بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين. قال واختلف السلف الصالح هل رأى نبي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج. فروى ابن خزيمة وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال اتعجبون دون ان تكون الخلة لابراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم وعن عكرمة قال سمعت ابن عباس وسئل هل هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه قال نعم. قال فقلت لابن عباس اليس يقول الله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار. قال لا ام لك ذلك نوره اذا تجلى بنوره لم يدركه شيء وروي عنه عن طريق عن طرق لا تحصى كثيرة من طرق وروي عنه من طرق لا تحصى كثيرة قال رأى لا تحصى كثرة لا تحصى كثرة قال رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه وعنه رآه بقلبه. وفي رواية رآه بفؤاده مرتين رواه مسلم وغيره وله عن ابي ذر رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ قال نور انا اراه وفي رواية قال رأيت نورا قال ابن خزيمة في قوله نور انا اراه هذا يحتمل معنيين على سعة لسان العرب احدهما الاثبات معناه انا اراه او كيف اراه فهو نور او او او فانما ارى نور ويؤيد هذا رواية رأيت نورا والمعنى الثاني النفي قال والعرب قد تقول ان على معنى النفي كقوله عز وجل قالوا انى يكون له الملك وعلينا الاية يريدون كيف يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ثم روي عن ابي ذر قال رآه بقلبه ولم يره بعينه وله عن عباد ابن منصور قال سألت الحسن فقلت ثم ثم دنى فتدلى ومن ذا يا ابا سعيد قال ربي وله عن المبارك بن فضالة قال كان الحسن يحلف بالله لقد رأى محمد صلى الله الله عليه وسلم ربه وله عن كعب قال ان الله اقسم ان الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد صلوات الله عليهما فرآه محمد مرتين موسى مرتين وروى ابن ابي حاتم عن عباد ابن منصور قال سألت عكرمة عكرمة عن قوله ما كذب الفؤاد ما رأى فقال عكرمة تريد ان ان اخبرك انه قد رآه؟ قلت نعم. قال قد رآه ثم قد رآه وروى ابن جرير عن محمد ابن كعب عن بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قلنا يا رسول الله هل رأيت قال لم اره بعيني ورأيته بفؤادي مرتين ثم ثم تلى ثم دنا فتدلى وقال البغوي وذهب جماعة الى انه رآه بعيني وهو انس والحسن وعكرمة قالوا رأى محمد ربه قال ابن كثير وقول البغوي فيه نظر. وروى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه مسألة تتعلق المسألة التي قبلها وهي الاسراء والمعراج وهي هل رأى النبي عليه الصلاة والسلام ربه عندما عرج به الى السماء على وجه خص به في تلك الليلة صلوات الله وسلامه عليه او لم ير ربه والاصل في الرؤية انتفاؤها في الدنيا للعموم كما قال عليه الصلاة والسلام اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا فالاصل ان الرؤيا للعموم منفية وليست حاصلة الا بعد الموت لما اتى موسى عليه السلام ميقات ربه وسأله ان يراه قال لن تراني وهذا النفي في قوله لن تراني اي في الدنيا لن تراني اي في الدنيا فالرؤية في للعموم منفية لكن هل خص نبينا عليه الصلاة والسلام ليلة المعراج بشيء له دون غيره صلوات الله وسلامه عليه او لا هذه مسألة فيها خلاف بين اهل العلم والمصنف رحمه الله ذكر الخلاف في ذلك منهم من اثبت ومنهم من نفى ومنهم من توقف لا تخرج اقوالهم عن هذه الثلاثة. منهم من اثبت انه رآه ومنهم من نفى ذلك ومنهم من توقف في اه في هذه المسألة ومن اثبت في الغالب الا العبارة التي تنقل فيها اطلاق مثل رأى ربه وهو محتمل ان يكون اراد بالباصرة او اراد بفؤاده فمثلا ابن عباس رضي الله عنهما جاء عنه انه قال رآه وجاء عنه في بعض الروايات الاخرى رآه بقلبه او رآه بفؤاده ولهذا حمل بعض اهل العلم المطلق من قوله على المقيد فجعل قوله موافقا لقول لقول غيره انه لم يره بعينه وانما رآه بفؤاده ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لربه في المنام هذه ثابتة ورؤياه لربه في المنام هذه ثابتة وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال رأيت ربي في احسن صورة قال الحافظ ابن كثير رحمه الله هذه رؤية منامية ومن قال انها يقظة فقد ابطل يعني قال قولا غير صحيح الحاصل ان الخلاف في هذه المسألة اه قديم اقوال اهل العلم فيها ثلاثة منهم من اثبت ومنهم من نفى ومنهم من توقف نعم قال رحمه الله وروى البخاري ومسلم عن مسروق قال قلت لعائشة رضي الله عنها يا امتاه هل رأى صلى الله عليه وسلم ربه فقالت لقد قف شعري مما قلت اين انت من ثلاث من حدثك هن قد كذب من حدثك ان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب ثم قرأت لا تدركه الابصار صار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب. ومن حدثك انه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ومن حدثك انه كتم فقد كذب ثم قرأت يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك الاية ولكنه رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم عن مسروق قال كنت متكئا عند عائشة رضي الله عنها فقالت يا ابا ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد اعظم على الله الفريا قلت ما هن؟ قالت من زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد اعظم على الله الفريا قال وكنت متكئا فجلست فقلت يا ام المؤمنين انظريني ولا تعجليني. الم يقل الم يقل الله عز وجل؟ ولقد رآه بالافق المبين ولقد رآه نزلة اخرى فقالت انا اول هذه الامة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انما هو جبريل لم اره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين منهبط منهبطا من السماء سادا اعظم خلقي خلقه ما بين السماء الى الارض فقالت اولم تسمع ان الله يقول لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير او او لم تسمع ان الله يقول وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحي او من وراء حجاب او يرسل رسول فيوحي باذنه ما يشاء انه علي حكيم قالت ومن زعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد اعظم على الله الفريا والله يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته قالت ومن زعم انه يخبر بما يكون في غد فقد اعظم على الله الفريا والله يقول قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وزاد في رواية قالت ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا مما انزل اليه لكتم هذه اية واذ تقول للذي انعم الله علي وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله ومبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه وعن ابي هريرة وابن مسعود في اية النجم مثل قول عائشة قال ابو يعني قول اه قول عائشة رضي الله عنها في اية النجم ولقد رآه بالافق المبين ولقد رآه نزلة اخرى وان المعنى في الاية انه رأى جبريل والرؤية المذكورة هنا هي رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لجبريل على صورته الحقيقية لانه رآه كثيرا متمثلا على صورة بشر لكن رؤيته له على صورته الحقيقية كانت مرتين ذكرتا في هذا السياق الاول في قوله ولقد رآه بالافق المبين والثاني ولقد رآه نزلة اخرى فمرة عند سدرة المنتهى ومرة رآه عليه الصلاة والسلام وقد سد الافق فالرؤية هنا هذا هو المراد بها وعائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى الاية فاخبرها بذلك قال ان ذاك جبريل فحملها على رؤية النبي صلى الله عليه وسلم فعلى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه لا وجه له والاستدلال بها على ذلك لا وجه لها لان لان الاية مفسرة وقد فسرها بذلك النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله قال ابو بكر بن خزيمة رحمه الله في قول عائشة رضي الله عنها فقد اعظم على الله الفريا قال هذه لفظة لفظة احسب احسب عائشة تكلمت بها في وقت غضب كانت لفظة احسن كانت لفظة احسن منها يكون فيها درك لبغيتها كان اجمل بها ليس ليس يحسن في اللفظ ان يقول قائل او السياق يدل على لحظة غضب لانه قال قال مسروق كنت متكئا عند عائشة رضي الله عنها فقالت يا ابا عائش ثلاث من تكلم بواحدة منهن منهن فقد اعظم على الله الفريان يعني ليس موقفا آآ يظهر فيه من السياق انها لحظة غضب في ظهر ان هذا ليس آآ ليس يعني ظاهرا في سياق القصة نعم احسن الله اليك قال ليس يحسن في اللفظ ان يقول قائل او قائلة قد اعظم ابن عباس الفدية وابو ذر وانس ابن مالك وجماعات من الناس الفرية على ربهم ولكن قد يتكلم المرء عند الغضب باللفظة التي يكون غيرها احسن واجمل منها. اكثر ما في هذا ان عائشة رضي الله الله عنا وابا ذر وابن عباس رضي الله عنهما وانس بن مالك رضي الله عنه قد اختلفوا هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه فقالت عائشة رضي الله عنها لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم ربه وقال ابو ذر وابن عباس رضي الله عنهما قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه نعم يعني جاء عن بعض الصحابة انه قال رأى ربه هكذا بالاطلاق وجاء عنه تقييد هذه الرؤية في بعض الروايات بقلبه او بفؤاده فاذا حمل قوله المطلق على المقيد لم يكن اه لم يكن هناك خلاف في المسألة لما عليه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها من نفي الرؤية. نعم قال وقد اعلنت في مواضع من كتبنا ان النفي لا يوجب علما والاثبات هو الذي يوجب العلم لم تحكي عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اخبرها انه لم يرى ربه عز وجل. وانما تلت قوله عز وجل لا تدركه الابصار. وقوله وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا ومن تدبر هاتين الايتين ووفق لادراك الصواب علم انه ليس في واحدة من الايتين ما يستحق قال ان محمدا رأى ربه الرمي بالفدية على الله كيف بان يقول قد اعظم الفدية على الله ثم قال رحمه الله تعالى فقد ثبت عن ابن عباس اثباته ان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه لكن جاء عنه في بعض الروايات تقيد ذلك بالفؤاد ان رآه بفؤاده رآه بقلبه نعم قال وبيقين يعلم كل يعلم نعم. وبيقين يعلم كل عالم ان هذا ليس من الجنس الذي يدرك بالعقول والاراء والجنان والظنون. ولا ولا يدرك مثل هذا العلم الا من طريق النبوة اما بكتاب او بقول نبي مصطفى. نعم يعني كانه يقول انه يحمل آآ على الرفع اما جاء عن ابن عباس لانه ليس من قبيل الرأي لكن الذي جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما جاء في بعض الروايات عنه تقييده بالقلب وبالفؤاد نعم احسن الله اليك قال ولا اظن احدا من اهل العلم يتوهم ان ابن عباس قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه برأي ولا ظن لا ولا ابو ذر ولا انس ابن مالك نقول كما قال معمر ابن راشد لما ذكر اختلاف عائشة رضي الله عنها وابن عباس في هذه المسألة مع عندنا اعلم من ابن عباس نقول عائشة الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله عالمة فقيهة. كذلك ابن عباس رضي الله عنهما ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم له ان يرزق الحكمة والعلم. وهذا معنى من الدعاء وهو المسمى ترجمان القرآن. وقد كان الفاروق رضي الله عنه يسأله عن معاني القرآن لا يقبل منه وان خالفه غيره ممن هو اكبر سنا ممن هو اكبر سنا منه واقدم صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم واذا اختلف فم حال ان يقال قد اعظم ابن عباس على الله لانه قد اثبت شيئا نفته عائشة رضي الله عنها والعلماء لا يطلقون هذه اللفظة وان غلط بعض العلماء في معنى الاية من كتاب الله عز وجل او خالفوا سنة او سننا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم لم تبلغ المرأة تلك السنن فكيف يجوز ان يقال اعظم على الله من اثبت شيئا لم ينفه كتاب ولا سنة. فتفهموا هذا لا تغالطوا ثم قال رحمه الله تعالى وقد كنت قديما اقول ان عائشة حكت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كانت تعتقد في هذه المسألة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه جل وعلا وان النبي صلى الله عليه وسلم اعلمها بذلك وذكر ابن عباس رضي الله عنهما وانس ابن مالك وابو ذر رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى ربه لعلم كل عالم يفهم هذه الصناعة ان الواجب من طريق العلم والفقه قبول قول من رأى من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى ربه اذ جائز ان هذا اذا انثبت ان ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك روي ذلك عنه ونقل لكن في النقول التي جاءت ليس هناك اه شيء صريح بل تقدم معنا حديث ابي ذر رظي الله عنه ان ان ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل هل رأى ربه؟ فقال نور انا اراه نور انا اراه وليس هناك في المروي عنه صلى الله عليه وسلم ما فيه اثبات الرؤية صراحة نعم قال اذ جائز ان تكون عائشة رضي الله عنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لم ارى ربي قبل ان يرى عز وجل ثم ثم يسمع غيرها ان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر انه قد رأى ربه بعد رؤيته ربه. بعيد الاحتمال لان الكلام الذي نقل عن عائشة لم ينقل عنها قديمة وانما بعد ما حصل او وجد الخلاف وانه نقل عن بعض الصحابة ان ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه نعم ويكون الواجب من طريق العلم قبول خبر من اخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه انتهى كلامه رحمه الله نعم يعني الشيخ رحمة الله عليه هنا في هذه المسألة كفى بالنقل عن الامام بن خزيمة رحمه الله في كتابه آآ التوحيد في كتابه التوحيد وابن خزيمة رحمه الله يذهب الى ذلك كما واضح في في سياق التقرير الذي نقله عنه يذهب الى ذلك الى اثبات آآ رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه وبين يدي الان نقلين فيهما خلاصة نافعة جدا بهذه المسألة الاول منهما في زاد المعاد لابن القيم ونقل فيه نقلا مفيدا عن شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مسألة عقدها في زاد المعاد رحمه الله هل رأى ربه صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج او لم يراه قال فصح عن ابن عباس رضي الله عنهما انه رأى ربه وصح عنه انه قال رآه بفؤاده وصح عن عائشة وابن مسعود انكار ذلك وقال ان قوله ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى انما هو جبريل وصح عن ابي ذر رضي الله عنه انه سأله هل رأيت ربك فقال نور انا اراه اي حال بيني وبين رؤيته النور كما قال في لفظ اخر رأيت نورا هذه مفسرة وموضحة للرواية الاخرى نور ان اراء اي حالة بيني وبين رؤيته النور وقد حكى عثمان ابن سعيد الدارمي اتفاق الصحابة على انه لم يره على انه لم يره اي بعينه ويكون ما جاء عن بعضهن اه انه رآه هكذا بالاطلاق محمول على المقيد من من قوله مثل ما جاء عن ابن عباس رآه بفؤاده فيحمل المطلق على المقيد قال شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه ليس قول ابن عباس انه رآه مناقضا لهذا ولا قوله رآه بفؤاده وقد صح عنه انه قال رأيت ربي تبارك وتعالى صح عنه اي النبي صلى الله عليه وسلم رأيت ربي تبارك وتعالى ولكن لم يكن هذا في الاسراء ولكن كان في المدينة لما احتبس عنهم في صلاة الصبح ثم اخبرهم آآ بانه رأى ربه تلك الليلة يعني في المنام ولهذا نقلت عن ابن كثير رحمه الله انه قال تلك رؤية في المنام ومن قال انها يقظة فقد ابطل قال وعلى هذا بنى الامام احمد رحمه الله وقال رآه حقا فان رؤيا الانبياء حق يعني في المنام ولابد ولكن لم يقل احمد رحمه الله انه رأه بعين رأسه يقظة ومن حكى عنه ذلك فقد وهم عليه هل رآه حقا يقصد في المنام ورؤيا الانبياء حق لكن لم يقل رآه بعينه يقظة ومن حكى عنه ذلك فقد وهم عليه ولكن قال مرة رآه ومرة قال رآه بفؤاده فحكيت عنه روايتان اي الامام احمد مثل ما حكي عن ابن عباس وحكيت عنه الثالثة من تصرف بعض اصحابه حكي عن الامام احمد الثالثة من تصرف بعض اصحابه انه رآه بعين رأسه وهذه نصوص احمد موجودة ليس فيها ذلك. ليس فيها رآه بعين رأسه وانما قال رآه حقا يقصد ان رؤيا الانبياء حق وهو قد رأى ربه في اه في المنام وليس المعنى انه رآه بعيني بعيني رأسه قال واما قول ابن عباس انه رآه بفؤادي مرتين فان كان استناده الى قول قول الله تعالى ما كذب الفؤاد ما رأى ثم قال ولقد رآه نزلة اخرى والظاهر انه مستنده فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم ان هذا المرء جبريل رآه مرتين في صورته التي خلق عليها وقول ابن عباس هذا هو مستند الامام احمد في قوله رآه بفؤاده. والله اعلم واما قوله تعالى في سورة النجم ثم دنا فتدلى فهو غير الدنو والتدلي في قصة الاسراء فان الذي في سورة النجم هو دنو جبريل وتدليه كما قالت عائشة وابن مسعود والسياق يدل عليه فانه قال علمه شديد القوى وهو جبريل ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى ثم دنا فتدلى اي جبريل عليه السلام فالضمائر كلها راجعة الى هذا المعلم يعني جبريل الشديد القوى وهو ذو المرة اي القوة وهو الذي استوى بالافق الاعلى وهو الذي دنا فتدلى فكان من محمد صلى الله عليه وسلم قدر قوسين او ادنى فاما الدنو والتدلي الذي في حديث الاسراء فذلك صريح في انه دنو الرب تبارك وتعالى وتدلي ولا تعارض في سورة النجم لذلك بل فيها انه رآه نزلة عند سدرة المنتهى هذا هو جبريل رآه محمد صلى الله عليه وسلم على صورته مرتين مرة في الارظ ومرة عند سدرة المنتهى والله اعلم النقل الثاني عن الامام بن كثير رحمه الله في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم عقد فصلا يتعلق بقصة الاسراء والمعراج ثم اتبعه ذكر ما يتعلق بهذه المسألة هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه اه حين عرج به الى السماء او لا قال قال ابن كثير ورأى ربه عز وجل ببصره على قول بعضهم ورأى ربه عز وجل ببصره على قول بعضهم وهو اختيار الامام ابي بكر بن خزيمة من اهل الحديث تقدم معنا نقل الشيخ وتبعه في ذلك جماعة من المتأخرين وروى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه رآه بفؤاده وانكرت عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها رؤية البصر وروى مسلم عن ابي ذر قلت يا رسول الله رأيت ربك؟ قال نور انا اراه والى هذا ما لا جماعة من الائمة قديما وحديثا اعتمادا على هذا الحديث واتباعا لقول عائشة رضي الله عنها قالوا هذا مشهور عنها ولم يعرف لها مخالف من الصحابة الا ما روي عن ابن عباس انه رآه بفؤاده ونحن نقول به نعم ونحن نقول به يعني رؤية الفؤاد نثبتها لكن الشأن في اثبات آآ رؤية العين او الرؤية بالبصر وما روي في ذلك من اثبات الرؤيا بالبصر فلا يصح شيء من ذلك لا مرفوعا بل ولا موقوفا هذا كلام ابن كثير قال وما روي في ذلك من اثبات الرؤيا بالبصر فلا يصح شيء من ذلك لا مرفوعا بل ولا موقوفا والله اعلم ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا