نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما وبعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى تفاضل اهل الايمان قال رحمه الله واهله في على تفاضل هل انت كالاملاك او كالرسل هذه المسألة الثانية وهي تفاضل اهل الايمان فيه كما ذكر الله تبارك وتعالى اقسامهم التي قسمهم عليها بمقتضى حكمته فقال تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله الايات فقسم تعالى الناجين منهم الى مقتصدين وهم الابرار واصحاب اليمين الذين اقتصروا على التزام الواجبات واجتناب المحرمات فلم يزيدوا على ذلك ولم ينقصوا منه والى سابق بالخيرات وهم المقربون الذين تقربوا اليه بالنوافل بعد الفرائض وتركوا ما لا بأس به خوفا مما به بأس وما زالوا يتقربون الى الله تعالى بذلك حتى كان سمعهم الذي يسمعون به وبصرهم الذي يبصرون به الى اخر معنى الحديث السابق. فبه يسمعون وبه يبصرون وبه يبطشون وبه يمشون وبه ينطقون وبه يعقلون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون واما الظالم لنفسه ففي المراد به عن السلف الصالح قولان احدهما انه المراد به الكافر فيكون كقول الله عز وجل في تقسيمهم في سورة الواقعة عند البعث وكنتم ازواجا ثلاثة فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشأمة ما اصحاب المشأمة والسابقون السابقون اولئك المقربون الى اخر الايات وقسمهم عند الاحتضار كذلك فقال عز وجل فاما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم واما ان كان من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين. واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم فان تفاضل اهل الايمان في تقسيم هذه السورة انما هو على درجتين سابقين مقربين وابرار وابرارهم اصحاب اليمين واما اصحاب الشمال الذين هم المكذبون الضالون فليسوا من اهل الاسلام باتفاق وانما الخلاف في الظالم نفسه في اية فاطر والقول الثاني ان المراد به عصاة الموحدين فانهم ظالمون لانفسهم ولكن ظلم دون ظلم. لا لا يخرج من ولا يخلد في النار فعلى هذا يكون قسم ثالث في تفاضل اهل الايمان. لا يخرج ولا يخلد احسن الله اليك. لا يخرج من الدين ولا يخلد في النار. فعلى هذا يكون قسم ثالث في تفاضل اهل الايمان ورجح هذا القول ابن القيم رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا بيان لهذه المسألة الثانية من مسائل الايمان وهي تفاضل اهل الايمان في الايمان وانه فيه ليسوا على درجة واحدة بل بينهم تفاوت بعضهم ازيد ايمانا من بعض وبعضهم انقص ايمانا من بعض ولهذا ينبغي ان يعلم ان هذه المسألة مسألة تفاضل الايمان مرتبطة بالمسألة التي قبلها وهي زيادة الايمان ونقصانه فان الايمان لما كان كما سبق يزيد وينقص ويقوى ويضعف فيتحصل من ذلك ان اهله متفاضلون فمن زاد ايمانه افضل ممن لم يكن كذلك من زاد ايمانه افضل ممن نقص ايمانه وضعف ولا يسوى بين من اكرمه الله سبحانه وتعالى زيادة الايمان وقوته وبين من ضعف ايمانه ونقص حتى سئل بعض السلف قيل له ايزيد الايمان وينقص قال نعم يزيد حتى يكون امثال الجبال وينقص حتى لا يبقى منه شيء فهل يسوى بين هؤلاء وهؤلاء فالحاصل ان الايمان يزيد وينقص ويترتب على هذه المسألة ان اهله فيه متفاضلون ليسوا على درجة واحدة وهم في تفاضلهم في الجملة على رتب ثلاث جاءت في هذه الاية الكريمة من سورة فاطر قول الله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير. جنات عدن يدخلونها وقوله في هذا السياق جنات عدن يدخلونها هذا عائد على الاقسام الثلاثة ولهذا الصحيح هو ان الظالم لنفسه ليس المراد به الكافر المصنف اشار الى ان المسألة فيها خلاف واوسع من ذكر الخلاف وادلة القولين والجواب عنها وترجيح الراجح الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه طريق الهجرتين انه بسط هذه المسألة بسطا وافيا لا تكتره. مجموعا في موضع اخر ورجح ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى عنه وهو ان الظالم لنفسه ليس المراد به الكافر وانما المراد بالظلم هنا ظلم دون ظلم واوضح ما يدل على ذلك ان الله سبحانه وتعالى لما ذكر هؤلاء الثلاثة السابق بالخيرات والمقتصد والظالم لنفسه ثم ذكر انهم في الجنة قال جنات عدن يدخلونها ذكر ثوابهم عقب ذلك قال والذين كفروا لهم نار جهنم انتهى القسم الاول وهو قسم اهل الايمان عباد الله. لان في صدر الاية قال ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عباده اي نعم عباد الله الذين ليسوا من الكفار بل هم من اهل الايمان اقسام ثلاثة سابق بالخيرات ومقتصد وظالم لنفسه والظالم لنفسه اي ظلمها فيما دون الكفر بالله سبحانه وتعالى فلما ذكر هذه الاقسام الثلاثة ذكر قسيم ذلك وهو الكافر قال والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصفرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولا نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير هنا الظلم ظلم الكفر غير الظلم الذي تقدم في قوله فمنهم ظالم لنفسي الاول ظلم المعصية ظلم المعصية لا يخرج صاحبه من دائرة الدين لا يخرجه من دائرة الدين ولا يكفر به واذا عوقب يوم القيامة لا يخلد في نار جهنم وانما يكون تعذيبه فيها تطهيرا له على قدر ذنوبه ومعاصيه ولهذا الراجح والصحيح في المسألة ان الظالم لنفسه في قوله فمنهم ظالم لنفسه ليس المراد به الكافر الكافر يأتي ذكره بعد ذلك وانما المراد به من ظلم نفسه بالمعاصي التي دون الكفر الله جل وعلا قال جنات عدن يدخلونها اي هؤلاء الثلاثة اما المقرب السابق بالخيرات والمقتصد الذين هم اصحاب اليمين فهذان القسمان يدخلان الجنة دخولا اوليا معنى دخولا اوليا يعني مباشرا لا يسبقه عذاب نسأل الله الكريم من فضله يدخلون الجنة دخولا اوليا اي بدون عذاب ولا ولا حساب دخولا مباشرا لان كلا منهما ادى الواجب وترك المحرم وزاد السابق بالخيرات في في المنافسة في في الرغائب والخيرات ولهذا فان المقتصد هو من فعل الواجب وترك المحرم ومن كان كذلك لم يزد على هذا ولا ينقص كان من اهل الجنة بدون حساب ولا عذاب لان الحساب راجع الى احد امرين اما ترك واجب او فعل محرم الحساب والعذاب راجع الى احد امرين اما ترك واجب او فعل محرم والمقتصد اقتصر على فعل الواجب وترك المحرم لكن لم يزد على ذلك تنافسا في الرغائب والمستحبات فالحاصل ان السابق بالخيرات والمقتصد كلاهما دخولهم للجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب لكن يتفاوتون في منازلهم في جنات النعيم اما الظالم نفسه فانه يدخل الجنة يدخل الجنة ويشمله قول جنات عدن يدخلونها لكن لا يلزم من ذلك ان يكون هذا الدخول دخولا اوليا بل ربما سبقه مرحلة دخول في النار يطهر فيها من هذا الظلم الذي ظلم به نفسه بالمعاصي والذنوب ويلبث فيها مدة على قدر هذه الذنوب يطهر منها ولهذا فان خروج عصاة الموحدين وهم الظالمون لانفسهم بالمعاصي من النار لا يكون دفعة واحدة وانما يكون على اه اه تفاوت كما قال عليه الصلاة والسلام يخرجون ظبائر ظبائر يعني جماعات جماعات دفعات دفعات لا يخرجون كلهم دفعة واحدة لان الذنوب التي وادخلتهم كانت سببا لدخولهم النار ليست على مستوى واحد منهم من ذنوب واقل ومنهم من ذنوب واكثر فلا يكون مكث فيها على على درجة او على قدر واحد فيخرجون ظبائر ظبائر ثم يكون مآلهم الى الى الجنة كما قال الله جنات عدن يدخلونها الحاصل ان هذه الاية الكريمة من سورة من سورة فاطر صريحة في تفاضل اهل الايمان في الايمان فمنهم ظالم لنفسي ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. نعم قال رحمه الله تعالى فاذا كان هذا التفاوت بين اتباع الرسل فكيف تفاوت ما بينهم وبين رسلهم؟ نعم هذا مهم جدا اذا كان هذا التفاوت بين اتباع الرسل منهم سابق بالخيرات ومنهم مقتصد ومنهم ظالم لنفسه. اذا كان هذا التفاوت بينهم في الايمان فكيف التفاوت بين وبين الرسل الذين هم صفوة الخلق وخيار عباد الله ثم الرسل ايضا في انفسهم متفاضلون كما يأتي في الايات التي يسوقها رحمه الله نعم قال رحمه الله تعالى وقد ذكر الله تبارك وتعالى ان الرسل متفاضلون فقال تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منه من كلم الله ورفع بعضهم درجات نعم وقال ولقد فظلنا بعظ النبيين على بعظ. نعم. وقد تقدم تقرير ذلك في وكما اخبر الله تبارك وتعالى عن تفاوتهم في الايمان في دار التكليف كذلك جعل الجنة التي هي دار الثواب اوتت الدرجات مع كون كل منهم فيها؟ نعم الجنة متفاوتة الدرجات مع كون كل كل منهم فيها في الجنة والدرجات في الجنة متفاوتة هذا التفاوت في درجات الجنة عائد الى التفاوت في درجات الايمان. ولهذا قال الله سبحانه ولكل درجات مما عملوا. فهم ليسوا في الجنة على درجة واحدة بل الجنة درجات وبين كل درجة واخرى كما بين السماء والارض كل ما يعني ما بين درجة واخرى كما بين السماء والارض. وقد مر معنا بذلك الخبر نعم قال رحمه الله تعالى فقال في سورة الرحمن ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي الاء ربكما تكذبان ذواتا افنان فباي الاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان فباي الاء ربكما تكذبان فيهما من كل فاكهة زوجان فباي الاء ربكما تكذبان. متكئين على فرش بطائنها من استبرق. وجنى الجنتين دان. فباي بالاء ربكما تكذبان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان. فبأي الاء ربكما تكذبان كانهن الياقوت والمرجان. فباي الاء ربكما تكذبان؟ الى اخر السورة نعم بعدها قال سبحانه وتعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان فبأي الاء ربكما تكذبان؟ ومن دونهما جنة فذكر سبحانه وتعالى اولا جنة المقربين وذكر الصفات لها ثم ذكر جنة اصحاب اليمين وذكر الصفات لها وهذا دليل على ان الجنة جنان وانها درجات متفاوتة وان اهلها فيها بحسب ايمانهم نعم قال رحمه الله تعالى وكذا في سورة الواقعة اخبر بصفة الجنة التي يدخلها السابقون اعظم واعلى من صفات الجنة التي يدخلها اصحاب اليمين وكذلك في سورة المطففين قال تبارك وتعالى ان الابرار لفي نعيم على الارار ينظرون تعرف في وجوههم نظرة النعيم يسقون من رحيق مختوم. ختامه مسك. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون. وغير ذلك من الايات نعم فرق بين شرب الابرار وشرب المقربين فرق بين شرب الابرار شرب المقربين الابرار قال مزاجه يعني مزج واما المقربين فقال يشرب بها المقربون اي خالصا ليس شراب المقربين مثل شراب اصحاب اليمين وهذا فيه الدليل على التفاوت بينهم في نعيم الجنة في شرابها في منازلها في عموم نعيمها نعم قال رحمه الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم جنتان من ذهب انيتهما وما فيهما وجنتان من طهانيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين ان ينظروا الى ربهم الا رداء الكبرياء على وجهه في جنة مم واهل الجنة متفاوتون في الدرجات حتى انهم يتراءون اهل عليين يرون غرفهم من فوقهم كما يرى الكوكب في الافق الشرقي او الغربي نعم كما آآ صح بذلك الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف كما ترون الكوكب الدري في السماء فظلم بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الانبياء لا يبلغها غيرهم قال لا بل رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين نعم قال رحمه الله تعالى ومتفاوتون في الازواج ومتفاوتون في الفواكه من المطعوم والمشروب. ومتفاوتون في الفرش والملبوسات ومتفاوتون في الملك ومتفاوتون في الحسن والجمال والنور. ومتفاوتون في قربهم من الله عز وجل. ومتفاوتون في بتكثير زيارتهم اياه ومتفاوتون في مقاعدهم يوم المزيد ومتفاوتون تفاوتا لا يعلمه الا الله عز وجل وقد قدمنا احاديث الشفاعة وفيها ان عصاة الموحدين الذين تمسهم النار بقدر ذنوبهم متفاوتون تفاوتا بعيدا متفاوتون في مقدار ما تأخذه منهم فمنهم من تأخذه النار الى كعبيه ومنهم من تأخذه الى انصاف ساقيه ومنهم من تأخذه الى ركبتيه ومنهم من تأخذه الى حقويه ومنهم من تأخذه كله الا مواضع السجود وكذلك يتفاوتون في مقدار لبسهم فيها وسرعة خروجهم منها. لانهم متفاوتون في الايمان والتوحيد. الذي بسببه الذي بسببه يخرجون منها ولولاه لكانوا مع الكافرين خالدين مخلدين ابدا فيقال للشفعاء اخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من ايمان ثم من كان في قلبه نصف دينار من ايمان ثم من كان في بقلبه وزن برة من ايمان ثم من كان في قلبه ذرة من ايمان ثم من كان في قلبه ادنى ادنى ادنى من مثقال بذرة من ايمان فاين هذا ممن الايمان في قلبه مثل الجبل العظيم؟ نعم يعني كما آآ يوضح الشيخ رحمة الله عليه التفاضل الذي في الجنة بين المقربين انفسهم ثم بين المقربين واصحاب اليمين ثم التفاضل بين اه اصحاب اليمين انفسهم هي درجات متفاوتة في الجنة ايضا اذا نظرنا من جهة اخرى الى الظالم نفسه. ومن اوجب ظلمه لنفسه دخول النار فهم في الايمان الذي معهم وبسبب يكون الخروج من النار على دفعات ليسوا فيه على درجة واحدة بل بينهم فيه تفاوت ولهذا خروج من الايمان على حسب الايمان وقوته اخرجوا من نار من كان في قلبه كذا من كان في قلبه كذا من كان في قلبه كذا على دفعات بحسب حظهم من الايمان ولهذا فان الايمان الكامل ينجي من الدخول والايمان الناقص ينجي من الخلود نعم قال رحمه الله تعالى فاين هذا ممن الايمان في قلبه مثل الجبل العظيم؟ واينما النوره على الصراط كالشمس ممن نوره وعلى ابهام قدمه ينونص تارة ينونص اي يضيء تارة. اضاءة ضعيفة اضاءة قليلة نعم ينونص تارة ويطفأ اخرى افنجعل المسلمين كالمجرمين؟ ما لكم كيف تحكمون وفي الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين انا نائم رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص يجره قالوا فما اولته يا رسول الله؟ قال الدين وقال ابن ابي مليكة ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه. ما منهم احد يقول انه على ايمان جبريل وميكائيل نعم هذا من كمال ايمانهم من كمال ايمانهم لان المؤمنين الكمل قد جمعوا بين الاحسان في العمل والمخافة والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة اي خائفة نعم قال رحمه الله تعالى ذكره البخاري تعليقا مجزوما به وقال النبي صلى الله عليه وسلم ملئ عمار ايمانا الى مشاشه وقال صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه ذلك اضعف الايمان وذلك اضعف الايمان هذا دليل على ان اهل الايمان في الايمان متفاوتون منهم من الايمان اضعف من غيره نعم قال ورحمه الله تعالى وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو وزن ايمان ابي بكر بايمان اهل الارض لرجح وقرأ الفضيل بن عياض رحمه الله وقرأ الفضيل هذا نقل مطول في ربما ثلاث صفحات عن الفضيل ابن عياض احد علماء التابعين والنقل بتمامه في السنة لعبد الله ابن الامام احمد نعم وسيأتي اه في خاتمة النقل اه كتب المصنف انتهى ونقل مطول عن الفضيل ابن عياض نعم. قال رحمه الله تعالى وقرأ الفضيل ابن عياض رحمه الله اول الانفال حتى بلغ اولئك لهم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم. قال حين فرغ ان هذه الاية تخبرك ان اهل ان ايمان قول وعمل وان المؤمن اذا كان مؤمنا حقا فهو من اهل الجنة فمن لم يشهد فمن لم يشهد ان المؤمن حقا من اهل الجنة فهو شاك في كتاب الله مكذب او جاهل لا يعلم فمن كان على هذه الصفة فهو مؤمن حقا مستكمل الايمان ولا يستكمل الايمان الا بالعمل ولا يستكمل عبد الايمان ولا يكون مؤمنا حقا حتى يؤثر دينه على شهوته. ولن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه. يا سفيه ما اجهلك لا ترضى ان قول انا مؤمن حتى تقول انا مؤمن حقا مستكمل الايمان. والله لا تكون مؤمنا حقا مستكملا الايمان حتى تؤدي ما افترض الله عليه وتجتنب ما حرم الله عليك وترضى بما قسمه الله لك ثم تخاف مع هذا الا يقبل الا يقبل الله منك ووصف فضيل الايمان بانه قول وعمل وقرأ وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة قد سمى الله تعالى دين القيمة بالقول والعمل فالقول الاقرار بالتوحيد والشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم والعمل اداء الفرائض واجتناب المحارم. وقرأ واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا كان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا. وقال شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فالدين والتصديق بالعمل كما وصفه الله تعالى وكما امر به انبيائه ورسله باقامته. وكما امر انبيائه بدون به احسن الله اليكم وكما امر انبيائه ورسله باقامته والتفرق فيه ترك العمل والتفريق بين القول والعمل. قال الله تبارك وتعالى ان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين. فالتوبة من الشرك جعلها الله تعالى قولا وعملا باقامة الصلاة وايتاء الزكاة وقال اصحاب الرأي ليس ليس الصلاة ولا الزكاة ولا شيء من الفرائض من الايمان افتراء على الله وخلافا لكتابه وسنة نبيه ولو كان القول كما يقولون لم يقاتل ابو بكر رضي الله عنه اهل الردة وقال فضيل يقول اهل البدع الايمان الاقرار بلا عمل والايمان واحد وانما يتفاضل الناس بالاعمال ولا يتفاضلون بالايمان قال فمن قال نعم والاعمال عندهم ليست من الايمان. نعم قال فمن قال ذلك؟ ابشر الى المرجئة. نعم احسن الله اليكم. قال فمن قال ذلك فقد خالف الاثر ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله بان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وسبعون شعبة افضلها لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان مم وتفسير من يقول الايمان لا يتفاضل يقول ان فرائض الله ليست من الايمان فميز فميز اهل البدع عمل من الايمان وقالوا ان فرائض الله ليست من الايمان. ومن قال ذلك فقد اعظم الفريه. اخاف ان يكون جاحدا للفرائض رادا على الله امران ويقول اهل السنة ان الله تعالى قرر العمل بالايمان وان فرائض الله من الايمان قال تعالى والذين امنوا وعملوا الصالحات فهذا موصول العمل بالايمان. ويقول اهل الارجاء لا ولكنه مقطوع غير موصول. نعم يعني آآ يقتضي المغايرة ان العمل غير آآ الايمان والعطف هنا هو من عطف الخاص على اه العام امنوا هذا عام والعمل الصالح من الايمان وكثيرا ما يعطى في الخاص على العام قل من كان من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال. عطف جبريل وميكال على الملائكة وهم منهم حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى عطف الصلاة الوسطى على الصلوات وهي منها من الصلوات ليست غيرها نعم قال رحمه الله تعالى وقال اهل السنة قال الله تعالى ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن. فهذا موصول اهل الارجاء يقولون بل هو مقطوع. وقال اهل السنة قال الله تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فهذا موصول وكل شيء في القرآن من اشباه هذا فاهل السنة يقولون هو موصول المجتمع. واهل الارجاء يقولون بل هو مقطوع متفرع هؤلاء الذين يقولون مقطوع متفرق في الامن وعملوا الصالحات ماذا يقولون في الايات التي عطف فيها العمل على العمل يعني هذا قولهم في الايات التي عطف فيها العمل على الايمان فماذا يقولون في الايات التي عطف فيها العمل على العمل؟ ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واقاموا الصلاة واتوا الزكاة عطف العمل الذي هو اقام الصلاة وايتاء الزكاة على العمل اللي هو الاعمال الصالحة وهو منها داخل فيها. فهل يقولون ايضا مقطوع بناء على ما يفهمونه من العطف وانه يقتضي القطع؟ نعم قال ولو كان الامر كما يقولون كان من عصى وارتكب المعاصي والمحارم لم يكن عليه سبيل فكان اقراره يكفيه من العمل. فما اسوأ هذا من قول واقبحه فان لله وانا اليه راجعون وقال فضيل اصل الايمان عندنا وفرعه بعد الشهادة لله بالتوحيد والشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالبلاغ وبعد اداء الفرائض صدق الحديث وحفظ الامانة وترك الخيانة والوفاء بالعهد وصلة الرحم. والنصيحة لجميع المسلمين والرحمة للناس عامة قيل له يعني فضيلا هذا من رأيك تقوله او سمعته؟ قال بل سمعناه وتعلمناه ولو لم اخذه من اهل الفقه والفضل لم اتكلم به وقال فضيل يقول اهل الارجاء الايمان قول بلا عمل. ويقول الجهمية الايمان المعرفة بلا قول ولا عمل. ويقول اهل السنة الايمان المعرفة والقول والعمل. فمن قال الايمان قول وعمل فقد اخذ بالتوثقة. ومن قال الايمان قول بلا عمل فقد خاطر لانه لا يدري ايقيل ايقبل احسن الله اليك. فانه لا يدري ايقبل اقراره او يرد عليه بذنوبه. وقال يعني فضيلا قد بينت لك الا ان تكون اعمى وقال فضيل لو قال لي رجل مؤمن انت ما كلمته ما عشت. وقال اذا قلت امنت بالله فهو يجزيك من ان تقول انا مؤمن واذا قلت انا مؤمن لا يجزيك من ان تقول امنت بالله لان امنت بالله امر. قال الله تعالى قولوا امنا بالله. الايات وقولك انا مؤمن تكلف لا يضرك الا تقوله ولا بأس ان قلته على وجه الاقرار واكرهه على وجه التزكية وقال فضيل سمعت الثوري يقول من صلى الى وجه الاقرار اي على المعنى الذي دل عليه امنت بالله يعني مقر باصل الايمان انا مؤمن من اي مقر بالاصل؟ لا ليس المراد التزكية للنفس بتكميل آآ الايمان ولهذا اه اكرر اهل السنة في مثل ذلك ان ان يظاف اليها ما يدل على عدم الجزم او التزكية للنفس انا مؤمن ارجو او انا مؤمن ان شاء الله ونحو ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى وقال فضيل سمعت الثوري يقول من صلى الى هذه القبلة فهو عندنا مؤمن والناس عندنا مؤمنون بالاقرار في والمناكحة والحدود والذبائح والنسك. ولهم ذنوب وخطايا الله حسبهم ان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم. لا ندري ما لهم عند الله عز وجل وقال فضيل سمعت المغيرة الضبية يقول من شك في دينه فهو كافر وانا مؤمن ان شاء الله قال فضيل الاستثناء ليس بشك. نعم الاستثناء اي في الايمان ليس بشك. يعني من يقول انا مؤمن ان شاء الله ليس شكا في اصل آآ ايمانه واصل دينه وانما يستثني لانه آآ لا يجزم انه كمل الايمان وتممه. نعم. قال رحمه الله تعالى وقال فضيل المرجئة لما سمعوا حديثا فيه تخويف قالوا هذا تهديد وان المؤمن يخاف تهديد الله وتحذيره وتخويفه ووعيده ويرجو وعده. وان منافقة لا يخاف تهديد الله ولا تحذيره ولا تخويفه ولا وعيده. ولا يرجو وعده فقال فضيل رحمه الله الاعمال تحبط الاعمال والاعمال تحول تحول دون الاعمال قال عبدالله قال ابي اخبرت عن فضيل عن ليث عن مجاهد في قول الله عز الله ابن الامام احمد. نعم احسن الله اليك قال عبدالله قال ابي اخبرت عن فضيل عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. قال الفقه والعلم انتهى كلامه من كتاب السنة نعم. وفيه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال القلوب اربعة. قلب اجرد كأنما كأنما فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب اغلف فذلك قلب الكافر وقلب مصفح قلب المنافق وقلب فيه ايمان ونفاق ومثل الايمان فيه كمثل شجرة يسقيها ماء طيب ومثل النفاق فيه كمثل قرحة يمدها قيح ودم فايما فايهما غلب عليه غلبة انتهى كلامه وهذا الموقوف انتهى كلامه اي الفضيل ابن عياض لان النقل المطول عن الفضيل ينتهي بهذا الاثر الموقوف على حذيفة ابن اليمان نعم قال وهذا الموقوف قد روي مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم باسناد جيد حسن فقال الامام احمد رحمه الله تعالى حدثنا ابو النظر قال حدثنا ابو معاوية قال حدثنا الشيبان عن ليث عن عمرو بن مرة عن ابي البحر عن ابي البختري عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القلوب اربعة قلب اجرد فيه مثل السراج فيه مثل مثل السراج يزهر وقلب اغلف مربوط على غلافه وقلب منكوس وقلب مصفح ومصفح فاما القلب الاجرد فقلب المؤمن سراجه فيه نوره. واما القلب الاغلف فقلب الكافر. واما القلب المنكوس فقلب المنافق عرفة ثم انكر واما القلب المصفح فقلب فيه ايمان ونفاق. ومثل الايمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب مثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها الدم والقيح. فاي المادتين غلبت على الاخرى غلبت عليه والايات والاحاديث واثار الصحابة والتابعين في هذا الباب اكثر من ان تحصر واشهر من ان تذكر. نعم هنا ذكر الشيخ ان ان الخبر صح مرفوعا باسناد جيد لكن وساق الاسناد من مسند الامام احمد والاسناد فيه ليث ابن ابي سليم وهو ضعيف لاختلاطه وهو ايضا مدلس وقد عنن وفي ايضا انقطاع بين ابي البختري وابي ابي سعيد الخدري رضي الله عنه نعم قال رحمه الله تعالى والمقصود بيان بيان بان الناس متفاوتون في الدين بتفاوت الايمان في قلوبهم متفاضلون فيه بحسب ذلك فافضلهم واعلاهم اولو العزم من وادناهم المخلطون من اهل التوحيد وبين ذلك مراتب ودرجات لا يحيط بها الا الله عز وجل الذي خلقهم ورزقهم وكما يتفاوتون في مبلغ الايمان من قلوبهم يتفاوتون في اعمال الايمان الظاهرة بل والله يتفاوتون في عمل واحد يعمله كلهم في ان واحد وفي مكان واحد فان الجماعة في الصلاة صافون كلهم في رأي العين مستوون في القيام الركوع والسجود والخفظ والرفع والتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل والتلاوة وسائر الاذكار والحركات والسكنات في مسجد واحد ووقت واحد وخلف امام واحد وبينهم من التفاوت والتفاضل ما لا يحصى. فهذا قرة عينه في الصلاة يود اطالتها ما دام عمره واخر يرى نفسه في اضيق سجن يود انقضائها في اسرع من طرفة عين او يود الخروج منها بل يتندم على الدخول فيها وهذا يعبد الله على وجه الحضور والمراقبة كأنه يشاهده. واخر قلبه في الفلوات قد تشعبت به الضيعات وتفرقت به الطرقات حتى ان يدري ما يقول ولا ما يفعل ولا كم صلى وهذا ترفع صلاته تتوهج بالنور حتى تخترق السماوات الى عرش الرحمن عز وجل. وهذا وهذا تخرج مظلمة في ظلمة قلبه فتغلق ابواب السماء دونها فتلف كما يلف الثوب الخالق فيضرب بها وجه صاحبها وهذا يكتب له اضعافها واضعاف مضاعفة وهذا يخرج منها وما كتب له الا نصفها الا ربعها الا ثمنها الا عشرها وهذا يحضرها صورة ولم يكتب له منها شيء. وهذا منافق يأتيها رياء الناس. ولا يؤمن بالله واليوم الاخر هذا والناظر اليهم يراهم مستويين في فعلها ولو كشف له الحجاب لرأى من الفرقان ما لا يقدر قدره الا الله الرقيب على كل نفس بما كسبت الذي احاط بكل شيء علما لا تخفى عليه خافية وكذلك الجهاد ترى الامة من الناس يخرجون فيه مع امام واحد ويقاتلون عدوا واحدا على دين واحد متساوين في القوى والعدد فهذا يقاتل حمية وعصبية وهذا يقاتل رياء وسمعة لتعلم شجاعته ويرى مكانه وهذا يقاتل للمغنم ليس له هم غيره. وهذا يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وذا هو المجاهد في سبيل الله لا لغيره وهذا هو الذي يكتب له بكل حركة او سكون او نصب او مخمصة عمل صالح وهكذا الزكاة والصوم والحج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وجميع اعمال الايمان الناس فيها على هذا التفاوت التفاضل بحسب ما وقر في قلوبهم من العلم واليقين وعلى ذلك يموتون وعليه يبعثون وعلى قدره يقفون في عرق الموقف وعلى ذلك الوزن والصحف وعلى ذلك تقسم الانوار على الصراط وبحسب ذلك يمرون عليه ومن يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه وبذلك يتسابقون في وبذلك يتسابقون في دخول الجنة وعلى حسبه رفع درجاتهم. وبقدره تكون مقاعدهم من ربهم تبارك وتعالى في يوم زيد وبمقدار ذلك ممالكهم فيها ونعيمهم. والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم. نعم هذان مثالان يعني واضحان في هذا التفاوت العظيم بين اهل الايمان. المثال الاول في الصلاة على ما شرح. وبين من احوال الناس في الصلاة والتفاوت العظيم بينهم مع ان الصورة والهيئة في ما يظهر واحدة لكن بينهم من التفاوت كما بين السماء والارض ومثل الجهاد الجهاد قد يشترك يعني جماعة في قتالا الكفار لكن بينهم من التفاوت الشيء العظيم هذا يقاتل حمية وهذا يقاتل وسمعة وذاك يقاتل للمغنم. واخر لا يقاتل الا لتكون كلمة الله. هي العليا وهو الذي في سبيل الله. وقل مثل ذلك في سائر اعمال الدين فان الناس يتفاوتون فيها تفاوتا عظيما. الحاصل ان اهل الايمان متفاضلون في ايمانهم وليسوا فيه درجة على درجة واحدة. نسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يزيدنا اجمعين ايمانا وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا