الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ وحافظ حكمي رحمه الله تعالى فصل في مسائل تتعلق بما تقدم من مباحث الدين الاولى كون الايمان ان يزيدوا بالطاعة وينقصوا بالمعصية والثانية تفاضل اهله فيه. والثالثة ان فاسق اهل الملة الاسلامية لا يكفر بذنب دون الشرك ولوازمه الا اذا استحله والرابعة انه لا يخلد في النار. والخامسة انه في العقاب وعدمه تحت المشيئة والسادسة ان التوبة في حق كل فرد مقبولة ما لم يغرغر سواء من كفر او من دوء او دون من اي ذنب كان نعم الايمان يزيد وينقص. قال رحمه الله ايماننا يزيد بالطاعات ونقصه يكون بالزلات. هذه هي المسألة الاولى من مسائل الفصل وهي ان الايمان يزيد وينقص. وعلى ذلك ترجم البخاري رحمه الله تعالى في كتابه فقال في جامعه كتاب الايمان باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس وهو قول وفعل ويزيد وينقص قال الله تعالى ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم. وقال وزدناهم هدى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. وقال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم ويزداد الذين امنوا ايمانا وقوله تعالى وما زادهم الا ايمانا وتسليما. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اما بعد هذه مسألة عظيمة من مسائل الايمان وهي بيان ان الايمان يزيد فينقص ويقوى ويضعف وهي مسألة عظيمة من مسائل الايمان جاء جاءت الادلة الكثيرة عليها في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه واجمع على ذلك ائمة السلف ائمة السلف واهل العلم رحمهم الله تعالى فالايمان يزيد وينقص. يزيد بطاعة الله. وينقص بمعاصيه. كما انا المؤلف رحمه الله تعالى ايماننا يزيد بالطاعات ونقصه يكون بالزلات. فالطاعات هي التي تزيد الايمان وكلما استكثر العبد من طاعة الله وعبادته وحسن التقرب اليه زاد بذلك ايمانه. واذا وقع في اي الذنوب والمعاصي الخطيئات نقص ايمانه ايضا بحسب ذلك والمسلم مطلوب منه ان يعلم ان الايمان يزيد وينقص علم يقين واذا علم ذلك فانه مطلوب منه في الوقت نفسه ان يبحث عن اسباب زيادة ايمانه ليزدد ايمانا وان يعرف اسباب نقص ايمانه ليبتعد عنها ويحذر من الوقوع في شيء منها ليسلم له ايمانه. والايمان لزيادته اسباب كثيرة منها عناية المرء بكتاب الله واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون والمعرفة باسماء الله وصفاته وعظمته وجلاله وكماله هذا من اعظم ما يزداد به الايمان. كما قال الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فمن كان بالله اعرف كان منه اخوف ولطاعته اقرب وعن معصيته ابعد ومما يزيد به الايمان تعلم العلم الشرعي فقها وبصيرة بدين الله سبحانه وتعالى وايضا عناية سيرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وسير الانبياء والصالحين من عباد الله فان قراءة السيرة الصالحين تزيد المرأة حبا لهم وسلوكا لنهجهم وهذا هو زيادة الايمان وكذلك تفكر المرء في ايات الله العظيمة ومخلوقاته الباهرة الدالة على عظمة الخالق وكمال المبدع آآ سبحانه وتعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات. لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار الايمان له اسباب تضعفه وتنقصه وتوهيه ومطلوب من المسلم ان يكون على علم بها حتى لا يضعف ايمانه ولا ينقص دينه ومن اعظم اسباب نقص الايمان الجهل بدين الله والغفلة والاعراض اتباع الشيطان وطاعته في وساوسه وخطراته واتباع النفس الامارة بالسوء ايضا اتباع قرناء السوء وخلطاء الفساد وايضا المنافذ التي يدخل على العبد منها الاهواء والغفلة وهي كثيرة جدا في هذه الحياة الدنيا فهناك اسباب كثيرة تضعف ايمان المرء فينبغي على المرء ان يكون على حيطة وحذر حتى يسلم من ضعف الايمان وان يكون ايضا كما تقدم على علم ومعرفة باسباب زيادة الايمان حتى يعمل على زيادة ايمانه وتقويته المصنف رحمه الله تعالى فساق الادلة الكثيرة على زيادة الايمان من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فذكر ايات فيها صريح فيها ذكر زيادة الايمان صريحا كل اية تدل بالمنطوق على زيادة الايمان فانها تدل على نقصه مفهوما ولهذا ايات الزيادة زيادة الايمان دليل على انه ينقص لان ما قبل ما كان قابلا للزيادة فهو يقبل النقص واذا زاد فهو قبل الزيادة كان انقص من القدر الذي زاد اليه الايمان وجاءت نصوص مصرحة بنقص الايمان وضعفه في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. ولهذا قال العلماء اما الزيادة فقد نطق بها القرآن واما النقص فقد نطقت به السنة. واما النقص فقد نطقت لكن يدل عليه القرآن مفهوما كما تقدم نعم قال رحمه الله تعالى وقال الترمذي رحمه الله باب في استكمال الايمان والزيادة والنقصان والزيادة والنقصان وساق فيه حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اكمل ايمانا احسنهم خلقا والطفهم باهله. هذا الحديث من الدلائل الواضحة على ان الايمان يزيد لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اكمل المؤمنين ايمانا. فهناك من المؤمنين من ايمان اكمل من غيره ويفيد ذلك ان غيره انقص ايمانا منه وفي هذا الحديث ان حسن الخلق لطفا وتعاملا مع الناس ومع الاهل خاصة مما يزيد الايمان لان الخلق من الدين وقد سئل نبينا عليه الصلاة والسلام عن اكثر ما يكون به الدخول للجنة قال تقوى الله وحسن الخلق وقال اقربكم مني منزلة يوم القيامة احاسنكم اخلاقا. فحسن الخلق من الدين وكلما ازداد المرء حسنا في خلقه وتعامله ولطفه فان هذا من زيادة ايمانه. قال اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. نعم قال رحمه الله تعالى وحديث وحديث يا معشر النساء تصدقن الى اخره وهو في الصحيحين والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين اغلب اغلب لذوي الالباب وذوي الرأي من ان كنت هذا الحديث صريح في ان الايمان ينقص صريح في ان الايمان ينقص قال ما رأيتم الناقصات عقل ودين؟ ناقصات عقل ودين هذا صريح في ان الايمان ينقص وصريح ايضا في ان العمل من الايمان لان النبي عليه الصلاة والسلام فسر نقص دين المرأة بتركها للصلاة والصيام وقت حيضتها وهذا النقص ولئن كان نقصا في الدين الا انها لا تحاسب عليه لانها مأمورة به لا تحاسب عليه لكن مقارنة آآ آآ الرجل فايمانها اي عملها الذي هو من الايمان ومن الدين انقص ولهذا قال ما رأيتم الناقصات عقل ودين. فالحاصل هذا الحديث فيه التصريح بان الايمان ينقص وفيه التصريح بان الاعمال من الايمان وان نقص العمل نقص في الايمان نعم قال رحمه الله تعالى وذكر حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو في الصحيحين ايضا. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون بابا فادناها اماطة الاذى عن الطريق وارفعها قول لا اله الا الله. هذا لفظ الترمذي وقال حسن صحيح ولفظه بضع وستون ولمسلم رواية بضع وسبعون لكن قال شعبة بدل بابا. هذا الحديث يعرف عند اهل العلم بحديث الشعب شعب الايمان وهو من الادلة على ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف لان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر ان الايمان شعبا كثيرة ذكر ان لهذه الشعب اعلى قال اعلاها قول لا اله الا الله ولها ادنى قال وادناها اماطة الحياء اماطة الاذى من الايمان قال والحياء شعبة من شعب الايمان واذا تأمل المرء هذه الخصال خصال الايمان الكثيرة وتأمل واقع اهل الايمان مع هذه الخصال وجد انهم متفاوتون فيها ليسوا فيها على درجة واحدة. ارأيت على سبيل المثال قول النبي صلى الله عليه وسلم اماطة الاذى عن الطريق وادناها اماطة الاذى عن الطريق عد اماطة الاذى عن الطريق من الايمان ان نظرت الى احوال الناس مع هذه الخصلة الايمانية تجد انهم على اقسام ثلاثة قسم يميطه قسم يدعه وقسم يضعه. فليسوا سواء وهي من خصال الايمان النبي صلى الله عليه وسلم عدها من خصاله. اذا تأملت في خصلة الحياء قال والحياء شعبة من الايمان ليس اهل الايمان في الحياة على درجة واحدة. بل متفاوتون حتى قال نبينا عليه الصلاة والسلام احيا امة عثمان فاحيا هذا افعل تفضيل فهم ليسوا في الحياء على درجة واحدة وقل مثل ذلك في سائر خصال الايمان وشعبه فاذا لعلم ان الايمان ان الايمان شعب كثيرة وخصال عديدة. وان اهل الايمان موتون في هذه الخصال والشعب فان هذا يدل على ان ايمانهم يزيد وينقص ويقوى ويضعف بحسب حظهم من الشعب الايمان وخصاله نعم قال رحمه الله تعالى وقال النسائي باب زيادة الايمان وذكر فيه حديث الشفاعة ودلالته منطوقا على تفاضل اهل الايمان فيه واما الزيادة والنقص فدلالته عليها مفهوما لا منطوقا حديث الشفاعة ذكر فيه آآ عليه الصلاة والسلام اخرجوا من النار آآ قال ان الله يقول اخرجوا من النار من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان. ادنى مثقال ذرة من ايمان. هذا يدل على ماذا يدل على ماذا؟ منطوقا ادنى مثقال ذرة من ايمان ان اهل الايمان متفاضلون منهم من عنده من الايمان مثقال ذرة ومنهم من امتلأ ايمانا مثل ما قال عليه الصلاة والسلام ان عمار ابن ياسر ملئ ايمانا الى مشاشه ملئ ايمانا الى مساسه فهم ليسوا في الايمان على درجة واحدة منهم من ملئ ايمانا ومنهم من حظه من الامام مثقال خردلة او حبة او او نحو ذلك. فهذا دليل على التفاضل. تفاضل اهل الايمان في الايمان وانهم ليسوا فيه على رتبة واحدة. واذا ثبت التفاضل فالزيادة والنقصان ثابتة فالزيادة والنقصان ثابتة لانا تفاعلهم بحسب حظهم من الايمان زيادة ونقصا وقوة وضعفا. نعم قال رحمه الله تعالى ومثله حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه رأيت الناس وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي. الحديث ما يبلغ الثدي الحديث وفيه وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا فما اولت ذلك يا رسول الله؟ قال الدين. ثم ذكر حديث عمر. هذا هذا الحديث اه فيه دلالة على هذه المسألة زيادة الايمان ونقصانه وهي رؤيا رآها النبي عليه الصلاة والسلام. قال رأيت الناس وعليهم قمص. رأيت الناس وعليهم قمص يعني ثياب منها ما يبلغ الثدي منها ما يبلغ الثدي ومنها آآ ومنهم من يجر قميصه حتى قال عليه الصلاة والسلام وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره فمنهم من قميصه طوله الى ثديه. قصير جدا ومنهم من قميصه يجر قميصه من من طوله. قال عليه الصلاة والسلام فسرت ذلك بالدين فسرت ذلك بالدين فهذا واضح ان اهل الدين ليسوا في الدين على رتبة واحدة بل هم في الدين كحال من رآهم النبي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرؤيا وعليهم آآ القمص منهم من قميصه الى الثدي ومنهم من يجر قميصه وفسر ذلك عليه الصلاة والسلام بالدين فاهل الدين في في في دينهم متفاوتون وذلك ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف. نعم قال رحمه الله تعالى ثم ذكر حديث عمر رضي الله عنه في نزول قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم ودلالتها على منطوقا وعلى ذلك ترجم البخاري رحمه الله وقال حدثنا الحسن بن الصباح قال انه سمع جعفر بن عون قال حدثنا ابو ابو العميس قال اخبرنا قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان رجلا من اليهود قال له يا امير المؤمنين في كتابكم تقرأونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال اي اية؟ قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال عمر رضي الله عنه قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم يوم جمعة وعلى ذلك ترجم ابو داوود وغيره من ائمة السنة وساقوا في ذلك احاديث تتضمنه منطوقا ومفهوما. هذا الحديث في نزول اه قول الله سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وقصة اليهود مع هذه الاية حيث ادركوا عظم شأنها وجلالة قدرها. قالوا لو نزلت علينا هذه الاية معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم ومعيدة فقال عمر اني اعلم الساعة والمكان الذي نزلت فيه على رسول الله نزلت عليه عشية عرفة وهو واقف بعرفة وبعد ان نزلت على نبينا عليه الصلاة والسلام هذه الاية لم ينزل بعدها حلال ولا حرام لان نزولها دليل على اكتمال الدين باحكامه كلها. اليوم يعني يوم عرفة الذي نزلت فيه هذه الاية اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا واذا كان الدين في في نفسه واعماله وخصاله آآ نزل شيئا فشيئا على العباد ينزل به وحي الله سبحانه وتعالى الى ان جاء آآ ذلك اليوم الذي كمل فيه الدين وتم. فاذا كان هذا شأن الدين فان اهله مع خصاله متفاوتون قياما بها. قياما بها. فمنهم من اه تمم وكمل هذه الخصال ومنهم من نقص في ذلك فلهذا فهم في ايمانهم ليسوا على درجة واحدة نعم قال رحمه الله تعالى قال مسلم بن الحجاج رحمه الله حدثنا يحيى بن يحيى التيمي وقطن بن نصير واللفظ ليحيى قال اخبرنا جعفر بن سليمان عن سعيد بن اياس الجريري عن ابي عثمان النهدي عن حنظلة الاسيدي قال وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقيني ابو بكر رضي الله عنه فقال كيف انت يا حنظلة؟ قال قلت نافق حنظلة قال سبحان الله ما تقول قال قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنارينا حتى كأن رأي عين فاذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الازواج والاولاد الصغار فنسينا كثيرا قال ابو بكر رضي الله عنه فوالله انا لنلقى مثل هذا. فانطلقت انا وابو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نافق حنظلة يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عين. فاذا خرجنا من عندك عافسنا الازواج والاولاد نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ان لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم. ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات. نعم ام اعد من قوله لقيني ابو بكر قال لقيني ابو بكر رضي الله عنه فقال كيف انت يا حنظلة؟ قال قلت نافق حنظلة. قال سبحان الله ما تقول قال سبحان الله ما تقول؟ قال قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عين اذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الازواج والاولاد الصغار فنسينا كثيرا. قال ابو بكر رضي الله عنه فوالله انا لنلقى مثل هذا. فانطلقت انا وابو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نافق حنظلة يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ قلت يا رسول الله كونوا عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عين. فاذا خرجنا من عندك عافسنا الازواج والاولاد والضيعات كثيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ان لو تدومون على ما تكونون عندي بالذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم. ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات هذا الحديث وله نظائر كثيرة في السنة يدل على كمال الايمان الصحابة رضي الله عنهم وعظيم رعايتهم للايمان وعنايتهم به وتفقدهم لانفسهم في باب الايمان حفاظا عليه ورعاية اهله وعناية به وحذرا من الامور التي تظعفه حتى قال عبدالله بن ابي مليكة وهو من علماء التابعين ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه كلهم يخاف النفاق على نفسه وهذا انما هو لكمال ايمانهم ولذا يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن المؤمن جمع بين احسان ومخافة احسان في العمل والتعبد والتقرب الى الله سبحانه وتعالى ومخافة ان لا يقبل منه عمله قال الله تعالى في صفة المؤمنين الكمل والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون قد سألت ام المؤمنين عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الاية قالت يا يا رسول الله اهو الرجل يسرق ويزني يقتل ويخاف ان يعذب قال لا يا ابنة الصديق. ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ان لا يقبل فالحاصل هذا حال المؤمنين الكمل. ولما لقي اه اه ابو بكر رضي الله عنه حنظلة قال كيف انت يا حنظلة وهذا فيه اه مشروعية آآ التفقد الاخوان والسؤال عنهم وعن احوالهم كيف انت كيف حالك؟ كيف اصبحت؟ كيف امورك هذا كله من الهدي آآ المبارك والخلق العظيم الذي ينبغي ان يكون عليه الاخوان في تلاقيهم قال كيف انت يا حنظلة قال نافق حنظلة قال نافق حنظلة. قال سبحان الله ما تقول قال قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عين يعني كأننا نشاهد الجنة والنار ولا شك ان الانسان في مثل هذا الموطن يكون ايمانه في زيادة عظيمة جدا حتى ان ان المرء يحس ذلك من نفسه انه اذا جلس في مجلس ايمان وموعظة وتذكير بالله يحس من نفسي ان ايمانه في زيادة. ويشعر بذلك واذا جلس والعياذ بالله في مجلس غفلة ولهو وباطل يجد من نفسه وحشة ومن ايمانه ضعف ويحس بذلك من نفسه يحس بذلك من نفسه وهذا من الدلائل على ان الايمان يزيد وينقص وان لزيادته اسبابا ولنقصه اسبابا قال نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عين. فاذا خرجنا من من عند رسول الله عافسنا الازواج والاولاد الصغار. فنسينا عافسنا الازواج والاولاد اي انشغلنا بهم انشغلنا بهم فنسينا اي نسينا ذاك الذي كنا آآ عليه في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الجنة بين اعيننا وكأن النار بين اعيننا. فيكون في الايمان قوة عظيمة جدا وارتفاع وعلو فيقول اذا عافسنا الازواج والاولاد في بعض الرواة والضيعة انشغلنا بمصالحنا اعمالنا نسينا كثيرا قال ابو بكر رضي الله عنه فوالله انا لنلقى مثل هذا فوالله انا لنلقى مثل هذا فانطلقت انا وابو بكر انظروا الحرص على الايمان والعناية به والخوف على عليه حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت نافق حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ قلت يا رسول الله كونوا عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عين. فاذا خرجن من عندك عافسنا الازواج والاولاد الضيعات نسينا كثيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ان لو تدوموا على ما تكونون عندي اي في ماذا نعم في الايمان وزيادته وقوته اللوت تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر اي في مجالس الذكر لصافحتكم الملائكة على فرصكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات ساعة وساعة ساعة يزيد فيها الايمان وساعة ينشغل فيها المرء في المباحات واعمال الدنيا ومشاغلها فلا يكون بذئب بتلك الدرجة ويخطئ خطأ فادحا شنيعا من يحمل قوله ساعة وساعة على تصوير بعظ المعاصي وحاشى ان يكون ذلك مرادا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ساء ما يقولون وساء ما يفهمون فبعضهم يأتي الى هذه الجملة ساعة وساعة ويسوغ بعظ المحرمات ويجعل تصويره لبعض المحرمات منسوبا الى النبي عليه الصلاة والسلام والعياذ بالله. وهذا من سيء الفهم وقبيحه فساعة وساعة اي ساعة يكون الانسان في مجالس علم وذكر وتفقه في دين الله وبصيرة فيكون الايمان في علو وارتفاع وساعة ان يكون مشغول في مصالحه واولاده. والامور التي اباحها الله له. فلا يكون ايمانه بتلك الدرجة. يكون اقل واضعف لكن يقول عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده ان لو تدوم على ما انتم عليه عندي يعني في مجالس الذكر وكان ايمانكم على هذا المستوى لصافحتكم الملائكة في اه فرشكم وطرقكم اه اه فهذا دليل على ان الايمان يزيد وينقص. ويقوى ويضعف وان اهله ليسوا فيه على درجة واحدة وان مجالس الذكر و الحلال والحرام ومجالس الوعظ والتذكير هذه مما يزيد به آآ الايمان نعم قال رحمه الله تعالى حدثني اسحاق بن منصور قال اخبرنا عبد الصمد قال سمعت ابي يحدث قال حدثنا سعيد الجريري عن ابي عثمان النهدي عن حنظلة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعظنا فذكر النار. قال ثم جئت الى البيت فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة قال فخرجت فلقيت ابا بكر فذكرت ذلك له. قال وانا قد فعلت مثل ما تذكر فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله نافق حنظلة فقال مه؟ فحدثته بالحديث فقال ابو بكر وانا قد فعلت مثل ما فعل فقال يا حنظلة ساعة وساعة ولو كانت تكون قلوبكم كما تكون عند الذكر الا صافحتكم الملائكة حتى تسلم عليكم في الطرق. ومن طريق ثالث فذكرنا الجنة والنار فذكرنا الجنة والنار الحديث وعلى هذا اجماع يعني هو بمعنى ما سبق. وقول ساعة وساعة يعني ساعة يكون المرء في علم وفقه وساعة ان يكون مع اهله واولاده ومصالحه واموره التي اباحها الله سبحانه وتعالى له ولا شك انه في هذه الحال مع هذه المباحات لا يكون ايمانه في القوة مثل ايمانه عندما يكون في مجالس الوعظ التذكير نعم قال رحمه الله تعالى وعلى هذا اجماع الائمة المعتد باجماعهم وان الايمان قول وعمل ويزيد وينقص. واذا كان ينقص بالفترة بالفترة عن الذكر فلا ان ينقص بفعل المعاصي من باب اولى كما سيأتي ان شاء الله تبارك وتعالى بيانه قريبا هذه فائدة لطيفة نبه عليها رحمه الله اخذا من حديث حديث حنظلة اه حديث حنظلة افاد ان الايمان ينقص بالفترة عن الذكر ينقص بالفترة عن الذكر لان الانشغال بالضيعة والاهل والاولاد ومظاحكتهم الى اخره هذه فترة عن الذكر ينقص بها الايمان لكن هذه الفترة ليست مما حرمه الله بل مما اباحه الله سبحانه وتعالى ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ساعة وساعة اه فاذا كان الايمان ينقص بالفترة عن الذكر وقد قال لو تدومون على ما انتم عليه عندي يعني في قوة الايمان لصافحتكم اذا هو ينقص بالفترة عن الذكر اذا كان ينقص بالفترة عن الذكر فكيف الشأن بفعل المعاصي نعم اذا كان ينقص من فترة عن الذكر فكيف الشأن بفعل المعاصي هذا من باب اولى؟ اذا كان ينقص الامام بالفترة عن الذكر فلا ان بفعل المعاصي والذنوب من باب اولى ونبه الشيخ رحمه الله في هذه الخاتمة ان هذه المسألة محل اجماع. اجماع من يعتد به من اهل العلم ان الايمان قوله عمل يزيد وينقص ويقوى ويضعف وان اهله ليسوا فيه على رتبة واحدة ونكتفي بهذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة المهتدين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين واقض الدين عن المدينين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم واصلح احوالنا اجمعين بمنك وكرمك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله الله خيرا