الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وفي الصحيح من حديث انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده به حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فايس منها. فاتى شجرة فاضطجع في ظلها قد ايس من راحلته فبينه كذلك اذ هو اذ هو بها قائمة عنده فاخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال اذنب عبدي ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له رب ان يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم اعاد فاذنب فقال اي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد المصنف رحمه الله تعالى يسوق هنا الاحاديث في فضل التوبة وقبول الله سبحانه وتعالى لها وان الله عز وجل يقبل توبة التائبين ويعفو عن السيئات وهو الغفور التواب الرحيم سبحانه وتعالى ولا يتعاظمه ذنب ان يغفره وباب التوبة مفتوح لكل مسرف وكل مذنب مهما عظم ذنبه او كثر قد مر معنا قول الله سبحانه وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم حديث انس رضي الله عنه وكان خاتمة مجلس الامس حديث عظيم في باب التوبة وعظيم شأنها عند الله سبحانه وتعالى وان الله جل وعلا لعظيم حبه للتوبة والتائبين مع كمال غناه عنهم يفرح بتوبتهم فرحا عظيما اشد من اي فرح يتصور ويقدر لله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب ثم ذكر عليه الصلاة والسلام سورة من الفرح هي اشد ما يكون في فرح الناس والفرح المضاف الى الله عز وجل ووصف يليق به وبجلاله وبكماله سبحانه وتعالى على حد قول الله جل وعلا ليس كمثله شيء. وهو السميع البصير وما يضاف الى الله عز وجل من الصفات فانه يخصه جل وعلا ويليق به كما ان الصفات التي تضاف الى المخلوق تخص المخلوق وتليق به فما يضاف الى الله عز وجل فيه الكمال اللائق ذي الجلال سبحانه وتعالى والوصف الذي يضاف الى المخلوق يليق بالمخلوق وظعفه و ناقصين واورد المصنف رحمه الله حديث ابي هريرة رضي الله عنه وحديث قدسي عظيم في باب التوبة غفران الذنوب في هذا الحديث ان التوبة مفتوحة مفتوح بابها للعبد وان تكرر الذنب وان الواجب على العبد لا يستولي عليه الشيطان بتكرر الذنب منه بان يقول له تكرر منك العمل مرات وتبت مرات وها انت الان عدت فلا قبول لتوبتك هذا من الشيطان هذا من الشيطان من تاب وصدق مع الله سبحانه وتعالى في توبتي قبل الله جل وعلا منه توبته ولهذا قول آآ الله جل وعلا في خاتمة هذا الحديث اه القدسي اعمل ما شئت فقد غفرت لك اعمل ما شئت فقد غفرت لك المراد به انه ما دام على هذه الحال يعني ان فرط فرط منه ذنب ووقع في معصية بادر الى التوبة وسارع اليها فهو على خير الانسان ضعيف قد وكل بني ادم خطاء قد تزل به القدم قد اه تفتنه اه اه تفتنه الدنيا ومغرياتها قد تسوقه نفسه الامارة بالسوء قد يتسلط عليه الشيطان في وقت قد يجره قرين سوء يحف اشياء كثيرة تجره المعصية فان غلبت النفس على معصية ما لا يستسلم ولا يستمر بل عليه ان يبادر التوبة وان عاد الى الذنب نفسه اواخر فليبادر ايضا الى التوبة وليسارع اليها وليجاهد نفسه مرة اخرى على الا يقع في الذنب فان وقع فعليه ان يبادر في التوبة ويجاهد نفسه على ذلك فقوله جل وعلا اعمل ما شئت فقد غفرت لك يعني ما دام ان العبد على هذه الصفة في المسارعة للتوبة فالمطلوب اه من العبد في ضوء ما دل عليه هذا الحديث ان يجاهد اولا نفسه الا يقع في الذنب فان غلب على غلبت نفسه على الذنب فليبادر الى التوبة وليسارع اليها. نعم قال رحمه الله تعالى وفيه عن ابي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب ومسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها وهذا الحديث فيه ان باب التوبة مفتوح في كل وقت. وفي اي ساعة من ليل او نهار وان العبد لا ينبغي له ان ان يؤجل او يسوف في في توبته بل يبادر وبابها مفتوح في اي ساعة من ليل او نهار فالله سبحانه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل والعبد قد يقع منه ذنبه في في ليل او قد قد يقع منه في نهار فافاد هذا الحديث فائدة عظيمة جدا في في هذا الباب وهو ان العبد اذا وقع في الذنب في ليل او وقع فيه في نهار لا يطول في الرجوع الى الله والتوبة اليه سبحانه وتعالى من من ذنبه بل يبادر وليسارع فان قدر انه وقع في الذنب نهارا فلا يؤخر التوبة بل يبادر اليها لان الله سبحانه وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل فلا يزال باب التوبة مفتوح قال حتى تطلع الشمس من مغربها وهذا يأتي عليه يوم من الايام يفاجأ الناس واذا بالشمس بدل ان تطلع عليهم من المشرق كما هو المعتاد اذا بها تطمع من جهة المغرب وهذا اذن بخراب العالم وانتهاء هذه الحياة فاذا ظهرت هذه الاية الكبيرة من ايات الساعة فطلعت الشمس من مغربها لم تقبل التوبة حينئذ واذا رآها الناس امنوا جميعا لكن لا ينفع الايمان حين اذ او التوبة لانها توبة معاينة وليست توبة غيب توبة معاينة وايمان معاينة وليس ايمان غيب النافع هو الايمان بالغيبة ما الذي يعاين الاية الكبيرة فيؤمن او يعاين ملك الموت مثل ما سيأتي ما لم يغرغر اذا عاين ملك الموت وتاب لا تنفع التوبة نعم قال رحمه الله تعالى وفيه عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان في من كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا. فسأل عن اعلم اهل الارض فدل على راهب فاتاه فقال انه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟ فقال لا فقتله كمل به مئة ثم سأل عن اعلم اهل الارض فدل على رجل عالم فقال انه قتل مئة نفس فهل له من توبة؟ فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة تنطلق الى ارض كذا وكذا فان بها اناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم. ولا ترجع الى ارضك فانها ارض سوء فانطلقا حتى اذا فانطلق حتى اذا نصف الطريق اتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب قالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله وقالت ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا قط فاتاهم ملك في صورة ادمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الارضين فالى ايتهما كان ادنى فهو له. فقاسوه فوجدوه ادنى الى الارض التي اراد. فقبضته وملائكة الرحمة قال قتادة فقال الحسن ذكر لنا انه لما اتاه الموت نائب بصدره وفي رواية فلما كان في بعض الطريق ادركه الموت فناء بصدره ثم مات فاختصفت في فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فكان الى القرية الصالحة اقرب منها شبرا فجعل من اهلها وهذا الحديث حديث عظيم في باب التوبة وان الله سبحانه وتعالى لا يتعاظم ذنب ان يغفره مهما عظم الذنب وكبر ومن المعلوم ان قتل النفس المعصومة بغير حق هو اعظم جرم واكبر ذنب بعد الاشراك بالله فانه ما عصي الله سبحانه وتعالى بعد الاشراك به والكفر بذنب كالقتل فهو اعظم ذنب عصي الله سبحانه وتعالى به سواء قتل المرء نفسه وهو ما يسمى بالانتحار او قتل غيره فهذا اعظم ذنب عصي الله جل وعلا به بعد الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى وهذا الذنب كغيره من الا الذنوب باب التوبة فيه مفتوح والله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم في سورة الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب الا من تاب اي من تاب من هذه الذنوب او بعضها ان كان وقع فيها او في غيرها لانه ذكر آآ توبة الله على من تاب من هذه الذنوب وهي اكبر الذنوب دليل على توبته جل وعلا على ما هو دونها من الذنوب ان تاب منه العبد واناب الى الله سبحانه وتعالى فباب التوبة الى الله عز وجل مفتوح لكل مذنب لكل مسرف مهما كان ذنبه وعظم جرمه فان الله سبحانه وتعالى يقبل توبة التائبين وقصة هذا الرجل قصة هذا الرجل قصة عجيبة جدا لنتأمل ما جاء في الحديث من قول ملائكة الرحمة في وصف هذا الرجل قال جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله وهذه هي التوبة الصادقة النافعة هذه هي التوبة الصادقة النافعة ان ان يأتي التائب مقبل بقلبه الى الله عز وجل وهذا ايضا يسمى الانابة الرجوع الى الله عز وجل الاقبال عليه وترك المعاصي والاثام وراء ظهره وراء ظهره فيأتي مقبلا على الله منيبا ليس له آآ مطمع الا ان يعفو عنه العفو الغفور سبحانه وتعالى فمن اتى مقبلا على الله منيبا اليه جل وعلا صادقا في توبته مع الله عز وجل قبل منه جل وعلا توبته قد دل هذا الحديث على فضل اهل العلم وعظيم مكانتهم وايضا دل على خطورة القول على على الله او في دينه او في شرعه بغير علم التدين المرء واشتغاله بالعبادة ليس مخولا له ولا مسوغا ان يفتي في دين الله عز وجل وان يقول هذا يجوز او هذا لا يجوز او هذا يصلح او لا يصلح هذا مقام اهل العلم هذا مقام اهل العلم فاذا اشتغل العابد بما هو خاص باهل العلم ورط نفسه وورط ايضا غيره ومن ارشد الى غير رشد فانما اثمه على من ارشده فالباب خطير وليس بالهين. ففي هذا الحديث فظل اهل العلم وعظيم مكانتهم ورفيع درجتهم وايضا ان ان من شأن اهل العلم الفقيه في دين الله عز وجل الا يقنطوا الناس من رحمة الله فالفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله عز وجل ولا ييأسهم من روحه سبحانه وتعالى مهما كان اسراف العبد ومهما كانت ذنوبه فان الله عز وجل يقبل توبة التائبين ومن نصح هذا العالم لهذا الرجل القاتل لهذه النفوس الكثيرة انه بين انه بين له ان باب التوبة مفتوح مهما عظمت الذنوب وفي الوقت نفسه دله على طريق التوبة الصحيح ومسلكها القويم الذي يتحقق بسلوك العبد له حصول التوبة وتحققها نعم قال رحمه الله تعالى وفيه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان اناسا من اهل الشرك كانوا قد قتلوا واكثروا وزنوا واكثروا فاتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تقول وتدعو اليه لحسن لو تخبرنا هل لما عملنا كفارة فنزل فنزل والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ونزل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وقال محمد بن اسحاق هذا الحديث ايضا حديث عظيم جدا في في في هذا الباب وهو باب التوبة من كل الذنوب مهما كان اه كانت ذنوب المرء ومهما كثرت فهؤلاء آآ الذين كانوا من اهل الشرك قد قتلوا واكثروا وزنوا واكثروا يعني وقعوا في ذنوب عظام واكثروا منها واسرفوا اسرافا عظيما على انفسهم فيها كثير من هؤلاء واتمنى ان ننتبه لهذا الجانب وخاصة من يوفقه الله للاشتغال بالدعوة فهذا الحديث فيه فائدة عظيمة جدا في دعوة غير المسلمين. كثير من هؤلاء قد يدرك حسن الدين قد يدرك حسن الدين الاسلامي وانه الدين الصحيح لكن يأتيه الشيطان من جهة وهذا يحصل كثيرا. يأتيه الشيطان من جهة ويقول لهذا الدين العظيم الذي بهذه الصفات مثلك لا يصلح له مثلك لا يصلح لها. انت فعلت وفعلت وفعلت وفعلت واكثرت وهذا دين عظيم مليء بالمحاسن فمثلك لا يصلح ان يكون من اهل هذا الدين فيقطعه عن الدين من هذه الجهة وهذا يحصل كثيرا يقطعهم عن الدين وعن الدخول فيه. من من هذه الجهة واذكر اه قصة ارويها لما فيها من فائدة احد آآ الدعاة الى الله سبحانه وتعالى من خلال الا وسائل الاتصال يراسل يذكر محاسن لدين الله عز وجل احيانا يدخل في نقاش بعض بعض الراغبين بما يذكره في ذكر انه مرة كان يراسل آآ شخصا فاقتنع بصحة هذا الدين وقال انا الان اقتنعت ان هذا الدين هو الدين الصحيح وانه لا يوجد على وجه الارض الدين اصح منه انا مقتنع تماما بذلك ولكنني فعلت وفعلت وفعلت وفعلت وفعلت واخذ يعدد الا الذنوب التي ارتكبها واذا هي عظائم كبيرة جدا قال مثلي ما اظن هذا الدين يقبل مثل شخص بهذه الصفة انظر هذا الحديث ان اناسا من اهل الشرك كانوا قد قتلوا واكثروا وزنوا واكثروا فاتوا محمدا فقالوا ان الذي تقول وتدعو اليه حسن لو تخبرنا هل لعملنا كفارة؟ يعني هذه الذنوب الكثيرة التي وقعنا فيها هل يمكن ان ندخل في الدين مع عظم الجرائم او عظم الذنوب التي ارتكبناه ووقعنا فيها فنزل قول الله تعالى والذين لا يدعون الى قوله الا من تاب. ونزل اه قوله لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا مهما كانت الذنوب يقول فمباشرة هذا الشخص الذي احدثكم عنه يقول مباشرة هداني الله الى الى امر قلت له في معاصيك وذنوبك الكثيرة هل بلغ عدد الاشخاص الذين قتلتهم خمسين شخصا يقول فغضب ورد علي جوابا مغضبا قال ما وصلت الى الى هذا الحد ما قتلت احد ما قتلت احد فيقول فعدت عليه قلت ولا واحد؟ قال ولا واحد. يقول فرويت له هذا الحديث رويت له هذا الحديث قصة القاتل يقول مجرد ما وصل الحديث ارسل لي النطق بالشهادتين. ودخل في الاسلام بهذا الحديث العظيم لا يقنط الناس من آآ التوبة الى الله ورحمة الله جل وعلا وسعت كل شيء ويقبل التوبة من التائبين مهما كانت ذنوبهم ومهما كانت خطاياهم اذا صدقوا مع الله عز وجل في توبتهم. نعم قال رحمه الله تعالى وقال محمد بن اسحاق قال نافع عن عبد الله ابن عمر عن عمر رضي الله عنهما في حديثه قال وكنا نقول ما الله بقابر ممن افتتن صرفا ولا عدلا ولا توبة عرفوا الله ثم رجعوا الى الكفر لبلاء اصابهم. قال وكانوا يقولون ذلك لانفسهم. قال فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انزل الله تعالى فيهم وفي قولنا وقولهم لانفسهم قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. وانيبوا الى بكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون. واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون قال عمر رضي الله عنه فكتبتها بيدي في صحيفة وبحثت وبعثت بها الى هشام بن العاص رضي الله عنه قال فقال هشام لما اتتني جعلت اقرأها بذي طوى اصعد بها فيه واصوب ولا افهمها حتى قلت اللهم افهمني قال فالقى الله عز وجل في قلبي انها لعلها اصعد وتراجع وصعد بها واصوب نعم يعني اخد يدقق النظر في الصحيفة وينظر ويتأمل ويعيد النظر نعم احسن الله اليكم قال فالقى الله عز وجل في قلبي انها انما انزلت فينا وكنا نقول في انفسنا ويقال فينا فرجعت الى بعيري فجلست فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة. نعم يعني هذا آآ نصح عظيم من عمر ابن الخطاب رضي الله عنه نصف عظيم منه وكتب له هذه اه هذه الصحيفة بيده حرصا على هدايته ولان لا يستولي عليهم الشيطان بتلك الشبهة التي يلقيها كثيرا في نفوس من يريد التوبة ولا سيما من يذنب الذنب ثم يتوب ثم يعود استولي عليه الشيطان يعمل على عودة على عدم عودته للتوبة اخرى ويقنطه من من رحمة الله سبحانه وتعالى. والحاصل ان هذه النصوص كلها في فيها ان باب التوبة مفتوح للعبد في اي ساعة من ليل او نهار ما لم تطلع الشمس من مغربها وما لم يصل الى مرحلة الغرغرة غرغرة الروح ومعاينة ملائكة الموت نعم قال رحمه الله تعالى والاحاديث في شأن التوبة والحث عليها وفي تكفيرها للذنوب كثيرة جدا لها مصنفات مستقلة وحيث وحيث ذكرت من الايات والاحاديث فانما المراد بها التوبة النصوح وهي التي اجتمع فيها ثلاثة شروط الاول الاقلاع عن الذنب الثاني الندم على فعله الثالث العزم على الا يعود فيه فاذا كان في ذلك الذنب حق لادمي لزم استحلاله منه ان امكن للحديث الذي قدمنا من كان عنده لاخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم فانه ليس ثم دينار ولا درهم الحديث في الصحيح وهذه الشروط في كيفية التوبة واما الشرط في زمانها فهو ما اشرنا اليه في المتن بقولنا قبل الغرغرة وهي حشرجة الروح في الصدر والمراد بذلك الاحتضار عندما يرى الملائكة ويبدأ بها السياق قال الله تبارك وتعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. فاولئك توبوا الله عليهم وكان الله عليما حكيما. وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما وعن ابي العالية انه كان يحدث ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون كل ذنب اصابه عبد فهو جهالة رواه ابن جرير وقال عبد الرزاق اخبرنا معمر عن قتادة قال اجتمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأوا ان كل شيء عصي الله به فهو جهالة عمدا كان او غيره وقال مجاهد كل عامل بمعصية الله فهو جاهل حين عملها. يعني المقصود حتى وان كان على علم بانها معصية وانها ذنب وانها حرام وان عليها من العقوبة كذا وكذا فوقوعه في المعصية جهالة وقوعه في المعصية جهالة جهالة عظيم حق الله على عبده بالبعد عن الذنوب ومجانبة بارتكابها واقترافها. نعم وقال ابن عباس رضي الله عنهما من جهالته عمل السوء وعنه رضي الله عنه قال ثم قال في قوله تعالى ثم يتوبون من قريب قال بينه وبين ان ينظر الى ملك الموت هذا كلام عظيم ابن عباس من جهالته عمل السوء او عمل السوء اذا وقع في عمل السوء هذا من جهالته. من جهالته بالله وحقوقه خطورة الذنب وسوء مغبتها نعم قال رحمه الله تعالى وقال الضحاك ما كان دون الموت فهو قريب. وقال قتادة والسدي ما دام في صحته وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال الحسن البصري وقال الحسن البصري ثم يتوبون من قريب ما لم يغرغر. وقال من قريب يعني المعنى في هذه الاية ما لم يغرغرها فكل ما كان قبل الغررة فهو من قريب توبة من قريب اذا حصلت الغرغرة حينئذ لا تكون التوبة مقبولة. نعم وقال عكرمة الدنيا كلها قريب وروى الامام احمد وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما عنه قال عكرمة الدنيا كلها قريب يعني هو وقت كون الانسان في هذه الدنيا فالتوبة مفتوحة له وبابها مفتوح لكن ان جاء نهاية الدنيا سواء دنياه هو بشخصه او الدنيا بعموم بظهور الايات العظام على خراب الدنيا وانقضائها لا تقبل التوبة حينئذ. اما الدنيا كلها قريب كلها باب توبة لكن اذا انتهت الدنيا بالغرغرة او بطلوع الشمس فحين اذ لا تكون التوبة مقبولة نعم قال وروى الامام احمد وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقبل توبة العبد ما لم غير وله عن عبدالرحمن بن البيلماني قال اجتمع اربعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احدهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله تعالى يقبل توبة العبد قبل ان يموت بيوم فقال الاخر انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم. قال وانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يقبل توبة العبد قبل ان يموت بنصف يوم فقال الثالث انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم. قال وانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نقول ان الله يقبل توبة العبد قبل ان يموت بضحوى وقال الرابع انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم. قال وانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه وروى ابن مردويه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر وهذا توقيت زمان التوبة في حق كل فرد من العباد واما في حق عمر الدنيا فقد تقدم في واما كذا عندك اي نعم نعم واما في حق عمر الدنيا فقد تقدم في الايات والاحاديث انها تنقطع بطلوع الشمس من مغربها لانها اول ايات القيامة العظام وحين الاياس من الدنيا كما ان رؤية ملك الموت اية الانتقال من الدنيا وحين من الحياة نعم يعني ان التوبة لا لا يزال بابها مفتوح ما لم يحصل احد امرين اما اه قياس المرء في نفسه هو من الحياة بمعاينة ملك او ملائكة الموت حين يجيئون لقبض روحه فالتوبة حينئذ لا تقبل او حين ياسين من الحياة بخراب الدنيا وظهور العلامات الكبار على اه قرب انقضائها ودنو قيامها بطلوع الشمس من مغربها فحينئذ ايضا التوبة لا تكون مقبولة لان التوبة في هاتين الحالتين توبة معاينة ومشاهدة فلا تكونوا مقبولة نعم قال رحمه الله تعالى قال الله تبارك وتعالى قبلها لانها اول الايات ايات القيامة العظام وحين الاياس من الدنيا كما ان رؤية ملك الموت اية الانتقال من الدنيا وحين الاياس الى الحياة وكذلك الامم المخسوف بها انقطعت التوبة عنهم برؤيتهم العذاب قال الله تبارك وتعالى افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اكثر منهم واشد قوة واثارا في الارض فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. فلما رأوا بأسا ما قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون. نعم وهذه ثالثة ختم بها رحمه الله لا يكون عند وجودها قبولا للتوبة وهي عندما يروا بأس الله وعقوبته التي يحلها الله سبحانه وتعالى الامم المكذبة العاتية عن امر الله فاذا احلت العقوبة ونزل العذاب الدنيوي المعجل فتابوا حينئذ لا تكونوا توبتهم حينئذ مقبولة وهو راجع الى ما سبق لان هذه توبة معاينة الموت توبة معاناة للموت من عاين الموت وآآ حضره الموت فتاب لا تقبل توبته حينئذ كما تقدم معنا في الحديث تقبل توبة احدكم ما لم يغرغر يعني اذا حصلت الغرغرة ففي هذه الحالة التوبة لا تكون مقبولة نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا اجمعين التوبة النصوح وان يصلح لنا شأننا كله. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم. ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا