الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى ما ورد في العدوى واما العدوى فكانوا يعتقدون سريان المرض من جسد الى جسد بطبيعته فنفى الله تعالى ذلك ورسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا اه هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون وقال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه وقال تعالى قل فادرأوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين وقال تعالى اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة. الايات وقال تعالى قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى ما ورد في العدوى ما ورد في العدوى عد الاخ لجهة القبلة المصلين قال رحمه الله تعالى ما ورد في العدوى العدوى انتقال المرض من جسد الى جسد ومن بدن الى بدن ومن شخص الى اخر وهذه المسألة تذكر في كتب في العقائد وكتب التوحيد لان لها تعلقا كما اشار المصنف رحمه الله تعالى سابقا بباب الايمان بالقدر وحسن التوكل على الله سبحانه وتعالى وردي ما عليه اهل الجاهلية من اعتقاد باطل في هذا الباب فباب العدوى فيها عقيدة باطلة جاهلية ينبغي على اهل الاسلام ان يكونوا على حذر منها لا سيما هو ان نبينا عليه الصلاة والسلام حذرنا جملة بقوله لتتبعن سنن. من كان قبلكم واهل الجاهلية كان لهم اعتقاد في العدوى اورثهم تعلقا شديدا الاسباب تعلق قلوبهم بها فكانوا يعتقدون ان المرض يسري بنفسه وطبعه يسري بنفسه وطبعه ولهذا يقع عندهم من الخوف والتعلق بالاسباب الشيء العظيم بسبب هذه العقيدة وسيأتي ابطال النبي عليه الصلاة والسلام لها بقوله لا عدوى بقوله لا عدوى وهذه العدوى التي نفاها عليه الصلاة والسلام هي العدوى التي يعتقدها اهل الجاهلية في الامراض او في بعض الامراض انها تسري بنفسها وطبيعتها فلا يصبح عند من يعتقد هذا المعتقد الجاهلي تعلقا بالله واثقة بالله وتوكلا على الله وايمانا باقدار الله كل هذه تذهب ويصبح عنده تعلق بحت بالاسباب وخوف من الاسقام والامراض من جهتها فجاء الاسلام بنفي هذه العقيدة عقيدة اهل الجاهلية قال عليه الصلاة والسلام لا عدوى وقد صدر المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة بايات مهمة جدا في هذا الباب حاصلها ان المرء لن يصيبه الا ما قدر الله لن يصيبه الا ما قدر الله. وقد تنعقد الاسباب لوقوع المصيبة وتنكشف ولا تقع لان الله سبحانه وتعالى لم يشاء وقوعها وقد يكون المرء تصيبه المصيبة ولم يتعرض للاسباب المعتادة المألوفة المعروفة التي يقع بسببها مثل هذه المصيبة ولهذا يجب على المسلم ان يكون في كل احواله على يقين بالله وثقة به وايمانا باقداره وان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه اورد رحمه الله تعالى هذه الايات الكريمات تقريرا لهذا المعنى كقوله جل وعلا قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وقوله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله وقوله اينما تكونوا يدرككم الموت الى غير ذلك ما الايات التي في هذا المعنى؟ فلن يصيب المرء الا ما قدر الله ولا يعني هذا ترك الاسباب لكنه يعني بكل تأكيد عدم التعلق بالاسباب عدم التعلق بالاسباب وان الواجب على المسلم ان تكون ثقته بالله وتوكله على الله سبحانه وتعالى نعم قال قال رحمه الله تعالى وروى البخاري عن الزهري قال اخبرني سنان ابن ابي سنان الدؤلي قال ام ان ابا هريرة رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى فقام اعرابي فقال ارأيت الابل تكون في الرمال امثال الظباء كيف يأتيها البعير الاجرب فتجرب؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن اعدى الاول؟ ورواه مسلم من طريق اخر وقال البخاري رحمه الله تعالى حدثني محمد ابن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل. قالوا وما الفأل؟ قال كلمة طيبة ورواه مسلم ولهما من طرق عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر قال هذا لفظ البخاري والاحاديث في نفي العدوى كثيرة في الصحيحين والسنن وغيرهما. اورد رحمه الله تعالى هذه الاحاديث في نفي العدوى قال عليه الصلاة والسلام لا عدوى وكما اشار المصنف رحمه الله تعالى الاحاديث في هذا الباب كثيرة في الصحيحين وغيرهما فيهما فيها نفي النبي صلى الله عليه وسلم نفي النبي صلى الله عليه وسلم العدوى. قال لا عدوى. وهذه العدوى المنفية هي التي كان يعتقدها اهل الجاهلية في الامراض التي كان يعتقدها اهل الجاهلية في الامراظ وهي سراية المرظ بنفسه وطبعه وهذا يتنافى مع الايمان بالقدر وهذا يتنافى مع الايمان بالقدر وان وانه لن يصيب المرء الا ما قدر الله سبحانه وتعالى. ولعل مما يوضح هذا المعنى الحديث الاول الذي ساقه رحمه الله قال لا عدوى عليه عليه الصلاة والسلام قال لا عدوى فقام اعرابي فقال ارأيت الابن تكون في الرمال امثال الظبا يعني قوية ونشيطة وصحيحة وتأكل وتتحرك ليس بها شيء ليس بها مرض فيأتيها البعير الاجرب يخالطها بعير اجرب فتجرب. تصير مثله جرباء فقال له عليه الصلاة والسلام فمن اعدى الاول من اعدى الاول تأكيدا على هذا المعنى وهو ان الامور بقدر الله الامور بقدر الله ليس ان المرظ يسري بنفسه وطبعه كما يعتقد ال الجاهلية وانما هو بقدر الله سبحانه وتعالى وهذا لا يتنافى كما سيأتي مع فعل الاسباب وبذلها لكن لا تكون العقيدة والايمان الا بالله ولا يتقون الثقة والتوكل الا على الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى ولا يعارض ولا يعارض ذلك حديث لا يورد ممرض على مصح يورد لا يورد ممرض على مصح ممرض لا يورد احسن الله اليكم. لا يورد ممرض على مصح. وحديث فر من المجذوم فرارك من الاسد. وكلاهما في الصحيح متصلا بحديث لا عدوى ولا طيرة. نعم. اكمل فان البخاري رحمه الله تعالى قال حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني ابو سلمة بن عبدالرحمن ان ابا هريرة رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى. قال ابو سلمة بن عبدالرحمن سمعت اباه هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا توردوا الممرظ على المصح وقال رحمه الله تعالى قال عفان حدثنا سليم بن حيان قال حدثنا سعيد بن بن ميناء قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. وفر من المجذوم كما تفر من اسد والجمع بين نفي. هنا اه اورد رحمه الله تعالى او بين رحمه الله تعالى ان قول النبي عليه الصلاة السلام في هذا الحديث لا عدوى لا يعارض قوله فر من المجذوم في الراء من المجذوم فرارك من الاسد وقوله لا يورد ممرض على مصح الممرض اي من الابل الممرض اي من الابل المصاب جرب او او نحو ذلك. على مصح يعني على ابل صحيحة سليمة لا يورد عليها ولا يجعل بين يرعى معها قوله لا يورد ممرض على مصح هذا لا يتنافى مع قوله لا عدوى لان المثبت في قوله لا يورد من العدوى غير المنفي في قوله ولا عدوان غير المنفي في قوله لا عدوى فالمنفي في قوله عليه الصلاة والسلام لا لا عدوى هو ما يعتقده اهل الجاهلية في الامراظ وهي انها تنتقل بطبعها او بطبيعتها واما الذي جاء في قوله لا يورد ممرض على مصح فهذا فيه بذل الاسباب دون اعتمادا عليها بل مع الثقة بالله والتوكل على الله سبحانه وتعالى وان الامور بمشيئته وقدرته جل في علاه. وسيأتي اه نقولات مفيدة اه اوردها المصنف رحمه الله بالجمع بين هذه الاحاديث. حديث لا عدوى من جهة والاحاديث الاخرى التي هي مثل قوله لا يورد ممرض على مصح فر من المجذوم فرارك من الاسد واهل العلم رحمهم الله اتخذوا اه طرقا في الجمع بين هذه الاحاديث منهم من اعتبر حديث لا عدوى ناسخ للاحاديث الاخرى ومنهم من عكس اعتبر احاديث التي بمعنى الفرار من الممرظ وعدم ارادة الصحيحة على الممرض اعتبروها ناسخة لحديث لا عدوى والحق ان ليس شيء منها منسوخ ولا يسار الى النسف ما امكن الجمع والجمع ممكن ولهذا ذكر المصنف رحمه الله تعالى وجوها اهل العلم في الجمع بين هذه الاحاديث. نعم قال رحمه الله تعالى والجمع بين نفي العدوى وبين النهي عن ايراد الممرظ على المصح والامر بالفرار من المجذوم وما في معناها من ثلاث اوجه كلها نفي العدوى فيها على اطلاقه الوجه الاول انه صلى الله عليه وسلم امر بالفرار من المجزوم لئلا يتفق للمخالط شيء من ذلك ابتداء العدوى المنفية فيظن انه بسبب المخالطة فيعتقد ثبوت العدوى التي التي نفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقع في الحرج فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجنب ذلك شفقة منه على امته ورحمة بهم وحسما للمادة وسدا للذريعة لا اثباتا للعدوى كما يظن بعض الجهلة من الاطباء قال والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم للاعرابي الذي استشهد لصحة العدوى بكون البعير الاجرب يدخل في الابل في الابل الصحاح فتجرب فقال له صلى الله عليه وسلم فمن اعدى الاول يعني ان الله تعالى ابتدأ المرض في الباقي كما ابتدأ في الاول لا ان ذلك من سريان المرض بطبيعته من جسد الى اخر. نعم. يعني الحاصل ان المنفي هو ما يعتقده اهل جاهلية وما اشار اليه اخرا رحمه الله بقوله لا ان ذلك من سريان المرض بطبيعته من جسد الى اخر فهذا لا يكون وانما الذي يكون ما قدره الله وقضاه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى الوجه الثاني ان نهيه صلى الله عليه وسلم عن المخالطة لانها من الاسباب التي اجرى الله تعالى عادة بانها تفضي الى مسبباتها لا استقلالا بطبعها ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الاسباب ومسبباتها. فان شاء تعالى ابقى السبب واثر في مسببه بقضاء الله على وقدره وان شاء سلب الاسباب قواها فلا تؤثر شيئا. واثر في مسببه. نعم نعم احسن الله اليك. فان شاء تعالى ابقى السبب واثر في مسببه بقضاء الله تعالى وقدره وان شاء سلب الاسباب قواها فلا تؤثر شيئا. ومن قوي ايمانه وكمل توكله وثقته بالله. وشاهد مصير كلها الى رب الارباب ومسبب الاسباب كما ان مصدرها من عنده عز وجل فنفسه ابية وهمته علية وقلبه ممتلئ بنور التوحيد فهو واثق بخالق السبب ليس لقلبه الى الاسباب ادنى التفات سواء عليه فعلها او لم يفعلها افعلها والدليل على ذلك ما روى ابو داوود رحمه الله تعالى قال حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا مفضل ابن فضالة عن حبيب ابن الشهيد عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة وقال كل ثقة بالله وتوكل عليه ففي امره صلى الله عليه كن ثقة بالله وتوكلا عليه نعم وقال كل ثقة بالله وتوكلا عليه. ففي امره صلى الله عليه وسلم بمجانبة المجذوم اثبات للاسباب التي خلقها الله وعز وجل وفي اكله صلى الله عليه وسلم معه تعليم لنا بان الله هو مالكها فلا تؤثر الا باذنه ولا العبد الا ما كتب الله له. نعم هذا الحديث الذي اورده رحمه الله يستفاد منه هذا المعنى انه قد يوجد السبب قد يوجد السبب ويتخلف المسبب لان الله سبحانه وتعالى لم يشأ ذلك لان الله لم يشأ ذلك. فان الامور كلها بيده سبحانه وتعالى وهذا المعنى حق. هذا المعنى حق يعني قد يوجد السبب قد تنعقد الاسباب لوقوع المصيبة فيسلم الانسان واحيانا الناس يشاهدون من ذلك مثلا في حوادث السيارات قد يحصل حادث من يراه يعتقد ان الموت في هذا الحادث محقق ثم يجد ان اه اه ان آآ ان المصابين في هذا الحادث قد سلموا من الاصابة وسلموا من الموت واذكر احد مشايخنا توفي رحمة الله عليه حصل لهم في باص كانوا مسافرين من بلد الى اخر فحصل انقلاب في السيارة وكلهم سلموا ما اصيب منهم احد ثم كانوا وقوف حول السيارة التي فيها الحادث فجاء المسعفون قالوا اين المصابين قالوا اين المصابين؟ ما كان احد مصاب يقول نعم وآآ يقول حالتنا هذه تصلح ان تضاف الى كتاب من عاش بعد الموت لان احد المتقدمين اظنه ابن منده له كتاب بهذا المعنى من عاش بعد الموت يعني من اه حصل له فيما يرى الناس موت محقق حتى بعضهم يدفن او عند المقبرة يقوم من النعش او نحو ذلك الحاصل انه قد ينعقد السبب قد ينعقد السبب ويتخلف المسبب لان الله لم يشأ ذلك وهذا يثمر في المرء وجوب حسن العقيدة والثقة بالله وحسن التوكل على الله سبحانه وتعالى والحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله ضعيف الاسناد لان فيه مفضل ابن فضالة ضعيف فهو حديث غير ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام. اما المعنى الذي هو كون يوجد السبب ويتخلف المسبب فالامر بيد الله سبحانه وتعالى هذا امر حق نعم قال رحمه الله تعالى الوجه الثالث ان النفوس تستقذر ذلك وتنقبض عند رؤيته وتشمئز من مخالطته وتكرهه جدا لا سيما مع ملامسته وشم رائحته فيحصل بذلك تأثير باذن الله في سقمها. قضاء من الله وقدرا لا بانتقاد للداء بطبيعته كما يعتقده اهل الجاهلية والدليل على هذا ما رواه ابو داوود رحمه الله قال حدثنا مخلد بن خالد وعباس العنبري قالا حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا امعمر عن يحيى بن عبدالله عن يحيى بن عبدالله بن بحير قال اخبرني من سمع فروة ابن من سمع فروة ابن مسيك نعم هذا يضعف به السند انما لجهالة هذا الرجل فيضعف السند هنا قال اخبرني من سمع ثروة من هو هذا؟ هذا مجهول لا يدرى منه فالاسناد يضعف بهذا ولا يثبت نعم قال قلت يا رسول الله ارض عندنا يقال لها ارض ابين هي ارض ريفنا وميرتنا. وانها وبئة او قال وباؤها شديد فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعها عنك فان من القرف التلف والقرف بالتحريك هو مقاربة الوباء ومداناة المرظ والتلف بوزنه هو الهلاك يعني انه سبب فيه قد يؤثر باذن الله تعالى لا سيما مع كراهة النفس له واشمئزازها منه الله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. قال فان من القرف التلف القرف مقاربة الداء او الوباء التلفي الهلاك. وآآ الحديث لم يثبت لكن تقدم معنا فر من المجذوم. يعني لا المجزوم وقوله فر من المجذوم فرارك من الاسد هو من الاخذ بالاسباب هو من الاخذ بالاسباب اما الثقة فبالله وحده. والتوكل على الله سبحانه وتعالى وحده فان الذي اصيب بالداء ابتداء قد يلحق الانسان الذي فر ولم يصل الى مكان الداء قد يلحقه لكن يجب على المرء ان يكون تعلقه وثقته بالله سبحانه وتعالى وحده ان يكون ان تكون ثقته وتعلقه بالله سبحانه وحده جل في علاه واوضح من هذه المعاني في آآ الجمع بين الاحاديث ما ذكره الشيخ سليمان ابن عبدالله في تيسير العز الحميد نقلا عن جماعة من اهل العلم ذكر اولا اقوالا في الجمع ثم قالوا احسن هذا فكن له ما قاله البيهقي وتبعه ابن الصلاح وابن القيم وابن رجب وابن مفلح غيرهم ان قوله لا عدوى اي على الوجه الذي يعتقدونه في الجاهلية اي على الوجه الذي يعتقدونه في الجاهلية من اضافة الفعل الى غير الله وان هذه الامراض تعدي بطبعها وان هذه الامراض تعدي بطبعها والا فقد جعل الله بمشيئته مخالفة مخالطة الصحيح من به شيء من هذه العيوب مخالطة الصحيح من به شيء من هذه العيوب سببا لحدوث ذلك ولهذا قال فر من المجذوم فرارك من الاسد وقال لا يورد ممرض على مصح وكل ذلك بتقدير الله وكل ذلك بتقدير الله كما قال عليه الصلاة والسلام فمن اعدى الاول فمن اعدى الاول يشير الى ان الاول جرب بقضاء الله وقدره فكذلك الثاني وما بعده فالحاصل ان الا قوله لا عدوى نفي للاعتقاد الجاهلي الباطل الذي ما انزل الله سبحانه وتعالى به من سلطان والذي هو اعتقادهم ان المرض ينتقل بطبيعته ويسري بنفسه فيورث عندهم اه تعطيلا للتوكل والثقة بالله والايمان باقداره سبحانه وتعالى وهذا باطل. اما قوله عليه الصلاة والسلام اه فر من مجذوم وقولها اي لا يورد ممرض على مصح الى غير ذلك فهذا فيه ان الامور بقدر الله بقدر الله وان انتقال المرظ من شخص لاخر انما هو بقدر الله سبحانه وتعالى فلا يعطل التوكل ولا تلتفت القلوب الى الاسباب نعم قال رحمه الله تعالى فاذا تبين لك هذا الجمع بين نفي العدوى وبين الامر بمجانبة الداء تبين لك الجمع بينها وبين النهي عن ايراد الممرظ على المصح فانه اذا كان صلى الله عليه وسلم قد امر المصح بمجانبة الداء فلأن ينهى الممرظ عن على المصح من باب اولى فان العلل التي قدمنا انها من سبب النهي عن اعد نعم قال فاذا تبين لك هذا الجمع بين نفي العدوى وبين الامر بمجانبة الداء تبين لك الجمع بينها وبين النهي عن ايراد الممرظ على المصح فانه اذا كان صلى الله عليه وسلم قد امر المصح بمجانبة الداء فلا ان ينهى الممرض عن ايراده على المصح من باب فان العلل التي قدمنا انها من سبب النهي عن القدوم على الوباء والامر بمجانبته موجودة في ايراد الممرض على المصح. نعم لعلنا نؤجل هذا وما بعده اللقاء القادم نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد اله وصحبه. جزاكم الله خيرا