بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد. اللهم اغفر لنا شيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال المصنف رحمه الله تعالى الفصل الثالث ابو الطالب مع شيخه. الخصلة الثامنة عشرة رعاية حرمة الشيخ. بما ان العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب بل لابد من تتقن عليه مفاتيح الطلب. لتأمن من العثار والزلل فعليك اذا بالتحلي برعاية حرمته. فان ذلك عنوان النجاح والفلاح وتحصيل والتحصيل والتوفيق. فليكن شيخك محل اجلالك منك واكرامه وتقدير وتلطف. فخذ بمجامع الاداب مع شيخك في جلوسك الجامعة والتحدث اليه وحسن السؤال والاستماع وحسن الادب في تصفح الكتاب امامه. ومع الكتاب وترك التطاول والمماراة امامه. وعدم التقدم وعدم التقدم عليه بكلام او مسير او اكثار الكلام عنده. او مداخلتي في حديثي ودرسي بكلام منك او الالحاح عليه في جواب متجنبا الاكثار لا سيما مع شهود الملأ فان هذا يوجب لك الغرور وله الملل. ولا تنادي باسمه مجردا او ما علق به كقولك يا شيخ فلان. بل قل يا شيخ او يا شيخنا فلا تسمه فانه ارفع في الادب. ولا تخاطبه بتاء الخطاب او تناديه من بعد من غير اضطرار وانظر ما ذكره الله تعالى من الدلالة جعل الادب امام معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم في قوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. وكما لا يليق ان تقول لوالدك ذي الابوة الطينية يا فلان او يا والدي فلان فلا يجمل بك مع شيخك والتزم توقير المجلس واظهار السرور من الدرس والافادة به واذا بدا لك خطأ من شيخك واذا بدأ واذا بدا لك خطأ من الشيخ او وهم فلا يسقطه ذلك من عينك. فانه سبب لحرمانك من علمه ومن الذي ينجو من الخطأ سالما واحذر ان تعامله بما يضجره. ومنه ومنه يسميه المولدون حرب الاعصاب بمعنى امتحان الشيخ على القدرة العلمية والتحمل. واذا بدا لك الانتقال الى شيخ اخر فاستأذنه بذلك. فانه ادعى لحرمته واملك لقلبه في محبتك والعطف عليك. الى اخر جملة من الاداب يعرفها بالطبع كل موفق مبارك. وفاء لحق شيخك في الدينية او ما تسميه بعض القوانين باسم الرضاع الادبي. وتسميه وتسمية بعض العلماء له الابوة الدينية وتركه انسب واعلم انه بقدر رعاية حرمته يكون النجاح والفلاح وبقدر الفوت يكون من علامات الاخفاق تنبيه مهم اعيذك بالله من صنيع الاعاجم والطرق والطرقية والمرقية والطرقية المبتدعة الخلفية من الخضوع خارج عن اداب الشرع من لحس الايدي وتقبيل الاكتاف والقبض على اليمين باليمين والشمال عند السلام كحال تودد الكبار للاطفال والانحناء عند السلام واستعمال الالفاظ الرخوة المتخاذلة سيدي مولاي ونحوها من الفاظ الخدم والعبيد وانظر ما يقوله العلامة السلفي الشيخ محمد البشير الابراهيمي الجزائري رحمه الله تعالى في البصاير فانه فائق الصيام كمل. احسن الله اليك. الخصلة التاسعة عشرة رأس مالك ايها الطالب من شيخك القدوة بصالح اخلاقه وكريم شمائله. اما التنقي والتنقيل فهو ربح زائد لكن لا يأخذك الاندفاع في محبة شيخك فتقع في من حيث لا تدري وكل من ينظر اليك يدري فلا تقلده بصوت ونغمة ولا مشية وحركة وهيئة فانه انما صار شيخا بتلك فلا تسقط انت بالتبعية له في هذه نعم الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذه هذا الفصل يتعلق باداب الطالب مع شيخه ومعلمه ذكر اول ادب ان يراعي الطالب حرمة شيخه وذلك باحترام وتوقيره وعدم التطاول عليه. ولا شك ان احترام المعلم علموا الشيخ مما يأمر به الشارع. فان العلماء هم ورثوا الانبياء. والانبياء لم يورثوا دينار ولا درهما. وانما عظم الله قدر العلماء لحملهم العلم ولنقلهم شريعة شريعة الله عز وجل وتعليم الناس وتعليم الناس اياها فمن كان فهذا حاله فشأنه ان يعظم ويحترم ويوقر. وذكر هنا ادابا يحتاجها الطالب مع شيخه. اولا ذكر ان ان يتحلى بالاداب التي يتحلى بها مع عامة اهل الايمان ان يتحل ان تكون اول ما تكون مع العلماء ومع اهل العلم والفضل فان المسلم مأمور ان يكون ذا خلق حسن مع عامة الناس. فلا يتطاول عليهم بلسانه ولا بفعاله. ولا باقواله وانما يكون مقام مع مقام الاحترام والتوقير والتعظيم والاحسان اليهم وعدم اذيتهم وعدم وعدم احداث ما يضجرهم وكان هذا مع عامة الناس فاولى الناس بهذا بهذه الرعاية هم العلماء هم العلماء. اما العالم فيزيد الطالب معه ان يراعيه في مجلسه وذلك بطريقة جلوسه وبطريقة سؤاله وبطريقة النظر اليه وبطريقة آآ معارضته او آآ الاستدراك عليه يراعي في ذلك الادب كله. فاذا جلس يجلس جلسة المعظم للعلم. لا يكون لا تكون الجلسة المتكبر المتغطرس وانما يجلس كما يجلس الطالب المعظم لهذا للذي يحمله ذلك العالم. ولنا في جبريل عليه عندما جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة فقد جاء حتى وضع جلس جاء وظع ركبتيه على الركبة ووضع ركبتيها امام ركبتيه ثم وضع يديه على فخذيه وقال يا محمد علمني ما الاسلام؟ فهذا ادب رفيع تأدى به رسول الله جبريل عليه السلام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد عليه الصلاة والسلام فاذا كلم شيخه يكون كلامه بادب واحترام فلا يرفع صوته ولا يعلو صوت شيخه من ذكر شيخ الاسلام عن سفيان الثوري تعالى بلغ عن سفيان ان الذي يرفع صوته لا يحترم من رفع صوته لا يحترم من رفع صوته بين يديه وان هذا يتفق العقلاء على ان رافع الصوت للمتحدث اليه انه لا يحترمه. فاذا كان ذلك مع عامة الناس فالعالم اولى ان يحترم وان تراعى اه حرمته وان تراعى مكانته. كذلك عندما يريد ان يقاطع اذا تحدث الشيخ قبل الادب الا يقاطعه في حديثه حتى ينتهي من حديثه. واذا اراد ان يستدرك عليه شيئا فلا يستدرك حتى ينتهي الشيخ بن كلامه فاذا انتهى فبعد ذلك يسأله بطريقة المتأدب بطريقة المستفسر بطريقة المتعلم لا بطريقة المتكبر قال ايضا وان يجتنب كثرة السؤال فالسؤال للشيخ لابد ان يراعى فيه ان يسأل الفائدة لان اسئلة قد تخرج على مقاصد من الناس من يسأل ليغلط شيخه وهذا كما جاء عن معاوية واياكم والاغاليظ فالاغاليط ان يسأل ليخطئ الشيخ الذي يعلمه وهذا مقصد خبيث لا يرتضيه الله عز وجل ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. ايضا من مقاصد سؤال ان يسأل ليظهر علمه وهذا مقصد ايضا مبناه على الرياء وعلى اظهار الفضل وهذا مذموم شرعا وعقلا. المقصد والثالث ان يسأل ليتعلم غيره وهذا مقصد حسن ومقصد جيد لكنه يرى عند السؤال الادب في سؤاله ويراعي طريق السؤال حتى ينتفع الحاضرون. المقصد الرابع ايضا من السؤال لم يسأل يستفيده. اما لازالة الاشكال عليه او لتبيين توظيحي مجمل او مشكل او لتفسير او لتبيين مهمل او تفسير مشكل او مسألة لم تتضح له فيسع الايضاح فهذه مقاصد السؤال هذه مقاصد السؤال فليحرص الطالب اذا سأل ان يكون ان تكون مسألته على المقاصد المحمودة وان يشتري مقاصد المذمومة. قال بعد ذلك ولا تناديه باسمه المجرد. وذلك من باب تعظيم واحترامه. والاصل ان الانسان لا يدعو غيره الا بما يحب الا بما يحب اما ان يكنيه واما يناديه باحب الاسماء له فان هذا من علامة من علامة مودته ومحبته. اما ان تدي له في النداء ويناديه باسمه فان فان هذا مما ينافي الاحترام والتعظيم. فان العالم والوالد منزلة واحدة عالم يسمي عند اهل العلم بولادة الروحية الدينية والوالد لله الطينية الجسدية. فكما ان الواد يحترم ويعظم فانه الذي فانه هو الذي تسبب باخراجك الى هذا الوجود فكذلك العالم يعظم ويحترم لانه هو الذي اخرجك الى الى الحياة في حياة الارواح بالعلم والتعليم وتفقيهك في دين الله عز وجل. فينادى لما يحب الشيخ اما باسمه بكنيته او بتقول له يا شيخ يا يا فلان بما يحب فان ذاك ارعى لحرمته وادعى للاستفادة منه. قال بعد ذلك واذا بدا لك هذا مما يسمى في باب الاستدراك على الشيخ الاستدراك على الشيخ لابد ان يكون ايضا بادب. اولا ان لا يستدركه على امام الملأ. في وعلى طريقة الاستدراك وعلى اه اظهار الخطأ. فان كان الشيخ اخطأ على ملأ ويخشى الطالب انه ان التبين ان البيان يفوق ان البيان يفوت وان الحاضرون قد لتغيب عنهم هذه الفائدة فانه يستدرك بطريقة السؤال. يستدرك بطريقة السؤال فيقول يعني يا شيخ آآ ما هو الجواب على هذه المسألة؟ وما من يقول كذا وكذا؟ ما يا شيخ ما رأينا في من يقول كذا وكذا؟ او كيف نجيب على المسألة هذه اشكلت عليه حتى يتنبه الشيخ انه اخطأ من المسألة او يذكره يا شيخ قلنا كذا وذكرنا كذا فما هو الصحيح؟ هل هي كذا او بخلاف ذلك حتى يتذكر ما اخطأ فيه. اما ان يفعل ما يفعله كثير من المتعالمين يواجه شيخه بالخطأ ويفرح ان زللا وخطأ على شيخ حتى يظهر فظله وشرفه على عليه او ان يظهر منزلته عند الناس باظهار استدراك على ذلك الشيخ خطأه فهذا من الجهل ومن ومن ومما يرى ومما يخالف الادب والرعاية للشيخ اذا اراد ان يبين له خطأ فليراعي بذلك الادب اما ان يكون ذلك بينه وبين شيخه ذكرت كذا وقد درسنا قبل ذلك خلاف هذا القول فما هو الصحيح اذا كان ملك فذكرت قبل قليل قال بعد ذلك ايضا من الادب اذا انت قلت يا شيخ اخر ان تبينه ذلك حتى حتى يكون لك ادعى وارعى لحرمته فان انتقالك الى غيري دون اذنه مما يوغل القلوب ويوغل صدره عليك. وقد لا تنتهي مرة اخرى وقد تعود اليه ولا تستفيد منه. فان من الادب اذا انتقلت فغير ان تستأذنه في ذلك وستقول وتقول له ساطلب العلم ان الشيخ فما رأيك توصين به؟ من باب من باب احترامه وتوطينه. قال بعد ذلك واياك والطرق الصوفية وما يصنعه العاجل. اه الاسلام في احترام اهل العلم وتوقيرهم وتقديرهم واحترام اهل الفضل لا يصل بك الى الذل والهوان لهم فان لا افراط ولا تفيض فما نفعل او فلا نفعل ما يفعله العاجم واهل الطرقات من الصوفية وغيرهم بمشايخهم وعلمائهم من تقديم من تقبيل الاقدام وتلحيس الايدي واخذ البساط وغير ذلك والتمسح به والتبرك به فهذا كله باطل ولا يجوز. ولا يعظم تعظيما يخرجه عن حد العبودية الى حد الالهية. فان هذا كله من التعظيم وانما ينزل منزلته كما قال صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى عليه وسلم انما انا عبد. فقولوا عبد الله ورسوله اذا كان هذا في مقام محمد صلى الله عليه وسلم فمن باب اولى من هو دونه من اهل العلم والفضل فلهم الاحترام والتوقير الرعاية التي لا تخرجك عن حد الطاعة الى حد المعصية نسأل الله العافي والسلامة. الادب التاسع عشر قال بعد ذلك القدوة بصالح بصالح باخلاق الشيخ اذا كان الشيخ ذا اخلاق حسنة وذا تصرفات شرعية ممدوحة محمودة فان لك ان تقتاد به وتقتدي به فيما يفعل من اقوال وافعال واخلاق فان هذا ايضا وان لم يكن ذلك خاصا بالشيخ فان هذا هو هدي محمد صلى الله عليه وسلم والله يقول لقد كانكم برسول الله اسوة حسنة فكل خلق حسن تخلق بذلك الشيخ فان مبدأه من رسولنا صلى الله عليه وسلم فلك ان تتأسى باخلاقه الحسنة ان ترى تواضعه وترى آآ سمته وزهده وورعه واخلاقه الحسنة فتقتدي بها في ذلك. اما القبيح من اخلاقه القبيح بالاقوال وافعاله فلست مطالب بمتابعته عليها بل انت مطالب بمخالفة واجتماع ما عليه من اخلاق سيئة وان من تبعية المقيتة ان تجد بعض الناس يقلد شيخا في كل شيء في كل خير وفي كل شر وهذا باطل. وانما المقلد في ذلك ما كان حقا كان هديا آآ نبويا. اما ما كان خلاف ذلك فان تقليده لا يحمد عليه المقلب بل يذم بهذا التقليد والله اعلم واحكم وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد