بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. الفصل الرابع ادب جماله قال المصنف رحمه الله الخصلة الثالثة عشرة الخصلة الثالثة والعشرون احذر قرين كما ان العرق دساس فان ادب السوء دساس. اذ الطبيعة نقالة والطباع سراقة والناس كاسراب مجبون على تشبه بعضهم ببعض. فاحذر معاشرة من كان كذلك فانه العطب. والدفع اسهل من الرفع وعليه فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك ويقربك الى ربك على شريف غرضك ومقصدك. وخذ تقسيم الصديق في ادق المعايير. الاول صديق منفعة. الثاني صديق لذة والثالث صديق فضيلة. فالاولان منقطعان بانقطاع موجبهما. المنفعة في الاول والذي في الثاني. واما الثالث فالتعويل عليه وهو الذي باعد صداقته تبادل الاعتقاد في رسوخ فضائل لدى كل منهما وصديق الفضيلة هذا عملة صعبة يعز الحصول عليها ومن نفيس من هشام بن عبد الملك رحمه الله تعالى قوله ما بقي من لذات الدنيا شيء الا اخ ارفع مؤونته ارفعوا مؤونة التحفظ بيني وبينه. ومن لطيف ما يقيد قول بعضهم قول بعضهم العزلة من عين العلم زلة العزلة من غير عين العلم. زلة ومن غير زاي الزهد علة زي الزهد وجاي عندك طيب. طيب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا الادب يتعلق بطالب العلم وهو ان يعتني ويحرص على من يعينه في طلبه للعلم. ولا شك كان اعظم من يعين على ذلك يعني توفيق الله سبحانه وتعالى الصاحب. فيحرص طالب العلم فيحرص طالب العلم على صاحب يعينه في هذا الطريق الى الله عز وجل. ان نسي ذكره وان ذكر اعانه. وكما قيل المرء على دين خليله والطيور على اشكالها تقع. فاذا فاذا كنت ذا علم وذا همة في طلب العلم اصحابك كذلك لان من صحب الردي ردا مع رداه يردى ولا تصحب خر الردى فتردى مع مع مع الذي ردع فالمقصود ان الشخص اذا صحب اه ضعيف الهمة وقليل الهمة والذي لا يعتني بوقته ولا يهتم يتأثر به يتأثر به والصاحب ساحب فليحرص طالبا ان يكون صاحبه ذا همة ومن يعين على هذا الطريق والطلب وان يحرص على بل هو من هو فوقه في هذا الطريق او مثله او من يستفيد منه في مسائل في في مذاكرته وفي مناقشته وفي اعانته على طلب العلم. ولذلك كم من طالب كم من طالب علم؟ كم من طالب علم؟ قد ترك العلم طلبه بسبب الصحبة بسبب الصحبة فيصاحب من هو ظايع الهمة ظعيف في طلب العلم فيسحب ذلك الى ما هو عليه من بالايظاع الاوقات وترك آآ طلب العلم. وهذا الذي يجر كثير من الشباب الى ترك العلم انه يصاحب العطلين والبطالين الذين ليس لهم همة في طلب العلم. فاعظم ما يحتاج طالب العلم ان يصحب ذا همة عالية في طلب العلم. وهذا الذي اراده الشيخ رحمه الله تعالى له. شف. الفصل الخامس اداب الطالب في حياته العلمية قال المصنف رحمه الله الخصمة الرابعة والعشرون كبر الهمة في العلم من سجايا التحني بكبر الهمة مركز السالب والموجب في شخصك. الرقيب على جوارحك كبر الهمة يجلب يجلب لك باذن الله خيرا غير مجدود. لترقى الى درجات الكمال فيجري فيجري في عروقك دم والركض في ميدان العلم والعمل. فلا يراك الناس واقفا الا على ابواب الفضائل. ولا باسطا يديك الا مهمات والتحلي بها يسلب منك سفاسف الامال والاعمال. ويجتث منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة. فكبير الهمة ثابت الجأس لا ترهبه المواقف. وفاقدها جبان الرعد تغلق تغلق فمه الفهة. ولا تغلط فتخلط بين كبر الهمة والكبر. فإن بينهما من الفرق كما بين سماء ذات الرجع والارض ذات الصدع. كبر الهمة حلية ورثة الانبياء. والكبر داء المرضى بعلة الجبابرة البؤساء فيا طالب العلم ارسم لنفسك كبر الهمة. ولا تنفلت منه. وقد اومأ الشرع اليها وقد اومأ الشرع اليها في فقهيات تلابس حياتك. لتكون دائما على يقظة من اغتنامها. ومنها اباحة تيمم المكلف عند فقد الماء. وعدم الزامه بقبول هبة ثمن الماء للوضوء. لما في ذلك من المنة التي تنال من الهمة منال. وعلى هذا فقس والله اعلم. هذا ايضا مما يحتاج طالب العلم ان يرفع في طلبه للعلم. وهمة الرجل آآ يمدح بها صاحبها. فكلما عظمت همة الرجل كلما مدح وارتقت اليه الابصار بالتعظيم والاحترام. ولو لم يكن في الدين فان اناسا علت هممهم في مطالب يطلبونها فعذبوا بعظم همتهم. فامرؤ القيس الكندي عظمت همته لنيل الملك. وسعى في ليله حتى مات وقتل في ذلك فلا زال يمدح بالرفع بعدو همته وبعلو ما طلب. فكيف اذا كانت الهمة في طلب مرضات الله عز وجل؟ لا شك ان الهمة هنا يحمد اصحابها ويعظم اجرهم عند الله عز وجل. وكل طريق يوصل الى الله عز وجل فان المسلم مأمور ان يرفع همته فيها ولذلك يحب الله عز وجل المؤمن القوي وهو احب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل الخير. والمؤمن القوي هو الذي علت همته في طلب ما يرضي الله سبحانه وتعالى فتجده يسعى في كل ما يقرب الى الله عز وجل. ولما ذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم خير الناس ذكى رجلين رجل تزن في رجل على ظهر فرسه يبتغ الموت يتبع الموت مضامة كلما وجد كلما سمع هيئة طار اليها فهمته ان ينال هذه الشهادة وان ينصر دين الله عز وجل على اي ارض وتحت اي سماء. واما ان يكون همته عبادة ربه سبحانه وتعالى فاعتزل وصبر على مجافاة اهلي مجافاة الخلق والناس وسكن شعبا من الشعاب يعبد الله عز وجل ولا يصبر على هذا الا من كانت همته عالية. المقصود ان طلب العلم يحتاج الى همة يحتاج الى همة. ومعنى ذلك ان يرفع همته الى نيل اعلى الدرجات في العلم. ولا يرتضي بادنى منازله او بادنى درجاته وانما يزداد علما وطلبا الى ان يقبض الله روحه عز وجل. ولذلك لما روي مع الامام احمد محبرة وهو امام ائمة المسلمين قالوا يا ابا عبد الله المحبرة اليوم قال المحبرة من المهد الى اللحد فالمحبرة لا لا تنقطع العالم حتى يموت ومعنى ذلك انه لا يزال يطلب العلم حتى يلقى ربه طلب العلم ليس له منتهى وليس للعلم منتهى ينتهي اليه طالبه بل العلم كلما ازددت طلبا له كلما ازدت اتساعا عظما وحرصا لهذا العلم وكما قيل ما ازداد العبد علما ازداد الا ازداد جهلا. هذه من اعظم ما يحتاجه الطاغوت. وفرق بين علو الهمة وكبر الهمة كبر فان الكبر شيء وكبر الهمة وعظمها شيء اخر. فالكبر هو بطن الحق وعمض الناس واحتقارهم. والا يرى الناس شيئا اما كبير الهمة فانما فانما يترك الناس ليس احتقارا لهم ولا آآ يعني آآ ردا لهم وانما وانما همة عالية وان كان متواضعا دمث الاخلاق لين العريكة يلين للناس لكن همته فوق بها الجبال في طلب المعالي وترك ما هو من سفاسف الامور وما لا ينفعه فليس هناك تلازم بين علو الهمة وكبرها وبين الكبر والبطر والخيلاء والله اعلم