الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا يسأل يقول هذا شخص مبتلى بالذنب وكلما تبت منه رجعت اليه. فما حكمي؟ وما حالي؟ وماذا يلزمني؟ اولا نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتوب علينا جميعا وان يهدينا الى صراطه المستقيم وان يمن علينا بتوبة صادقة يغفر الله بها ذنوبنا ويستر بها عيوبنا والواجب على كل مسلم وقع في الذنب ان يتوب الى الله عز وجل فان التوبة الى الله واجبة على كل مسلم يقترف ذنبا فيجب على المسلم اذا قارف الذنب او وقع فيه ان يتوب وان يبادر بالتوبة بل يجب عليه اذا اخر التوبة ان يتوب الى الله عز وجل من تأخير من تأخير التوبة من ذلك الذنب فانت ايها الاخ المبارك يا من وقعت في الذنب او وقعت في المعصية يلزمك مباشرة وان تبادر بان تتوب الى الله عز وجل من هذا الذنب فان هذا به من صفات المتقين كما قال تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب من يغفر ذنوبنا الله لم يصروا على ما فعلوا فمن علامة اهل الايمان عدم الاصرار على الذنب. وقد جاء عند البخاري المفرد انه قال حديث ابي هريرة هلك المصرون هلك المصرون هلك المصر الذي يصرون على ما فعلوا. وقد جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رجلا ادنب فقال يا ربي اني اذنبت ذنبا. فقال الله عز وجل علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب قد غفرت له. فيعود العبد في الذنب مرة فيقول يا ربي اني اذنبت ذنبا فاغفر لي. فيقول الله عز وجل علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب قد غفرت له. فيقولها ثالثة فيقول الله عز وجل علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب قد غفرت له فليعمل عبدي ما شاء. فيا من وقعت بالذنب لا تمل من التوبة ولا تمل من الاستغفار وكلما وقعت في الذنب فاتبعه بالتوبة والاستغفار والرجوع الى الله عز وجل حتى تأتيك منيتك وانت تائب الى الله عز وجل وانت مستغفر من هذا الذنب والخطيئة. فان الهلاك كل الهلاك ان تموت وانت مصر على هذا الذنب او على هذه المعصية. فيلزمك وان تكرر معك الذنب ان تكرر التوبة كلما اذنبت تتوب الى الله عز وجل. واما من يتخبطك ان يتخبطك الشيطان ويخدعك بقوله اذا كنت ترجع فلماذا تتوب؟ فان هذا ما يتمناه الشيطان من كثير من الخلق ان يصروا على ما فعلوا وان يصروا على ذنوبهم وان يموتوا على معاصيهم وخطاياهم. فلا يخدعنك الشيطان ولا يغرنك الشيطان. بل نقول يلزمك ان توبة الى الله عز وجل وان تعزم وتجزم وتندم على كل ذنب فعلته فان عدت اليه مرة اخرى فيلزمك ان تتوب مرة اخرى ولو تكرر فمنك مئات المرات فكرر التوبة ايضا مئات المرات حتى تلقى الله عز وجل وانت تائب راجع الى الله وانت تائب وراجع الى الله وتعالى والله اعلم