بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا شيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. الفصل الثاني كيفية الطلب والتلقي الخصلة السادسة عشرة كيفية الطلب ومراتبه. من لم يتقن من لم يتقن الاصول حرم الوصول العلم جملة ذهب عنه جملة. وقيل ايضا ازدحام العلم في السمع مظلة الفهم. وعليه فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن لكل فن تطلبه بضبط اصله ومختصره على شيخ متقن لا بالتحصين الذاتي وحده واخذا الطلب بالتدرج قال الله تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث. ونزلناه تنزيلا. وقال قال وقال الذين كفروا لولا نزل عليهم القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتل تعطينا. وقال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته. فامامك لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه الاول حفظ مختصر فيه الثاني ضبطه على شيخ متقن الثالث عدم الاشتغال بالمطولات وتفريق المصنفات قبل الظبط والاتقان لاصله. الرابع لا تنتقل لا تنتقل من مختصر الى اخر بلا موجب. فهذا من باب الضجر الخامس اقتناص الفوائد والضوابط العلمية. السادس جمع النفس للطلب والترقي فيه. والاهتمام والتحرق والتحصيل بلوغ الى ما فوقه حتى تفيض الى المطولات بسابلة موثوقة. وكان من رأي ابن العرب المالكي الا يخلط الطالب في التعليم بين علمين وان يقدم تعليم العربية والشعر والحساب ثم ينتقل منه الى القرآن لكن تعقبه ابن بان العوائد لا تساعد على هذا وان المقدم هو دراسة القرآن الكريم وحفظه. لان الولد ما دام في في الحجر ينقاد للحكم فان تجاوز البلوغ. صعب جبره. اما الخلط في التعليم بين علمين فاكثر فهذا يختلف باختلاف المتعلمين في الفهم النشاط وكان من اهل العلم من يدرس الفقه الحنبلي في زاد المستقنع للمبتدئين والمقنع لمن بعدهم للخلاف المذهبي ثم المغني يعاني ولا يسمح للطبقة الاولى ان تجلس في درس الثانية وهكذا دفعا للتشويش. واعلم ان واعلم ان ذكر المختصر تراتيف المطولات التي يؤسس التي يؤسس عليه الطلب والتلقي لدى المشايخ تختلف غالبا من قطر الى قطر. باختلاف المذاهب ومن نشأ عليه وما نشأ عليه علماء ذلك القطر من اتقان هذا المختصر والتمرس فيه دون غيره. والحال هنا تختلف من طالب الى اخر باختلاف القرائح والفهوم وقوة الاستعداد وضعفه وبرودة الذهن وتوقده. وقد كان الطلب في قطر بعد مرحلة الكتاتيب والاخذ بحفظ القرآن الكريم يمر بمراحل ثلاث لدى المشايخ في دروس المساجد للمبتدئين ثم المتوسطين ثم المتمكنين ففي التوحيد ثلاثة الاصول وادلتها والقواعد الاربع ثم كشف الشبهات ثم كتاب التوحيد هذا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى هذا في توحيد العبادة وفي توحيد الاسماء والصفات العقيدة الواسطية ثم الحموية ثلاثة لشيخ اسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فالطحاوية مع شرحها. وفي النحو الاجى الرومية ثم ملحة الاعراب حريري ثم قطر الندى لابن هشام والفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل. وفي الحديث الاربعين الاربعين للنووي ثم عمدة الاحكام المقدسي ثم بلوغ المرامل ابن حجر والمنطقة للمجد والمنتقى للمجني والمنتقى للمجد ابن تيمية رحمهم الله تعالى فالدخول في قراءة الامهات الست وغيرها وفي المصطلح نخبة نخبة الفكر لابن حجر ثم الفية العراق رحمه الله تعالى وفي الفقه مثلا اداب المشي الى الصلاة للشيخ محمد بن عبد الوهاب ثم زادوا المستقنع للحج للحجاوي رحمه الله تعالى او عمدة الفقه ثم المقنع للخلاف المذهبي والمغني للخلاف العالي ثلاث لابن قدامة رحمه الله تعالى وفي اصول الفقه الورقات للجويني رحمه الله تعالى ثم روضة النعوذ للابن رحمه الله تعالى وفي الفرائض الرحبية ثم مع شروحها والفوائد الجلية وفي التفسير تفسير ابن كثير وفي التفسير تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى وفي اصول التفسير المقدمة لشيخ اسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وفي السيرة النبوية انتصروها للشيخ محمد بن عبد الوهاب واصلها لابن هشام وزادوا المعاجر ابن القيم رحمه الله تعالى وفي لسان العرب العناية باشعارها كالمعلقات السبع والقراءات في القاموس للفيروز للفيروز ابادي للفيروز ابادي رحمه الله تعالى وهكذا من مراحل الطلب في الفنون. وكانوا مع ذلك يأخذون بجرد مطولات مثل تاريخ ابن جرير كثير وتفسيرهما ويركزون على كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى وكتب ائمة الدعوة وفتاويهم لا سيما محرراتهم في اعتقاد وهكذا كانت الاوقات عامرة في الطلب. فبعد صلاة الفجر الى ارتفاع الضحى ثم تكون القيلولة قبيل صلاة الظهر وفي اعقاب جميع الصلوات الخمس تعقد الدروس وكانوا في ادب جم وتقدير بعزة نفس من الطرفين على منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى ولذا ادركوا وصار منهم في عداد الائمة في العلم جمع غفير والحمد لله رب العالمين. فهل من عودة الى اصالة طلبي في دراسة المختصرات المعتمدة لا على المذكرات وفي حفظها لا لا الاعتماد على الفهم فحسب حتى ضاع الطلاب فلا حفظ والعافية وفي خلو التلقين من الزغل والشوائب والكدر سير على منهاج السلف والله المستعان. وقال الحافظ عثمان بن خرز من خرزات ابن خرزات رحمه الله تعالى يحتاج صاحب الحديث الى خمس. فان عدمت واحدة فهي نقص يحتاج الى عقل جيد ودين وضبط وحداقة بالصناعة مع امانة تعرف منه. قلت اي الذهبي الامانة جزء من الدين والظبط داخل في الحذق فالذي يحتاج اليه الحافظ ان يكون تقيا ذكيا نحويا لغويا ذكيا حييا سلفيا يكفيه ان يكتب بيده مئتي مجلد ويحصل من الدواوين المعتبرة خمسمئة مجلد والا يفتر من طلب العلم الى الممات بنية خالصة وتواضع والا فلا يتعنى. نعم. انتهى كلامه الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا الفصل يتعلق بكيفية الطلب والتلقي وذكر في هذا الفصل ان طالب العلم يراعي في طلبه ان يقدم الاصول على الفروع وان يقدم المسلمات على مواطن الاختلاف والنزاع وان يبتأ وان يبدأ وان يبدأ في طلبه باصول العلم. ان يبدأ بطلبه باصول العلم وذلك ان يجعله في كل فن يطلبه اصلا مختصرا يرجع اليه حفظا وفهما ودراسة ودراية وطريقة الطلب ان يبتدأ الطالب في طلبه بالتدرج بالتدرج في طلبه وان يراعي مع هذا التدرج قدراته العقلية وفهمه وحفظه فان من رام العلم جملة ذهب منه جملة والله سبحانه وتعالى عندما انزل القرآن انزل مفرقا حتى يكون ادعى في ثباته واسهل في حفظه ولو انزله جملة واحدة لشق ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الامة ان يحفظ جملته عندما كان ينزل شيئا فشيء وهذا يعطينا او نأخذ منه قاعدة التدرج في الحفظ والعلم وطلبه وكان علماء الامة يتدرجون في تعليمهم وفي تعلمهم فتجدهم في ابتداء الطلب يحفظون الاصول من المتون والاجزاء فيجعله في كل فن متنا يحفظونه ويتقنونه ويفهمونه ويشرحونه حتى يتقنونه وايضا لا يشتتون اذهانهم بكثرة لكثرة الكتب وبكثرة ما يقرأون فيه وما يطلبونه وانما يتدرج في الطلب وقد ذكر الشيخ ها هنا آآ طريقة حسنة في الطلب وكيف وكيف يتدرج الطالب في طلبه؟ فذكر ان يجعل العلم على اقسام يجعل علما يتعلق بعلم الاصول العقيدة والفقه والحديث وعلوم تتعلق بعلوم الته كالنحو والاصول والبلاغة ومقدمة وعلوم القرآن المقدمة تتعلق بعلوم القرآن علوم اصلية وغائية وهذه علوم ليست غائية وانما هي وسيلة لعلم غاية فالعلوم علمان علوم غاية وعلوم فعلوم الغاية هي التي يقصدها الطالب في التعلم وهو الذي يبذل وسعه في تحصيله وتحقيقها اما علوم الالة فهي ليست مقصودة لذاتها وانما مقصودة لغيرها في تعلمها الانسان ليصل غايته من العلوم ومن الخطأ والجهل ان يد ان تجعل الوسائل غايات والغايات وسائل الطريقة التي سلكها هنا قال ان يبدأ في اولا ان يجعل له متنا ان يحفظ مختصرا في كل فن يطلبه في الفقه مثلا يحفظ متنا على حسب المذهب الذي يسلكه فان كان على مذهب الحنابلة في حفظ دليل الطالب ابتداء ثم بعد ذلك عمدة الفقه ثم بعد ذلك الكافي ثم ثم ما يتوسع على حسب حاله فيبدأ بدين الطالب لانه اسهلها الفاظا واكثرها وضوحا. وان حفظ عمدة الفقه فهو ايضا حسد او حفظ زاد المستقرع فهو ايضا حسن. لكن المقصود ان يجعل له متنا يحفظه ويجعل له شرحا عليه يتقنه حتى اذا حتى اذا حفظ واتقنه انتقل الى غيره. من المتون في هذا الباب مثلا الدليل في الرواية الواحدة والمقرع في روايتين والكافي في ثلاث والمغني في الخلاف المذهبي وهكذا. كذلك اذا انطلق الى مسألة في علم الحديث مثلا يبدو اولا بحفظ علم علوم الته في حفظ في المصطلح نخبة الفكر واذا تجاوز ذلك يحفظ الالفية العراق او الفية السيوطي في باب موصل الحديث ثم يدخل في علمه وهو وهو المقصود بذاته فيحفظ في الحديث بداية الاربعين النووية مثلا او بعدها عمدة الفقه وبعدها عمدة الاحكام وبعدها بلوغ المرام ثم بعد ذلك ملتقى الاخبار ثم بعد ذلك صحيح مسلم. ثم يحفظ بعد ذلك مفردات البخاري وزوائده على مسلم. ثم يحفظ بعد ذلك زوائد السنن ابو داوود زوائد السنن كابي داوود والنسائي والترمذي وابن ماجة على الصحيحين وما تفردوا بها وما تفرد به على الصحيحين وما تفرد به احدهم على الاخر كل هذا يحفظ فاذا حفظ ذلك انتقل المطولات كذلك اذا اتى الى باب التفسير يحفظ مقدمة التفسير لشيخ الاسلام هي او يقرأها او يفهمها ثم يقرأ في كتب التفسير يبدأ بتفسير مثلا السعدي ثم ابن كثير ثم ابن جرير ثم يتوسع ما شاء في باب التفاسير وكذلك باب العقيدة يبدأ مثلا ابتداء في في القواعد الاربع لشيخ الاسلام الوهاب ثم الاصول الثلاثة ثم كتاب التوحيد ثم كشف الشبهات حفظا وشرحا واتقانا ثم في باب الاسماء والصفات العقيدة الواسطية ثم الطحاوية ثم طبعا في مطولات في باب الردود والتقريرات التي قررها ائمة اهل الاسلام ائمة الاسلام من ائمة الدعوة وكلام شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم ومن قبلهم كمعتقدة زملكاوي ومجمع او مجمع اعتقاد جماعة الذكاء والشريعة للاجر ويقرأ في المطولات ما شاء في هذا الباب باب لغة العرب يقرأ مثلا في اللغة والنحو يقرأ في الاجر ومية ابتداء ثم اه قطر الندى ابن هشام ثم بعد ذلك الفية ابن مالك ويقرأ شرحها من ابن عقيل رحمه الله تعالى او لابن هشام نفسه المقصود انه يتدرج في الطلب وفي القراءة وفي الفهم والحفظ ولا ولا يكثر على نفسه حتى يشق عليها. فان تشتيت فان كثرة العلوم تشتت الافهام تشتت الاذهان وهذا يختلف باختلاف شخص الى شخص فاذا استطاع ان يجمع بين اكثر من فن كأن يجمع الاصول يجمع آآ يحفظ متنا في العقيدة ومتنا في الفقه ومتنا في الحديث وان لم يستطع فانه يتدرج بالاهم فالمهم يتدرج بالعقيدة اولا ثم ينتقل بعد ذلك في الحديث والفقه ثم بعد ذلك في علوم العلوم الاخرى هذا اذا كان لا يستطيع ان يجب اكثر من فن اما اذا استطاع فانه يجمع الى العقيدة والفقه والحديث وعلوم التها في علوم المصطلح علم الاصول الحديث يقرأ ويحفظ في مصطلح الحديث وفي الفقه يحفظ ايضا ما يتعلق علم اصوله كالورقات الجويني وما شابه ذلك هذا ما يتعلق بهذا الفصل وبباب وطريقة التلقي والطلب والله اعلم وصلى اللهم وسلم محمد