نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى قال امام الائمة ابو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد بعد سرده احاديث الشفاعة باسانيدها قال قد روينا اخبارا عن النبي صلى الله عليه وسلم يحسب كثير من اهل الجهل والعناد انها خلاف هذه الاخبار التي ذكرناها مع كثرتها وعدالة ناقليها في الشفاعة وفي اخراج بعض اهل التوحيد من النار بعدما دخلوها بذنوبهم وخطاياهم وليست بخلاف تلك الاخبار عندنا بحمد الله ونعمته واهل الجهل الذين ذكرتهم في هذا الفصل صنفان صنف منهم من الخوارج والمعتزلة انكرت اخراج احد من النار ممن يدخل النار وانكرت هذه الاخبار التي ذكرناها في الشفاعة الصنف الثاني الغالية من المرجئة التي تزعم ان النار حرمت على من قال لا اله الا الله تتأول هذه الاخبار التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللفظة على خلاف تأويلها فاول ما نبدأ بذكر الاخبار باسانيدها والفاظ متونها ثم نبين معانيها بعون الله ومشيئته ونشرح ونوضح انها ليست بمخالفة للاخبار التي ذكرناها في الشفاعة وفي اخراج من قضى الله اخراجهم من اهل التوحيد من النار ثم ساق منها حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اني لاعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه فيموت فيموت على ذلك الا حرم على النار. لا اله الا الله وحديث عتبان بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يوافي عبد يوم القيامة وهو يقول لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله الا حرم الله على النار وفي رواية فان الله قد حرم على النار ان تأكل من قال لا اله الا الله وحديث عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يشهد ان لا اله الا الله دخل الجنة وحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صادقا من قلبه دخل الجنة وحديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لقي الله يشهد ان لا اله الا الله الله وان محمدا رسول الله دخل الجنة وفي رواية حرمه الله على النار وحديث جابر وحديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه فقال اذهب فنادي في الناس ان من شهد ان لا اله الا الله موقنا او مخلصا دخل الجنة وحديث انس بن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله ما تركت من حاجة ولا داجة الا اتيت عليها قال اوتشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله؟ قال نعم قال فان هذا يأتي على ذلك كله وحديث عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امره ان يؤذي ان يؤذن الناس ان من يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له مخلصا فله الجنة قال عمر يا رسول الله اذا يتكل قال فدعهم وحديث عبد الله بن سلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وجبت له الجنة وحديث ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل من مات من امتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ولم يدخل النار قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق وحديث ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ ولمن خاف مقام ربه جنتان قلت وان زنا وان سرق يا رسول الله قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن خاف مقام ربه جنتان قلت فإن زنا وان سرق قلت فان زنا وان سرق يا رسول الله قال ولمن خاف مقام ربه جنتان قلت يا رسول الله وان زنا وسرق؟ يا رسول الله قال ولمن خاف مقام ربه جنتان قلت يا رسول الله وان زنا وسرق قال ولمن خاف مقام ربه جنتان وان زنا وسرق. ورغم انف ابي الدرداء فلا ازال اقرأها كذلك حتى القاه وحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة وانا اقول اخرى قال من مات وهو يجعل لله ندا دخل النار؟ قال واقول من مات وهو لا يجعل لله ندا دخل الجنة قال ابو بكر رحمه الله قد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى بعد ان ساق فيما سبق احاديث الشفاعة والاحاديث الدالة على اخراج عصاة الموحدين من النار وبين ايضا فيما سبق حكم عصاة الموحدين كان ذلك البيان في ضوء آآ النصوص والاحاديث التي ساقها رحمه الله تعالى فبعد ام بين ذلك عقد هذا الفصل في نقل مطول نقله عن الامام ابن خزيمة رحمه الله في كتابه التوحيد في بيان ان احاديث الشفاعة واحاديث اخراج عصاة الموحدين من النار لا تعارضوا احاديثا اخرى فيها وعد اهل التوحيد بالنجاة وفي بعضها انهم لا يدخلون النار وان الله سبحانه وتعالى حرم على النار من قال لا اله الا الله وهذه الاحاديث وان كان ظاهرها لاول وهلة عندما يتأمل المتأمل متعارضة الا انها لا تعارض بينها بل كل ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام حق وليس بينه تعارض احاديث الشفاعة واخراج عصاة الموحدين من النار لها باب ومعنى دلت عليه وهذه الاحاديث ايضا لها باب ومعنى دلت عليه فهذا حق وهذا حق وهذا محمول على معنى وهذا محمول على معنى لا يعارض الاول. بل يوافقه ولهذا نبه المصنف رحمه الله تعالى ان هذا الباب ظل فيه طائفتان طائفة الخوارج والطائفة الاخرى غلاة المرجئة الخوارج مصيبتهم في هذا الباب انهم اخذوا اه اخذوا احاديث الوعيد والتهديد واهملوا احاديث الوعد والرجاء وعلى الضد من ذلك تماما غلاة المرجئة اخذوا احاديث فالوعد والرجاء واهملوا احاديث الوعيد والتهديد فخرج اولئك بعقيدة باطلة وخرج هؤلاء بعقيدة باطلة والحق في اعمال النصوص كلها والايمان بها جميعها وفهمها فهما صحيحا سويا في ضوء فهم السلف الصالح رحمهم الله تعالى ولا تتحقق السلامة في فهم المعنى الا بجمع النصوص والتوفيق بينها اما من يأخذ طرفا ويهمل طرفا فهذا ولا بد سيقع في خطأ اما من جهة الغلو او من جهة الجفاء ومن يعمل النصوص كلها ويؤمن بها ويعمل على التوفيق بينها وفهمها فهما صحيحا فانه يقف على كبد الحقيقة وعين الصواب باذن الله سبحانه وتعالى ويسلم من الخطأ والمصنف رحمه الله ساق فيما سمعنا الان جملة من الاحاديث العظيمة فيها الوعد وفيها الرجاء وفيها ثواب الموحدين عند الله وثواب اهل لا اله الا الله ومن ذلك تحريم النار على من قال لا اله الا الله فهل يعارض هذا ما جاء من الاحاديث التي فيها ان عصاة الموحدين يدخلون النار وانه يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه مثقال ذرة من ايمان والمصنف رحمه الله نقل عن الامام ابن خزيمة هذه الاحاديث ثم نقل توفيق الامام ابن خزيمة رحمه الله تعالى بينها نعم قال رحمه الله تعالى قال ابو بكر قد كنت امليت اكثر هذا الباب من كتاب الايمان وبينت في ذلك الموضع معنى هذه الاخبار وان معناها ليس كما يتوهمه المرجئة. معناها ليس كما يتوهمه المرجئة المرجئة مشكلتهم في هذا الباب انهم اخذوا معنى من هذه الاحاديث واهملوا احاديث كثيرة جدا فيها الوعيد لا يلتفتون اليها ولا ينظرون الى ما دلت عليه فمثلا آآ يعملون من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنا وان سرق ويهملون قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن يهملون هذا الحديث ولا يعملونه والخوارج على الظد من هؤلاء يعملون هذا الحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ويهملون حديث ابي ذر من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنا وان سرق والحديثان كلاهما حق وليس بينهما تعارض ومعناهما بين معروف عند اهل العلم لا تعارض بينهم لكن الخطأ يقع فيه المرء عندما يهمل طرفا ويعمل اخر. نعم قال رحمه الله تعالى وبيقين يعلم كل عالم من اهل الاسلام ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد بهذه الاخبار ان ان من قال لا اله الا الله او زاد معها شهادة ان محمدا رسول الله ولم يؤمن باحد من الانبياء غير محمد صلى الله عليه وسلم ولا امن بشيء من كتاب الله عز وجل ولا بجنة ولا نار ولا بعث ولا حساب انه من اهل الجنة لا يعذب بالنار ولان جاز للمرجئة الاحتجاج بهذه الاخبار وان كانت هذه الاخبار ظاهرها خلاف اصلهم وخلاف كتاب الله عز وجل وخلاف سنن النبي صلى الله عليه وسلم لجاز للجهمية الاحتجاج باخبار رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا تؤولت على ظاهرها استحق الجنة من يعلم ان الله ربه وان محمدا نبيه وان لم ينطق بذلك لسانه ولا يزال يسمع اهل الجهل والعناد ولا يزال يسمع اهل الجهل والعناد يحتجون باخبار مختصرة غير متقصات وباخبار مجملة غير مفصلة لا يفهمون اصول العلم فيستدلون بالمتقصي من الاخبار على مختصرها وبالمفسر منها على مجملها. نعم يعني هو ينبه وجه الخلل عند هؤلاء وعند هؤلاء وان سبب الفساد سبب فساد هؤلاء وسبب ايضا فساد هؤلاء ان اه ان هؤلاء اعملوا طرفا من الاحاديث واولئك ايضا لم يعملوا طرفا من الاحاديث فوقع الخلل من جهة ذلك لم يعملوا طرفا من اه جهة اه اخرى فهنا ينبه رحمه الله ان الزلل الذي عند المرجئة من جهة اعمالهم لاحاديث الوعد واهمالهم لاحاديث الوعيد والزلل الذي عند الاخرين من جهة من الجهة نفسها اعمال لطرف اخر من الاحاديث واهمال للطرف الاخر ولهذا يقول رحمه الله تعالى اه يقول اه ولا يزال يسمع اهل الجهل والعناد يحتجون باخبار مختصرة غير متقصة وباخبار مجملة غير مفصلة. لا يفهمون اصول العلم فيستدلون بالمتقصي من الاخبار على مختصرها وبالمفسر منها على مجملها يعني هذا سبب الزلل عند هؤلاء اعمال جانب من احاديث واهمال جانب اخر يفسره ويبينه نعم قال رحمه الله تعالى قد ثبتت الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظة لو حملت على ظاهرها كما حملت المرجئة الاخبار التي ذكرناها في شهادة ان لا اله الا الله على ظاهرها لكان العالم بقلبه ان لا اله الا الله مستحقا للجنة وان لم يقر بذلك بلسانه ولا اقر بشيء مما امر الله تعالى بالاقرار به ولا امن بقلبه بشيء مما امر الله بالايمان به ولا عمل بجوارحه شيئا امر الله به. ولا انزجر عن شيء حرمه الله من سفك دماء المسلمين وسبي ضراريهم واخذ اموالهم واستحلال حرمهم فاسمع الخبر الذي ذكرت انه غير جائز نعم وهذا لا يقوله عالم. يعني الان يشير مثلا الى الى الحديث من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنا وان سرق يقول لو ان انسانا اخذ هذا الحديث واكتفى بظاهر الحديث من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنا وان سرق ولم يعمل بشرع الله سبحانه وتعالى لا لا لا انكفافا عن محظورات ولا قياما بفرائظ ولا واجبات وايضا لم يعمل باصول الايمان الاخرى وعقائد الدين العظيمة التي عليها قيام دين الله اخذا بظاهر من قال لا اله الا الله دخل الجنة وانها وحدها تكفي في النجاة وان لم يعمل بمقتضاها لكن المعنى عند اهل العلم ان من قال لا اله الا الله اي ادى حقها وفرضها ادى حقها وفرضها لا ان يقولها قولا مجردا دون ان يؤدي حق هذه الكلمة وفرضها والمنافقون في الدرك الاسفل من النار وهم يقولون لا اله الا الله ظاهرا لكن لا يؤدون حق هذه الكلمة ولا يؤدون فرضها ولهذا سبق عند المصنف رحمه الله تعالى انه ذكر شروط القبول لا اله الا الله وانها لا تكون مقبولة الا بالاتيان بشروطها وضوابطها وقيودها التي جاءت في الكتاب والسنة نعم قال رحمه الله تعالى فاسمع الخبر الذي ذكرت انه غير جائز ان يحمل على ظاهره كما حملت المرجئة الاخبار التي ذكرناها على ظاهرها ثم ذكر حديث عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة وحديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من علم ان الله ربه واني نبيه صادقا من قلبه واومأ بيده الى فلذة صدره حرم الله لحمه على النار وحديث معاذ رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات وهو يوقن بقلبه ان الله حق وان ان الساعة قائمة وان الله يبعث من في القبور. قال ابن سيرين اما دخل الجنة واما قال نجا من النار كيف جاز للجهمي الاحتجاج بهذه الاخبار ان المرء يستحق الجنة بتصديق القلب الا اله الا الله وبان الله حق وان الساعة اتى قائمة وان الله يبعث من في القبور ويترك الاستدلال بما سنس ويترك الاستدلال بما سنبينه بعد ان شاء الله تعالى من معنى هذه الاخبار لم يؤمن ان يحتج جاهل لم يعرف دين الله ولا احكام الاسلام بخبر عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم من علم ان الصلاة عليه حق واجب دخل الجنة فيدعي ان جميع الايمان هو العلم بان الصلاة عليه حق واجب. وان لم يقر بلسانه مما مما امر الله بالاقرار به ولا صدق بقلبه بشيء مما امر الله بالتصديق به ولا اطاع في شيء مما امر الله به ولا انزجر عن شيء حرمه الله اذ النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر ان من علم ان الصلاة عليه حق واجب دخل الجنة كما اخبر ان من شهد ان لا اله الا الله دخل الجنة ثم ذكر حديث عثمان بسنده. قال ابو بكر رحمه الله فان جاز الاحتجاج بمثل هذا الخبر المختصر في الايمان واستحقاق المرء به الجنة وترك الاستدلال بالاخبار المفسرة المتقصات لم يؤمن او لم يؤمن ان يحتج جاهل معاند فيقول بل الايمان اقام صلاة الفجر وصلاة العصر وان مصليها يستوجب الجنة اتى ويعاذ من النار وان لم يأتي بالتصديق ولا بالاقرار مما امر ان بما امر ان يصدق به ويقر به ولا يعمل بشيء من الطاعات التي فرض الله على عباده ولا انزجر عن شيء من المعاصي التي حرمها الله؟ نعم يعني يقصد انه يحتج فقط بحديث معين على معنى معين ويهمل الاحاديث الاخرى. وان هذا هو سبب الفساد عند عامة الطوائف التي ذلت في هذا الباب. نعم قال رحمه الله ويحتج بخبر عمار ابن رويبة فذكره باسناده الى عمار ابن رويبة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها حرمه الله على النار. هل معنى هذا ويترك الدين كله فقط يؤدي هذه الصلاة من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ولا يفعل شيء اخر هذا لا يفهمه عاقل نعم فقال رجل من اهل البصرة وانا سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابو بكر رحمه الله قد امليت طرق هذا الخبر في كتاب المختصر من كتاب الصلاة مع اخبار النبي صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله وكل عالم يعلم دين الله واحكامه يعلم الصبح فهو في ذمة الله هل المعنى انه يصلي الصبح فقط ويترك فرائض الدين وبقية الصلوات ويقول من صلى الصبح فهو في ذمة الله ثم لا يؤدي الفرائض ولا يقوم بالواجبات ولا يقوم ليس هذا هو المراد يعني وانما من يكون منه مثل هذا الفهم اوتي من سوء فهمه. واخذه بطرف من النصوص واهمال ما يقابلها او يبينها ويفسرها من النصوص الاخرى. نعم قال رحمه الله تعالى وكل عالم يعلم دين الله واحكامه يعلم ان هاتين الصلاتين لا توجبان الجنة مع ارتكاب جميع معاصي انها انما رويت في فضائل هذه الاعمال وانما رويت اخبار النبي صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله دخل الجنة فضيلة لهذا القول لا ان هذا القول كل الايمان. هذا كلام عظيم جدا انتبه له انتبه له يقول هذه احاديث دلت على فضائل معينة اما مثلا للصلاة مثل من صلى الفجر فهو في ذمة الله واما فضائل لكلمة التوحيد لا اله الا الله فهي دالة على فضائل فيستفاد من هذه الاحاديث هذه الفضائل العظيمة التي دلت عليها هذه الاحاديث. لان الايمان كله هو هذا الذي جاء في هذا الحديث فقط الايمان جاء شرحه في احاديث كثيرة ونصوص عديدة وله شعب وامور الايمان منها اصول ومنها واجبات ومنها مستحبات وكلها جاءت مفصلة في نصوص كثيرة كما جاء في هذا الحديث يدل على فظيلة لا على الايمان كله هذه كلمة عظيمة جدا يقول من قال لا اله الا الله فيها فضيلة لهذا القول لان هذا القول كل الايمان. لان هذا القول كل الايمان نعم قال رحمه الله تعالى قلت للا اله الا الله لوازم ومقتضيات وشروط مقيد دخول الجنة بالتزام قائلها لجميعها اه واستكماله اياها كما قدمنا بسطه ولله الحمد. القائل قلته هو المصنف الشيخ حافظ رحمه الله تعالى نبه هذا تنبيه في اثناء نقله المطول ولا يزال النقل مستمرا عن الامام بن خزيمة رحمه الله فيقول كنت للا اله الا الله لوازم ومقتضيات والشروط مقيد دخول الجنة بالتزامها. اذا اذا قرأنا من قال لا اله الا الله دخل الجنة. هذا يدل على فظيلة عظيمة لا اله الا الله وهذه الفظيلة جاءت نصوص اخرى تبين وجه استحقاق المرء لهذه الفضيلة اذا عرفنا ان ممن يقول لا اله الا الله من هو منافق من اهل الدرك الاسفل من النار يقولها بلسانه فقط فلم تنفعه يفيدنا ذلك انها انما تنفع قائلها ليس بمجرد القول بل بالاتيان بشروطها وضوابطها وقيودها في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام والشيخ رحمه الله بسط هذه الظوابط والقيود بسطا وافيا جدا نافعا مع ذكر الادلة فيما سبق كما اشار عند شرحه ابياته التي قال فيها وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت فانه لا ينتفع قائلها النطق الا حيث يستكملها العلم واليقين والقبول والانقياد فادري ما اقول والصدق والاخلاص والمحبة وفقك الله لما احبه. فعند هذه الابيات رحمه الله ذكر اه الادلة آآ الدالة على ان لا اله الا الله انما تكون نافعة قائلها باتيانه بضوابطها وقيودها التي في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله تعالى قال رحمه الله ولئن جاز لجاهل ان يقول ان شهادة ان لا اله الا الله جميع الايمان. اذ النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان قائلها يستوجب الجنة ويعاذ من النار لم يؤمن ان يدعي جاهل معاند ايضا ان جميع الايمان القتال في سبيل الله فواق ناقة فيحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم من قاتل في سبيل الله فواق ناقة دخل الجنة دخل الجنة كاحتجاج المرجئة بقول النبي صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله دخل الجنة. نعم هو يأتي بنظائر يبين سوء والفهم عند هؤلاء يبين سوء الفهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله دخل الجنة اي ان آآ ان هؤلاء اوتوا في سوء فهمهم انهم اخذوا بطرف من الاحاديث مهملين احاديث كثيرة تبينه وتوضحه نعم قال رحمه الله تعالى ويقول معاند اخر جاهل ان الايمان بكماله المشي في سبيل الله حتى تغبر قدمه ما الماشي ويحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار. نعم يعني ولا يفعل شيء بعد ذلك من امور لا يصلي ولا يؤدي اي شيء من امور الدين وان هذا يكفي هذا لا يقوله عالم ولا يقول عاقل لكن هذه فضيلة هذه فضيلة مثل ما قال لا ان هذا هو الايمان كله نعم وبقوله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري رجل مسلم ويدعي جاهل اخر ان ان الايمان كله عتق رقبة مؤمنة. ولهذا هنا قال مثلا في الحديث لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخر مسلم وقصة الرجل الذي غل في في القتال واغبر مع غيره في سبيل الله لكنه غل غلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو في النار في غلة غلها فاذا هناك ضوابط واحاديث تفسر وتبين المعنى وتوضحه فمن اهمل خرج بهذا الفهم المغلوط نعم قال رحمه الله تعالى ويدعي جاهل اخر ان الايمان كله عتق رقبة مؤمنة ويحتج بان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اعتق رقبة مؤمنة اعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار نعم ومع ذلك يترك يعني يدعي ان هذا هو هو الايمان كله نعم قال ويدعي جاهل اخر ان جميع الايمان البكاء من خشية الله تعالى ويحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار من بكى من خشية الله تعالى ويدعي جاهل اخر ان جميع الايمان صوم يوم في سبيل الله ويحتج بان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ويدعي جاهل اخر ان جميع الايمان قتل كافر ويحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يجتمع كافر وقاتله في النار ابدا ثم ذكره بسنده عن ابي هريرة رضي الله عنه ثم قال رحمه الله تعالى وهذا الجنس من فضائل الاعمال يطول بتقصيه الكتاب وفي قدر ما ذكرنا غنية وكفاية لما له قصدنا ان النبي صلى الله عليه وسلم انما اخبر بفضائل الاعمال التي ذكرنا وما هو هذه احسن الله اليكم قال ان النبي صلى الله عليه وسلم انما اخبر بفضائل هذه الاعمال التي ذكرنا وما هو مثلها؟ لا ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان كل عمل ذكره اعلم ان عامله يستوجب بفعله الجنة او يعاد من النار انه جميع الايمان وكذلك انما اراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من قال لا اله الا الله دخل ان جميع الامثلة التي ذكرها في الفضائل مراده تبيين خطأ من يقول من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان هذا اه خطأ من يفهم من هذا الحديث ان هذا وحده يكفي ويكون به دخول الجنة معرضا عن النصوص الاخرى المفسرة فذكر هذه الاحاديث الكثيرة في الفضائل فضل الجهاد فظل الصلاة فظل الصدقة فظل العتق وكلها فيها ترتيب دخول الجنة والنجاة من النار على هذه الاعمال ولا يقول عاقل ان المراد بهذه الاحاديث انه يدخل الجنة ان جاء بهذه الاعمال واهمل الدين كله. لا يقول ذلك عاقل لكن هذه فضيلة تدل على عظم شأن هذا العمل لا ان هذا العمل هو الدين كله. فقل مثل ذلك في الاحاديث التي وردت في فضل لا اله الا الله نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك انما اراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من قال لا اله الا الله دخل الجنة او حرم على النار فضيلة لهذا القول لا ان جميع الايمان كما ادعى من لا يفهم العلم اعد وكذلك انما اراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من قال لا اله الا الله دخل الجنة او حرم على النار فضيلة لهذا القول لا ان جميع الايمان هم. كما ادعى من لا يفهم العلم ويعاند فلا يتعلم هذه الصناعة من اهلها. لعلها تراجع هذه اللفظة في الاصل لا ان جميع الايمان تراجع. نعم ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع كافر وقاتله في النار ابدا هذا لفظ مختصره الخبر المقتضي لهذه اللفظة المختصرة ما حدثنا به الربيع بن سليمان قال حدثنا قال حدثنا شعيب ابن الليث قال حدثنا الليث عن محمد ابن العجلان عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمعان في النار اجتماعا يعني احدهما مسلم قتل كافرا ثم سدد قم وقارب قال ابو بكر رحمه الله لذاك نقول في فضائل الاعمال التي ذكرنا من عمل من المسلمين بعض تلك الاعمال ثم سدد وقارب ومات على دخل الجنة ولم يدخل النار موضع الكفر منها. وان ارتكب بعض المعاصي لذلك لا يجتمع قاتل لذلك لا يجتمع قاتل الكافر اذا مات على ايمانه مع الكافر المقتول في موضع واحد من النار لا انه لا يدخل النار ولا موضعا منها وان ارتكب جميع الكبائر خلا الشرك بالله عز وجل اذا لم يشأ الله اذا لم يشأ تعالى ان يغفر له ما دون الشرك فقد اخبر الله عز وجل ان للنار سبعة ابواب فقال لابليس ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الى قوله لكل باب منهم جزء مقسوم فاعلمنا ربنا عز وجل انه قسم تابعي ابليس من الغاويين سبعة اجزاء على على عدد ابواب النار فجعل لكل باب منهم جزءا معلوما. واستثنى عباده المخلصين من هذا القسم ومن هذا القسم وكل مرتكب معصية زجر الله عنها فقد اغواه ابليس والله عز وجل قد يشاء غفران كل معصية يرتكبها المسلم دون الشرك وان لم يتب منها لذلك علمنا في محكم تنزيله قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء واعلمنا خالقنا عز وجل ان ادم الذي خلقه الله بيده واسكنه جنته وامر ملائكته بالسجود له عصاه فغوى انه عز وجل برأفته ورحمته اجتباه بعد ذلك فتاب عليه وهدى ولم يحرمه الله تعالى بارتكاب هذا الحوب بعد ارتكابه اياه فمن لم يغفر الله له حوبته التي ارتكبها واوقع عليه اسم غاو فهو داخل في الاجزاء جزءا وقسما لابواب النار السبعة وفي ذكره ادم صلى الله عليه وسلم وقوله عز وجل وعصى ادم ربه فغوى ما يبين ويوضح ان اسم الغاوي قد يقع على مرتكبي خطيئة قد زجر الله عن اتيانها وان لم تكن تلك الخطيئة كفرا ولا شركا. ولا ما يقاربهما ويشبههما. هذا مثل اه الذي تقدم في لفظة الكفر والفسق وآآ الظلم والنفاق وغيرها من الفاظ يعني منها ما يطلق ويراد به الاكبر الناقل من الملة ومنها ما يطلق ويراد به الاصغر الذي لا ينقل من الملة مثله لفظ الغاوي والغواية وما ذكره المصنف رحمه الله نقلا عن عن ابن خزيمة رحمه الله في معنى لا يجتمع الكافر وقاتله في النار وان هذا محمول على موضع الكافر في النار انه لا يدخل موضعه فاذا فعل ما يستوجب دخول النار يدخلها لكن لا يدخل موضع الكافر حمله على هذا المعنى ليس بواضح وانما الواضح والظاهر في المعنى ان يقال ان آآ هذا وعد واستحقاق هذا الوعد متوقف على شروط متوقف على شروط وضوابط جاء بيانها في نصوص اخرى فاذا جاء بالشروط والضوابط استحق هذا الوعد فان اخل بها استحق من الوعيد الذي دلت عليه النصوص الاخرى بحسب ما فعل من آآ من عصيان وبهذا يكون الجمع بين اه النصوص نعم قال ومحال ان يكون المؤمن الموحد لله عز وجل قلبه ولسانه. المطيع لخالقه في اكثر ما فرض الله عليه انتبهوا اليه من اعمال البر غير المفروض عليه والمنتهي عن اكثر المعاصي وان ارتكب بعض المعاصي والوحوبات في قسم من كفر بالله ودعا معه الهة له او صاحبة او ولدا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. نعم حتى ايضا نوع الدخول مختلف يعني دخول الكافر ودخول العاصي مختلف يعني هذا نوع وهذا نوع واشرت غير مرة ان دخول الكافر للنار دخول تخليد وتأبيد وكفره وشركه بالله لا تطهره النار ولهذا دخوله فيها دخول تأبيد وتخليد النوع الاخر من دخول النار دخول العصاة عصاة الموحدين وهؤلاء دخولهم دخول تطهير وتنقية ولهذا يكون بقاؤهم في النار على قدر ما تكون به طهارتهم ونقاؤهم من ذنوبهم ثم يخرجون كما جاء في الحديث ظبائر ظبائر نعم قال ولم يؤمن بشيء مما امر الله تعالى بالايمان به ولا اطاع الله في شيء امر به من الفرائض والنوافل ولا انزجر عن معصية نهى الله عنها محال ان يجتمع هذان في درجة واحدة من النار والعقل مركب على ان يعلم ان كل من كان اعظم خطيئة واكثر ذنوبا لم يتجاوز الله عن ذنوبه كان اشد عذابا في النار. نعم. لهذا ايضا اه جاء في النصوص من نار دركات ليست درجة وان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. نعم قال كما يعلم كل عاقل ان كل من كان اكثر طاعة لله عز وجل وتقربا اليه بفعل الخيرات واجتناب السيئات كان ارفع درجة في الجنان واعظم ثوابا واجزل نعمة فكيف يجوز ان يتوهم عاقل مسلم ان اهل التوحيد يجتمعون في النار في الدرجة مع من كان يفتري على الله عز وجل فيدعو له شريكا وشركا فيدعوا له صاحبة وولدا ويكفر به ويشرك ويكفر بكل ما امر الله بالايمان به ويكذب جميع الرسل ويترك جميع الفرائض ويرتكب جميع المعاصي في عبد النيران ويسجد للاصنام والصلبان فمن لم يفهم هذا الباب لم يجد بدا من تكذيب الاخبار الثابتة من التي ذكرتها عن النبي صلى الله عليه وسلم في اخراج اهل التوحيد من النار اذ محال ان يقال اخرجوا من النار من ليس فيها واكثر استحالة من هذا ان يقال يخرج من النار من ليس فيها وفي ابطال اخبار النبي صلى الله عليه وسلم اظمحلال الدين وابطال الاسلام. والله عز وجل لم يجمع بين جميع في موضع واحد من النار ولا سوى بين عذاب جميعهم. قال الله عز وجل ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وقال ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. اشد العذاب يعني العذاب متفاوت في آآ النار ومن عذب في النار من عصاة الموحدين لا يكون عذابه كعذاب الكافر الذي لا يؤمن بالله سبحانه وتعالى لا في درجة العذاب في النار. ودركاتها ولا ايظا في اللبث في النار فهؤلاء لابثين فيها ابد الاباد وهؤلاء على قدر ذنوبهم و معاصيهم وخطاياهم ولا يزال النقل عن ابن خزيمة رحمه الله تعالى مستكملا رحمه الله بيان ما يتعلق آآ هذه الاحاديث نكتفي بهذا القدر وانبه الى ان الدرس يتوقف الى يوم الثلاثاء آآ الموافق آآ اول شهر شعبان واحد ثمانية يوم الثلاثاء الموافق اول شهر شعبان اول يوم من شهر شعبان باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله ان ينفعنا اجمعين وان يسدد خطانا اجمعين وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا انا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا