السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله جميعا وحيا الله الاخوة المشاهدين والمشاهدات احييكم يا شيخ توقفنا في الدرس الماضي يا شيخ ايمان باليوم الاخر الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد من اركان الايمان الستة هي الايمان الركن الخامس الايمان باليوم الاخر. ذكرنا الايمان بالله وذكرنا الامام بملائكته وكتبه ورسله وتوقفنا عند الايمان باليوم الاخر الايمان باليوم الاخر هو الايمان بما يكون بعد الموت وسمي اليوم الاخر بذلك لانه اخر ايام الدنيا وقيل لانه يوم ليس بعده يوم. ليس بعده يوم فهو اخر الايام هو اخر الايام فليس بعده يوم اخر فبعد اليوم الاخر بعد اليوم الاخر اما جنة واما نار. اما فريق في الجنة واما فريق في السعير الايمان باليوم الاخر ان تؤمن ان الناس بعد موتهم يبعثون وانهم يجازون وانهم يسألون ويحاسبون. ويتضمن الايمان باليوم الاخر يتضمن امور اولا يتضمن الايمان بالبعث الامام البعث فلابد لكل موحد يؤمن انه بعد موته سيبعث هذا الامر الاول الايمان بالبعث وان الانسان بعد موته سيبعث وآآ سيبعثه الله عز وجل وهناك ايمان اجمالي وهناك من تفصيل الذي يلزمنا هنا الايمان بالبعثة ان تؤمن انك بعد صوتك تبعث وتبعث وتلقى الله عز وجل. هذا الامر الاول. الامر الثاني ايضا الايمان بالحساب والجزاء. وان الانسان بعد بعثه حاسبوا ويجازى يحاسب ويجازى الامر الثالث بعد ذلك الايمان بان الناس بعد حساب وجزائهم اما يدخل الجنة واما يدخل واما ان يدخل واما ان يدخل النار فيكون ذلك متضمن الايمان بالجنة والنار اه اذا هذا ما يتعلق بالايمان بالايمان باليوم الاخر اه اذا اولا نقول اه عرفنا معنى الامام باليوم الاخر وهو الايمان بما يكون في ذلك اليوم من بعث وحساب وجزاء وما يكون بعد ذلك من العاقبة وهي الجنة او نار وهذا يسمى بالايمان الاجمالي ان تؤمن ايمانا اجماليا ان الله عز وجل يبعث الخلائق بعد موتهم واذا بعثهم فانه يحاسبهم ويجازيهم. واذا حاسبهم وجازاهم فانهم بعد الحساب الجزاء يتفرقون اما الى سعيد واما الى شقيق اما الايمان التفصيلي فهو ان يؤمن بتفاصيل ذلك اليوم. يؤمن بتفاصيل ذلك اليوم يدخل ايظا مع الايمان الاجمالي الايمان بما يكون في البرزخ بما يكون في البرزخ فيؤن الانسان ان في برزخه انه يحاسب انه يسأل ويسأل عن ثلاث مسائل عن ربه وعن دينه وعن نبيه صلى الله عليه وسلم. ثم يكون قبره اما روضة واما حفرة من حفر النار. هذا ايمان اجمالي اما الايمان التفصيل فهو يؤمن بتفاصيل ذلك اليوم وتبتدأ سلسلة اليوم الاخر بخروج الروح عندما تخرج الروح من الجسد تبتدأ هذه السلسلة الاخروية وما تكون فيها من تفاصيل. فاول ذلك عند نزول ملك الموت فيؤمن ان ملك الموت يقبض ارواح الناس وانه اذا اراد ان يقبض روح المؤمن نزل معه حنوط من الجنة واكفان من الجنة ومعه ملائكة الرحمة حتى يجلس عند رأس ويقول اخرج عند رأسه ثم يقول يا ولي الله اخرجي ايتها الروح الطيبة من الجهاد الطيب اخرجي الى روح وريحان ورب غير غضبان فتخرج روحه اطيب ما تكون هذا ايضا من الايمان بما يكون بعد الموت فتخرج روحه ثم تصعد ثم يصعد بها الى السماء فتفتح لهم ابواب السماء فيصعد بها من كل سماء الى سماء ويشيعها من كل سماء مقربوها ويقولون هذه روح فلان ابن فلان باطيب اسماء التي كان يسمى بها في الدنيا ثم بعد ذلك يلقى الله عز وجل فيقول الله عز وجل افرشوا آآ يامر الله عز وجل باعادة هذه الروح الى الجسد وان يفرج له في قبره من الجنة ثم اذا عادت روحه الى قبره اذا عادت روحه الى جسده في قبره اتاه ملكان احدهم منكر والاخر نكير فيسألانه في قبره من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فاذا كان موقنا مؤمنا قال ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ثم يفتح له في قبره مد بصره ويفتح له باب الى الجنة ويأتيه من روحها وريحانها ويكون قبره روضة من رياض الجنة. ثم ينام ونومة العروس في قبره بجسده وروحه تكون في الجنة. بعد ذلك يكون مسألة البعث عندما يبقى الناس في قبورهم ما شاء الله ما شاء الله ان يبقوا ويفنى من ابن ادم كل شيء يفنى من ابن ادم كل شيء الا عجبة ذنب وهي عظمة صغيرة في اخر عصعصه او في اخر ظهره الحبة هي التي تبقى ولا تفنى فاذا كان قبل قبل قيام الساعة وقبل يوم القيامة انزل الله عز وجل من السماء ماء كمني الرجال. كمني قال فيخلص الى تلك الحبة التي هي هذه العجب الذنب فيتركب منها خلق الانسان فينبت ينبت اي كأن هذه الحبة تكون اي شيء تكون حبة يتركب منها خلق الانسان عظامه ولحمه ودمه وما شابه ذلك. فاذا اه اذا نزل هذا الماء الذي كالمني على تلك الاجساد البالية ولم يبقى الا عجب الذنب تركبت اعضاؤها اليدان والرأس وعاد الانسان كطبيعته. حتى اذا تكامل تكامل الشبان كملت خلقته نفخ امر الله عز وجل اسرافيل ان ينفخ في الصور. فاذا نفخ في الصور كان اسرافيل في صوره ارواح البشر جميعا وارواح الخلق جميعا فتنطلق كل رح الى قلب صاحبها. الذي في القبور تنطلق روحه اليه في قبره. والذي في قيعان البحار تنطلق روحه اليه في قاع البحر. والذي في رؤوس الجبال تنطلق الروح اليه في في شاهق الجبال وهكذا فهذا يسمى الان البعث بعث الناس من قبورهم وخرجوا من اذا خرجوا من قبورهم هناك الحشر وحشر الناس يتفاوت الناس فيه. فمنهم من يحشر حشر الوفد المكرم على ابل بيض. ويساق الى الله عز وجل ويساق الى ارض محشية كسوق المكرمين وهناك من يحشر على وجهه يسحب على وجهه في عرصات القيامة نسأل الله العافية والسلامة. بعد الحشر يجتمع الناس كلهم في ارض المحشر في صعيد واحد يجمعه يعني ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي والشمس قد دنت منهم مقدار ميل حتى تغلي الجماد وتفور من حر ذلك اليوم والناس في ذاك المقام حفاة العراة الغرلا وفي ذلك وهم حفاة عراة غلا وقد دنت الشمس مقدار مين؟ يأتي بعد ذلك اه ما يسمى بالمقام المحمود الذي يفزع الناس كلهم في هذا الموقف العظيم الى الانبياء. فيأتون نوح ويأتون ابراهيم ويأتون موسى وعيسى. وكلهم يقول لست لها لست لها حتى ينتهي الناس الى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول يا محمد الا ترى ما نحن فيه؟ الا تشفع لي عندك؟ من باب يأتي ربنا لفصل القضاء فيقول محمد صلى الله عليه وسلم انا لها انا لها. فينطلق الى ربه فيسجد قدر سبعة ايام. قدر جمعة عند عرش ربنا سبحانه وتعالى فيقول الله له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع يقول يا ربي امتي امتي فيأتي ربنا لفصل القضاء. اذا هنا الان الذي هو اما هذا بالمقام المحمود الذي يحمد الناس كلهم محمدا صلى الله عليه وسلم لهذه لهذا المقام الذي قامه صلى الله عليه وسلم ان يأتي ربنا لفصل قضائي سبحانه وتعالى بين عباده. فاذا اه جاء ربنا لفصل القضاء وتفرق الناس يقول لتتبع كل امة من ما كانت تعبد فتتبع اليهود يصور لها عزير فتتبعه وتتبع النصارى يصور له عيسى ستتبعه والاهل الاوثان الاوثان والطواغيت الطواغيت ثم يتهافتون في نار جهنم. كلهم يتهافون في نار جهنم ولا يبقى الا من كان على الاسلام من كل امة على الاسلام. فاتباع موسى يجمعهم الله واتباع عيسى يجمعهم الله الذين هم على التوحيد وعلى الاسلام. اما الكفار المشركون من من كل الامم فهؤلاء يتساقطون في النار قبل ان قبل ان يحاسب الله الخلاق يتساقطون ويتهافون لانهم يطلبون يطلبون الماء فيشار الى جهنم يحطو بعضها بعضا فيتهافتون فيها تهافت في النار فيبقى من الان بعد ذاك يبقى اهل الاسلام من كل امة. اهل الاسلام من كل امة. اهل الاسلام من امة موسى. اهل الاسلام من امة نوح. اهل الاسلام من امة ابراهيم وكل وكل متبع لنبي ممن هو على الحق يبقى مع نبيه في ذلك المقام. فاول من يفصل بينهم واول من يقضى بينهم واول من فعل الصراط هم امة محمد صلى الله عليه وسلم وهم امة عظيمة كما جاء في حديث موسى انه يقول فرأيت فرأيت سوادا كثيرا فظننت انها امتي اتفاقية موسى فرأيت سوادا قد سد الافق فقال هذه امتك معها سبعون الف يدخل الجنة بغير حساب. فامة محمد هي اكثر الامم وهي اشرف الامم وتحشر امة محمد على رتوى الناس فظلها في ذلك المقام اذا في هذا المقام الذي هو من الامام الاخر ان نؤمن ان ان الله يجمع الامم جميعا وانهم يجمعهم حفاة عراة غلا ثم يكسوهم الله عز وجل فاول من يكسى محمد صلى الله عليه وسلم وابراهيم عليه السلام ثم بعد ذلك يأتي ربنا لفصل القضاء ويحاسب ويجازيهم ويكون في ذلك في ذلك الحساب يكون هناك آآ حوض وميزان وصراط وبعد الصراط جنة او نار. فهناك حوض وهناك ميزان وهناك كتب تتطاير فاخذ الكتاب بيميني واخذ كتابه بشماله ثم الصراط ينصب على متن جهنم فيمر الناس على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر لمح البصر طب منهم من يمر كاجاود الخيل والركاب والابل ومنهم من يرهي هرولة هرولة ومنهم من يمشي مشي ومنهم من يحبو ومنهم من يخدش فينجو ومنهم من يكردس في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة. اه بعد ذلك اذا مر الناس على الصراط واول امة تجتاز هي امة محمد صلى الله عليه وسلم واول امة تحاسب هي امة محمد صلى الله عليه وسلم. واول امة توزن واعمالها هي امة محمد صلى الله عليه وسلم. فنؤمن ايضا ان هناك ميزان والميزان يتعلق لاول شيء الحوض الحوض لكل نبي حوض. واعظم الحيضان سعة واكثرها كيسان واحلاها واطيبها هو حوض محمد صلى الله عليه وسلم. ومن شرب منه لن يظمأ بعدها ابدا. بعد الحوض يأتي الميزان والميزان هو توزن الاعمال وتوزن الابدان وتوزن الصحائف. كل هذه توزن. توزن الاعمال فيؤتى باعمال الناس وتوضع في الميزان. ويؤتى بصحائف اعمال الكتب التي فيها الحسنات والسيئات وتوزن ايضا ثم يؤتى بالابدان التي اطاعت الله وعصت الله فتوزن ايضا عند الله عز وجل فهي هناك هناك موازين كثيرة ميزان الاعمال وميزان الابدان وميزان للصحائف والكتب. من ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. بعد الميزان يأتي يأتي آآ الكتب تتطاير الكتب فاخذ الكتاب بيمينه واخذ الكتاب بشماله. بعد الكتب التي فيها النجاة والفوز وفي الكتاب لقد سعد فلان ابن فلان سعى ليشقى بعدها ابدا هذا كتابك تجتاز به الى جنة عدل تجى به الى الجنة اي تدخل به الى الجنة. اما الذي اخذ كتاب شماله فهو كتاب فيه انه يهوى به في نار جهنم ويسقط في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة. ثم ينصب الصراط فيتساقط اصحاب يتساقط الذين كتب الله لهم الشقاء وينجو الذين كتب الله لهم السعادة والفلاح فيمرون على قدر ايمانهم واعمالهم اذا اشتدوا الصراط هناك قنطرة اخرى وهي قنطرة تصفية القلوب من الاغلال والاحقاد وهذي خاصة باهل الايمان. فقبل يدخل المؤمن الجنة تنزع ما في صدور من اغلال وينزع ما في من غل ويدخلون على قلب رجل واحد واذا دخلوا الجنة فهم يدخلون على صورة ابيهم ادم. طولهم ستون ذراعا وعرضهم سبعة اذرع. يدخل بهذه الصفة. واول زمرة تدخل الجنة هم سبعون الف صورتهم على صورة القمر ليلة البدر على صورة ابيهم ادم لا يدخل اولهم حتى يدخل اخرهم كل اخذ يد صاحبه بيمينه هذا يمسكه يدخلون جميعا وابواب الجنة عرظها اربعون والجنة عرضها اربعون خريفا وسيأتي عليها زمان وهي كظيظة بالزحام نسأل الله من فظله. بعد ذلك يتفرق الناس الى جنة والى نار. فاهل الجنة يخلدون فيها ابدا الاباد. واهل النار ينقسمون الى قسمين. قسم يدخله ويخرج منها وهم اهل التوحيد قسم يدخلها ولا يخرج منها ابدا. وعقيدة اهل السنة والجماعة في هذا ايضا انهم يعتقدون ان الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ابدا ولا اية ابن نعيم الجنة ولا يفنى عذاب النار وان اهل النار من كتب له فيها الخلود فانه لا يخرج منها ابدا ولا يذوق فيها موت ولا حياة. واما الذين يدخلها من اما الذي يدخله من اهل التوحيد فهم يعذبهم الله ما شاء ان يعذبهم ثم يدخلهم الجنة بعد ذلك. اذا هذا الايمان التفصيلي باليوم الاخر. وهذا الايمان ان يتعلق بالعلم. فكلما زاد ايمان العبد او كلما زاد علم العبد بتفاصيل ذلك اليوم وما يكون فيه من امور فان ايمانه يزيد ويلزمه ان يؤمن بتفاصيل ذلك اليوم اما الذي ليس فعندما العلم ما عند اهل العلم وانما فقط قرأ كتاب الله عز وجل فيلزمه ان يؤمن بما في كتاب الله من البعث بعد الموت ومن الحساب والنشور والجزاء ايها العقاب فيؤمن بذلك ايمانا مجملا ان الناس يبعثون من قبورهم وانهم يحاسبون ويجازون وانهم بعد الحساب والجزاء منهم من يأخذ كتابه يمينه ومنهم من يأخذ كتاب شماله ثم وانهم يؤتوا وزن اعمالهم وصحائفهم ثم بعد ذلك يدخلون اما الى الجنة واما الى النار. اما تفاصيل ذلك اليوم وما يكون فيه من تفاصيل واهوال وشدائد فهذا يؤمن به العبد ايمانا ايمانا تفصيليا وهذا يتعلق بعلم العبد واحاطته واطلاعه على اه سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذا الايمان الركن وهو الايمان باليوم الاخر ويدخل في ذلك عذاب القبر ونعيمه وفتنة القبر والحياة البرزخية. قال بعد ذلك الايمان بالقدر خيره وشره الايمان بالقدر خير وشر. اولا الايمان بالقدر. القدر اصل من التقدير وهو اه وهو من تقدير الشيء واه الاحاطة به فالقدر هو علم الله السابق بكل ما يكون من خلقه علم الله السابق هل فهو علم علم الله السابق بكل ما يكون من خلقه وكتابته في اللوح المحفوظ ومشيئته اتوا لكل ما يكون وخلق ذلك كله. فكل ما شاءه فالله خالقه. وكل ما شاء وخلقه فالله كاتبه في اللوح المحفوظ. وكل ذلك قبل وذلك وكل ذلك قد علمه الله عز وجل علما ازليا. فالايمان بالقدر هو ان تؤمن ان الله عز وجل علم بكل شيء كان او سيكون اعلم الله عز وجل بما كان وبما سيكون وما هو كان الى قيام الساعة. هذا اولا. يلزمك ايضا العلم بان الله عز وجل كتب مقادير الخلائق قبل ياخذ سويت الارض بخمسين الف سنة باللوح المحفوظ. يلزمك ايضا الايمان بان جميع ما يكون في هذا الكون فان الله قد شاءه ويلزمك ايضا ان كل ما شاء رجل ووقع فان الله هو خالقه. فتؤمن بهذا ايمانا اجماليا ان جميع الامور تكون بتقدير الله وبمشيئة الله وان الله كتب ذاك اللون المحفوظ وان الله عالم ذلك كله. فهذا هو الايمان بالقدر الايمان بالقدر هو ان نؤمن بان الله قدر الامور كلها وان الله شاءها كلها سبحانه وتعالى وانه خلق ذلك كله وانه علم ذلك كله سبحانه وتعالى. اما الايمان التفصيلي فهو ان يؤمن بتفاصيل ذلك القدر. تفاصيل ذلك القدر. وذلك ان الله عز وجل قدر الخير والشر وان الخير قدره الله وان الشر ايضا قدره الله. وان الفرق بين الشر والخر والخير ان الله عز وجل الخير اراده شرعا والشر لم يرده شرعا وانما ارادة كونا ولذلك نقول ان الارادة تنقسم الى قسمين ارادة شرعية وارادة كونية اما الارادة الشرعية فهي التي امر الله عز وجل بها واحبها وارادها شرعا. واما الارادة الكونية فلا يلزم منها الحب ولا يلزم منها الرضا. فكل ما وقع في هذا الكون فقد اراده الله كونه. والقدر يشمل ذلك كله. القدر ابن القدر يشمل ذلك فيشمل فيشمل الخير ويشمل الشر فكل ما وقع في هذا الكون فالله قدره. فالله قدر فتؤمن بان القدر خيره وشره من عند من؟ من عند الله. لا نقول كما يقول المجوس من مجوسي هذه الامة ومجوس او المجوس قبلهم ان العبد يخلق فعل نفسه وان الخير من الله والشر من العبد وان جميع افعال العباد الله المخلوق هو الذي يخشاها وقدرها بل نقول ان الخير والشر كله من عند الله عز وجل. اذا الايمان بالقدر كما قلت اللات بالقدر كما قال زيد بن ثابت وكما قال عمران بن حصين وكما قال الصحابة رضي الله تعالى عنهم ابي ابن كعب قال لن تؤمن القدر حتى تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن ليصيبك فلا بد ان تعلم ان ما كتبه الله لابد ان يقع وان ما اصابك لم يكن ليخطئك لان الله علمه وكتبه وشاءه وخلقه. وان ما اخطأك لم يكن ليصيبك لان الله ما اراده ولا شاءه لك سبحانه وتعالى. ولاجله ان يقول اهل العلم الايمان بالقدر يتضمن اربعة مراتب مرتبة العلم ومرتبة الكتابة ومرتبة المشي ومرتبة الخلق فاول هذه المراتب علم الله الازلي بكل ما هو كائن المرتبة الثانية كتابة الله عز وجل لذلك الكائن بلوح وكل ما هو كائن قد كتبه الله في اللوح المحفوظ فلما خلق القلم قال له اكتب قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى قيام الساعة المرتبة الثالثة الايمان بمشيئة الله عز وجل. فالله شاء كل ما ترى في الكون يعني شاء الخير وشاء الشر. شاء الايمان وشاء الكفر ولا يلزم من الاشاءة ولا يلزم المشيئة الحب والرضا. فالله لا يرضى لعباده الكفر ولا يحب منهم الفجور والعصيان. ولكن يحب منهم الايمان والتقوى ويكره الكفر والفسوق والعصيان سبحانه وتعالى. لكنه من جهة المشيئة العامة نقول ربنا شاء ذلك كله لحكمة بالغة هو يعلمها سبحانه وتعالى لحكمة يعلمها. الامر الرابع الامر الرابع الايمان آآ المرتبة الرابعة مرتبة الخلق وان جميع ما في هذا الكون خلقه من خلقه ربنا سبحانه وتعالى. واهل عوام المسلمين يؤمنوا بهذا القدر. ولذلك ترى الانسان يقول الله قدره علي سواء كان خيرا او شرا يقول هذا من تقدير الله ويقول امنت بالقدر خيره وشره ولن يجد العبد حلاوة الايمان حتى يؤمن بالقدر حلوه ومره واما من يؤمن بحلوه دون مره فهذا لم يحقق مرتبة الايمان والله يقول وكل شيء خلقناه وكل شيء خلقناه بقدر فكل شيء مخلوق بقدر الله عز وجل. فهذا هو عقيدة اهل السنة في الامام القدر. انهم يؤمنون بهذه المراتب الاربع. اما من يخالف في هذه العقيدة كالقدرية الذين قالوا ان العبد يخلق فعل نفسه والجبري الذين قالوا ان العبد ليس له مشيئة ولا اختيار وانما هو كر كالريشة في مهب الريح ويقولونها الجبري يقولون العبد مجبور على عمله وليس له اختيار المشيئة فينفون مشيئة العبد والقدرية ينفون ينفون ايضا مشيئة الله فهؤلاء ظلوا وهؤلاء ظلوا. اما اهل السنة فقالوا الله شاء كل شيء والله خلق كل شيء سبحانه وتعالى. والعبد له مشيئة وله له بشيء وله اختيار. العبد له مشيئة وله اختيار بمعنى ان العبد يشاء يشاء العبد ويختار ومع ذلك يعاقب يوم القيامة على فعله وعلى مشيئته وعلى اختياره ولا يعاقب على ما شاءه الله عز وجل فالله عليم بما ان هذا العبد يطيع فشاء له انه يطيع وعلم الله ان ذاك يكفر فشاء الله له الكفر. وعلم الله السابق الله عز وجل يعلم جميعا ما يكون علم خلق الخلق وعلم ما ما سيؤولون اليه وما سيعملون به وما سيقولونه وكتب ذا كله في اللوح المحفوظ. وعلم الله لا يتبدل ولا يتغير. علم الله لا يتبدل ولا يتبعني ان الله عز وجل علمه احاط بكل شيء سبحانه وتعالى. ولا يمكن ان يتخلف علمه عن صغيرة ولا عن كبيرة كما قال سبحانه وتعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور والله يعلم كل شيء سبحانه وتعالى واحاط بكل شيء علما. اذا اهل السنة يجمعون في القدر بين اثبات مشيئة واثبات مشيئة المخلوق. ولا تعارض للمشيئتين. لكن مشيئة المخلوق لا يمكن ان تخالف ما شاء الله عز وجل. كما قال تعالى وما تشاؤون الا الا يشاء الله. فمشيئة العبد تبع لمشيئة الله عز وجل. المشيئة العامة وليست الارادة شرعية فالارادة الشرعية الله يريد بنا اليسر يريد بنا ان نطيعه يريد بنا ان نتقيه لكن هذه قد تقع وقد لا تقع اما الارادة فهي واقعة حتمة لكن ليس فيها ما يلزم ان الله يحب ما يقع. فنقول الفرق بين ارادتين ان الارادة الشرعية يحبها الله ويرضاها ويريدها لكنها ليست حتمية الوقوع. الارادة الكونية حتمية الوقوع لكن لازم من وقوعها ان الله يحبها ويرضاها. فقد يقع في القراءة الكونية ما يحب الله ويرضاه وقد يقع في القراءة الكونية ما لا يحبه الله ولا يرضاه. يقع الايمان ويقع الكفر فكل واقع سواء طاعة او معصية العاصي نقول ماذا؟ الله اراده كونا فهذا احبه وهذا كرهه. والارادة الكونية هي اللي ترادف الارادة كونية ترادف المشيئة العامة. اذا ليس هناك مشيئتان انما هي مشيئة واحدة. واما الارادة فهي ارادتان. هذا التفصيل لا لا يلزم به العامي انما يلزم العامي بالايمان المجمل وهو ان يؤمن بتقدير بان الله عز وجل قدر الامور كلها وان جميع الامور بتقدير الله عز وجل ويؤمن بعلم الله سابق وبمشيه وكتابته باللوح المحفوظ ان كان يعلم وبمشيئته العامة لجميع مخلوقاته وان الله خالق كل شيء. كما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون فالعمل مخلوق لله عز وجل والعبد مخلوق لله عز وجل كما قال ابو حذيفة ان الله صانع كل صانع وصنعته فكل شيء هو خلق الله جل. هذا هو الايمان بالقدر خيره وشره. خيره هو ما يصيبك من الخير. وشره ما يصيبك من الشر فيدخل في ذلك المصائب ويدخل في ذلك المعايب هناك مصائب وهناك معايب المصائب هي مصائب التي تصيب الانسان من امراض وفقر وجوع وما شابه ذلك. والمعايب هي ما يصاب به من جهة دينه من فجوره وعصيانه. كل ذلك قد قدر الله. فالله قدر المعايب الله قدر المصائب والله قدر الخير كما قدر الشر سبحانه وتعالى. فنحن نؤمن ان جميع الامور بيد الله عز وجل وانها من عند الله وان الله الذي شاءها وقدرها سبحانه وتعالى. يكون ذكرنا مراتب الايمان الستة. ثم قال والدليل على ذلك قال الشيخ حديث جبريل الذي رواه مسلم في صحيحه وهو اول حديث في صحيح مسلم. هذا الحديث هو اول صحيح مسلم عندما ذكر عندما فرغ مسلم من مقدمته قال كتاب الايمان وبدأ باول حديث فيه هو حديث جبريل الذي آآ جاء من طريق كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن آآ قال عن عن حميد بن عبد الرحمن انه قال خرجنا انا ويحيى ابن يعمر حاجين ومعتمرين فلقينا ابن عمر رضي الله تعالى عنه فسألناه انه قال ان من قبل الناس يتكفرون العلم ويقرأون القرآن وانهم يقولون الامر انف اي بمعنى ان الامر انف لا قدر. فقال ابن عمر رضي الله تعالى اذا فاخبروا اذا لقيت اولئك فاخبرهم اني بريء منهم وانه لو كان لاحدهم مثل احد ذهبا فتصدق به لم يقبله الله منه حتى يوم القدر خيره وشره. ثم قال قال لابي عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ان النبي انه قال بيننا جالس في اصحابه اذ خرج رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرعى عليه اثر السفر فذكر حبيب طوبة قال يا محمد اخبرني ما الايمان؟ قال الايمان تؤمن بالله وملائكته واكتبوا رسله واليوم الاخر خيره وشره. اذا هذا هو دليل هذي مراتب الستة. اذا الايمان له تعريف شرعي ولو تعريف الاصطلاحي فاما التعريف الشرعي فهو ما ذكره هنا وهو الايمان بالله وملائكته وكتبوا رسله واليوم الاخر القدر خيره وشره. واما الايمان للاصطلاح فهو يتعلق من جهة ان الايمان هو التصديق قرار وان اركانه ثلاثة ايمان القلب تصديق القلب اقراره وقول اللسان وقول اللسان وعمل وعمل الجوارح والاركان. فمن اخل باحد هذه الاركان الثلاث ليس بمؤمن. ومن كذب وكفر باحد اركان الستة فليس بمؤمن. فالذي لا يؤمن بالقدر فهو كافر. الذي يقول ان الله عز وجل لم يخلق الاشياء وان الله لم يعلم الاشياء فهذا كافر بالله عز وجل. والذي يقول انه ليس هناك بعث ونشور وحساب وجزاء هذا يظن كافر. والذي يكذب رسل الله عز وجل فهو ايضا كافر والذي يكذب بكتب الله عز وجل فهو كافر والذي يكذب الملائكة فهو كافر والذي لا يؤمن الله فهو ايضا كافر منتقض ايمانه من اصله يكون هذا قد انهينا هذا الدرس والله تعالى اعلم واحكم. جزاك الله خير يا شيخ بارك الله فيك وكتب الله اجركم