بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال المصنف رحمه الله تعالى في الشرط الثاني من من شروط العبادة الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والاخرة محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيقها بتمحض المتابعة وقفو الاثر للمعصوم قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فاتبعوني الله ويغفر لكم ذنوبكم وبالجملة فهذا اصل هذه الحلية ويقعان منها موقع التاج من الحلة فيا ايها الطلاب ها انتم هؤلاء تربعتم للدرس وتعلقتم بانفس علق بانفس علق طلب العلم انك بانفس كذا بانفس بانفس وليس وتعلقتم بانفس علق طلب العلم فاوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى بالسر والعلانية فهي العدة وهي مهبط الفضائل ومتنزل المحامد. وهي مبعث القوة ومعراج السمو والرابط الوثيق على القلوب عن الفتن فلا تفرطوا. الثاني كن على جادة السلف الصالح كن على الجادة طريق السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم ممن قفى اثرهم في جميع ابواب الدين من التوحيد والعبادات ونحوها متميزا بالتزام اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوظيف السنن على نفسك وترك الجدال والمراء والخوظ في علم الكلام. وما يجلب الاثام ويصد عن الشرع. قال الذهبي رحمه الله تعالى وصح عن وصح عن الدارقطني انه قال ما شيء ابغض الي من علم الكلام قلت فيما يدخل وقلت لم يدخل الرجل ابدا في علم الكلام ولا الجدال ولا خاض في ذلك بل بل كان سلفيا انتهى كلامه رحمه الله وهؤلاء هم اهل السنة والجماعة المتبعون المتبعون اثار رسول الله صلى الله عليه وهم كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى واهل السنة نقاوة المسلمين وهم خير الناس للناس. انتهى كلامه فالزم السبين ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله الثالث ملازمة خشية الله تعالى التحلي بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله تعالى. محافظا على شعائر الإسلام واظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة اليها دالا على الله بعلمك وصمتك وعملك متحليا بالرجوع الرجولة والمساهلة والسمت الصالح وملاك ذلك خشية الله تعالى. ولهذا قال الامام احمد رحمه الله تعالى اصل العلم خشية الله تعالى. فالزم خشية الله في السر والعلن فان خير البرية من يخشى الله تعالى وما يخشاه الا يا عالم اذا فخير البرية هو العالم ولا يغب عن بالك ان العالم لا يعد عالما الا اذا كان عاملا ولا يعمل بعلمه الا اذا لزمته خشية الله واسند الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بسند فيه لطيفة اسنادية برواية اباء تسعة فقال اخبرنا ابو الفرج عبد الوهاب ابن عبد العزيز ابن الحارث ابن اسد ابن الليث ابن سليمان ابن الاسود ابن سفيان ابن زيد ابن اكنية ابن عبد الله التميمي من ابن اكيلة. ابن اكينة ابن عبد الله التميمي من حفظه قال سمعت ابي يقول سمعت ابي يقول سمعت ابي يقول سمعت ابي يقول سمعت ابي يقول سمعت ابي يقول سمعت ابي يقول سمعت ابي يقول يقول سمعت علي ابن ابي طالب يقول هتف العلم بالعمل فان اجابه والا ارتحل انتهى كلامه. وهذا اللفظ بنحوه مروي عن سفيان الثوري رحمه الله الرابع دوام المراقبة التحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن سائرا الى ربك بين الخوف والرجاء فانهما للمسلم كالجناحين للطائر فاقبل على الله بكليتك وليمتلئ قلبك بمحبته ولسانك بذكره والاستبشار والفرح والسرور باحكامه وحكمه سبحانه وتعالى الخامس خفض الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر ما يتعلق ببعض اداب الطالب فذاك من تلك الاداب ان يكون الحامل له على طلب العلم بعد بعد اخلاص العمل لله عز وجل في علمه ان يحمله على ذلك محبة الله عز وجل. ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان العبد اذا احب الله واحب رسوله فانه يسعى في كل ما يوصل محبوبه فمحبة الله توجب معرفة اسمائه ومعرفة صفاته ومعرفة اوامره ومعرفة ما يأمرك به فان المحبوب والمحب اذا امر اتبع واطيع والله سبحانه وتعالى اخبرنا انه تحبب الينا بنعمه سبحانه وتعالى كما قال تعالى قل كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فالله سبحانه وتعالى هو الذي يحب لذاته وهو الذي يحب لاسمائه وهو الذي يحب بصفاته. وقد جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن انس عن انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه عن انس ابن مالك رضي الله عنهما قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان وذكر منها ان يكون الله ورسوله احب اليهم ما سواهما ومحبة الله ورسوله من اوجب الواجبات بل لا يصح ايمان العبد حتى يحقق محبة الله وكذلك محبة رسوله صلى الله عليه وسلم واذا احب المسلم وطالب العلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه سيقتفي اثاره ويسير على هديه ونهي هذه وسيتبع اقواله ويتبع افعاله فيعمل ويمتثل امره صلى الله عليه وسلم فينبغي لطالب العلم ان يتحلى بهذه الصفة العظيمة ان ان يكون الله ورسوله احب اليه من كل شيء وان لا يعارض امر الله وامر رسوله لا بشبهة ولا بشهوة لا يعارض خبر الله وخبر رسوله بشبهة ولا امر الله ورسوله بشهوة بل يكون حاله سمعنا واطعنا وامنا وصدقنا. اذا هذه الخصلة المتعلق بالخصلة السابقة. اما الخصلة الثانية التي ينبغي حل بها ان يكون على جادة السلف متبعا لاثارهم سالكا سبيلهم ناهجا نهجهم والا يخالف طريقتهم في طلب علمه ولا في مسلكه ولا في منهجه فان كثيرا ممن ضل عن ضل عن السبيل انما ضل بسبب انه خالف ما كان عليه السلف الصالح وقد جاء في احاديث كثيرة كحديث معاوية بن ابي سفيان وابي هريرة وعبدالله بن عمرو وعوف بن مالك وانس بن مالك قال افترقت اليهود والنصارى على احدى على احدى وسبعين فرقة وستفترق هذه مع ثلاثة وسبعين فرقة وجاء في زيادة لحديث الدولة العمر كلها في النار الا واحدة ما انا عليه واصحابي. فلا ينجو يوم القيامة الا من ان كان على مثل ما عليه محمد صلى الله عليه وسلم اذا كان هذا النجاة عامة لجميع الحق فاولى الناس بهذه النجاة واولى الناس بان يكونوا على جادة السلف هم طلاب العلم هم حملة الشريعة الذين عرفوا الاحاديث والاثار عن عن رسولنا صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه وعن التابعين. ولذلك كان السلف يحرصون كل حرص ان يكونوا متبعين لهدي السلف واذا قيل كل متبعا ولا تكن مبتدعا وقيل ايضا من كان متأسيا فليتأسى بمن مات فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة. الواجب على طالب العلم ان تكون ان يكون فسبيله سبيل الصالحين قبله من اهل العلم والصدق والاخلاص. وان يتحلى باخلاقهم ومنهجهم. قال ابراهيم الحربي لو استطعت الا احكام لا رأسي الا باثر لفعلت حرصا منه رضيا رحمه الله تعالى على اتباع هدي محمد وهدي اصحابه رضي الله تعالى عنهم وصلى الله وسلم على رسولنا وكذلك الامام احمد متبعا في جميع اقوال وافعاله لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم. بل كان يكره ان يبدأ ان ان يقول قولا ليس له فيه سلف وكان حتى في ايام محنته وايام طلبه وهروبه قد اوى في الغار ثلاث ايام فلما اوى عند ابن هان ثلاث ايام قال ننتقل. قال ولم؟ فان المكان قال كذلك انتقل من الغار بعد ثلاث ايام به في وقت الرخاء وتأسى به ايضا في وقت الشدة فالمقصود ان طالب العلم يكن على جادة السلف الصالح وان يجتنب ويبتعد عن علوم الكلام وعن العلوم التي تخالف علم الكتاب والسنة كعلم ابي وعلم الجدل وعلم المنطق الذي لم يأتي بمحمد صلى الله عليه وسلم وانما يقتصر على قال الله قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم هذي الخصلة الثانية. قال كذلك من الاداب التي يتحلى بها طالب العلم ان يلازم خشية الله عز وجل. ولا وكما ذكرنا سابقا ان العالم لا يسمى عالم الا اذا خشى الله سبحانه وتعالى. اما العين الذي يخلو من خشية الله سبحانه وتعالى ويخلو من مراقبة الله ومن العمل بما علم فان هذا قد حذر منه بقول ابن الخطاب انما اخشى عليكم كل منافق عليم اللسان. فالمنافق قد يكون معه علم ومعه نصوص ويعرف نصوص الكتاب والسنة لكنه خلى من تعظيم الله وتوقيره وخشيته والعمل بما علم فهذا كما قال وانما اخشى لك منافق عليم اللسان. فمما يجب على العالم ان ان يرى عليه اثر خشية الله ان يرى عليه اثر الخشية. وان يكون متقيا لله سبحانه وتعالى. وقد امتدح الله العلماء بخشية فاذا لم يكن عالم خاشع فمن يخشى الله؟ لان العالم يعرف من النصوص ما لا يعرفها الجاهل. ويعرف من اسماء الله وصفاته ما لا يعرفه الجاهل فكلما ازداد العبد علما كلما ازداد خشية وتقوى لله سبحانه وتعالى وانك لترى العالم فيسقط للعينك اذا رأيته واقعا فيما حرم الله سبحانه وتعالى واقعا في معصية الله سبحانه وتعالى مخالفا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم والله يقول انما يخشى الله من عباده العلماء. فاعظم الناس خشية هم اعلم بالله عز وجل. الا ان اعلمكم بالله واتقاكم لله انا لانه اعلم الخلق بربنا سبحانه وتعالى رسولنا صلى الله عليه وسلم. اذا هذا الذي يجب على طالب العلم ان يحقق الخشية لله الجد وان يتقي الله سبحانه وتعالى وتتحقق الخشية بان يتبع علمه بعمله تحقق الخشب اتباع العلم بالعمل. وان يكون عمله على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى محققا في شروط العمل من الاخلاص. والمتابعة ذكرنا ان العلم شجرة وثمرته العمل ان العلم شجرة وثمرته العلم العمل وان العلم اعمال وثمرة النفقة. فكما ان الشجر لا ينتفع بها الا بالثمرة. والمال لا ينتفع الا بالنفقة. فكذلك العلم ولا ينتابه الا اذا عمل به. وان الذي لا يعمل بعلمه انه معذب كما جاء في صحيح مسلم ان اول من تسعه النار ثلاثة ومنهم قارئ قرأ القرآن ليقاله قارئ او عالم يتعلم ليقال له عالم فهذا الذي تعلم العلم ولم يعد به يعذب على تركه للعمل وكما قال القائل وعالم بعلم لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن. اي في عنار الموحدين يعذب من قبل عباد الوثن نسأل الله العافية والسلامة فيجب على العائض على طالب العلم ان يتخلق باخلاق العلماء وان يخشى الله سبحانه وتعالى وان يكون وان يكون تعلمه مقرون بالعمل وكما قال علي هتف العلم بالعمل فان اجابه والا ارتحل فالعلل لا يعمل لا ينتفع بعلمه. الخصلة الرابعة قال دوام المراقبة ودوام المراقبة ان يحقق معنى مشهد الاحسان ان يحقق طالب العلم والعالم مشهد الاحسان ومشهد الاحسان وان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. فطالب يدور بين هاتين المنزلتين. منزلة المراقبة او منزلة المشاهدة فالمنزل ان يعبد الله كأنه يشاهد الله فان لم يبلغ هذه المزمزة مشاهدة فلينزل منزلة المراقبة ولا شك ان من راقب الله سبحانه وتعالى وشاهده مشاهدة من اعملوا له لا شك انه سيتقن ويحسن عمله ويفوز برضا الله سبحانه وتعالى. فاذا خلا قلب العالم من خشية الله ومراقبة اجتمعت خسارته وعظمت آآ مصيبته. فان ترك المراق والخشية يجرأ العبد على الوقوع فيما حرم الله وعلى ترك ما اوجب والله سبحانه وتعالى. واذا خلا طالب العلم من الخشية المراقبة نسأل الله العافية والسلامة فانها ستزل قدمه وسيزل لسانه افعلوا افاعيل تستنكر وتستقبح منه. اما اذا راقب الله وخشي الله عز وجل وجعل الله وجعل الله سبحانه وتعالى ناظرا له في كل حال. مستحضرا مراقبة مراقبة الله له في كل وقت وفي كل حين. لا اذا خلا المحارم الله انتهك ولا اذا اغلق الابواب وارخى الستر عصى الله عز وجل فهذه علامة مرض وعلامة انتكاسة نسأل الله العافية والسلامة. اما العالم فهو الذي يعلم الله يراه في كل مكان ويعلو بحالي في كل وقت وانه اذا كما انه يخشى الله في العلانية كذلك واشد خشية لله في السر وكما قال بعضهم قال لا تكن قديسا في في الملأ ابليس في الخلاء. كثير من الناس يكون يكون قديس عند الناس يقدس ولا يرونه الا الصلاح تقوى الخير اما اذا خلا بنفسه قارن ابليس وشابه ابليس في معصية الله عز وجل وقد جرح الثوب عن ابن ماجة الذي آآ فيه ان اناسا من بني جلدتنا يقرأون القرآن ويصومون ويصلون لكنهم قوم اذا جاء يوم القيامة جعل الله عز وجل حسناتهم هباء منثورا جعل الله حسناتهم هبابا ثقالا صفهم لنا جلوا منا يا رسول الله قال هم قوم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها اذا خلوا بمحارم الله ولم يرى الا الا الله له رقيبا لم يبالي بنظر الله اليه وعصى الله عز وجل. ولذلك قال ابو سعد الدراري الذي يعصي الله بين بين امرين اما انه كافر بالله واما انه قليل حياء من الحياء من الله فاما ان يقلن الله لا يراك ولا يعلو بي فهذا كافر بالله عز وجل لانه عطل الله من صلة العلم والرؤية له. واما ان يقول الله يراني ويسمعني ويبصر بي مع ذلك تجرأ على معصية الله فهذا قل حياؤه من الله. وفي حديث ابن مسعود عند الترمذي الا تستحيون من الله حق الحياء؟ قالوا يا سنة والله لنستحي من الله حق الحياء قال الحياء رضي الله حق الحياء ان تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى. فنسأل الله ان يديم علينا خشيته وان يرزقنا خشيته ويديمها علينا. وان يرزقنا مراقبته ويديمها علينا وان يجنبها ذنوب الخلوات ومعصية السر وان يجعل ظواهرنا وان يجعل باطننا خيرا من ظاهرنا. ويجعل من يتقيه في سره وعلانته وان يقينا شرور انفسنا والله اعلم واحكام وصلى الله وسلم على محمد