الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى يا شعيب لا ينفعك ما كتبت لك حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره كل من عند الله عز وجل يا شعيب بن حرب والله ما ما قاتل قدرية بما قال الله ولا بما قال رسوله ولا ما قالت الملائكة ولا ما قال النبيون ولا ما قال اهل الجنة ولا ما قال اهل النار ولا ما قال اخوه ابليس لعنه الله فقد قال الله عز وجل افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل بصري غشاوة وجعل بصره غشاوة من يهد من بعد الله فلا تذكرون. وقال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله فقالت الملائكة سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم فقال موسى ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء. وقال نوح عليه السلام ولا ينفعكم نصحي ولا ينفعكم حين اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم هو ربكم واليه ترجعون. وقال شعيب وما يكون لنا ان نعود فيها الا ان يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما. وقال اهل الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. وقال اهل النار غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين وقال ابليس لعنه الله ربي بما اغويتني يا شعيب لا ينفعك ما كتبت لك حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر. قوله رحمه الله تعالى يا شعيب لا ينفعك ما كتبت لك حتى لا تؤمن بالقدر خيره وشره تلوه ومره كل من عند الله عز وجل وحقيقة الايمان بالقدر ان تؤمن ان الله سبحانه وتعالى علم الاشياء كلها قبل وقوعها وان الله عز وجل كتب جميع ما هو كائن في اللوح المحفوظ وان الله شاء كل ما هو كائن وكلما شاءه وكتبه فهو واقع والله خالقه سبحانه وتعالى فهذا هو الايمان بالقدر وهو تحقيق مراتبه الاربعة مرتبة العلم ومرتبة الكتابة ومرتبة المشيئة ومرتبة الخلق فالله سبحانه وتعالى احاط بكل شيء الماء فجميع ما يكون في هذا الكون علمه الله عز وجل. علمه ربنا سبحانه وتعالى وكل شيء في كتاب كل شيء في كتاب اي ان الله عز وجل سطر جميع ما هو كائن في كتاب مبين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اول ما خلق الله القلم قال اكتب قال ما اكتب قال اكتب ما هو كان الى قيام الساعة فجرى القلم يكتب بما هو كائن وايضا اثبات مشيئة الله عز وجل المشيئة العامة والله سبحانه وتعالى شاء كل ما هو كائن في هذا الكون. كل ما هو كائن وكل ما كان وكل ما سيكون وكل ما هو الى قيام الساعة فانه لا يكون الا بمشيئة الله عز وجل وان جميع ما في الكون من خير وشر ومن آآ نفع وضر وجميع ما تراه من هذه المخلوقات فالله الذي خلقها وليس هناك خالق غير الله سبحانه وتعالى يخالف في باب القدر غلاة القدرية ويخالف ايضا الجهمية كغلاة القدرية على طبقات غولاتهم الذين اندرسوا وقل من يقول بقولهم نفاة العلم الذين نفوا العلم لله عز وجل بالاشياء الا بعد وقوعها وهذه الطائفة كفرها اهل العلم بالاجماع. لانهم ينكرون علم الله عز وجل بالاشياء قبل وقوعها وانه لا يعلمها الا بعد ان تقع وهذه الطائفة قد اندرست ولم يبق لها باقية بقي لها من يثبت العلم ويثبت الكتابة وينفي الخلق والمشيئة هم طوائف طائفة نفت العلم والمشيئة طائفة نفت العلم والكتابة وطائفة نفت المشيئة والخلق طائفتان هم القدرية. اما الذين نفوا العلم فهؤلاء كفروا باجماع اهل السنة وذلك انهم جهلوا الله عز وجل ونفوا عنه علمه علمه بالمخلوق الاشياء جميعا ولذا لما سئل ابن عمر رضي الله تعالى عنه وقيل له قاله حميد وكذلك من اتى معه وهو يحيى ابن يعمر وحبيب عبد الرحمن لما لقي ابن عمر وقال له ان قبلنا اناس يتقفرون العلم ويقولون له لا ان الامر انف بما ان الامر حادث بعد ما انه لم يقدر ولم يعلم ولم يكتب فقال ابن عمر رضي الله تعالى عنه لو كان لاحد مثل احد ذهب فانفقه لم يقبل منه وذلك ان الله لا يقبل الا من المسلم وهم بهذا القول كفار لا يقبل لهم عمل فهؤلاء هم لفات العلم الكتاب ومن نفى العلم نفى الكتابة تباعا اما الطوائف الاخرى الذين نفوا مشيئة الله عز وجل للامور. وقالوا ان الله عز وجل ما شاء معصية العاصي ولم يخلق معصية العاصي وهم المعتزلة نفاة المشيئة ونفاة الخلق حتى زعموا ان العبد يخلق فعل نفسه ان العبد يخلق فعل نفسه وجعلوا ذلك تنزيها لله عز وجل وافصلوا على ذلك اصلا سموه اصل العدل اي ان من عدل الله عز وجل ان لا يعذب العباد على امر شاءه لهم ولا يعذب العباد على امر خلقه هو فكيف يعذبهم وهو الذي شاء معصيتهم؟ وكيف يعذبهم وهو الذي خلق معاصيهم فهذه حجة المعتزلة هذه حجة معتزلة فجعلوا من اصولهم اصل العدل وقصدوا به لفي قدرة الله عز وجل على خلق افعال العباد. وعلى انه شاء لهم الكفر والضلالة والمعصية ويقابل هؤلاء ولاة الجهمية الذين قالوا ان العبد لا مشيئة له. اذا الجهمية ينفون مشيئة العبد ويبالغون في اثبات مشيئة الله عز وجل مع انهم لا يثبتون صفة المشيئة لله ايضا لكنهم يقولون ان العبد يجري بارادة الله عز وجل يردون ذا كله الى الى العلم الى العلم والى معنى قائم في الله عز وجل وهو ان العبد حاله مع مع مع اقواله واعماله كحال الريشة في مهب الريح وكحال القدر اذا اجتمعت غليان انه لا اختيار له ولا مشيئة له وانما يفعل ما اراده الله عز وجل وشاءه ربه سبحانه وتعالى فيقول هنا اه عندما اثبت الايمان بالقدر انه لا ينفعك ما كتبت حتى تؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره تؤمن ان ذلك كله من عند الله عز وجل فلا خالق غير الله ولا مقدر غير الله سبحانه وتعالى قال يا شعيب والله ما قالت القدرية بما قال الله اي ان القدرية ما قالت ما قاله الله عز وجل فالله قال افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم فختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون فاثبت الله عز وجل اي شيء ان هو الذي يهدي وهذا هو هذا هو القدر ان الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء والمعتز يقول ان الله لا يهدي ولا يضل ان الله لا يهدي ولا يضل فيقول ما قالت ما قاله الله عز وجل ولا ما قالته الملائكة وذكر ايضا قول الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله فاثبت الله اي شيء اثبت مشيئته سبحانه وتعالى والمشيئة هي مشيئته العامة لجميع ما يكون في هذا الكون والملائكة تقول لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. فاثبتت انهم لا علم لهم ولا مشيئة لهم الا ما علمهم الله عز وجل وما شاءه لهم ربهم سبحانه وتعالى وكذلك قالت النبيون فقال موسى عليه السلام ان هي الا فتنتك تظل بها من تشاء وتهدي من تشاء وهذا كله اثبات اي شيء اثبات القدر اثبات القدر اثبات مشيئة الله عز وجل وان الله يظل ويهدي من يشاء سبحانه وتعالى. كذلك قال نوح عندما قال ان كان الله يريد ان يغويكم. والقدرية تقول ماذا؟ الله لا يغوي العباد. والله لا يضل العباد. والله لا يهدي العباد وانما العبد هو الذي يخلق فعل نفسه وهو الذي يشاء ذلك كله وليس لمشيئة الله تعلق بفعل العبد. وهذا لا شك انه من المكابرة والمعاندة لنصوص الكتاب والسنة وقال ايضا وقال شعيب الا ان يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما. فكذلك شعيب وجميع الانبياء يثبتون مشيئة الله عز وجل وان الله هو الذي شاء لهم الهداية وهو الذي هداهم واضل من شاء من عباده سبحانه وتعالى وقال اهل الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. فاهل الجنة اثبتوا ايضا ان الهداية من الله وان الله هو الذي شاء لهم الهداية حتى اهل النار قالوا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين اي غلبت علينا شقاوتنا والشقاوة هي من الله عز وجل لهم سبحانه وتعالى. وقال ابليس ربي بما اغويتني ربي بما اغويتني وهذه الطائفة تسمى الطائفة الابليسية ان ان الذي اغواهم هو الله عز وجل ولم يغوا انفسهم وثم قال اذا هذا هو ما اراده سفيان في باب القدر ان ان المسلم يؤبي القدر كله آآ خيره وشره حلوه ومرة. وان يعلم ان ذلك كله من عند الله عز وجل. فالحسنات كلها من عند الله والسيئات كلها ايضا من عند الله. الا ان السيئات تنزل للعبد بسبب ذنوبه المصائب والمعائب تنزب العبد بالسبب في افعال العبد. واما الحسنات فهي فضل من الله عز وجل واذا قال تعالى كل من عند الله اي الخير والشر كله من عند الله والكفر والايمان ايضا خلق من خلق الله عز وجل وبتقدير الله ومشيئة الله فلو شاء الله لهدى الناس جميعا ولو شاء الله عز وجل لاهلك الناس جميعا ثم قال رحمه الله يا شعيب لا ينفعك ما كتبت لك حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر وقوله هنا رحمه الله تعالى الصلاة خلف كل بر وفاج ما بقي في دائرة الاسلام المراد بالصلاة هنا الصلاة خلف خلف الائمة الذين لهم الولاية العامة الذي لهم الولاية العامة. ويقصد الصلاة هنا الصلاة التي يجتمع لها الناس كصلاة العيدين وكصلاة الجمعة وكصلاة الاستسقاء ان يصلي خلف ائمة الجور وخلف ائمة العدل وان وانه اذا صلى بالمسلمين امام جائر ظالم فاسق جمعة او عيدا فان من السنة ان يصلى خلفه وترك الصلاة خلف ائمة الجور لفسقهم هي خاصة ما يسمى بصلاة الجمعة والعيدين فان هذه علامة من علامات اهل البدع اما اهل السنة فيرون الصلاة فيرون الصلاة خلف ائمة الجور فيما يجتمع له الناس وهناك من العلم وجمهور الفقهاء يرون ايضا انه يصلى خلف ائمة الجور حتى الصلاة الفريضة حتى صلاة الرواتب التي هي صلاة الجماعة وسفيان يرى ان هذا خاص بالصلاة التي يجتمع لها الناس في المواسم كصلاة الجمعة وصلاة العيدين اما صلاة الفريضة فقال صلي خلف من تراه قال الله عز وجل وهذا مذهب لسفيان وغيره يذهب انه لا فرق بين صلاة الجمعة وصلاة الجماعة اذا تقدم امام عامة او من ولاه امر ولي امر المسلمين وهو مسلم انه يصلى خلفه جمعة او جماعة قال شعيب فقلت لسفيان يا ابا عبدالله الصلاة كلها اي جميع الصلوات لا اصلي خلفهم قال قبل ذلك والجهاد ماضنا الى يوم القيامة اي الجهاد ماضي لا يرده اجور فاجر ولا يمضيه صلاح صالح بل الجهاد باقي ما قتل العدو وقتال العدو باقي ما بقيت الهجرة والهجرة باقية والهجرة باقية ما لم تطلع الشمس من مغربها وما لم تنقطع التو فما دامت التوبة مقبولة فالهجرة باقية وقتال العدو باقي ولا تزال قومتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم يقال في سبيل الله حتى يأتي امر الله عز وجل وحتى يقاتل اخرهم الدجال فالجهاد لا يمنعه جور جائر ولا يمضيه صلاح صالح. يقول والجهاد ماضي الى يوم القيامة. والصبر تحت لواء قال جار ام عدل؟ بمعنى ان السلطان وان كان جائرا فان مذهب اهل السنة الا ينازع في سلطانه ولا ينزع يد من طاعته ولا ينابذ بالسيف ولا يخرج عليه ما دام ما دام في دائرة الاسلام واما اذا خرج من دائرة الاسلام فان بيعته فان بيعته فان بيعته تخلع وليس له ايمان وبيع لكن لا يجوز الخروج عليه ايضا الا مع القدرة والاستطاعة اي اذا كان مسلما فالخروج عليه محرم ولو كان جائرا وان كان كافرا فبيعته تنتقض ولكن الخروج عليه لا يجوز الا مع القدرة والاستطاعة يقول شعيب فقلت لسفيان يا ابا عبدالله الصلاة كلها اي جميع الصلوات الجمع والجماعات والعيد وما شاء قال لا ولكن صلاة الجمعة والعيدين خلف من ادركت صل خلف من ادركت تيخصص سفيان ان الصلاة خلف ائمة الجور انما هي خاصة بالجمعة والعيد. واما الفريضة فصلي لمن تراه اتقى لله عز وجل. ومن تثق بعلمه ودينه. قال اما سائر ذلك فانت مخير الا تصلي الا خلف من تثق به. وتعلم انه من اهل السنة والجماعة. والقول الاخر انه حتى الجماعة يصلى خلف خلف البر والفاجر اذا كان في ذلك ظرر. بمعنى لو كان امام يصلي ناس وانت وبترك الصلاة خلفه تترك الجماعة نقول لا يجوز ان تترك الصلاة خلفه. لو كان ليس هناك مسجد تصلى فيه الجماعة الا المسجد يصلي فيه ذلك الجائر. وذلك الفاسق وهو مسلم فانا نصلي خلفه. اما اذا كان هناك مساجد اخرى وهناك من اهل الثقة والعلم والتقى من يصلي بها. فاننا نصلي معه ولا نصلي مع الفاسق الجائر ثم قال يا شعيب بن حرب اذا وقفت بيد الله فسألك عن هذا الحديث اي عن هذه العقيدة وعن هذا المعتقد فقل يا ربي حدثني به او حدثني بهذا الحديث سفيان بن سعيد الثوري ثم خل بيني وبين ربي ثم قال وحسبنا الله ونعم الوكيل. اختصر وهناك مسائل اخرى لم يذكرها سفيان رحمه الله تعالى وهي تتعلق بمسائل اعتقاد من ذلك ما علق مسألة الاسماء والصفات من ذلك ايضا ما يتعلق بالصحابة رضي الله تعالى عنهم من ذاك مسائل تتعلق الايمان علقوا ايضا بمنزلة ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وما شابه ذلك لكن في الجملة هو اتى على اصول مسائل الاعتقاد وما يتعلق بالايمان والقرآن وخص القرآن بالذكر لعموم لعموم لكثرة الخلاف فيه قديما ولكثرة من شاء من من آآ من اثار شيئا من الباطل على مسألة القرآن حيث انه وجد من يقول ان القرآن مخلوق وان القرآن ليس بكلام الله عز وجل فخص هذه المسألة بالذكر لكثرة من خالف فيها في ذلك الزمان وذكر ان الايمان لوجود لوجود المرجئة والخوارج وخص القدر ايضا لوجود الجبرية والقدرية فهذه اصول المسألة التي يخالف فيها اهل البدع هي مسألة الاسماء والصفات ومسألة القرآن وكلام الله عز وجل ومسألة الايمان مسألة القدر ومسألة الصحابة لم يذكرها مع انها قديمة الوقوع حيث خالف ذلك الروافض لعنهم الله عز وجل ومسألة الامامة لم يذكرها ايظا انه ذكر مسألة تفظيل ابي بكر وعمر وتفضيل عثمان وعلي على بقية اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة منزلتهم. على كل حال هذه العقيدة على اختصارها اتت على على جمل من اصول اهل السنة رحمهم الله تعالى وذكر اشياء المخالف فيها لا يبدع ولا يظلل مثل الجا باسم الله الرحمن الرحيم فلا يخالف فيها فلا يظلل فيها المخالف ولا يبدع وان كان الصواب والسنة ان البسملة لا يجهر بها مع قراءتها وذكرها والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد