نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وقال البخاري رحمه الله حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرني عبيد عبيد الله بن عبدالله بن اثبت ان ابا هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا طيرة وخيرها الفأل. قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الصالحة يسمعها احدكم قال حدثنا مسلم ابن ابراهيم قال حدثنا هشام عن قتادة عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى اولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة قلت ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية حين جاء سهيل بن عمرو قال سهل الله امركم الحديث ما شاكله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. اللهم وفقنا وسددنا ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد سبق ذكر المصنف رحمه الله تعالى للطيرة وجعلها في اخر ابواب الايمان بالقدر. لان التطير مما يتنافى مع الايمان الواجب باقدار الله ومع التوكل على الله وحسن الثقة به والالتجاء اليه سبحانه وتعالى والطيرة وصف اذا قام في الشخص عثره عن الخير وعن المصالح الدينية والدنيوية ولهذا فان الطيرة تعطل المصالح وتعوق عن الخير وتثبط الهمم وتقعد الانسان وفي هذا الحديث الذي اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه ومن بعده حديث انس نفى عليه الصلاة والسلام الطيرة وفي السياق نفسه قال عليه الصلاة والسلام ويعجبني الفأل فسئل عنه قال الكلمة الطيبة يسمعها المؤمن الفأل امر اخر يختلف عن الطيرة بل ان الفأل من مقتضيات الفطرة السليمة مقتضيات الطبع ولا تخل بعقيدة المرء او عقله كما هو الشأن في الطيرة بل ان فيها منفعة قلنا في الطيرة انا تقعد المرء وتعوق عن مصالحه اما الفال انه يبعث على النشاط والسرور والفرح ولا يعيقه عن شيء من مصالحه كما هو الشأن في في الطيران ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ويعجبني الفأل فلما سئل عنه قال الكلمة الطيبة يسمعها المؤمن مثلا شخص خرج في تجارة ثم سمع شخصا ينادي اخر يا رابح ففرح بهذا الاسم الذي اه سمعه او يا فائز او نحو ذلك ومن ذلك مما جاء في الحديث لما جاء في صلح الحديبية سهيل بن ابن عمرو قال النبي صلى الله عليه وسلم سهل الله امركم اخذه من كلمة سهيل فالكلمة الطيبة تدخل سرور على القلب تبعث نشاط ولا تخل كما هو الشأن في الطيرة بعقيدة المرء او فكره او او عقله ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام ويعجبني الفأل فلما سئل عن صلوات الله وسلامه عليه قال الكلمة الطيبة ولا يعني هذا ان المرء يبحث عن اه ان مثل هذه الكلمة التي يجعلها فعلا لا يبحث لكن حصلت اتفاقا يفرح ويسر بذلك لكن مثلا يخرج الى تجارة ثم يبحث عن شخص ينادي اخر يا رابح او يا فائز او يا غانم او نحو ذلك لا ليس ليس هذا هو المقصود وانما المقصود الاشياء التي تأتي اتفاقا ولهذا يقول المصنف نعم قال رحمه الله تعالى ومن شرط الفأل الا يعتمد عليه والا يكون مقصودا. بل ان يتفق للانسان ذلك من غير ان يكون له وعلى بال نعم يعني ان يكون سماعه للكلمة اتفاقا ان يكون سماعه للكلمة اتفاقا ولم يأتي له على بال يعني ليس شيئا هو يخرج يبحث عنه او يطلب من شخص ان يقول هذه الكلمة ليتفاءل لا ليس هذا هو وانما يعني يسمعها اتفاقا فيفرح وينشط نعم قال رحمه الله تعالى ومن البدع الذميمة والمحدثات الوخيمة مأخذ الفأل من المصحف فانه من اتخاذ ايات الله هزوا ولعبا ولهوا ساء ما يعملون. وما ادري كيف حال من فتح على قوله تعالى الذين كفروا من بني اسرائيل وقوله وغضب الله عليه ولعنه. وامثال هذه الايات ويروى ان هذا من البدع والشيخ قبل قليل قال رحمه الله تعالى ومن شرط الفأل ان لا يعتمد عليه والا يكون مقصودا بل ياتي اتفاقا بل ياتي اتفاقا اذا كان من شرط الفأل ان يأتي اتفاقا ففتح المصحف ليتفاءل الانسان يفتح فتحا هكذا آآ ليقع نظره مثلا على الكلمة الاولى في اعلى الصفحة مثلا او الكلمة الاخيرة في في اخر الصفحة او او في وسطها او نحو ذلك ثم يجعل ما يفتحه في المصحف فألا او امرا يتفائل به هذا من البدع وهذا ايضا من اتخاذ القرآن هزوا كتاب الله سبحانه وتعالى ما نزل لمثل هذه الصنائع وانما انزل ليتدبر ويعمل به كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولو اولو الالباب. لاجل هذا انزل هذا الكتاب العظيم اما ان يتخذ لمثل هذه الاغراض يفتح المصحف ثم تقع كلمة آآ الكلمة الاولى مثلا من الصفحة فيتفائل بها ولهذا يقول الشيخ مبينا يعني آآ شناعة هذا العمل وانه عمل غير لائق قال وما وما ادري كيف حال من فتح على قوله لعن الذين كفروا. يريد ان يتفائل ويفتح صفحة فيكون فيها لعن او غضب. او سخط او عقوبة او نقمة من الله سبحانه وتعالى او وقع مثلا على قوله غضب الله عليه ولعنه وامثال هذه الايات فالحاصل ان هذه بدعة مذمومة ومثل اه هذه البدعة مثل هذه البدعة بعض بعض الناس وخاصة في بعض الاعاجم عندما يولد له مولود يفتح المصحف فتحا عشوائيا ويختار مثلا الكلمة التي في اعلى الصفحة ويجعلها هي اسما ابنه او مولوده قد يخرج له مثل هذه التي اشار اليها غضب او لعن او او سخط او او ذكر للشيطان او اوصافه او ذكر للظالمين او المجرمين او الفاسقين او غير ذلك هذا كله من الاعمال التي لم يعرف اهلها قدر القرآن ومكانة القرآن العظيمة ومنزلته العلية. نعم قال رحمه الله تعالى ويروى ان اول من احدث هذه البدعة بعض المروانية وانه تفاءل يوما ففتح المصحف فاتفق لاستفتاحه قول الله عز وجل واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد. الايات فيقال انه احرق المصحف غضبا لذلك فقال ابياتا لا نسود بها الاوراق والمقصود انها يعني هذا ان ان انصح الخبر يعني لن يقال عن بعض المروانية هو الوليد ابن يزيد ابن عبد الملك ابن مروان ويروى في يعني سيرته اخبار آآ شنائع وبعضها مبالغ فيه مبالغ فيه ولهذا يقول ابن ابن خلدون في مقدمته ولقد ساءت القالة فيه كثيرا وكثير من الناس نفوا ذلك عنه وقالوا انها من شناعات الاعداء الصقوها به ولهذا المرء لا يدخل في اه ذمته هادشي لا يكون متحققا صحة نسبتها؟ وكم في كتب التاريخ من الدسائس الكذب فلا يجعل المرء في ذمته شيء من ذلك وانما يعني يكون مراد الشيخ ولهذا لم يسمي احدا مراد الشيخ رحمة الله عليه ان ان يبين فهذه بدعة حدثت آآ يعني قديما حدثت قديما وهذه البدعة من مفاسدها مثل هذا الامر انصح ان صح الخبر نعم قال رحمه الله تعالى والمقصود ان هذه بدعة قبيحة والفأل اذا قصده المتفائل فهو طيرة كالاستقسام بالازلام ان وقد روى الامام احمد في تعريف طيارة حديث من شرط الفعل كما تقدم في كلام الشيخ الله يقصده الا يعني يتقصد لانه ان تقصد طلب الفال فلم يحصل هذا الذي تقصده دخل في ماذا فدخل في الطيرة اذا اذا اذا تقصد الفأل يعني مثلا اه اه خرج في تجارة فتقصد ان يخرج يبحث ويتسمع لعله ينادى رابح فائز الى اخره ثم يفاجأ ان ينادى يا خاسر مثلا اذا كان خرج قصدا يبحث عن هذا الشيء ربما يتحول التفاؤل الى تطير ولهذا لا يقصد ابتداء لكن حصل اتفاقا يفرح ويسر بذلك. وفي الوقت نفسه لا يعتمد عليه مثل ما نبه الشيخ رحمة الله عليه نعم قال رحمه الله تعالى وقد روى الامام احمد في تعريف الطيارة حديث الفضل ابن العباس رضي الله عنهما انما الطيرة ما امضاك او ردك هذا الحديث اه في في اسناده ضعف لان من يرويه عن الفضل ابن العباس وهو مسلمة الجهني لم يدرك العباس. لم يدرك الفضل بن العباس ولهذا فالاسناد ضعيف ويستفاد من هذا الحديث فائدة يعني مهمة في حد الطيرة ما هي الطيرة قال انما الطيرة ما امضاك او ردت وهذا هو ضابطها يعني الطيرة الان في الممر سألني احد الافاضل قال هل هل يضر اذا اه جاء في نفسي شيئا لكن لم التفت اليه لم التفت اليه ومضيت في مصالحي ومضيت في مصالحي لما التفت اليه هذا لا يضر الانسان الطيرة المذمومة ما امضاك او ردك. الطيرة المذمومة التي تفعل شيء ويترتب عليها شيء ولهذا مر معنا ان الطيرة تعوق المرء عن مصالحه عن اه اعماله تثبط همته اما اذا هجم شيء على القلب ولم يلتفت اليه وتوكل على الله سبحانه وتعالى واستعان بالله ومضى في مصالحه هذا خير عظيم. ولا يضره هذا الذي هجم على على القلب ولهذا المرء لا يؤاخذ بالاشياء التي ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها هذه الاشياء التي تهجم وتجول هكذا في القلب وتأتي عرظا فلا يلتفت لها المرء ويمظي في مصالحه لا لا تظره. نعم. اذا الطيرة التي تذم وجاءت النصوص بذمها هي ما انفاك او ردك يعني ما يحدث اه امرا في سلوك الشخص نعم قال رحمه الله تعالى وروى في كفارتها حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم ووفق وقف نعم. من ردته الطيارة عن حاجته فقد اشرك. قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك؟ نعم يعني هذه الدعوة آآ عظيمة وايضا يستفاد منها المعنى السابق في الحديث الذي الذي قبله في حد الطيرة قال من ردته طيرته عن حاجته من ردته طيرته عن حاجته لكن اذا هجم امر من امور الطيرة على النفس فلم يرده عن حاجتي ومضى مستعينا بالله متوكلا علي لم يقع في هذا المنهي عنه لم يقع في هذا المنهي عنه. فقول من ردته هذا يوضح الطيرة التي جاء اه جاءت الشريعة بذمها وهي تلك الامور التي يسمعها المرء او يراها تحدث عنده انقباضا وتعطيلا لاعماله ومصالحه قال فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك لا طير الا طيرك اي لا يكون الا بقضائك وقدرك هذه هذه الكلمات جعلت كفارة لان فيها اعاظة للقلب بما دخله من وهن وخرافة بهذا الايمان والتوحيد والتسليم لقضاء الله وقدره والبراءة من الشرك قال لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك. هذه كلها كلمات توحيد وتوكل وحسن التجاء الى الله نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابو داوود رحمه الله حدثنا محمد بن كثير قال اخبرنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عيسى ابن عاصم عن عن زر ابن حبيش عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الطيرة شرك ثلاث وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل وقوله وما منا الا الى اخره هو من كلام ابن مسعود كما فصله الترمذي رحمه الله في روايته عن المرفوع حيث قال سمعت محمد ابن اسماعيل يقول كان سليمان ابن حرب يقول في هذا الحديث وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل كل هذا عندي قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. نعم. قال عليه الصلاة والسلام الطيرة شرك وكرر ذلك ثلاث مرات كرر ذلك ثلاث مرات وانما كانت الطيرة شرك لانها تتنافى مع الايمان بالقدر والايمان بالقدر نظام التوحيد كما تقدم لا ينتظم التوحيد الا بالايمان بالقدر قال عبدالله ابن مسعود قال عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما القدر نظام التوحيد. فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده فلا ينتظم امر التوحيد الا بالايمان بالقدر والطيرة تتنافى مع الايمان بالقدر. قال الطيرة شرك. الطيرة شرك. الطيرة شرك. اذا تطير الانسان اي الايمان انا بالله وثقته به وتوكله عليه واعتصامه به ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم فالطيرة شرك ثم على اثر ذلك قال راوي الحديث عبد الله ابن مسعود آآ رظي الله عنهما عنه قال وما منا الا وما منا الا مقصوده ماذا ان هذا هذا التطير قد يهجم على القلب قد يهجم على القلب في موقف في مرأة يراها الانسان او مسمع يسمعه فقد يهجم على اقل شيء قال لكن الله يذهبه بالتوكل. المؤمن الصادق اذا هجم على قلبه شيء من ذلك لم يلتفت اليه ومضى في مصالحه واعماله متوكلا على الله سبحانه مستعينا به نعم قال رحمه الله تعالى وقال رحمه الله حدثنا احمد بن حنبل وابو بكر بن ابي شيبة قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب ابن ابي ثابت عن عروة ابن عامر عن احمد القرشي. قال ذكرت الطيارة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الفأل ولا ترد مسلما فاذا رأى احد فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك اعد الاسناد فقط قال حدثنا احمد بن حنبل وابو بكر بن ابي شيبة قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب ابن ابي ثابت عن عروة ابن عامر عن احمد القرشي. نعم هنا حقيقة تصحيف غريب وعجيب للغاية في قوله عن عروة ابن عامر عن احمد القرشي عن عروة بن عامر عن احمد القرشي هنا تصحيف يعني عجيب وغريب جدا وهكذا ايضا كما قرأ القارئ الكريم عندي في نسختي ونسختي قديمة ففيها نفس التصحيف عن عروة ابن عامر عن احمد القرشي في المصدر الذي نقل عنه اه رحمه الله تعالى آآ قال عن عروة ابن عامر قال احمد القرشي عن عروة ابن عامر قال احمد القرشي آآ قال احمد قال احمد اي بن حنبل وهو شيخ آآ الشيخ ابي داود فابو داوود ساق الحديث من اه من طريق احمد بن حنبل وطريق ابي بكر ابن ابي شيبة ففي نهاية السند عن عروة بن عامر هذا هو الراوي راوي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ قال احمد اي بن حنبل القرشي يعني من يعني عروة بن عامر لان عروة ابن عامر اختلف في نسبته فمنهم من قال القرشي ومنهم من قال الجهني ولهذا الامام احمد قال الجهني قال القرشي وقال غيره الجهني وقال غيره الجهني اذا الصواب ان يقال عن عروة ابن عامر قال احمد اي ابن حنبل القرشي يقصد حرمه ابن عامر يقصد عروة ابن عامر اي القرشي. وقال غيره يعني غير احمد بن حنبل الجهني الجوهني فالراوي للحديث هو عروة ابن عامر وهو مختلف في صحبته مختلف في صحبته وعلى التصحيف الذي مر معنا جعل بين الصحابي او المختلف في صحبة راوي الحديث رجل اسمه احمد القرشي وهذا لا وجود له اصلا في الرواة ولهذا قلت انه تصحيف عجيب وغريب جدا وايضا الراوي للحديث عن عروة ابن عامر هو حبيب بن ابي ثابت مدلس وروى بالعنعنة ولهذا ضعف الحديث واعل بهذا قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل ولا ترد مسلما قوله ولا ترد مسلما يوافق ما امضاك او ردك ويوافق ما من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات المراد بالحسنات هنا النعم والعطايا الا انت ولا يدفع السيئات المراد بالسيئات المصائب والنقم الا انت ولا حول ولا قوة الا بك. نعم قال رحمه الله تعالى واما الغول فهي واحد الغيلان. وهي من شر شياطين الجن وسحرتهم والنفي لما كان يعتقده اهل الجاهلية فيهم من الضر والنفع. وكانوا يخافونهم خوفا شديدا ويستعيذون ببعضهم من بعض كما قال تعالى عنهم وانه كان رجال من الانس يعوضون برجال من الجن فزادوهم رهقا. اي زاد الانس الجن عليهم وشرا وطغيانا وزادتهم الجن اخافة وخبلا وكفرانا وكان احدهم اذا نزل واديا قال اعوذ بسيد هذه بسيد هذا الوادي من سفهائه. فيأتي الشيطان فيأخذ من مال هذا المستعيذ او يروعه في نفسه فيقول يا صاحب الوادي جارك او نحو ذلك فيسمع مناديا ينادي ذلك المعتدي ان اتركه اودعه او ما اشبه ذلك فابطل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ذلك ونفى ان يضر احدا الا باذن الله عز وجل. وابدلنا عن الاستعاذة بالمخلوق تقيم الاستعاذة بجبار السماوات والارض. رب الكون وخالقه ومالكه والهه. وباسمائه الحسنى وصفاته العليا التامة التي لا يجاوزهن جبار ولا متكبر. فقال الله تبارك وتعالى وقل رب اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون. وقال تعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله وقال تعالى قل اعوذ برب الفلق الى اخر السورة وقال قل اعوذ برب الناس الى اخر السورة وغيرها من الايات وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هاتين السورتين ما سأل سائل بمثلها ولا استعاذ مستعيذ بمثلها وقال صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره لم يضره شيء حتى يرحل ممن منزله ذلك وهو في الصحيح وفي بعض الاحاديث اذا تغولت الغيلان فبادروا بالاذان بالاذان بالاذان؟ بالاذان اذا تغولت الغيلان فبادروا بالاذان وفي الحديث الصحيح ان الشيطان اذا سمع النداء ادبر وله ضراط وفي لفظ الحصاص. هذا اذا تغولت الغيلان فبادروا بالاذان في سنده انقطاع نعم احسن الله اليكم قال واحاديث الاستعاذة والاذكار فيها اعد وفي الحديث واعدوا في الحديث الصحيح وفي الحديث الصحيح ان الشيطان اذا سمع النداء ادبر وله ضراط وفي لفظ حصاص. نعم الحصاص قيل هو الضراط وقيل شدة العدو نعم واحاديث الاستعاذة والاذكار في طرد الشيطان وغيره كثيرة مشهورة مسبورة في مواضعها من كتب السنة واما قول من قال ان المراد في الحديث نفي وجود الغيلان مطلقا فليس بشيء. لان ذلك مكابرة للامور المشاهدة المعلومة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقبله وبعده من اتيانهم وانصرافهم ومخاطبتهم وتشكلهم والله اعلم نعم تقدم يعني معنى الحديث الذي ساقه وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم ولا غول فنفى ذلك والنفي ليس نفيا للوجود وجود الغيلان فوجودها الامر فيه كما ذكر الشيخ يعني ان اه موجودة ومعلومة بالظرورة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقبله وبعده من اتيانهم وانصرافهم ومخاطبتهم وتشكلهم اي الجن فليس النفي للوجود. وانما النفي للتعلق الباطل الذي كان عليه الجاهلية. واهل الجاهلية ومن ذلك والعياذ بالله التعوذ الذي يكون منهم الغيلان انفسهم او بالشياطين انفسهم او كبار الشياطين من شر الشياطين فيتعوذ بالشيطان من الشيطان وهذي جاهلية والعياذ بالله واذا دخل احدهم واديا تعوذ بسيد الوادي اي رئيسه من الشياطين من شر اهله. فهو يتعوذ بالشياطين من الشياطين فلا يزيده هذا التعوذ الا رهقا وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقا فلا يزيدهم الا وهنا ظعفا وزيادة خوف ولا يحقق لهم مصلحة وهذا من الجاهلية والله سبحانه وتعالى اعاظ اهل الايمان ان هذه الجاهلية الجهلاء باللجوء الى الرحمن الاستعاذة به. وان من استعاذ بالله اعاذه ومن توكل عليه كفاه ولهذا آآ تجد الايات الكثيرة في القرآن امرة بالاستعاذة بالله والاعتصام به واللجوء اليه سنة التوكل عليه وان من كان كذلك لا طريق الشياطين او الغيلان او غيرها عليه. ان عبادي ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. اليس الله بكاف عبده وفي الحديث ساقه المصنف رحمه الله تعالى قال من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء لم يضره شيء شيء نكرة في سياق النفي تفيد العموم فهو محفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى من نزل منزلا يشمل الا السكنة الدائمة في بيت يمتلكه الانسان او المؤقتة مثل فندق ينزل فيه ولو ليلة او الصحراء وهو في الطريق يبات ليلة في مكان من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله يعني لو ان شخصا اشترى بيتا وقالها في اول سكناه لم يضره شيء حتى يرحل من بيته. لو عشرين سنة ثلاثين سنة اربعين سنة فهو في حفظ الله سبحانه وتعالى في حفظ الله ورعايته فالحاصل ان التعوذ بالله والالتجاء اليه لا تستطيع معه آآ الشياطين ان تؤذي هذا المتعوذ لانه معتصم بالله ومتوكل على الله ولا سبيل آآ الشياطين عليه نعم قال رحمه الله تعالى واما الهامة والصفر فقال ابو داوود رحمه الله حدثنا محمد بن مصفى قال حدثنا بقية قال قلت لمحمد عن ابن راشد قوله هام قال كانت الجاهلية تقول ليس احد يموت فيدفن الا خرج من قبره هامة قلت فقوله صفر قال سمعت اهل الجاهلية يستشأمون بسفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا صفر قال محمد وقد سمعنا من يقول هو وجع يأخذ في البطن فكانوا يقولون هو يعدي فقال لا صفر وقال رحمه الله تعالى حدثنا يحيى بن خلف قال حدثنا ابو عاصم قال حدثنا ابن جريج عن عطاء يقول قال يقول الناس السفر وجع يأخذ في البطن. قلت فما الهامة؟ قال يقول الناس الهامة التي تصرخ هامة الناس وليس بهامة الانسان انما هي دابة وقال رحمه الله قرأ على الحارث بن مسكين وانا شاهد اخبركم اشهب قال سئل ما لك عن قوله لا صفر قال ان اهل الجاهلية كانوا يحلون سفر يحلونه عاما ويحرمونه عاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا سفر. قلت وكل هذه المعاني لهذه الالفاظ قد اعتقدها الجهال. وكلها بجميع معانيها المذكورة منفية بنص الحديث. ولله الحمد والمنة نعم يعني هذه طريقة في بالتوفيق بين هذه الاقوال بانها تكون كلها معنية قوله لا لا صفر. لا صفر لكن الاقرب والله اعلم في المعاني التي ذكرت ان المراد به ما كان عليه اهل الجاهلية من التشاؤم بشهر صفر يتشائمون فلا يعملون شيئا في ذلك الشهر تشاؤما وانقباظا فعرفنا ان التطير والتشاؤم تارة يكون بالاسماء وتارة يكون مثل ما ذكر الشيخ بالبقاع وتارة بالطيور بعض الطيور او بعض الاصوات او نحو ذلك وتارة ببعض الشهور او الايام يتشائمون ببعض الايام او بعض الارقام او بعض الشهور هذي كلها من اه من اه من امور الجاهلية التي ما انزل الله بها من سلطان. فلا صفر هذا نفي للطيرة والتشاؤم الذي كان عليه اهل الجاهلية بتشاؤمهم من شهر صفر ولهذا قال ابن رجب ولعل هذا اشبه الاقوال. ولعل هذا اشبه الاقوال يعني ان المراد بقول ولا صبر اي ما كان علي اهل من التشاؤم بهذا الشهر والهامه قيل ان الجاهلية يزعمون ان اه ان الميت اذا مات قامت دابة على رأسه في قبره تقول اسقوني اسقوني فهذه ايضا آآ جاهلية عقيدة جاهلية والاسلام جاء بابطال كل ما عليه اهل الجاهلية من الضلال وجاء بمخالفته والنهي عنه ومن الكتب حقيقة العظيمة النافعة في هذا الباب اه كتاب لشيخ الاسلام محمد اه اه ابن عبد الوهاب رحمه الله مسائل الجاهلية التي جاء الاسلام مخالفاتها فجمعها آآ مسألة مسألة وكل مسألة يذكر عليها الدليل في مخالفة الاسلام لها والمسلم مطلوب منه ان يعرف هذه الامور ليحذرها لان كثير من الناس دخلت عليه امور من الجاهلية بسبب الجهل دخلت عليه امور هي من اعمال الجاهلية بسبب الجهل الجهل بدين الله ولهذا قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي ولهذا ايضا قيل كما ان المسلم مطالب بمعرفة الخير ليعمل به فهو مطلوب منه ايضا ان يعرف الشر يحذره ولهذا كان حذيفة يقول كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني اعاذنا الله عز وجل اجمعين من الشرور والفتن من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء واصلح الله لنا اجمعين شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا وجزاكم الله جميعا خير الجزاء سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا