بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة تم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال المؤلف رحمه الله تعالى الخصلة الاربعون المناظرة بلا مماراة اياك والمماراة فانها نقمة اما المناظرة في الحق فانها نعمة بذي المناظرة اذ المناظرة الحقة فيها اظهار الحق على الباطل والراجح على المرجوح فهي مبنية على المناصحة والحلم ونشر العلم اما المماراة بالمحاورات والمناظرات فانها تحجج ورياء ولغط وكبرياء ومغالبة ومراء واغتيال وشحناء ومجاراة للسفهاء. فاحذرها واحذر فاعلها تسلم من المآثم وهتك المحارم واعرظ تسلم وتكبت وتكبت المأثم وتكبت المأثم والمغرم الخصلة الواحدة والاربعون مذاكرة العلم. تمتع مع تمتع مع البصراء بالمذاكرة والمطارحة. فانها في فانها في مواطن تفوق المطالعة وتشحذ الذهن وتقوي الذاكرة. ملتزما الانصاف والملاطفة عن الحيف والشغب والمجازفة. وكن على حذر فانها تكشف عوار من لا يصدق فان كانت مع قاصر في العلم بارد الذهن فهي داء ومنافرة واما مذاكرة واما مذاكرتك مع نفسك في تقريبك لمسائل العلم فهذا ما لا يسوغ ان تنفك عنه. وقد قيل احياء احياء العلم مذاكرته الخصلة الثانية والاربعون طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومها فهما له كالجناحين في الطائر فاحذر ان تكون مهيض الجناح الخصلة الثالثة والاربعون استكمال ادوات كل فن لن تكون طالب علم متقنا متفننا حتى يلج الجمل في سم الخياط ما لم تستكمل ادوات ذلك الفن ففي الفقه بين الفقه واصوله وفي الحديث بين علمي الرواية والدراية وهكذا والا فلا نعم قال الله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته فيستفاد فيستفاد منها ان الطالب لا يترك علما حتى يتقنه لا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى ومن الاداب التي ينبغي على طالب من علم يتحلى بها قال المناظرة بلا مماوات ومراده بهذا الادب وبهذه الحلية تتحلى بها ان يكون الطالب عند المناظرة يقصد بهذه المناظرة الفائدة واحقاق الحق وابطال الباطل فيناظر بمقصد ان يعلي الحق وان يظهره لسامعه ولمن يناضله ويجادله ويخالفه واما اذا كانت المناظرة بمقصد العلو والفخر والخيلاء واظهار قوة رأيه وقوة حجته ويكوى يكون وراء ذلك المماراة والمجادلة فهذه مذمومة اذا هناك مناظرة وهناك وهناك ممارات المناظرة يقصد بها اظهار الحق وابطال الباطل اظهار الحجج والادلة والبراهين التي تقوي الحق والمماراة يقصد بها تقوية قول الشخص دون النظر هل هذا هو الحق او او او غيره وانما يريد بذلك ان يظعف حجة خصمه وان يبين جهله ويبين ضلاله. اما المناظر فقصده هو ان يعد الحق ويظهره. لذلك قال هنا اياك والمماراة فانها نقمة اما المناظرة في الحق فانها نعمة وفائدة ذلك ان المناظرة تقوي الحجة وتكسب المناظر الذي يناظر في الحق تكسب ساعة في ذهنه وسعة في افق في افاقه من جهة معرفة الادلة والنصوص. اما المماري ويكسف ذلك الجهل والغضب والحقد والشحناء والحسد وهذا كله مما يذمه الشارع قال هنا اذ المناظرة الحق فيها اظهار الحق على الباطل. والراجح على المرجوح فمبنية على المناصحة والحلم ونشر العلم. اما المماراة في المحاضرات والمناظرات فانها تحجج ورياء ولغط الكبرياء. وصدق رحمه الله تعالى فان المماري انما يريد ممراته اظهار حجته واظهار علو قوله. وان قوله والصواب ان قول غيره هو الخطأ اما المناضل فانما يبحث على الادلة الصحيحة وعلى القول الصحيح ولو كان ذلك مع خصمه فلا فلا يبالي ظهر الحق على لسانه او على لسان خصمه بخلاف المماري فان مقصد المارات واظهار الحق فقط على لسانه قال ومغالبة الامراء مراء واغتيال وشحناء ومجاراة للسفهاء فاحذرها واحذر فاعلها لان فاعلها ايضا يمرضك ويتعبك بكثرة مجالسته مما يكسب قلبك قسوة ويملأه شحناء وبغضاء وهتك المحارم واعراض واعراظ تسلم وتكبت المآثم والمغرم تقول فاحذرها فاحذر واحذر فاعلها تسلم من المآثم لان المراء يولد الحسد والشحناء والبغضاء فتأثم. ويوجد ايضا هتك المحارم وهي الغيبة. والنميمة والتفكه باعراض من تخاصمه فهذا واقع واعرظ تسلم وتثبت المأثم والمغرم الحلة الثانية او الحلة الاخرى او الحادية والاربعون قال مذاكرة العلم فالعلم ينسى ويدرس وانما يحيا وينشط بالمذاكرة فالذي لا يذاكر غيره بعلمه ولا يذاكر العلم بمراجعته وحفظه ومذاكرة من هو في طبقة ومن هو من دونه فوقه فان العلم ينسى ونسيانه بعدم مذاكرته. قال تمتع مع البصراء. والمراد البصراء هنا وزراء البصيرة للبصر. من اعطاهم الله بصيرة ونظر في معرفة الحجج والبراهين واستحضار الادلة والنصوص في مذاكرتهم ومناظرتهم ومطارحتهم ما يعود عليك بالنفع الكثير لقد تسم من الحجج ما لا تحزنه وتدرك من الفوائد والعلل والتعليل ما لا تعرفه ولكن ما يكون بالمذاكرة والمطارحة فقد تطرح مسألة انت تحسن بعض ادلتها او تعلو بعض حججها بمذاكرة من هو فوقك او هو مثلك قد يكون ذلك وقف على حجج وبراهين لم تقف عليها انت وقد يكون له من الذهن والاستحضار ما ليس عندك وقد يكون له من الاستنباط والمعرفة ما لا تحسنه انت فالمذاكرة مع البصراء والمطارحة والمواد المطارحة هنا طرح العلم وآآ طرح المسائل حتى يستفصل ويتذاكر فيها وتدرس وتؤخذ منها الاحكام والادلة قال فانها في مواطن تفوق المطالعة لا شك ان المطالعة للكتب يستفيد فوائد كثيرة ولكن المطالعة لا تفي بالغرض فقد تقرأ كتابا كاملا وذهنك شارد وبالك ايضا ليس معك وعقلك ليس في هذا الكتاب فقد تقرأه من اوله الى اخره تخرج بفائدة وفائدتين بخلاف عند بخلاف عند المذاكرة وانك تذاكر وقلبك معك حاضر وشاهد فتستفيد من المذاكرة ما لا تستفيده من المطالعة خاصة النفوس جبلت على انها تستشرف او تتشوف الى اظهار النفس واظهار ان عند اهل العلم ما ليس عند غيرها واستحضار الادلة والنشوذ كان بعض اهل العلم يقول من افادني بحديث فله كذا من باب ان يعرف ما لا يعرفه وان يدرك ما لا ما لم يدركه قبل ذلك. قال وتشحن الذهن وتقوي الذاكرة فان مذاكرة العلم تقوي الذاكرة وتستحضر بخلاف قد تقرأ وتمر عليك المسألة وتحفظها حال القراءة وتظن انك قد حفظتها لكن مجرد اغلاق الكتاب قد تكون مسألة قد نسيت بخلاف المذاكرة فان ما جهلته يثبت وما استفصلت عنه يثبت وهذا وهذا مجرب في باب المذاكرة لانها تقوي الذاكرة وتشحنها قال ملتزم الانصاف عند المذاكرة تكون منصفا وتكون لطيفا والمطاعم ابتعد عن الحيث والشغب. وليكن جبال ذاكرة قصدك الفائدة لا التشغيل والتخطئة التشغيل والتغطية هذا مما لا ينبغي لطالب العلم ان يسلكه او ان يقف في مجالسه يحضر مجالسه وكن على حذر فانها تكشف عوار من لا من لا يصدق. فيكون على حذر من المذاكرة بدعوى ان لا عندك علم فانها تفضح المتعالم وتبين كذبه وزيف قوله. لان البذار تحتاج بلا استحضار والى معرفة بالنصوص والادلة فان كنت مع قاصر العلم ان كنت مع قاصر العلم بارد الذهن اي اذا ذكرت من هو دونك في العلم وهو قاصر العلم وقاصد بظاعة ليس عند ابن العلم شيء بارد الذهن ايضا ليس له ذهن وقاد يستنبط ويستدرك فهي داء ومنافر انها ستكسبك الجهل. وتزيدك اغترارا بما عندك من الجهل ومنافرة اي تنفر ايضا من هذا المجلس ولا تنشط لمذاكرة مثل ذلك واما مذاكرتك مع نفسك اي تذاكر نفسك مع العلم فهذا امر لا ينفك عنه طالب العلم فلينضغط العلم في كل اه في طلبه ان يذاكر نفسه دائما وان يراجعها في المسائل وان يراجعها في معرفة الادلة والنصوص. وان يأمرها باستحضار الادلة فيطرى عليها مسألة ويقول ما دليلها؟ ثم يسوق الادلة على نفسه مستح ثم يذكر ايضا لها العلل ما علة تحريم هذا؟ وما الفائدة من تحريم هذا حتى تثبت تلك المعلومات في ذهنه قال وقد قيل احياء العلم مذاكرته وصدق قائل ذلك رحمه الله تعالى قال ايضا طالب العلم يعني هذه خصلة الثانية والاربعون طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومها فهما له كالجناحين الطائل فاحذر ان تكون مهيض الجناحين مكسورا ضعيف الجناح فانك لن تطير. فطال الذي الذي يطلب العلم وليس معه الكتاب والسنة فانما علم هذا علم كلام لان العيوب بناها ومردها على الكتاب والسنة اما حفظا او فهما او تدبر تأملا. وكل العلوم مردها الى هذا العلم العلوم انما هي علوم غاية او علوم الة فعلوم الغاية مردها الى الكتاب والسنة وعلوم الالة مردها مقصدها فهم الكتاب والسنة. فاذا كان الشخص لا يعيش بين الكتاب والسنة وفهم النصوص والادلة فان علمه هذا لا يزيده الا جهلا. فالعلم النافع الذي يمدح اصحابه ويثنى عليهم ويرفع ويرفعهم الله ويرتفع في الدنيا والاخرة هو ما كان بين ما كان عائشا او ما كان مبنيا هذا الكتاب والسنة كما قال تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. وكل مدح جاء في كتاب الله او في سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم للعلم فانما المراد به فان المراد به هو اهل العلم بالكتاب والسنة فيقول هنا عش بين الكتاب والسنة وتعلم من الكتاب والسنة واحفظ نصوصهما وادلتهما. قال الخصلة الثالثة والاربعون استكمال ادوات كل فن. اي لا لابد لطالب العلم ان يستكمل ادوات الفن فهي طلب الحديث فلابد ان يكون علما بمصطلحه وبعلم الته اذا طلب الفقه فلابد ان يكون عالما ايضا باصول الادلة ويسمى بعلوم بعلم اصول الفقه حتى يكون مطلع على معرفة الادلة وكيفية الاستنباط اذا كان يطلب علم القرآن والتفسير فلابد ان يكون عالما بلغة العرب وبمعاني بمعاني آآ الكلمات معاني اللغة العربية ويفهم من جهة الاعراب والنحو من جهة المعاني حتى يحسن تفسير القرآن. فلابد لطالب العلم في اي فن ان يكمل ذلك الفن وان يستكمل ادواته التي توصل الى فهمه فلكل علم ادوات توصل الى فهمه. فالحديث ادواته المصطلح بعلم الرواية وعلم الدراية ومعرفة آآ مصطلح اهل الحديث من جهة ما يسمى بالمصطلح اللي هو معرفة المرسل والمتصل والمنقطع والمعلق والمعضل والصحيح والظعيف والحسن وما شابه ذلك. كذلك في الفقه لا بد ان يكون عالما اصول الفقه كذلك في التفسير كذلك في التاريخ لكل فن ادوات والات توصل الى فهمه ومن دخل الفن دون الاته حصله الخلط العظيم وحصله آآ التخبط في هذا الفتوى لذلك الذي لا يعرف الاحاديث ولا يعرف مصطلح الحديث لا يمكن ان يميز بين والضعيف وانما يكون ناقلا وليس بعالم. قد يكون ناقل يقول الحديث صحيح وهذا ضعيف لكن لا يدري ما معناهما يمر عليه الحديث هذا حديث معظم لا يدري يمر على حديث مرسل ولا يدري ما معناه كذلك الفقه عندما يقرأ الفقه ولا يعرف اصول ادلة الفقه انما يكون مقلدا ناقلا ولا عالما متعلما او طالب علم وانما يسمى ناقل لا ثقافة بمعرفة كلام اهل العلم. فلا بد لطالب العلم ان يستكمل ادوات كل فن يطلبه ثم ذكر هنا قال لن تكون طالب علم حتى متقنا متفننا حتى يلج الجمل في سم الخياط وهذا من باب الاستبعاد ما لم تستكمل ادوات ما لم تستكمل ادوات ذلك الفن. ففي الفقه بين الفقه واصوله وفي الحديث بين علم الرواة والدراية. الفقه مثلا عندما يأخذ الانسان حكما شرعيا لا يمكن ان يقول هذا الحكم واجب او محرم او مكروه لمعرفة اصول الادلة. الادلة للكتاب والسنة والادلة منها ما هو؟ يفيد الوجوب وذلك هو الامر ومنا ما يفيد التحريم وذلك والنهي ومنا ما يفيد الاستحباب وذلك الندب وما تم بالامر الذي لا يفيد الالزام وما ومع ذلك ما يسمى ايضا بالعزيمة والرخصة ما يسمى ايضا بالمطلق والمقيد في العامي والخاص هذه لابد ان يعرفها طالب علم الفقه. اما من يدخل باب الفقه ولا يعرف مثل هذه الادوات فانه يخلط في هذا الباب خلطا عظيم مثلا مثلا عندما عندما يسمع مثلا آآ النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس اذا لم يجمع بين النصوص وبين القاء العام والخاص والمطلق المقيد يأخذ من هذا العمر انه لا يصلى لا فرض ولا نفي لا فائتة ولا حاضرة ولا شك انه ليس المراد بهذا الحديث فلابد ان يكون عالما بالعام والخاص والمطلق والمقيد والناسخ والمنسوخ وما شابه ذلك قال فيستفاد منه النضال لا يترك لا يترك علما حتى يتقن في قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اي تتلونه ويأخذون به ويتبعونه حق التلاوة والاتباع وهذا بمعنى انه يقرأه ويحسنه غاية الحسن واخذ منها الشيء قال فيستفاد من هذه الاية ان الطالب لا يترك علما دخله حتى يتقنه بقوله يتلونه حقا تلاوته. والله تعالى اعلم