الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى ولا نكفر بالمعاصي مؤمنا الا مع استحلاله لما جنى قوله ولا نكفر بالمعاصي اي التي قدمنا ذكرها وانها لا توجب كفرا. والمراد بها الكبائر التي ليست بالشرك ولا تستلزمه ولا تنافي اعتقاد القلب ولا عمله مؤمنا اي مقرا بتحريمها معتقدا لها مؤمنا بالحدود المترتبة عليها ولكن نقول يفسق بفعلها ويقام عليه الحد بارتكابها وينقص ايمانه بقدر ما تجارأ عليه منها والدليل على فسقه ونقصان ايمانه قول الله عز وجل والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا. واولئك هم الفاسقون. الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم. وما في معناها من ايات الحدود والكبائر وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرقه حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن والتوبة معروضة بعد الحديث في الصحيحين وغيرهما عن ابي هريرة رضي الله عنه والدليل على ان النفي في هذا الحديث وغيره ليس لمطلق الايمان بل لكماله هو ما قدمنا من النصوص التي صرحت بتسميته مؤمنة واثبتت له اخوة الايمان وابقت له احكام المؤمنين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قوله رحمه الله تعالى ولا نكفر بالمعاصي مؤمنا الا مع استحلاله لما جنى لما جنى اي ما ارتكب من المعاصي والكبائر والاثام وفي هذا البيت رحمه الله يقرر عقيدة اهل السنة في عصاة الموحدين من يرتكب الكبائر والذنوب التي دون الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى من اهل الايمان والتوحيد وان هؤلاء لا يكفرون بالمعاصي وعرفنا فيما سبق ان تكفيرهم هي عقيدة الخوارج الباطلة الجائرة المخالفة هدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام القائمة على الظلم العظيم والضلال المبين لا نكفر بالمعاصي اي من عصى جنى على نفسه بارتكاب المعاصي لا يكفر بها لا يكفر بالمعاصي التي هي الذنوب التي دون الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى ولا يقال ايضا ان هذه المعاصي لا تضر ايمانه بل هي تضعف الايمان وتنقص لان الايمان كما انه يزيد بالطاعة فانه ينقص بالمعصية ولهذا قال رحمه الله تعالى ولكن نقول يفسق بفعلها ويقام عليه الحد بارتكابها وينقص ايمانه بقدر ما تجارأ عليه منها يعني بقدر جرأته على الا المعاصي والذنوب وهذا القول الذي قرره رحمه الله هو الحق وهو الوسط بين ضلالة الخوارج من جهة وضلالة المرجئة من جهة اخرى فعصاة الموحدين لا يكفرون بالمعاصي كما تقول الخوارج ولا يقال لا تضر المعاصي ايمانهم كما تقول المرجئة بل يقال ان المعاصي تظعف الايمان وتنقصه لكنها لا تخرج فاعلها من الدين نعم قال رحمه الله تعالى الا مع استحلاله لما جنى هذه هي المسألة الخامسة وهو ان عامل الكبيرة يكفر باستحلاله اياها اه بل يكفر بمجرد اعتقاده بتحليل ما حرم الله ورسوله لو لم يعمل به لانه حينئذ يكون مكذبا بالكتاب ومكذبا بالرسول صلى الله عليه وسلم وذلك كفر بالكتاب والسنة والاجماع. فمن جحد امرا مجمعا عليه معلوما من الدين بالضرورة فلا شك في كفره. نعم استحلال استحلال ما حرم الله اي ان يعتقد المرء حل ما حرمه الله مع علمه بان الله حرمه فهذا الاستحلال هو بحد ذاته كفر لانه تكذيب بشرع الله فهو كفر بالله سبحانه وتعالى حتى وان لم يفعل حتى وان لم يفعل ذلك المحرم لان مجرد الاعتقاد لحل ما حرم الله سبحانه وتعالى هو بحد ذاته كفر بالله عز وجل ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذبة هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب نعم قال رحمه الله تعالى وتقبل التوبة قبل الغرغرة كما اتى في الشرعة المطهرة هذه هي المسألة السادسة وهي ان التوبة اذا اذا استكملت شروطها مقبولة من كل ذنب كفرا كان او دونه وقد دعا الله تبارك وتعالى اليها جميع عباده فدعا اليها من قال المسيح من قال المسيح هو الله ومن قال هو ثالث ثلاثة ومن قال يد الله مغلولة ومن قال ان الله فقير ونحن اغنياء. ومن دعا لله الصاحبة والولد. فقال لهم جميعا افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه؟ والله غفور رحيم. قال رحمه الله تعالى هذه المسألة الثالثة المسألة السادسة لان الشيخ رحمه الله ختم شرحه لحديث جبريل بست مسائل فهذه المسألة السادسة والاخيرة وبها ختم ما يتعلق بهذا الباب ثم سينتقل من بعد ذلك الى فصل جديد يتعلق الايمان بالنبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والمسألة السادسة هي متعلقة بالتوبة وان التوبة بابها مفتوح من كل ذنب من كل ذنب مهما كان الذنب حجما او كثرة فان من تاب صادقا مع الله في توبته نصوحا في التوبة فان الله سبحانه وتعالى يقبل توبته كما قال الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ان الله يغفر الذنوب جميعا فالذنوب كلها تغفر بالتوبة منها والتوبة تهدم ما كان قبلها. وتجبه وتمحوه وهذا فضل الله سبحانه وتعالى قد يسرف المرء على نفسه سنين طوال من عمره ثم يصدق مع الله في توبته فيمحى كل ما اقترفه من الذنوب بتوبة صادقة مع الله وهذا فضل عظيم التوبة فضل عظيم وباب مبارك في حياة المسلم ان يصدق مع الله جل وعلا في التوبة من ذنوبه وخطاياه فاذا صدق مع الله في توبته محا الله عز وجل عنه ذنوبه وان كثرت وان عظمت فان الله لا يتعاظمه سبحانه وتعالى ذنب ان يغفره يغفر جل وعلا الذنوب جميعا ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات جل وعلا بل انه عز وجل يفرح بتوبة التائبين مع غناه عنهم وعن توبتهم وعن طاعتهم فانه جل وعلا لا تنفعه طاعة من اطاع. ولا تضره معصية من عصى قال رحمه الله تعالى وقد دعا تبارك وتعالى جميع عبادة اليها فدعاهم فدعا اليها من قال المسيح هو الله ومن قال هو ثالث ثلاثة ومن قال يد الله مغلولة ومن قال ان الله فقير ونحن اغنياء ومن دعا لله الصاحبة والولد. كل هؤلاء قال الله لهم افلا يتوبون الى الله ويستغفرون والله غفور رحيم اذا كان هؤلاء دعاهم الله عز وجل الى التوبة مع عظم الجرم الذي ارتكبوه ويتعلق التوحيد والايمان بالله سبحانه وتعالى فكيف الشأن بمن ذنبه دون ذلك من المعاصي التي هي دون الكفر ودون الشرك بالله جل وعلا نعم قال رحمه الله تعالى ودعا اليها من هو اعظم محادة لله من هؤلاء وهو من قال انا ربكم الاعلى وما علمت لكم من اله غيري فقال الله تبارك وتعالى لرسوله موسى اذهب الى فرعون انه طغى فقل هل لك الى ان تزكى؟ واهديك الى الى ربك فتخشى وقال له في الاية الاخرى ان ائت القوم الظالمين قوم فرعون الا يتقون. وفي الاية الاخرى اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى. نعم هذا اعظم كفرا من الذي قبله. قول فرعون انا ربكم الاعلى ما علمت لكم من اله غيري. هذا اعظم الكفر واشد المحادة لله سبحانه وتعالى ومع ذلك دعي ايضا الى التوبة امر الله عز وجل نبيه موسى عليه السلام ان يأتي فرعون وان يدعوه الى التوبة الى الله بل امره ان يقول له القول اللين اللطيف الرفيق لعله يتذكر او يخشى فيتوب الى الله سبحانه وتعالى فهذا فيه ان باب التوبة مفتوح مهما عظم الذنب لان لان الشيطان والعياذ بالله يتسلط على بعض العصاة اذا تحركت في نفوسهم التوبة الى الله سبحانه وتعالى بان بان يقول لهم مثلك ذنوب لا تغفر كثيرة وانت مسرف على نفسك السنوات الطوال فهذه الذنوب لا تغفر فيدعوه الى البقاء على الذنوب والعياذ بالله والبقاء على المعاصي والتوبة بابها مفتوح مفتوح لكل احد مهما كانت ذنوبه ليس اليس هناك في الذنوب اعظم من الثلاثة التي ذكرت في سورة الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما ضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيهم وانا الا من تاب. باب التوبة مفتوح لهؤلاء. مفتوح كل مذنب وكل عاصي مهما كان عصيانه وذنبه. نعم قال رحمه الله تعالى ودعا الى التوبة من عمل اكبر الكبائر وهي الشرك وقتل النفس بدون حق والزنا. فقال تعالى ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا. الا من تاب امن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ودعا اليها من كتم ما انزل الله من البينات والهدى فقال تعالى ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد لما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا اولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم. ودعا اليها المشركين قاطبة فقال بعد الامر بقتلهم حيث وجدوا فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم. ان الله غفور رحيم. ودعا اليها المنافقين فقال تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا. الا الذين تابوا واصلحوا قسموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين ودعا اليها جميع المسرفين باي ذنب كان فقال تعالى تأمل سبحان الله هنا ما يتعلق بذنب النفاق والعقوبة التي اعدها الله للمنافق قال في الدرك الاسفل من النار يعني انظر منزلة المنافق لشدة يعني كفره في النار انه في اسفل دركاتها في اسفل دركاتها في السياق نفسه الذي ذكر الله عز وجل عقوبة المنافق وانه في الدرك الاسفل من النار في السياق نفسه قال جل وعلا الا الذين تابوا الا الذين تابوا هم منزلتهم في النار الدرك الاسفل وعقوبتهم هي اشد عقوبة. وفي السياق نفسه يقول جل وعلا الا الذين تابوا ثم انظر الشرف العظيم الذي ختمت به الاية قال فاولئك مع المؤمنين وانظر هذه المعية فيها شرف عظيم مع انه منافق وفي الدرك الاسفل من النار لكن ان تاب ارتقى هذا الارتقاء العظيم واصبح من المؤمنين واحدا منهم له مال المؤمنين من الثواب وله ما لهم من المنازل الدرجات في الجنة بعد ان كان في الدرك الاسفل من النار فليس بين الظالم والعاصي والجاني على نفسه بالذنوب وبين هذه المعية للمؤمنين والفوز بعلو والدرجات الا التوبة الصادقة فان تاب وصدق مع الله جل وعلا ارتقى الى علي المنازل ورفيعها ونجا من عقوبة الله سبحانه وتعالى رزقنا الله اجمعين التوبة النصوح. نعم قال رحمه الله تعالى ودعا اليها جميع المسرفين باي ذنب كان فقال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. وانيبوا الى ربكم واسلموا له. الايات وغيرها ما لا يحصى. بل لم يرسل الله تعالى الرسل وينزل الكتب الا دعوة منه لعباده الى التوبة ليتوب عليهم. انه هو التواب الرحيم. هذه الا اية الكريمة قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. هي ارجى اية في القرآن في قول كثير من اه اهل العلم وفيها من آآ الرجاء باب الرجاء وعظيمه ما لا يخفى المتأمل لانها دعوة المسرفين على انفسهم بالذنوب مهما كان حجمها ومهما كانت كثرتها ان يتوبوا الى الله سبحانه وتعالى مخبرا جل وعلا في هذا السياق انه يغفر الذنوب جميعا لا تقنطوا من رحمة الله اي توبوا الى الله لا تقنطوا من رحمة الله اي توبوا الى الله سبحانه وتعالى من ذنوبكم فان الله جل وعلا يغفر ذنوب جميعا لا يتعاظمه ذنب ان يغفره وقوله في في هذه الاية ان الله ان الله يغفر الذنوب جميعا لا يعارض ما جاء في قوله سبحانه وتعالى في سورة النساء ان الله لا يغفر ان يشرك به لان اية النساء في حق من مات على ذلك واية الزمر في حق من تاب فهذه في جهة وتلك في جهة اية النساء في حق من مات على ذلك. ان الله لا يغفر ان يشرك به. اي من مات على الشرك فلا مطمع له في المغفرة ابدا ليس له الا النار خالدا فيها ابد الاباد لكن اية الزمر ان الله يغفر الذنوب جميعا هذه في حق من تاب ومن تاب تاب الله عليه مهما كان ذنبه. الشرك فما دونه يغفر الله له ان تاب مع وصدق مع الله في توبته لان لان الله قال لا تقنطوا اي توبوا الى الله توبوا الى الله سبحانه وتعالى فانه يغفر الذنوب جميعا اي في حق من تاب من ذنوبه نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيح من حديث انس رضي الله عنه قال قال رسول الله قول الشيخ رحمه الله يعني لم يرسل الله الرسل وينزل الكتب الا اه دعوة منه لعباده الى التوبة هذا فيه ان جميع الرسل بعثوا لدعوة العباد الى التوبة الى الى الله وحثهم عليها من ذنوبهم كلها الشرك وغيره نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيح من حديث انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا ام بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلات فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فايس منها فاتى شجرة فاضجع في ظلها قد ايس من راحلته. فبينه كذلك اذ هو بها قائمة عنده. فاخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح. هذا الحديث حديث عظيم جدا في باب التوبة والحث عليها والترغيب فضلها وعظيم شأنها عند الله سبحانه وتعالى فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الله يفرح بتوبة التائبين وهذا فيه اثبات هذه الصفة لله على الوجه اللائق بجلاله وكماله على حد قوله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ففي هذا الحديث فرح الله جل وعلا بتوبة عبده وان فرحه سبحانه وتعالى بتوبة عبده هو اشد من اي فرح او اعظم فرح يتصور وضرب النبي عليه الصلاة والسلام مثالا لاعظم ما يكون الفرح عند الناس او بين الخلق وهو الفرح بنجاة من موت محقق عاينه المرء وجلس تحت ظل شجرة ينتظر الموت ايس من دابته ينتظر الموت وهو في هذه الحال في انتظار الموت يأتيه تدريجيا قد ايس تماما من ان يجد راحلته فاذا بخطام الناقتي عند رأسه متدليا فامسكه هذا الفرح هو اشد فرح يتصور لانه فرح في نجاة من موت محقق عاينه المرء واخذ ينتظره يصل اليه تدريجيا فانجاه الله سبحانه وتعالى من ففرح بهذا الذي حصل له وامسك بخطام الناقة وقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح هذا كله يذكره عليه الصلاة والسلام لبيان ان هذا اشد فرح يتصور بين الناس هذا الفرح الذي هو اشد ما يكون الله جل وعلا يفرح بتوبة عبده اذا تاب اعظم من هذا الفرح يا اخوان الله جل وعلا يفرح بتوبة عبده اذا تاب اشد من هذا الفرح احذر في ذهنك هذا الفرح العظيم الذي يكون للانسان في مثل هذه الحال ورب العالمين فرحوا بتوبة عبده اشد من فرح هذا فهذا فيه عظم شأن التوبة عند الله سبحانه وتعالى وعلو مكانتها. وانه يفرح توبة التائبين وتوبة التائب نفعها لنفسه اما الله سبحانه وتعالى غني عن توبة التائبين وانابة المنيبين. من اهتدى نعم فانما فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا فهو سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة الطائعين ولا توبة التائبين ولا استغفار المستغفرين ولا صلاة المصلين ولا ركوع الراكعين ولا دعاء الداعين كل ذلك لا يزيد في ملكه سبحانه وتعالى شيئا ولا تضره معصية العاصين ولا كفر الكافرين ولا يلحاد الملحدين كل ذلك لا يظره سبحانه لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى جل وعلا لكمال غناه فهو الغني الحميد جل وعلا غني عن العباد غني عن طاعاتهم غني عن عباداتهم غني عن توبتهم غني عن ذلك كله ومع كمال غناه جل وعلا يفرح بتوبة التائبين تفضلا منه سبحانه وتعالى وانعاما وتكرما جل وعلا يفرح بتوبة من تاب. يقول عليه الصلاة والسلام لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه. فايس منها فاتى شجرة فاضطجع في ظلها قد ايس من راحلته فبين هو كذلك اذا هو بها قائمة عنده فاخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك قال صلى الله عليه وسلم اخطأ من شدة الفرح هذا كله يذكره عليه الصلاة والسلام ليبين ان هذا اشد فرح يتصور بين الناس وان فرح الله بتوبة التائبين اشد من هذا اشد من هذا فهذا فيه حب الله سبحانه وتعالى التوبة اهلها وفرحه سبحانه وتعالى بتوبة من تاب نعم قال رحمه الله تعالى وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال اذنب عبدي ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم اعاد فاذنب فقال اي رب اي ربي اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك نعم قوله رحمه الله وفي الصحيح من حديث انس وما بعده آآ يؤجل الى الغد. ونعيد حديث لله اشد فرحا اه في فاتحة درس الغد باذن الله. اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا