الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى ثم لما ثم لما انتهى من الكلام على ما احتج به المرجئة على باطنهم وكفر به الخوارج وردوه بباطل اخر شرع رحمه الله في بيان ما تشبث به الخوارج واحتجوا به على باطلهم وما كفر به المرجئة وردوه بباطل اخر فقال رحمه الله تعالى باب ذكر اخبار رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة من جهة النقل جهل معناها فرقتان فرقة المعتزلة والخوارج احتجوا بها وادعوا وادعوا ان مرتكب الكبيرة اذا مات قبل التوبة منها مخلد في النار محرم عليه الجنان والفرقة الاخرى المرجئة كفرت بهذه الاخبار وانكرتها ودفعتها جهلا منها بمعانيها وانا ذاكرها باسانيدها والفاظ متونها ومبين معانيها بتوفيق الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا يزال الكلام موصولا في ما ينقله المصنف رحمه الله تعالى عن الامام ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد وكما اشار المصنف هنا سبق ان نقل رحمه الله عن الامام ابن خزيمة جملة من الاحاديث التي احتج بها المرجئة على باطلهم وكفر بها الخوارج مثل اه الاحاديث التي فيها من قال لا اله الا الله دخل الجنة من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار لا يدخل النار من بكى من خشية الله احاديث في هذا المعنى كثيرة احتج بها المرجئة على باطلهم وكفر بها فالخوارج وردوها بباطن اخر ثم شرع بعد ان اجاب على ما تقدم من احتجاج هؤلاء بتلك الاحاديث اعني المرجئة انتقل الى ذكر نوع اخر من الاحاديث تشبثت به الخوارج وردته المرجئة ولعلك تلاحظ في اصحابه الاهواء وهي طريقة ماظية عندهم ما وافق من الاحاديث اهواءهم قبلوه وما لم يوافق اهواءهم تكلفوا رده اما تكذيبا بالحديث من اصله جحدا له او تكلفا في تأويله وصرفه عن معناه وحقيقته والباعث على ذلك عند هؤلاء هو الانتصار لاهوائهم لا لشيء اخر الانتصار لاهوائهم بخلاف صاحب الحق وصاحب السنة فانه يقرأ الحديث ليأخذ منه دينه مباشرة ويتلقى عنه ويتبع ما جاء فيه وهو عندما يأخذ الحديث ليس في قلبه هوى مسبق يحمله على قبولنا ورد وانما يأتي الاحاديث متلقيا وهذا الذي يمتاز به آآ اهل السنة والجماعة عن غيرهم من اهل الاهواء اهل الاهواء يأتي الى الاحاديث وعنده هوى مسبق يحكمه في آآ الفهم ويحكمه في القبول والرد ذكر هنا رحمه الله تعالى ما تشبثت به الخوارج واحتجوا به على باطلهم وما كفر به المرجى اي ما كذب به الا المرجئة وردوه بباطل اخر نعم قال رحمه الله تعالى ثم ذكر باسانيده حديث اسامة بن زيد وسعد بن ابي وقاص وابي بكرة وسعد بن ابي مالك رضي الله عنهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ادعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنة عليه حرام وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من من انتسب الى غير ابيه فلن يرح فلن يرح بريح الجنة وريحها يوجد في مسيرة سبعين عاما وحديث حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات. وفي رواية نمام وحديث ابي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد اوجب الله له النار وحرم عليه الجنة فقال رجل وان كان شيئا يسيرا قال وان كان قضيبا من اراك وحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة نمام ولا عاق ولا مدمن خمر وحديث جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع. وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث ورجل رجلة النساء او رجلة النساء قال وحديث وحديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان بما اعطى. وحديث ابي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسا معاهدة بغير حقها حرم الله عليه الجنة ان يشم ريحها. هذه الاحاديث وامثالها كما ذكر المصنف يتشبث بها الخوارج ويكذب بها المرجئة بناء على ما سبق الاشارة اليه من اتباع الاهواء الخوارج كما نعرف عقيدتهم في مرتكب الكبيرة انه آآ يوم القيامة مخلد في النار اذا مات على كبيرته فهو مخلد في النار ابد الاباد لا مطمع له في مغفرة الله ويجعلونه سواء بسواء كمن قال الله فيهم والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. كذلك نجزي كل كفور هذه عقيدتهم هذه عقيدتهم ان مرتكب الكبيرة كافر خارج من الملة هذا حكمه في الدنيا وحكمه في الاخرة عندهم الخلود في النار ابد الاباد ويتشبثون في تقرير عقيدتهم بمثل هذه الاحاديث من ادعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنة عليه حرام لا يدخل الجنة قتات من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد اوجب الله له النار وحرم عليه الجنة وما شاكل هذه الاحاديث فيحتجون بها على عقيدتهم ان مرتكبة الكبيرة مخلد في النار ابد الاباد وان الجنة حرام عليه اي ابدا لا يدخلها ابد الاباد هذه عقيدتهم وفهمهم لهذه الاحاديث مبني على العقيدة التي هم عليها لكن اهل السنة طريقتهم في الاحاديث جمعها والتأليف بينها واخذ العقيدة من مجموعها لا على طريقة اهل الاهواء الذي يأخذون طرفا ويدعون طرفا يأخذون بعضا و يكذبون ببعض يأخذون من الاحاديث ما وافق اهواءهم ويهملون منها ما لا يوافق اهواءهم وهذه الاحاديث التي تشبث بها الخوارج على ما يعتقدون هي ليس فيها ادنى حجة لهم ليس فيها ادنى حجة لهم بل معناها مؤتلف مع الاحاديث ان الاخرى غير مختلف واحاديث النبي عليه الصلاة والسلام يؤيد بعضها بعضا ليس بينها تناقض ولا تعارض وسيأتي بيان المصنف رحمه الله تعالى آآ المعنى المراد بهذه الحديث خلافا لما فهمه منها الخوارج نعم قال رحمه الله تعالى ثم قال رحمه الله معنى هذه الاخبار انما هو على احد معنيين احدهما لا يدخل الجنة ايضا بعض الجنان اذ النبي صلى الله عليه وسلم قد اعلم انها جنان من جنة واسم الجنة واقع على كل جنة منها فمعنى هذه الاخبار التي ذكرها من فعل كذا لبعض المعاصي حرم الله عليه الجنة او لم يدخل الجنة معناه لا يدخل بعض الجنان التي هي اعلى واشرف وانبل واكثر نعيما وسرورا وبهجة واوسع لانه اراد لا يدخل شيئا من لانه لا انه اراد لا يدخل شيئا من تلك الجنان التي هي في الجنة قولي انا لانه اراد لا يدخل شيئا من تلك الجنان التي هي في الجنة وعبدالله ابن كذا في في جميع النسخ نعم المثبتة ولانه. هم وعبدالله بن عمر رضي الله عنهما قد بين خبره الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن انه انما اراد حظيرة القدس من الجنة على ما تأولت على احد المعنيين ثم ساق باسناده عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال لا يدخل حظيرة القدس سكير ولا عاق ولا منان. نعم هذا المعنى الاول قال انها محمولة على احد اه معنيين ان اهل العلم رحمهم الله تعالى كما يعلم بالتتبع لشروحاتهم فهذه الاحاديث حملوا هذه الاحاديث على محامل حملوا هذه الاحاديث على محامل لان هناك اصول ثابتا متكررة دلت عليها النصوص المحكمات في شأن مرتكب ان ان حكمه يوم القيامة ما لم يصل الى الكفر والاشراك بالله سبحانه وتعالى انه تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى ان شاء الله عذبه وان شاء غفر له وان عذبه فانه لا يخلد في النار. وجاءت احاديث كثيرة مر شيء منها عند المصنف فيها خروج مرتكب الكبيرة من النار بل فيها صفة الخروج وانهم ظبائر ظبائر وهي احاديث صحاح ثابتة عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فاهل العلم لهم كلام في معاني هذه الاحاديث بما يتفق مع اه الاحاديث الاخرى او النصوص الاخرى المحكمة في هذا الباب فمن اهل العلم من حمل هذه الاحاديث على من كان مستحلا على من كان مستحلا ولا شك ان المستحل خرج من كونه مجرد عاص الى الكفر والكفر موجب اه اه الخلود والكفر موجب للخلود. فمن اهل العلم من حملها على هذا المعنى ومنهم من حملها على المعنى الذي ذكر المصنف هنا انها جنان وان المنفي ليس كل الدخول لكل الجنان مثل ما قال لا انه اراد لا يدخل شيئا من تلك الجنان وانما يكون المعنى الجنان العالية الاشرف الاعلى الارفع هذا ايضا مما حمل حمل اه حملت هذه الاحاديث عليه ومن اهل العلم من حمل النفي في الدخول على الدخول الاولي الذي اه هو دخول بدون حساب ولا عذاب فمن كان عاصيا لا يكون دخوله دخولا اوليا بل يصيبه قبل ذلك ما ما يصيبه وهذه كلها من المعاني التي ذكرت في هذا هذه الاحاديث. ومن المعاني ما ذكره رحمه الله بقوله والمعنى الثاني قال رحمه الله تعالى والمعنى الثاني ما قد اعلمت اصحابي ما لا احصي من مرة ان كل وعيد في الكتاب والسنة لاهل التوحيد فانما هو على شريطة اي الا ان يشاء الله تعالى ان يغفر ان يغفر ويصفح ويتكرم ويتفظل فلا يعذب على ارتكاب تلك الخطيئة. اذ الله عز وجل قد اخبر في محكم كتابه انه قد يشاء ان يغفر دون الشرك من الذنوب في قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. هذا المعنى الثاني الذي ذكر رحمه الله تعالى هو والاظهر في كل ما قيل من المعاني لهذه الاحاديث الاظهر في كل ما قيل من معاني تلك الاحاديث هو هذا وما ذكره في المعنى الاول قبله آآ ليس ليس بالقول القوي في في تقرير المعنى ان ان يحمل على بعض الجنان دون بعض لكن هذا المعنى الثاني هو الاظهر وهو اقوى ما قيل الاحاديث المذكورة ذكر فيها لاهل العلم معاني عديدة لكن اظهر واقوى ما قيل في معنى هذه الاحاديث ان آآ كل وعيد في الكتاب والسنة لاهل التوحيد فانما هو على شريطة فانما هو على شريطة اي مقيد بشرط كل وعيد مقيد بشرط هذا الشرط دل عليه قول الله سبحانه وتعالى آآ ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولهذا مما يذكر في هذا الباب ان احد رؤوس المعتزلة قال مرة في في مجلس اذا قمت بين يدي الله يوم القيامة فساقول ان مرتكب الكبير مخلد في النار فان قال لي وما الذي حملك على ذلك اقول قولك ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها فقال احد الحاضرين فان قال لك على نسق كلامه قال فان قال لك وكلامه فيه من القبح ما ما لا يخفى فاحد الحاضرين قال له فان قال لك وقد كنت في قرآن ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وقد شئت ان اغفر له فماذا تقول فبهت ولو نظرت في سورة النساء قول الله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا هذه الاية جاء قبلها وايضا بعدها ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهي محفوفة فيما سبقها وفيما لحقها بهذا القيد هذه الشريطة فما الذي يجعل هؤلاء يخرجون هذه الاية وهذه الاحاديث عن هذه الشريطة المحكمة التي جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى آآ في قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اذا هذه العقوبات وهذا الوعيد هذا جزاء من ارتكب هذه الكبائر. هذا جزاؤه هذه عقوبته لا يدخل الجنة قتاد من ادعى الى غير ابيه فالجنة عليه حرام. هذه عقوبته لكن التوحيد مانع توحيد مانع من الخلود مانع من الخلود في النار اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان الوعيد في في هذه الاحاديث مقيد ذلك القيد الذي دلت عليه الاية ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. لمن يشاء. وقد شاء الله سبحانه وتعالى الا يخلد في النار موحدا الا يخلد في النار موحدا وان يخرج جل في علاه عصاة الموحدين اه من الجنة من النار وان يدخلهم الجنة رحمته سبحانه وتعالى هذا دلت عليه اه نصوص كثيرة بينة ظاهرة ثابتة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام. الحاصل ان الاظهر في معنى هذا هذه الاحاديث هو ما ذكره هنا بقوله ان كل وعيد في الكتاب والسنة لاهل التوحيد فانما هو على شريطة اي الا ان يشاء الله الا ان يشاء الله ان يغفر ويصفه ويتكرم ويتفظل فلا يعذب على ارتكاب تلك الخطيئة. وان عذب على ارتكابها فانه لا يخلد من عذبه في النار لانه لا يخلد في النار الا المشرك نعم قال رحمه الله تعالى وقد امليت هذه المسألة في كتاب معاني القرآن الكتاب الاول. واستدللت ايضا بخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى وساق باسناده الى قيس ابن محمد ابن الاشعث ان الاشعث وهب وهب له غلاما فغضب عليه وقال والله ما وهبت لك شيئا فلما اصبح رده عليه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حلف على يمين صبرا ليقتطع مال امرئ مسلم لقي الله يوم القيامة وهو مجتمع عليه غضبان. ان شاء عهى عنه وان شاء عاقبه قلت وتقدم حديث عبادة ابن الصامت في في قصة البيعة وهو دليل على هذا المعنى قال نعم دليل على هذا المعنى يعني ان ان الوعيد لمرتكب الكبيرة بمثلا حرم الله عليه الجنة او لا يدخل الجنة او فالجنة عليه حرام ونحو ذلك انه آآ شريطة اه انه مقيد بذلك القيد شريطة يعني الشريطة التي جاءت في الاية الكريمة ان الله لا يغفر ان يشرك بي ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. نعم قال رحمه الله تعالى قال ابو بكر فاسمعوا الخبر المصرح بصحة ما ذكرت انها جنان في جنة واسم الجنة واقع على كل منها على الانفراد لتستدلوا بذلك على صحة تأويلنا تأويلنا الاخبار التي ذكرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل كذا وكذا لبعض المعاصي لم يدخل الجنة. انما اراد بعض التي هي اعلى واشرف وافضل وانبل واكثر نعيما واوسع نعم يعني رجع الى المعنى الاول اعادة التقرير له لكن كما قدمت المعنى الثاني اظهر ولا شك ان الجنة جنان وقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن ولمن خاف مقام ربه جنتان ثم قال ومن دونهما جنتان فهما جنان هما جنان ومنازل آآ يبلغها العبد بحسب اعماله ولكل درجات مما عملوا ولكل درجات مما عملوا قال عليه الصلاة والسلام ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف كما ترأون الكوكب الدري الغابر في السماء لتفاضل ما بينهم فهي جنان واهل الجنة متفاضلون متفاضلون لكن قوله لا يدخل الجنة ليس واظحا ان ان المعنى اه لا يدخل بعض الجنان. لا يدخل بعض الجنان وانما هو نفي الدخول دخول الجنة لكن لكن هذا الحديث وجميع احاديث الوعيد مقيدة قيود لا بد ان يكون فهمها في ضوء تلك القيود التي جاءت بها السنة قال رحمه الله تعالى اذ محال ان يقول النبي صلى الله عليه وسلم من فعل كذا وكذا لم يدخل الجنة يريد لا يدخل شيئا من ويخبر انه يدخل الجنة فتكون احدى الكلمتين دافعة للاخرى. واحد الخبرين دافعا للاخر لان هذا الجنس مما لا يدخله النسخ مما لا يدخله الناسخ ولكنه من الفاظ العام التي يراد بها الخاص مما لا يدخله تناسف ثم ساق باسناده الى انس بن مالك رضي الله عنه ان ام الربيع اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله انبئني عن حارثة اصيب يوم بدر اصيب اصيب يوم بدر فان كان في الجنة صبرت واحتسبت وان كان غير ذلك اجتهدت في البكاء. فقال يا ام حارثة انها جنان في جنة وانه اصاب الفردوس الاعلى قال ابو بكر قد امليت اكثر طرق هذا الخبر في كتاب الجهاد وقد امليت في كتاب ذكر نعيم الجنة ذكر درجات الجنة وبعد ما بين الدرجتين منها ان اخبار النبي صلى الله عليه وسلم ان اهل الجنة لا يتراءون اهل الغرف كما ترون الكوكب الدري في افق من افاق لتفاضل ما بينهما وقول بعض الصحابة تلك منازل الانبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين وامليت اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بين كل درجتين من درج الجنة مسيرة مئة عام. فمعنى هذه الاخبار التي فيها ذكر بعض ذنوبي الذي يرتكبه بعض المؤمنين ان مرتكبه لا يدخل الجنة معناها لا يدخل العالي من الجنان التي هي دار المتقين الذي حين لم يرتكبوا تلك الذنوب والحوبات والخطايا نعم يعني ما ذكره رحمه الله ان الجنة درجات هذا واظح واضح وبين والشواهد عليه كثيرة جدا لكن حمل الحديث لا يدخل الجنة الجنة عليه حرام وما جاء في هذا المعنى على انها اه ان المعني بعض الجنان هذا غير واضح. نعم قال رحمه الله تعالى ثم قال وقد يجوز ان يقول صلى الله عليه وسلم من فعل كذا وكذا لم يدخل الجنة يريد لم يدخل الجنة التي يدخلها فيه التي يدخلها فيه من لم يرتكب هذه الحوبة لانه يحبس عن دخول الجنة اما للمحاسبة على الذنب او لادخاله النار ليعذب بقدر ذلك الذنب. ان كان ذلك الذنب مما يستوجب به المرتكب النار ان لم يعفو الله ويصفح ويتكرم فيغفر ذلك الذنب. فمعنى هذه الاخبار على هذه المعاني لانها اذا لم تحمل على هذه المعاني كانت على وجه التهاتر كاذب وعلى العلماء ان يتأولوا اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه اذا حدثتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظنوا به فظنوا فظنوا به الذي هو اهناه واهداه واتقاه. ثم ساقه باسناده عن علي رضي الله عنه فذكره انتهى كلامه رحمه الله تعالى باختصار بعض مكرره فلا تستطله. فانه كلام متين من امام متضلع من معاني الكتاب والسنة ذي خبرة وعلم لمواردها ومصادرها. صدق رحمه الله هذا كلام الشيخ حافظ نعم قال رحمه الله تعالى وقوله رحمه الله وعلى العلماء ان يتأولوا اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعني رحمه الله تأويل الذي اصطلحه المتكلمون لصرف النصوص عن معانيها الى الاحتمالات البعيدة التي هضموا بها معاني النصوص. بما اقتضته عقوله بما اقتضته عقولهم السخيفة وليس ذلك من طريقته ولا من شأنه رحمه الله. وانما عنا ما اشار اليه في غير موضع من كتبه من حمل المجمل على المفسر والمختصر على المتقصى والمطلق على المقيد والعموم على الخصوص وما اشبه ذلك من التأليف بين النصوص ومدلولاتها بالا تكون متناقضة يرد بعضها معنى معنى يرد بعضها معنى بعض لان ذلك مما ينزه عنه كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذه طريقة جميع ائمة المسلمين من علماء التفسير والحديث والفقه في اصول الدين وفروعه رحمهم الله تعالى ورضي عنهم. هذا هذا المعنى الذي جاء في الحديث في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما قال اللهم علمه التأويل هذا المراد بالتأويل هنا لا على المعنى الفاسد الذي عليه اهل البدع والاهواء نعم. قال رحمه الله تعالى فان قيل وما الجمع بينما تقدم من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه فيما ارتكب حدا لم يقم عليه قال فهو الى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عاقبه وبينما صرحت به النصوص التي في الميزان والحساب والجن. نعم. والجنة من ان من رجحت خطاياه وسيئاته بحسناته. تمسه النار ولابد. قلنا لا اشكال في ذلك ولا منافاة ولله الحمد. وقد حصل الجمع الفاصل للنزاع بحديث عائشة رضي الله عنها الذي ذكرنا في في شرح الادنى بان من يشأ عز وجل ان يعفو عنه يحاسبه. يحاسبه الحساب اليسير الذي فسره النبي صلى الله عليه بالعرض وقال في معنى العرض في الاحاديث السابقة في صفته يدنو احدكم من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقول اعملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول اعملت كذا وكذا؟ فيقول نعم فيقرره ثم يقول اني سترت عليك في الدنيا انا اغفرها لك اليوم واما الذين يدخلون النار بذنوبهم فهم من يناقش الحساب. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب. نعم وهذه المسألة سبق تقريرها عند المصنف رحمه الله نعم نسأل الله عز وجل ان ييسر حسابنا ويتجاوز عنا ويغفر لنا بمنه وكرمه امين. اللهم امين. سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله وخير