع تراد به الاستسقاء بالانواع والاستسقاء هو طلب السقيا استسقى بالانواع هو من اعمال الجاهلية ومن اعمال الجاهلية التي جاء الاسلام بدحظها وابطالها ومن التعلقات تعلقات اهل الجاهلية التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان والاستسقاء بالانواع يكون كما بين اه الشيخ رحمه الله حيث قال فاذا وقع شيء من الحوادث نسبوه الى النجوم او الى الانواع فيقول قائلهم عند نزول المطر مطرنا بنوء كذا مطرنا بنوء كذا ينسى فضل الله عليه وتفضله سبحانه وتعالى على عباده بانزال الغيث واكرامه لهم فينسب ينسب النعمة الى غير المنعم. وهذه كانت عقيدة متجذرة في اهل الجاهلية متجذرة في اهل الجاهلية كلما نزل المطر قالوا مطرنا بنوء كذا ولهذا سيأتي معنا في الحديث بعد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الصبح على اثر سماء من الليل قال قال الله تعالى اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فمن قال مطرنا بفظل الله ورحمته فهو مؤمن بي كافر بالكوكب ومن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب فاذا نصبت هذه النعمة للانواع فقال القائل عند نزول المطر مطرنا نوئي كذا وكذا فهذا من نسبة النعمة الى غير المنعم وهذا كفر بنعمة الله سبحانه وتعالى وفضله جل في علاه والاستسقاء بالانواع هو على حالتين اما ان يكون هذا الاستسقاء شرك اكبر ناقل من الملة وله صورتان اما ان يطلب السقيا من النوم اسقنا متجها بهذا السؤال الى والكوكب داعيا له وسائلا من دون الله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له واما اه او ان ينسب المطر الى النوع معتقدا ان الامر بيد النوء معتقدا ان الامر بيد النوم او ان النوء يملك ذلك فهذا قادح في الربوبية قادح في الربوبية وناقض له الاول ناقض للالوهية والثاني ناقض للربوبية واما اذا كان استسقاء المرء بالنور مجرد نسبة للمطر الى النوم مع اعتقاد ان الذي ينزل الغيث هو الله لكنه يضيف النوم لا يضيف السقيا الى النوم فهذا من الشرك الاصغر القادح في كمال التوحيد الواجب لانه جعل ما ليس سببا سببا واظاف النعمة الى غير المنعم وعلى كل المؤمن آآ المؤمن في احواله كلها يستشعر النعمة ويضيف النعم الى الله شاكرا ربه سبحانه وتعالى على نعمائه وفضله ومنه وعطاءه وكان الصحابة رحمهم الله لقوة ايمانهم وصحة معتقدهم اه يلحظون العبارات او الالفاظ التي لا يفطن لها كثير من الناس تمضي عند كثير من الناس الفاظ قد تكون دارجة ومعتادة ولا يلقون لها بال فكان رجل مع انس رضي الله عنه فرأى الصحابة رأى سحابة عقدت في السماء قال هذه المخيلة للمطر فقال له قال له انس انها لمطيعة لربها انها لمطيعة لربها فبدأ فبدل ان يلتفت الى السبب بدل التفات ذلك الرجل الى السبب ونظره الى السحابة اه دفعه الى التعلق بالرب العظيم. انها لمطيعة لربها ولهذا يشاهد الناس احيانا تنعقد السحابة فوق السماء البلد ويظن ان الناس انها ممطرة وتتفرق ولا ينزل منها قطرة واحدة على ارظهم وقد ظنوا انها ممطرة واشد من ذلك قد تنعقد السحابة ويظن انها ممطرة فتكون عقوبة ووبلاء على الناس فلما رأوا عارضا فلما رأوه عارضا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بامر ربها وقد يكون الجو صحوا صافيا ثم يصلي المسلمون صلاة الاستسقاء بصدق والتجاء الى الله سبحانه وتعالى. فاذا بالسحاب يجيء وتنعقد الصحابة آآ تملأ الجو وينزل المطر بفظل الله سبحانه وتعالى ورحمته وقد كان الصالحون اذا توعدوا للصلاة الاستسقاء من قوة يقينهم بقبول الله سبحانه وتعالى دعوتهم واستجابة لهم في انزال الغيث قبل ذهابهم الى المصلى لصلاة الاستسقاء يصلحون بيوتهم تهيئة لها من قوة اليقين فيصلحون اسطح البيوت ومرازيب الماء ويرفعون الاشياء التي يخشون عليها من المطر اذا نزل يصلحون احوالهم ثم يذهبون من قوة اليقين وهكذا ينبغي ان يكون المؤمن على يقين بالله سبحانه وتعالى وثقة به وتوكلا عليه في الطلب ابتداء ثم في الحمد والثناء على المنعم ونسبة النعمة اليه بعد وقوعها نعم قال رحمه الله تعالى ورد الله تعالى ذلك عليهم واكذبهم بما انزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فتر الودق يخرج من خلاله فاذا اصاب به من يشاء من عباده اذا هم يستبشرون وان كانوا من قبل ان ينزل عليهم من قبله لمبلسين. فانظر الى اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها ان ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير وقال تعالى خلق السماوات بغير عمد ترونها والقى في الارض رواسي ان تميد بكم وبث فيها من كل دابة وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل زوج كريم هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه؟ بل الظالمون في ضلال مبين. هاتان الايتان لهما نظائر كثيرة في القرآن بل ان المتأمل في سور القرآن يجد ان كثيرا من سور القرآن لا تخلو من ذكر اه هذه النعمة لا تخلو من ذكر هذه النعمة كثير من سور القرآن لا تخلو من ذكر نعمة الغيث. ونزول الغيث وانه من اثار رحمة الله وانه فضل الله سبحانه وانه دليل على كمال ربوبيته وخلقه وتدبيره وان نزول الغيث اية وبرهان على احياء الله الموتى وانه سبحانه وتعالى اه الحق المبين المعبود بحق الذي هو على كل شيء قدير وترى الارض خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ذلك بان الله هو الحق وانه يحيي الموتى وانه على كل شيء قدير وان الساعة اتية لا ريب فيها وان ان الله يبعث من في القبور وهذه كلها معاني مستفادة من آآ هذا هذه النعمة وهذا التسخير والفضل والتدبير لله سبحانه وتعالى بانزال الغيث على عباده آآ رحمة بهم وانعاما عليهم. فاهل الايمان يستشعرون فضل الله جل وعلا عليهم فيحمدونه على نعمائه ويشكرونه على فضله وعطائه فيقولون مطرنا بنوء الابيض مطرنا بفضل الله سبحانه وتعالى ورحمته ويسألون الله ان يكون صيبا نافعا وان ينفع به البلاد والعباد والبهائم والدواب والزروع والاشجار معتقدين ان الامر لله وبيده جل في علاه نعم قال رحمه الله قال رحمه الله تعالى وقال تعالى فلا اقسم بمواقع النجوم الى قوله تعالى رزقكم انكم تكذبون. نعم قوله سبحانه وتعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون رزقكم اي شكركم لله عز وجل بنزول الغيث وتفضله عليكم بذلك انكم تكذبون فتنسبون نزوله الى النوم فتقول مطرنا بنوء كذا وكذا وهذا اشهر ما قيل في معنى هذه الاية وسيأتي به آآ النقل عن السلف رحمهم الله تعالى في معناها نعم قال رحمه الله تعالى وقال الامام مالك بن انس في موطئه رحمه الله تعالى باب الاستمطار بالنجوم عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن زيد بن خالد الجهني انه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على اثر سماء كانت من الليل فلما انصرف اقبل على الناس فقال اتدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي. فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي. كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب. نعم نعم ورواه الشيخان من طريقه بلفظه وعليه ترجم البخاري رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون آآ قول الامام مالك رحمه الله تعالى في موطئه باب الاستمطار بالنجوم اه اي بيان حكم ذلك وما جاء فيه من اه الوعيد وبيان انه من اعمال الجاهلية والاستمطار بالنجوم هو الاستسقاء بها وبالانواع بان تنسب نعمة نزول الغيث اليها. فاذا نزل الغيث قال القائل منهم مطرنا بنوء كذا وكذا مطرنا بنوء كذا وكذا او يقولون احيانا صدقة نوء كذا اذا نزل الغيث فينسبون النعمة الى النور وهذه النسبة آآ نسبة النعمة الى انه حتى لو كان معتبرين له سبب سببا للنزول وهو ليس سببا يفقد قائل ذلك حمد الله على نعمائه وشكره على فضله وجوده وعطائه بينما سبحان الله اذا نزل غيث وقال المسلم مطرنا بفظل الله ورحمته هذا ينشأ هذا القول نفسه ينشأ في قلب قائله فحمدا وشكرا واستشعارا اه نعمة الله وفضله سبحانه وتعالى عليه فقول مالك باب الاستمطار بالنجوم هو مثل الاستسقاء آآ الانواع وآآ ساق الحديث شاهدا على ذلك وانه من الكفر بالله وانه اي الاستمطار بالنجوم من الكفر بالله. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر مؤمن بي وكافر فمن قال مطرنا بفظل الله ورحمته فهو مؤمن بي وكافر بالكوكب. ومن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب فهذا الامر الذي يتعلق نزول الغيث وما يترتب على نزوله من قول في فيه الناس على قسمين قسم اهل ايمان وقسم اهل كفر نعم قال رحمه الله تعالى وقال مسلم بن الحجاج رحمه الله والبخاري بوب لهذا الحديث حديث زيد بن خالد الجهني بقوله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون ففيه ان قول القائل مطرنا بنوء كذا وكذا هذا تكذيب اه نعمة الله وفضله ونسبة النعمة الى الى النوم نسبة لها الى آآ نسبة النعمة الى النونان قال رحمه الله تعالى وقال مسلم ابن الحجاج رحمه الله حدثنا حرملة ابن يحيى وعمرو بن سواد العامري. ومحمد بن سلمة المرادي قال المرادي حدثنا عبد الله بن وهب عن يونس وقال الاخران اخبرنا ابن وهب قال اخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبدالله عبيد الله بن عبدالله بن عتبة ان ابا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الم الم تروا الى ما قال ربكم؟ قال ما انعمت على عبادي من نعمة الا اصبح فريق منهم بها كافرين يقولون الكواكب وبالكواكب قال وحدثني محمد بن سلمة المرادي قال حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث حاء وحدثني عمرو بن سواد قال رونا عبد الله بن وهب قال اخبرنا عمرو بن الحارث ان ابا يونس مولى ابا مولى ابي هريرة حدثه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما انزل الله من السماء من بركة الا اصبح فريق من الناس بها كافرين ينزل الله الغيث فيقولون الكوكب كذا وكذا. نعم ينزل او ينزل كله صحيح وفي حديث المرادي بكوكب كذا وكذا هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه وبمعنى آآ الحديث الذي قبله حديث زيت وفي حديث زيد قال النبي صلى الله عليه وسلم اتدرون ماذا قال ربكم؟ وفي حديث ابي هريرة قال الم تروا ما قال ربكم وآآ هذا كله من التشويق في البيان تشويق في البيان فعلى اثر السماء ان كانت من ليل لما اصبح بعد ان صلى بهم صلاة الصبح قال اتدرون ماذا قال قال ربكم فتشوقت النفوس الى ذلك ثم بينه وهذا من حسن تعليمه وجمال نصحه وبيانه صلوات الله وسلامه عليه قال قال الله ما انعمت على عبادي من نعمة الا اصبح فريق منهم بها كافرين يقولون الكوكب او بالكوكب المقصود بالنعمة هنا اي المطر فيقول الكوكب او الكوكب اي ينسبون النعمة اليه فيقولون مطرنا بنوء كذا وكذا. نعم قال رحمه الله تعالى وحدثني عباس ابن عباس ابن عبدالعظيم العنبري قال حدثنا النظر ابن محمد قال حدثنا عكرمة ابن عمار قال حدثنا ابو زمير قال حدثنا ابن عباس رضي الله عنهما قال مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اصبح من الناس شاكر ومنهم كافر. قالوا هذه رحمة الله وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا. قال فنزلت هذه الاية فلا اقسم بمواقع النجوم. حتى بلغ وتجعلون رزقكم انكم تكذبون نعم آآ الشاكر هو الذي يقول هذه رحمة الله والكافر الذي يقول صدق نوء كذا وكذا نعم قال رحمه الله تعالى وقال الترمذي رحمه الله حدثنا احمد بن منيع قال حدثنا الحسين بن محمد قال حدثنا اسرائيل عن عبدي الاعلى عن ابي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجعلون رزقكم انكم قال شكركم تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وبنجم كذا وكذا. نعم. هذا هو معنى الاية تجعلون رزقا اي شكركم لله على نعمته انكم تكذبون فتقولون مطرنا بنوء كذا وكذا نعم ومر معنا التبويب البخاري وفي تقرير هذا المعنى نعم قال هذا حديث حسن غريب ورواه الامام احمد وابن ابي حاتم وقال ابن جرير رحمه الله حدثني يونس قال اخبرنا سفيان عن محمد بن اسحاق عن محمد ابن ابراهيم ابن الحارث التيمي عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليصبح القوم بالنعمة او يمسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا قال محمد هو ابن ابراهيم فذكرت هذا الحديث لسعيد بن المسيب فقال ونحن قد سمعنا من ابي هريرة وقال رحمه الله تعالى حدثني يونس قال اخبرنا سفيان عن اسماعيل ابن امية فيما في هذا قول هنا يصبح القوم بالنعمة هذا يذكرنا اه اهمية اذكار الصباح والمساء وفيها تجديد المسلم حمد الله كل صباح ومساء مستشعرا نعمة الله عليه وفضله مثل ما جاء في آآ بعض اذكار الصباح اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله ومن من المعنى الذي يدخل ما عندنا في هذا الباب اصبحنا اصبح الملك لله فنزول الغيث من ملك الله وفضله نعمته والحمد لله ولهذا ينبغي ان يعلم ان اذكار الصباح والمساء وكذلك سائر الاذكار المشروعة ليست هي مجرد اقوال موظفة في اوقات معينة بل هي في الحقيقة تجديد للايمان وتقوية للتوحيد وتثبيت للمعتقد وتمثيل لاصوله في قلب المؤمن فلا يزال يجدد ايمانه آآ كل صباح وكل مساء وعند النوم وفي مختلف احواله من خلال الاذكار المباركة ولهذا ينبغي على المسلم ان يكون مع عنايته ومواظبته على هذه الاذكار في اوقاتها ان يعنى بمعانيها وان يحقق ما دلت عليه من التوحيد والايمان وحسن الصلة بالله جل في علاه نعم قال رحمه الله تعالى حدثني يونس قال اخبرنا سفيان عن اسماعيل ابن امية فيما احسبه او غيره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا ومطر يقول مطرنا ببعض عفانين الاسد فقال صلى الله عليه وسلم كذبت بل هو رزق الله عز وجل ببعض عفاننا الاسد يعني مثل قول المطنى بنوم كذا تمثل قولهم بمطرنا بنوع كذا وعافاني من الاسد اي الاطراف قال كذبت بل هو رزق الله بل هو رزق الله وهذا نظير ما تقدم الصلح من عباده مؤمن بي وكافر والواجب ان ان يقول المسلم عند نزول الغيث مطرنا بفضل الله ورحمته هذا الذي يقال نعم وقال رحمه الله تعالى حدثني ابو صالح الصراري قال حدثنا ابو جابر محمد بن عبدالملك الاودي قال حدثنا جعفر بن الزبير عن القاسم ابن عن عن القاسم عن ابي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما مطر قوم من ليلة الا اصبح قوم بها كافرين ثم قال وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. يقول قائل مطرنا بنجم كذا وكذا وعن الامام ما لك بن انس رحمه الله تعالى انه بلغه ان ابا هريرة رضي الله عنه كان يقول اذا اصبح وقد مطر الناس مطرنا بنوء الفتح ثم يتلو هذه الاية ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده مراد ابي هريرة رضي الله عنه بقوله مطرنا بانه الفتح تكذيب اه التعلقات الباطلة التي عليها اهل الجاهلية بقولهم مطرنا بنوء كذا وكذا وهذه لفظة دارجة على السنتهم. فكان اذا اصبح اذا اصبح على اثر سماء من الليل قال مطرنا بنوء الفتح مطرنا بنوء الفتح هم يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا. فيريد التنبيه بذلك على بطلان قول مطرنا بنوء كذا يقول مطرنا بنوء الفتح ثم يتلو ما يفتح الله للناس من رحمة اي هذا فتح الله هذا المطر فتح الله ونعمة الله فاختار هذا اللفظ لدحض هذا الباطل اه مثله ما اوثر عن عمر بن الخطاب آآ رظي الله عنه انه اه مرة اه صلى بهم صلاة الاستسقاء فامطروا وما زاد في خطبة الاستسقاء على الاستغفار فقيل له قيل له رضي الله عنه في ذلك قال سألت الله بمجابيح بهذا اللفظ مجاديح السماء التي يستنزل بها المطر التي يستنزل بها المطر آآ المجزح المجزح هو نور ومنهم من يقول المجزح وينسبون ينسبون اليه فقال المجاديح ردا على مثل هذا التعلق مثل قول ابي هريرة مطلة بنوء الفتح فقال سألت الله بمجاديح يعني كل هذه الاشياء التي يتعلق بها للجاهلية تعلق هي في الحقيقة تعلقات باطلة ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان والذي آآ ينزل الغيث هو هو الله سبحانه وتعالى وسبب ان ان النزول افتقار المسلمين الى الله ولهذا سبحان الله اذا قوي افتقارهم وصدق لجوءهم والحاحهم والحاحهم عليه سبحانه وتعالى فانزل الله سبحانه وتعالى عليهم الغيث واذا قرأنا الحديث الذي في الصحيح قصة الاعرابي الذي جاء اه الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس الجمعة وشكى الواقع جفاف الضرع ويبوس الزرع وحصول الجهد والشدة ادع الله ان يسقينا فمد يديه عليه الصلاة والسلام حتى بدت حتى بدأ بياض ابطيه وسأل الله غيث قال انس فما كان في السماء من قزعة يعني ما كان فيها سحابة السماء صحوا يقول فنشأت سحابة خرجت من آآ آآ وراء جبل واخذت تنتشر على سماء المدينة وما خرجوا من المسجد الا و المطر ينزل مستمرا الى الجمعة الاخرى الى الجمعة الاخرى فنزول الغيث هو رحمة الله عز وجل وكل ما عظم افتقار العباد الى الله وصدقوا في لجوئهم والحاحهم اليهم ورفاقتهم وفقرهم وشدة حاجتهم اليه سبحانه وتعالى تكرم عليهم وتفضل بانزال الغيث. نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابن جرير بسنده عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما مطر قوم قط الا بعضهم كافرا يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا. وقرأ ابن عباس وتجعلون رزقكم انكم تكذبون نعم. قال وهذا اسناد صحيح الى ابن عباس. نعم. قال رضي الله عنه عنهما ما مطر قوم قط الا اصبح بعضهم كاثرا يعني الذين هم على هذا التعلق الجاهلي الباطل بنسبة المطر الى انه نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا اه اه ان يرزقنا اجمعين حسن الايمان به وحسن الالتجاء اليه وحسن التوكل عليه وان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي ميعادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبانك انت الله لا اله الا انت يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام ان تنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اسقنا واغثنا اللهم اسقنا واغثنا اللهم اسقنا واغثنا اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا سحا طبقا نافعا غير ضار اللهم اغث قلوبنا بالايمان وديارنا بالمطر. اللهم انا نسألك سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا