بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال المصنف رحمه الله تعالى الخامسة خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء. تحلى باداب النفس من العفاف والحلم والصبر والتواضع للحق وسكون الطائر من الوقار من الوقار والرزانة وخفض الجناح متحملا تعلم متحملا ذل التعلم لعزة العلم. دليلا للحق وعليه فاحذر نواقض هذه الاداب فانها مع الاثم تقيم على نفسك شاهدا على ان في العقل علة وعلى حرمان من العلم والعمل به فاياك والخيلاء فانه نفاق وكبرياء. وقد بلغ من شدة التوقي منه عند السلف مبلغا. ومن دقيقه ما اسنده الذهبي في ترجمة عمرو بن الاسود العنسي المتوفى في خلافة عبدالملك ابن مروان رحمه الله تعالى انه كان اذا خرج من المسجد قبض بيمينه على شماله فسئل عن ذلك فقال مخافة ان تنافق يدي. قلت يمسك تهى خوفا من ان يخطر بيده ان يخطر بيده في مشيته. فان ذلك من الخيلاء. انتهى كلامه. وهذا العارظ عرظ للعنسي رحمه الله تعالى. واحذر داء واحذر داء الجبابرة الكبر. فان كبر والحرص فإن الكبر والحرص والحسد او الحرص ما في اشكال. فان الكبر والحرص والحسد وله ذنب اول ذنب عصي الله به. فتطاولك على معلمك كبرياء. واستنكافك عمن يفيدك ممن ودونك كبرياء وتقصيرك عن العمل بالعلم حمأتك حمأة كبر وعنوان حرمان العلم حرب الفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي فالزم رحمك الله اللصوق الى الارض والاجراء على نفسك وهضمها. ومراغمتها عند الاستشراف لكبرياء او غطرسة او حب ظهور او عجب ونحو ذلك من افات العلم القاتلة له. المذهبة لهيبته المطفئة لنوره. وكلما زدت علما او رفعة في ولاية فالزم ذلك تحرز تحرز سعادة عظيمة ومقاما عليه الناس وعن عبدالله بن الامام الحجة الرواء الراوية الراوية في الكتب الستة بكر بن عبدالله الموزني رحمهم الله تعالى قال سمعت انسانا يحدث عن ابي انه كان واقفا بعرفة فرق فقال لولا فيهم لقلت قد غفر لهم. خرجه الذهبي ثم قال قلت كذلك ينبغي للعبد ان يزري على نفسه انتهى كلامه. الخصلة السادسة القناعة والزهادة. نعم الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذه خصلة خامسة ذكرها الشيخ بكر رحمه الله تعالى فيما ينبغي لطالب العلم والمعلم ان يتحلى بها. ولا شك ان هذه الخصلة وهذه الصفة يكلف باجتنابها والابتعاد عنها جميع المسلمين. تتكلف الابتعاد عنها جميع المسلمين فكل مسلم مأمورا يشتري مثل هذه الخصال السيئة الذميمة وهي الكبر والخيلاء وعدم اه الانكسار والذل والخضوع فان الله سبحانه وتعالى اخبر ان الكبرياء وصفا وصفة له سبحانه وتعالى وان من نازعه كبريائه فان الله يكبه على وجهه في نار جهنم وجاء في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ثم قال لا يدخل الجنة من في قلب مثقال ذرة من كبر وجاء تفسيرك بقوله صلى الله عليه وسلم الكبر الحق وغمط الناس فالذي يرد الحق ولا يقبله ويحتقر الناس ويستصغرهم لا شك ان هذا مريض اه ومرضه هذا سبب من اسباب دخوله النار ومانع من من الموال الذي يمنعه من دخول الجنة فهذه الخصلة وهذه الصفة قبيحة في كل شخص. وتعظم قباحتها اذا كان المتصف بها ممن ينسب الى العلم وينسب الى طلبه فان العلم بطبيعته يكسب القلوب خضوعا وذلا فان الله اخبر بقوله انما يخشى الله من عباده العلماء طالب العلم ممن يعرف النصوص الواردة والوعيد الوارد في الكبر وذمه وان المتكبر يبغضه الله عز وجل ويذمه خاصة ان اول معصية عصي الله عز وجل بها هي الكبر فان ابليس ابليس لعنه الله تعالى عندما امر بالسجود ابى واستكبر وعلل اباءه بانه خير من ادم فهذه هي اول معصية عصي الله عز وجل بها واصول المعاصي ثلاث الكبر والحرص والحسد الكبر والحرص والحسد فهذه اصول المعاصي فاول معاصي عصي الله بها هي معصية الكبر. فيقبح بطالب العلم تعلم والمعلم ان يتصل بهذه الصفة القبيحة والله سبحانه وتعالى وصف عباده المؤمنين بقوله اذلة على المؤمنين اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين فاهل الايمان اذلة يذل بعضهم لبعض ويخضع بعضهم لبعض وهم ابعد الناس عن الكبر وعن الخيلاء كذلك الخيلاء مذموم والغرور وعدم الخضوع هذا مذموم. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان ممن لا يكلمه الله عز وجل يزكرهم عذاب اليم. الذي جر خيلاء. فاذا كان جار ثوب خيلاء يتوعد بهذا الوعيد الشديد ان لا يكلمه الله ولا ولا يعني لا يكلمه الله له عذاب الاليم فكذلك الذي يتكبر في كل شيء ويتخايل في كل شيء. فهذا اول الخلق الاول انه من الصفات الذميمة ان يكون متكبرا متخائيلا. اثر هذه الصفة على طالب العلم اثر هذا طالب العلم او هذه هذه الخصلة الذميمة. تظهر في امور. الامر الاول اولا انه لا يوفق لطلب العلم ويحرم من طلبه فان المتكبر يأنف ان يجلس مجالس العلم ويأنف ان ان يخضع للمعلم او لمجالس العلم وفيه كبر يمنعه من ذلك. والنظر في قصة ابي طالب الذي كفر ومات كافرا منعه من من اسلامه انه كره ان تعلوه استه. وان يكون رأسه دون رئيسه نسأل الله العافية والسلامة الكبر اولا الاظرار على طلب العلم انه يمنعه من يمنع من اي شيء من تحصيل العلم ومن حضور مجالس العلم ومن الاستفادة في من هذي المجاز لانهم لانه يأنف ان يساوي الناس وذاك ذكر في عهد ابن الخطاب ان احد ملوك غسان لما اسلم وطاف مع المسلمين في المطاف ووطي ووطي رداءه او ازاره احاد المسلمين فضربه على وجهه لما وطأه واتى ذاك الرجل يطالب بالقصاص والزمه عمر القصاص قال امهلني حتى اتيك غدا فارتد كافرا نصرانيا ورجع من الاسلام بسبب كبره وامتناعه ان يقتص منه لسوقي. كذلك تجد الناس يمتنع من مجالس العلم ومجالس الخير لانه يخالطه فيه من لا يراه مناسبا للجلوس معه ولذلك كانوا كفار قريش يقول محمد صلى الله عليه وسلم اجعل لنا مجلسا لا يشاركنا فيه العبيد. ولا يشاركنا فيه السوق واذلة الناس بهذا الكم منعه من الاسلام ومنعه من الامام ومنعه من الاستفادة من محمد صلى الله عليه وسلم. طالب العلم ايضا يمنعه من هذا. ثانيا من اضرارها طالب العلم ايضا انه يمنع من انتفاع الناس بذلك العالم وذلك المتعلم فان الناس يأنفون من المتكبرين المتغطرسين الذين بهم خيلاء فان النفوس تأنف يعني تكرههم ولا تقبلهم ولا تقبل منهم فاذا كان متكبرا انفا من مخاض الناس فان النفوس ايضا تنفر عنه كما قال تعالى لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فان آآ اثر ذاك الواضح وبين تجد الناس انها لا تقبل من ذلك المتكبر وتذمه وتعيبه ولا تقبل الحق منه. ومما ذكر في ترجمة حجاج بن ارطاد انه كان في في خيلاء وكان يترك صلاة الجماعة لاجل هذه العلة التي كانت فيه. فذمه اهل العلم وعابوه بسبب هذا الخيلاء وبسبب هذا الكبر. فهذا مرض يعتري النفوس. ايضا من من اظراره على طالب العلم وهي واضحة وبينة انه يأنف ان يأخذ ممن هو دونه في المنزلة او في الدرجة او في العلم بذاك قال البخاري لا تكون طالب علم ولا تكون عالما حتى تأخذ من هو فوقك ومن من هو دونك وممن هو مثلك. فالواجب على المسلم ان يتخلى ان يجتنب مثل هذه الخصال وهذه الصفة الذميمة وهي الكبر والخيلاء واحتقار الناس فالكبر بطل الحق وغمط الناس واحتقارهم. نسأل الله العافية والسلامة والله اعلم واحكم وصلى اللهم وسلم محمد جزاك الله خير