الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى فاذا تبين لك هذا الجمع بين نفي العدوى وبين الامر بمجانبة الداء تبين لك الجمع بينها وبين النهي عن ايراد الممرظ على المصح فانه اذا كان صلى الله عليه وسلم قد امر المصحة بمجانبة الداء فلا ان ينهى الممرظ عن ايراده على المصح من باب اولى فان العلل التي قدمنا انها من سبب النهي عن القدوم عن الوباء والامر بمجانبته موجودة في ايراد الممرض على المصح زيادة كونها ليست باختيار المصح كقدومه هو بل مع كراهته لها وانقضاضه من ذلك الممرض وربما ادى ذلك الى بغضه اياه وغير ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا نزال في هذه المسألة المتعلقة كما بين المصنف رحمه الله تعالى بالايمان بالقدر وهي ما ورد في قول نبينا عليه الصلاة والسلام لا عدوى وهذه الجملة لا عدوى وردت كما تقدم معنا في سياق واحد ذكر فيه فالنبي عليه الصلاة والسلام الفرار من المجذوم كالفرار من الاسد ذكر هذا وهذا في حديث واحد ولنتأمل هنا ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر في اول الحديث انه لا عدوى وذكر في اخره الفرار من المجدوم. وهذا يشعر بوجود بشيء منها والقاعدة عند اهل العلم في مثل هذا ان الشرع اذا جاء باثبات شيء ونفيه في نفس الوقت فالمثبت غير المنفي ينبغي ان يعلم هذا وعليه فان العدوى التي نفاها النبي عليه الصلاة والسلام غير العدوى المشار اليها في قوله فر من المجذوم فان العدوى المنفية انما المراد بها تلك التي كان يعتقدها اهل الجاهلية في بعض الامراض او في كثير من الامراظ سريان المرظ بنفسه وانتقاله بطبعه من شخص الى اخر وهذه العقيدة الجاهلية من اثارها من اثارها فقد التوكل على الله وظعف الايمان باقدار الله سبحانه وتعالى والتعلق التام بالاسباب واما قوله عليه الصلاة والسلام فر من المجذوم فرارك من الاسد ففيه ان بعض الامراض قد جعل الله سبحانه وتعالى من صفته هذا الامر انه ينتقل بمشيئة الله واذنه جل في علاه من شخص الى اخر والامر بيد الله فكما ان من اصيب بالمرض اولا اصيب بقدر الله فكذلك انتقاله من شخص الى اخر فانتقاله اليه انما هو بقدر الله سبحانه وتعالى واذا كان هذا من شأن بعض الامراض بقدرة الله عز وجل فلا يلزم الانتقال يقينا لان ان السبب اذا لما يرد الله سبحانه وتعالى وقوعه لم يقع حتى وانعقدت الاسباب اسباب وقوع المرض او المصيبة او نحو ذلك فان الامر بيد الله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ويوضح هذا المعنى ما جاء في الحديث الاخر الذي مر معنا عند المصنف لما قال النبي عليه الصلاة والسلام لا عدوى. فقال اعرابي ان الابل تكون قوية نشيطة كالظباء فيرد عليها بعير اجرب فتجرب قال له النبي صلى الله عليه وسلم فمن اعدى الاول فمن اعداء الاول منبها بذلك ان اصابة الاول بالمرض وايضا انتقال هذا المرض من اه بعيرا الى اخر انما هو باذن الله وقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره وعليه فان قول نبينا عليه الصلاة والسلام لا عدوى فيه نفي العقيدة الجاهلية في الامراظ وفيه تقوية اليقين والثقة بالله والتوكل عليه وهذا ينبغي ان ننتبه له ولاجل هذا اورده المصنف تحت مسائل الايمان بالقدر وان نؤمن ان الامور بقدر الله وان ما اصاب المرء لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه ثم ايضا ليعلن في هذا الباب ان ايمان ان ايمان المرء ان الامور انما هي باقدار الله سبحانه وتعالى لا يتنافى مع فعل السبب لكن دون تعلق بالسبب. وان يكون التعلق بالله والتوكل عليه وحده جل في علاه ولهذا قال فر من المجذوم هذا بذل للسبب ولهذا ايضا قال لا يورد ممرض على مصح لانه مثل ما ذكر الاعرابي ان الابل تكون قوية كالظباء نشيطة في المرعى فاذا اورد عليها بعير اجرم اصيبت بالجرب. فنبينا صلى الله عليه وسلم قال لا يورد ممرض على مصح لا يورد ممرض على مصح ولهذا فان ما يفعل في بعظ المستشفيات من وضع محجر او مكان معين خاص ببعض الامراض المعروف عنها انها سريعة الانتقال باذن الله سبحانه وتعالى هو من هو من بذل السبب هو من بذل السبب ومثل هذه الاحاديث تدل على هذا المعنى لا يورد ممرض على مصح وفر من المجزوم والنهي عن الدخول في الارض التي فيها الطاعون ونحو هذه الاحاديث هذا كله من بذل الاسباب واذا بذل السبب لا يتعلق به لا يتعلق به وانما يكون الالتجاء الى الله وحده والتوكل عليه وحده فان الذي اصاب الاول بالمرض قد يصيب الثاني فيكون لجوء المرء الى الله وتوكله عليه وحده جل في علاه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه نعم قال رحمه الله تعالى والمقصود ان نفي العدوى مطلق على عمومه وفيه افراد الله سبحانه وتعالى بالتصرف في خلقه. وانه ما لك الخير والشر وبيده النفع والضر. لا مانع لما اعطى ولا معطي لما مانع ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه لا مانع لما اعطاه لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا مغالب له في شيء من خلقه وامره وفي ذلك تقوية لقلوب المؤمنين وامداد لهم بقوة التوكل وصحة اليقين. هذه مسألة مهمة جدا في الباب واستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى يقول رحمة الله علي وفي ذلك تقوية لقلوب المؤمنين وامداد لهم بقوة التوكل وصحة اليقين وهذا وهكذا ينبغي ان المسلم حتى مع انعقاد الاسباب اسباب المرض او نحو ذلك ينبغي ان يقوي المسلم ثقته بالله ويقينه بالله وتوكله على الله وصدق لجوءه آآ الى الله سبحانه وتعالى ان يعافيه مما ابتلى به من ابتلى من عباده. وايضا في الوقت نفسه ان يعافي المبتلين فهذا مطلوب من المسلم لان الا المؤمنين الامهم وامالهم واحدة وهم كالجسد الواحد فكما انه يدعو لنفسه بالمعافاة يدعو للمبتلى ايضا من اخوانه بالمعافاة. الحاصل ان قوله لا عدوى هذا من فوائده العظيمة واثاره تقوية اليقين والثقة بالله وحسن التوكل عليه جل في علاه بخلاف عقيدة الجاهلية فانها تذهب عن القلب يقينه وتوكله وثقته بالله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وفي ذلك تقوية لقلوب المؤمنين وامداد لهم بقوة التوكل وصحة اليقين. وحجة لهم على المشركين سائر المعاندين وليس في الامر بمجانبة البلاء ولا في النهي عن ارادة على المعافى منه منافاة ولا مناقضة. بل ذلك مع الثقة بالله التوكل عليه من فعل الاسباب النافعة وتوقي الاسباب المؤذية ودفع القدر بالقدر والالتجاء من الله اليه القدر بالقدر مر معنا في هذا المعنى قصة عمر رضي الله عنه لما استشار المهاجرين واستشار الانصار في قضية الطاعون فلما قرر الرجوع قيل له اتفر من قدر الله؟ قال افر من قدر الله الى قدر الله والقدر يدفع بالقدر ولهذا الدعاء عندما تلجأ الى الله سبحانه وتعالى صادقا مع الله في لجوئك اليه فان الدعاء نفسه دفع للقدر بالقدر فاحمد الله عز وجل ان وفقك ان تكون داعيا له. ملتجأا اليه فزعا عند مصابك اليه وحده هذه من نعمة الله عليك لان هذا من دفع القدر بالقدر القدر آآ الدعاء نفسه قدر ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا يرد القضاء الا الدعاء لا يرد القضاء الا الدعاء فدفع القدر بالقدر هذا مسلك شرعي عندما يتخذ المسلم في في هذا الباب مما يدفع به القدر من الوسائل الشرعية كالدعاء وبذل الاسباب المشروعة ونحو ذلك نعم قال رحمه الله تعالى وليس في فعل الاسباب ما ينافي التوكل مع اعتماد القلب على خالق السبب وليس التوكل بترك الاسباب بل التوكل من الاسباب. وهذا ايضا فيه اشارة الى ان اه الناس في في هذه مسلا يعني مسألة فعل السبب والتوكل على طرفين ووسط على طرفين ووسط قسم يا يفعل السبب ويعتمد على السبب يفعل السبب معتمدا عليه ولا يكون متوكلا على الله وانما يكون معتمدا على السبب الذي بذله وقسم اخر يضاد هؤلاء يتوكل على الله سبحانه وتعالى ويعطل السبب ويعطل السبب الحق قوام بين ذلك الحق قوام بين ذلك الحق هو ان يبذل المرء السبب المشروع معتمدا على الله وحده معتمدا على الله وحده مثل ما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك هذا بذل السبب وتوكل على الله قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله احرص على ما ينفعك واستعن بالله. وقال في الحديث الاخر اعقلها هذا بدل سبب وتوكل اي على الله. لا تعتمد على عقلك وانما اتوكل على الله وافوض امرك اليه سبحانه وتعالى وفي القرآن قال اياك نعبد واياك نستعين وقال فاعبده وتوكل عليه. والايات في هذا المعنى كثيرة نعم قال رحمه الله تعالى وليس التوكل بترك الاسباب بل التوكل من الاسباب وهو اعظمها وانفعها وانجحها وارجحها. نعم ام التوكل من الاسباب بل هو اعظم الاسباب ان يفوظ الامر الى الله وان يلجأ اليه لجوءا صادقا نعم قال رحمه الله تعالى كما ان من اضطربت نفسه ووجل قلبه فرقا وخوفا وارتيابا وعدم يقين بالقدر في في الكريمة قول قول الله سبحانه وتعالى قل ارأيتم ما تدعون من دون الله؟ ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة؟ هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله. عليه يتوكل المتوكلون فالتوكل على الله عز وجل يكون في هذين الجانبين في جلب النعماء وفي دفع الظر والبلاء وقول حسبنا الله ايضا يقال في المقامين. كثير من الناس انما يقول حسبنا الله في دفع الضر بينما حسبنا الله ونعم الوكيل تقال في جلب النعماء وفي دفع الضر والبلاء تقال في هذين آآ المقامين نعم قال رحمه الله تعالى كما ان من اضطربت نفسه ووجل قلبه فرقا وخوفا وارتيابا وعدم يقين بالقدر لا يكون متوكلا انعم الله بمداناته المرظى والمبتلين والمبتلين وتركه والمبتلين وتركه فعل الاسباب. فكما لا يكون المرتاب متوكلا بمجرد تركه الاسباب. كذلك لا يكون الموحد تاركا التوكل او ناقصه بمجرد فعل الاسباب النافعة وتوقي المضرة وحرصه على ما ينفعه. صحيح هذا يعني فعل السبب المشروع المأذون به لا يتنافى التوكل ولهذا امام المتوكلين قال فر من المجدوم فرارك من اسد وقال لا يورد ممرض على مصح هذا من بذل السبب لكن مع بذل السبب ينبغي ان يكون اليقين بالله وحده والثقة به وحده والتوكل عليه وحده سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى فانما الشأن فيما وقر في القلوب وسكنت اليه النفوس والتوفيق بيد الله والمعصوم من عصمه الله تعالى قال ومن هذا الباب نهيه صلى الله عليه وسلم عن القدوم على البلاد التي بها الطاعون. وعن الخروج منها فرارا منه. فان في القدوم عليه تعرضا للبلاء والقاء بالايدي الى التهلكة وتسببا للامور التي اجرى الله تعالى العادة بمضرتها وفي الفرار منه تسخط لقضاء الله عز وجل وارتياب في قدره وسوء ظن بالله عز وجل فاين المهرب من الله والى اين المفر؟ لا ملجأ من الله الا اليه كما روى مالك في موطئه عن ابن شهاب عن عبد الحميد ابن عبد الرحمن ابن زيد ابن الخطاب عن عبد الله ابن عبد الله ابن الحارث ابن نوفل عن عبد الله ابن بس نعم قبل الدخول في الحديث تأمل كلام الشيخ رحمه الله تعالى يعني الخروج عندنا قضيتين اذا كان الطاعون في بلد فالقدوم الى البلد الذي فيه الطاعون هذا القاء بالنفس الى التهلكة القوم بالنفس لا التهلكة والخروج من البلد الذي في في في الطاعون آآ فرار من قدر الله تسخط على على الله سبحانه وتعالى وارتياب في قدره وسوء ظن به. سبحانه وتعالى ولهذا من كان في بلد واصيب البلد في الطاعون ينهى عن الخروج. بل يبقى ويلجأ الى الله سبحانه وتعالى ان او ان يصلي كما هو اخوانه ودعوة المؤمنين واحدة والامهم وامالهم واحدة لكن من كان آآ خارج البلد وهو متجه اليه وبلغه ان فيه الطاعون فلا يدخله فلا يدخل لان دخوله من الالقاء بالتهلكة فمن بذل السبب الا يدخل البلد وقد علم ان فيه الطاعون وسيأتي هذا المعنى في هذه هذا الخبر الذي ذكره رحمه الله قال كما روى قال رحمه الله تعالى كما روى مالك في موطئه عن ابن شهاب عن عبد الحميد ابن عبد الرحمن ابن زيد ابن الخطاب عن عبد الله ابن عبد الله ابن الحارث بنوفل عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج الى الشام حتى اذا كان بسرغ لقيه امراء الاجناد ابو عبيدة بن الجراح واصحابه فاخبروه ان الوباء قد وقع بارض الشام قال ابن عباس فقال عمر بن الخطاب ادع الي المهاجرين الاولين فدعاهم فاستشارهم فاخبرهم ان وباء قد وقع بالشام فاختلفوا. فقال بعضهم قد خرجت لامر ولا نرى ان ترجع عنه. وقال بعضهم معك بقية الناس واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى ان تقدمهم على هذا الوباء. نعم يعني آآ الالقاء بهم في آآ التهلكة ما قال الشيخ الالقاء بالايدي الى التهلكة نعم فقال عمر رضي الله عنه ارتفعوا عني ثم قال ادعوا لي ثم قال ادعوا لي ادعوا لي الانصار فدعاهم فاستشارهم سلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال ارتفعوا عني. ثم قال ادعوا لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعوهم فلم يختلف عليهم منهم فلم يختلف عليه منهم رجلان. فقالوا نرى ان ترجع بالناس ولا ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر في الناس اني مصبح على ظهر فاصبحوا عليه. يعني عزم على الرجوع وعدم الدخول الى الشام التي كان اخبر انها اصيبت بالوباء فعزم على الرجوع لكن انظر مع حصافته ويعني عظيم فقهه وفهمه استشاروا المهاجرين واستشار الانصار ثم خص الاستشارة مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فهذه الاستشارات هي عمل بقوله جل وعلا وشاورهم في الامر فاذا عزمت توكل على الله وباب المشاورة هذا باب خير دعت اليه الشريعة وحذر وحثت عليه ورغبت فيه فانعقد عزم عمر رظي الله عنه بعد هذه المشاورات ان يرجع نعم قال رحمه الله تعالى فنادى عمر في الناس اني مصبح على ظهر فاصبح عليه فقال ابو عبيدة افرارا من قدر الله فقال عمر لو غيرك ولو غيرك قالها يا ابا عبيدة نعم نفر من قدر الله الى قدر الله هذه كلمة عظيمة من اه الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه قال نفر من قدر الله الى قدر الله ففعل السبب فعل السبب المشروع المأذون به هو من قدر الله الذي امر المسلم به لان الشريعة التي آآ فيها الايمان بالقدر جاءت ببذل السبب جاءت ببذل السبب وتوقي المكان اللي فيه الذي فيه عطب وفيه الوباء هذا من بذل السبب وعدم الدخول الى اليه هذا من بذل السبب فلما قيل له اتفر من قدر الله؟ قال رحمه الله تعالى ورضي عنه فنفر من قدر الله الى قدر الله نعم قال رحمه الله تعالى فقال عمر لو غيرك قالها يا ابا عبيدة نعم نفر من قدر الله الى قدر الله ارأيت لو كان لك ابل فهبطت واديا له عدوتان. احداهما مخصبة والاخرى جدبة. اليس ان رعيت الخصبة رعيتها قدر الله وان رأيت الجذبة رعيتها بقدر الله هذا مثل جميل يقرب المسألة يقول له لو جئت ومعك ابل الى وادي وفي عدوتان جانبان جانب فيه مرعى خصب وجانب لا مرحى فيه ليس فيه رحم فان اخذت الابل الى المكان الذي فيه المرعى وشبعت فهذا بقدر الله وان اخذتها الى المكان الذي لا رعي فيه وبقيت جائعة فهذا بقدر الله اذا العبد هدي النجدين وعرف الطريقين وله مشيئة واختيار لكن الامور بقدر الله ولهذا امر العبد ان يبذل السبب المأذون به شرعا متوكلا عليه سبحانه وتعالى مؤمنا اقداره جل في علاه. نعم قال رحمه الله فجاء عبدالرحمن بن عوف وكان غائبا في بعض حاجته فقال ان عندي من هذا علما. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم به بارض فلا تقدموا عليه واذا وقع بارض وانتم بها فلا تخرجوا فرارا منه. سبحان الله هذا الصحابي الوحيد الذي حفظ هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يفيد هذه القصة تفيد قبول لقبول خمر الاحاد وهي مسألة معروفة فهذا الصحابي بعد ان انتهى الامر وتم التشاور وعزم عمر على الرجوع جاء عبد الرحمن بن عوف احدى عشر المبشرين بالجنة وكان غائبا في بعض حاجته فقال ان عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم به بارض فلا تقدموا عليه به اي الطاعون الوباء فلا تقدم عليه. واذا وقع بارض وانتم بها فلا تخرجوا فرارا منه والشيخ رحمه الله سبق ان بين ان عدم الدخول الذي جاء النهي عن اه النهي عن الدخول في في هذا الحديث لانه تعرض للبلاء والقاء بالايدي الى التهلكة والفرار منه في التسخط لقضاء الله الارتياب في في ذلك وسوء الظن بالله سبحانه وتعالى نعم قال فحمد الله عمر ثم انصرف؟ نعم سبحان الله يعني اه صار هذا الذي جاء به حفظه عبيدة ابو عبد الرحمن بن عوف عن رسول الله موافقا للذي قر عليه قرار عمر بعد المشاورات ان يرجع فحمد الله انه وافق الشيء الذي اه اجتهد رضي الله عنه في ان يفعله لسنة النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله تعالى واخرجه الشيخان من طريقه بلفظه وقوله صلى الله عليه وسلم فلا تخرجوا فرارا منه تقييد تقييد للنهي بخروج بخروج لقصد الفراغ فلا يدخل في ذلك من خرج لحاجته اللازمة كما قيد صلى الله عليه وسلم الشهادة به للماكث ببلده بما اذا كان صابرا محتسبا صحيح اليقين ثابت العزيمة قوي التوكل مستسلما لقضاء الله عز وجل كما قال البخاري رحمه الله تعالى باب باب اجر الصابر في الطاعون. قال حدثنا اسحاق قال اخبرنا حبان قال حدثنا داود ابن ابي الفرات قال حدثنا عبد الله ابن بريدة عن يحيى ابن يعمر عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها انها اخبرتنا انها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فاخبرها نبي الله صلى الله عليه وسلم انه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله الله تعالى رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم انه لن يصيبه الا ما كتب الله له الا كان له مثل اجر الشهيد فخرج بهذه الاوصاف من مكث في ارضه مع نقصان توكله وضعف يقينه فليس له هذه الفضيلة ومع هذا فلا يحل له الفرار منه لعموم النهي وله اجره على امتثال الشرع بحسب نيته وقوة ايمانه. هذا يبين لنا مكانة الايمان بالقدر والثقة بالله وما يترتب عليه من الاثار العظيمة والثمار المباركة ولهذا آآ بين رحمه الله تعالى ان انه يخرج بهذه الاوصاف مكث في ارضه يعني ارض الطاعون مع نقصان توكله وضعف يقينا فليس له هذه الفظيلة الفظيلة لمن كان على يقين بالله وتوكل عليه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وان خرج فرارا منه فهي معصية اضافها الى ارتيابه وضعف يقينه والعياذ بالله وعلى هذا يحمل حديث انس رضي الله عنه عند البخاري ايضا. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون شهادة كل مسلم نعم يعني يقصد الشيخ بالاوصاف التي جاء تقيدها في الحديث الذي قبله نعم. قال فان مفهوم الحديث الاول ان من لم يتصف بالصفات المذكورة لا يكون شهيدا. وذلك لضعف يقينه. وقد يقال شهدوا في الصورة وليس مثل المتصف بتلك الصفات كما ان شهداء المعركة الذين وقد يقال وقد يقال شهيد وقد يقال هو احسن الله اليكم وقد يقال هو شهيد في الصورة وليس مثل المتصف بتلك الصفات. كما ان شهداء المعركة الذين يقتلون في معركة الكفار ليسوا سواء بل يتفاوتون بتفاوت نياتهم وما في قلوبهم وذلك من وذلك معلوم من الدين بالضرورة. والله تبارك وتعالى اعلم نعم مثل ما في الحديث انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى نسأل الله عز وجل ان يصلح لنا اجمعين النية والعمل وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا بين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا اجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا